|
Re: متابعات منتدى الوسطية ..الاردن ..مصر ..صنعاء (Re: نيازي مصطفى)
|
محذرين من تجاهل الحكومات للمتراجعين عن العنف منتدى الوسطية.. عندما يحتشد العلماء لمحاربة الغلو والتشدد! الثلاثاء 04 جمادى الآخرة 1431 الموافق 18 مايو 2010
اختتمت في العاصمة المصرية (القاهرة) فعاليات الندوة التي عقدها (المنتدى العالمي للوسطية بمصر), والتي جاءت تحت عنوان (تيار الوسطية ودوره في بناء الأمة)، بالتأكيد على أن القدس هي عاصمة فلسطين وأن تهويدها أمر مرفوض, ومطالبة العالم الإسلامي بدعم الفلسطينيين, ورفع الحصار عنهم, وإدانة استمرار الجيوش الأجنبية في العراق, مؤكدة على ضرورة الإصلاح السياسي باعتبار أن ذلك يعزز ويساهم في نشر الفكر الوسطي, كما أوصت شباب المسلمين بالتمسك بالدين وأخذ الدين عن العلماء الثقات, الوسطيين، مطالبة المؤسسات التعليمية في الدول العربية الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية، و نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار كما طالبت حكومات الدول الإسلامية بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة وأكدت الندوة التي عقدت أمس الاثنين بالتعاون مع (المنتدى العالمي للوسطية في الأردن), وبمشاركة عدد من المفكرين والمتخصصين في الحركات الإسلامية في العالم, على رأسهم رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي ومفتي الديار المصرية السابق الشيخ نصر فريد واصل, والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، على ضرورة عدم تجاهل الحركات الإسلامية التي قامت بإعداد مراجعات خلال الفترة الأخيرة، محذّرة من أنّ التجاهل الرسمي لمثل هذه الجماعات قد يدفعهم إلى العودة إلى العنف مرة أخرى. ترشيد.. ومعاناة
وكانت الندوة والتي قدمها خالد الشريف مدير تحرير "الإسلام اليوم" بالقاهرة قد افتتحت بكلمة لمنتصر الزيات (رئيس منتدى الوسطية بمصر), دعا فيها الحركات الإسلامية إلى ترشيد خطاباها الدعوي والحركي، وأن تتجه إلى التكافل الاجتماعي، ووضع حلول اقتصادية للمشاكل التي تقع فيها المجتمعات, مستنكرا نهج الجماعات الإسلامية للعنف، مؤكدا أن "هذه المواقف أعاقت الجماعات عن خدمة الدين والاستفادة من قدرتها في العمل الدعوي". وعرّف الزيات الوسطية بأنها الصبر على تحمل المواقف الواضحة المتمسكة بالحق، لافتا إلى أن عددا من العلماء الموجودين على الساحة الآن يتعرضون للمعاناة الشديدة بسبب مواقفهم الواضحة، معتبرا أن الصبر على هذه المعاناة مرادفا للوسطية, حيث استدل على هذه المعاناة بما يتعرض له الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي المعروف والمشارك في الندوة، من حملات هجومية كثيرة تخرج من مشكاة واحدة، فضلا عن منع الكاتب فهمي هويدي من الكتابة في الجرائد القومية. الوسطية.. منهج متكامل ومن جانبه، أكد مراون الفاعورى (الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالأردن)، على حاجة الأمة لإصلاح أحوالها وفكرها، مشيرا إلى أن هذا الإصلاح ينبع من ذات الأمة ويتأسس على ثوابتها, لافتا إلى أن منتدى الوسطية هو رد فعل طبيعي على تياري الغلو والتشدد،, وأن الوسطية التي ننادي بها تضم مختلف مناحي الحياة، سواء في السياسة تما يعني قيام دولة العدل والمساواة وأن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي القضاء وذلك من خلال استقلاله وتطبيقه لمبادئ القانون والعدالة، وفي الإعلام عن طريق تقديم إعلام نزيه يبعد عن مخاطبة الغرائز، مما يؤكد أن الوسطية تعني منهج حياة متكامل للمسلم. واتهم الفاعورى، من أسماهم بـ"المتشددين" بأنهم قدموا أعظم خدمة لأعداء الإسلام، وانتدبوا أنفسهم لكي يعطوا الصورة المشوهة عن الإسلام، والتي حاول الأعداء منذ قرون أن يرشحوها، محملا العلماء والدعاة بالتقصير والمسئولية في توصيل رسالة الإسلام الصحيحة، معتبرا أن ظاهرة الغلو والتطرف أوقفت مشاريع التنمية وأهلكت الزرع والنسل، وأشعلت الصراعات بين الإخوة ووسعت الهوة ين الشعوب والدولة وعزلت الإسلاميين عن التأثير وأدت لتراجع التيارات الإسلامية والأنظمة عن برامجها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أمة وسط
وفي كلمته، أوضح الدكتور نصر فريد واصل (مفتي الديار المصرية الأسبق) أن الوسطية هي عبارة عن جمع طرفي الشيء, مؤكدا أن هذا الجمع لا يتحقق إلا إذا كان الوسط قويًا, مشيرا إلى أن أمة الإسلام هي بحق أمة وسطية تجمع بين البشر جميعًا باعتبارهم عباد لله, وأن الإنسان بصفته البشرية لا يختلف من واحد لآخر, مهما اختلفت عقيدته, ولونه, ونوعه وجنسيته, لأنهم جميعًا ينتسبون إلى أب واحد, وأم واحدة, يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)". وبين واصل أن من الوسطية الجمع بين الجسد والروح, فالجمع بينهما هو الذي يحققها, لتحقيق الخلافة في الأرض, وتحقيق السلام, فكل حروف السلام هي حروف الإسلام, لذلك فهو دين جميع الرسل, مؤكدا على أن "الغلو والتطرف هما السبب فيما نحن فيه, وأن الأمية الدينية والثقافية وفصل الدين عن الدولة, أدت إلى خروج الجماعات المتطرفة, التي يطلق عليها مجازًا إسلامية. أمل الأمة يأتي هذا، فيما أكد الصادق المهدي (رئيس المنتدى العالمي للوسطية زعيم حزب الأمة السوداني) أن "تيار الوسطية هو أمل الأمة للنجاة من أخطار غزاة الخارج وغلاة الداخل"، وأن "القراءة الصحيحة لتاريخنا الإسلامي تؤكد على اتباع الوسطية كوسيلة رئيسية للتواصل مع الآخرين", مطالبا المسلمون بأن يتمسكوا بالهوية الوسطية لأمتهم، "فأوروبا قامت نهضتها بالتأكيد على تراثها القديم، وهو ما لم نقم به في مواجهة تراثنا فظهرت مدرستان في المجتمع الإسلامي، الأولى: تدعو للانكفاء وتساوي بين التفكير والتكفير، في حين أن المدرسة الثانية : هي مدرسة الاستلاب التي آمنت بكل ما هو غربي وتنكر بعض نصوص القرآن إرضاء للغرب ونزعاته، وهو ما يجعلنا في حاجة لمدرسة وسطية تؤمن بالمفهوم الحميد للأصولية في مجال العقائد مع إعمال العقل وأدواته في أبواب المعاملات". واستنكر المهدي مقولة "لا اجتهاد مع النص", مؤكدا أن الاجتهاد ضرورة, وانه لا بد من إعمال العقل, داعيا إلى ميثاق تعايش وتسامح، وشرح مبادئ الإسلام السياسية، والتي تقوم على المشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون والعدل والمساواة"، مؤكدًا أنه "لا سلام بلا عدالة، وهو ما يوجب استرداد الأرض وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية، لافتا إلى المخططات الإسرائيلية الرامية لتقسيم البلاد الإسلامية والعربية". ظلم.. واستبداد
وقد شهدت الندوة انعقاد جلستين, كانت الأولى بعنوان "الوسطية الإسلامية: المفهوم, التحديات, الأدوار", حيث رئسها د. محمد عمارة (المفكر الإسلامي و عضو مجمع البحوث الإسلامية), الذي أكد على أن "التراث الإسلامي يخلو من مصطلح الأقليات ويحتوي على التنوع والتعددية الذي هو سنة من سنن الله, والكلام عن الأقليات جاء من العنصرية الغربية"، مضيفًا أنّ "العالم الإسلامي يتعرّض الآن مرحلة من الغزو والاحتلال لم يشهدها في القرن الـ19 من كم الاحتلال والقواعد العسكرية والجيوش والظلم الاجتماعي" وأكد عمارة على أنّ "ما سبق من ظلم واستبداد هو السبب في خروج العنف، لافتا إلى أن الواقع هو الذي يستدعي الأفكار, مستنكرا دعاوى تغيير المناهج الدينية، وما يشاع عن دعمها للعنف، وقال "إن مدراس أفغانستان ظل طلابها لا يستطيعون حمل (سكين مطبخ)، ولكن الاستعمار أدى للأحداث الحالية، وكذلك ما يحدث في الصومال الآن، منوها عن أن ثلث الشعب العراقي قبل الاحتلال كان يتزوج زواجا مختلطا بين السنة والشيعة رغم الخلفية العدائية، إلا أن الواقع أظهر العنف". معالم الوسطية وقدمت خلال الجلسة الأولى ثلاث أوراق بحثية, كانت الأولى تحت عنوان "دور الوسطية في تعزيز وحدة الأمة", والتي قدمها د. أحمد نوفل (أستاذ مدرس بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية), حيث أكد على أن "الوسطية ليست موضة أو هوجة, فالبشرية في أمس الحاجة لوسطية الإسلام, فقد عانت الكثير, وأزهقت ملايين الأنفس نتيجة للعنف الديني, والتطرف", مشيرا إلى أن المتطرفين موجودين في كل دين ومذهب,, مؤكدا على أن الأمة لن تجتمع على التطرف . أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "معالم الوسطية", وقدمها د. محمد مورو (كاتب ومفكر إسلامي), والذي بين أن من معالم الوسطية "العدل, الحرية, العالمية", وأكد على وجوب التبشير بالعدل والمجاهدة من أجل تحقيقه, وعدم التمييز بين المسلمين, وبعضهم, وبينهم وغيرهم, والدفاع عن المظلومين, وإزالة العوائق", فيما جاءت الورقة الثالثة والتي قدمها د. سعد الدين عثماني (الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية في المغرب), تحت عنوان "معالم المنهج الوسطي في السنة النبوية", حيث أكد على أن الاعتدال والوسطية ليسا انهزامية, أو منطقة وسط بين العلم والخرافة", مشيرا إلى وجوب التوسط في النظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وأخذ كلام الله سبحانه والسنة النبوية كاملا ولا نضرب بعضه ببعض. ثقافة التسامح
وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "ترشيد الصحوة الإسلامية", والتي رأسها المفكر السوداني عبد المحمود أبو إبراهيم حيث تم فيها تقديم ثلاث ورقات بحثية, كانت الأولى للدكتور محمد حبش نائب البرلمان السوري والداعية الإسلامي المعروف، وجاءت تحت عنوان "مدخل إلى الوسطية/ قراءة حضارية,, حيث أكد أن أصحاب المذاهب كانوا يقولون رأينا كذا, ورأي السادة الحنفية كذا, وهذا يعلمنا أدب الحوار والاختلاف", متسائلا :"لماذا غابت ثقافة التسامح؟"؟, مؤكدا أن الوسطية منهج الأمة بشكل عام. وقدم الورقة الثانية د. محمد الطلابي (مفكر مغربي), حيث كانت بعنوان "منهج الوسطية في مواجهة فكر التطرف", تساءل خلالها عن سبب عودة خوارج عصر الفتنة إلى عصرنا ؟", مشيرا إلى أن الغلو في الغرب هو مصدر الغلو في العالم, وأن منهج الوسطية يعالج التطرف الداخلي والخارجي", أما الورقة الثالثة, فقد كانت بعنوان "التعامل مع تيارات العنف", وقدمها ضياء رشوان (كاتب وباحث مصري متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية), وبين فيها أن الغزاة والطغاة هما آفتان تأكلان في جسد الأمة, وأن هذه التيارات لم تظهر خلال الاستعمار الأجنبي, بل ظهرت خلال فترة الطغاة", وطالب العالم الإسلامي, والغربي, حكومة وشعوبا ومثقفين أن يتعاملوا مع الغلو والتطرف بالمشاركة في صياغة آلية للتعامل مع هذه الفئة,, منتقدا "تكاتف الدول ووسائل الإعلام والأجهزة السياسية في حربهم على الإرهاب والتطرف, وعندما رجع بعض من ساروا في هذا الطريق تجاهلوهم وتركوهم دون رعاية". وفي السياق ذاته, انتقد محمد إسماعيل (رئيس تحرير جريدة الحرفيون ) – في مداخلة – عدم حضور ممثلي الحركات والفرق الإسلامية للمؤتمر، مطالبا بأن يتم تأسيس ميثاق بين جميع الفرق الإسلامية لمنع الانتقادات أو الهجوم المتبادل والاتهامات المتبادلة بين هذه الفرق، مطالبا بالوحدة على الأقل في مواجهة رفض الحكام للإسلاميين أو مواجهة الخارج، معتبرا أن هذه هي الوسطية الحقيقية, لافتا إلى أن أزمة مصر مع حوض النيل واتفاقية المياه جاءت نتيجة طبيعية لقطع مصر المياه والهواء والعون عن غزة.
| |
|
|
|
|