|
مصر هي المسئول الاول عن انفصال جنوب السودان!!
|
لان مصر الشمولية عبر التاريخ وحتى اليوم لم تكن حريصة على قيام نظام سياسي في السودان لا يتواءم ويتسق مع طبيعة نظامها الشمولي المستدام بل تريده نظاماتابعا متماهيا مع نظامها في كل نبضه و تفاصيله يدجن ويستلب ويقهر ارادة شعبه مثلما تفعل هي كالعادة مع شعبها منذ عهود الفراعنة القدامي وحتى الجدد... ولذلك وقفت مصر عبر التاريخ في مواجهة ثورات السودان وتحرره وهي تناصر الاستعمار الاجنبي والشموليات المحلية ومنها هذه الشمولية الراهنةالتي ايدتها منذ اول يوم مجيئها وهي غير اسفة على ضياع ديموقراطية السودان .. ولذلك كان من الطبيعي ان تضن (الخديوية) المصرية بالدعم اللازم للمعارضة السودانية عبر هذه 21 سنة الكالحات الى درجة انها لم تسمح لها حتى بمجرد اقامة دار ولو اسمية باسم التجمع المعارض على ارضها ولم تملكهم محطةبث ولم تسمح لهم باقامة معسكرات على ارضها ولم تدعمهم بالسلاح ولا بالخبراء ولا بالمال بل كان وجود المعارضين على ارضها وجودا شكليا ويدر عليها ملايين الدولارات في مصارفها من ارصدة المعارضين وذويهم الوافدين الى مصر بينما نجد في طرف اخر قد تحملت وحدها كل هذه الاعباء في دعم المعارضة السودانية الجارة الشقيقة الحقيقية(ارتريا) الفتية الفقيرة وهي بكل كرم سخرت اراضيها وخبراتها وخيراتها وكل امكانياتها في صالح الثورة السودانية وهو امر ينبغى ان يعزز روح الاخاء بين الشعبين الشقيقين في ارتريا والسودان بل ان كانت هنالك اتجاهات وحدة حقيقية لتتجه وجهة القرن الافريقي فهي ستكون الوحدة الحقيقية بين شعوب من ارومة واحدة عبر التاريخ! لقد عملت مصر سرا برغم تامر الخرطوم في محاولتها الفاشلة لتصفية رئيسها في الحبشةعلى مد جسور التعاون السرى بينها وبين عصبة الخرطوم بعد ان ابتزتهم واخافتهم بهذه الورقة وبالفعل نجحت في مخططها بل سمحت للمخابرات السودانية على اختراق المعارضةالسودانية في اراضيها الى ان نجحت اخيرا في التخلص الدرامي من المعارضة وذلك بجرها مجبرة الى التوقيع على اتفاق القاهرة الهزيل الذي شيعت من خلاله التجمع المعارض جنازة الى الخرطوم وهو يعلن وفاته امام الشعب السوداني يستجدى فتات مائدة (نيفاشا) وهو امر جعل العصبة الحاكمة بعد وهن وخوف تستعيد قوتهابعد ان ازال لها المصريون التجمع من اراضيها وهي اليوم تمارس مزيدا من السيطرة والبطش على الشعب والمعارضة وفي المقابل فتح السودان مستبيحا اراضيه للمخابرات المصرية ولاستثمارات والعمالة المصرية... وامعانا في اهانة الشعب السودانى سمحت مصر بقيام دار للحزب السوداني الحاكم في قلب القاهرة تعبيرا عن هذا العسل السام وفي غمرة نشوة هذا (المولد) نسيت مصر ايضا جنوب السودان والحركة الشعبية وامالهم وتطلعاتهم بل غضت الطرف عن كل ممارسات عملائها في سدة الخرطوم وهم يدوسون على( نيفاشا) ومصالح شريكهم وغضت ا مصر الطرف عن استفزازاتهم لشريكهم في الاتفاقية واستفزازهم لشعبهم ولم تتدخل مصر ابدا لتردع عملاءها كى ترضي شريكهم الجنوبي... وهو امر وتر العلاقة بين الشريكين وهز قضية الثقة بينهما الى الحضيض وبالتالي اضعف من الامل في بارقة الوحدة بل عزز اليوم امال الجنوبيين في ضرورة الانفصال وهو امر سيضر بالفعل بمصالح مصر الحيوية في جنوبها امنيا ومائيا في حال قيام دولة الجنوب الجديدة والتي كلنا في رايها نحن شماليين سواء مصريين او (ماندكرو) ولذلك لا مبرر لجقلبة مصر اخيرا بعد ان تاكد لها عزم الجنوبيين على الانفصال لانها في الاساس لم تعمل لتفادى هذا الخيار..فان صدقت مصر منذ البداية مع المعارضة السودانية في اسقاط هذه العصبة وتم اسقاطهم بالفعل لما كانت الاوضاع وصلت الى هذا الحال والذي صار فيه اليوم المناداة بالانفصال ليس امرا سيقرره وحده شعب الجنوب بل تحضهم وتحرضهم عليه الحركة الشعبية بلا استحياء بعد ان فقدت الثقة فينا جميعا شماليين ومصريين! فان كان لمصر رغبة لتفادى هذا القادم المخيف المهدد لامنها واستقرارها عليها ان تراهن على شعب السودان وليس على طغاته وان تعمل من اليوم لاسقاطهم سرا وجهرا قبل الموعد المحدد للاستفتاء لان التخلص من هؤلاء هو الشرط الاساسي الذي قد يحول دون وقوع هذا الخيار المر ولكن في اعتقادى it is too late ولكنه ايضاخيار لا بديل غيره لان التخلص من هكذا اشرار لهو بالفعل عمل استرتيجي لمصلحة الشعبين في شمال وجنوب الوادى ان كانت بالفعل مصر حريصة على سلامة واستقرار شعبها ونظامها.. وبرغم ذلك ستظل مصر مسئولة بسياساتها الظالمة والداعمة لكل شموليات السودان عبر التاريخ عن انفصال جنوب السودان القادم حيث تضرر الجنوب اساسا في ظل الشموليات التي اخذت من عمر السودان السياسي الحديث بعد الاستقلال ما مجمله 44 عاما مقابل عشر سنوات هي كلها عمر الديموقراطيات الثلاث مجتمعة في السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم!!
|
|
|
|
|
|