|
وردي والطيب صالح ..عملاق يرحل في ذكرى عملاق!
|
لهم الرحمة جميعاً صادف امس الأول الجمعة السابع عشر من فبراير الذكرى الثالثة لرحيل الأديب والمبدع العالمي الطيب صالح وأمس السبت رحل العملاق وموسيقار افريقيا الأول محمد عثمان وردي، صحيح أن الموت غاية كل حي، لكن يبدو أن قدرنا، نحن الذين نعيش في هذه الفترة المظلمة من تاريخ أمتنا السودانية، أن نشهد تساقط الرموز و"الشجر الكبار" في ظل عقم واضح وجفاف شديد في كافة مناحي الإبداع، رحلوا وتركوا لنا بغاث الطير والبوم تنعق وتهرف في كل منبر وكل دوح ابداعي، رحلوا وكأنما صفحة الإبداع طويت برحيلهم، طالما أن ورثتهم من المبدعين الحقيقيين مغيبون بفعل القهر السياسي والاستبداد السلطوي رحل وردي قبل ان يرى رحيل السجان وقبل ان يصبح صبح الحرية وقبله غادر الطيب صالح دون ان ينتظر عودة (هؤلاء) من الجهة التي أتوا منها قدرهم وقدرنا ان نكون شهوداً على فترة الإظلام هذه قدرنا وقدرهم أن نعيش الضيم في أقسى تجلياته قدرنا وقدرهم أن نلعق المُر و"الصبِرا" في أسوأ امتهان لكرامة الإنسان وتفتيت الأوطان ولأنهم كانوا مبدعين طيبون فقد رحلوا، وهذا حظهم ألا يبقى طيب في الزمن الرديء،أما نحن، الأشقياء التعساء، فمكتوب علينا ان نبقى الى حين..فإما أن نثأر لاحلامهم، احلامنا، الموؤدة، في الحياة الكريمة والعيش الطيب أو ان نعلن الإستسلام، الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً رحم الله أمة السودان حيّها وميتها طوى الله الأحزان قديمها وجديدها +عزاء خاص للأخ لؤي شمت فقد انسرب بعضٌ من روحه+
|
|
|
|
|
|