يا الشايقية والله بلاكم خربت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2010, 05:51 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا الشايقية والله بلاكم خربت
                  

05-20-2010, 06:00 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:04 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:12 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:16 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:24 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:28 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:31 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-20-2010, 06:46 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    لمحة في حياة احمد
    ما حوته هذه الخواطر كان حصيلة دردشات مع الراحل الرمز احمد خير خلال الفترة من 1982م وحتى 1990م استدعيتها من الذاكرة على إثر وفاته رحمه الله في يناير عام 1995م وظلت حبيسة عندي فقد أستحيت ان اكتب عنه وقلت سيكفيني عن هذه المهمة غيري من اصدقائه ومعارفه ممن لهم باع في فن الكتابة ومعرفة اوسع بمكونات الحقبة التي عاش فيها الراحل أحمد خير. وأفرج عنها اليوم بتحريض مباشر من مؤسس هذا الموقع (التوثيق) صديقي الدكتور/ توفيق الطيب البشير. أرجو ان يجد فيها القاري شيئاً من خبر هذا الرجل الذي يعتبر رمزاً من رموزنا وطننا الحبيب وعلماً من أعلامه.


    أحمد خير المحامي (1902- 1995م)

    عندما أشرقت شمس القرن الماضي من الألفية الثانية على العالم كان السودانيون قد افاقوا على تغيرات دراماتيكية مست حياتهم بشكل مباشر، فقد وجدوا انفسهم وجهاً لوجة امام عهد جديد ونمط حكم لم يألفوا ألياته ولا شخوصه الذين جاءوا بسحنتهم البيضاء ولسانهم الأعجمي وعصاهم الغليظة.

    وكانت دولة المهدية عندئذ قد أفل نجمها وانطوت صفحتها بعد معارك دامية ضد معارضيها من ناحية وفي محاولاتها لصد الغزاة الجدد من ناحية أخرى.

    ولم يكن الغزاة الذين وفدوا على البلاد غداة ذلك الوقت هم اول من غزا هذه الديار فقد سبقتهم إليها قبل وقت قصير الدولة العثمانية التي كان يدير امورها في مصر (محمد علي باشا) وقد سمى السودانيون ذلك العهد بالتركية السابقة ربما لأن الغزاة الجدد (الأنجليز) شاركتهم جيوش باشا مصر(الخديوي عباس حلمي الثاني 1892- 1914م) ومن ثم إعتبروا العهد الجديد والذي سمي بالحكم الثنائي (1899م 1956م) تركية أخرى وإمتداد لتلك التركية "السابقة".

    وبينما لم يجد جيش الفتح الإنجليزي مقاومة إلا من مناوشات قوات الخليفة عبدالله التعايشي على الطريق قبل المعركة المفصلية في أمدرمان ثم من فلول هذه القوات في كرري وأم دبيكرات، حدثنا التاريخ ان جيش التركية السابقة وجد مقاومة شرسة من قبيلة الشايقية في المعركة التي سميت في التاريخ بموقعة كورتي، رغم عدم تكافؤ أدواتها، هذا التفاوت في ميزان القوى في وسائل الدفاع والهجوم عجل بهزيمة الشايقية وأنهى المعركة لصالح الغازي الذي لابد انه ثمن غالياً شجاعة مقاتلي هذه القبيلة وبسالتهم في القتال ويظهر ذلك في حرصه على تجنيد عدد كبير من هؤلاء في قوته واستخدمهم فيما بعد كشرطة لحفظ النظام في دولته التي استمرت تحكم السودان حتى قضت عليها الثورة المهدية بعد سلسلة من الحروب والغارات إنتهت بإستيلاء الثوار على عاصمتهم الخرطوم في 26 يناير1885م.

    وكان من بين الذين إنخرطوا في خدمة الجندية في دولة التركية السابقة من جيوش الشايقية بعد هزيمتهم في معركة كورتي الجد المباشر للراحل المقيم الأستاذ/ أحمد خير الذي أستقر به المقام شرطياًً في منطقة سنجة والتي لم تكن آنذئذَ سوى قرية كبيرة.
    وعندما شب والد احمد خير واكتمل رجلاً ورث الجندية عن ابيه وانخرط في خدمة دولة الأتراك كرجل أمن.

    وعند ظهور المهدية كان والد أحمد خير يؤدي واجبة لحفظ النظام بكل ما تفرضه عليه موجبات عمله كشرطي، وعندما إنطلقت الحركة المهدية وبدأت تقوى شوكتها وقبل أن تتحول إلى ثورة عارمة كان والد الراحل احمد خير ينفذ التعليمات الصادرة له لحفظ النظام ضمن خطط دولة التركية السابقة لضبط الأمن من تفلتات الثوار والإضطرابات الأمنية المصاحبة بغية القضاء على الثورة الوليدة في مهدها وقبل ان يستفحل أمرها. ولكن بدلاً من نجاح خطط الدولة التركية للقضاء على الثورة الوليدة قويت شوكتها كما حدثنا بذلك التاريخ وتبدل الحال ودارت الدائرة على دولة التركية السابقة وبدأت تترنح تحت هجمات الثوار وضرباتهم هنا وهناك .

    وعندما دانت الامور للأمام المهدي واحكمت دولته قبضتها على زمام الامور في البلاد أحس والد أحمد خير بالخطر عليه وعلى أسرته من إنتقام مناصري المهدي وبطش خليفته من بعده، ولذلك عمد إلى التخفي عن انصارها وعيونهم فغادر منطقة سنجة سراً متنقلاً من قرية إلى أخرى في ترقب وحذر إلى ان استقر به المقام في منطقة فداسي الحليماب بالجزيرة.

    ويحكي الأستاذ/ احمد خير عن أبيه مالاقاه من معاناة في سبيل النجاة من قبضة الثوار وما لقيه واسرته في سبيل تامين حياتهم ويصفها بانها كانت معاناة حقيقية، إلى ان وصل بهم المسير إلى منطقة (فداسي الحليماب) حيث أمن من ملاحقة عسس وعيون المهدية.

    وطاب لوالد احمد خير المقام بقرية فداسي الحليماب واصبحت مقراً له ولأسرته حتى بعد قدوم المستعمر الجديد بقيادة كتشنر باشا، ولكنه لم ينقطع عن منطقة سنجة حيث أرضهم ومزارعهم لاتزال قائمة هناك ويقوم برعايتها حالياً العقيد معاش سعد احمد خير.

    أحمد خير المولد والنشأة والكفاح
    وفي فداسي الحليماب ولد الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله.
    تقول المستندات الرسمية (شهادة التسنين) أن الاستاذ أحمد خير من مواليد عام 1904م ولكنة شخصياً يرجح عام 1902م تاريخاً لميلاده.
    نشأ الاستاذ/ احمد خير وترعرع في كنف والده الذي كان يدين بالولاء للطريقة الهندية وشيخها أنذاك الشريف يوسف الهندي الذي صاهر والد أحمد خير بزواجه من ابنته (شقيقة احمد خير) هذه المصاهرة هي التي أثمرت الراحلين الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي اللذين سيكون لهما دور كبير في الحياة السياسية فيما بعد.

    حرص والد أحمد خير أن يلحق أبنه أحمد بركب التعليم الذي كان نظاماً لا يزال جديداً على المجتمع، وقد وجد الراحل احمد خير نفسه في الدراسة وأنكب على التحصيل إلى ان دخل كلية غردون التذكارية قسم المحاسبين وكانت كلية غوردون التذكارية آنئذِ مدرسة ثانوية لإعداد صغار الموظفين لسد حاجة الدولة من الموظفين والتي أسس لها المستعمر نظام خدمة مدنية غاية في الدقة والإنضباطً، وهي الكلية التي أصبحت فيما بعد نواةًً لجامعة الخرطوم، والخرطوم التي وفد إليها احمد خير في ذلك الزمان ليست هي خرطوم اليوم كما يقول احمد خير، فهي بالنسبة لأحمد خير لم تتعدى مجتمع كلية غوردون ودائرة الطريقة الهندية في بري، فلم تكن الحياة الإجتماعة بهذا الإتساع الذي نشهده اليوم.
    تخرج أحمد خير محاسباً من كلية غوردون عام 1925م، وهو العام الذي أعقب ثورة 1924م.
    يصف الاستاذ/ أحمد خير رحمه الله العام الذي تخرج فيه بأنه من أسوأ المواسم التي مرت عليه في تاريخ حياته فقد أعقب إنكسار ثورة 1924م التي قادتها جمعية اللواء الابيض وهي المنظمة الوطنية التي أسسها مجموعة من شباب السودان المشبع بالوطنية على رأسهم البطل على عبداللطيف وعبيد حاج الامين وعبد الفضيل ألماظ وحسن شريف وصالح عبد القادر وصحبهم، هذه المنظمة التي سرعان ما سرت مبادئها واهدافها بين الشباب وملأتهم بالتفاؤل والحماس وكان لها اثر كبير في شحذ هممهم للعمل الوطني ومقاومة المستعمر الاجنبي الذي جثم على صدر البلاد.

    وكان لتسارع الاحداث إعتباراً من مقتل سردار عام السودان السير لي ستاك بالقاهرة وتدهور العلاقة بين السلطات الإنجليزية وحكام مصر وما تبعها من إصدار الاوامر بطرد القوات المصرية من السودان وهو ما عده السودانيون تنفيذا لخطط بريطانيا للإنفراد بحكم السودان، الامر الذي أثار حفيظة الثوار الذين كانوا يؤمنون بوحدة وادي النيل وعجل بأحداث ثورة عام 1924م.

    وكان لإحجام القوات المصرية عن القيام بدور متفق عليه مع الثوار أثر كبير في نهاية حركة اللواء الابيض بالطريقة المأساوية التي إنتهت بها مما ترك أسوا الأثر في نفوس جيل الأستاذ/ أحمد خير وكانت أحداثها قاسية على الشعب السوداني، حيث تم التنكيل بقادة جمعية اللواء الابيض، فاستشهد أثناء الاحداث البطل عبدالفضيل ألماظ وتم إعدام ثلاثة ضباط هم حسن فضل المولى و ثابت عبدالرحيم و سليمان محمد وسجن الثائران على عبداللطيف وعبيد حاج الامين بسجن واو حيث مات الاخير فيه.

    وقد ادت دموية هذه الاحداث ونهاية جمعية اللواء الأبيض إلى إنكسار الحركة الوطنية وأصابها ركود ووهن عظيمين أضف إلى ذلك إستغلال سلطة المستعمر لهذه الاحداث لمنع التجمعات وفرض قيود على حياة المواطنين السياسية والتضييق عليهم بما في ذلك منعهم من السفر إلى مصر لتلقي التعليم فيها.

    ولم تفق البلاد من أثار هذه الاحداث إلا على إثر أحداث الكساد الإقتصادي الذي ضرب العالم عام 1929م وما بعدها حيث بدأت تتجمع قوى الوطنيين من أبناء السودان، فأحتجوا على تخفيض رواتبهم وعدم مساواتهم بأقرانهم من الموظفين الأجانب وشيئاً فشيئاً بدات تدب روح المقاومة في شرايين العمل السياسي المناهض للمستعمر.

    وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل اول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم احمد خير السياسي.

    كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.

    وكان الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله قد تزوج وانجب أبناءه سعد الذي سيصبح عقيداً في القوات البحرية قبل ان تبعده سلطة مايو من القوات المسلحة في بداية السبيعات من القرن الماضي ثم إبنه صلاح الذي سينال شهادة الدكتوراة في الإقتصاد ويعمل بالمصرف العربي للتنمية الإقتصادية في أفريقيا قبل ان يتقاعد إختيارياً ثم ينتقل باكراً إلى رحمة الله وشقيقتهم التي ستتزوج من القاضي ورئيس القضاء فيما بعد مولانا/ خلف الله الرشيد محمد أحمد.

    وكانت مدينة ود مدني مسرحاً مهماً للعمل السياسي في ذلك الزمان حيث الليالي السياسية الملتهبة والخطب الحماسية التي تحرك وجدان الوطنيين والليالي الأدبية التي كانت تغذي عقولهم وتحفزهم للمزيد من الإطلاع ، وكان الأستاذ/ احمد خير نجماً من نجوم كل هذا الإبداع الوطني الكبير واحد قادته الذين كان لهم دور رائد في إذكاء جذوته وتحريك فعالياته.

    لم يكن احمد خير يفرط في عمله او يترك ثغرة لرؤسائه من البريطانيين ليأخذوا عليه مأخذاً أو يحقروه وهو الذي ظل يرفع لواء الكبرياء الوطني عالياً بكل عنف وثبات، لا يتراجع عن مبادئه و لا يتزحزح عن مواقفه. ولم تثن أحمد خير الإلتزامات الأسرية والمسئوليات الإجتماعية الكبيرة الملقاة على عاتقه ولا الحرص على الوظيفة التي كان لها بريق ووهج كبيرين في ذلك الزمان، عن مناكفة المستعمر أو التخاذل عن واجبه الوطني وهو الذي عرف بعناده وحدته في مواقفه وعدم القبول بأنصاف الحلول.

    كان التنافس بين الخريجين حاداً على تولي لجان اندية الخريجين وكانت إجتماعاتها السنوية مناسبة يتنادى لها الخريجون دون تقاعس وموسم يلتقون فيه يتدارسون اوضاعهم وتطلعاتهم، وكان الهم الوطني يأخذ القسط الاكبر من إهتماماتهم .
    وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمترع بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا احمد خير أحد اعمدته ونجومه البارزين.

    وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة بالمواقف الرافضة للمستعمر والمتدفقة بالوطنية، وفي ظل تنامي العمل السياسي المكشوف في معاداة الحاكم الاجنبي الذي يملك ادوات البطش والتنكيل، ظل جيل أحمد خير يزداد سفوراً في مواقفه العدائية تجاه الحكومة معتداًَ بكبريائه معبراً بذلك عن شموخ وعزة السودان وأهل السودان.

    في عام 1939م وهو العام التالي لإنعقاد مؤتمر الخريجين العام والذي كان احمد خير ألمع نجومه، وبينما البلاد لا تزال تموج بهذه الأجواء السياسية الساخنة، المنتشية بقيام المؤتمر العام للخريجين وما علق عليه من آمال، اعلنت مدرسة الحقوق عن حاجتها لدفعه جديدة من الراغبين في دراسة القانون، وكانت مدرسة الحقوق في ذلك الزمان تقبل على فترت متباعدة عدد قليل من الدارسين لسد أحتياجات البلاد من القانونيين.

    ولما كان احمد خير ممن تنطبق عليهم شروط القبول لهذه الدفعة فقد حرص ان يتخذ من الرفض المتوقع لقبوله - لأسباب سياسة - مناسبة للهجوم على الحكومة وعلى الإستعمار بإعتباره يعاقب معارضيه بحرمانهم من الفرص التعليمية والوظيفية، ولكن سرعان ما أسقط في يده إذ أعلن اسمه من بين المقبولين للدراسة وهو امر لم يكن في آخر حساباته وعندها (لعب الفأر في عبه) كما يقول، وجاء إلى روعه أن قبوله تم بذكاء خبيث من المستعمر ليحقق منه هدفين الاول ان يفوت عليه وعلى زملائه فرصة إستغلال عدم قبوله مناسبة للتشهير به كمستعمر، والثاني هو استدراج أحمد خير لإغتيال شخصيته السياسية وذلك من خلال طرده راسباً في دراسته من ثم التشهير به فاشلاً مفصولاً من الكلية لأسباب اكاديمية لا سياسية وخاصة وأن الفشل الاكاديمي في ذلك الزمان كاف لقتل رجل في مثل كبرياء أحمد خير.

    وفي ظل هذا التوجس دخل احمد خير مدرسة الحقوق ضمن أكبر دفعة تدخل مدرسة الحقوق في تاريخها، هذا الحدث الهام الذي سيحول مجرى وسيرة وحياة الرجل فيما بعد.

    وبينما أحمد خير وزملاؤة على اعتاب الدراسة إندلعت الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م ، وقد ابلى فيها الجيش السوداني بلاء حسناً لصالح دول التحالف في ظل الوعد الإنجليزي بمكافئة المستعمرات التي تقف إلى جانب الحلف في حربه على دول المحور وذلك بمنحها إستقلالها .

    وكان مؤتمر الخريجين قد إزداد نشاطه السياسي وتوالت مؤتمراته السنوية وظل يقدم المذكرة تلو الاخري للحاكم العام يطالب فيها بمكاسب سياسية للسودانيين ولكن احمد خير ظل بعيدا في هذه الأثناء عن المواقع التنفيذية للمؤتمر فقد كان عنها في شغل بدراسته وهمومه التي وجد نفسه فيها وان كان يتابع أخباره عن كثب.

    إذن دخل احمد خير مدرسة الحقوق في ظل حالة من الخوف من الفشل والتوجس من الإستهداف ، ولكن هذا الخوف لم يزد احمد خير إلا إصراراً على النحاج، وأقبل على الدراسة في مدرسة الحقوق بكل جد وإجتهاد الامر الذي جعله يحافظ على ترتيبه بين زملائه في الدراسة وكان مركزه الرابع بعد زميله بابكر عوض الله الذي حافظ على المركز الاول طيلة سني الدراسة ثم مبارك زروق ثم الريح الامين ثم احمد خير فعثمان الطيب في المركز الخامس، ويذكر أحمد خير ان زميله بابكر عوض الله (امد الله في أيامه) هو الوحيد من بينهم الذي حفظ عن ظهر قلب إلفية إبن مالك كاملة حيث كان مقرراً عليهم حفظ مائتين وخمسين بيتاً كل سنة من سني الدراسة الأربعة وحفظ أحمد خير وزميله مبارك زروق سبعمائة وخمسين بيتاً من هذه الألفية وحافظ على المركز الثالث طيلة سني دراستهم زميله القاضي فيما بعد الريح الامين ويقول احمد خير عن زميله الريح الامين (رئيس القضاء 1967-1969م) بانه كان من الذين قدموا إلى مدرسة الحقوق من المدارس مباشرة – ولعله الوحيد من بينهم- حيث ان البقية أتوها موظفين من المصالح الحكومية المختلفة، وقال أن (الريح الامين) الوحيد الذي ظل يحافظ على كتبه نظيفة ليس عليها آثار مذاكرة خالية من التهميشات التي كانت تسود كتب البقية، فقد كان يعتمد على ذاكرة فتوغرافية في التحصيل مباشرة من المحاضرات ويحكي أحمد خير أن أحد اساتذتهم وقد كان شاباً أسكتلانديا معتداً بنفسه وبمقدرته القانونية بسبب ظهور اسمه في سابقة قضائية نشرت في مجلة الاحكام القضائية البريطانية وهو سبب كاف للإعتداد بالنفس (ولعله عمل سكرتيراً قضائياً لحكومة السودان) سألهم هذا الأستاذ الشاب عن معلومه قانونية وردت في محاضرة في بداية العام لم يستطيع ان يجيب عليها إلا الريح الامين الذي عمل قاضياً بالهيئة القضائية (1944م تدرج بها إلى ان صبح رئيساً للقضاء1967م وأقالته سلطة مايو أول 1969م لتعين زميله عثمان الطيب رئيساً للقضاء حتى عام 1972م ليخلفه في رئاسة القضاء صهر احمد خير خلف الله الرشيد محمد احمد. ولم يتراجع احمد خير عن ترتيبه الرابع من بين زملائه إلا مرة واحدة عندما منع في السنة الثالثة من الدراسة لأسباب سياسية هو واحد زملائه ولعله زيادة أرباب وفصلا من داخلية الكلية ايضاً- وهو مبنى وحيد لا يزال قائماً أسفل كوبرى الخرطوم بحري مباشرة.
    إضطر أحمد خير وزميله لقضاء فترة الفصل من الدراسة والداخلية - وهي الفترة المتبقية من العام الدراسي الثالث- في مكاتب صحيفة صوت السودان في ضيافة صديقهم اسماعيل العتباني الذي كان يتولى آنئذ رئاسة تحريرها، ويصف احمد خير مقر الصحيفة بأنه عبارة عن مكتبين في احدى البنايات في السوق العربي. ظل أحمد خير ورفيقه خلال هذه الفترة يعملان في تحرير الصحيفة ليوفرا مصروفهما نهاراً ويذاكران ليلاً وينومان في مكاتبها ويصف احمد خير قسوة تلك الأيام وشدتها بأنها كانت تجربة مفيدة، وكان تراجعه عن مركزه الرابع لصالح زميله عثمان الطيب الذي حافظ على المركز الخامس قبل ان يتجاوز احمد خير هذه المرة ثم يعود كل منهما إلى موقعه، ولاحقا سيلتحق عثمان الطيب بالقضاء وسيقلب عليه احمد خير المحامي طاولة المحكمة في مدينة كسلا إثر مشادة قانونية حادة، مع ذلك ظل حبل الود والأخاء بينهما متصلاً، وعثمان الطيب هذا سيصبح رئيساً للقضاء بعد إنقلاب مايو 1969م ليخلف الريح الأمين في رئاسة القضاء، ويذكر أحمد خير ان عثمان الطيب تجاوب مع موقف بابكر عوض وعرض عليه إستقالته عندما قرر بابكر عوض الله الإستقالة عن رئاسة القضاء عام 1967م إحتجاجاً على عدم إحترام السلطة التنفيذية لحكم المحكمة العليا ببطلان تعديل المادة الخامسة من الدستور، وهو التعديل الذي أدخلته الجمعية التأسيسية بغرض إسقاط عضوية الحزب الشيوعي في البرلمان تمهيداً لحل الحزب ومصادرة ممتلكاته، وقد تضمنت استقالة بابكر عوض الله الموجهة لمجلس السيادة ما يلي (إنني لا شك مقدر كل التقدير انكم الهيئة التي نص الدستور على أن القضاء مسؤول أمامها وحدها في أداء مهامه ولكنه يؤسفني انكم بمعالجتكم للمشاكل التي أثيرت حول هذه القضية لم تقيموا مسؤوليتكم التقييم الصحيح ولم تدركوا حدود هذه المسؤولية).
    ومن الذين تردد على لسان احمد خير من زملاء الدراسة ود المبارك والذي عمل قاضياً قبل ان يتوفى باكراً ولم اجد له مرجعاً. ومن دفعة احمد خير أيضاً القاضي الشهيرعبد المجيد إمام قاضي المحكمة العليا الذي لمع نجمه أبان احداث ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود (1958-1964م) والذي كان احمد خير وزير خارجيته، وقد أبعدته سلطة مايو عند مجيئها في عام 1969م .

    أكملت دفعة احمد خير دراستها في مدرسة الحقوق في عام 1943م، والتحق عدد من وزملائه في القضاء هم بابكر عوض الله والريح الامين وعثمان الطيب وقد تنابوا فيما بعد على رئاسة القضاء بنفس هذا الترتيب ثم عبد المجيد أمام و المبارك ولكن أحمد خير فضل ان يعمل بالمحاماه ليتحرر من قيود الوظيفة العامة خاصة وكان الجو العام يزداد التهاباً وهو يرجو ان يكون له دور فيه وقد إختار المحاماه أيضاً زميله مبارك زروق ولنفس الاسباب.
    واصل أحمد خير كفاحه الوطني بعد تخرجه من مدرسة الحقوق ضمن التيار الإتحادي الذي كان يمثل قبيلة الوسط والمستنيرين من أبناء من السودان .

    ولكن أحمد خير جمد نشاطه السياسي في الحزب الوطني الإتحادي لإعتراضه على إدارة الحزب ، وإحتجاجاً على سياسة عفا الله عما سلف التي إنتهجها رئيس الحزب أنذاك الرئيس إسماعيل الأزهري عقب الإستقلال لصالح من كانوا أعواناً للمستعمر من الموظفين الذين لم يتخذوا مواقف وطنية أسوة بزملائهم الموظفين من الخريجين وحسب، بل عادوا مؤتمر الخريجين في سبيل إرضاء المستعمر، واعترض على هذه السياسة مع احمد خير آخرون منهم الأستاذ/ عفان أحمد عمر الذي نشط في تنفيذ سياسة مؤتمر الخريجين القاضية بالتوسع في التعليم الاهلي وقد ترك العمل السياسي وتحول من التعليم الأهلي إلى الخدمة المدنية وقام بسودنة قسم كبير من مشروع الجزيرة .

    وفي نوفمبر 1958م فاجأ احمد خير الوسط السياسي بمشاركته ضمن طاقم حكومة الفريق إبراهيم عبود كوزير للخارجية. وظل احمد خير في موقعه هذا طيلة فترة حكم الفريق إبراهيم عبود رحمه الله. وعلى الرغم من مشاركة أحمد خير في حكومة الفريق عبود العسكرية إلا انه كان خصماً شرساً للحكومة العسكرية التي أتت إلى السلطة برئاسة الرئيس السابق جعفر نميري في 1969م.

    لم يتحدث أحمد خير عن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود ولم أشأ أن أسأله عن أسباب مشاركته فيها وان حاولت إستدراجه بطريق غير مباشر للحديث عن هذه الحقبة، فقلت له على الرغم من أني لم أكن شاهد على عهد حكم الفريق عبود ولكن من متابعتي أحس بان الحاكم الفعلي لتلك الفترة كان هو اللواء حسن بشير نصر، فأجابني على الفور من حيث الشكل وتعابير الوجه فقط، وأضاف أن حسن بشير نصر كان يتمتع بشخصية وقوية وقدرة عسكرية وقيادية فذة ولكن الفريق عبود هو الذي كان يمسك بزمام الأمور وكان يتمتع بإمكانيات قيادية كبيرة وقدرة عالية على المتابعة وإدارة شئون الدولة والحرص على الإنجاز.

    قلت له من الواضح ان أحداث عبدالرحيم شنان ومحي الدين أحمد عبدالله كانت مرتبة للتخلص من اللواء أحمد عبدالوهاب، قال لي هذه الامور والصراعات لم تكن تخصني ولم اكن لأدخل نفسي فيها فهي شأن عسكري خالص.

    قلت له من كان يدك اليمنى في الوزارة ومن كنت تكلفة بإعداد مسودات ما تود كتابته.
    قال أثنين هما مهدي مصطفى الهادى وآخر ضاع اسمه مني بدلاً أحد الدبلوماسين ممن كلفوا بهذه المهمة من قبل الوزارة، ولكنه كان يميل إلى الفلسفة لدرجة يتوه فيها المتلقي في إتون اللغة التي يستخدمها. قلت له بغض النظر عن الأثر والتقييم السياسي لحكومة نوفمبر إلا أن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود عرفت بأنها كانت فترة خصبة إقتصادياً وفي مجال الفن والرياضة، قال لي العالم نفسة لم يكن كما تراه اليوم (كان الإتحاد السوفياتي وقت حديثه لا يزال قائماًً) وفي السودان كان توجد خدمة مدنية عالية الكفاءة والإنضباط ولم يكن هناك إهتمام بالمصالح الخاصة، فالمصلحة العامة فوق كل إعتبار لدى الكبير والصغير من موظفي الدولة .
    قلت له يصفك الكثيرون بانك من انجح الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية ... ما هي في تقديركم أسباب هذا النجاح؟ قال لي هذا الذي تقول هو مجرد إنطباعات، هناك من يرى العكس ونحن هنا ما عندنا معايير موضوعية لقياس الفشل والنجاح وذكر ان النجاح في مثل هذه المؤسسات لا يصنعه فرد وقال ان الخدمة المدنية كانت تقوم على درجة عالية من الإنضباط في ذلك العهد وأن وزارة الخارجية كانت جزء من هذا الإنضباط، ومن حسن حظ وزارة الخارجية أن أول من تولاها مبارك زروق وهو في تقدير أحمد خير دبلوماسي بطبعه ويتمتع بمقدرات عالية كقانوني وكسياسي ولم يكن متعالياً كما يعتقد كثير ممن لا يعرفونه ولكنه كان يحب التميز.
    قلت له أريد أن اكون في المستقبل وزير خارجية، بماذا تنصحني، جاء رده (التجرد وعدم المجاملة في الحق لأن الذي يعمل بتجرد وإخلاص يقدر، والذي لا يجامل في الحق يهاب) وقال كانت وصيتي للدبلوماسسيين أن يعملوا على ان تكون سفارات السودان مظلة وبيت للسوداني في الخارج قبل ان تقوم بأي عمل دبلوماسي وأن تساعدوهم وتحلوا مشاكلهم لأن المواطن السوداني في الخارج هو الدبلوماسي الأول ولأن الدبلوماسي لأسباب وتعقيدات أمنية وسياسية كثيرة لا يمكنه الإختلاط او التعامل بحرية مع عامة الناس في الدولة المضيفة ولذلك فإن المواطن العادي هوالذي يعكس صورة وسمعة البلد ومن خلال سلوكه وتصرفاته يكوِن الآخرون أنطباعاً عن بلده وعن مجتمعه.

    في أوائل شهر يناير 1982م طلب الشريف الحسين الهندي من أحمد خير مقابلته بشكل عاجل في أثينا باليونان وكأن الرجل كان يحس بدنو أجله وبالفعل غادر احمد خير الخرطوم متوجهاً إلى أثينا حيث مكان اللقاء الذي لم يتم ، فقد وصل احمد خير في التاسع من يناير مطار أثينا وهناك علم بوفاة أبن اخته الشريف الحسين الهندي (رحمه الله) وعاد في نقس الطائرة التي كانت تقل جثمانه ليوارى الثرى في مقابر أسرته في بري. وعند سلم الطائرة بمطار الخرطوم استقبله رجال امن الرئيس الراحل جعفر نميري (رحمه الله) وأقتادوه إلى مبانيهم وأفرج عنه بعد عصر نفس اليوم عقب إنتهاء مراسم دفن الشريف حسين وأعادوه مباشرة إلى دارة بالخرطوم (2).
    وكان اداء واجب العزاء في الشريف حسين ومساعدة أبنه د/ صلاح في خدمة المعزين في دار احمد خير بالخرطوم (2) بداية علاقتي المباشرة مع أحمد خير رغم علاقة الجيرة التي ربطنا به قبلها بفترة ليست قصيرة فقد كنا نتحاشاه لما يبدو على قسمات وجهه من صرامة وشدة يحسبها الذي لا يعرفه قسوة، ثم جاءت الامطار التي ضربت الخرطوم بشدة في شهر اغسطس من عام 1988م وأصابت منزل احمد خير بتصدعات كبيرة (وهو منزل عادي من الطوب الاحمر واللبن) ولتقادمه لم يحتمل المبنى تلك الامطار وأذكر اني ذهبت والدكتور الشاعر محمد بادي لتفقده في داره بعد فجر ذلك اليوم وجدنا المنزل قد تاثر بشكل كبير واتلفت الامطار نسبة كبيرة من الفرش واحتقن الحوش بالماء ولم نستطع إفراغه من الماء إلا بعد عناء وجهد كبيرين.
    وفي عام 1990م اصبح المنزل غير صالح للسكن، وقتها فقط عرفت أن احمد خير لا يملك المنزل وإنما يستاجره من أسرة مرزا المشهرة في عالم التجارة، واضطر احمد خير الرحيل عنه إلى مدينة الرياض حيث أستاجر أبنه الدكتور صلاح منزل أكبر للأسرة.
    وفي يناير عام 1995م رحل احمد خير رحيله الأبدي عن هذه الفانية تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف الوطنية وتاريخ مجيد تتناقله الاجيال بفخر وإعتزاز وحفر اسمه بقوة في سجل الخالدين بين عظماء أمته .

                  

05-20-2010, 06:53 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    حسن بشير نصر

    نبذة عن حياته

    ولد في 25/8/1916م

    تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة حلفاية الملوك.
    بدأ تعليمه الأوسط بمدينة واد مدني وأكمله بالخرطوم

    تلقى تعليمه الثانوي بكلية غردون التذكارية.

    عمل فترة وجيزة في مساعدة والده الشيخ بشير نصر الذي كان يتولى عمودية الشايقية بحلفاية الملوك.
    التحق حسن البشير نصر بالكلية الحربية وتخرج فيها في عام 1938م برتبة الملازم ثاني

    كان من دفعته طلعت فريد – أحمد عبدالوهاب – وأحمد رضا فريد – ومحمد نمر نصر.

    حياته العملية

    كان من ضمن الكتيبة التي حررت كرن من قبضة الإيطاليين في الحرب العالمية الثانية وقد رقى ترقية إستثنائية قبل رفضه لشجاعته وبطولته واقدامة.
    تنقل خلال خدمته العسكرية بين القيادة الجنوبية والهجانة وحامية الخرطوم ورئاسة القوات المسلحة..
    في بدايات الحكم الوطني عمل حسن بشير سكرتيراً للسيد خلف الله خالد أول وزير دفاع في الحكم الوطني.

    ثم كان نائباً للقائد العام وتولى منصب وزير الدفاع في حكومة الفريق عبود كما تولى وزارة شئون الرئاسة في ذلك العهد
                  

05-20-2010, 06:55 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    محمد أحمد المحجوب
    ولد بمدينة الدويم (17 مايو 1908)، ونشأ في كنف خاله محمد عبدالحليم، وكان جده لامه عبدالحليم مساعد، الساعد الايمن لاحد ابرز **** الحركة المهدية عبدالرحمن النجومي..
    دخل الخلوة فالكتاب بالدويم ثم تدرج منها الى مدرسة أم درمان الوسطي واكمل تعليمه بكلية غردون التذكارية حيث تخرج منها مهندسا (1929م)
    التحق بمصلحة الاشغال مهندساً عقب تخرجه مباشرة براتب قدره 13 جنيها شهرياً وعمل بمدينة الخرطوم، وهو وان اوضح ملف خدمته مهارته ودقته في العمل وثناء رؤسائه عليه كمهندس، الا انه لم يشعر انه كان يحقق ذاته في هذا المجال.
    فقد برز كشاعر وكاتب ثم سياسي بعد ذلك.
    دفعه هاجس الدراسات الانسانية الى تغيير مسار حياته العملية عندما التحق بكلية القانون عند انشائها (1936م) وتخرج منها وزملاؤه الاقلاء كأول دفعة (1938).. والتحق بالقضاء وظل به الى عام (1946) وتركه للمحاماة حتى يستطيع ان يعمل في حرية اوسع بالسياسة التي هي الركيزة الثانية في حياة المحجوب.
    كانت تجربته كقاض في شندي 1943م ثم عطبرة والابيض تنم عن عسير المزاوجة بين القضاء ورفع لواء «المؤتمر» فانحاز للمؤتمر.
    نصع المحجوب كسياسي في فترة الاستقلال (زعيم معارضة، ووزير خارجية ثم رئيسا للوزراء عن حزب الامة) غير انه يبدو ان الحقبة الممتدة من (1927 الى 1937).. كانت من أهم فترات حياته اذ تبلورت فيها شخصيته الادبية والفكرية وتحددت فيها معالم آرائه السياسية وشهدت هذه الفترة كتاباته الثرة في شتيت ضروب الادب، والاجتماع والجمال والسياسة.
    بدأ الكتابة في «حضارة السودان».. (1927) وتوالى هذا في مجلة «النهضة» عام (1931م) ثم صارت كتاباته اكثر نضوجاً وتنوعا في مجلة الفجر (32 ـ 1937) والنظرة العجلى لهذه المقالات توضح ان جلها كان يحتقب: الادب، علم الجمال، الاجتماع فالسياسة، ومعظم هذه المقالات ظهرت في شكل كتب في فترة لاحقة.. كان جنوحه السياسي لاستقلال السودان (بازاء فكرة الاتحاد مع مصر) يرجع جزئيا لاستقلاله هو بالرأى في هذه الفترة من حياته.
    لايبدو ان منصب وزير الخارجية الذي تقلده لاول مرة (1956) كان غريبا على المحجوب، ولا هو يغريب علي الباحث في سيرته، فقد كان في وفد الجبهة الاستقلاقية الذي اتجه للامم المتحدة ( 1946) يدعو لاستقلال السودان.. ثم هو بعد ذلك في لندن يكون «رابطة عصبة الشعوب الملونة» ( 46 ـ 1947) مع كوامي نكروما وجومو كنياتا، ولفيف من الملونين من جنوب افريقيا وجزر الهند الغربية.
    حياة المحجوب السياسية مثيرة للجدل، على كل حال، وذلك لحدة المواضيع التي كانت تطرأ علي
    دخل الجمعية التشريعية ثم استقالته منها (1950) عندما رأى عدم جدواها، أو التباسه بالمواضيع الملتهبة التي كانت تنتسج السودان ومن ثم البرلمانات التي تعاقبت بعد الاستقلال كقضية الجنوب، ثورة اكتوبر 1964م، اشكال طرد نواب الحزب الشيوعي، الدستور الاسلامي، انشقاق حزب الأمة، وخلاف ذلك مما اورث التوتر الذي تتباين حوله الآراء لكن لا مشاحة ان له ادواره السياسية التي سترتبط باسمه الى ان يفني الزمن كمخاطبته الامم المتحدة بتكليف من العرب قاطبة بعد عدواني (1956 ـ 1967) وانعقاد مؤتمر القمة العربي صاحب اللاءات الثلاث بالخرطوم ابان توليه رئاسة الوزراء.. (1967م) واجتماع الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في منزله (اغسطس 1967م).. وما تمخض عن ذلك من حل مشكلة اليمن الشمالي، ومسعاه البين عند اندلاع الحرب الاهلية النيجيرية والتي انتهت باعادة توحيد نيجيريا كما كان يأمل.. وقد شهدت له أروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية في هذا وذاك بارع الدبلوماسية، والاجادة المذهلة للغتين العربية والانجليزية..
    ما ذكر آنفاً عن الاعتلاق السياسي، لا ينبغي ان يطغي على الذات الشاعرة في المحجوب الذي استهواه الجمال، فوهب الجمال دواوينه «قلب وتجارب». مسبحتي ودني «الفردوس المفقود» والديوان الاخير الذي اثارت فيه ذكريات الاندلس كامن اشجانه، عندما زار اسبانيا يبرز المنهاج الذي كان عليه المحجوب طيلة عمره التيار الاسلامي العربي الذي كانت تنبثق عنه جميع اعماله ومواقفه. وقد كان يرتاد آفاق المستقبل بحس شعرى ثاقب بلغ مداه في بيته.
    اعتقل وسجن في فترة الدكتاتورية الاولى (58 ـ 1964) وعاودته و في فترة الدكتاتورية الثانية (69 ـ 1985).. وحددت اقامته في منزله
    تحديدا منع معه من تشييع جثمان صديقه وغريمه السياسي الرئيس اسماعيل الازهري..
    اكره علي المنفي في انجلترا.. ورجعت النفس المطمئنة الى بارئها (الثلاثاء 22/6/1976م).
    اعماله الفكرية والادبية:
    قدم عنه الباحث «كمال الدين محمد».. رسالة ما جستير بعنوان «محمد أحمد محجوب، اديباَ»
    اجازتها جامعه الازهر (1982م).. وكذلك «محمد عمر موسى علي» رسالة دبلوم بعنوان «محمد أحمد محجوب: لمحات من حياته السياسية» معهد الدراسات الافريقية، جامعة الخرطوم (ابريل 1983م» غير ان انتاجه الفكري والادبي مازال بحاجة للدراسة المتأنية الشاملة.
    اما اعماله التي صدرت:
    أ) الاعمال الفكرية:
    1/ الحركة الفكرية في السودان الى اين تتجه؟.... الخرطوم 1941م.
    2/ الحكومة المحلية في السودان.. القاهرة 1945م.
    3/ موت دنيا (بالاشتراك مع عبدالحليم محمد)... القاهرة 1946م.
    4/ نحو الغد.... الخرطوم 1970م.
    5/ وظهرت له باللغة الانجليزية: DEMOCRACY ON TRIAL
    (الديمقراطية تحت المحاكمة) لندن 1974م.
    ب) دواوين شعر:
    1/ قصة قلب .... بيروت 1961م.
    2/ (قلب وتجارب)... بيروت 1964م.
    3/ (الفردوس المفقود)... بيروت 1969م.
    4/ مسبحتي ودني.... القاهرة 1972م.
    ج) هذا عدا المقالات والخطب المتعددة داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في اروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية..
                  

05-20-2010, 06:58 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    السيرة الذاتية للطيب صالح
    ولد الطيب محمد صالح أحمد في مركز مروى ، المديرية الشمالية السودان عام 1929.

    تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.

    * مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن .

    * نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا ، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989 .

    * صدر حوله مؤلف بعنوان " الطيب صالح عبقري الرواية العربية " لمجموعة من الباحثين في بيروت عام 1976 . تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته .

    * كان صدور روايته الثانية " موسم الهجرة إلى الشمال " والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف به وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان .

    * تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة ، سلبًا أو إيجابًا ، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله .

    * يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات ، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.

    مؤلفات الطيب صالح


    عرس الزين رواية ( 1962 )

    * موسم الهجرة إلى الشمال رواية ( 1971 )

    * مريود رواية .

    * نخلة على الجدول

    * دومة ود حامد رواية .

    :(
                  

05-20-2010, 07:22 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    محمد أحمد أبو رنات


    فيصل محمد عبد الرحمن : آخر لحظة

    لي عظيم الشرف أن ألقي بعض الضوء على السيرة الذاتية لمولانا محمد أحمد أبو رنات وما قدم من أعمال جليلة كمساهم في بناء السودان الجديد وتوطيد أركان الدولة السودانية الفتية، لا سيما في مجال تخصصه: القضاء والعدالة وحكم القانون. ولد محمد أحمد مصطفى أبو رنات في عام 1902م بالنهود وهو سليل أسرة عريقة شايقية مقرها جزيرة أبو رنات في دار الشايقية في شمال السودان... ولقد نزحت أسرته للنهود وحلفاية الملوك.
    وفي عام 1922م عُين مترجماً بمركز الأبيض وخدم في مديرية بحر الغزال ومصلحة الري.. ومنذ مطلع شبابه أبدى إهتماماً وشغفاً بالقانون ودرسه بالمراسلة، وفي عام 1933م نقل للمصلحة القضائية، وفي عام 1935م التحق بمدرسة القانون التابعة لمكتب السكرتير القضائي.. وعند تخرجه بتفوق في عام 1938م عُين قاضياً من الدرجة الثانية، وفي عام 1943م رقي إلى منصب قاضٍ من الدرجة الأولى، وكان أول قاضٍ سوداني ترأس محكمة كبرى في عام 1944م، وعُين نائباً لمساعد السكرتير القضائي ومفتشاً للمحاكم الأهلية، وكان أول سوداني يشغل هذه المناصب، وفي عام 1949م أُرسل إلى بعثة في إنجلترا، وفي عام 1950م عُين قاضياً بالمحكمة العليا وعضواً بمحكمة الإستئناف لمديرية الخرطوم، وعند سودنة القضاء أُختير رئيساً للقضاء في عام 1955م خلفاً للقاضي الإنجليزي لندسي LINDSAY وظل رئيساً للقضاء حتى عام 1964م، وفي أكتوبر 1964م قدم استقالته ثم عدل عنها وتقاعد، بعد فترة وجيزة انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً عام1979م.
    لفترة طويلة ومنذ إعادة الفتح عام 1898م وحتى منتصف الستينيات كانت اللغة الإنجليزية هي لغة المحاكم المدنية والجنائية في السودان، والعربية بالطبع لغة المحاكم الشرعية كان أبو رنات يتقن الإنجليزية أيما إتقان، ومن قرأ أحكامه تعتريه متعة ذهنية فائقة، كانت سلطة تأييد أحكام الإعدام ضمن اختصاصات رئيس القضاء لا الحاكم العام أو رئيس الدولة أو الحكومة كما هو الحال في الدول، ولعل في هذا دليلاً على حصافة الإنجليز إذ إن كثيراً من قضايا الإعدام يحركها الإقتتال القبلي حول الماء والكلأ، وكان الحاكم العام الإنجليزي ينأى بنفسه عن الحساسيات السياسية والقبلية بإضفاء صيغة قانونية صرفة على تأييد أحكام الإعدام، كان أبورنات يبدأ حكمه بعبارة THIS IS A HANGING CASE أي( هذه قضية شنق) ثم يسترسل في حيثياته بلغة رصينة وجمل قصيرة وعبارات منتقاة.
    وبما أن القانون الإنجليزي يشمل كثيراً من العبارات والقواعد باللغة الفرنسية فلقد أهتم أبو رنات بدراستها، وكان من القلائل الذين يتقوتنها في السودان، ذلك أنه يجنح بطبعه إلى التعمق في تحليل مبادئ القانون وسبر أغوارها. وفي الزمن الغابر وعند الغزو النورماندي لانجلترا حينما أصبح وليام الغازي WLLIAM CONQUEROR الذي جاء من نورماندي في فرنسا وأصبح ملكاً على إنجلترا وأسس الأسرة المالكة الأنجلونورماندية (1066-1135م) كانت الفرنسية هي لغة البلاط والمحاكمTH LAN GUAGE OF THE COURT AND THE COURTS.
    وحتى يومنا هذا فالشعار الملكي في المملكة المتحدة هي الفرنسية DIEU ET MON DROIT أي الرب وقانوني.
    ولقد ذاع صيت أبورنات كعالم قانوني في المجال الدولي فاختير عضواً في بعض لجان الأمم المتحدة القانونية وممثلاً للأمين العام للمنظمة في بعض الدول الأفريقية، وهناك حادث فريد أود أن أذكره ببعض التفاصيل، كنت في جنيف أعمل بمكتب العمل الدولي ( بين عامي 1962- 1964م) وجاء مولانا أبورنات إلى جنيف كمقرر RAP PORTEUR للجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ومقرها مقر الأمم الذي كان سابقاً مقراً لعصبة الأمم، وكان مكلفاً بكتابة تقرير عن القوانين الجنائية في البلاد الأفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية، ولأنه كان صديقاً لوالدي رحمة الله عليه ورئيسي عندما كنت قاضياً حرصت أن أكون على إتصال شبه يومي به، لما أكن له من عظيم الإحترام والتقدير، ولأن أي لفظ من فيه كان بمثابة إضافة ذهنية لا عوض عنها لأي جليس معه وقديماً قيل ( وخير جليس في الأنام كتاب)، وكان لي صديق أوربي ذو منصب مرموق في قسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، تعرفت عليه إبان مشاركتي في إجتماعات حقوق الإنسان كممثل لمنظمة العمل الدولية، ذات مرة فاجأني (رئيس قضائكم هو الوحيد الذي كتب كل كلمة في تقريره بنفسه) الآخرون يكتفون بما نسطره نحن الموظفين ويبصمون عليه ويضعون مكافآتهم المالية في جيوبهم (فتملكني شعور بالزهو والفخر وقلت له ( لا غرو) SMALL WONDER قلتها بالإنجليزية فهو رئيس الهيئة القضائية السودانية ذلكم مولانا أبورنات. وعند عودتي للإجازة كل عامين لأم درمان تفضل ودعاني إلى منزله العامر بالخرطوم وكان معه مولانا عبد الرحمن النور رحمة الله عليه، وكان مولانا أبورنات- طيب الله ثراه- مهتماً بما يجري في الجنوب من أحداث دامية في حقبة الفريق إبراهيم عبود رحمه الله إذ إنه بحكم منصبه ذي الديمومة، على نقيض وزير العدل الذي قد يغادر الوزارة بين ليلة وضحاها، كان مسؤولاً عن العدالة وحكم القانوني في السودان، إذ لا شئ غير أن على عاتقه تقع المسؤولية الجسيمة في تأييد أحكام الإعدام، ذكر في معرض حديثه أن مبشراً مسيحياً في الجنوب سأل مفتش مركز شمالي في الجنوب: (هل تعرف لغة هؤلاء الناس؟ هل تعرف عاداتهم وتقاليدهم؟ هل تعرف من ولد بالأمس ومن مات قبل يومين؟ كان رد المفتش الشمالي بالنفي، فقال المبشر المسيحي في استكبار: أنا أعرف كل ذلك، فكيف تريد أن تحكمهم؟ ودار نقاش عن طردهم وسألني الرجل الحكيم الرزين.. وماذا عن رد الفعل من جانب الرأي العام العالمي؟ قلت: (الرأي العام العالمي مشغول الآن بالطيارين والملاحين الجويين الطليان العاملين مع الأمم المتحدة الذين طبخوا في الكونغو) وحكاية الطبخ هذه اتضح فيما بعد أنها فرية كغيرها من أكاذيب البهتان التي تروج لها وسائل الدعاية الغربية لت######## الأفارقة وتشويه سمعتهم.
    على أي حال بعد عدة أيام كان قرار نظام عبود بسودنة الكنيسة في الجنوب والتخلص من كل القساوسة الأجانب هؤلاء الذين كانوا يؤججون الفتنة بدعوى أن وحدة السودان تعني عودة تجارة الرقيق، ويدعون أنهم أتوا لإلحاق الأفارقة بركب الحضارة المدنية، ونشر كلمة (الرب) وانتشال الأفارقة من وهدة التخلف والبدائية أو ما يسميه الأوربيون أنفسهمWHITE MANS BUR DEN أي عبء أو واجب الرجل الأبيض، هؤلاء المبشرون الذين كانوا يسيطرون على كل مؤسسات التعليم والعناية الإجتماعية في الجنوب، ولا يقبلون أي فتى جنوبي أو فتاة جنوبية إلا بعد التنصر والتنكر للاسم الأول الموروث عن آبائهم وأجدادهم وانتحال اسم غريب ويحظرون اللغة العربية والزي الشمالي.
    وإذا كانت النخب الجنوبية تتحدث الآن العربية بفصاحة وطلاقة عن القضايا الفلسفية والسياسية والقانونية التجريديةABSTRACT فالفضل يرجع أولاً وأخيراً لمولانا أبورنات. ولعله من المناسب أن أشير لتجربتي الخاصة مع بعض المثقفين من شمال أفريقيا، إذا كان الحديث لا يتجاوز شكراً أو السلام عليكم أو تريد (شاي) أو تفضل أجلس، فالعربية تكفي.. أما إذا تطرقنا للسياسة أو غيرها من المسائل العقلانية فسرعان ما يرتدون للفرنسية.وفي عهد أبورنات الزاهر لم يفصل أي عضو في الهيئة القضائية بسبب حكم أصدره، كان يحمينا بكل صلابة وإقتدار، كان لا يتدخل في تقييم البينات (بالإنجليزية (FINDING OF FACT) فهذا من إختصاص محكمة الموضوع.. أما إذا كان الموضوع المستأنف يتعلق بتفسير القانون (FINDNG OF) فهذا شأن آخر.. وذات مرة قال: (أنتم تشطبون كل قضايا الحكومة، سوف يشكلون محاكم عسكرية وعندئذ سوف يودع البريء والمذنب في السجن، هل تظنون أنكم تخدمون العدالة بهذه الطريقة؟) لم ننبس بنت شفة تأدباً، ولكن بإعادة النظر فيما بعد كانت ملاحظته هي عين الحكمة.
    بالإمكان الإستطراد في ذكر مآثر هذا العالم الفذ ذي القامة الشامخة، ويكفي أنه كان يحسن الإستماع، كان نزيهاً وكان إنساناً نادراً، سطر قلمه أحكاماً ومنشورات قضائية ستظل نبراساً هادياً لكل العاملين بمهنة القانون وفوق كل ذلك كان محباً لوطنه ومواطنيه طيب الله ثراه. هلا أطلقتم اسمه على قاعة في كلية القانون بجامعة الخرطوم، شارع رئيسي، وليكن الجزء الشمالي من شارع عبد المنعم محمد إبتداءً من مبنى المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وحتى شارع النيل، ليمر هذا الشارع أمام الهيئة القضائية، وقد آن الأوان لمنحه الدكتوراة الفخرية POS THUMOUSفي القانون تخليداً لذكراه، فالرجل يستحقها بامتياز.



                  

05-20-2010, 09:20 AM

خالد احمد محمد

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    شكرا استاذ عمار ... عمل توثيقى اكثر من رائع ... واصل ونحن متابعين ...
                  

05-24-2010, 06:16 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: خالد احمد محمد)

    خواطر ... عن علي عبدالقيوم ... سلسلة
    ________________________________________
    المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (5-6)


    جاء ، والقرير – عاصمة أغاني الطنبور بشمال السودان – تعدّ عدتها لمواسم الشعر الخضراء ، عميقة الإلهام والشاعرية ، تنكفئ على النيل حتى تكاد تذوب فيه حدائق وأناشيد ، يتصوّف فيها الشاعر فترقص القصائد ، وتتصوّف القصائد فيرقص الوجود ، ويتصوّف الوجود فتردد الأشجار والأطيار وأمواه السواقي والضفاف وسوق الثلاثاء وعامراب المحطة والقوزين و ( الرتاين ميتة ما رنت طنابير ) و ( هناك بعيد بي غادي في آخر الديار .. راكوبة ضلّها أحرّ من حر النهار ) و ( الرايقة شتيلة قريرا .. الفجر نبحت بوابيرا ) وجبل البركل وآثار الكرو ، تردد جميعها :
    في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
    حدقت بلا وجهٍ ورقـــــــــــــصت بلا ساق
    وزحمت براياتي وطبولــــــــــــــي الآفاق
    عشقي يفني عشقي وفنائــــــي استغراق
    مملوكك لكني ............ سلطان العشّاق
    جاء ، والسودان ورقةً بيضاء تستفز رؤوس الأقلام والأحلام ، لم تكن قد سمعت عن رؤوس الأموال ، والآن تتسامع بغسيلها ، تصنع من تنوعها الفريد وحدتها، على المستوى الأدنى لم تتنازعها الأهواء بعد ، ومن غماماتها الاستوائية واصفرار أقدام الصحارى الممتدة ، حبراً يكتب الشعر والفكر وجديد الوعود لخرطها جميعاً ، والقرير في ذات الوقت تتكئ على جنبها الأيسر ، تمسك غصناً صغيراً بيدها تخطط به على الأرض السمراء القريرة بضم القاف ، تحلم حيناً وتصخب حيناً آخر ، تماماً مثل السرة بنت عوض الكريم التي حقق سيرتها محمد الحسن سالم حمّيد في قصيدة رائعة ، متسامحة حد الضعف وقوية لدرجة الدمار ، تبتسم وهي تتذكر بوق الباخرة النيلية المميّز ، كان الأهالي يضبطون عليه ساعة الجامع الوحيدة ، تمرّ الباخرة والضفاف مشتولة بالناس ، أحدهم احضر سلال الفاكهة ليتكسب من سائحي النهر ، وآخر أستند على معوله يرصد المناظر في انتظار موقف يطيل به ألسنة السخرية اللاذعة ، وحبيبين آثرا لحظة الدهشة هذه دون كل ساعات الصمت في القرية المزروعة بعيون الفضول والترقب ، الباخرة تتهادى لتمضي غير بعيدة عن الشاطئ على ورقة حضورها بسماع أصوات الجنزير الضخم الذي يبدأ في إنزال ( السقالة ) على جانبها مواجه الضفة ، ويلوح جسدٌ نحيل سلبه الهجر والشعر اللحم وأسلمه لطارق وادي عبقر ، النخيل يبدو على الضفة الأخرى كعروس أنهكها الحياء وأرهقها ليل الغناء الطويل ، يلوح ثم يتسرب بين صياح البحارة – أرفع درجةً من الرواويس* - على الباخرة واستقبال الأهل لهم بكامل الجدة ، كأن الباخرة تزور ضفافهم لأول مرة رغماً عن انتظامها في المجيء ، يلوح وتتقافز أمامه القصائد والمواقف والأفكار ويبدو أثر الدفّيق –البلح الأخضر قبل مرحلة نضجه – على قميصه المتهالك ، يطبعه بلون لم تقرأ عنه أقواس قزح كلها ، يندسّ في غفلة انشغال الجميع بالجميع ، بين غرف الباخرة التي تذكره ببيوت الصعيد المضيئة ، وتتفتق شاعرية علي عبد القيوم وهو يمارس عادته هذه ، أكثر من واحد من أهل القرية يمارسها متوهماً أنه الوحيد الذي اكتشف مجاهل الباخرة القارة ، ولكن واحد فقط من تفتقت شاعريته عنها ، علي عبد القيوم، وكان الشاعر حسن الدابي حينها يرتادها مسافراً وقد بدأ يكمل مشروع قصيدته الكونية التي تنمو مع النخل وتكبر على تواريخ كوش وتسبح عبر تيارها الخاص الذي يحسده النيل وتتدفق على أحواض البرسيم وجنان المانجو والبرتقال.
    حمل عبد القيوم هواجسه في صدره وقلمه وكثيف شَعره ، الحلاّق على أيامهم كان أكثر ثرثرةً من مقصاته ، وجاء للخرطوم ، وكمثل قبيلة الشعراء قلب صفحة " بسيماتك " ، تغنّى بها محمد وردي ، لكنه صمت عن إحساسه ولم يقل ما قاله عاطف خيري ( خسارة الزول تغنيلو .. وما يفهم معاني غناك .. خسارة الزول تناديه لا يسمع ولا يعرف شنو الجوّاك .. توسّد ريدك الواطة وما تلقى اليدفنو معاك ) ومضى ليصرخ في مسامات الشوارع البكر
    أي المشارق لم نغازل شمسها
    ... ونميط عن زيف الغموض خمارها
    أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    أي الأناشيد السماويات
    لم نشدد لأعراس الجديد
    بشاشةً أوتارها ؟
    الشعر أكثر تطرفاً من ألوان الأدب الأخرى لأنه يحول لغة الشارع إلى لغة العقل والجمال بينما تسعي بقية الألوان – معها الشعر أيضاً – للضد ، وعلي عبد القيوم حين يمسك بالصورة التذكارية التي اعتادت المدارس أن توثق بها أعوامها الدراسية يتيمة الاستعداد ، يقارن بين الصبي يلبس – فقط – للمدرسة القميص مباهياً بجيوبه الفارغة ، ينتعل حذاء بلاستيك تدمي الأشواك كعبه ويضع يديه على صدره متزيناً بابتسامةٍ ساهمة للصورة ، وبين الحريق الذي يطال قلم وحلم شبابه الآن لأن الفكر يقود إلى مدارج الأسئلة الصعبة ( في آخر الليل الذي أسرى .. دلف الجنود بجثتين إلى ال########ة الكبرى .. الجثة الأولى .. جسدٌ نحيلٌ خلته جسدي فوجدته بلدي .. لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى .. والجثة الأخرى .. جسدٌ نحيلٌ خلته ولدي .. فوجدته جسدي .. لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى ) كانت الصحافة معركة أخرى فمعاوية محمد نور الذي كان يمهر مقالاته الرائعة في النقد باسمه المستعار ( مطالع ) كان يخشى من نظرة المجتمع له ، أعاده خاله من بيروت الآداب ليدرس الطب بكلية غردون التذكارية ، جامعة الخرطوم اليوم ، حتى تفاخر الأسرة بابنها الحكيم ، يحكي العقاد أن محكمة مصرية أبطلت عقد قران لأن المحامي في مرافعته أثبت للمحكمة أن العريس محض صحفي شغله الشاغل التجسس على أخبار الناس بينما ابنة موكليه ذات حسب ونسب أصيلين ، إذن فقد رمى بورقة عدم كفاءة الصحفي الاجتماعية ، كانت المواجد في ذلك العهد بالغة الحريق ، وجاء بعد ذلك على عبد القيوم لينهك عقله في الصحافة ، يعيش تمرد الجيل المثقف وانتكاساته واحباطاته الكبيرة ، يحدث قلمه عن طارقٍ جديد في عام 1985 ولم يكن طارق 1964 قد وجد من يفتح له سوى اللصوص
    أيها الطارق باب الدار ليلاً
    جئت بالقمر وبالأمطار تهمي والبذار
    فسلاماً لك في دارك أعياها البوار
    وسلاماً لك تهدي للوطن بارق الوعد وسيف الانتصار
    وسلاماً لك ترقى بالوطن من مدارٍ لمدارٍ لمدار
    ولكن الوطن أشاح بوجهه وأذنيه عن كل الطرّاق واستسلم لنار قلبه ترعى هشيم الأماني وتلوك تواريخ انتصارات منهزمة ، وأي محنةٍ أعمق من موت نبوءات الشعراء حين يرحلون بليلٍ غائب القمر والحبيب ، كانت خيله** دائماً تصارع الحواجز والوطن غائرٌ في جراحه الغائرة ، يكتب ويكتب وتقرأه الفجائع وحدها ، مات عبد الرحيم أبو ذكرى في ليل موسكو مؤودة الصباح فماتت نبوءة عبد القيوم في غار حرائها المحفوف بالمباحث والطوارئ ، تلفّت فلم يجد قلماً ولا حلماً، تأخذه فجيعته بعيداً يقول في قصيدته لماذا جرى ما جرى ، يرثي أبو ذكرى
    تعلم أن طيور الذرى يا صديقي
    أضاءت بدمعات حسرتها كهف حزني
    وكأني بها قد تمنّت لو أنك أخبرتها
    لتهرع إليك ناشرةً تحت ظلِّك
    مشهداً من الريش والثلج والأقحوان
    وكأني بها قد تمنّت
    لو أنك عاتبتها لترفع عنك
    عناء الزمان وبؤس المكان
    تكوّم في منتصف مقعده غير الوثير يرتجف ، وكان قد قضى حكم الإمام بإعدام المفكّر المهندس محمود محمد طه ، يردد مقولة فولتير( قد أخالفك الرأي ولكني على استعداد لكي أدفع حياتي ثمناً لتقول رأيك ) ولكن كانت نبوءاته تصطدم بميكافيلية ( المستشار ) لماذا يظن الطغاة وتشحب ألوانهم أن موت المناضل موت القضية ‍‍؟
    كان علينا قبل أن نختار
    أن نقطع البحار سابحين ، معصوبين
    دون أن نساوم التيّار
    ودون أن ينال من مضائنا السمك الجائع والإعصار
    وهكذا نفذنا كالسهام ( يا لروعة الصدام والثبات والمقاومة )
    إلى مضارب الشروق حيث الطفلة التي نعشقها معاً ولا تعرفنا
    إن الشاعر في زمن الحرب الرديئة ، دنيئة الأسلحة ، يأتي أكثر جراحاً ، يحمل سيفاً وإرثاً صادقاً ويتوكأ على أمله نحو الغد ، مكافئه للإحباط رصيد أوردته وشرايينه المنهكة التي تشتهي عبور الدماء ، كان يتمنّى أن يحضر عام ألفين ليشهد تغيّر العالم ، مات قبله ، وجاء عام ألفين ، لم يتغيّر العالم ، أحرج فقط نظرية (الصفر والواحد) وذهب غير عابئ برصيد أصفاره لأنه بات يراها على كل الأرصدة.
    في يومٍ ما … خرجت امرأة ما … تبحث عن رجلٍ ما … قالت للنهر : تخبئه عني ؟ ضحكت أنهار الدنيا : يا هذي الأنثى عودي للنبع … هنالك شاهدناه … وفارقناه.
    يا علي عبد القيوم ، لا تعبأ بالموت لأن مثلك يحيا به ولا تنهك ذاكرتك بالنبوءات القديمة ، الوقت الآن وقت كتابة العمر قصيدةً جديدة
    فأنهض فديتك مثل النهر في المجرى
    وأشبع بلادك من أشعارها شعرا
    لا فرق يا مولاي بين العاشقين الكاظمين الوجد والأسرى.
    أسامة معاوية الطيب
                  

05-24-2010, 06:28 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    عبد الخالق محجوب
    الحوار المتمدن - العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19
    المحور: ابحاث يسارية واشتراكية
    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

    نص جدير بالقراءة
    إن هذه الحوادث لها خطورتها وهي في رأيي تمسني شخصياً لأنني أنتهج السبيل الماركسي في ثقافتي وتصرفاتي وأومن بالنظرية العلمية الشيوعية، وكل معارفي وأصدقائي يعرفون منذ زمن بعيد هذه الاتجاهات والثقافة التي احملها، وأنني أتحمل مسؤولية إزاء هؤلاء الأصدقاء والمعارف وبينهم من يحمل اتجاهات معادية لأفكاري وبينهم من حضي بثقافة إسلامية أو مسيحية، وبينهم الشخص العادي الذي يضطرب في الحياة دون فلسفة أو ثقافة.

    إن انزعاج هؤلاء الأخوان يضع على عاتقي مسؤولية أدبية في توضيح رأيي وفق الثقافة التي اعتنقها ثم أن المدرسة الثقافية الشيوعية من المدارس الفكرية التي تعيش في بلادنا منذ فترة طويلة...... إن اهتمامي الكبير بمصير هذه الثقافة التي اعتز بها وأكن لها كل احترام ..... يلقي عليّ أيضاً مسؤولية في توضيح موقفها إزاء الحوادث الأخيرة.



    عبد الخالق محجوب

    لكي أوضح الموقف وغوامضه استميح القارئ عذراً إذا بسطت له جزءاً من تجربتي المتواضعة: كيف أصبحت شيوعياً؟

    تجاربي

    في نهاية الخرب العالمية، عندما دبّ الوعي الوطني في أرجاء بلادنا انتظمتُ كغيري من الطلبة المتحمسين في غمار هذه الحركة يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري، تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما زال يحس بها جميع المواطنين المتطلعين إلى مستقبل مشرق مليء بالعزة والكرامة، وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي أمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس (آذار) من عام 1946 .

    ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة ابتدأت تتضاءل أمام ناظري في القاهرة، وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بأن " قضيتنا لا يحلها اى من الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة"..... تساءلت ضمن عدد من الشباب الحر، لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدري الشعب كنهها.

    نظرية سياسية

    وبمجهودي المتواضع وحسب حدودي الفكرية اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار وإنهم ما أن دخلوا غمار مجتمع متقدم معقد كمصر حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم، عرفتُ أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوربية خلال القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلابد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار - على هدى نظرية تسلط أضوائها على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له الفرصة لجني ثمار جهاد الشعب لنفسه - على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيادي الزعماء أينما شاءت.

    لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية - تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم والتي تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفتُ أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وإنما هو تطور اقتصادي للرأسمالية الأوربية وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد. وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار واكتفت بإثارة العواطف ضد "الأجانب" لم تصل إلى أهدافها ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه، أسماء كثيرة تحضرني - سعد زغلول وغاندي ومصطفى كمال أتاتورك وغيرهم. واقتنعتُ بأن زعمائنا يسيرون في نفس الطريق وإننا لن نجني من ورائهم أكثر مما جنت الشعوب الأخرى التي سارت وراء تلك الأسماء.

    تناسق الماركسية

    وكشخص وضعته ظروف الحياة لا كزارع أو صاحب أملاك - بل كمتعلم نال من بعض التعليم المدرسي، كان لابد لي كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكري وتوسيعه. ولم أكن أهدف إلى أي ثقافة ولكن الثقافة التي تعطي تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية... إن النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق ولأول مرة تضع قيماً عالية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة إنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم أو تستعملها قواعد وإلا فقدت طبيعتها. إني كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة.

    إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ الثقافة الماركسية لأنني كنت باحثا في الأديان، ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي - أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي فرضت علينا منذ عام 1898، أتمنى واسعي لإسعاد مواطني حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بأن تحيا - ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية إلى الأمام في مدارج الحضارة والمدنية.

    الشيوعية والإسلام

    هل صحيح إن الفكرة السياسية الشيوعية في السودان تدعو لإسقاط الدين الإسلامي؟ كلا أن هذا مجرد كذب سخيف. إن فكرتي التي أؤمن بها تدعو إلى توحيد صفوف السودانيين... ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبي وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه، وان القوى التي تقف حائلا دون إسعاد وحرية السوداني المسلم أو المسيحي... لا يمكن أن تكون الإسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ في التاريخ إن الجيش الذي غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة ولم نسمع أو نقرأ في بوم من الأيام إن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التي تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الإسلامي أو المسيحي. إن الفكر الشيوعي ليس أمامه من عدو حقيقي في البلاد سوى الاستعمار الأجنبي ومن يلفون حوله، فأين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    إن الفكرة الشيوعية تدعو في نهايتها إلى الاشتراكية حيث يمحي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    إن الفكرة الشيوعية تدعو إلى إخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية وطبية وأدبية وتشذيب الإنسان من الخوف والحاجة بإنهاء الظروف الاقتصادية والفكرية التي تنشر الخوف من المستقبل وتدفع الإنسان تحت ضغط الحاجة إلى درك لا يليق بالبشر من سرقة ودعارة واحتيال وكذب. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    بقي أن أقول للدوائر التي أصدرت هذا المنشور: إن الرجل الشريف يصارع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق. إن محاولة تزييف أفكار أعدائكم - أو من تتوهمون إنهم أعداؤكم - بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق، فوق أنها عيب فاضح. أما أساليب الدس فهي من شيم الصغار جداً حتى ولو كبرت أجسامهم وتوهموا في أنفسهم علو المقام.
                  

05-24-2010, 06:32 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    أولاد حاج الماحي

    أسمه الماحي بن محمد بن الشيخ بن أحمد عبد الله. ولد في قرية (الكاسنجر) وكان مولده عام 1194 للهجرة وتوفي عام 1287
    كان من كبار المحبين من طراز البرعي والبويصري وخصص شعره كلية لذكر الأماكن المقدسة ومدح الرسول (ص) وكان مغنيآ حسن الصوت في أول شبابه وتحول من الغناء للمديح.

    يقول طيبنا الصالح :

    كان الحج يتم سيرآ علي الأقدام وعلي ظهور الجمال لذلك كان لبلوغ هذه الغايات وقع في نفوسهم لا نستطيع أن نتخيله هذه الأيام مع الطائرات والسيارات ....وقد عبر حاج الماحي عن هذه الأشواق في شعره الذي لا يمكن أن يتصور الإنسان جماله ما لم يسمعه يغني كما سمعناه . شعر مملوء بالحب والشجن ، يشدوا به رجلان كل صوت يعطي الآخر ويأخذ منه. يدوران في ساحة يتجمع حولها أهل البلد قاطبة ،كل من الرجلين يضرب علي دف تمزق ضرباته نياط القلوب .

                  

05-24-2010, 08:09 PM

KOSTA
<aKOSTA
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    الاخ عمار

    هذا توثيق طيب و موفق
    لى استفسار عن ثلاثة اشخاص تطرقت لهم فى توثيقك هذا
    الاول عن الطيب صالح و هل هو بديرى ام شايقى ؟؟؟ و الظن عندى انه بديرى
    الثانى عن حاج الماحى و هو جعلى الاصل و استوطن ديار الشايقية و لقد سمعت حلقة عن حاج الماحى فى اذاعة ام درمان قبل سنين خلت و ذكر مقدمها ان حاج الماحى اصلاً جعلى .
    الثالث عن المحجوب و هل هو شايقى ام جعلى ؟؟؟

    و على فكرة استفساراتى هذه للعلم بالشئ و توضيحه ان كان صحيحاً ام خطئاً ... المقصد تبيان الحقائق لمصلحة التوثيق

    مع عظيم ودى
                  

05-24-2010, 08:28 PM

الشامي الحبر عبدالوهاب
<aالشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: KOSTA)

    الاخ عمار
    شكرا لك وانت تستذكر سيرة هؤلاء العظماء
    الذين لن ينساهم التاريخ ابدا
    ولكن كل اولئك الذين تكرمت بذكرهم كانوا من اكثر المحافظين
    علي الاطار القومي ولم يعرف عنهم غير انتمائهم للوطن الكبير السودان
    وكانوا يبحرون في تيار الوطنية العريض ويا ليت لو كان عنوانك يحمل هذه المضامين
                  

05-24-2010, 09:03 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)

    Quote: بديرى ام شايقى
    من تكلم بلسان الشايقية فهو منهم الشايقية من جنوب دنقلا وحتى المناصير اما جاج الماحى فلسانه ووجدانه شايقى وليس منالك نقاء عرقى..
                  

05-24-2010, 09:43 PM

بكري عباس علي
<aبكري عباس علي
تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 2264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    كل من ذكرت قامات سامقة قدمت للوطن الكثير
    ولكنك تعرف ان هناك غيرهم من قدم مثلهم واكثر
    خلونا نبعد من الحتات الضيقة دي شوية


    زمان قالوا
    جعلي وشايقي ودنقلاوي ايه فايداني ......... الجنس سوداني
                  

05-25-2010, 06:33 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: بكري عباس علي)

    Quote: ولكنك تعرف ان هناك غيرهم من قدم مثلهم واكثر
    اولئك ابائى فجئنى بمثلهم ..اذا جمعتنا يا جرير المجامع
                  

05-25-2010, 06:38 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشاعر عبدالله الشيخ البشير

    بقلم: عبد العزيز حسن البصير
    صحيفة الرائد

    الشاعر عبدالله الشيخ البشير
    الذي يعتبر علم من أعلام السودان، ومن أهم الشخصيات السودانية
    إن لم يكن أبرزها علي الإطلاق، عرفته منابر العلم عالما جليلا ومفكرا
    كبيرا، وعرفته ساحات الثقافة والأدب شاعرا حصيفا، وأديبا فنانا -
    كان يجيد الشعر فنا وتجديدا وأكثر من قول الشعر، وكان ناقدا
    للشعر فى الأدب السودانى، بل الأدب العربى ويعرف الصحيح
    والزائف، وخاصة وهو العالم فى اللغة العربية وفى فنونها وآدابها
    لايلجأ إلى مذاهب المتحدثين وإلى قواعدهم، ولكنه يعتمد على
    النص وشرح الصور والألفاظ والتعبيرات.

    وقد ظل الأستاذ (عبدالله الشيخ البشير) علما مرموقا فى التربية
    والتعليم والأدب، فهو الشامخ فى تاريخ حياتنا الفكرية والعلمية
    والأدبية، آلا وهو من أبكار الأساتذة الذين وضعوا لبنات العلم فى
    السودان، وقد ترك آثارا واضحة فى مسيرة المؤسسات التعليمية
    التى عمل بها فى داخل وخارج السودان، وقد يهتم أيما اهتمام
    بطلابه، وقد تتلمذ وتخرج على يديه أجيال من العلماء علمهم كيف
    يسارعون لتلقى العلم فى هجير الشمس، وهم الذين أسهموا
    بقدر كبير فيما بعد فى تطور وترقية الأعمال الرسمية والديوانية،
    والتعليمية والاقتصادية والسياسية والدينية والإنسانية والرياضية
    والصحفية.

    لقد كان (عبدالله الشيخ البشير) رجلا بارزا فى الحياة الاجتماعية،
    بسيطا مهيبا عفيفا ذكيا وذا بصيرة وشخصية فذة، وله مجاهدات
    واضحة فى مجال العمل الرياضى تتجلى بتصديه للمسئوليات
    الجسام ساعدته المكانة العلمية التى كان يحتلها، وقد كان
    منضبطا فى عمله وعلمه وشعره، وهو من الشعراء الذين أثروا
    الساحة الأدبية بإنتاجهم الخصب الوفير بالسودان والوطن العربى.

    وقد نشأ الشاعر (عبدالله الشيخ البشير) في كنف أسرته المعروفة
    فهي أسرة دينية بسيطة ومتواضعة، اهتمت بالعلم والأدب والدين،
    فوالده وأجداده من رجال الدين بالمنطقة، وقد عاش فى بيئة
    قروية يعمل أهلها بالزراعة، فقريته (أم درق) جزيرة يحيط بها
    النيل من جانبين أما فى الفيضان فيحيط بها النيل من كل
    الجوانب وهنالك الطبيعة الخلابه الساحرة، الماء، والعصافير،
    والحيوان، والسواقى، والمناظر البديعة، وقد كان ذلك له الأثر
    الكبير فى تكوين شاعريته.

    كان مولد الشاعر (عبدالله الشيخ البشير) من أسرة بديرية
    دهمشية وهى من القبائل المعروفة فى شمال السودان.
    وتتكون أسرته من ثلاثة أشقاء هو أكبرهم، (أحمد) عمل معلما
    لللغة العربية فى المدارس الثانوية، و(عبداللطيف) عمل أستاذا
    بجامعة إفريقيا العالمية – قسم اللغة العربية - وله ثلاث شقيقات
    وهم (سعدى)، و(روضة) و(عرفة)، ولأنه البكر فقد تحمل
    المسئولية مع فى تنشئة أخوته ولم يكن مسئولا عن أسرته
    فقد بل عن أفراد عائلته الممتدة وكان بمثابة الأب لهم
    .

























    أشتهر باسم الشيخ (عبدالله الشيخ البشير)، يقول الباحث حميدة
    أحمد عبدالمجيد عثمان: لسلوك الشاعر عبدالله الشيخ البشير
    القويم وسماحة شخصيته وأخلاقه الرفيعة ومكانته الاجتماعية
    وسط أسرته حمل العديد من الألقاب فهو أول حفيد لأجداده من
    جهة أبوية فلا غرو أن قوبل مولده بفرح شديد وحظى بمحبة فائقة
    من قبل أسرته الممتدة، وقد لقب من جهة أهله لأمة بـ (الصبور)،
    وقد أشتهر بالصبر الذى أصبح سمة واضحة فى حياته.
    ولقب أيضا بـ (الزاهد)، وقد لقبته به جدته لأبيه لما رأت فيه من
    اهتمامات خاصة، وقد كان بسيطا متواضعا زاهدا عن الدنيا ومافيها.
    أما لقبه الذى اشتهر به فى نهايات حياته فهو (شيخ شعراء السودان)
    الذى أطلقه عليه أحد تلاميذه أو معجبيه، وقد شاع عند تكريمه فى
    بيت الثقافة فى لوحة الشرف التى أهديت له، ربما لعلو منزلته
    ولغزارة علمه ورجاحة عقله، ومكانته فى الشعر، وقد كان لقب
    (شيخ) هذا حبيبا إلى نفسه وهو يراه أرفع مكانة من ألقابه الكثيرة.

    والده (الشيخ محمد البشير)، ووالدته (دار السلام محمد أحمد)
    جده لأبيه كان مزارعا ورجلا ورعا ، تقى، طيب الخصال والنفس،
    وأنشأ أول خلوة بالقرية، هى خلوة (الشيخ البشير) درس فيها
    القرآن الكريم وبعد دراسته عمل بالخرطوم موظفا فى كبرى
    أم درمان معاونا للتحصيل، وترك مهنة الزراعة فى قريته
    (أم درق).
    وقد كان والده الشيخ محمد البشير يكنى بـ (ودبتول)، وقد كان
    محب للعلم والعلماء، وكان يكرم حفظة القرآن ويشجع الشباب
    على حفظه، وقد كانت حياته يظللها الكثير من معانى التصوف،
    وانعكس ذلك على حياته وسلوكه. وقد كانت هذه البئية الدينية
    التت فيها أسرته بين أريج القرآن والسنة النبوية الشريفة لها
    الأثر الكبير على شاعرنا (عبدالله الشيخ البشير).

    لقد كان عبدالله الشيخ البشير على علاقة وثيقة بوالده لأنه كان
    وحيدا لاشقيق له، فكان بمثابة الأخ والصديق بالنسبة لوالده،
    وبقدر ماكان والده يتابعه فى دروسه ويوجهه كثيرا ويصقله بتجاربه،
    كان (عبدالله) يعلمه مما تعلم من القرآن الكريم، ويظهر أن هذا
    الاهتمام والاحترام المتبادل هو الذى جعله يثق بنفسه ويشق
    طريقه بكل ثقة. وقد تركه والده وهو صغير بعد سفره إلى الخرطوم
    للعمل فى كنف أجداده حيث أخذ منهم أخلاقهم الرفيعة وطباعهم
    فى السلوك والرشد الحميد والتربية الروحية الممتازة مما كان له
    أثر بالغ فى مستقبل حياته، فهو أحد أولئك الذين يطلق عليهم
    (أولاد الحبوبات)، ولما عاد والده خشى عليه من هذا الحب والاهتمام
    البالغ أن يفسده ففكر فى صحبته إلى العاصمة الخرطوم وهو مازال
    صغيرا متنقلا بين القرية والمدينة، وكان لهذه الحياة المتنقلة أثرها
    الكبير فى تكوين شخصيته المستقبلية
    .






















    أنتقل الشاعر (عبدالله الشيخ البشير) من قريته إلى الخرطوم،
    وبدأ فى تكوين مجتمع جديد وعلاقات اجتماعية مختلفة عن
    مجتمعه القروى فوالده لم يرد له أن يتمكن منها ولكنه لم يمنعه
    من الخروج ومشاركة أصدقائه الحديث والسمر، فأراد له أن
    يستفيد من وقته فى قراءة القرآن والعلم، وهو بطبعه كان
    لايميل لحياة المدينة.

    بدأ عبدالله الشيخ البشير حياته الدراسية الأولية بالخلوة لحفظ
    القرآن الكريم وتجويده، وأخذ والده يهتم به كثيرا لكى يكون من
    حفظة القرآن الكريم، وقد بدأ حفظ القرآن من سن الرابعة من
    عمره، وأخذ والده ينتقل به بين خلاوى أم درق وبين خلاوى
    الخرطوم حيث بدأ بدأ دراسة القرآن بخلاوى قرية أم درق على
    يد الشيخ بابكر العطا التى تعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة،
    فوجد مكانا مرموقا بين الشيوخ والطلاب، ثم أنتقل إلى خلوة
    الشيخ محمد على العجيمى صاحب الطريقة الصوفية العجيمية،

    ويقول الباحث حميدة أحمد عبدالمجيد عثمان: ثم أتى به والده إلى
    الخرطوم حيث ألتحق بخلوة الشيخ محمد أحمد العزمى بالخرطوم
    وهو من ديم الزبيرية حيث كان يقيم والده، ثم عاد مرة أخرى إلى
    قرية (أم درق) حيث ألتحق بخلوة الشيخ إبراهيم حامد البدرى
    وقد حفظ خلال دراسته بالخلوة حوالى خمسة عشر جزءا من
    القرآن الكريم، ثم عاد مرة أخرى إلى الخرطوم بمرافقة والده
    والتحق بخلوة الشيخ (محمد صالح) بحى السجانة (وهو أحد
    أجداده من جهة والده حيث أتم النصف الثانى من القرآن الكريم
    حفظا وتجويدا وتفسيرا، ولكن كان عليه ان يعيد حفظ القرآن
    الكريم مرة أخرى فرجع إلى خلوة الشيخ (محمد أحمد العزمى)،
    وظل فيها إلى أن تخرج حافظا ومجودا لكتاب الله الكريم القرآن
    الكريم فى عام 1937م، وأقيم له احتفال غير مسبوق شارك فيه
    أهله وشيوخه وأهل الطرق الصوفية والمادحون، وأحدث ذلك
    الاحتفال صدى عظيما عند الرآى العام حيث نقلت أحداثه صحيفة
    (الحضارة) آنذاك.

    بعد تخرجه بعد اكمال دراسته بالخلوة وحفظ القرآن الكريم حفظا
    وتجويدا التحق بعهد أم درمان المتوسط فى عام 1940م وقد كانت
    مدة الدراسة خمسة أعوام حيث نال الشهادة المتوسطة بعد
    تخرجه فى عام 1945م، ثم التحق بالمعهد العلمى بأم درمان،
    حيث كان التعليم الدينى الرسمى يكاد يكون منحصرا فى معهد
    أم درمان العلمى، وقد كان المعهد فى تلك الفترة من نشأته مدة
    الدراسة فيه ثمانى سنوات. واكتمل فيه القسمان الإبتدائى
    والثانوى واستقام فيهما النظام وأقبل عليه الطلاب من مختلف
    أقاليم السودان. وفى بيئة المعهد العلمى النشطة عاش عبدالله
    الشيخ البشير فترة شبابه يطلب العلم الذى يشجعه على النهل
    بتشجيع من والده على الاستزادة منه، حيث واصل دراسته فى
    السنة السادسة وحتى السنة الثامنة وهى ماتعادل الرابعة الثانوية
    .















    التوقيع - عثمان محمد
                  

05-25-2010, 06:43 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-25-2010, 06:48 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    الشاعر عمر الحسين محمد خير

    يا شمعة كانت تذوب وتحترق من أجل إسعاد الآخرين



    أحمد إبراهيم أبوشوك




    مقدمة

    كتب الأستاذ كمال علي الزين إطلالة حزينة على صفحات "منتديات سودانيز أون لاين"، حيث نعي فيها الشاعر المطبوع والأديب اللوذعي عمر الحسين محمد خير، بلغة راثية، وفرضيَّة مفادها أن بلادي لا تحتفي بسير المبدعين والأعلام، لأن عمر الحسين مات في حلة كوكو وحيداً وغريباً دون أن يعلم بوفاته أحد، "مات كما مات الجاحظ وسط كتبه وأوراقه ومراجعه، واكتُشفت جثته بعد ثلاثة أيام، في خلوته ينشد الهدوء لإنجاز عمل أدبي كبير للشاعر حسونه". (الكيك، سودانيز أون لاين) وعضد هذه الفرضية بشهادات صديقه الأستاذ محمد إبراهيم أبوشوك، الذي كانت تربطه بعمر الحسين علاقة ودِّ شفيف، ووشائج قربى من نوع فريد، قوامها الاهتمام بتراث شريحة من شرائح المجتمع السوداني، تقيم على ضفاف النيل الخالد، الذي اكسبها فناً ذواقاً وعطاءً إنسانياً مبدعاً. بحق قد قرأتُ هذه الإطلالة بحزن عميق وأسى جامح، لأنني كنت على معرفة بعمر الحسين ومشروعاته التوثيقية، وكنت أيضاً مشغولاً بجمع بعض القصاصات التي ربما تعينني في إعداد بحث يليق بقامة هذا الرجل المغمور، الذي قصَّرت قامة الوطن المثخن بجراحاته عن تقدير عطائه الدافق. وفي ضوء هذه الإطلالة الباكية بأجفان شادٍ شرعت في كتابة هذه السطور وفاءً وعرفاناً لابن "نوري" الأغر، الذي كان شمعة تذوب وتحترق من أجل إسعاد الآخرين، واستجابة لنداء الأستاذ كمال علي الزين، ذلك النداء المرهف الجريح.




    من أين أتى هذا الرجل؟

    أتى عمر الحسين محمد خير من صلب قرية نوري وترائبها، تلك القرية الوادعة على ضفاف النيل، والتي اشتهرت بخلاوى الحواجنير، والحمدتياب، والناطقاب، والكوارير، والعراقاب، أنجبت ثلة من الشعراء والمبدعين أمثال الشاعر محمد الحسن سالم (حميد)، وأستاذ الفن التشكيلي محمد أبوسبيب المقيم بالسويد. بدأ الصبي عمر رحلته التعليمية في تلك البيئة المعطرة بتراتيل القرآن الكريم، والمادحة بأدبيات حاج الماحي، والمغنية بأشعار حسونه، ومنها هاجر في طلب العلم والمعالي، حيث استقام ميسم تحصيله النظامي في مدرسة خورطقت الثانوية بولاية كردفان، وبعدها آثر الحياة العملية موظفاً ببنك الدولة للتجارة الخارجية (بنك الخرطوم).



    هكذا نشأ عمر الحسين نشأة متواضعة كسائر أترابه في الريف، وترعرع شاعراً مرهفاً منذ سني حياته الباكرة، التي تفتقت قريحتها الشعرية بقصيدة نظمها استجابة لرغبة جدته، التي كانت تحفظ مقاطع قصيدة أُنشدت في مدح زوجها الراحل:



    بابك ما انقفل ونارك تجيب اللم

    وما بتحلف تقول غير استريح حرم



    وكانت الجدة تتفرس في حفيدها عمر مشروع حلم يكمل صياغة هذه الأبيات في شكل لوحة شعرية مادحة لفضائل الجد الفقيد، تشفي بها غلواء حدادها المكلوم، وترد غربة ذاتها الضائعة في سماء حزنها المهيب وغياهب حرمانها الجارفة. فهكذا صدق حدسها اللماح وتحقق حلمها الضائع في كفاءة حفيدها عمر، الذي أنشد قائلاً:


    شدوا لك رِكب فوق مهرك الجماح
    ضرغام الرجال الفارس الجحجاح
    تمساح الدميرة الما بيصده سلاح
    المال ما بيهمك إن كتر وإن راح
    ***
    بطناً جابتك والله ما بتندم
    ويا أسد الكداد الفي خلاك رزم
    ويا رعد الخريف الفوق سماك دمدم
    ***
    بابك ما انقفل ونارك تجيب اللم
    وما بتحلف تقول غير استريح حرم
    ***
    أبواتك جبير بيسدوا للعوجات
    ومطمورتك تكيل للخالة والعمات
    وفي الجود والكرم إيديك دوام بارزات
    ويا أب قلباً حديد في الحوبة ما بتنفات
    ***
    صدرك للصعاب دايماً بعرف العوم
    وفي وسط الفريق في الفارغة ما بتحوم
    لا تتلام ولا بتعرف تجيب اللوم
    تفخر بيك بنات البادية والخرطوم
    ***



    وكانت هذه القصيدة من روائع القصائد التي تغني بها الفنان الراحل سيد خليفة مادحاً الرئيس السابق جعفر محمد نميري. ويقال أن سيد خليفة عندما صدح بها على خشبة المسرح القومي بأم درمان كان شاعرنا عمر الحسين رهين محبس كوبر مع رهط من الرفاق، وفور خروجه من السجن، حسب رواية الفاتح التلب، ذهب إلى دار الفنانين بإمدرمان، وطلب من سيد خليفة أن يسحبها من سجل أغنياته المصنفة المجازة، وأخيراً انتهى الأمر بتعهد سيد خليفة كتابةً بأن لا يغني هذه القصيدة في أي محفل عام، وخاصة في حضرة الرئيس نميري.



    إلا أن هذا الموقف لا يمنعنا القول إن الشاعر عمر الحسين كان أيضاً مناصراً "لثورة مايو" في مطلع سنواتها الأولى، لأن لدية قصيدة مقررة لطلاب المدارس المتوسطة، وبعض أبياتها تقول:

    نعم لبيك يا وطني نعم لبيك يا وطني

    وحداؤك يملأ الأكوان شق دجنة الزمن

    وحبك بسمة الأسحار أعشقها وتعشقني

    ****

    أيا مايو أيا طفلاً سماوياً على الأيدي حملناه

    ويا ركبا بطولياً تدق الصخر كفاه

    تقدم أن في التاريخ حرفاً ما كتبناه



    وبغض النظر عن الموقف السياسي والمنطلق الفكري، إلا أن هذه القصيدة دون مراءٍ تعكس طرفاً من مواهب عمر الحسين الخلَّاقة، وقدراته الفائقة في نظم الشعر والقصيد. ويبدو أنه بعد هذه المرحلة الصاخبة في تاريخ حياته الفكرية، قد آثر التحول إلى ميدان آخر، من ميادين الإبداع الفني والعطاء الأدبي المتداول بين الناس، حيث نذر نفسه لجمع وتحقيق مدائح حاج الماحي وأشعاره.



    رحلة البحث عن حاج الماحي (ت 1871م)

    الماحي بن عبد الله بن الشيخ بن أحمد بن عبد الله مادح مشهور في منطقة الشايقية، ويقال إن أسرته هاجرت من قرية العقيدة قرب الكتيَّاب، واستقرت بمنطقة الكاسنجر، في بيئة تعتمد حياتها على الزراعة التقليدية القائمة على أنين السواقي، التي كانت خير أنموذج لمفهوم "الاعتماد على الذات" وأفضل تجسيد لشعار "نأكل مما نزرع"، وأبرز معلم من معالم قرى الشمال الرابضة على ضفاف النيل، حيث تشكلت حولها حياة الناس، وعاداتهم الاجتماعية، وقيمهم الاقتصادية. وبفضل حضورها الدائم في الحقل أنيناً وخريراً، وفى البيت رزقاً حلالاً طيباً أضحت الساقية موطن تقديس وتجلة عند "سيد المنجل ال########"، الذي نسج حولها ضروباً شتى من الفنون والمعتقدات منها: هندسة الساقية، وتدابيرها، وأسماء أطرافها، ومنها: قراءات مناسيب النيل، ومعرفة أنواع الطمي في أوقات الدميرة، ومنها: أساليب الري، والزراعة، وتربية الحيوان، ومنها: الأساطير والمعتقدات التي أفرزها الالتصاق الوجداني بالساقية، الذي جعل الناس ينذرون لها النذور، ويعلقون عليها التمائم من أجل الفال الحسن، ومنها: الوجدان الفني المتمثل في غناء "الأروتي" في الفجراوي والضحوى والعشَّاوي، وإنشاد "التربالة" في مواسم الحصاد وإعداد البوقة (أي الأرض) للموسم الزراعي القادم، ومنها: العدالة في تقسيم الثروة بين الإنسان، والحيوان، والآلة. فلا غرو أن هذه البيئة وصورها الجمالية المعيشة قد أكسبت حاج الماحي حساً شعرياً مرهفاً، تجلَّت طلائعه في الأغاني الغزلية التي كان يتغني بها في الليالي الساهرة على نقمات الطنبور، وإيقاعات الدليب، وزغاريد الحسان. إلا أن عطاءه في هذا الجانب قد ضاع في سلة من أكوام الضياع، ولم تبق منه إلا قصيدة يتيمة حفظها لنا المرحوم عمر الحسين بين ثنايا ديوان حاج الماحي. وقد أُنشدت هذه القصيدة في وصف فتاة ذات حسن وجمال كان يعشقها شاب يدعى ود داؤد، ونافسه فيها شاب آخر يسمى التوم، ولم يظفرا بها بل زُفت إلى صاحب حظوة ثالث، رحل بها إلى منطقة أرقو في ديار الدناقلة، ومقاطعها تقول:



    ياقزاز الرومي الرهاف

    والعطر في بطنو ينشاف

    وعاشه حبة دم الرعاف

    وشالا صقراً قالوا ختَّاف

    وخلا ناس التوم في سراف

    ومكوي ود داوود كي خلاف

    ****

    ساقا ود كلية الخبير

    ساقا شقابا العتامير

    وسكنا أرقو الفوق الحفير

    من ضهر ترقد فوق سرير

    وتتكبت بي توبو الكبير



    وبعد بلوغ العقد الثالث من عمره الزاهر تحول شاعرنا العابث من فن الغناء والطرب إلى فن المدائح النبوية والتوسل والتوبة، وكانت قصائده في هذا الشأن تعج بالاقتباسات القرآنية، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبار الأولياء والصالحين، وتعكس جزءاً مهماً من قضايا الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً آنذاك. وأخيراً تبلورت حصيلة هذا العطاء الجم في تراثٍ أدبيٍ ثرٍ تركه حاج الماحي لأبنائه وأحفاده ومريديه، الذين ظلوا يحفظونه عن ظهر قلب، ويسمرون به في أوقات أفراحهم، ويثبتون به أنفسهم عندما تعصف بهم الملمات والإحن، بيد أنهم لم يفكروا البتَّة في تدوينه وتوثيق مفرداته، إلى أن أنعم الله عليهم بالأديب النابه عمر الحسين محمد خير.



    وفي هذا يقول عمر الحسين: "قد طلبت من بنك الخرطوم للتجارة الخارجية (بنك الخرطوم حالياً) أن يفرغني لمدة ستة أشهر لجمع شعر حاج الماحي، وشرح كلماته، وتسجيل قصائده على أشرطة، ولم تكن المدة كافية، وعملت كل جهد، وطبع الكتاب كمرجع علمي في ورق "رونيو"، عام 1971م، تحت أشراف وحدة أبحاث السودان (سابقاً)، جامعة الخرطوم. "ثم واصلت العمل فيه سبع سنوات متصلة في أوقات فراغي، وأنا أوفق بين علمي في البنك وعملي في دراسة شعر الشاعر، فخرج حصيلة ذلك هذا الديوان." أي ديوان حاج الماحي الذي صدرت طبعته الأولى عن الدار السودانية للكتب-الخرطوم- عام 1978م على وجه التقريب، لأن الطبعة نُشرت دون تاريخ.

    واستهل عمر الحسين هذا الديوان بمقدمة ضافية، عرض فيها جذور حاج الماحي الشعرية، وتكوينه الفني، ونزوعه نحو الإبداع في صدر حياته الغنائية العابثة وعجزها المفعم بأدبيات المتصوفة وتراثهم الجامع بين علوم الشريعة وإشراقات علم الباطن. ولعليَّ اتفق في هذا المضمار مع الأديب الناقد مصعب الصاوي، الذي ثـمَّن هذه المقدمة، واعتبرها وعاءً جامعاً لتجربة حاج الماحي ذات البناء المتناسق الحلقات، التي استمدت منهجها من الشاعر علي ود حليب [ت 1819]، الذي يُعدَّه الأستاذ قرشي محمد حسن رقماً مؤسساً لفن المديح النبوي وطقوسه الإنشادية في السودان (مصعب الصاوي، "عمر الحسين باحثاً ومحققاً"، صحيفة الصحافة). ويبدو أن هذه العلاقة الوثيقة وذات الفصول المتداخلة بين مدرسة حاج الماحي ومدرسة الشيخ علي ود حليب قد كانت واحدة من الهواجس التي دفعت الأستاذ عمر الحسين للبحث والتنقيب عن تراث هذا الأخير، الذي ظل مخطوطاً حبيس مزاجه الحاذق، الذي ينشد التجويد ويبتغي الكامل في أي عمل أدبي تصدى له.

    أما منهجه في تحقيق أشعار حاج الماحي وآثاره فقد اتسم بالموضوعية، واستند إلى "مجموعة متداخلة من أساليب وتقنيات جمع المادة التراثية، بدأها بالروايات السماعية، ثم مراجعة وتحقيق الرواية في أكثر من مصدر، ثم تدوين الرواية التراثية في صورتها النهائية، واستخراج الهوامش وتفسيرها وفق قواميس العامية، ثم تتبع صيرورة الرواية، وقياس مستويات التغير والثبات في الرواية الواحدة." (مصعب الصاوي) وفوق هذا وذاك يأتي تأهيله التراثي، وقريحته الشعرية المتفتقة، وفهمه الثاقب لدقائق البيئات المحلية التي عاش بين ظهرانيها حاج الماحي والجموع التي تفاعلت مع مدائحه وأشعاره، وهنا يكمن سر تفرد الأستاذ عمر الحسين، وهو تفرد أعانه على تحقيق آثار حاج الماحي، وفهم مفرداتها، وتفسير تلك المفردات بأسلوب سلس وجذَّاب، في هوامش جمعت وأوعت كل ما هو طريف وجدير بالفهم والاستيعاب.

    وبفضل هذه الجهود الخلَّاقة صدر ديوان الماحي في شكل تحفة فنية جديرة بالاقتناء، زينها تصميم غلافها الخارجي، ذو الألوان الثلاثة: الأسود، والأحمر، والذهبي، وأعطاها بُعد رمزياً رسم ثلاث شخصيات تقف منشدة لجموع غير منظورة، ومعها آليات طقسها الإنشادي (طارات، ومفردها طار). زد على ذلك أن الديوان قد دُوِّن بخط الفنان المبدع توفيق عثمان علي، الذي أكسبه بُعداً تراثيا آخر، بحجة أن عناوينه الداخلية رُسمت في تشكيلة من الثُلث، والديواني، والرقعة، وأن متونه وهوامشه نُسجت بخط النسخ الذي تواضع عليه أهل خلاوى القرآن في السودان.

    وقد حمل هذا الديوان الفريد بين دفتيه مائة واثنتين وثلاثين قصيدة مادحة، كل واحدة منها تضاهي في جمالياتها الأُخرى، ولها وقع مميز في نفوس عشاق التراث السوداني ومحبي فنون المدائح النبوية، ولها مناسبتها ومناخها الخاص الذي تُنشد فيه. فمحبي إشراقات علم الباطن وكرامات الأولياء يفضلون السماع إلى قوله في التمساح: "يا رحمن أرحم بي جودك *** دلي الغيث ينـزل في بلودك"؛ والذين يشدون رحالهم صوب المسجد الحرام يؤثرون السماع إلى قوله في الحجاز ووصف مناسك الحج: "اليوم الحجاز لاح ضو براقو *** ذكرني الحبيب زاد حبي مشتاقو"، و"نعمه نعمة القام منسرق *** زار محمد خير الخلق"، و"وا شوقي ليك يا أحمد عظيم الشأن*** قنديل المدينة الهاشمي العدنان"، و"شوقي لي مدينة العلم *** مركز الفُصاح والعجم"؛ وأدبيات الجغرافية المحلية نجدها في قصيدة المشهور: "شوقك شوى الضمير *** بطراك مناي أطير". هكذا كان حاج الماحي موسوعياً في تصويره لضروب الحياة الاجتماعية والدينية، وهكذا كان الأستاذ عمر الحسين صاحب سبق في جمع هذا التراث الموسوعي البديع.



    عمر الحسين وحسونه شاعر الجمال

    بجانب ديوان حاج الماحي أصدر عمر الحسين عدة دواوين شعرية منها "ديوان اللهيب" و"ديوان كسلا"، بيد أن شغله الشاغل كان منصباً تجاه جمع أشعار وآثار شاعر الشايقية الفطحل حسونه، الذي أنشد للخاصة والعامة قريضاً متميزاً، وكان بحق متنبئ زمانه، لأنه ظل في حالة تصالح عارضة وخصومة مستعرة مع ذوي الجاه والسلطان. ونلتمس ذلك في قصيدته المادحة للعمدة ود بشير أغا، عمدة القرير:

    ود بشير عمدة مو عمدة سماسير

    خيلو بين الجبلين تغير

    جر كرسيوه مع المدير

    ***

    وإذا أنعم النظر في مقاطع هذه القصيدة، نلحظ فيها هجاءً مبطناً لبقية عمد الشايقية الذين وصفهم بالسماسير (أي سماسرة السلطة)، والجبلين إشارة إلى العمدة ود كنيش، عمدة نوري، الذي مدحه بقصيدة مطلعها: "أنت يا جبل البركل الما بطلعوك"، وذلك إقراراً برمزية حضوره الشامخ في المنطقة، علماً بأن جبل البركل يمثل أعلى قمة في الولاية الشمالية، والجبل الآخر هو العمدة ود ضكير، الذي مدحه بقوله:

    شنو البركل الجبل أبو شريمه

    ود ضكير جبل ابن عوف الا حزيمة



    ويظهر الشاعر حسونه في هذه الأبيات محاباته للعمدة ود ضكير على حساب العمدة ود كنيش، فلا شك أنها مقاربة أشبه بموقف أبي الطيب المتنبئ عندما هجر بلاط سيف الدولة بن حمدان وآثر البقاء في كنف كافور الإخشيدي، حيث أنها تعكس موقف الشاعر حسونه الذي كان يتكسب بشعره عند ذوي السلطان والجاه. ورغماً عن ذلك فقد كان حسونه شاعراً محباً للجمال ومداحاً للغواني، ويتجلى ذلك في وصفه لجمال الباشا في سوق المقل، ولستنا بت الشيخ في منطقة العفاض، حيث أنشد فيها قائلاً:

    سلام يا ستنا في الفوق في مهيرا

    وعلو لها القصر قبل أبو عميره

    زولاً في الخلائق أبوه أبو نايب

    وأبوك حاج مكة سيد تمرو أب زرايب



    كل هذه القيم الجمالية تعكس طرفاً يسيراً من قامة الشاعر حسونه الشامخة، وتبين جزءاً من ذوق عمر الحسين الرفيع، الذي جعله يكرس جهده ووقته وماله في جمع أشعار حسونه وآثاره، ويقال أنه شرع في تقديم هذا الديوان المهم وشرح متونه في حواشٍ مُذهبة، إلا أن المنيَّة عاجلته قبل أن يرى حلمه المرجو، ويخرج ديوان حسونه إلى النور في ثوب قشيب يليق بقامة هذا الشاعر العملاق.

    وفي خاتمة هذه المدارسة يطيب ليَّ أن أقدم دعوة صادقة لأصدقاء المرحوم عمر الحسين (الفاتح التلب، ومامان، والكيك، ومحمد أبوشوك، وأحمد الشايقي، وسيدأحمد العراقي، وعبد الجليل محمد خير) ليتواصلوا فيما بينهم، وليصدروا لنا ديوان حسونه، وفاءً وعرفاناً إلى صديقهم موسوعي النـزعة ومتعدد المواهب، تحسبناً أن يصدر هذا العمل الرائد تحت رعاية أية مؤسسة بحثية أو ثقافية، يمكنها أن تهيئ المناخ العلمي المناسب، الذي يعين في تصميم مادة هذا السفر القيم، وصياغتها من قبل خبراء في الدراسات السودانية بضروبها المختلفة من تاريخ، وفلكلور، ولغويات.




    نقلاً عن صحيفة الأحداث






                  

05-25-2010, 06:58 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)


    الفريق إبراهيم عبود
    رئيس جمهورية السودان
    ورئيس الوزراء السوداني
    للفترة مابين ( (1958-1964 )

    ولد بمحمد قول بولاية البحر الاحمر عام1900م
    أكمل تعليمه الاولي والاوسط بسواكن
    التحق بقسم المهندسين بكلية غردون التذكارية في 1914م، وتخرج
    منها عام 1917م.
    التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان كضابط مهندس
    بالجيش المصري في يوليو 1918م.
    تدرج في الرتب العسكرية الى ان ترقى الى رتبة اللواء في
    15 أغسطس 1954م ثم رتبة الفريق في 6 يناير 1957م.

    الوحدات التي عمل بها:
    عند تخرجة من الكلية الحربية التحق كضابط بقسم الاشغال العسكرية
    المصرية وظل به حتى يوم 17/1/1925, وهي الفترة التي تلت انسحاب
    القوات المصرية في عام 1924م. عندما تم تكوين قوة دفاع السودان
    ومن ثم نقل لسلاح الحملة الميكانيكية التابع لسلاح التعيينات والنقل
    والذي سمى فيما بعد بسلاح الخدمة.
    عمل في سلاح فرقة العرب الشرقية كأركان حرب للقيادة.
    نقل لسلاح الهجانة بصفة اركان حرب السلاح وكان ذلك في يوم 11/4/1948
    عين قمنداناً لسلاح خدمة السودان عند السودنة .
    أول سوداني يتقلد مثل هذه المنصب في يوم9/3/1949.
    ترقى إلى رتبة أميرلاي عام 1951م.
    في يوم 29/5/1952 نقل لرئاسة قوة دفاع السودان
    حيث تقلد منصب رئيس هيئة اركان حرب.
    في يوم 15/8/1954 تقلد منصب نائب القائد العام حتى يوم 3/4/1956
    وفي اليوم الرابع من شهر ابريل سنة 1956
    تقلد منصب القائد العام للجيش السوداني.
    وهو بذلك ثاني سوداني يتقلد منصب القائد العام.

    تقلد منصب الرئيس الاعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء
    في 18 نوفمبر 1958م, وذلك بعد أن قاد أول انقلاب عسكري
    بالسودان في نوفمبر 1958م وكان انقلابه في الحقيقة استلاماً للسلطة
    من رئيس وزرائها آنذاك عبد الله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب
    السودانية داخل نفسها وفيما بينها، وقد كانت خطوة تسليم رئيس الوزراء
    السلطة للجيش تعبيرا عن خلافات داخل حزبه، وخلافات مع أحزاب أخرى.
    حينما استلم السلطة بارك انقلابه القادة الدينيون في ذلك الوقت لأكبر
    جماعتين دينيتين:
    السيد عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار
    والسيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية...
    ولكن انخرط في معارضته معظم الأحزاب السودانية
    وقاد المعارضة السيد الصديق المهدي رئيس حزب الأمة.

    اتجه حكمه باتجاه التضييق على العمل الحزبي والسياسي
    وقد حل الأحزاب وصادر دورها. كما اتخذ سياسة فاقمت من
    مشكلة جنوب السودان حيث عمل على أسلمة وتعريب الجنوب
    قسراً...

    أطاحت به ثورة أكتوبر الشعبية 1964م،
    وقد استجاب لضغط الجماهير بتسليم السلطة
    للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات.

    المواقع الحربية التى خاضها
    اما المواقع الحربية التى خاضها داخل السودان فكان
    من اهمها موقعة الجار جاك النوير سنة 1920
    وفي خارج القطر عمل بشرق افريقيا في حملة اريتريا
    وفي شمال افريقيا عمل بكفره وطبرق اثناء الحرب العالمية الثانية.

    النياشين والميداليات
    وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية للجمهورية المصرية
    نيشان الامبرطورية البريطانيا من درجة ضابط
    نيشان الخدمة الطويلة الممتازة للضباط
    ميدالية السودان لسنة 1910
    ميدالية نجمة 1939-1945
    ميدالة نجمة افريقيا
    ميدالية الدفاع
    ميدالية الحرب
    ميدالية الخدمات العامة الطويلة
    توفي في سبعينيات القرن العشرين







                  

05-26-2010, 00:13 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    يا أيها العمار مالى أراك تهدم فى ما بناه سودانيون لا إنتماء لهم إلا السودان فماذا يعرف المحجوب عن الشايقيه ذلكم الذى تشرب علم الهاشماب وجرى فيه دمهم وتخلق بخلقهم وحلق فوق فضاء السودان بأجنحة صقر الجديان غير ملتفت إلى تصنيف ضيق فغنى بلسان عربى ذرب للأندلس التى جسدها فاتنة جال العقد بين نهديها ظمئا ومثله الهندى الذى جاء خيلان والده الشريف يوسف من السروراب أهل الفصاحة والبلاغه والفراسة والشجاعه غير أنه قومى وطنى غيور لابل خاله أحمد خير نفسه كان خيرا لنا أجمعين فمالك تحجر نبعا وتضيق واسعا يا هداك الله يا عمار أخو البنات...أما إسماعيل حسن ذلكم الذى قال نفسه بنفسه أنه عربى ممزوج بدماء نوبية حامية حاره وكذلك عثمان حسين الذى غنى للكل دون أن يطنبر لأحد فثقافته ثقافة الخرطوم وعلاقاته متشعبة تشعب هذا الوطن ومتنوعة تنوعه الذى بان فى موسيقاه والذى وقع عليه يقع على ودسلفاب التى توجهت إليها أفئدتنا جميعا وتوحدت بها قلوبنا وعقولنا يا رعاك الله أما ود بادى العكودابى الذى شرب المعرفه من مدائن الجعليين كقريبه هاشم العطا تخندق إتحاديا فى العلن وبئة نشاته
    بئة جعلية محضه وكذا خصاله ذلكم اللماح المناح للجميل وإن وقف أمرنا عند محجوب شريف فذلكم المطر غير المحجوب من الكل فخراجه للجميع بل دعنى أزيدك بيتا فزوجته أميره الجزولى شقيقة كمال وإخوته ربما ترجع لذات الأصول إلا أنهم أنصار جهاديه وإشتراكيين يقسمون اللقمة لحبانهم والجيران... ولك أن تضيف الشوش العطبراوى ودكتور أحمد إبراهيم أبوشوك وعبدالله على إبراهيم وقريبك دكتور حيدر إبراهيم والبديرية فيهم الغالبه إلا القليل غير أنهم من رموز السودان وعلمائه لا يتحوصلون ولكنهم يصلون بعلمهم وبذلهم إلى أي جزء منه وما ينالهم ينال الكوارير والحواجنير وغيرهم..أما أبورنات إبن آل المك صبير فيعرف العبدلاب أكثر من الشايقيه فأهله يقطنون مناطق الجموعيه شمالا بالكوداب وقوز نفيسه والحجير وكان مستمرا بالتمانيات جنوب الجيلى ومعرفته لشدرة السدر أكثر من معرفته للنخله ومثله آل بشير نصر والذين تربطنا بهم زيجات فيا عمار الشايقيه فى حدقات العيون وفوق قرقعوبة الرأس ولكنهم ملح هذا الوطن الذى ذاب فيه ووزن طعمه فدعنا لا نطمع فى ذاتيه مع علمى التام بأنك هازر ونتوحد فى أن نبنى وطنا تختفى فيه الصغائر وتشب على مناكبه السدنات الجسام فأطربونا يا صاح بالطنبور وأغدقونا بالتمور وتقاسموا معنا القراريص ولا تقرصونا من الخلف أبد وأغشونا ولا تغشونا فأنتم معنا فى عمق السودان وعمق أرجائه فود حامد وحجر العسل وحجر الطير وسلوى والهوبجى والكوداب وقوز نفيسه مراتع لكم وإن أبى قوش الهند ذات نفسه وثانية دعنى أسترق السانحه وأعزيك ثانية فى فقدك الكبير وفقد أبنائك وأهلك وأدعو لها بان يتخطفها بطيور لطفه إلى الفردوس بعدما أحسن تدريجها فى الصراط وأوسع لها فى القبر ولقنها عند السؤال آمين آمين آمين.....................

    وإن عدتم عدنا وفى الجعبه سهام



    منصور عبدالله المفتاح

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-26-2010, 00:25 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-26-2010, 00:37 AM)

                  

05-26-2010, 05:33 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: munswor almophtah)

    Quote: ولكنهم ملح هذا الوطن الذى ذاب فيه ووزن طعمه
    لقد اصبت كبد الحقيقة يا منصور هذا ما اردت ان اقوله والبديرية بطن من بطون الشايقية.
                  

05-26-2010, 05:40 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-26-2010, 06:11 AM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    Quote:
    يا أيها العمار مالى أراك تهدم فى ما بناه سودانيون لا إنتماء لهم إلا السودان فماذا يعرف المحجوب عن الشايقيه ذلكم الذى تشرب علم الهاشماب وجرى فيه دمهم وتخلق بخلقهم وحلق فوق فضاء السودان بأجنحة صقر الجديان غير ملتفت إلى تصنيف ضيق فغنى بلسان عربى ذرب للأندلس التى جسدها فاتنة جال العقد بين نهديها ظمئا ومثله الهندى الذى جاء خيلان والده الشريف يوسف من السروراب أهل الفصاحة والبلاغه والفراسة والشجاعه غير أنه قومى وطنى غيور لابل خاله أحمد خير نفسه كان خيرا لنا أجمعين فمالك تحجر نبعا وتضيق واسعا يا هداك الله يا عمار أخو البنات...أما إسماعيل حسن ذلكم الذى قال نفسه بنفسه أنه عربى ممزوج بدماء نوبية حامية حاره وكذلك عثمان حسين الذى غنى للكل دون أن يطنبر لأحد فثقافته ثقافة الخرطوم وعلاقاته متشعبة تشعب هذا الوطن ومتنوعة تنوعه الذى بان فى موسيقاه والذى وقع عليه يقع على ودسلفاب التى توجهت إليها أفئدتنا جميعا وتوحدت بها قلوبنا وعقولنا يا رعاك الله أما ود بادى العكودابى الذى شرب المعرفه من مدائن الجعليين كقريبه هاشم العطا تخندق إتحاديا فى العلن وبئة نشاته
    بئة جعلية محضه وكذا خصاله ذلكم اللماح المناح للجميل وإن وقف أمرنا عند محجوب شريف فذلكم المطر غير المحجوب من الكل فخراجه للجميع بل دعنى أزيدك بيتا فزوجته أميره الجزولى شقيقة كمال وإخوته ربما ترجع لذات الأصول إلا أنهم أنصار جهاديه وإشتراكيين يقسمون اللقمة لحبانهم والجيران... ولك أن تضيف الشوش العطبراوى ودكتور أحمد إبراهيم أبوشوك وعبدالله على إبراهيم وقريبك دكتور حيدر إبراهيم والبديرية فيهم الغالبه إلا القليل غير أنهم من رموز السودان وعلمائه لا يتحوصلون ولكنهم يصلون بعلمهم وبذلهم إلى أي جزء منه وما ينالهم ينال الكوارير والحواجنير وغيرهم..أما أبورنات إبن آل المك صبير فيعرف العبدلاب أكثر من الشايقيه فأهله يقطنون مناطق الجموعيه شمالا بالكوداب وقوز نفيسه والحجير وكان مستمرا بالتمانيات جنوب الجيلى ومعرفته لشدرة السدر أكثر من معرفته للنخله ومثله آل بشير نصر والذين تربطنا بهم زيجات فيا عمار الشايقيه فى حدقات العيون وفوق قرقعوبة الرأس ولكنهم ملح هذا الوطن الذى ذاب فيه ووزن طعمه فدعنا لا نطمع فى ذاتيه مع علمى التام بأنك هازر ونتوحد فى أن نبنى وطنا تختفى فيه الصغائر وتشب على مناكبه السدنات الجسام فأطربونا يا صاح بالطنبور وأغدقونا بالتمور وتقاسموا معنا القراريص ولا تقرصونا من الخلف أبد وأغشونا ولا تغشونا فأنتم معنا فى عمق السودان وعمق أرجائه فود حامد وحجر العسل وحجر الطير وسلوى والهوبجى والكوداب وقوز نفيسه مراتع لكم وإن أبى قوش الهند ذات نفسه وثانية دعنى أسترق السانحه وأعزيك ثانية فى فقدك الكبير وفقد أبنائك وأهلك وأدعو لها بان يتخطفها بطيور لطفه إلى الفردوس بعدما أحسن تدريجها فى الصراط وأوسع لها فى القبر ولقنها عند السؤال آمين آمين آمين.....................



    نحياتي
                  

05-26-2010, 05:52 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    مهيرة بت عبود شاعرة حماس سودانية لعبت دوراً مؤثراً فى الثقافة والتراث والتاريخ السودانى

    في وقت كان فيه الشعر والغناء عيبا كبيرا خصوصا للمرأة

    كانت تحارب ضمن الجيش الذي تصدى للغزو التركي للسودان
    ومهيرة إبنة زعيم القبيلة الشيخ عبود و شيخ بادية السواراب والسواراب هم فرع أصيل من فروع قبيلة الشايقية في السودان

    وقد ساهمت بشعرها في تحريض الشايقية وهم من قبائل السودان على قتال اسماعيل باشا وجيشه حيث كان هناك

    وكان من عادات الشايقية في ذلك الزمن وبحكم كونهم قبيلة محاربة كل أفرادها فرسان محاربون ويربون على ذلك منذ الصغر

    كانوا في الحروب تتقدمهم أجمل بنات القبيلة في أبهى حلة وكامل زينتها في هودج (شبريه)

    محمول على جمل تنشد لهم الأشعار الحماسية كما عرف في تاريخهم الكثير من النساء المقاتلات

    واللآتي يمتطين صهوات الخيل ويبارزن الأعداء ويقاتلن كما يقاتل الفرسان

    اسماعيل باشا ارسل الى الشايقية رسالة يقول فيها

    (إن أبي يرغب اليكم أن تسلموا سلاحكم وخيولكم وتتركوا الحرب وتؤدوا الجزية)

    فاجتمع ملوك الشايقية الثلاث، صبير ملك الحنكاب وجاويش وعمر كبير العمراب وقرروا ارسال الرسالة التالية لاسماعيل باشا

    ما الجزية فنؤديها بلا حرب وأما خيولنا وسلاحنا فما نسلمها الا بالحرب اسماعيل باشا لم ينتظر وتقدم تجاه مناطق الشايقية في مجموعة من جنوده فهاجمهم الشايقية وقتلوا عددا منهم وهرب منهم عدد

    ثم اجتمع الشايقية للتفاكر حول ما يجب عليهم عمله وانقسموا الى فريقين ما بين مؤيد للحرب ومؤيد للاستسلام مهيرة بت عبود ارادت للرجال أن يسارعوا للدفاع عن اراضي الشايقية وما يلي منقول حرفيا من كتاب الملحمة

    تصور الملحمة العقيد وهو بمثابة القائد ويسمى عقيد الخيل

    المشهد يمثل العقيد جالسا على الأرض يبدو مهموما استغرقه التفكير يخطط على التراب خطوطا متقاطعة

    ثم يعود فيمحوها ويدير الأمر في رأسه وعندما يقر القتال تطل في رأسه صورة الأسلحة النارية العنيفة التي لا يملكون

    ازاءها شيئا وتأتيه الفكرة الأخرى فكرة التسليم فيعز عليه تسليم خيوله واستبدال أسلحته بالمعول والواسوق

    كما يفعل العبيد وبينما هو يقلب الأمر علي وجهيه يأتيه صوت مهيرة بت عبود وهي تنشد وتخاطب أترابها

    الــليلة العقيد شوفنه متمسكن
    وفي قلب التراب شوفنه متجكن
    الراي فارقه لا بشفي لا بمكن
    ما تتعجبن ضيم الرجال يمكن
    خلوكن براكن الليلة وحدكن
    بتمشن تحاربن ..ولا بتتبكن

    وعندما تراه لا يير جوابا نراها تدفع به لخيار الحرب بدافع الاستفزاز واستثارة نخوته ورجولته

    وتذكيره بواجبه كمدافع عن القبيلة وعزها فتوجه قولها للشباب

    يا فرسان ادفروا واحموا واطتنا
    والا ادونا السيوف وهاكم رحاطتنا

    وعند هذا الحد يقفز ابن عمها وخطيبها وهو أحد فرسان القبيلة ويرتجل

    يا فرسان الدواس
    نحن نسبتنا عباس
    دقوا يا أولاد النحاس
    شدو خيلكم يلا للباس
    ويهب الشباب فيتبعهم الرجال والكهول وقد أقروا مبدا والقتال حتى النصر أو الشهادة وعندها تقف مهيرة مرة

    أخرى وهي تمدح رجال قبيلتها وتشيد ببطولاتهم وتحرضهم على القتال. فانطلق الشباب راجزين

    نركب تنقنق جرسنا غرب ود العود جلسنا
    مالنا نحن ان فرشنا هيلنا من جاويش حرسنا وعندها تبتدرهم مهيرة غنيت بالعديلة لعيال شايق
    البراشو الضعيف ويلحقوا الضايق
    الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
    وقدامم عقيدم بالأغر دفر
    جنياتنا الاسود الليلة تتنبر
    ياالباش الغشيم قول لجدادك كر
    حسان بحديده الليلة اتلتم
    الدابي الكمن في حجره شم ادم
    مامون
                  

05-26-2010, 05:58 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)
                  

05-26-2010, 06:01 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    ومهيرة جدة (شقيقة جد والده.) للفريق إبراهيم عبود، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم السودان (1958-1964 واسمه إبراهيم أحمد البشير أحمد عبود وجده أحمد هو شقيق مهيره وأشهر ابناء الشيخ عبود هم: عكود، محمد، أحمد، محمدخير، سليمان، العطا، خرسهم. والبنات: مهيره، هند، الحمراء، الزرقاء، رجب والأخيرة كانت لها خلوة لتعليم القرآن بجزيرة مساوى وكانت تنفق عليها وعلى الشيوخ الذين يقومون بالتدريس فيها والحيران الذين يدرسون بها من مالها.
                  

05-26-2010, 07:45 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    اجمل المساجلات الشعرية تلك المساجلة التي حدثت بين الشاعرين ..:

    عبدالله محمد خير والشاعر حسن الدابي

    وهي كانت بعد أن ودّع وأودع عبد الله محبوبته علي رصيف الباخرة في الدبة كتب الي الشاعر حسن الدابي ..:


    ود الدابي مالك ساكت
    ما شفته الجلاء السواها
    شال محبوبتي سافر بيها
    كيفن عاد بعيش لولاها
    بابور البحر ما عارفة شايلة اعز زول جواها
    ما هماها حالي البيه مادام نورة وضواها
    الاحكيلك الماعرافو كيف مسخت بلدنا وراها
    كان كاتمه الشجن في وداعه الا دموعه ما ساتراها
    كان فات المحطات جملة يا حسن القرير بغشاها
    قوم يوم الثلاثاء اندله بي تالا الرصيف تلقاها
    ما تعاين كتير وتشبه ديك اياها ديك موياها
    ظاهرة حبيبتي من وجناته والنور يضوي من محياها
    يا حسن انت فوق اوصافة جيب ابيات وقول معناها
    واكتب لي جواب طمني لا يبقي السفر اعياها
    ما بتقدر عليها الدرجة الا غلب عليها حياها

    ________________


    فرد عليه الشاعر حسن الدابي
    صحيح يا عبدو اخوي قولك حقيقة
    كتير الطفشه الجلاء من فريقة
    كتير قبلك يئن مضروب بديقة
    يسد عبراتو تسمع لي شهيقه
    الي ان يصل
    اتمناله في دالة غريقة تحتل فيها ما تفضل شقيقه
    صميم مكناته تلتهمو الحريقة
    قمرات نومه تسكنن ام دريقة
    وتبيض في عنابرة عشان غريقة
                  

06-23-2010, 06:31 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    ز
                  

06-23-2010, 06:42 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: عمار محمد ادم)

    يا عمار تحياتي
    يا زول إنت رأسك مالو قوي كدا ؟

    حاج الماحي جعلي من كبوشية.
    Quote: يا الشايقية والله بلاكم خربت
    الكلمة بالأحمر دي مصنفة مع الكدايس والبصل ضمن عجائب مفردات اللغة
    في الحق الثقافي الواحد .
                  

06-23-2010, 06:52 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: Mohamed E. Seliaman)

    نساعدك بالتوثيق لأعلام الشايجية المعاصرين :
    1- سعد الشايقي مدير عام الجمعيات التعاونية السعودية
                  

06-23-2010, 06:58 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: Mohamed E. Seliaman)

    2- د.عبدالله الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية بالوكالة
    بجامعة الكويت .

                  

06-23-2010, 07:01 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: Mohamed E. Seliaman)

    Quote: عائلة الشايجي تنقسم الى قسمين
    الشايجي (الشوايق ) الدواسر من الر######## في منهم بالكويت( حمود الشايجي و العم شايج الشايجي صاحب حملة حج قديمة وشارك في معركة الجهراء ) والزبير( صالح الشايجي صاحب منجره و محمد عبدالله راشد الشايجي ) والبحرين ( محمد بن ناصر بن زيد الشايجي من احفاده الدكتور هلال الشايجي الله يرحمه )وبالمملكه العربية السعودية طبعاً ويسمون بالسعودية الشايقي . سواء الشايجي او الشايقي فهم واحد لكن اختلاف النطق فقط بالكويت تحريف القاف الى جيم أما القسم الثاني اسمها الشايجي وسابقا اسمها (المولي ) !!!!! ولايقربون لبعضهم ابدا ومنهم اصحاب الحملة الحالية للحج ومنهم الدكتور عبدالله والدكتور عبدالرزاق والكاتب بجريدة الانباء صالح الشايجي
                  

06-23-2010, 05:08 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا الشايقية والله بلاكم خربت (Re: Mohamed E. Seliaman)

    ابو ولا جدو مشلخ عندو حق على البحر فى ديار الشايقية
    Quote:
    2- د.عبدالله الشايجي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de