إضراب الأطباء والثالوث: قسم أبقراط، المَطالب، وبطش النظام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2010, 05:33 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إضراب الأطباء والثالوث: قسم أبقراط، المَطالب، وبطش النظام

    ظل العمل النقابي في السودان، منذ نشأته الأولى، مُرتبطاً بالعمل السياسي ومَوْسوما بِجَرائِره!
    ومِن العبث أن يُجادل، أيّاً كان، في استقلالية النقابات والعمل النقابي عن السياسة في السودان. وطبيعة هذا الارتباط تعود لأسباب غاية في البساطة، إن لم نقل البديهيّات:
    فالمطلب الأوّل والأساسي، للعاملين في شتى ضروب المِهَن والأشغال العامّة والخاصّة، هو: حقّ العاملين في تكوين نقابة لهم، ولتعبّر عن مطالبهم بالأجر المُجزي والعادل، وتهيئة بيئة العمل لشروط الخدمة الإنسانية، وحقهم في التظاهر السلمي والإضراب عن العمل. فهذا المطلب/المطالب، هو، أيضا، ما تنادي به الأحزابُ السياسية، ومُنظمات العمل المدني وحقوق الإنسان في السودان؛ فهي تناضل من أجل أن تعمل بحريّة، وتكوين تنظيماتها دون حجْر. فهذه المطالب السياسية/النقابية، أو النقابية/السياسية، لا مجال لقيامها إلا في ظلّ دولة ديمقراطية تتمتّع بقوانين نابعة مِن دستور دائم، ومؤسسات الدولة الضامنة لكل ذلك.
    فالعمل النقابي والعمل السياسي أصبحا يتشاركان المصلحة العامة في بُناء مثل تلك الدولة الحديثة. ولكنّ التشابه، والتشارك في بعض الأساليب والوسائل، يجب أن لا يُنسينا طبيعة العمل النقابي، والنضال من أجل المطالب العاجلة/الآنية للأطباء، تلك التي يُمكن تحقيقها في ظل، أو هجير، هذا النظام.
    كما يجب أن نؤكد على أنّ تلك المطالب إنّما تهدف إلى مصلحة الطبيب والمريض على حدّ سواء؛ فتحسين الأجور والبَدَلات وحقّ الطبيب/ة في العلاج.. إلخ، مَقرون بشرط تحسين بيئة العمل، التي هي توفير كلّ مستلزمات المستشفيات والمراكز الصحيّة العامة، بالأدوات والمُعدّات والمعامل والأجهزة.. إلخ، والتي هي مِن صميم مطالب نقابة الأطباء ولجنة الإضراب.
    إنّ المُعاناة التي يتكبّدها المُداوي، حين يكون هو نفسه في حاجة إلى دواء، ويتهدّده الفقرُ والجوع، وحين تغلبه الحيلة في تقديم أيّ خدمة أو ترياق لمُعاودهِ، سوى الكلام ،لا حدّ لها.وليس من السهل وصفها لمَن لم يكتوي بها. ومِن المُؤكد أن المريض، وجزعِه وجزع أهله وذويه، أضعاف ذلك بدرجات.
    ومن هنا يستغل "النظامُ الفاسد" الغضب الشعبي للمرضى وأهلهم، بشُبهة تخلي المضربين عن أخلاق المهنة، وبالقسوة وعدم المبالاة والأنانية. ومما يزيد البلبلة، لهذا الوضع البائس، هي "الشفقة" التي جرّت الكثيرين للكتابة ضدّ هذا الإضراب، وبحسن نيّة أو سوءها، إلى جانب الذين يتضامنون معه برفع الشعارات السياسية غافلين عن أهدافه ـ دون النظر إلى الأسباب الموضوعية التي أجبرت الأطباء لاتخاذ مثل هذا القرار المؤسف. وهو مؤسفٌ، ليس لأنه كان من الممكن تفاديه، بل لأنه لا مناص منه، أو فيه، أو مُجير!

    فبنظرة سريعة، وبدون تأمّل، إلى آخر ميزانية (مُوازنة؟!) وضعها مُهندسو صرف موارد البلاد والعباد، ومُراكمي فاتورة ديونه، يُمكن أن نرى ونفهم إلى أيّ درجة من الوضاعة والخسّة وصل لها أولئك المُتشدّقون ببرامج "إنقاذ الوطن" من وهدَته، والسيرَ به إلى رحاب التقدّم والرفاهية!
    فتلك "النِسب المئوية" المخصّصة للدفاع عن تراب وطننا العزيز، وأمنه، تشي لكلّ مَن يقرأها مِن أجناس بني آدم وحواء في مشارق الأرض ومغاربها، بأنّ هذا البلد/السودان يخوض حروباً كونيّة ضدّ الطامعين فيه مِن دول الجوار، والقارة الأفريقية والآسيوية، ورأس الحيّة الاستعمارية ـ أمريكا وأذنابها التابعين للإتحاد الأوروبي.. تشي لهم بكل ذلك، وتحضهم على الإسراع إلى إرسال القوافل البحرية والجوية والبرية ـ لفكّ الحصار عنّا!

    كتبَ "أمجد إبراهيم":

    Quote: يستعرض الاستاذ علي محمود حسنين ملامح من ميزانية العام 2010 في ندوته في لاهاي كلاتي

    77% لمقابلة الأمن والدفاع والمؤسسات السياديه.
    23% لبقية مواطني السودان البالغ عددهم حاليا 39 مليون مواطن

    الارقام ادناها بالجنيه القديم
    ميزانية وزارة الصحه 122 مليار
    ميزانية وزارة التربية والتعليم 31 مليار
    ميزانية القصر الجمهورى 235 مليار جنيه.
    من ناحية اخرى
    ميزانية مشروع توطين العلاج بالداخل 4 مليار
    ميزانية مجمع الفقه الأسلامى 1,288 مليار
    و لنتأمل
    دعم العلاج بالمستشفيات. 18 مليار
    ميزانية دعم العلاج بالحوادث 19مليار
    ميزانية الرعاية والتنمية الأجتماعية 6 مليار
    ميزانية تأهيل مبانى وزارة الدفاع 121 مليار

    و لنتعجب سوياً
    ميزانية بنك الدم 18 مليون جنيه
    مصلحة الملاحه النهريه 632 مليون جنيه.
    جملة مشروعات المياه القوميه 2,5 مليار
    تنمية الملاحة النهريه 8 مليار
    ميزانية رئاسة مجلس الوزراء 24 مليار
    نُذر الحرب الأهلية الشاملة في السودان تلوح في الافق ...!



    ولو حقق المُضربون الحد الأدنى، لا الأعلى، لمطالبهم ـ سيكون من حقنا أن نطالبهم بأن يقسموا ويُردّدوا مع "أبقراط"، من جديد:

    Quote: "أقسم بأبولو وأسكليبيوس وهيجيا وبانكيا وجميع الأرباب والربات وأشهدهم، بأني سوف أنفذ قدر قدرتي واجتهادي هذا القسم وهذا العهد. وأن أجـعل ذلك الذي علَّمني هذا الفن في منزلة أبويّ، وأن أعيش حياتي مشاركًا إياه، وإذا صار في حاجة إلى المال أن أعطيه نصيبًا من مالي، وأن أنظر بعين الاعتبار إلى ذريته تمامًا كنظرتي إلى إخواني وأن أعلمهم هذا الفن ـ إذا رغبوا في تعلمه ـ دون مقابل، وأتعهد أن أعطي نصيبًا من التعاليم الأخلاقية والتعليمات الشفهية وجميع أساليب التعليم الأخرى لأبنائي ولأبناء الذي علَّمني وللتلاميذ الذين قبلوا بالعهد وأخذوا على أنفسهم القسم طبقًا لقانون الطب، وليس لأي أحد آخر.
    ولن أعطي عقارًا مميتًا لأي إنسان إذا سألني إياه، ولن أعطي اقتراحًا بهذا الشأن. وكذلك لن أعطي لامرأة دواءً مجهضًا. وسوف أحافظ على حياتي وفني بطهارتي وتقواي. ولن أستخدم الموسى حتى مع الذين يعانون من الحصوات داخل أجسامهم. وسوف أتراجع لمصلحة الرجال المشتغلين بهذا العمل.
    وأيا كانت البيوت التي قد أزورها، فإنني سأدخل لنفع المريض، على أن أظل بعيدًا عن جميع أعمال الظلم المتعمَّد، وجميع الإساءات وبخاصة العلاقات الجنسية سواء مع الإناث أو مع الذكور أحرارًا كانوا أو عبيدًا. وسوف أظل حريصًا على منع نفسي عن الكلام في الأمور المخجلة، التي قد أراها أو أسمعها أثناء فترة المعالجة وحتى بعيدًا عن المعالجة فيما يتعلق بحياة الناس، والتي لايجوز لأحد أن ينشرها. فإذا ما وفيت بهذا القسم ولم أحِدْ عنه، يحق لي حينئذ أن أهنأ بالحياة وبالفن الذي شَرُفت بالاشتهار به بين جميع الناس في جميع الأوقات؛ وإذا ما خالفت القسم وأقسمت كاذبًا، فيجب أن يكون عكس هذا نصيبي و جزائي."

    http://www.marefa.org/index.php/قسم_أبقراط
                  

06-09-2010, 09:42 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضراب الأطباء والثالوث: قسم أبقراط، المَطالب، وبطش النظام (Re: عادل عبدالرحمن)

    قالَ أبقراط الحكيم:

    { أقسم بأبولو وأسكليبيوس وهيجيا وبانكيا وجميع الأرباب والربات وأشهدهم، بأني سوف أنفذ قدر قدرتي واجتهادي هذا القسم وهذا العهد }

    قدر القدرة والاجتهاد؛
    هذا ما يستطيع كل إنسان، يبذل علمه ومَنفعَته للآخرين، بأن يقسم به. ومَن يقسم بأن يفعل أكثر من ذلك، فلا بدّ من أنه مجرّد دَعِي، وأفّاق. أما أن نطالب الآخرين بأن يفعلوا مِن أجلنا بأكثر مِن طاقة البشر واجتهادهم، فليس معنى ذلك سوى أننا نظنهم أنبياءَ، أو سَحَرَة.
    والحكومة التي تخصّص 23% مِن ميزانيتها العامة، للتعليم والصحة، وكافة الخدَمات المُقدّمة مِن الدولة للمواطنين، بينما تخصّ الأمن والدفاع والمؤسسات السيادية ب 77% ليست سوى حكومةٍ مِن الحَراميّة.

    مِن المُتعارف عليه بين الشعوب السودانيين، أننا بلدٌ يشتهي دوماً، ويحنّ إلى ماضيه.. وأيّامه السعيدات. فبعَد كل ثورةٍ أو هبّةٍ فحكومة ديمقراطيّة، يجرفنا الحنينُ إلى زمان العساكر والدكاكر الذي ولّى. وبعد أكثر مِن خمسة عقود على خروج الخواجات أولاد الحرام، يصرّ مَن عاصرهم مِن الجدود والحبّوبات، بأن زمانهم كان أحلى!
    وبما أنني من السائرين على سُنة السودانيين وصراطهم القويم المُؤدّي إلى التشاؤم بالحاضر، والتمني بعودة القديم، صرتُ مُغرما بعد السنين ـ مُذ غادرت البلد ـ للتكهن بكَمْ حازَتْ أحوالُ الناس من التقهقر والتراجع عن الأمم:

    في عام 1991 بمدينة ود مدني مرضت خالتي فجأة بعد نص الليل، فهُرعنا بها إلى قسم الحوادث بالمستشفى. وحين أتانا، بعد طول انتظار، الطبيب الوحيد ـ مقابل العشرات مِن المرضى وضحايا السير في الشوارع راجلين، ومَن تسمّموا بالطعام الرديء أو الكحول الرخيصة ـ كان "طبيبنا" بلا سمّاعة، مُجهدا متكدّرا متورّم العينين مِن السهر والغبينة. وشرح لنا بأن زميل له أخذ "سمّاعته" وجرى بها لنجدة حالة حرِجة لمريض في إحدى العنابر. وبعد قليل اكتشفنا (أنا وخالتي والطبيب) بأن جهاز قياس ضغط الدم لا يعمل، ولم يعد هناك مِن طعّانات الدواء في الأجساد العليلة ـ سوى تلك التي لا يستعملها العاقلون والعارفون إلا مرّة واحدة، فيطرّون لاستخدامها عدّة مرات بعد غليها في الماء بُغية التعقيم! ثمّ اكتشفنا (أنا وخالتي فقط، هذه المرّة) وبمعاونة إحدى الممرضات التي تبرّعت بالمعلومة، أنّ بإمكاننا شراء سرنجة جديدة من خفير المستشفى المرابط عند بابها..
    وفي الحقيقة، لا أودّ الاسترسال في حكي بقيّة التفاصيل العجيبة والغريبة التي مررنا بها، لكيْ لا أتهَم بسِعَة الخيال، وزيادة الحَلّة كوز موية..! عندها طلبت مني خالتي (التي كانت قد تبوّأت لسنين طِوال منصب مُفتشة التمريض في "المحافظة، المديرية، الإقليم الأوسط، الولاية"؟! ففي الحقيقة لم أعد أذكر هل كان المُتغيّر هو اسم وظيفة خالتي أمْ الرقعة الجغرافية التي تعمل بها، وكل ما أذكره أن خالتي كانت قد استقالت من وظيفتها قبل أشهر من ذلك اليوم، لأنّ وزير الصحة، في تلك الرقعة من البلاد، كان قد تصرّف في بعض المُخصصات (حواليْ ¾ المبلغ فقط) لصيانة وإعادة تأهيل المراكز الطبية الريفية (حوالي 150 مركز فقط، لا غير) واشترى سيّارة ألمانية لنفسه، اسمها مطابق لاسم زوجة الروائي المُخرّف ماركيز ـ ميرسيدس، وسيّارة أخرى مخصصة للمنزل، يابانية هذه المرّة، من النوع الواسع ليَسَع أفراد أسرته التي عمادها هوَ.
    المهم، أن خالتي كانت قد طلبت مني الذهاب إلى المنزل وإحضار السمّاعة الطبية وجهاز ضغط الزفت، وكل السرنجات والشاش واللِصَق، وكل ما تقع عليه عينايْ في المنزل، مِن الأشياء والحاجات التي لم تقع عليها هنا ـ في هذا المشفى!

    إنّ الطبيب/ة المُنهك من الممساسكة والجري وراء المواصلات، الجائع، المريض، الخائف من الغد، المُتحسّر على دراسة الطب، ويعمل في مراكز شفاء ليس فيها دواء أو مِشرط سَنين ومُعقم، بلا مكتبات ومجلات علمية أو معامل أو وسيلة حديثة للتواصل مع العالم الذي يُنتج كل يوم ما هو جديد ومُكتشف..
    فالطبيب/ة الذي يعمل في بيئة مثل هذه، ويُطلبُ منه شفاء المُصابين والواقفين على حافة الوداع للحياة، ويُطلب منهم ومِنهنّ بث الأمل في الأرواح السقيمة ورفع العَنت والمُعاناة عنها ـ
    لا بدّ أن يكون نبيّا،
    مسيحاً،
    أو مَجدليّة..

    وإنْ لم يكن،
    لا بدّ له من أن يكون ساحرا ـ
    يُعالج الناس بأنامله، وتمتمات شفتيْهِ،
    والأمنيات الطيّبات!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de