كلمة الامام الصادق المهدي في المنتدي العالمي للوسطية بصنعاء

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2010, 09:25 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمة الامام الصادق المهدي في المنتدي العالمي للوسطية بصنعاء

    عقد المنتدى العالمي للوسطية صباح اليوم الأربعاء الموافق 19 مايو 2010م أولى جلساته لمؤتمره الدولي السابع تحت عنوان: (الوسطية الإسلامية: المفهوم -التحديات –الأدوار). وذلك بمدينة بصنعاء/ اليمن. والذي استهلت جلسته الافتتاحية بكلمة من الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى. فيما يلي نص الكلمة:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مؤتمر الوسطية الإسلامية
    المفهوم .. التحديات .. الأدوار
    صنعاء 19- 20 مايو 2010م
    كلمة الإمام الصادق المهدي- رئيس المنتدى العالمي للوسطية

    أخي الرئيس
    أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي مع حفظ الألقاب والمقامات.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد.

    يطيب لنا في المنتدى العالمي للوسطية أن نستهل هذا المؤتمر السابع للمنتدى في اليمن التي مدحها النبي "صلى الله عليه وسلم" بقوله الإيمان يماني.
    أوسط الأمور أفضلها، قال تعالى: ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) (سورة القلم الآية- 28) أي أعقلهم أو أكبرهم. (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (سورة البقرة الآية - 143) . تفسيرها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (سورة آل عمران الآية- 110) خيرية مشروطة بهذا الأداء. إنه نهج الصراط المستقيم الذي نناجي به ربنا صباح مساء بأم الكتاب.
    أمتنا تئن اليوم من تفرقة فكرية، ومذهبية، وإثنية، وثقافية، وقطرية. ولكنها رغم ذلك متحدة حول كتاب واحد، ونبي واحد، وقبلة واحدة، وشعائر عبادية واحدة، ومنظومة أخلاقية واحدة.
    الوسطية الإسلامية مشروع نهضوي إسلامي لاحتواء آثار التفرقة وبيان موجبات وقواعد الوحدة.
    هذا طريق شاق ولكن قضى الله أن يرتبط الخير والحق بمادة جهد من اجتهاد وجهد وجهاد.
    على قدر فضل المرء تأتي خطوبه
    ويحسن فيـــــه الصبر فيما يصيبه
    فمـــن قـــل فيما يلتقيـــه اصطباره
    فقد قــــــل فيمــا يرتجيـــه نصـيبه
    أقول:
    خلافات الفرق الإسلامية سياسية في المقام الأول دارت حول الحق في ولاية الأمر، ومع الزمن دخلت في الخلافات عوامل ثيوقراطية طرأت عليها، وخلافات المذاهب في الأصل نتيجة حتمية لحرية الاجتهاد ولكن دبت فيها العصبية فجعلتها بلا مبرر إقصائية. واختلفت المدارس حول حجية النقل والعقل بين ظاهريين وقفوا عند حد النقل ومعتزلة أعلوا شأن العقل، وأشاعرة توسطوا بينهم.
    وفي وجه التمدد الإمبريالي احتد الخلاف حول الذين امتثلوا للحضارة الغربية وعلمانيتها، والذين تحصنوا في التراث موئلا حصريا للحق والحقيقة.
    الحضارة الغربية حضارة استعلائية مكنها التفوق التكنولوجي والعسكري من بسط السيطرة على العالم فانقسم الرأي حول الموقف منها بين من استسلموا للعلمانية ونادوا بها باعتبارها مستقبل الإنسانية. ومن تصدوا لها متمترسين في تعاليم التراث.
    الموقف الأول نادت به مدارس مهما اختلفت رؤاها بين الذين نادوا بقطيعة معرفية مع التراث أو الذين قالوا بتاريخية النص القرآني أو غيرها فالنتيجة إلغاء الدور الغيبي أي حقائق الوحي.
    الموقف الثاني يقدس المنقول من نصوص الوحي وتفاسير واستنباطات السلف ومهما اختلفت الحجج فالنتيجة هي إلحاق التفكير بالتكفير وإلزام الخف بمقولات السلف.
    الوسطية الإسلامية تعتبر أن قطعيات الوحي ملزمة، ولكن الوحي نفسه يحث على الاجتهاد في النص، (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) (سورة الفرقان الآية -73). والوحي نفسه جعل العقل شرطا في تطبيق أحكامه فلا تجوز لطفل أو مجنون. فكيف يشترط العقل ثم لا يأبه بمدركاته؟ لذلك قال الإمام الشاطبي: "كلما أمر به الشرع حكم به العقل".
    ولا غضاضة في اختلافات المذاهب أن تتعدد وأن تزيد فذلك من نتائج الاجتهاد الذي يقوم باستمرار على معرفة الواجب ومعرفة الواقع والتزاوج بينهما وإيجاد آلية شورية لتشريع الأحكام، الأمر الواجب تجنبه هو التعصب على نحو مقولة: "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأيكم خطأ يحتمل الصواب".
    أسس الفرق الإسلامية غير مختلف عليها:
    · إذا كان موقف أهل السنة هو إتباع سنة محمد "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها أهل سنة.
    · وإذا كان موقف الشيعة هو حب آل بيت النبي "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها شيعة.
    · وإذا كان التصوف معناه أن لأحكام الإسلام أغواراً روحية فالأمة كلها متصوفة.
    نعم في كل تلك الحالات نشأت إضافات ذات طابع تاريخي وفلسفي مختلف عليها. المهم ألا يقدح الخلاف في مظلة الإخاء الإسلامي، وأن تتحلى المجادلات الخلافية بأدب الحكمة والموعظة الحسنة، واعتبار الأمور التي ستظل محل خلاف مفوضة لرب العالمين ولا يترتب عليها مفاصلة في الدنيا على حد قوله تعالى: (فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (سورة البقرة الآية- 113.). إن للوسطية اجتهاداً يفض الاشتباك بين الذين ساقهم التأصيل لحبس الحاضر والمستقبل في الماضي، والذين ساقهم التحديث للتخلي من التراث، إنه اجتهاد يقوم على المحامد السبع:
    أولا: التعامل مع حقائق النقل بما يستوعب مستجدات الزمان والمكان عبر آليات: المقاصد، والحكمة، والمصلحة، والإلهام، والسياسة الشرعية.
    ثانيا: استخدام كافة وسائل المعرفة وهي: الوحي، والإلهام، والعقل، والتجربة في معرفة سبل الحق.
    ثالثا: سنن الطبيعة هي كتاب الله المنشور واكتشافها في كل المجالات النفسانية، والانثروبولوجية، والاجتماعية، والطبيعية لزيادة المعرفة ولمصلحة الإنسانية واجب يتطلب حرية البحث العلمي والتكنولوجي.
    رابعا: حقوق الإنسان التي بينها الشرع والتي امتدت إليها التجربة الإنسانية تعود لخمسة أصول هي: كرامة الإنسان، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام.
    خامسا: الحكم الراشد يقوم على أربعة أسس بينها الشرع واهتدت إليها الإنسانية وهي: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
    سادسا: في تعاليم الشرع وفي كسب الإنسانية يقوم الاقتصاد على التنمية ومقاصده على العدالة لتحقيق الكفاية والعدل.
    سابعا: ينبغي أن يقوم التعايش السلمي بين الملل على أساس (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)(سورة البقرة، الآية 256) وبين الدول على أساس (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (سورة الممتحنة الآية- 8).
    هذا التوجه الصحوي الإسلامي يواجه تحديا كبيرا من أطروحات وتحركات الغلاة والغزاة.
    الغزاة بنهج الاستعلاء، وبفعل الاستيطان، والاحتلال، خلقوا دوافع لحركات التحرير، ولحركات الغلاة.
    الوسطية الإسلامية تدعم مقاومة الاستيطان والاحتلال، ولكنها تشجب التعميم السقيم الذي يعلن العداء لكل ما هو يهودي ولكل ما هو غربي ولكل ما هو أمريكي، وتشجب العنف العشوائي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء.
    الحقيقة أن كثيرا من اليهود يقفون مع قضايانا العادلة. إن الذي كشف عن ترسانة إسرائيل النووية يهودي هو سيمور هيرش مؤلف كتاب: خيار شمسون. والذي شجب المتاجرة بالمحرقة يهودي هو نورمان فنكلستاين مؤلف كتاب: المتاجرة بالمحرقة. وما قاله البرت اينشتاين دامغ لمستقبل إسرائيل، قال: "إن إدراكي للطبيعة الجوهرية للدولة اليهودية يقاوم فكرة دولة يهودية". ولذلك عندما عرضت عليه رئاسة إسرائيل في 1952م رفضها. أما الشعوب الغربية فقد وقفت قطاعات هامة منها مع قضايانا بصورة رائعة، ولا يمكن لعين ألا تدمع لحادثة تلك الفتاة الأمريكية التي رقدت أمام الجرافة الإسرائيلية فدهستها القدم الهمجية.
    مصلحة الإسلام والمسلمين اليوم أن نتعامل مع البلدان الغربية بوسائل القوة الناعمة، أما مقولة الذين استقروا في ديارهم واستباحوا دماءهم وأموالهم فغباء عدواني يعطي حجة لغلاة الغربيين الذين ينادون بطرد المسلمين من ديارهم بالتي هي أحسن وحقائق الإسلام الناصعة سوف سوف يجذب الإسلام الغربيين ولا غرابة ففي تاريخهم استمالت الحضارة اليونانية المغلوبة الفاتحين الرومانيين، وفي تاريخنا نجد أن التتار الذين فعلوا بالمسلمين أسوأ مما فعل الغربيون اعتنقوا ديانة ضحاياهم.
    "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" "صحيح بخاري "، إن أمتنا في أكثر أقطارها تعاني من عيوب أهمها عيبان:
    الأول: خصومة مرضية بين الحكام والشعوب.
    والثاني: فجوة ظلم اجتماعي بين قلة موسرة، وكثرة معدمة.
    من أهم رسالات الوسطية الإسلامية الاهتمام بهذين الأمرين.
    أولا: لأن أمر الحكم بأم الشرع وثمرة التجربة الإنسانية ينبغي أن يقوم على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانونة، أساسا للمصالحة بين الحكام والشعوب.
    وثانيا: لأن العدالة الاجتماعية واجب إسلامي على نحول قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (سورة الماعون الآيات 1-2-3.) مقولة إمام المتقين علي بن أبي طالب: "ما جاع فقير إلا بما متع به غني". العدالة الاجتماعية واجب إسلامي مثلما هي أساس للسلام الاجتماعي.
    والسبب الآخر هو أن عيوبنا هي المداخل التي يستغلها الأعداء لتحقيق أهدافهم العدائية ومن بينها تفكيك أوطاننا. أهداف بينها لافي رفتر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في محاضرة ألقاها في يوليو 2008م وعلى نفس المنوال نشرت مجلة القوات المسلحة الأمريكية خارطة للشرق الأوسط الجديد تصوره فسيفساء من دويلات مقسمة على أسس عرقية، ومذهبية. إن ما يحدث الآن في عدد من أوطاننا إنما يدل على صدق تلك التوقعات.
    ختاما:
    إن الدور المصيري للوسطية الإسلامية هو أن تقدم تشخيصا جادا ومخلصا لحالة الأمة، وأن تصف روشتة الدواء، وأن تسعى لنشر رؤاها وأن تعمل بالجهاد المدني لمخاطبة القوى الاجتماعية الحية في السلطة أو المعارضة للعمل الجاد لخلاص ممكن وتتجنب طوفانا قادما. إن الوعد الحق قائم ولكن له استحقاقات فلا يتم إلا بها لأنه تعالى: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (سورة الرعد الآية) فتكون العاقبة لهم: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ(سورة الأنبياء الآية).

    والسلام عليكم والرحمة
                  

05-19-2010, 09:35 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متابعات منتدى الوسطية ..الاردن ..مصر ..صنعاء (Re: نيازي مصطفى)




    محذرين من تجاهل الحكومات للمتراجعين عن العنف
    منتدى الوسطية.. عندما يحتشد العلماء لمحاربة الغلو والتشدد!
    الثلاثاء 04 جمادى الآخرة 1431 الموافق 18 مايو 2010


    اختتمت في العاصمة المصرية (القاهرة) فعاليات الندوة التي عقدها (المنتدى العالمي للوسطية بمصر), والتي جاءت تحت عنوان (تيار الوسطية ودوره في بناء الأمة)، بالتأكيد على أن القدس هي عاصمة فلسطين وأن تهويدها أمر مرفوض, ومطالبة العالم الإسلامي بدعم الفلسطينيين, ورفع الحصار عنهم, وإدانة استمرار الجيوش الأجنبية في العراق, مؤكدة على ضرورة الإصلاح السياسي باعتبار أن ذلك يعزز ويساهم في نشر الفكر الوسطي, كما أوصت شباب المسلمين بالتمسك بالدين وأخذ الدين عن العلماء الثقات, الوسطيين، مطالبة المؤسسات التعليمية في الدول العربية الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية، و نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار كما طالبت حكومات الدول الإسلامية بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة
    وأكدت الندوة التي عقدت أمس الاثنين بالتعاون مع (المنتدى العالمي للوسطية في الأردن), وبمشاركة عدد من المفكرين والمتخصصين في الحركات الإسلامية في العالم, على رأسهم رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي ومفتي الديار المصرية السابق الشيخ نصر فريد واصل, والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، على ضرورة عدم تجاهل الحركات الإسلامية التي قامت بإعداد مراجعات خلال الفترة الأخيرة، محذّرة من أنّ التجاهل الرسمي لمثل هذه الجماعات قد يدفعهم إلى العودة إلى العنف مرة أخرى.
    ترشيد.. ومعاناة

    وكانت الندوة والتي قدمها خالد الشريف مدير تحرير "الإسلام اليوم" بالقاهرة قد افتتحت بكلمة لمنتصر الزيات (رئيس منتدى الوسطية بمصر), دعا فيها الحركات الإسلامية إلى ترشيد خطاباها الدعوي والحركي، وأن تتجه إلى التكافل الاجتماعي، ووضع حلول اقتصادية للمشاكل التي تقع فيها المجتمعات, مستنكرا نهج الجماعات الإسلامية للعنف، مؤكدا أن "هذه المواقف أعاقت الجماعات عن خدمة الدين والاستفادة من قدرتها في العمل الدعوي".
    وعرّف الزيات الوسطية بأنها الصبر على تحمل المواقف الواضحة المتمسكة بالحق، لافتا إلى أن عددا من العلماء الموجودين على الساحة الآن يتعرضون للمعاناة الشديدة بسبب مواقفهم الواضحة، معتبرا أن الصبر على هذه المعاناة مرادفا للوسطية, حيث استدل على هذه المعاناة بما يتعرض له الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي المعروف والمشارك في الندوة، من حملات هجومية كثيرة تخرج من مشكاة واحدة، فضلا عن منع الكاتب فهمي هويدي من الكتابة في الجرائد القومية.
    الوسطية.. منهج متكامل
    ومن جانبه، أكد مراون الفاعورى (الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالأردن)، على حاجة الأمة لإصلاح أحوالها وفكرها، مشيرا إلى أن هذا الإصلاح ينبع من ذات الأمة ويتأسس على ثوابتها, لافتا إلى أن منتدى الوسطية هو رد فعل طبيعي على تياري الغلو والتشدد،, وأن الوسطية التي ننادي بها تضم مختلف مناحي الحياة، سواء في السياسة تما يعني قيام دولة العدل والمساواة وأن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي القضاء وذلك من خلال استقلاله وتطبيقه لمبادئ القانون والعدالة، وفي الإعلام عن طريق تقديم إعلام نزيه يبعد عن مخاطبة الغرائز، مما يؤكد أن الوسطية تعني منهج حياة متكامل للمسلم.
    واتهم الفاعورى، من أسماهم بـ"المتشددين" بأنهم قدموا أعظم خدمة لأعداء الإسلام، وانتدبوا أنفسهم لكي يعطوا الصورة المشوهة عن الإسلام، والتي حاول الأعداء منذ قرون أن يرشحوها، محملا العلماء والدعاة بالتقصير والمسئولية في توصيل رسالة الإسلام الصحيحة، معتبرا أن ظاهرة الغلو والتطرف أوقفت مشاريع التنمية وأهلكت الزرع والنسل، وأشعلت الصراعات بين الإخوة ووسعت الهوة ين الشعوب والدولة وعزلت الإسلاميين عن التأثير وأدت لتراجع التيارات الإسلامية والأنظمة عن برامجها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
    أمة وسط

    وفي كلمته، أوضح الدكتور نصر فريد واصل (مفتي الديار المصرية الأسبق) أن الوسطية هي عبارة عن جمع طرفي الشيء, مؤكدا أن هذا الجمع لا يتحقق إلا إذا كان الوسط قويًا, مشيرا إلى أن أمة الإسلام هي بحق أمة وسطية تجمع بين البشر جميعًا باعتبارهم عباد لله, وأن الإنسان بصفته البشرية لا يختلف من واحد لآخر, مهما اختلفت عقيدته, ولونه, ونوعه وجنسيته, لأنهم جميعًا ينتسبون إلى أب واحد, وأم واحدة, يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)".
    وبين واصل أن من الوسطية الجمع بين الجسد والروح, فالجمع بينهما هو الذي يحققها, لتحقيق الخلافة في الأرض, وتحقيق السلام, فكل حروف السلام هي حروف الإسلام, لذلك فهو دين جميع الرسل, مؤكدا على أن "الغلو والتطرف هما السبب فيما نحن فيه, وأن الأمية الدينية والثقافية وفصل الدين عن الدولة, أدت إلى خروج الجماعات المتطرفة, التي يطلق عليها مجازًا إسلامية.
    أمل الأمة
    يأتي هذا، فيما أكد الصادق المهدي (رئيس المنتدى العالمي للوسطية زعيم حزب الأمة السوداني) أن "تيار الوسطية هو أمل الأمة للنجاة من أخطار غزاة الخارج وغلاة الداخل"، وأن "القراءة الصحيحة لتاريخنا الإسلامي تؤكد على اتباع الوسطية كوسيلة رئيسية للتواصل مع الآخرين", مطالبا المسلمون بأن يتمسكوا بالهوية الوسطية لأمتهم، "فأوروبا قامت نهضتها بالتأكيد على تراثها القديم، وهو ما لم نقم به في مواجهة تراثنا فظهرت مدرستان في المجتمع الإسلامي، الأولى: تدعو للانكفاء وتساوي بين التفكير والتكفير، في حين أن المدرسة الثانية : هي مدرسة الاستلاب التي آمنت بكل ما هو غربي وتنكر بعض نصوص القرآن إرضاء للغرب ونزعاته، وهو ما يجعلنا في حاجة لمدرسة وسطية تؤمن بالمفهوم الحميد للأصولية في مجال العقائد مع إعمال العقل وأدواته في أبواب المعاملات".
    واستنكر المهدي مقولة "لا اجتهاد مع النص", مؤكدا أن الاجتهاد ضرورة, وانه لا بد من إعمال العقل, داعيا إلى ميثاق تعايش وتسامح، وشرح مبادئ الإسلام السياسية، والتي تقوم على المشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون والعدل والمساواة"، مؤكدًا أنه "لا سلام بلا عدالة، وهو ما يوجب استرداد الأرض وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية، لافتا إلى المخططات الإسرائيلية الرامية لتقسيم البلاد الإسلامية والعربية".
    ظلم.. واستبداد

    وقد شهدت الندوة انعقاد جلستين, كانت الأولى بعنوان "الوسطية الإسلامية: المفهوم, التحديات, الأدوار", حيث رئسها د. محمد عمارة (المفكر الإسلامي و عضو مجمع البحوث الإسلامية), الذي أكد على أن "التراث الإسلامي يخلو من مصطلح الأقليات ويحتوي على التنوع والتعددية الذي هو سنة من سنن الله, والكلام عن الأقليات جاء من العنصرية الغربية"، مضيفًا أنّ "العالم الإسلامي يتعرّض الآن مرحلة من الغزو والاحتلال لم يشهدها في القرن الـ19 من كم الاحتلال والقواعد العسكرية والجيوش والظلم الاجتماعي"
    وأكد عمارة على أنّ "ما سبق من ظلم واستبداد هو السبب في خروج العنف، لافتا إلى أن الواقع هو الذي يستدعي الأفكار, مستنكرا دعاوى تغيير المناهج الدينية، وما يشاع عن دعمها للعنف، وقال "إن مدراس أفغانستان ظل طلابها لا يستطيعون حمل (سكين مطبخ)، ولكن الاستعمار أدى للأحداث الحالية، وكذلك ما يحدث في الصومال الآن، منوها عن أن ثلث الشعب العراقي قبل الاحتلال كان يتزوج زواجا مختلطا بين السنة والشيعة رغم الخلفية العدائية، إلا أن الواقع أظهر العنف".
    معالم الوسطية
    وقدمت خلال الجلسة الأولى ثلاث أوراق بحثية, كانت الأولى تحت عنوان "دور الوسطية في تعزيز وحدة الأمة", والتي قدمها د. أحمد نوفل (أستاذ مدرس بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية), حيث أكد على أن "الوسطية ليست موضة أو هوجة, فالبشرية في أمس الحاجة لوسطية الإسلام, فقد عانت الكثير, وأزهقت ملايين الأنفس نتيجة للعنف الديني, والتطرف", مشيرا إلى أن المتطرفين موجودين في كل دين ومذهب,, مؤكدا على أن الأمة لن تجتمع على التطرف .
    أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "معالم الوسطية", وقدمها د. محمد مورو (كاتب ومفكر إسلامي), والذي بين أن من معالم الوسطية "العدل, الحرية, العالمية", وأكد على وجوب التبشير بالعدل والمجاهدة من أجل تحقيقه, وعدم التمييز بين المسلمين, وبعضهم, وبينهم وغيرهم, والدفاع عن المظلومين, وإزالة العوائق", فيما جاءت الورقة الثالثة والتي قدمها د. سعد الدين عثماني (الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية في المغرب), تحت عنوان "معالم المنهج الوسطي في السنة النبوية", حيث أكد على أن الاعتدال والوسطية ليسا انهزامية, أو منطقة وسط بين العلم والخرافة", مشيرا إلى وجوب التوسط في النظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وأخذ كلام الله سبحانه والسنة النبوية كاملا ولا نضرب بعضه ببعض.
    ثقافة التسامح

    وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "ترشيد الصحوة الإسلامية", والتي رأسها المفكر السوداني عبد المحمود أبو إبراهيم حيث تم فيها تقديم ثلاث ورقات بحثية, كانت الأولى للدكتور محمد حبش نائب البرلمان السوري والداعية الإسلامي المعروف، وجاءت تحت عنوان "مدخل إلى الوسطية/ قراءة حضارية,, حيث أكد أن أصحاب المذاهب كانوا يقولون رأينا كذا, ورأي السادة الحنفية كذا, وهذا يعلمنا أدب الحوار والاختلاف", متسائلا :"لماذا غابت ثقافة التسامح؟"؟, مؤكدا أن الوسطية منهج الأمة بشكل عام.
    وقدم الورقة الثانية د. محمد الطلابي (مفكر مغربي), حيث كانت بعنوان "منهج الوسطية في مواجهة فكر التطرف", تساءل خلالها عن سبب عودة خوارج عصر الفتنة إلى عصرنا ؟", مشيرا إلى أن الغلو في الغرب هو مصدر الغلو في العالم, وأن منهج الوسطية يعالج التطرف الداخلي والخارجي", أما الورقة الثالثة, فقد كانت بعنوان "التعامل مع تيارات العنف", وقدمها ضياء رشوان (كاتب وباحث مصري متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية), وبين فيها أن الغزاة والطغاة هما آفتان تأكلان في جسد الأمة, وأن هذه التيارات لم تظهر خلال الاستعمار الأجنبي, بل ظهرت خلال فترة الطغاة", وطالب العالم الإسلامي, والغربي, حكومة وشعوبا ومثقفين أن يتعاملوا مع الغلو والتطرف بالمشاركة في صياغة آلية للتعامل مع هذه الفئة,, منتقدا "تكاتف الدول ووسائل الإعلام والأجهزة السياسية في حربهم على الإرهاب والتطرف, وعندما رجع بعض من ساروا في هذا الطريق تجاهلوهم وتركوهم دون رعاية".
    وفي السياق ذاته, انتقد محمد إسماعيل (رئيس تحرير جريدة الحرفيون ) – في مداخلة – عدم حضور ممثلي الحركات والفرق الإسلامية للمؤتمر، مطالبا بأن يتم تأسيس ميثاق بين جميع الفرق الإسلامية لمنع الانتقادات أو الهجوم المتبادل والاتهامات المتبادلة بين هذه الفرق، مطالبا بالوحدة على الأقل في مواجهة رفض الحكام للإسلاميين أو مواجهة الخارج، معتبرا أن هذه هي الوسطية الحقيقية, لافتا إلى أن أزمة مصر مع حوض النيل واتفاقية المياه جاءت نتيجة طبيعية لقطع مصر المياه والهواء والعون عن غزة.
                  

05-19-2010, 09:36 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متابعات منتدى الوسطية ..الاردن ..مصر ..صنعاء (Re: نيازي مصطفى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ندوة دور تيار الوسطية في بناء الأمة
    القاهرة 17 مايو 2010م
    كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى


    أخي الرئيس، أخواني وأخواتي
    أبنائي وبناتي

    أجزل الشكر لمنتدى الوسطية الإسلامية العالمية بالقاهرة لتنظيم هذا اللقاء في موضوع دور الوسطية في نهضة الأمة.
    أقول: القراءة الصحية لتاريخنا تبين أن الدعوة الإسلامية انطلقت رسالة واضحة المعالم في عقائدها ومبادئها باعثة لملة إبراهيم (ع) وخاتمة لما سبقها من اليهودية والمسيحية ومستعدة من داخل نصوصها لهضم المستجدات واستيعابها. هذا هو الفهم الصحيح للسلفية باعتبارها منهاج تفاعل مستمر بين الثوابت والمتغيرات. بين الواجب والواقع. لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية.
    والنهضة الأوربية التي بهرت العالم بانجازاتها بدأت بإجلاء الهوية فيما سموه البعث. وهم لا يبرحون يؤكدون لحضارتهم هوية يونانية ورومانية يهودية مسيحية هوية أنكروا في سبيل الدفاع عنها على حد تعبير الأستاذ مونتجمري واط : (دينهم الكبير للحضارة الإسلامية العربية. انطلقوا منها عبر أربع ثورات صنعت الحضارة الحديثة هي:
    · ثورة فكرية حررت العقل من وصاية الأكليروس.
    · وثورة سياسية حررت إرادة الشعوب.
    · وثورة علمية تكنولوجية سخرت الطبيعة لحاجة الإنسان.
    · وثورة اقتصادية وفرت سبل المعيشة.
    القراءة الصحية لتاريخ الإنسانية من باب (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ)[1] هي أن نهضة الأمم تعتمد على أمرين: هما التأصيل. واستيعاب المستجدات.
    نحن تأخرنا لأننا تعاملنا بصورة مرضية مع هذين المطلبين. فصار التعامل مع التراث انكفاءا ماضويا. وصار التعامل مع المستجدات تبعية استلابية.
    أدى الانكفاء لتقديس اجتهادات ماضوية تفسيرا وفقها بلا مجال لاجتهاد جديد على نحو ما جاء في جوهرة التوحيد: ومالك وسائر الأئمة وأبو القاسم هداة الأمة فواجب تقليد حبر منهمو كذا قضى الأمر بقول يفهم.
    وأدي الاستلاب لتقديس حضارة الغرب بخيرها وشرها لأنها هي مستقبل الإنسانية على حد تعبير طه حسين، هذه الصورة تكرر ظهورها اليوم بصورة أخرى فمدرسة الانكفاء تساوي بين التكفير والتفكير على حد تعبير الشيخ بن باز وتلغي العطاء الإنساني تماما. ومدرسة الاستلاب تدلي بمقولات: القطيعة المعرفية مع التراث، أو تاريخية النص القرآني، أو غيرها من مدارس تسقط الجانب الغيبي من الدفاتر الإسلامية . هذا فهم ناسوتي للإسلام.
    مدارس الانكفاء مفرطة ومدارس الاستلاب مفرطة وقديما قال الإمام إبن القيم: "إن الشيطان يضل الإنسان بالإفراط كما يضله بالتفريط" وقال عن الفقه: "إنه يزاوج بين الواجب والواقع. فلا يعيش فيما يجب أن يكون مغفلا ما هو كائن".
    هذا النهج هو نهج الوسطية الإسلامية وعلى ضوء منها نقول:
    أولا: الدين ضرورة كونية لأنه ترجمان الغيب. وتبيان الأخلاق وحافظة الضمير وحزام المجتمع وبوصلة المصير.
    ولكنه بالفهم الصحيح لهدايته يرشد ولا يلغي الانتماءات المختلفة التي تفرزها الحالة الإنسانية كالقبلية والوطن. والقومية. الفهم الديني الأحادي الطارد للعطاء الإنساني غير صحيح.
    ثانيا: الأصولية مفهوم حميد ومجالها في الثوابت من عقائد. وعبادات وأخلاق. ولكن مجال المعاملات متحرك على نحو مقولة (لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال). وقد انتقد ابن القيم
    الذين قفلوا باب الحركة في الشريعة بقوله: "جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد. محتاجة لغيرها وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له".
    ثالثا: لا تناقض بين حقائق الوحي وسنن الطبيعة في الأولى كتاب الله المنزل والثانية كتاب الله المسطور: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ)[2].
    رابعاً: ولا تناقض بين العقل فيما يدركه والوحي على نحو ما قال الإمام الشاطبي "كلما جاء به الشرع حكم به العقل".
    خامساً: إن مقولة لا اجتهاد مع النص مقولة جوفاء. فالاجتهاد في النص واجب. وتتعارض النصوص فيكون محكمها ما يوافق المقاصد. " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ "[3] مفتاح لأحكام الضرورة.
    سادساً: إن تفسير نصوص الوحي لا يحده زمان ومكان. فلإنسان مطالب بزيادة المعرفة: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)[4]. ومعارف الإنسان توسع مداركه لفهم النصوص. فقوله: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)[5] لم يكن معروفا أن الذكورة والأنوثة هما من ماء الرجل. الحديث: بعث الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بعث. أي مدهشا.
    سابعاً: مفردات سيرة النبي (ص) معلومة ولكن أخرجها كثير من كتاب السيرة تأثرا بسيرة موسى (عليه السلام) في حربيتها. وبسيرة عيسى (عليه السلام) في غيبياتها ولكنها سيرة مختلفة بإنسانيتها وعقلانيتها مما يوجب قراءة جديدة لسيرة محمد (ص) نبي الإنسانية.
    ثامناً: التقليد حصر الفقه في أنماط أوجبها المنطق الصوري ولكن مجال تطور الفقه يغرف من عوامل كثيرة تفتح باب العطاء الإنساني واستيعاب المستجدات عوامل: المقاصد، والعقل، والمصلحة، والحكمة. والإلهام، والسياسة والشرعية.
    تاسعاً: الولاء والبراء القائم على المفاصلة أوجبته ظروف تاريخية ولكن المرجعية الآن لقوله تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم)[6]. ظروفنا اليوم توجب التطلع لميثاق تعايش وتسامح ديني فالعالم كله يعيش تحت مظلة معاهدة دولية. والمسلمون يتعايشون مع غيرهم في كل مكان.
    والإسلام اليوم يحظى بتمدد مستمر في أوربا وأمريكا ويتقاطر المسلمون زرافات ووحدانا نحو الغرب. هذا كله يوجب إبرام بروتوكولات تعايش واحترام متبادل تحدد الحقوق والواجبات وتعطي كل ذي حق حقه.
    عاشراً: الجهاد قائم حتى قيام الساعة. إنه يبدأ بالنفس وتقواها ويشمل كافة عوامل القوة الناعمة لإعلاء كلمة الله. ولا يصير قتالا إلا صدا للعدوان وحماية لحرية الدين.
    حادي عشر: إن للإسلام مبادئ سياسية لا شرعية للحكم ما لم يحققها إنها تقوم على المشاركة والمساءلة، والشفافية وسيادة حكم القانون كأعمدة للحكم الراشد.
    ثاني عشر: لا قوام لمجتمع لا يوفر سبل المعيشة ما يوجب اقتصادا يحقق التنمية. وعدالة توزيع الثروة والتكافل الاجتماعي. وهي مقاصد أكفأ وسيلة لتحقيقها آلية السوق الحر المصحوب بآلية تكافل اجتماعي.
    ثالث عشر: لا سلام بلا عدالة ما يوجب استرداد ما اغتصبه الاستيطان في فلسطين وجلاء الاحتلال الأجنبي وحماية المصالح الوطنية والقومية. والإسلامية وهي وإن اختلفت دوائرها متكاملة.
    هذا التوجه ينبغي أن يخصب مشروعا نهضويا للأمة وهو يتطلب تجنيد قوى اجتماعية فاعلة وإرادة سياسية قوية لتحقيقه.
    نحن لا نعمل في فراغ فهناك من يخطط لنا مصائر مختلفة: فالغلاة يدعون لبرنامج يشبع التأصيل بصورة ماضوية تشبع التأصيل على حساب الحاضر والمستقبل. وبأساليب تؤلب العالم على المسلمين والهيمنة الدولية تخطط لنا مصيرا منزوع الهوية الدينية والقومية متساويا مع إسرائيل في الهوية الجغرافية. وإسرائيل نفسها على السنة كثير من قادتها تخطط لتفكيك المنطقة إن استطاعت إلى ذلك سبيلا. قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي لافي رختر في محاضرة في يوليو 2008 ما خلاصته:
    ينبغي العمل على:
    - تقسيم العراق لثلاث دويلات .
    - تقسيم السعودية لخمس دويلات.
    - استخراج دويلة للأقباط في جنوب مصر.
    - تقسيم السودان لخمس دويلات: الشمالي- الجنوبي - جبال النوبة - الشرق.
    المطلوب من حملة مشعل الوسطية الإسلامية في كل مكان إدراك أنهم هم أمل الأمة في الخلاص من تياري الانكفاء والاستلاب. وان مشروعهم هو البديل لمخططات الغلاة والغزاة. ولكن هذا المشروع يتطلب إرادة سياسية وتشبيك وإلا سوف يعم المنطقة طوفان الغلاة أو الغزاة وفي الحالتين تدمير لرسالة الأمة.
    (لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)[7]. وإذا أردنا النجاة فلنأخذ بالأسباب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de