|
الغرفة 52
|
كُنْ ارْبَعَ فَتَيَاتٍ فِيْ رَيْعَانِ الْصِّبَا وَكَانَتْ تِسَعْيِّنَاتِ الْقَرْنِ الْعِشْرِيْنَ تَمْضِىَ نَحْوَ شَبَابِهَا الْغَضُّ. جَمَعَتْهُنْ ايَّامٍ الْدِّرَاسَةِ الْجَامِعِيَّةِ فِيْ الْعُلُومِ الطِّبِّيَّةِ وَرَصِيفَاتِهَا مِنْ كُلِّ انْحَاءِ الْسُّوْدَانِ تَقْرَيْبَا (الْعَاصِمَةِ وَالْنَّيْلُ الْابْيَضُ وَ كُرْدُفَان وَ الْجَنُوبْ تَحْدِيْدا مَعَ اصُوُلَ تَمْتَدُّ هُنَا وَهُنَاكَ حَتَّىَ تُغَطِّيَ الْسُّوْدَانِ مِنْ شِمَالِهِ لجُنُوَبِهُ). وَ دَعْوَنَا نِصْفِهِنَّ بَعْدَ انْ نُعْطِيهِنَ اسْمَاءِ وَهْمِيَّةٌ قَرِيْبَةٌ لاسْمائِهُنَ الْحَقِيقِيَّةِ كَالاتِيّ: مِّىْ ذَاتِ الانُوثَةً الْطَّاغِيَةَ وَ الْصَّوْتُ الْمُتَكَسِّرُ الْآَسِرِ وَ الْعَقْلُ السِّيَاسِيُّ الْوَاسِعُ. لَا تُذْكَرُ الَا وَذَكَرْتُ نّقَاشَاتِهَا مَعَ الْجِنْسِ الْآَخَرِ فِيْ شُئُوْنِ الْسِيَاسَةِ وَ الْشِّعْرُ وَالْفِكَرُ لَكِنْ يَصْعُبُ عَلَىَ الْرَّاوِيِّ انّ يَتَذَكَّرُ انّ كَانَ مُعْظَمُهُمْ يُنَاقِشُ فِعْلَا امّ يَنْظُرُ بِلَا غَضَّ لِلْبَصَرِ. عزَّةٍ الْوَاثِقَةُ مِنْ نَفْسِهَا بِهَا شَئٍ مِنَ الْتَّمَرُّدِ وَ الْرَّفْضُ مَعَ احْلَامَ كَبِيْرَةً وَ انْكِسَارِ اكْبَرُ يَشُوْبُ شَخْصِيَّتَهَا الْتَّرَدُّدِ الَّذِيْ تُخْفِيْهِ ياظْهَارٍ شَئٍ مِنَ الْحِدَّةِ. بِنَازِيّرِ ذَاتِ الْاسْمُ الَّاتِىَ مِنْ شَبَهِ الْقَارَةِ الْهِنْدِيَّةُ وَلَوْنُ قَمْحِيْ فَاتِحَ مَعَ اصُوُلَ تَعُوْدُ لْغَرْبِ الْسُّوْدَانِ وَ رَغْبَةٌ فِيْ الْوُصُوْلَ لاهْدَافَ مُحَدَّدَةِ عَلَىَ انَّ تُنْاقَشَ الثَّمَنِ لَاحِقَا. وَ جِيْنْ فَتَاة الِدِيِنْكا ذَاتِ الْاصُولِ الْمِلْكِيَّةِ فِيْ قَبِيْلَتِهَا بِطُوْلِهَا الْفَارِعْ وَ سُرْعَةَ بَديْهَتِهَا وَ صَوْتِهَا الْعَذْبَ خُصوْصِا عِنَدَمّا تُغْنِيَ لِمُحَمَّدٍ الْامِيْنُ أُغْنِيَةً ذَادَ الْشُّجُوْنْ. الْخَامِسَةِ فِيْ قِصَّةِ الارْبَعَةِ هِىَ رُوُزْ قَرِيْبَةٌ جِيْنَ مِنْ بَعِيْدٍ حَلَّتْ بَعْدَ حِيْنٍ فِيْ قِصَّتُنَا مَحَلِّ بِنَازِيّرِ. رُوُزْ كَانَتْ شَدِيْدَةً الانَاقْةِ تُذَكِّرُ انَاقْتِهَا بِفَتْرَةٍ الْخَمْسِيْنِيَّاتِ. مَعَ جَمَالِ اخَاذِ. كَانَ سَكَنْهَنْ مَعَ بَعْضُنْ فِىْ الْغُرْفَةَ 52 فِيْ الْطَّابِقِ الْثَّانِيَ مِنْ تِلْكَ الْدَّاخِلِيَّةِ مَحْضُ صُدْفَةٌ الَا مِنْ صَدَاقَةِ جُمِعَتْ بَيْنَ مَّىْ وَ عزَّةٍ. كُنْ قَدْ جِئْنْ مُتَاخَّرَاتِ اوْ رُبَّمَا مُبَكِّرَاتٍ لَكِنْ لَمْ يُحْسِنْ تَجْمِيْعْ الْاسْمَاءُ فِيْ وَقْتِ كَافِيْ اوْ رُبَّمَا لَمْ يَعْرَنُ الْامْرِ اهْتِمَاما. مَيّ كَعَادَتِهَا لَمْ تَقُلْ شَيْئا لَكِنْ عزَّةٍ تَبَرَّمَتْ قَلِيْلا اذْ لَمْ تَتَعَامَلُ سَابِقَا مَعَ فَتَيَاتٍ مِنْ الْجَنُوبِ بِالاضَافَةِ لِعَدَمِ اسْتِلْطَافِهَا لُّبِنَازِيّرِ اذْ كَانَتِ تَعْتَقِدُ مِنْ مَعْرِفَةِ سَابِقَةٌ انَهَا مُجَرَّدِ مُنْتَفِعَةً مُتَسَلِّقَةً. بِنَازِيّرِ الَّتِىْ تُعَرِّفْ مَاذَا تُرِيْدُ اظْهَرْتَ كُلُّ ذَلِكَ الْقَدْرَ مِنْ الابْتِسَامَاتْ الْمُرَحِّبَةٍ لزمِيلَاتِ الْغُرْفَةَ الْجَدِيْدَةٍ جِيْنْ كَذَلِكَ صَافَحَتْ الْجَمِيْعْ فِيْ تَحَفُّظٍ وَيَبْدُوَا انّ امْرِ الْسَّكَنِ كَانَ اخِرُ مَا يِشْغَلُهَا فِيْ تِلْكَ الْلَّحْظَةِ. مَضَىْ الْيَوْمَ الْاوَّلُ بِدُوْنِ انّ يُحِسُّ بُوْطاتِهُ احُدٍ اذْ كَانَ الْجَمِيْعُ بَيْنَ اجْرَاءَاتٍ تَسْجِيْلُ وَ تَرْتِيْبَ مَتَاعُ: تُدْخِلِ هَذِهِ لِتُخْرِجَ تِلْكَ. لَكِنْ الْايّامِ مَضَتْ سَرِيْعَا وَاذْ بِفَتَيَاتِنا الْارْبَعِ يَجِدْنَ انْفُسِهِنَّ مُنْدمْجَاتِ الَيَّ حَدٌّ مَا مَعَ بَعْضٍ الْمُنَغِّصَاتِ الْخَفِيفَةِ فَمَثَلَا جِيْنْ لَنْ تَشَارَكَ فِيْ الْتَّنْظِيْفِ لِانَّهُا مَرِيْضَةٌ بِالازِمّا. بِنَازِيّرِ كَانَتْ تُسْرِفُ فِيْ وَضْعِ بَعْضٍ الدَهَانَاتِ الْطَّبِّيَّةٌ لِعِلاجٍ بَشَرَتَهَا الْحَسَّاسَةِ وَمُطَارَدَةُ بِثَوْرِ حَبَّ الْشَبَابْ فِيْ وَوَجْهَا بثرة بثرة وَهِيَ لَا تَكَلُّ وَلَا تَمَلُّ الْحَدِيْثِ عَنْ بَشَرَتَهَا الَّتِيْ كَانَتْ رَائِعَةَ فِيْ يَوْمٍ مَا. عزَّةٍ كَانَتْ تَجِدُ بَعْضٍ هَذِهِ الدَهَانَاتِ خَاصَّةً الْحَاوِيَةْ عَلَىَ عَسَلٍ الْنَّحْلِ مُقْرِفُ لِذَا كَانَتْ تَتَجَاهَلُ بِنَازِيّرِ وَيُسْعِدُهَا انّ تَلْجَأُ بِنَازِيّرِ لِسَرِيرِهَا فِيْ الْاعْلَىْ. نَّسِيْنَا انّ نُذَكِّرُ انّ بِالْغَرْفَةِ ارْبَعَةِ فُرُشٍ مُوَزَّعَةً عَلَىَ سَرِيْرَيْنِ مِنْ طَابِقَيْنِ وَ خِزَانَتِي مَلَابِسِ وَ مُنتَضَدَتِيّ مُذَاكَرَةِ وَمَرْأَة كَانَتْ صَدِيْقَةَ الْجَمِيْعُ. خُصِّصَتْ هَذِهِ الْغُرْفَةَ لطالْبِتَينَ فِيْ الْزَّمَنِ الْجَمِيلِ لَكِنْ ثَوْرَةُ الْتَعْلِيْمِ الْعَالِيَ قَرَّرْتُ انْ تَدَعْهَا تُحَمِّلَ ارْبَعَةِ وَ لِحَمَلَتِهَا الْمَزِيْدِ لَوْ اسْتَطَاعَتِ الَا انْ مَسَاحَةٌ الْغُرْفَةِ الْصَّغِيْرَةِ حَالَتْ دُوْنَ ذَلِكَ . وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ الَّحْصُوْلُ عَلَىَ غُرْفَةٍ فِيْ تِلْكَ الْدَّاخِلِيَّةِ يُعْتَبَرُ نَصْرا حَقِيْقِيا فِيْ ذَلِكَ الْزَّمَنِ. مِّىْ كَانَتْ تَرْفُضُ طعام الْدَّاخِلِيَّةِ وَ لَا تَأْكُلْ الْفُولْ اوْ الْعَدَسَ مَما اضْطُرَّ عزَّةٍ لْمَرَافَقْتِهَا كَثِيْرا لِتَنَاوُلِ الْطَّعَامِ خَارِجَ الْدَّاخِلِيَّةِ بِصُوْرَةٍ ارْهَقَتْ مِيْزَانِيَّةٌ الصَدِيقَتَينَ الْمَحْدُوْدَةِ جَدَّا. كَانَتْ دَفَاتِرِ تَذْاكِرْ الْطَّعَامَ الشَّفَّافَةِ الَّتِىْ وَزَعْتُهَا الْجَامِعَةِ كَثِيْرَا مَا تَسْتَبْدِلْ لِنَقُودَ اوْ تُبَاعُ لِطُلابِ مَا يُعْرَفُ بِالصُّنْدُوقِ الذَّنْ كَانُوْ اسْوَا حَظّا بِكَثِيْرٍ . الْمُهِمْ عَلَقٍ جَدْوَلُ نَظَافَةِ وَ تَرْتِيْبَ الْغُرْفَةَ عَلَىَ الْبَابِ بِخَطِّ وَاضِحِ وَ كَانَ عَدَمُ الِالْتِزَامِ مَعْنَاهَا مَعْرَكَةٌ كَلَامِيَّةٌ حَامِيَةً لِذَا اثَرٌ الْجَمِيْعُ الْسَّلامَةِ فَالْتَزَمُوْا بِالْجَدْوَلُ مَا امْكِنْهُمْ ذَلِكَ مَعَ تَغْيِيْرَاتٍ مِنْ حِيْنِ الَيَّ اخِرَ. وَصَفْنَا الْغُرْفَةَ كَمَا اسْتَلَمْتُهَا فَتَيَاتِنَا فَدَعُوْنَا نَرَىْ اثَارَ عَيْشَ فَتَيَاتِنَا.عَلَىَ احْدِيْ المُنتَضُدَتَينَ تَنَاثَرَتْ اعْدَادِ مِنَ الْنُّسْخَةِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ مَجَلَّةِ اسْتَيْقَظَ الْتَّابِعَةِ لْجَمَاعَةِ شُهُوْدٌ يَهْوَهَ الَّتِيْ تَنَتْمَىِ لَهَا جِيْنْ وَ الَّتِيْ تَعَرَّفْتُ عَلَيْهَا سَاكِنَاتِ الْغُرْفَةَ مِنْهَا وَكَبْفَ كَانُوْا يُنْكِرُوْنَ الْصَّلِيبِ وَ الْبَعْثَ الَا لِلاخْيَارٍ. عزَّةٍ كَانَتْ تَجِدُ فِيْ الْرُّسُومِ الْمُلَوَّنَةٍ لِلْجَنَّةِ وَ الْنَّاسِ الَّذِيْنَ يُبْدُونَ سُعَدَاءَ وَالَّتِي كَانَتْ تَعُجُّ بِهَا الْمَجَلَّةِ تَسْلِيَةٌ طُفُوُلِيَّةً مُحَبَّبَةٍ. وَكَثِيْرا مَا دَارَتِ نِقَاشَاتِ بَيْنَ مَيّ وَعزَّةٌ مِنْ جَانِبِ وَ جِيْنَ مِنْ جَانِبِ. جِيْنْ ذُكِرَتْ انَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَةً حَتَّىَ الْمُرَاهَقَةِ ثُمَّ عَادَتْ لِلْكَاثُولِيكِيّةً ثُمَّ تَرَكْتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ لِشُهُوْدِ يَهْوَهَ. فِيْ تِلْكَ الْنِقَاشَاتْ كَانَتْ جِيْنْ تُهَاجِمُ الْقُرْآَنَ وَ تَصِفُهُ بِانَّهُ غَيْرُ حَقّيِقِيِّ وَانْ جَهَنَّمَ مُجَرَّدِ اسْطُوْرَةُ اغْرِيقِيّةً وَكَانَ هَذَا يُثِيْرَ غَضَبُ عِزَّةٍ وَمَىَ . مَيّ كَانَتْ شَدِيْدَةً الْتَّدَيُّنِ وَلَايّكّادٍ يَمُرُّ يَوْمٍ دُوْنَ انْ تَقْرَأَ جُزْءٌ مِنْ الْقُرْآَنِ الَا لِعُذْرٍ شَرْعِيٍّ. الْغَرِيْبَةِ انّ جِيْنْ كَانَتْ تُحِبُّ سَمَاعِ تِلَاوَةِ الْقُرْانِ فِيْ مَسْجِدِ كُلِّيَّةِ الطِّبِّ مِنْ صَوْتِ مَاجِدٌ كَامِلُ وَ الَّذِيْ تَأَسَّفَتْ عَلَىَ مَقْتَلِهِ فِيْ تِلْكَ الْحَرْبِ اللَّعِيْنَةِ. جَدَلً خِلَافِي اخِرَ سَرَعَانُ مَا كَانَ يُشْعِلُ الْغُرْفَةَ اذَا تَحَدَّثْتُ الْفَتَيَاتِ عَنْ الْحَرْبِ فِيْ الْجَنُوْبِ جِيْنْ كَانَتْ تَغْضَبُ وَ تَصِفُ الشِماليّيِّينَ بِالْغَبَاءِ وَ تَقُوْلُ لَوِ تَعْلَمُوْنَ مِقْدَارٍ مَا فِيْ نُفُوْسِ الْجَنُوِبِيينَ مَنْ بِغَضٍّ تُجَاهَ الْشَمَالِيّينَ لَوَلَّيْتمّ فِرَارا .الْغَرْيِبَّ فِيْ الامْرِ انْ الْفَتَيَاتِ اكتشفْنَ انَّهُنَّ يُحْبِبْنَهُا وَ تُحبّهُنَ. كَانَتْ اسْعَدُ اللَّحَظَاتِ اذَا حَمَلْنَ فُرُشَهُنَّ الَىَّ الْسَّطْحُ يَسْتَمْتِعْنَ بِلَيْلٍ الْخُرْطُوْمِ الْهَادِئْ اوْ غَنَّتَّ جِيْنْ بِصَوْتٍ شَجَىً صَمْتُ لَهُ الْجَمِيْعُ وَ رُبَّمَا دَمَعَتْ الْعُيُوْنِ. لَمْ تَكُنْ فِيْ لُغَةِ جِيْنْ الْعَرَبِيَّةِ ايً لُكْنَةً وَ كَذَلِكَ تَعْبِيْرِهَا . وَلَعَلَّ هَذَا مَا جَعَلَ مَيّ وَ عزَّةُ وَ جِيْنْ يَصْدُرْنَ صَحِيْفَةٌ سِيَاسِيَّةٌ مِنْ صَفْحَتَيْ فْلِسِكَابِ كَانَتْ تَحْوِيْ بَيَانَاتُ مِنْ تَنْظِيْمَاتٍ سِيَاسِيَّةٌ مِنْ مَحْضِ الْخَيَالِ يُعَلَقِنْهَا بِلَيْلٍ لِيَجِدَنًّ فِيْ الْصَّبَاحِ انْ هُنَاكَ مِنْ ازَالَهَا . كُنْ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ نِكَايَةٌ بِفَتَيَاتٍ الْنِّظَامِ رَغْمَ انْتِمائِهُنَ لتَنْظَيْمَاتِ سِيَاسِيَّةٌ مُعَارَضَةِ مُتَعَدِّدَةٍ. بِنَازِيّرِ كَانَتْ تَنْتَمِيْ لِلْنِّظَامِ وَتَفَنَّنَتْ الْفَتَيَاتِ الْثَّلاثُ فِيْ خِدَاعِهَا وَ الْتَلَاعُبِ بِهَا وَ تَزْوِيدِهَا بِالْمَعْلُوْمَاتِ الْخَاطِئَةِ دُوْنَ انْ تَشْعُرُ وَهِيَ تَظُنَّ انَهَا الاذْكَىْ وَانَّهَا حُصِّلَتْ عَلَىَ مَعْلُوْمَاتٍ مِنْهُنَّ دُوْنَ انْ يَدْرِيْنَ. امّا فَتَيَاتِنَا فَقَدْ مَارَسْنَ الْعَمَلِ السِّيَاسِيُّ الْطُّلابِيُّ مَعَ تَنْظَيمَاتِهُنَ الاصَلِّيَّةْ فِيْ سَرِيَّةٍ شَدِيْدَةٍ حَضَرْنَ اجْتِمَاعَاتِ فِيْ امّاكِنِ يَصْعُبُ عَلَىَ الْانْسَانِ انَّ يَتَصَوَّرُهَا مِثْلَ عَنَابِرُ الْمُسْتَشْفَيَاتِ اوْ رُبَّمَا هِيَ سَهْلَةٌ الْتَّصَوُّرِ اذْ كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْمُتَاحِ لَكِنْ اجَهِزَةْ الْنِّظَامِ فَشِلْتُ فِيْ التَّعَرُّفْ عَلَىَ تِلْكَ الاجْتِمَاعَاتِ. بِنَازِيّرِ كَانَتْ مَشْغُوْلَةً خِلَافٍ دِرَاسَتِهَا بِتَعَلُّمِ الْتَصَوَيْرْ الْتِّلْفِزْيُونِيّ مَعَ جَمَاعَتِهَا الْحِزْبِيَّةِ. وَقَلِّلْ هَذَا الْامْرِ مِنْ وَطْأَتُهَا عَلَىَ سَاكِنَاتِ الْغُرْفَةَ الاخْرِيَاتِ اذْ كَانَتِ بَعْضٍ الْمَهَامِّ تَجْعَلُهَا تَخْتَفِيَ يَوْمَيْنِ اوْ اكْثَرَ. قُلْنَا فِيْ بَدْءِ حِكَايَتُنَا انّ جِيْنْ كَانَ هُنَاكَ مَا يِشْغَلُهَا وَذَلِكَ انَّهَا كَانَتْ تُدْرَسَ الْصَّيْدَلَةِ ثُمَّ تَأَثُّرٍ جَهَازِهَا التَّنَفُّسِىِّ بِالْمَوَادِّ الِكِيمائِيّةً وَقَرَّرَتُ الْتَّحَوُّلِ لِكُلِّيَّةِ اخْرَى قَرِيْبَةٌ كَمَا نُصْحِهَا الْطَّبِيْبُ لَكِنِ ذَلِكَ الْامْرَ وَاجَهَ عَقَبَاتٌ فِيْ الْجَامِعَةِ حَتَّىَ وَصَلَ الْامْرِ لِوَزِيرِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِيْ فِيْ ذَلِكَ الْوَقْتِ وَالَّذِي قَابَلَتْهُ جِيْنْ عِدَّةٌ مَرَّاتٍ وَقَىَ مُرَّةَ مَنْ الْمَرَّاتِ قَالَتْ لَهُ ( حَوَّلَنِيْ ايً كُلِّيَّةِ انْشَاءَ الْلَّهُ ايً كُلِّيَّةِ كَلَامَ فَارِغٌ) نَظَرَ لَهَا الْوَزِيْرِ بِاسْتِغْرَابٍ وَهُوَ لَا يَدْرِيَ انّهُ قَدْ سَقَطَ فِيْ الْفَخِّ وَ قَالَ وَ مَاهِيَ الْكُلِّيَّةَ الْكَلَامِ الْفَارِغِ ؟ فَاجَابَتْ بِسُرْعَةٍ (كُلِّيَّةِ الادَابِ). وَ كَانَتْ تَعْلَمُ انَّ الْوَزِيْرِ خِرِّيْج تِلْكَ الْكُلِّيَّةَ. غَضِبَ الْوَزِيْرِ وَ هَاجَمَهَا وَ اتَّهَمَهَا بِانَّهَا سَلِيْطَةٌ الْلِّسَانِ لَكِنَّهُ وَقَعَ بِالْقَلَمِ الْاخْضَرِ عَلَىَ الْمُوَافَقَةِ بِالتَحْوَيلَ لِكُلِّيَّةِ طِبِّيَّةٌ اخْرَى. لَمْ يَكُنْ الْحُبِّ وَ الْعَوَاطِفُ غَائِبَا عَنْ فَتَيَاتِنَا مَيّ كَانَتْ الْاوْفَرَ حَظا فِيْ هَذَا الْجَانِبِ رَغْمَ انَّهَا كَانَتْ تَرْفُضُ الارْتِبَاطِ الْعَاطِفِيِّ. كَانَتْ الْعَرُوضِ الْمُقَدِّمَةِ لَهَا كَثِيْرَةٍ وَ دَسِمَةً اذْ كَانَ بَعْضُ مُعِجُبِيُّهَا مِنْ رَاكِبِيْ الْفَارَّهَاتِ وَكَانَ حُضُوْرِهِمْ بِاسْتِقْبَالِ الْدَّاخِلِيَّةِ مُشْكِلَةَ لَعزَّةَ اكْثَرَ مِنْهُ مُشْكِلَةَ لُمِّيْ اذْ كَانَتِ تُصِرّ عَلَىَ انَّ تُرَافِقُهَا عزَّةٍ لِتِلْكَ الْمُقَابِلَاتِ الَّتِيْ تَتَحَوَّلُ بِحُضُوْرِ ثَلَاثَ اشْخَاصٍ الَيَّ مُقَابَلَاتٍ رَسْمِيَّةٌ جَافَّةِ.كانت عزَّةٍ تُحِسُّ فِيْهَا بِضِيَاعٍ الْوَقْتِ الَّذِيْ يَمُرُّ بَطِيْئَا صَامِتَا وَ الْزَّائِرِ يُعْجِزُ عَنْ الْكَلَامِ مُفَكِّرَا فَيّ كَيْفِيَّةِ الْتَّخَلُّصِ مِنْ ذَلِكَ الاسَّفِينَ امّا مَيّ فَكَانَتْ تُحَقِّقُ هَدَفُهَا بافَسَادِ زِيَارَةِ الْضَيَفْ دُوْنِ انّ تَتَحَمَّلُ وِزْرَ ذَلِكَ. عزَّةٍ كَانَتْ احْلامَهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِقَرِيْبٍ لَهَا بَدَتْ عَلَاقَتِهَا بِهِ فِيْ الْتَّدَهْوُرِ وَهِيَ تُحَاوِلُ تَرْمِيْمُهَا فِيْ صَمْتْ دُوْنَ جَدْوَىْ. انْشْغَالَهَا بِعَلَاقَتِهَا تِلْكَ افْسَدَ عَلَيْهَا عَلَاقَاتِ اكْثَرَ نُضْجَا وَ مِصْدَاقِيَّةٌ لَكِنَّهَا لَمْ تَعْرِفْ ذَلِكَ فِيْ حِيْنِهِ . امّا جِيْنْ فَقَدْ كَانَتْ تُحِبُّ ذَلِكَ الْطَّبِيْبُ الْجَنُوْبِيِّ الْوَسِيمُ وَ الَّذِيْ كَانَ مَحَطَّ اعْجَابُ الشِمَالِيَاتِ وَ الْجَنُوْبِيَّاتِ وَكَانَ يَبْدُوَ انْ جِيْنْ تَكْسِبُ الْجَوَلَةَ الَا مِنْ بَعْضٍ الْمُنَغِّصَاتِ مِنْ عَلَاقَةٍ سَابِقَةٌ لَهُ كَانَتْ نَتِيْجَتُهَا طِفَلّةَ فِيْ عَامِهَا الْاوَّلُ اوْ الْثَّانِيْ فِيْ ذَلِكَ الْوَقْتِ. بِنَازِيّرِ كَانَتْ مَخْطُوبَةً لْقَرِيبُهَا الَّذِيْ يَعِيْشُ فِيْ اوْرِبُا لَكِنَّهُ لَمْ يَعُدْ مُنْذُ سَنَوَاتْ وَبَدَأَ الْقَلَقْ يَتَسَرَّبُ لَهَا وَلاهْلَهَا عَنْ مُسْتَقْبَلٍ الْعَلَاقَةٌ. رُوُزْ الْزَّائِرَةِ الانِيقَةً كَانَتْ لَا تَهْتَمُّ لِلْعَلَاقَاتْ وَبَدَتْ مُنْشَغِلَةٌ بِدِرَاسَتِهَا اكْثَرَ لَكِنْ بَعْدَ حِيْنٍ ظَهَرَ لِلْجَمِيْعِ انَهَا تُعَانِيْ مِنْ مُشْكِلَةَ عَدَمِ اسْتِمْرَارِ الْعَلَّاقَاتْ وَكَانَ تَفْسِيْرَهَا انّ الشُّبَّانُ الْجَنُوْبِيُّوْنَ كَانُوْ يَعْتَقِدُوْنَ انَهَا اصْبَحْتُ تُفَكِّرُ وَ تَتَصَرَّفُ كَالشِمَالِيَاتِ. هَا قَدْ جَاءَ رَمَضَانُ وَذَا بجَينَ تَقُوْمُ بَاعْدَادِ الْافْطَارَ كَمَا هُوَ دَوْرَهَا فِيْ الْجَدْوَلِ بَلْ انَّهَا فِيْ رَمَضَانَ كَانَتْ تَشَارَكَ رَفِيْقَاتُ الْغُرْفَةَ تَأْخِيْرِ الْغِذَاءِ الَيَّ مَوْعِدُ الْآذَانِ. الْعَلَاقَةٌ الانَ تَوَطَّدَتْ وَ امْتَدَّتِ الَيَّ الْمَعْرِفَةِ الَيَّ الاهْلِ خَارِجَ الْدَّاخِلِيَّةِ وَالْجَامِعَةَ اصْبَحْتُ الْحَيَاةِ اجَمَلٌ الَا مِنْ عِبْءٍ الْدِّرَاسَةِ الْثَّقِيْلِ. ثُمَّ حَلَّتْ بِالْجَامِعَةِ احْدَاثِ جِسَامُ وَتَزْوِيْرُ اتِخَابَاتِ اتِّحَادِ الْطُّلابُ وَ هُرِعْتُ فَتَيَاتِنَا يُشَارَكْنَ فِيْ الاحْتِجَاجَاتُ وَ يُحَاصَرْنَ مَكْتَبَ مُدِيْرُ الْجَامِعَةِ مَعَ جْمُوْعَ الْطُّلابُ الْهَادِرَةُ وَ الْجَمِيْعُ فِيْ غَضَبٍ وَ فَوْرَةُ حَمَاسَ انْسَتْهُمْ حَتَّىَ الْطَعَامُ الَا مِنْ بَعْضٍ قِطَعِ بِسْكّوْيَت سَرَعَانُ مَا نَفَذَتْ فَاقْتَاتَ الْبَعْضِ عَلَىَ ثِمَارِ الْمَّاجُوَ الْخَضْرَاءَ بَعْضٍ انْ اضَافُوا لَهَا الْمِلْحُ الَّذِيْ وَجَدُوْهُ عَلَىَ مِنَاتَضدّ كَافِتِيْرِيَا كُلِّيَّةِ الْاقْتِصَادِ ثُمَّ هَاجَمَتِ قُوَّاتِ الْامْنِ الْجَامِعَةِ اعْتُقِلَ مْ اعْتُقِلَ وَ اصِيْبَ مِنَ اصَيِّبَ وَفِّرْ مِنَ فَرَّ. وَ انْتُقِلَا الْمَعْرَكَةِ الَيَّ الدَّاخَلِيَاتِ وَ جَاءَتْ الشَائعَاتِ بَانَ فَتَيَاتٍ يَنْتَمِيْنَ لِلْنِّظَامِ تَمَّ ادْخالَهُنَ لِلدَّاخَلِيَاتِ فَكَانَ انّ وُزِّعَتْ دَّوَرِيَاتِ الْحِرَاسَةِ طَوَالَ الْلَّيْلِ بَيْنَ الْطَّالِبَاتُ تَنَاوَبَا وَ تَسَلَّحَتْ الْطَّالِبَاتُ بِكُلِّ شَئٍ وَجَدَهُ بَقَايَا الْكَرَاسِيَّ المُحَطَّمَةٌ وَ قُضْبَانِ الْخَشَبِ مِنْ خَزْانَاتِ المَلَابِسِ. وَ فِيْ جَوِّ مِّثْلَ هَذَا كَانَ لَابُدَّ انّ تُغَادرُ بِنَازِيّرِ الْغُرْفَةَ 52 وَانْ تَطَالْ يَدَ الْحِسَابِ جَمِيْعُ سَاكِنِيْ الْغُرْفَةَ مِنْ ادْارْةِ الْدَّاخِلِيَّةِ. وَمَضَتْ الْايّامِ وَ انْشَغَلَ الْجَمِيْعُ بِالِامْتِحَانَاتِ وَ سُرْعَانَ مَا عَادَ الهُدُؤِ لَكِنَّهُ حَمَلَ تَغْيِيْرَاتٍ اذْ عَادَتْ رُوُزْ تُحَمِّلَ كَتَبَهَا الْثَّقِيْلَةِ ثُمَّ احُضرّتِ بَطَّانِيَّةٌ كَبِيْرَةً وَزَادَتْ لَحَظَاتِ الْبَقَاءُ وَ تَحَوَّلَتِ الَيَّ مَبِيْتَ وَ اثْنَائِهَا كَانَتْ جِيْنْ وَ عِزَّةٍ وَمَىَ يَنْظُرْنَ الَىَّ بَعْضُهُنَّ فِيْ تَعْجَبْ لِهَذِهِ الْضِّيَفَةِ الْثَّقِيْلَةِ الَّتِيْ حَلَّتْ بْغُرِفِتُنَ بِدُوْنِ اسْتِئْذَانْ بِدُوْنِ انّ يَنْبَثنِ بِبِنْتِ شَفَةٍ. بَعْدَهَا بِايّامِ وَفِيْ لِحِظّةِ صَفَاءِ كَانَتْ مَيّ تَقْفُ بِجَانِبِ الْبَابِ تُحَمِّلَ قَلَّمَا عَرِيْضَا وَقَالَتِ سَاكْتُبُ عَلَىَ هَذَا الْبَابِ الْابْيَضُ بَيَتَ شَعَرَ يُعَبَّرُ عَنِّيْ وَعَلَيْكُمْ انّ تَخْتَارُوْا ابَيّاتِ شِعْرِ تُعَبِّرُ عَنْكُنَّ. فَكَتَبْتُ اسْمُهَا وَتَحْتَهُ كُتِبَتْ (اشَارْتِنا تَكْفِيْ الْحَوَائِجَ بَيْنَنَا نَحْنُ سُكُّوتَ وَ الْهَوَىَ يَتَكَلَّمَا ) وَاشَارَتْ لَعزَّةَ فَامَلتُ عزَّةٍ الْبَيْتِ (لَا تَجْرَحِ الْتِّمْثَالَ فِيْ احَسَاسَهْ فَلَكُمْ بَكَىَ فِيْ صَمْتِهِ تِمْثَالُ ) ثُمَّ حَانَ دَوْرُ جِيْنْ الَّتِيْ كُنْتَ عَلَاقَتِهَا الْعَاطِفِيَّةِ تَمُرُّ بِمَرْحَلَةٍ تَكُوْنُ اوَّلَ تَكُوْنُ فَقَالَتْ لُمِّيْ اكْتُبِيْ (الْحُبٌّ لَيْسَ رِوِايَةٌ شَرْقِيّةٌ بِخِتَامِهَا يَتَزَوَّجُ الْابْطَالِ لَكِنَّهُ الْابِحَارٍ دُوْنِ سَفِيْنَةٍ وَشُعُوْرِنَا انّ الْوُصُولِ مُحَالٌ ) فَفَعَلَتْ ثُمَّ صاح الْجَمِيْعُ بِنَازِيّرِ الْغَائِبَةِ مَاذَا نَكْتُبُ عَنْهَا ثُمَّ سُرّعَانَ مَاكْتُبْنَ (هُوَ جَدْوَلُ الْاحْزَانِ فِيْ اعْمَاقَنَا تَنْمُوَ كُرُوْمِ حَوْلَهُ وَغِلَالُ ) وَ الْتَفَّتِ الْجَمِيْعْ فِيْ وَقْتٍ وَاحِدٍ نَحْوَ رُوُزْ قَائِلِيْنَ انْتَ يَارَوزُ مَاذَ نَكْتُبُ عَنْكَ فَخَرَجْتُ مِنْ تَحْتِ غَضَّاءُ الْسَّرِيْرِ وَقَالَتِ اكْتُبْنَ يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا نَحْنُ الْضُّيُوْفُ وَ انْتَ رَبُّ الْمَنْزِلِ وَتَطَايَرَتْ عَصَافِيْرَ الْضَّحِكِ الْبَرِئَ فِيْ ارْجاءِ الْغُرْفَةَ قِيَ فَرِحَ وَفُكاهَةً وَ بَيْنَمَا كَانَتِ مَيّ تُكْتَبُ بَيَتَ شَعَرَ رُوُزْ انْمَحَتْ كِلْ حَوَاجِزَ انْتِمَاءِ رُوُزْ كَعُضْوٍ اصِيَلْ فِيْ الْغُرْفَةِ 52 .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الغرفة 52 (Re: Nazik Eltayeb)
|
Quote: فَخَرَجْتُ مِنْ تَحْتِ غَضَّاءُ الْسَّرِيْرِ وَقَالَتِ اكْتُبْنَ يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا نَحْنُ الْضُّيُوْفُ وَ انْتَ رَبُّ الْمَنْزِلِ وَتَطَايَرَتْ عَصَافِيْرَ الْضَّحِكِ الْبَرِئَ فِيْ ارْجاءِ الْغُرْفَةَ قِيَ فَرِحَ وَفُكاهَةً وَ بَيْنَمَا كَانَتِ مَيّ تُكْتَبُ بَيَتَ شَعَرَ رُوُزْ انْمَحَتْ كِلْ حَوَاجِزَ انْتِمَاءِ رُوُزْ كَعُضْوٍ اصِيَلْ فِيْ الْغُرْفَةِ 52 . |
متابعة متشوقة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغرفة 52 (Re: ياسر بيناوي)
|
الاعزاء صلاح عباس فقير محمد عمر جبريل الصادق صديق سلمان احمد محمد بشير محمد الطيب يوسف Mohammed Ahmed Saeed الامين محمد علي ياسر بيناوي
سعيدة بمروركم ومتابعتكم
| |
|
|
|
|
|
|
|