ماجوت: قادة الشعبية مع الإنفصال دون استثناء.( سكرتير التنظيمات الجماهيرية والفئوية بالحركة )

Quote: اعتبر مارتن ماجوت ياك السكرتير القومي للتنظيمات الجماهيرية والفئوية بالحركة الشعبية ان نتيجة تصويت المواطنين للفريق سلفاكير رئيس حكومة الجنوب مؤشر على موقف المواطن الجنوبي من قضية الوحدة والانفصال. وعبر ياك عن تشاؤمه من امكانية تحقيق منجزات خلال الفترة القصيرة القادمة تؤدي الى تصويت المواطن الجنوبي لصالح الوحدة ياك في حوار اجرته «الرأي العام» ان الحركة اعدت عدتها عبر مستويات مختلفة خاصة الاقتصادية منها للتعامل مع الانفصال كقضية مفروغ منها. وتكتسب افادات ياك في الحوار اهميتها من الموقع الوظيفي الذي شكله اذ كان مدير مكتب رئيس حكومة الجنوب الى جانب العمل الذي قام به خلال فترة الانتخابات «سكرتير الحملة الانتخابية لرئيس حكومة الجنوب»، والتي طافت به على كافة ولايات الجنوب متلمساً رأي المواطن وكان ياك عمل مديراً لمكاتب الحركة الشعبية في كل من مصر وكندا ويعتبر من الشخصيات المقربة من الفريق سلفاكير وهو من ابناء دينكا قوقريال «مسقط رأس سلفاكير». * ما هي الترتيبات التي تقومون بها الآن بشأن عملية الإستفتاء خاصة وان الجنوب مقبل على هذه العملية؟ - هناك مشاورات جارية الآن بين قيادات الحركة الشعبية حول كيفية اجراء الاستفتاء وكيفية الاستفادة من خبرات الدول التي مرت بتجربة الاستفتاء، هذا من جانب اما الجانب الآخر فسيتم عقد اجتماع رئاسي بين البشير - سلفاكير عقب العملية الدستورية لتنصيب رئيس حكومة الجنوب والذي سينظر في تكوين المفوضية العامة للإستفتاء. * هل حددتم شخصيات من قبلكم لمفوضية الاستفتاء؟ - ستطرح هذه الشخصيات امام الاجتماع الرئاسي للموافقة عليها. وستبدأ عملها فور تقلدهم للمنصب، باتفاق بين الشريكين. * من خلال توليك منصب السكرتارية القومية للاتصال الجماهيري والفئوي، ما هي رؤية المواطن الجنوبي حيال الوحدة والإنفصال؟ - انا من خلال عملي التنظيمي عملت ايضاً سكرتيراً لحملة انتخابات سلفاكير وقمت بزيارة كل مدن الجنوب، وزرتها قرية قرية، واطلعت كافة مواطني الجنوب على أهمية الاستفتاء والانتخابات في نفس الوقت توصلت الى ان كل مواطني الجنوب تقريباً يريدون الإنفصال لا محالة، هذا من جهة اما الجهة الأخرى اقولها لك بكل صراحة اية علاقة لنا بالشمال لن تستمر إلا بالإنفصال لان الثقة بيننا انعدمت تماماً. * واذا استمرت سيد ماجوت؟ - ستقوم الحرب في اقرب وقت، والخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار للجنوب هو الانفصال ولن يكون هناك استقرار من غيره. * ولماذا هذا التشاؤم؟ - نحن مازلنا في جدال مستمر واختلافات ومشاكل منذ توقيع الاتفاقية مع المؤتمر الوطني، ولم نستطع طيلة فترة السنوات الخمس بناء ثقة بيننا وطوال «05» عاماً مع حكومات الشمال. نحن مازلنا مقبلين على الاستفتاء دون تنفيذ ما تبقى من بنود للاتفاقية، بربك كيف نتوحد مع اناس غير واضحين معنا ويقتسمون ثرواتنا وبترولنا ونحن لا ندري عنه شيئاً، كيف نتوحد مع اناس لا يحترمون القوانين والحريات والاتفاقيات. * لكن بعد الانتخابات يلاحظ ان هناك روحاً جديدة لبناء الثقة من جديد؟ - يا اختي كيف لنا ان نبني ثقة خلال «6» اشهر وهي الفترة المتبقية من الاستفتاء علماً بان هذا لم يحدث خلال السنوات الخمس الماضية واي حديث عن بناء ثقة في هذا الوقت من المستحيل. واي حديث عن الوحدة سيرفضه اي مواطن جنوبي وبامكانك ان تأتي للجنوب وتستطلعي بنفسك واؤكد لك بأن الجنوبيين لن يقبلوا أي حديث عن الوحدة. * لماذا.. هل قمت بإستفتاء لجميع الجنوبيين؟ - نعم زرت جميع مدن وقرى الجنوب قريباً والتقيت جميع السلاطين ولاشباب والاهالي من اماكن مختلفة وكلهم ينادون بالانفصال. * وقادة الحركة الشعبية ..هل جميعهم ينادون بنفس الفكرة؟ - ومن يقول غير ذلك كاذب ومنافق وقيادة الحركة الشعبية وحكومة ومواطني الجنوب جميعهم مع الانفصال. * اذا اردنا تحويل هذه المواقف من الانفصال الى نسبة مئوية كم تبلغ؟ - أعدك تماماً بان نسبة الانفصال ستكون بنسبة «001%» باكثر من ما جاءت به الانتخابات. * ولكن هناك حديثاً عن تزويركم للإنتخابات؟ - نسبة فوز الحركة الشعبية بـ«39%» يمثل رأي اهل الجنوب ورضاهم عن الحركة الشعبية وهي الحزب الوحيد الذي سيلبي طموحات الشعب الجنوبي ولك ان تعلمي بان الحركة الشعبية عاشت مع المواطنين طيلة فترة الـ«72» عاماً ويثقون بها ويعرفونها. * وهل معنى ذلك ان الحركة الشعبية تمثل رأي كل اهل الجنوب؟ - نعم والدليل على ذلك نسبة «39%» التي احرزتها الحركة بمثل ما يمثل المؤتمر الوطني عندكم رأي اهل الشمال. * ولكن المؤتمر الوطني لا يمثل جميع آراء اهل الشمال؟ - الذين صوتوا من الشمال للمؤتمر الوطني اذا كانوا لا يريدونه فكان من المفترض ان يمتنعوا عن التصويت له. * ولكن هناك آراء كثيرة في الجنوب لا تتفق مع الحركة الشعبية وهم مواطنون وقيادات جنوبية ما رأيك؟ - طالما نحن احرزنا هذه النسبة فهذا معناه اننا مفوضون ومخولون لتمثيل رأي اهل الجنوب واذا كانت هناك اي عناصر رأت غير ذلك لظهر وزنها الحقيقي في الانتخابات. وعلى هذه القيادات ان تعلم ان اتفاقية السلام الشامل جاءت بها الحركة الشعبية لاهل الجنوب دون غيرهم. * لكن المؤتمر الوطني اتهم الجنوب بالتلاعب في نتائج الانتخابات؟ - الوطني هو من قام بتزوير الانتخابات في الشمال والمؤتمر الوطني كان يريد ايضاً ان يزور الانتخابات في الجنوب بدفعه لاموال طائلة وعربات للمستقلين بغرض حصد اكبر كمية من اصوات الجنوبيين. * ولكن هناك من يقول ان المؤتمر الوطني احرز اصواتاً ولكن الحركة الشعبية تجنت عليه بالتزوير؟ - هذا غير صحيح لان المؤتمر الوطني دفع اموالاً طائلة للمواطنين لعرقلة العملية الإنتخابية ورغماً عن ذلك لم يجد كثيراً من الاصوات لان شعب الجنوب اصبح اكثر ادراكاً ووعياً لحقوقه ومصالحه واية محاولة لاغوائه بالمال مجدداً لا تجدي الآن. * هناك اتهام لبعض قيادات الحركة الشعبية بانهم انفصاليون ويريدون الانفصال بغرض تحقيق مصالحهم الخاصة دون مراعاة مصلحة المواطن الجنوبي وسيقومون بتزوير عملية الاستفتاء؟ - هذا الحديث غير صحيح وسيكون هناك وجود دولي واقليمي ومحلي لمراقبة عملية الاستفتاء، وعليهم ان يثبتوا ذلك عبر المراقبة.. هذا كذب ونفاق. المواطن في الجنوب سيصوت للاستفتاء بكامل حريته لانه اصبح يعي حقوقه القانونية والانسانية..والمراقبون الدوليون لم يشيروا الى أي تز وير في الجنوب بل التزوير حدث في الشمال.. والذين يتحدثون عن ذلك يريدون ان يستفيدوا مادياً وسياسياً من المؤتمر الوطني وهؤلاء من الانتهازيين المهزومين الذين اشتركوا في تدمير الجنوب منذ «02» سنة الماضية وليست لهم مواقف ثابتة «في اشارة واضحة للاحزاب الجنوبية المعارضة». * هناك تقارير تتحدث على ان الجنوبيين الموجودين الآن بالخرطوم لن يصوتوا للانفصال باعتبار ان ما وجدوه في الخرطوم لن يجدوه بالشمال؟ - أؤكد تماماً بانهم سيكونو اول من يصوت للانفصال بنسبة «001%». * وما الذي جعلك تتأكد من ذلك؟ - لان الجنوبيين في الشمال يعيشون مواطنين من الدرجة الثانية في ظل ضغوط انسانية وسياسية واجتماعية وامنية.. وهم يعيشون الآن كلاجئين ونازحين في اطراف الخرطوم وهؤلاء هم اكثر تضرراً منا. * ولكن هناك فئة ذهبت واتهمت حكومة الجنوب بانها لم توفر لهم سبل العيش وانها غير مهتمة بما يحتاجه المواطن؟ - هذه اتهامات لا اساس لها من الصحة وهناك جهات تريد ان تكسب من وراء هؤلاء وحكومة الجنوب الآن شرعت في تهيئة فرص التنمية واصدرت قراراً بعدم تحصيل الضرائب من السلع التموينية التي تأتي للجنوب بغرض تسهيل وتخفيض الاسعار للحياة المعيشية. * الأمم المتحدة قامت قبل ذلك بترحيل النازحين الى مدن الجنوب باعداد كبيرة لكن ما ان وصلوا حتى عادوا ادراجهم للخرطوم مرة اخرى بسبب عدم توافر المناخ الآمن والملائم لهم؟ - الامم المتحدة قامت بعودة طوعية ولكنها لم تستطيع ان توفر لهم احتياجاتهم كما وعدتهم وحكومة الجنوب في ذلك الوقت برغم ضيق امكانياتها إلا انها ظلت تعمل وستعمل من اجل المواطن لتسهيل الحياة الكريمة له واستقراره. * تقصد عندما يحصلون على الانفصال؟ - نعم. * ولكن ألا ترى ان الانفصال يأتي بعدم الاستقرار خاصة الحروبات القبلية التي تحدث من حين الى آخر؟ - هناك جهات كثيرة تحدثت وتشاءمت وذكرت بان الانتخابات واشياء اخرى لن تمر بسلام وحدث عكس ما كانوا يتوقعون.. وهذه امنياتهم والخلافات والمشاكل القبيلة التي تحدث بالجنوب سببها المؤتمر الوطني الذي يقوم بزعزعة الجنوب بتحريض المليشيات ضد بعضها.. ولكن سيتم الاستفتاء في اجواء اكثر هدوءاً وسيصبح جنوب السودان دولة آمنة. * هل الجنوب يملك مقومات الدولة الآن؟ - نحن الآن نعتمد على مواردنا البترولية والزراعية والحيوانية ونمتلك كل مؤهلات الدولة. * ولكن حكومة الجنوب مازالت تأخذ ميزانيتها من حكومة الشمال؟ - نحن نأخذ «قروش» بترول الجنوب الذي يقتسمه معنا المؤتمر الوطني بدون شفافية..وحالما ننفصل سيذهب معنا البترول باجمعه ولن يتصرف فيه المؤتمر الوطني فيه مرة اخرى.. وكذلك لن نسمح لهم بـ«جالون بنزين» واذا ارادوا بترول الجنوب سننظر في امرهم وسنتعامل معهم وفق ضوابط الاستيراد والتصدير. * ماذا تقصد بالاستيراد والتصدير؟ - كلامي واضح وعليهم ان يطلبوا وسنعاملهم كأية دولة تريد ان تبيع وتشتري. * وماذا بشأن الشركات العاملة الآن والاتفاقيات والعقود التي وقعت معها؟ - في حال الانفصال كما قلت سينفصل معنا «بترولنا» واذا ارادت هذه الشركات التعامل معنا فعليها اعادة صياغة عقودها واتفاقياتها مع حكومة الجنوب ولن نقبل بغير ذلك. * سؤال أخير.. سيد ماجوت ماذا لو جاءت الوحدة على اسس جديدة كما تريدون؟ - يضحك- يا أختي لقد فات الأوان لوحدة السودان وكل من يتحدث عن الوحدة في هذا الوقت نقول لهم «حلم الجعان عيش» وكما تقولون انتم «اشواق واماني» وكانت لدى السودان فرصة «05» عاماً ليثبت ذلك عبر التوعية والتعايش ولكن كل الحكومات التي جرت على السودان استثمرت في الحروب والقتل ودمار الجنوبيين. وحتى اتفاقية السلام كانت فرصة لجعل خيار الوحدة جاذباً لكن المؤتمر لم يسعى لذلك وسع لمصلحته الذاتية اكثر من مصلحة الوطن ونقولها بالواضح، حكومة الخرطوم لا تحترم الجنوبيين، ولا تحترم مكانتهم، ولا آراءهم، حتى الذين يمثلون في الحكومة يتواجدون بشكل صوري بدون أفعال، ولا يثقون بنا ايضاً فكيف اذن تتحقق الوحدة، فاقد الشيء لا يعطيه. وأخيراً نحن نحمل الشمال مسؤولية تصويته للمؤتمر الوطني في الإنتخابات التي جاءت به مرة اخرى ونقول لهم لا يربطنا بكم سوى الجوار الاخوي وعلى الذين يتحدثون عن الوحدة في ذلك الوقت نقول لهم مرة أخرى عليكم ان تستيقظوا من الوهم الذي تعيشون فيه.