|
و ما أتيتُ إذْ أتيت
|
إهداء إليها في ذكرى ذاك الحضور :
****
و ما أتيتُ إذْ أتيتُ .. و لكنَّ الشوقَ حَكَمْ الشوقُ .. كلَّ الشوقِ .. ولا شيءَ غير الشوقِ .. كان عهداً و قَسَمْ .. فسعيتُ نحوَك هَرْوَلَةً .. يحدوني الندم فَـقِفْ بقِِفَارِ الذكرى .. و دياجير الظُّلَمْ .. و إحْفرْ بأظافر الصَّفْحِ الجميل ( نبْعاً ) .. ثم اغْتَسِلْ بِطُهْرِ تَلَهُّفِي من كلِّ إثْمْ .. ما جفوتُ .. لم أدِرْ للريحِ وجهي .. أسْنَدْتُ ظَهْري المُنْهَك ( لجِذْعِ ) براءتي .. و ( هَزَزْتُهُ ) .. فتَسَاقَطَ رُطَباً من شَجَنْ .. فألْزَمْتُ قلبي مِحْرابَ صبْرٍ .. ما تَغَشَّاهُ الوَسَنْ لَمْلَمْتُ جُرْحِي .. لم يَشُبْ حُبي وَهَنْ .. و طَوَيْتُ روحي في رحابِ ليلٍ مُدْلَهِمْ.. و أنْزَوَيْت في رُكْنِ تَرَقُّبِي .. كطائرٍ مجروحٍ .. بعد الشَّدْوِ الرَّخِيمِ .. وَجَمْ ما سَلَيْتُ .. و ما نسيتُ .. و لم يأتِ بُعادي من عَدَمْ .. هذي حكاياتي .. و سِفْرِي المكتوب دَوَاةً و قلم .. أوْحَيْتُهُ قوافياً صادقاتٍ من سِحْرِ الكَلِمْ أمْليْتُه لك سطراً تِلْوَ سطْرٍ .. فكن وحدَكَ لي .. خـصْماً و حَكَم فلا تقسو كما قسوتَ .. ( و كَمْ قسوتَ كمْ ) ... أتذْكُر ...؟ إن نَسيت .. فأنْصتْ لِوَجِيبِ هذا القلبِ المُحْتَدِمْ .. أتسْمعْ ؟ فذاك شلال ُصَبَابةٍ لا زال ينسابُ لحناً و نَغَمْ .. تُعاتِبُني .. أعاتبُكْ .. تخاصِمُني .. أخاصِمُكْ .. فنعودُ سادِرَيْنِ .. نعود على مَتْنِ العَشَم ثم ماذا ؟ ها قد أتيتُ ... فالشوقُ حَكَم .. و هو الآمر الناهي .. همسْتُ له جهْراً : سمعاً و طاعة .. صرختُ هامِسةً : لبيك يا لهفة .. كرّرْتُها ألْفَ نَعَمْ ففي بلاط العشْقِ النبيل .. أنا و أنت .. رعايا و حَشَمْ .. فأمْدُدْ كفَّكَ المَمْهور بالعُتْبى .. و هاك عناقي الممزوج دمعاً و دمْ ... أعْرِفُكَ يا توْأمَ الروحِ .. ( و كمْ أعْرِفُكَ أيَا أنت كمْ ) .. فستأتيني طَّوْعَاً .. إذا ما الشوقُ نادَى و حَكَمْ .. و قَسْراً سيأتي بك المدفونُ بين الحَنَايا .. و المحفورُ في الوجدانِ رَسْمَاً و وَشْمْ .. أتيتُ .. فتعالَ .. تعالَ .. فهو حتماً قد حَكَمْ ... تعالَ .. فقد أتيتُ ..ألا تَرْضَى بِمَنْ حَكَم ؟
***
جلال الدين داود ( أبو جهينة ) الرياض
|
|
|
|
|
|