الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2010, 09:05 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!..

    ...


    هدف القرن!!
    رسم أعقدالأخيلة بريشة القدم!!





    الفتى ديغو مارادونا، استلم الكرة من أردليس، سحبها إليه؟ لم تكن كرة جلدية!!، لم تكن ريشة فنان، كانت أكثر، وأعمق!!، استحالت بين قدميه جوهرة، كائن حي، مكور، يمتلئ جوفه بالروح، والمكر..، وشائج عشق، يحبها، وتحبه، يظهر مفاتنها، وتظهر روحه الشاعرية، بائنة فيه، وكائن فيها.

    الكرة الأرضية، الكرة الطينية الضخمة، تراقبه، على مدرج أمم متحدة حقيقي، وقد بشرهم حدسهم بأن في الأمر أعجوبة، أبن الأزقة الفقيرة، يجري بالكرة الجلدية، كتمت الكرة الطينية أنفاسها، هي الأخرى، لكرة جلدية صغيرة تحت قدمي شاعر عظيم، يركض بثقة تبوح بأسرار، تدرك بالحدس، بأن في الأمر أمثولة ستلد اليوم، بل بعد لحيظات، أمسكت شعوب الكوكب الأرضي، الغارق نصفه في الليل، والنصف الآخر في النهار، وأطرافه غروب ساحر وشروق جديد، انفاسهم، وهم يرون فتى احياء بونيس ايرس القذرة، يسعى في الملعب، راع ونعجة حبيبة، طيعة، وحيدة، مكورة، بلا قرون، أو ضرع، ولكنها تدر، أعظم حليب، يرشف بالعين، والقلب !!...

    لا صوت، بالمعلب، أو خارجه، 120 ألف متفرج، ومليارات المشاهدين، غرقوا في معاناة تأويل ما سيكون، لحظة إطراق كونية، لأعجوبة، ستبوح بها قدميه الذهبية بعد قليل، نبأ عظيم، سيهز أفئدة الناس، فقد كان يجري في أرض أخرى، وبإرادة أخرى، وخيال آخر، عصي الفهم، والاستعياب، حال من العشق، ومقام من الموهبة الفريدة، جعلت الفرق بينه، وبين اللاعبين معه، أو ضده، كالثرى، والثريا، لا يعرف الشوق، إلا من يكابده، كائن آخر، ثملا بالموهبة، بالشعر، كان هنا، وكان هناااااك، في كل مكان، يخلق فيه الشعر، وصوره الذهبية.

    بؤرة الوجود، قلب الكون، في قهاوي القضارف، ومستشفيات الكنغو، وقطارات الأرجينتن، يزين شاشات التلفزيون، شاعر هندي عجوز يسكن إهابه الفتي، جده امبرتكو أكابال، الشاعر العظيم، أحال ملعب إستادو أزاتيكا في مدينة مكسيكو سيتي، إلى مسرح يوناني عتيق، حوار بين مواهب وعقول، وإرادة..

    أمامه 60 مترا، رحلة حج، بين البدء والمنتهى، أنساب بحدس غريب، يتهكم من الخصم بطريقة سقراط، الكرة تحت قدميه، كاهنة دلفي لاتعرف ما يخبئي الفتى الارجنتين الفقير، من مكر، ومرواغة، لا يؤمن بالمسلمات، يبتكر وهو في حجه الطويل نحو المرمى، أخيلة فريدة، وفهم شامل لمواقع النجوم في الملعب، والسماء، لا يشغله خصم عن فن، وسرعة عن أتقان، ووارد عن وسواس، جسد قوي، ماهر، لين، كما لو أنه خلق من الشعر، نسجت جوارحه من رشاقة الغزال، ومكر الثلعب، وسرعة الفهد، وقوة الأسد، وعين الصقر، وروح شاعر هندي أحمر، ورثها جسده الماهر، كي يجسد أعتى الخيالات، وأغربها، ومستحيلها..

    يخطو كمفاجأة متجدد، وقوة، وإرادة، ومهارة، مسكونا بتلك اللحظيات التي تدرك أواصر القربى بين الفكر الازلي، والحادث، وأنوار الكواكب، وأيقاع الحياة، وحركة الارض، وقلوب البشر، ذلك الومض، الذي يشع في الجسد، ويرفعه من قبور العادة، لحياة النشوة، وجوهر الحياة، كوة تطل على الماضي البعيد، والغد الأبعد، مستلهما علاقة كل شئ، مع كل شئ، كائن بائن، يدس ذاكرته في الماض، وحلمه في الغد، ويراهم كنهر مسجي أمامه، ويحيل جسده مجرد ذبذبة فكر، وعشق، يتضوع أكسيرا، وخاتم منى، وشفافية، وروعة، ودهشا...

    بداخل الفانلة الزرقاء، وخلفها رقم "10" أناء حي، بوتقة فكر، ومنارة وعي ساطعة، محتشدا بالذاكرة والخيال والإرادة والعاطفة، والتحدي، تغني روحه أحلام التحدي، والثأر الخلاق، بوعي لما يريد، ولما يرغب، بذهن حاد، يدرك اللحظة المقبلة، كسهم ذكي، جاء من وتر الماضي ، ويسعى لكبد الحقيقية، يريد أن يذل الانجليز، وينتقم لدماء فوكلاند، هذه، بتلك، أطوار الثأر الخلاق، الجنرال ماردونا، يهزم عسكر الانجليز المدنيين، لوحده..

    أنطلق من نصف معلبه، سرت في الكرة الطينية، ذلك الصمت الذي تسمع فيه حركة إبرة الساعة اليدوية، كأنه رعد، وضربات القلب، كأنها قنبلة أنفجرت، أمسك الناس انفاسهم، لا شهيق أو زفير، بل كرة تخضع لبهلوان ماكر، يفكر أسرع من الآخرين، بل أعمق، وأجمل، وينفذ ويمارس ما يبوح له خياله الكروي العجيب، مستلهما ما سمعه وورثه من حكايات واساطير الهنود الحمر العجيبة، غارق كفنان فيما ترسمه ريشه قدمه بالكرة، يرسم خطط عسكرية مباغته، على ضوء تأمله لنيه العدو، ويباغته قبل أن يرمش له طرف، غزال أمام سلحفاة، وشاعر أمام عالم، إيها المنكح الثريا سهيلا؟!! بربك، كيف يلتقيان!!..

    لا كاهن، أو عراف يقرأ خطواته المقبلة، يبتكر طريقه بجدة، لم يسبقه خيال عليه، أو ذاكرة، يرسل نفسه بعيدا عن ركام العادات والتقاليد الكروية، "أن يكون نفسه، وليس غيره،"، بارع، يحبس الأنفاس، بجدة متناهية، لم تلد، أو تولد سوى الآن، الآن!! ماثلة تخرس ملايين البشر، وكان سلامها توديعا، كبرق عجيب، يضئ حنايا الكوكب كله، بالمدهش، الذي لم يمور بخاطره، أو تجتره ذكرى...

    الآن في نص الملعب، بل زد عليه قليلا، بشكله الكاركاتوري القصير، بارز الصدر، وأحدب، الصدر، يبدو جميلا، أمام عيني أمه، أمه هؤلاء المتفرجين كلهم، في الملعب، أو شاشات التلفزيون، المحبة ترى جوهر الاشياء، تزخرف كل شئ، سحب الكرة، ثم ربطها بحبل غير مرئي برجله، بنى قلعة خفية حولها، عين زرقاء اليمامة لن تبصرها، ثم مضى كملك، على سجاد أخضر حي، كعازف، كعبقري، كأنشتأين، "يدرك قوانين الضغط، والاحتكاك، والقوى ورد الفعل"، في زمن يخرج عن التصور..
    امامه مساحة خالية، لا أدري ماهي اللغة التي يتفاهم بها مع الكرة، إنه من قبيل سليمان، ينقرها وهو مسرع نقرات عجاب، برفق وتأني، مع سرعته الفائقة، كأنه يقرفها، كعازف ينقر الوتر لخلق نغمة لا تزيد أو تنقص فتفسد اللحن، يضربها بظهر الحذاء، حيث السيور، كأنه يمسد ظهر حبيبة، أو يمرر على عنقها ريشة حمام وهي غافية، حالمة، يالها من علاقة عصية الوصف بين قدمه والكرة، سر بينه وبين الكرة، لا يعرفه إنسان ليتوقعه، ولا خصم فيدركه، يدفرها امامه كراع ونعجة يتيمة، كشاعر وقصيدة، تحس برغبة الكرة في اللعب معه، تبدو كطفل يتشعلق على ظهر أبيه، تعرفها، يعرفها، يعرف جوهر حركتها، وقدرتها، ونبض قلبها المكور، ويعرف رغبتها في معانقة الشبابك، كما يرغب الأطفال في التهام الحلوى، أمام اب كريم، رحيم، وقادر، لا يرفض لهم طلبا..
    هو والكرة، لا أحد معه، هو في واد، واللاعبين في واد آخر، كان في تلك الحالات العجيبة من التجلي، حين تحس بأن الكون كله في راحة يدك، كما أمر المسيح البحر الهائج فسكن كطفل، (سلطان النور على الظلام، تلك الغريزة الفطرية للشمعة في دحض فلول غبشاء)، جرى كإعصار مباغت،، واجهه لاعب انجليزي، طفل أمام حاوي يخرج الفيل من كمه، والأرانب من اذنيه، والخريف من رجليه، والسحب من كم قميصه، وفي آن واحد، تذبذبت عيناي اللاعب الانجليزي كفأر خائف، كل توقعات الطقس لا تنفع معه، تركه مذهولا، أمام معادلة في الفيزياء والخيال والقدرة، صعب فهمها أو هضمها، إلا بعد لحيظات من حدوثها، (أين اختفى ماردونا)، هكذا ثارت خواطر اللاعب الانجليزي، لم يجده امامه!!، وحين نظر خلفه، وجد الإعصار تجاوز أكثر من ثلاث لاعبين أنجليز، وهو في طريقه لحارس حزين، شقي، رمى به القدر أمام الإعصار ، ومباغته الشعر والشعور البكر، السعيد، والمشرف على الموت، لا يتفاهمان..

    حاوي، غجري، يرقص في الحبل، وهم يترنحون في الطرق الوسيعة، بعيد تسجيل الهدف، والكرة في طريقها لمعانقة الشباك ، رفع ريشه رجله من الكرة، بعد أن أ كمل رسم لوحة الجوكندا، بأبتسامتها الساحرة ليوم الناس هذا، وتبختر عزا، ومجدا مع ملايين المعجبين،،!!..
    كأنه استخدم وشم تشي جيافارا المرسوم على كتفه الأيسر، تعاويذ الهنود الحمر، قرأ في تلك اللحظة طالع النجم والأفلاك، أنها يأتمر بها الآن، بمواقع النجوم، فتشبه بالبخور، في رقته وسحره، كائن بلا عظم أو عمود فقري يسعى في الملعب، بخور يشم ولا يقبض، مضى كملك على سجاد أخضر حي، محروس بدعوات حواري ارجتنينا، وقلوب ذات غصة في جرح فوكلاند، يرتدي القميص ذو الخطوط الزرقاء والبيضاء، الماء واللبن، الفطرة والعلم...
    لامست الكرة الشباك، اشتعلت المشاعر، وببساطة محكمة، نسخت أعتى الأعراف، والفوارق كأنها أكسير حر، أغرقت الكوكب كله في ثمالة الفرح، ما أغرب المشاعر، واحدة على اسارير البوذي، والمسلم والضال، تداعت النشوة، كأنها تصغي لحكاية "وحدة الوجود"، كمسلمة فكرية، وروحية، وإنسانية، صبي ميكانيكي في ساحل العاج، ومريض في مستشفى منتفيدو، ومسافرين في قهوة في طريق القضارف، كلهم قفزوا، للأعلى، تكاد تقسم بأن لحظة تسجيل الهدف، لم يكن أحد يمس الأرض، كلهم حلقوا في السماء، كالطيور، والشعراء، والعشاق، صار الكوكب روضة أطفال، أطفال بين سن السابعة والسبعين !!،
    إنها مجرد 60 متر، فقط، تجلت فيها قدرة الجسد الإنساني، وبكنوزه العجيبة (العقل والقلب)، خلق متعة، شعورية، تشئ، بمواهب الجسد العريقة في الرقص، والفكر، واللعب، واللهو، وسرب أخر، من صفات ثمان، واسماء حسان، كامنة فيه كمون النار في الحجر,,,

    هاهي، كرة جلدية منقطة، كجلد فهد، تتهادى، كهدف ذكي، مرسوم، وكرة طينية، منقطة بطيف من شعوب، ثملة بالفرح، تسعى في فلك لانهائي، بسحر فيزيائي، وفكري، وروحي لا يضاهى، ما أعذبهما..


    ملحوظة:
    نص قديم، عن هدف شاعري، رواغ فيه
    الخيال الذكي، والمهارة المتقدة،
    خيال آخر، ابطأ، وأقل فظهر الفارق بين موهبة الشمس، وموهبة القمر.




    ....
                  

06-08-2010, 09:56 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    يتخيل الغصن، ويطيعه الظل..
    كرة قدم مجازا.. بين غصن الذهن، وظل لقدم.





    كرة القدم، نشوة اشتراكية، ففي الأحياء الشعبية، ومن سقط متاع شراب قديم، تجعل فتى أسمر، شبه عاري، يقفز في حوشهم الطيني، كما لو أنه قرأ بيت شعر لابن للعباسي أو جوته،، أو جماع، أو استرق السمع للفلاتية، وهو يسجل هدفا بين ضلفتي الباب الخشبي، وآخر يراوغب، مصوبا عينه بمكر هنا وهناك، ، وتحته كرة شراب، وبنية خداع الخصم، ينظر لأتجاه، ويولي الأدبار بأتجاه أخر..
    من قال ان كرة القدم تلعب بالقدم؟ أنها مكر، وفكر وخيال، والقدم مجرد ظل، لغصن دافي في المخيلة البشرية..
    وثالث ينقر صفيحة قديمة، بيد سكرة بالنصر، ويرقص حوله ايفاع ونساء وشيوخ حفاة، وأخرين حزانى، لهزيمنة نكراء، لادماء فيها، أو موتى...

    إنها اللعبة الشعبية، الدينكاوي، والفلاتي، والجعلي، والقبطي، والصوفي، واللاديني، يجلسون معا في المدرج، وتعتري أجسادهم ذات القشعريرة، يالها من وحدة جود، ووجدان، تجعل من أي هدف يهز الشباك، يهز معه مشاعر الكوكب، المسيحي، والبوذي، والمسلم، ، من وراء لبوس الإختلاف، لعرس الإتلاف، وتشئ الكرة، في بلادي، بأواصر وحدة، وبركة موهبة تخصب حياة الجميع، بلا استثناء، متجاوزة حجب القبيل، ووسن العرف، وترتاد قلب الوطن، وعقله المتوثب، للوحدة الازلية، وليس فسيفساء طمع، وجهل، موقت، يجهله بعض الساسة، ولكن الشعب، والارض، تعرف الوحدة، كالإغاني، والموسيقى، وتجوب سمائه سحب من الجنوب والشمال، والنيل، يتداعى، في حبل افكاره الرزينة، الخصبة،، غربا وشرقا وجنوبا، دون ان يقطع حبل خريرة خاطرة حقد، وتصور كاذب، ومصلحة ساذجة، واعتقاد مهووس، سودان واحد، مغسول كله بنسيم حنون، وتراب، كل ذرة تمسك بيد الآخرى، على مدى البصر، على مدى الوطن، ورقة سمراء، تحن لرسم وقصيد، ونبض عظيم!!..



    ....
                  

06-08-2010, 10:18 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)


    ...


    قون .. قووون ... قوووووووون!!..

    إهداء للهلالابي الكبير، المقيم في القلوب رقم صفر.. وكم تسامرنا في هدف العجب هذا بسوق واقف،
    وإهداء لصديقي طارق المكي (كم وش باسم)، والحمد لله، هارون دياب مشغول في البلد، وخلى إدمان النت
    .




    قون قووون، قوووووووووووووون!!..
    صرخ المذيع في استاد المريخ، وأمامه كتلةٌ كثمرةِ الباذنجان، تُسَمَّى (مايكرفون الإذاعة)، هذه الصرخة جرت إلى الشرق، تخطَّت النيلين، ثم سبحت في البطانة حتى وصلت أمضبان. وفي ذات الوقت تشظت، لعددٍ غير متناهٍ، وجرت للصحراء الشمالية حتى دَقرتي، وركضت غرباً إلى (لوري) بدفورد بين نيالا والجنينة، وإلى مدرسةٍ داخلية، وسجن النساء، وحلَّقت كعصفورٍ فوق صليبِ كنيسةِ مريم البتول بحلَّة حمد، وعَبَرَت من تحتِ بوابةِ عبد القيوم، وتخلَّلت لحية تمثال عثمان دقنة في الركن الجنوبي الغربي لحديقة البلدية ببورتسودان، كلهم سمعوا قوووووووووووووون، هذه، وفي ذات الوقت!.
    وللحق؛ لأول مرةٍ يحتضن (جابر) خطيبته (فاطمة) أمام أهلها، ولأول مرةٍ يصرخ المساجين بصوت عال أمام الضباط في فسحة السجن، ولأول مرة يصرخ، وفي آنٍ واحد، ثلاثين مليون سوداني، عجزت الأديان والأفكار والسياسات والهواتف النقالة في توحيدهم، رغم نشاطها العجيب، الكثيف، الفاشل!!..

    ***
    وإليكم وصف الهدف الذي جاء في الوقت القاتل، (ياتُرَى لم سُمِّي قاتلاً؟، أمن الحكمة: "الوقت كالسيف، إن لم تقتله قتلك")، وللحق الوقت قاتل محترف، وخفيّ، فالمقابر تنتظر الجميع، بلا فرز، والمسألة مسألة "وقت"، لا أكثر..
    ***
    الكرة الجلدية، أقعلت من الأرض كطائرة، بل أقعلت من قدم (بَاكْ) المريخ، ثم ارتفعت، ومالت نحو الغرب، حتى استقرت بالقرب من العجب، هذه الكرة الصغيرة، المنفوخة، المنقَّطة، كانت تُراقبها عيون أكثر من 40 ألف إنسان؛ بل عاشق، ومتوتر، وجائع، ورئيس، وحرامي، وفي وقتٍ واحد، بل لحظةٍ واحدة، (إن شاء الله حَالِي، هكذا صاحت الشمة المنسية)، استلمها العجب بهدوء، أمامه مدافع، وثاني وثالث، استسلمت الكرة كمهرةٍ مُطيعة، وعَجِزَت ذاكرة الخصم في فهم مكر خياله، تخطَّى الأول والثاني، ومن الخلف امتدت رجل أحد الخصوم وعرقلت اللاعب بالقرب من خط 18، وضع الحكم الصافرة في فمه ثم نفخ فيها، وهو يشير بيده لموقع الجريمة..
    ماهذا؟، ما هذه الحمى، والغرور، والهوية، والفرح، والحزن، مما تفعل الكرة الجلدية، وهي تدخل الشباك، أو ترتطم بالقائم، فيتحسر الناس، كما لو أنهم خسروا تجارة، أو فقدوا شخصاً عزيزاً؟، بسببها يستقطع الفقير من قوته، كي يدخل المباراة، ويشجع، ويخرج مبحوح الصوت، واللاعب الذي يسجل هدفاً، ينطّ ويتشقلب كالأطفال، ولا يمتعض أحد من هذا الفعل (الشنيع)، بالمنطق، (ياراجل اتقي الله، فلو تشقلب هذا الرجل في الشارع، في البيت،).. لقيل عنه، ما لم يقله مالك في الخمر، إنه الكبرياء الوطني، إن كان (موت الجماعة عيد)، فما بالك بفرحهم، إنه فردوس، فردوس حقيقي..
    ****
    هدف جميل، خدعت الكرة الجلدية سبعة لاعبين، وكأنها صقر حقيقي، ذكيّ وماكر، يفلت من الصيد بذكائه الفطري، الكامن فيه، سارت الكرة بشكلٍ مقوَّس، لأن القدم التي ركلتها قد قمزتها من طرفٍ معلوم، ركلةٌ تتوحد فيها، بل كامنةٌ فيها، قواعد الفيزياء والضغط والميكانيكا والأبعاد، كي تدور الكرة حول نفسها، وحول رؤوس المدافعين، وتسير بخطىً معلومة نحو الشباك، أبعاد ودوران ومسافات، رسمت لها القدم هذا المصير المخادع، كي تحجّ باتقانٍ تام، ومكرٍ أتم نحو شباكٍ محروسةٍ بحارسٍ ومدافعين أقوياء، إنه صراعُ عقول، وقد انحدر نحو الأقدام، (نظرات العجب نحو الكرة، ونحو القائم والحارس والمدافعين، ثم نظرة داخلية، نحو مكرٍ داخلي، سحرُ الخيال، إنه يكيد كيداً) لمعت عيناه بذكاءٍ طفولي، وكأنه يحشد ذكائه وقدرته وخياله في رجله اليمنى، ثم تقهقر نحو الخلف، مثيراً لدى المدافعين، بل الجمهور، كل الاحتمالات، الممكنة، وغير الممكنة، ثم ركض نحو الكرة فاتحاً كل الاحتمالات، من الخوف والرهبة والرغبة، إن تسجيل هدفٍ عملٌ ذهنيّ، يعني إلمامٌ ذكي باحداثيات المحيط، وتفسيره وتوظيفه. رَكَلَ الكرة بزاويةٍ معيَّنة، خداع الخصم، ضربها بقوة معينة، فالزيادة كالنقصان، أي أن تتخيل في وقتٍ أقصر من البرق، كالعدم، ثم تنفذ الخيال كما هو، باتقان، موحداً كالبرق بين (الفكر والفعل)، وإلا انتزع منك المدافع الكرة كالبرق، إنها مخيلة وذكاء واتقان، في لحظة خارج الزمان، لكي تتهادى الكرة في المرمى في زاويته البعيدة، وقد كادت أيدي الحارس أن تمسّها، أن تمسّها فقط، وقد دارت الكرة من وراء المدافع، وقد سَمِعَت كلام خيالِ اللاعب كما هو، صورةٌ طبقَ الأصل، لأنه رسم لها الطريق بقمزةٍ محسوبةٍ من رجله بكلّ دقةٍ وإتقان، فالتمارين ليست سوى أن يطيع الجسد أوامر الخيال كما هي، بلا زيادة أو نقصان، ولأن القدم لا تتحرك من جراء نفسها، فقد ركلها ذهنُ اللاعب، وذهنُ اللاعب مبنيٌّ على ثقافته وصفائه وخياله، وطموحه وعزيمته، ولكن هل كل العقول الذكية قادرة على اللعب؟، هنا يجيء دور الجسد، الجسد المطواع لتنفيذ الأفكار والخيال الكرويّ، أمثولةٌ للرقص على الميدان، (عرقُ التدريب يقلل دماء المعركة) كرةُ القدم ملحُ الوجود، رياضةٌ شعبيةٌ، تدفع الشعوب الفقيرة من قُوتِهَا وكَفَافها، لترقص وتطرب في الملعب، وجوه المشجعين مليئةٌ بالخوف والتوتر والفخر والخيلاء والغرور الوطني، عصبيَّةٌ كرويةٌ، أعلامٌ وشعاراتٌ ووشوم. وبعد الهدف الجميل، يعتري الجمهور فرحٌ طاغٍ، هستيريا، تظهر على الوجوه والأيدي، عودةٌ لبدء الحياة، للطفولة (الطيبين الشايب جلبو ليهو شبابو، كما يقول العبيد ود ريا)، إنها كرة قدم، إنها مكرٌ وكرٌّ وفرّ، إنها نضالٌ من أجل إسعاد الشعب، ترقص للنصر المدن والقرى والسجون والمستشفيات، توزع البلديات الحلوى، ويختلط الحابل بالنابل، النساء بالرجال، عيدٌ وطنيّ، حياةٌ في اللحظة الحاضرة، استغراقٌ في متعةِ سيلانِ الزمن. استقرَّت الكرة في الشباك، نظر الحارس بحسرةٍ كبيرة، وكأنه يراقب ركام مدينة، بل رماد وطنه الحنون، في حين استشرت في المدرجات، الطرق القريبة من الملعب، الطرق البعيدة، المرضى بمستشفيات المدن والقرى، المسافرين بالقطارات، المهاجرون في المنافي، المعتقلون السياسيون، الأطفال؛ استشرت حمى الفرح والصراخ، توحَّدت المشاعر بالمدينة، وكأنها جسدُ رجلٍ واحد، غارقٍ في نصرٍ عسكريٍّ كبير، فرحٌ لا تقوى عليه الأجسام، فترقص وتترنح وتنطط، وتقفز، وتقبّل؛ فرحٌ فوق طاقة الجسد، والقلب: قَفَزَ الفوراي، والدينكاوي، والفلاتي، والجعلي، والشايقي، كلهم، أجمعين، وحدة شعور أعترى الجميع....
    ****
    يالها من إعادةٍ بالتسجيل البطئ، الشاشة تجترُّ الهدف ببطء، أكتفت الكاميرا بأرجل اللاعب وهو يسعى نحو الكرة، الشاشة كلها مليئة برجليه، وهي تتهادى ببطءٍ كبير، وكأنه رائد فضاء يسير الهوينى في القمر، ومن قال غير ذلك، أسنان (الكدَّارَةِ) تغوصُ في الحشائش، عشبٌ طريٌّ يتطاير كرذاذٍ أخضر، اقترب من الكرة، ثم قمزها بطرف حذائه، من قعرها من الناحية اليسرى، الكرة تحلق ببطء، كبالون أطفالٍ رزينِ الحبوِ في أديم السماء، تلفُّ حول ذاتها، كدرويشٍ ثملٍ من لوامخ الخَطْف، تلفُّ وتسعى وتعلو، تظهر رؤوس لحائط الخصم، وهي تنظر بحسرةٍ للكرة التي ألتفت حولهم، كصقرٍ ماكر، كانت الكرة تلفُّ وتسعى بصورةٍ مقوسَّة، كـ(موز كسلا)، نظرات حائطِ الخصم تبدو كمسافرٍ عجولٍ فاته القطار، الكرة ترتفع أكثر وأكثر، يبدو الحارس في الزاوية البعيدة، يجري نحو الصقر الجلديّ المقبلِ نحوه، لقد رءاها، كانت مندسةً خلف الحائط، وها هي تباغته من حيث لا يحتسب، ثم يقفز نحوها، اتخذت الكرة شكل الصقر، صقر الجديان، وصوَّبَ الصقر عينيه الحادة نحو هدفه، أيدي الحارس تسعى لاحتوائه، والصقر يسعى لهدفه، الأيدي تقترب والصقر يسعى واثقاً، كادت الأيدي أن تمسَّهُ، وفَلَتَ صقر الجديان، الحارس ينظر خلفه بحسرةٍ وهو معلَّقٌ في السماء، يديه قصيرةٌ، مهما طالت، وتهادى الصقر في المرمى، اختار زاويةَ التقاءِ القائمةِ مع العمود، أصعب الخيارات، وهو لها، تهادى أكثر في المرمى، نظر خلفه للحارس، وغمز له كالأطفال (شُفْتَ)، ثم مضى ملكاً نحو الشبكة، مسَّ خيوطها البيضاء، بل دَفَرَها أمامه، انبعجت الشبكة أمام قوته، رسمت شكل ثدي أنثى، حلمته هي الكرة الجلديَّة، التي أرضعت الجميع الفرح، والأخوَّة السودانية الأصيلة.
    ***
    تحول الوطن لجوقة عرس، البراميل والصفائح وسطوح الباصات والأبواب تحوَّلت لطبول، تقرع فيسمعها الجن والإنس، الحيوان والجماد، كرباب إسماعيل الوليّ، كزغرودةِ سلميان الزغراد في جبل اللبيايور، طفلٌ سحب كمَّ قميصه وكوَّر قبضته اليمنى، ووضع يده اليسرى على عضلاته. أربعة مساجين أرخوا آذانهم على الحائط كي يسترقوا السمع لراديو في الشارع المقابل، محكومٌ عليه بالإعدام، ظلَّ يقفز ويقفز في زنزاته، "زاهداً فيما سيأتي، ناسياً ما قد مضى"... ياله من حماس، يالها من طاقةٍ كامنةٍ في هذا الشعب..
    ***
    مرت زغرودة النصر بملابسٍ مشرورةٍ على الحبال، ببئرٍ مُظلم، بسمكٍ يسبحُ في النيل، طيورٍ نائمة، صحارٍ ووديان، مريضٍ بالطابق السابع مسوَّرةٌ رجله بالجبس، بائع تسالي. سَرَتْ من قلبٍ لآخر، من ضلوعٍ لحنايا، سرى الفرح في جسد الوطن كله، سحابةٌ خُلِقَت من غيم الفرح ونغم الكبرياء، ثم أمطرت على حقول الوطن كله، بلا استثناء.
    ***
    قهوةٌ متواضعةٌ في طريق الشرق، بين هَيَا وسِنْكَات، أكثر من 17 مسافر ومقيم وتاجر، رؤسهم تتجه نحو قبلةٍ واحدةٍ، نحو طربيزةٍ خشبيةٍ فوقها تلفزيون أبيض وأسود، وبداخله كرةٌ جلديةٌ صغيرة، ماكرة، يمتلئ بطنها بالهواء والإكسير، والعجب..

    سجل العجب قون، وفرح من في الملعب، أو الشارع، وظل المذيع يصرخ ويصيح قووووووووووووووون، حتى بُحَّ صوته...فعلاً، (العجب العجب العجب)، فقد وضع المقاتل سلاحه، والسكير قزازته، والحرامي مهمته، كلهم ذابوا في عشق الوطن، لم تعد هناك جدوى من البندقية والخمر والسرقة، كانت لحظاتٍ ثمان لشعور الوطن، ياله من تآخٍ عجيب، فالوجدان واحد، فعلى الحكمة (السياسية/الدينية/الاجتماعية)، أن تصل له، برصده، ومعرفة طريقه، كي تتفتق مواهب وطن عظيم، ويطرب (بنعيم الاختلاف، لا جحيم التشابه) كما يردد صديقي الكاتب محمد الربيع!...

    *****
    ملوحظات:
    (1) أخوكم هلالابي متعصب سابقاً، والآن من أنصار (اللعبة الجميلة)!..
    2) إلى الآن لا أعرف إلى أي قبيلة ينتمي (العجب)، سوى قبيلة الإبداع، وكفى!!.
    3) هدف ماردونا في انجلترا كان محاضرة في الخيال والذاكرة والموهبة الخارقة.
    4) (الأغنية التي استمعت لها في خمس دقائق، خُلِقَت من معاناة شهور طويلة)، نجاة الصغيرة، وكذا الهدف



    ....
                  

06-08-2010, 10:53 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    الدقل!!.
    والفورة مائة..



    أن تكون الكرة في السماء..
    أن لا تلمس الأرض..
    أن تحرمها قدمك من شهوة الإرتماء والسكينة على سرير الأرض..




    شراب اخي الكبير، لونه بني، به عدة ثغوب، وعدنا أختي الكبيرة، أن نذهب معها لناس خالي في نهاية الحلة، فهي تخاف من الكلاب، في فريق تحت، إن خاطت لنا الثغوب الكثيرة بالشراب.

    جلست اختي في البنبر، وراقبنا الخيط يدخل في ثغب الإبره، ثم وهو ينغرس في جسد الشراب البني، لاتقا جروحه من سعي الإنسان في الارض، وقد قفز الشراب خطوة تطورية، من أسير للرجل البشرية إلى كرة قدم، خاطته اختي..

    اخذناه، وحولنا هالة من ضجة، وتعليقات، كلنا تكلمنا في وقت واحد، لا لا أدري لمن يوجه الحديث، !!

    ثم ذهبنا نبحث عن دلاقين في دولابنا، أمي لا ترمي الملابس القديمة، القطن الأبيض لليوم الأسود..
    ، فالملاءة تتحول لقميص، والثوب يتحول لطرح وستائر، وجدنا قميص نوم قديم، حشرناه في الشراب، بل عصرناه حتى دخل قعر الشراب، واتخذ الشكل الكروي، ثم ربطنا الشراب بدبارة، ثم انزلنا سدوله عدة مرات، كطبقات البصل، حتى صار كرة قدم حقيقية، الخالق الناطق، كرة بنية، بحجم ثمرة القريب فروت، ..

    وهكذا مضينا (للدقل)..
    نقذف الكرة بأرجلنا الغبشاء..
    وتقذف الجاذبية الكرة من أعلى لتحت.. فتنزل للأرجل الغبشاء
    (ون .. تو).. بين أرجل غبشاء و(جاذبية ارضية، لعاااابة بشكل، شديد، أصلو ما بتجلي.. ..

    والكرة،، لا حول أو قوة لها، تتحكم بها أرجل وجاذبية.، قد (ندقل بها)، وتكون الفورة مائة، مائتان، الفراغ عريض بالقرية، والكرة تقذف في الدقل، ترتفع بالركلة، وتنزل بركلة الجاذبية الارضية، ثم تعلو وتهبط، ونحن نقف على رجل واحد، مركزين اعيننا على الكرة، وهي تزوق يمنيا، ياسارا، وانفاسنا منضبطه معها، واحيانا تعلو الكرة بعيدا، ونجري خطوات ثم نستلمها بهدوء، كي نمتص غضبها، وننجح، ويستمر الدقل، كل حسب طاقته، وفطرته، وشطارته، مهرج يعلب ببرتقالاته، تطلع وتنزل الكرة، والقدم تجاهد بأن لاتمس الكرة الأرض، لو مست الأرض انتهت اللعبة، أن تظل الكرة في السماء، بين شد وجذب....
    أن تمس الكرة الأرض، تلك هئ خطيئة الدقل،


    وهناك الفنانين، يعلب بيساره ويمناه، ومرات يضربها بفخذه، ورأسه، وكتفه، مهارات تخرج من طفولتنا بفعل وسحر الكرة، التحكم بها، كمن يسير على حبل، آمن، سعيد، وحوله جمهور يفتح فاه، ياله من توازن عجيب، الجسد يحفظ ويتقن مهارات لا تحصى...

    ياله من دقل.. وبعد الرقم مائة، نشوت الكرة بقوة، والانفاس متقطعة
    ولكن بالقلب أعظم المسرات، والمهارة تسكن القلب، لأيام مقبلة..
    من يعرف سرها..


    شكرا للدقل، فقد أسعد طفولتنا البسيطة..

    ....
                  

06-08-2010, 11:34 AM

أمين يحيى
<aأمين يحيى
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: شكرا للدقل، فقد أسعد طفولتنا البسيطة..


    شكراً عبد الغني فقد أسعدتني وأدهشتني مراراً ، لم أكن أعلم أن كرة القدم تملك كل تلك الأسرار التي نطَقَتْ بها من خلال حروفك ...

    شكراً جميلاً ... شكراً كثيرا

    ______________________________
    من عشاق الأزرق ولله الحمد
                  

06-09-2010, 06:57 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: أمين يحيى)


    ...

    كيف صنعنا الميدان...

    كنا نلعب بلا ميدان، بل شكل الفسحة التي نلعب فيها هي التي تحدد شكل الملعب، حتى لو كانت فسحة مثلثة، او كروية، او حتى بلا بشكل، بل هناك فراغ، وخلاء، نعلب فيه، ولا نحتاج لرجل راية، ولا حتى تسلل، لأننا حينا نلعب اكثر من ثلاثين لاعب، او سبعة فقط، حسب تلك الظهيرة، وعدد الاطفال في الحلة، ولم يذهبوا للحقول، أو الطاحونة، أو تلكم الاعباء التي تسمى اليوم "انتهاك حقوق الطفل والعمل"..

    وطبعا بلا فنايل، أي زول لابس ملابسو، أو العراق، أو حتى الجلابية، فلا حكم بيينا، كلنا حكام، وحوائط البيوت هي خط التماس، بل قد تدخل الكرة احد الشوارع، ويتلوى الشارع،ولا تزال الكرة في الملعب، معلب اسطوري، ولذا يكون شكل الملعب، إذا اضفنا له الشوارع التي تطل على الفتحة يكون شكل الملعب زي الاخطبوط، وأرجل الاخطبوط هي الشوارع التي تطل على الفسحة البيضاوية التي كنا نلعب فيها..

    ولكن في مباراة لنا مع بعض القرى المجاورة، تطلب الأمر عمل ميدان، لذا جبينا الحبال، وورسمنا مستطيل ضخم، ومشينا الطابونة، وملينا عدة صفائح هبود "رماد"، وحفرنا حول الملعب حفر صغيرة، مليئت بالرماد، فصار المعلب واضحا، كضوء الشمس..

    ولاشك تتوقف المبارة لمرور قطيع من الابقار او المعاز، وأحيانا يطلع لاعب بدون اذن كي يجلب القطيع من وراء الترعة..

    كان الميدان جنوب القرية، وجنوبه ترعة المشروع الزراعي، وكنا نشرب ونسبح بعد المباراة، ونتسلق اشجار البان، غابة الباب جنوب القرية.

    حكايات الكورة والطفولة..

    ...
                  

06-09-2010, 08:11 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    عزيزي واخي امين يحي..


    قلنا نتذكر ايام اللعب، اخوك كان بلعب في الوسط، ومرات جناح، وكنت بحب الكورة شديد، ونلعب المهارات الفردية انا وابن اختي، وهو
    لاعب موهوب جدا..

    وكنا نلصق صور اللاعبين في الدولاب، وفي الحيط، وعشق كبير لكأس العالم..

    والآن، شاء القدر، أن تأوي القارة السمراء العرس الكروي..

    وطعم الفوز، ومذاق الخسارة، ورقصات المدرجات، والألوان، والأخيلة.. وزحم الكرة الغريب..


    وقلنا نصور هدف ماردونا بالحروف، وهيهات..

    محبتي ليك، وللقبيلة الزرقاء..


    كرم الله
                  

06-10-2010, 06:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)



    ....


    صباح النور، أيتها القارة السمراء..

    "ينشج الطفل..
    أعطوني إياه.
    البدر المنير.." هايكو..

    هذا طفل، محمول في ليل شاعري، على كتف أبيه، لا استحاله في حلمه البسيط، أن يقبض القمر بكفه الناعم، الدافئ، ويخبرنا، بعد أن يقضم منه قضمه، ما طعم النور؟ ..

    لا نسيان، سوى في العقل الحادث في ربوع الجمجمة، ولكن الجسد البشري لا ينسى، ماض قديم يعزف سمفونية الغرائز اليومية في حمى الجسد، بلا حول، أو قوة، سوى استراق جميل، لحياة وحيوية الجسد..

    بارك الله في اللاشعور، فهو يقوم بأهم الوظائف، حتى في سكرات النوم الهانئ، من ضربات قلب، ودفق دم في جداول وحقول الجسم، وحتى باحة الحلم، يغمرها برؤى تحطم التابو، والإرث، وتوبيخ الضمير، ويطلق عنان الحرية، الحرية من أس، وقيد، (وبناتي، بعد أن كنا بناتي أخواتي)، كما لمح المعذب بروحه، شهيد الحق..

    كان ماردونا وراثا، كبيرا، لإرث عظيم من الفن، والمهارة، والقدرة، والإرادة، سرب من صفات حسان، قدت بجرمه الموهوب..
    فالكرة، بين قدمي ماردونا، كأنها منفوخة من هواء أرق، وألطف من نسيم الجنة، وجلدها كأنه سلخ من جناح فراشة، أو صدر غيمة.. لا أثر للأقدام هنا، وأن بدت للعيان هي الفاعل، فخيال اللاشعور، وإرادة الشعور، والتوق للبكر والمتوقد، (الذي يسفر عنه الغد، في مسرح اللحظة، والتو)، هو الفاعل الحقيقي، ولا تتجاوز القدم، ذات التركيب الخلاق هي الآخرى، من عظم، واصابع، وكعب، سوى طاعة الفكر، والخيال، كما هو.. كما هو، وإي خلل، في تصوير الخيال (كما المرآة)، تفسد الجملة الكروية، تفسد المفردة الفنية، يتوحش اللحن، ويبدو الجهل، والأمية..

    كان يجري بسرعة، كي يفني (كالضوء)، الحلم والتجسيد، وكانت قدمه، وهو مسرح، تطرق جلد الكرة برفق، كي لا تتقدمه كثيرا، ولا تستبطأ، فالزيادة كالنقصان، هناك قانون، يسرى عليها، وعليه، قد ألم به لا شعوره القديم (كان شاعرا، بوذيا، ناسك تأمل العشب قديما)، من يعرف حيواته القديم، ولكنه وراث للفن، المعتق..

    تلكم الضربات الخفيفة للكرة، وهو يركض بأسرع ما يكون، وعينيه مثل فأر ماكر تقرأ الوضع، تتحسسه، تحلله، ثغراته؟ حتى لو بدأ سور سجن الباستيل، لنفذ من خلاله، كما تنفذ أشعة أكس من الضلوع، فلكل لطيف، سلطان، على كل كثيف، وليس للحلم حدود..

    ماردونا كان يحلم
    كان يحلم وهو يقظ..

    كان يستخدم "قدرات الحلم" وهو يقظ، وهل للحلم ضفاف، إنه مطلق، (حيث المنتهى، شد الرحال).. بل الغد، حين يسفر عنه الحاضر الآن، هو جزء من حلم الماضي، والحاضر، بالتغيير، والصيرورة الأبدية..

    أرجل الحلم أسرع من سلحفاة الضوء..
    أرجل الحلم أسرع من سفينة الفكر..
    أرجل الحلم، أثير العاطفة الأسطورية للكون، (الجاذبية الأرضية، وأخواتها)، لمح من تلكم العاطفة الذكية، التي تسوق العقل كخادم صغير، لمآربها الوفية..

    قبيل أن ينطلق في زحمة خط 18، تلك القلعة الانجليزية، شعرت بأن أكوبال، يواجه شكسبير..

    وبأن الشرق، يقابل الغرب..
    وبأن الفطرة، تتحدى الخادم العقل.. وبأن من يتسول في الطريق، ويعطي طفل حلوى، يتعلم انس داخلي، كم يجلس في قاعة درس، وتحصيل، فالطرائق بعدد الخلائق..

    وبأن من يصوم، يتأدب بنعومة داخلية، تشكف سر وتر، مثل، أو أعرق من مدام كوري، العاشقة لعوالم الفيزياء والكيمياء المحيرة..

    وبجملة شعرية، قصيد من ريلكة، وطاغور، تجاوز لاعب من الخصم الانجليزي..

    وفي خطف، تلفت اللاعب الانجليزي للخلف، ونظر لماردونا، بحقد ذاتي، لم يكن لاعبا، تلكم الهنيهة الصغيرة، بل رجل هزم في فكره وخياله، (يوم يفر المرء من وطنه، وشعوره الوطني)، أحس اللاعب الانجليزي بأن خيال قهر خيال (مثل خيال السلاح في فوكلاند)، تجاه سلاح اشبه بالسلاح اليدوي)..

    جمجمة هزمت أخرى، وقلب طغى وسطع على واجف أخر بين الضلوع الحزينة..

    وبعد ان استرقت الكرة في حضن الشباك..
    تبختر ماردوانا، (في ومض شاعري، بالأنا)، تلك التي غيبت عمدا وجهلا، في قطيع الجماعة..

    وكان في قلبه، في تلك اللحظة الثملة، قلوب شعب كامل، كل الارجنيتن حينها، كان تحس بما يحس به، وتشعر بما يشعر به، وتزهو بما زهى به..

    قلب رجل واحد، موهوب، لم تكون في القلوب الارجنتينية، تلكم اللحظة، ألم، أو حزن، أو امتعاض، ولا سرحان، ..

    بل نشوة، فاضت في القلوب، فاحتضن الناس بعضهم، في القهاوي والقطارات، والسجون، (أرجنتينا، أرجنتنيا)..

    نغم واحد، احتشد في قلب أمه، رسمه ماردونا..
    ولحظة تاريخيه لن تنسى..
    لحظة شعورية صغيرة.. لحظة تسجيل الهدف..
    ولكنها كذرة اليورانيوم، لحظة صغيرة، تأوي طاقة تضئ مدن ومدن، ومدن.. في الفهم الإيجابي للطاقة الذرية..



    ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de