خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي- بمسجد الهجرة بودنوباوي الموافق 28/5/2010م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2010, 05:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي- بمسجد الهجرة بودنوباوي الموافق 28/5/2010م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الله أكبر ولله الحمد

    خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي- بمسجد الهجرة بودنوباوي



    14 جمادى الآخر 1431هـ - الموافق 28/5/2010م





    الخطبة الأولى



    الحمدلله الوالي الكريم، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وآله وصحبه مع التسليم، وبعد-

    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    غيابي عنكم بالجسد.ولكن الروح، والعقل، والقلب معكم وفي الغربة مشغول بهمومكم، فقد صارت كل قضايانا الوطنية مهجرة إلى الخارج. هجرها أننا جزء من عالم عربي وأفريقي وإسلامي تتداخل قضاياه، ولكن حتى قضايانا الداخلية انتقلت ملفاتها إلى جهات خارجية لأن ولاة الأمر عجزوا عن حل القضايا الوطنية بل ما من قضية إلا زادوها تعقيدا وتحملوا أوزارها بسبب العناد والانفراد. بينما كنا حتى في أعقد قضايانا: مسألة الجنوب نعالجها دون وساطات أجنبية، وأوشكنا على إبرام السلام مع الحركة الشعبية في 18/9/1989م تفاوضا بين السودانيين وحدهم. قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)[1] هذا التمييز له استحقاقات بيانها (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[2] في الإسلام التشريف مربوط بالتكليف: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ[3]) تمييز بالمجان غير وارد. الوسطية معناها الأفضلية والأحسنية كما قال تعالى ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ[4]) أي أرشدهم. إذا قارنا بين القرآن وسائر الكتب المقدسة لما اختلف اثنان في أنه أفضلها، وإذا قارنا بين محمد (ص) وسائر الأنبياء لظهر أنه إمامهم، ولكن إذا قارنا بين الأمة الإسلامية اليوم وسائر الأمم لوجدناها في الذيل. قال محمد أسد النمساوي اليهودي الذي أسلم: الحمد لله الذي هداني للإسلام قبل أن أعرف المسلمين، وكذلك قال آخرون مثل الفنان الشهير كات ستيفن. خريطة المسلمين اليوم تقوم على الآتي:

    · تدين صوفي منطلق من تاريخ ناصع لأن الصوفية حفظوا روح الإسلام الندية في وجه فقهاء الظاهر، وحافظوا على الإسلام إبان حكم الطغاة في كل مكان، ونشروا الإسلام سلميا. ولكن كثيرا منهم الآن تخلوا عن رسالة التصوف الحقيقية وجعلوا طرقهم بقالات في أسواق الحكام.

    · والحكام دجنوا مؤسسات وجامعات ومعاهد التعليم الديني وصيروها أبواقا لأناس (يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ).

    · آخرون رفعوا شعار الإسلام سلما للسلطة وأفرغوه من مبادئ كرامة الإنسان والحرية والعدالة وربطوه بالقهر والظلم والعنف والفساد.

    · واقتحم ساحة الإسلام غلاة أتوا أقوالا وأفعالا ضارة بالإسلام والمسلمين: خمسون عالما أصدروا بيانا كفروا فيه من ينادي بتقرير المصير للجنوب، وأعلنوا أن من يصوت لمسيحي أو علماني يخرج من الإسلام. أما علموا أن هذه الأفكار هي التي جعلت الجنوبيين يطالبون بتقرير المصير؟ وهي نفسها الأفكار التي ستجعلهم يختارون الانفصال لدولة عدائية؟

    · وعلى نفس المنوال أصدر المجلس العلمي لأنصار السنة بيانا يكفرون فيه من ينتخب مسيحي أو امرأة.

    · وجماعة الكتاب والسنة أعلنت حرمة التداول السلمي على السلطة وأن حاكمنا اليوم وحده هو الشرعي ولا يخلفه أحد إلا كما خلف عمر أبا بكر (رض) وأن من خالف هذا النهج يقاتل!

    · ونشر منبر السلام العادل لافتات تخوّن وتفسّق وتدين بألفاظ عنصرية من يوالي الحركة الشعبية.

    هؤلاء التكفيريون الجدد يحظون للأسف بحماية المؤتمر الوطني الذي يوالونه، وهم الذين يقدمون لأعداء الإسلام والسودان أكبر خدمة. دعا موسى ترجي ضابط الأمن الإسرائيلي، وبعده لافي رختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إلى ضرورة تفكيك الدول العربية إلى دويلات على أسس ملية وعرقية. وآخرون على صعيد العالم الإسلامي جهروا بمقولات تخدم أهداف الأعداء:

    - أعلن يونس الأسطل واجب قتل المدنيين الغربيين إلحاقا لهم بظلم حكوماتهم. مع أن كثيرا من الشعوب الغربية ناصروا قضايانا. فأيدوا بذلك ما يقول عتاة أعدائنا مثل برنارد لويس: إن المسلمين لا يعرفون صديقا أو حليفا فإما أن تسلم أوأنت عدوهم الواجب قتاله!

    - محمد الفاسي أجاز للمسلمين المقيمين في الغرب قتل أهل الديار لأنها دار حرب. فأعطى حجة قوية للمتطرفين الغربيين الذين يطالبون بطرد المسلمين من بلدانهم.

    - وقال أنور العولقي إن ما فعله نضال حسن الذي قتل 13 من زملائه في الجيش الأمريكي عمل مجيد، وحرّض كل المسلمين في الجيش الأمريكي أن يحذوا حذوه، مما يعطي مبررا لطرد المسلمين.

    هؤلاء سواء السودانيون منهم أو الآخرون جنود بقصد أو بدون قصد لأجندة أعداء الدين والوطن. حقا:

    لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه

    أقوال هؤلاء قديما وحديثا هي التي دفعت كثيرين للقول إن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين فقال قائلهم: أنا معجب بالغرب كافر بالشرق! وقال آخر علينا اتباع الغرب في الخير والشر لأنه مستقبل الإنسانية.

    ومثلما كان موقف التكفيريين إفراط فإن موقف المتغربين تفريط. وقديما قال ابن القيم رحمه الله: "ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له"[5]. وقال: "الفقيه الحق من يزاوج بين الواجب والواقع، فلا يعيش فيما يجب أن يكون، مغفلاً ما هو كائن ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر".

    وفي إطار الدعوة للإسلام فإن الدعوة المهدية قدمت للإسلام خدمة جليلة في مجالات أهمها ثلاثة:

    أولا: حصر القدسية والواجبية في قطعيات الوحي من كتاب وسنة وتجريد ما عداهما من أية إلزامية فهم رجال ونحن رجال وعلينا أن نجتهد كما اجتهدوا.

    ثانيا: إعطاء الحركة في أحكام الإسلام شرعية على أساس: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.

    ثالثا: تحرير الدعوة المهدية من استحالة عودة شخص غاب منذ 14 قرنا، وتحريرها من عدم الجدوى، فما معنى أن ينتظر الإصلاح الديني إلى آخر الزمان؟ وما جدوى الهداية في آخر الزمان؟ لأنه تعالى يقول: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمَانِهَا خَيْراً[6]). هذا المفهوم الوظيفي للدعوة هو الذي مكن الإمام عبد الرحمن من إحيائها في ثوب جديد. وهو الذي يجعلنا اليوم نرفع راية الدعوة بموجب المحامد السبع، وهي:

    أولا: تطوير الأحكام لاستيعاب مستجدات الزمان والمكان بآليات: العقل، والمصلحة، والحكمة، والإلهام، والسياسة الشرعية، والمقاصد.

    ثانيا: توسعة آفاق المعرفة من كافة مصادرها: الوحي، والإلهام، والعقل، والتجربة.

    ثالثا: سنن الطبيعة هي كتاب الله المنشور، واكتشافها في كل المجالات النفسانية، والانثروبولوجية، والاجتماعية، والطبيعية تمكننا من الهجرة للعصر الحديث وكفالة حرية البحث العلمي والتكنلوجي.

    رابعا: الالتزام بحقوق الإنسان وكلها تتفرع من خمسة أصول: كرامة الإنسان، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام.

    خامسا: التطلع للحكم الراشد الذي يقوم على أربعة أسس: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.

    سادسا: التطلع لاقتصاد يحقق الكفاية والعدل.

    سابعا: التعامل مع الأديان الأخرى تسامحا، وتعايشا، على أساس (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ[7]) ومع الدول الأخرى على أساس: (لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[8](. مجال التسامح هذا يمكننا من حرية هجرة تكنلوجيا الغرب إلينا. ومن هجرة ثقافة تحمل إليه بعدا روحيا وأخلاقيا يحتاجه. نحن اليوم ومن منطلق أنصار الله نتضامن مع تيارات إسلامية مماثلة. وفي السودان سوف نكون جماعة للفكر والثقافة الإسلامية تضم كافة الذين يلتزمون بصلاح وإصلاح إسلامي يواجه الغلو والاستلاب بمنهاج السراط المستقيم. قال نبي الرحمة (ص): "خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا"[9] أي أرشدها. استغفروا الله فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.



    الخطبة الثانية

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ[10]) هذه حقيقة علمية كيف لمحمد الأمي أن يعرفها لولا الوحي؟

    نهر النيل نهر عظيم ومع أنه أطول نهر في العالم فإن تدفق المياه في جريانه يبلغ في المتوسط 85 مليار متر مكعب. النيل الأزرق ينحدر من الهضبة الأثيوبية ويساهم بـ 85% من مياه النيل. والنيل الأبيض ينحدر من الهضبة الاستوائية ويساهم بـ 15%. وفي عام1959م أبرمت اتفاقية بين مصر والسودان وزعت مياه النيل بينهما فأدى ذلك بعد إضافة الأنصبة القديمة ليكون نصيب مصر 55,5 مليار متر مكعب، والسودان 18.5مليار متر مكعب. هذا الاتفاق ثنائي وغابت عنه سائر دول حوض النيل وهي أثيوبيا، كينيا، يوغندا، تنزانيا، رواندا، بروندي والكنغو.

    الاتفاق الثنائي قام على افتراضات أهمها:

    - أن دول منابع النيل لكثرة الأمطار فيها لا تحتاج لمياه النيل.

    - أن تلك الدول على أية حال ملزمة باتفاقيات دولية مقيدة لها.

    - أن ما يقال عن مطالب لدول منابع النيل ليس موضوعيا بل نتيجة لتحريض آخرين على رأسهم إسرائيل.

    - أن أية محاولة لتغيير الواقع الجاري سوف تردع بالقوة.

    هذه الافتراضات خاطئة والاستمرار فيها يدفع بحوض النيل إلى الهاوية. في عام 1998م التقيت رئيس وزراء أثيوبيا وقال لي أعداد بلادنا من السكان تضاعفت، وصرنا نعاني من مجاعات، و التطور التكنلوجي يمكننا من الاستفادة من مياه النيل، ونريد أن نبحث ذلك مع دولتي المجرى (السودان) والمصب (مصر). ولكنهما لا يريدان التجاوب معنا، لذلك سوف يأتي يوم نحقق مصالحنا دون اتفاق معهما. وبعد أسبوع من ذلك اللقاء التقيت الرئيس المصري في القاهرة، وتطرق الحديث لمياه النيل فقال: لا نسمح لأحد أن يمس مياه النيل دون موافقتنا. منذ ذلك الوقت عكفت على دراسة ملف النيل واطلعت على كل المصادر المتاحة وألفت ونشرت كتابي: مياه النيل: الوعد والوعيد، وخلاصته:

    - النيل سيادة مشتركة لكل دول الحوض.

    - مصر والسودان لديهما حقوق مكتسبة تكفلها اتفاقيات قديمة وأحدثها اتفاقية 1959م.

    - إن دول المنابع لم تعد تقبل الاتفاقيات القديمة مدفوعة بمستجدات لا يمكن إغفالها.

    - إن علينا في مصر والسودان أن نقبل الحاجة لاتفاقية جديدة توفق بين حقوقنا المكتسبة ومطالبهم.

    - إن علينا أن نحسن إدارة مواردنا المائية –مثلا- التخلص من الري عن طريق الغمر للري بالرش والتنقيط.

    - إن علينا ألا نقف في أمر المياه في حدود تقسيم الحصص بل أن نهتم بقضايا التنمية والأمن الغذائي والطاقة وسلامة البيئة في كل حوض النيل.

    - إننا إذا حققنا تعاونا بين دول الحوض نستطيع أن نحقق معادلة كسبية وأن نزيد من تدفق المياه.

    - إننا إذا تجنبنا التعاون سوف نخلق مواجهات ومعادلة صفرية ضارة لنا جميعا.

    - وتحقيقا لأهداف الوفاق والتعاون اقترحت اتفاقية شاملة من 21 بندا.

    ولكن هذه الآراء لم تجد آذانا صاغية. وأثناء العشر سنوات الماضية جرت مفاوضات ركزت في المسائل الفنية ولكنها لم تحقق توافقا بين الحقوق المكتسبة والمطالب الجديدة. لذلك قررت أغلبية دول المنابع التوقيع على اتفاقية إطارية بحثت بنودها بين كافة دول الحوض وحال دون الإجماع عليها اختلاف على بعض البنود. منذ التوقيع على ذلك الاتفاق في منتصف شهر مايو الجاري تلوث مناخ حوض النيل- مثلا- ما قاله مدير الموارد المائية الكيني لمحطة الإذاعة البريطانية جون نيارد: "إذا لم يكن لدينا إطار متفق عليه للتعاون، فلن يكون هناك سلام". وما قاله وزير الري المصري: "مصر لديها الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا للحفاظ على حصتها". وما قاله أويجه أفلاندرو رئيس منظمة طوعية معنية بمياه النيل: "كلما نتحدث عن المساواة تتحدث مصر عن الحرب في محاولة للضغط على البلدان الأخرى لتخضع لشروطها. لن نقبل لي الذراع". وما قاله فليكس كولايجي الضابط اليوغندي: "أوغندا بحاجة لطائرات حربية لأنها تواجه تهديدات من بينها الصراع حول مياه النيل". هذه المراشقات تخلق مناخا سقيما لذلك تنادينا ونحن نمثل جماعة غير حكومية مصرية سودانية فيها ساسة ومهندسون ومحامون لتكوين جسم غير حكومي يتصل برصفائنا في دول حوض النيل للقيام بمبادرة شعبية تملأ الفراغ الذي صنعه عجز الحكومات وانزلاقهم نحو هاوية الصدام الذي سوف تخسر كل أطرافه وفي النهاية لا بديل للاتفاق. وسوف ندعو للآتي:

    - أن توقع كافة الدول على الاتفاق الإطاري، والإسراع بتكوين مفوضية للتفاوض حول ما يجب عمله لضمان الأمن المائي لكافة دول الحوض والاتفاق على تجنب أية أعمال تلحق الأذى بأحد الأطراف.

    - قبول مبدأ تخصيص حصص لدول المنابع وهو مبدأ أقرته مصر والسودان وضمنته في اتفاقية 1959م ولا سبيل للتخلي عنه.

    - ينبغي ربط المحاصصة بمشروعات زيادة تدفق مياه النيل وهي مشروعات عديدة أهمها مشروعات في جنوب السودان حسب تقديرنا يمكن أن تزيد تدفق مياه النيل بما مقداره 20 مليار متر مكعب بيانها:

    - جونقلي (1) بحر الجبل = 5، جونقلي (2) بحر الزراف = 4، مستنقعات بحر الغزال = 7 ، السوبات = 4 تساوي 20

    - عدم ضم مسألة المياه لبروتوكول الثروة في اتفاقية السلام من ثغرات تلك الاتفاقية وينبغي الآن إشراك حكومة جنوب السودان في الاتفاق الجديد.

    - ينبغي ضبط الخط الإعلامي ووقف المراشقات الضارة بمشروع الوفاق.

    سوف نسعى لخلق رأي عام إيجابي في تناول مياه النيل. ومن هذا المنبر أناشد حكومتي مصر والسودان بأمرين هما:

    الأول: عدم عرقلة المبادرة الشعبية. والثاني: مراجعة إدارة الري ليمسك بهذا الملف في البلدين من هم أكثر تأهيل فني ودبلوماسي وسياسي، لكي يتمكنوا من نقل الحالة من معادلة الصدام الصفرية لمعادلة الوئام الكسبية. جاء في كتاب الله (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ[11]) وقال الحكيم العربي:

    الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني

    فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ

    وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْــــرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ

    أحبابي.. انتقلت إلى رحمة مولاها السيدة أسماء حسن الخليفة شريف. كانت سيدة تقية نقية رحيمة ودودة وصديقة حميمة لوالدتي رحمة رحمهما الله رحمة واسعة فيما "لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خطر على قلب بشرٍ". اللهم ارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا، وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا واكتب الشفاء لمرضانا. (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)[12]. قوموا لصلاتكم وسووا صفوفكم (وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)[13] إنه هو التواب الرحيم.

    الهوامش



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] سورة البقرة الآية143

    [2] سورة آل عمران الآية 110

    [3] سورة الزخرف الآية 44

    [4] سورة القلم الآية 28

    [5] ابن القيم مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، دار الكتاب العربي، بيروت، 1973م، ج 2

    [6] سورة الأنعام الآية 158

    [7] سورة البقرة الآية 256

    [8] الممتحنة، الآية 8

    [9] رواه البيهقي

    [10] سورة الأنبياء الآية 30

    [11] سورة فصلت الآية 34

    [12] سورة الأعراف الآية 89

    [13] سورة النساء الآية 32
                  

05-31-2010, 07:18 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي- بمسجد الهجرة بودنوباوي الموافق 28/5/2010م (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    والحكام دجنوا مؤسسات وجامعات ومعاهد التعليم الديني وصيروها أبواقا لأناس (يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ).
                  

06-01-2010, 02:18 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي- بمسجد الهجرة بودنوباوي الموافق 28/5/2010م (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de