|
سودان الالفية الثالثة و السير عكس اتجاه الحضارة !!
|
سودان الالفية الثالثة و السير عكس اتجاه الحضارة
احب ان ابتدر هذا الكتابة بمقولة للمجرم اريل شارون المتنفذ الاسرائيلي السابق حيث قال في لقاء تلفزيوني و كان يتحدث عن نموذج الدولة الفاشلة الحقيقيتين التاليتين اولاً: الدولة الفاشلة لا تملك السيطرة الكاملة علي اراضيها حيث تنتشر الجماعات المسلحة في اجزاء واسعة من ترابها. ثانياً: الدولة الفاشلة تصرف علي نفسها باستغلالها لمواطنيها و هذا ما نعنيه عندما نقول دولة الجباية السودان بهذه المعايير مثال حقيقي لدولة فاشلة و ممعنة في الانحطاط
السودان كان مأزوما منذ خروج المستعمر و اتجه في نموه الاقتصادي في اتجاهات قادت البلاد الي الوضع المخزي الذي نعيشه الان. الاسلاميون هم نتاج كل تلك المبادرات السياسية الفاشلة التي ادارتها النخب السياسية التي حكمت منذ 1954 الي 30 يونيو 1989 . ما فعله الاسلاميون في السودان بعد انقلاب ما يسمي بثورة الانقاذ الانقلاب الذي خطط له و نفذه الدكتور حسن عبد الله الترابي و زمرته او عصابته التي عرفت في ذلك الزمن بالجبهة القومية الاسلامية ، انقلاب عام 1989 في 30 يونيو ، وحدهم الاسلاميون يتحملون نتائجه المفجعة . تدهور التعليم العام و الجامعي لابعد درجات التدهور لدرجة انه اصبح تقريبا في وضع فوضوي و غير مثمر تدهور قطاع الصحة حيث اصبحت مؤسسات العلاج هي مراكز الموت المدفوع الثمن، حيث يدفع المواطن تكلفة العلاج من الالف للياء ليموت جراء انعدام المعايير المعروفة للخدمة الصحية. يتجلي فشل سياسات النظام الصحية بشكل كبير في الطريقة التي تعامل بها النظام مع اضراب الاطباء الاخير . قطاع خدمات الكهرباء، بعد تطبيق سياسة الدفع المقدم او ما اطلق عليه المواطنون نظام الجمرة الخبيثة، لا تتوفر الخدمة بصورة مرضية حيث تتعرض الاحياء السكنية لقطوعات كهرباء لا تهتم الدولة لا باخطار المواطنين عن مواعيدها و لا تهتم بتعويض المواطنين خسائرهم عن انقطاع التيار الكهربائي او ورود الكهرباء للمنازل بجهد غير منتظم اما ضعيفة او عالية تخرب اجهزة المواطنين الكهربائية التي كلفتهم الكثير حتي يمتلكوها
خدمات مياه الشرب: المياه بعيدة كل البعد عن ما تعرفه الانسانية بمصطلح المياه الامنة للاستخدام البشري حيث تحتاج العائلات لاستخدام ال filters هذا اذا كانت المياه اصلا متوفرة في الحنفيات ، اجزاء كبيرة من الوطن ليست بها شبكات مياه و لا موارد مياده صالحة للاستخدام البشري. و الغالبية العظمي من المواطنين يستخدمون المياه الوارد للبيوت بالحنفيات الموبوءة بالامراض و التلوث. ما يعرفه العالم الان عن السودان هو رئيس الدولة مطلوب لدي محكمة الجنايات الدولية ICC متهما بجرائم حرب ضد سكان دارفور. حادثة لبني احمد الحسين الجلد و السجن فقط لانها لبست بنطلونا نسائيا غالبا ما يكون قد تم شراءه من اسواق الخرطوم و ليس من باريس او لندن. انتخابات السودان الاخيرة وصفتها دوائر الدبلوماسية العالمية و و كالات الانباء و المنظمات الدولية بانها دون المعايير المعروفة دوليا. عمليات عسكرية يروح ضحيتها كل يوم اعداد كبيرة من المدنيين في دارفور او الجنوب. انتهاكات منظمة و محمية بقوانين ملفوظة لحقوق الانسان. صحفيون معتقلون و يتعرضون للتعذيب. اطباء معتقلون و يتعرضون لسوء المعاملة من قبل منتسبي الاجهزة الامنية. موت محزن لطلاب الجامعات فيما يشبه التصفيات الجسدية لكل الطلاب الناشطين في قضية دارفور امثال الشهيد محمد موسي و طالبات جامعة نيلا
انتشار جماعات الهوس الديني او التكفيريين مطلقي اليدين يهددون الناس و يمارسون عليهم ارهابا فكريا يستفيد منه النظام الاسلامي الحاكم . و يتجلي ذلك في هرب منفذي الاعتداء الظالم علي السائق السوداني و الدبلوماسي الامريكي في هربهم من سجن كوبر. السلطة لا يهم عناصرها شيء من قضايا المواطنين، حيث اصبح الان معلوما ان المنصب العام هو مدخل للثراء الاسطوري الذي لا يمكن لاحد البسطاء ان يتصوره . بالنظر لما هو معروف عن السودان عن سكان الارض و لو حاولنا نحت صورة متخيلة عند أي مواطن لاي دولة في قارة افريقيا،اسيا، اوربا ، استراليا او الامريكتين او حتي دببة القطب الشمالي و بطاريق القطب الجنوبي اليس السودان في الالفية الثالثة هو ذاهب عكس اتجاه الحضارة . و ما خفي اعظم!
طه جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
|