|
دارفور تحتضر ومنى أركو مناوى يحدق ساكنا
|
إذا طلبت من أى متابع لتطوارات قضية دارفور عن كثب تلخيص الواقع هناك وتقديم قراءه لمجمل المشهد الدارفورى.حتما سيرد باغتضاب إنها تحتضر ولن يزيد فوق ذلك حرفا,فالشاهد أن الشهور التى أعقبت إتفاقيه أبوجا,قد بلغ فيها سقف الازمه الانسانيه والامنيه قمته. والانباء الوارده من الاقليم تقول انه يشهد أبشع أيامه فقرا وجوعا وتشردا ,حيث ما نفكت المعسكرات تشهد ذات دوامه اليأس والعنف وإنعدام الامن وإنتشار الاوبئه والامراض وبوتائر متصاعده. والاحداث المؤسفه التى شهدتها حاضره ولايه شمال دارفور(الفاشر)ماهى إلا سفح لجبل جليدى من الازمه.وهى تبين مقدار ما يمر به الإقليم من أوقات عصيبه ,وحتى لا نذهب بعيدا فالسيد /منى اركو مناوى وفى تصريحات صحفيه يقول بعضمه لسانه إن أنفجار الاوضاع فى دارفور بات وشيكا(جريده الصحافه/23 ديسمبر/2006).هذا مافتح الله به على منى,فقط إطلاق التصريحات الناريه ,عوضا عن الاجتهاد لايجاد حلول تخاطب الأزمه.والتصريح من جانب اخر يلخص فشل مناوى فى إداره الأقليم قبل ان يمضى ويفضح وجوده الديكورى فى القصر الجمهورى,وعدم مقدرته فى اصدار قرارات تكبل هذه الاحداث المتداعيه.ولنتحرك بمساحه أكبر فى ذات المحور الأمنى الذى فشل منى اركو مناوى فى إدارته.حيث شهدت الشهور التى أعقبت التوقيع مقتل الالاف من المدنيين,بجانب تشريد ونزوح ما يزيد عن 48الف مواطن وحرق48 قريه فى شمال وجنوب وغرب دارفور, والشئ المؤسف أن كل هذه القرى المحروقه تقع جغرافيا فى مناطق يسيطر عليها جيش مناوى .ويمكن ملاحظه حجم الأزمه الامنيه وإنفلات الامن تحديدا فى جنوب دارفور وبصوره أخص فى مناطق مهاجريه وقريضه التى تشهد معارك طاحنه وباستمرار بين الفصائل المسلحه من جهه وبين المواطنين وجيش حركه مناوى من جهه أخرى , والذين يحاولون باستمرار سلب أموال المواطنيين وممتلكاتهم ,عوضا عن عن تهدئه الاجواء المشوشه اصلا بانعدام الامن. ولو تجاوزنا المحور الامنى , وحاولنا مقاربه الوضع الصحى فى الإقليم,حتما سنسطر أحاديث تدمع المقل.لانه مازالت الكوليرا هى سيده الموقف هنالك, ومازالت الامراض الناتجه عن نقص الغذاء تحدق بالاطفال, ومازالت الاوبئه تفتك بالرجال والنساء,وقبل امد ليس بالبعيد أصدرت منظمه الصحه العالميه بيان أكدت فيه أن الاسهالات المائيه فى ولايه جنوب دارفور قد بلغت حد الوباء,وإن الامكانيات المتاحه اضعف من أن تمكنهم من السيطره على الوضع الصحى.اما الحديث عن الحوجه لتوفير التعليم للاطفال فى المعسكرات ورعايه الارامل والإيتام والتعويض العادل للذين فقدوا اهاليهم ,فذاك حديث إذا اردنا الخوض فيه سنكون مترفيين ليس إلا.مع أنه من الاهميه بمكان. ولكن ماذا كان رد منى اركو مناوى حيال هذه الاوضاع المزريه.فقط وكعادته أطلق تصريح نارى اخر ,هدد مكن خلاله بالعوده لمربع الحرب.نعم السيد منى اركو مناوى كبير مساعدى رئيس الجمهوريه ورئيس السلطه الانتقاليه فى دارفور هدد بالعوده إلى نقطه البدايات ,مع إنه خيار لا يملك حياله شئ. والتصريح النارى هذا لايدهشنا على الإطلاق, فالرجل قد أفلس سياسيا وبدلا أن يبنى على هذه الحقيقه طفق يستدعى الذاكره الثوريه عنده,والتى لا تعينه على ان يبحث عن بدائل سوى لغه التهديد والوعيد. ونحن بدورنا سنطلق تصريح نارى اخر مفاده.ان العوده لمربع البدايات ليس هو دائما الحل يا مناوى, ولكن الحل السحرى هو ان تترجل أنت من كل هذه المناصب وتتركها لغيرك.وبين هذا وذاك أننا نقول ايضا أن دارفور تحتضر والمسؤليه التأريخيه والاخلاقيه تقع على عاتق السيد/ منى اركومناوى,فهل سيواصل هوايته فى التحديق ساكنا ام تراه سيكون على قدر المسؤليه ويتنحى جانبا عن دارفور ومشاكلها.
|
|
|
|
|
|