|
|
 عدنان زاهر يكتب "كل هذا الأسى"؟.
|
الرسالة ما بعد الأخيرة!
لا أدرى حقيقة هل هذه الرسالة التى أكتبها بعد اربعة أعوام من التوقف من الكتابة اليك، هى مواصلة لما انقطع من حديث؟ أم شكل جديد من الكتابة اليك؟! على العموم قد توصلت الى نتيجة بعد كل هذا الانقطاع، أن هنالك بعد الأشياء لا أستطيع ابعادك عنها و لا أحس مذاقها من دونك!
16 يونيو 2010 هو تاريخ تخرج سارة من جامعة تورنتو (هندسة كهربائية) هل تصدقين؟!
كم يركض الزمن لاهثا كأن أحدا يطارده، نحن لا نحس به كما لا نحس بدوران الأرض. ثمانية أعوام بالتمام و الكمال انسربت بعد خروجك!!
حدث نجاح سارة هو حدث مفرح و حزين فى آن واحد، مفرح لأن سارة عملت بجهد و حققت ما تصبو و نصبو اليه. حزين لأن غيابك يلقى بظلاله على كل الاشياء هنا.
سارة قالت لى و أنا أحاول تخفيف حزنها بعد رحيلك المفاجئ بقولى لها (الحياة سوف تمشى و ستحققين أعظم الأنجازات ، ذلك ما تريده امك).
رد ت (ما قيمة هذه النجاحات اذا لم تشاهدها ماما)!
وجمت و أنا اتحاشى النظر اليها حتى لا تقوم باكتشافى و أنا أقول لنفسى (صحيح، ما قيمة كل النجاحات بعد رحيلك)!
أحاول مرة أخرى تعداد ما ظللت مداوما على تعداده طيلة السنوات التى انقضت، ما جنح من تلك الاحلام المشتركة و ما تحقق منها. هل تتذكرين الخلاف الذى كان ينشب فى تحديد الاولويات و ما يناسبنا منها! أعتقد الشئ الذى لم نختلف حوله قط هو مسألة تفوق البنات فى تعليمهم.
أتذكر مبتسما ذلك الخلاف الصبيانى الذى نشب بيننا ذات يوم حتى وصل درجة الخناقة و المتمثل فى أى من الجزر سوف نحتفل بعيد زواجنا الخامس و العشرون - كان قد مضى على زواجنا عامين و قد رزقنا بسارة فى ذلك الوقت و عمرها لم يتجاوز الشهر- كنت مصممة على "باربيدوس" و كنت مصرا على "كوبا".
لا أدرى لماذا كان تصمميك على باربيدوس و نحن لا نعرف عنها الكثير! هل أسمها كان جاذبا؟!
لا تغضبى منى، أنت تعرفين عشقى القديم فى مكايدتك!
بالمناسبة و للصدف المذهلة فقد أنهى أميردراسته العليا فى باربيدوس!
العام القادم سوف يمثل مضى ربع قرن على تاريخ زواجنا، هذا الحلم أى حلم السفر قد جنح فلن أغادر الى أى من الجزيرتين.
هند، سوف تتخرج العام القادم تخصص (علم نفس) من جامعة يورك.
فاطمة، ستدخل الجامعة العام القادم و هى تعمل بجد و تحس ثقل المسئولية بعد تفوق أختاها.
خالدة، ستدخل المدرسة المتوسطة.
أما هبة الله، آخر العنقود فهى الآن فى الثامنة وفى عامها الدراسى الثالث، عندما غادرتى كانت فى شهرها السادس! هى كثيرة الأسئلة، تحاول تجريب كل الأشياء. كنت أظن انها لن تصاب بداء
"الفقد " و لكن يبدو أن الجرثومة قد أنتقلت اليها بالمعايشة.
سنحتفل بتخرج سارة كما خططنا له فى السابق تماما. سأذبح خروفا كعادة أسرتنا فى السودان عند التخرج، لكن سارة لن تستطيع القفز فوق الدم المسفوح كما يحدث فى السودان!!
الخراف فى هذا البلد معلبة، يطلقون عليها الذبح "الحلال"!.. سوف نأتى به جاهزا و محشوا و هو يفى بالطلب.
لن تكون هنالك معضلة فى صنع الباسطة و البسبوسة لأن سارة قد حذقت سر المهنة التى كنت تجيدينها، الآن أتذوق طعم "بسبوستك" من يديها!
هنالك مشكلتين سوف تواجهان ما خططنا له، الأولى عدم القدرة على احضار الفنان زيدان ليصدح فى الحفل فأنت كما تعلمين، أعيش فى "آخر الدنيا"!
المشكل الثانى غياب، الحبوبات، العمات، الخالات لذات السبب الأول. هذا ما أحس بفداحة فقده.
أخيرا سوف نقوم بحرق "بخور التيمان" كما أوصيت بذلك، لا زلت أعشق استنشاقه برغم تأكدى بأنه سوف يسبب ضيقا لبعض المدعوون!
بالطبع يا انصاف سوف نمارس كثير من الفرح، الصخب و الضجيج!
تعرفين، رغم كل هذا التحضير المبكر، الاهتمام بالتفاصيل، أحس بحزن عميق و خوف دفين من معايشة تجربة فقدانك من جديد.
عدنان زاهر
http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4798&sid=...5eaf34968a7addcfef50
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عدنان زاهر يكتب "كل هذا الأسى"؟. (Re: محمد عكاشة)
|
أخي محمد عكاشة:
تحية وتقدير..
لقد راعني نصّ عدنان تماما.
ربما لأنه أودع داخله بعض روحه.
وتلك منطقة للكتابة تقع في تصوري داخل جغرافية تضع الوجود نفسه موضع بحث وتساؤل.
الكتابة هنا كموقف من العدم.
وكتابة مثل هذه مهلكة، ولا مفر منها، فتأمّل!.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبد الحميد البرنس
Osman Musa
محمد عكاشة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست