|
الطرق الصوفيه وتشكيل الوعى الأسطورى
|
المستدعى للتأريخ الاجتماعى السودانى لا يمكن أن يتجاوز الادوار السلبيه التى ظلت تلعبها الطرق الصوفيه,والتى كانت بمثابه رافعه سلبيه للغايه فى إندياح دائره الوعى الحقيقى,القائم على أساس من الفكر العقلانى المستند على العلم والمعرفه لا الخرافه والأسطوره....حيث ظلت الطرق الصوفيه وبأستمرار منذ التأريخ البعيد أى ما قبل تشكيل الدوله السودانيه ذاتها,أحد أهم قنوات تغبيش الوعى,وذلك من خلال إتباع سياسيات تربويه تعلى من شأن الاسطوره والخرافه داخل الطريقه الصوفيه.وقد يكون بعض منا قد اسعفه الحظ وأطلع على كتاب الطبقات لود ضيف الله المكتنز بالخرافه والدجل والشطحات الخياليه التى كانت تمارس تأريخيا من قبل شيوخ الطرق الصوفيه.وكيف كان أتباعهم يبرعون فى تأليف القصص الخياليه عن شيوخ الطرق الصوفيه على شاكله(الشيخ الطائر)فى زمن لم يتم فيه حتى أكتشاف الطائرات الورقيه ناهيك عن طيران الناس..والشيخ الذى يسير على الماء بسجاده صلاته(الفروه)....الخ.وغيرها من خزعبلات لا تقوى على الصمود إن نحن صلابناها أمام محكمه العقل. قد نتجاوز المحاكمات التأريخيه لشيوخ تلك الفتره بحسبان ان الجهل كان هو سيد الموقف وإن مساحات الوعى كانت ضيقه للغايه.ولكن كيف نتجاوز خزعبلات وهذاءات شيوخ الصوفيه الذين عاصروا الحداثه وما بعدها.والذين إلى الأن يضخون ذات الخطاب القائم على بنيه أسطوريه, ومازال المحيطون بهم من دراويش يتحدثون إلى الان عن أن الشيخ البرعى(على سبيل المثال)سيارته تتحرك بالمياه المسكوبه من أبريقه بالضروره.وعن الشيخ ذاته(البرعى) بركته قد تسببت فى إصابه إحدى الطائرات بعطب وهى موجوده الى الان فى الزربيه وبدل نقل الركاب أصبحت ملاذ أمن لحمير الزربيه...وكيف ..وكيف.هذه الاساطير متداوله بشكل كبير بين دراويش الشيخ البرعى فى الزربيه,والمؤسف حقا أن هنالك بعض حمله الدرجات العلميه الرفيعه يروجون لذات الخزعبلات مما لا يمكن ان ينطوى على أى إنسان عاقل وسوى.ونحن هنا نضع المسؤليه المباشره لرواج تلك الافكار على شيوخ الطرق الصوفيه..والذين على ما أظن يتلذذون باتساع دائره تلك الهذاءت والخرفات..بل ويمضون بعيدا عن ذلك حيث يسمحون لانفسهم بممارسه كهنته دينيه وذلك عندما يمارسون ممارسات تدخل فى باب العلاقه بين العبد وربه فقط,ولا تحتاج إطلاقا لوسيط بشرى..ويمضون أبعد من ذلك حيث يدعون معالجه كل الامراض العضويه والنفسيه وهم ذاتهم(الشيوخ)عند إصابتهم بنزله برد خفيفه تجدهم يهرولون نحو الاطباء..وخلاصه الموضوع ان الطرق الصوفيه بشكلها الحالى يمكن ان تعتبر أحد متاريس ان يكون هنالك وعى حقيقى يقوم على العلم والمعرفه لا على الخيال الخصب ...وهى بالضروره تحول دون إندراج السودان فى المدنيه المعاصره...
|
|
|
|
|
|