د خليل ابراهيم يتنكر باسم الحاج عبدالله بشير

Quote: ضحت حركة العدل والمساواة تائهة بعد أن رفضت تشاد لقياداتها بالنزول إلى مطار انجمينا ناهيك عن استقبالهم في تشاد، رغم أن خليل ابراهيم (وهو الاسم الكودي على ما يبدو) يحمل جوازاً تشادياً باسم (الحاج عبد الله بشير) بالرقم (S50004734).. والحركة الآن تدرك أنها فقدت بوصلتها منذ أن أحجمت عن التفاوض عبر منبر الدوحة، مستمرة في رفع الشعارات التي تدل على سوء نيتها، وما موقفها بعدم تعدد المسارات في منبر الدوحة وبقاء التفاوض حصرياً عليها ببعيد إلى أن وصلت إلى مرحلة التجميد، بل واتهام الوساطة القطرية التي بذلت كل ما في وسعها ليتم التوصل إلى اتفاق سلام بعدم الحيادية ومحاولة الاتجاه إلى القاهرة في محاولة لفتح منبر جديد لها.. ويرى المراقبون أن حركة العدل والمساواة أضحت غير موجودة من الناحية الفعلية منذ تم تطبيع علاقات الخرطوم وانجمينا، ليكون بذلك أمل العدل والمساواة في استعطاف تشاد منعدم وخيارها معدوم، وأصبحت بين طرفي نقيض من ناحية وجودها داخل الأراضي السودانية وإغلاق منافذ التمدد في دول الجوار. وبعد أن قامت القوات المسلحة بدورها في دحر تلك الحركة توقع البعض أن يكون خيار المفاوضات أمراً صعباً ويحتاج إلى جهد من جانب المجتمع الدولي حتى يتم التوصل إلى اتفاق للسلام عبر منبر الدوحة لكن واقع الحال يشير إلي أن الحركة عليها أن تتوجه للتفاوض دون مراوغات عسكرية. الآن الوضع صار قاتماً للحركة.. فإلى من يلجأ خليل بعد أن رفضت تشاد وليبيا واريتريا استقباله واحتضانه؟، وأصبح مما لا يدع مجالاً للشك أن حركة العدل والمساواة فقدت فرص المناورة، خصوصاً بعد علم أبناء دارفور أنها تتاجر بقضيتهم ولا تسعى إلى تحقيق أجندتهم. الرشيد عبد الله القيادي بحركة العدل والمساواة جناح السلام يعتقد أنه من الطبيعي أن تفقد الحركة مناصرة تشاد لها بعد أن وقعت اتفاقاً مع الحكومة في الدوحة، هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل حركة العدل والمساواة تبحث عن حلفاء جدد، وإلا لماذا كان هذا التوقيت.. وبعد انضمام مجموعتي أديس أبابا وطرابلس رأت الحركة أنه اتجاه للتقليل من حجمها، الحركة أخطأت بمحاولة الاتجاه الي مصر، فمصر لا تقبل باحتواء حركات مسلحة في أراضيها، أما الاتجاه إلى التصعيد العسكري فلا يجدي، والتفاوض هو البديل الأمثل. ويتساءل الرشيد هل ما طرح على طاولة المفاوضات يصعب أن يوجد له حل؟ مهما كانت النقاط التفاوضية صعبة أو تعجيزية فمن الأفضل الجلوس لحلها، فهذا أفضل بكثير من الاستمرار في الحرب. وأعتقد أن حركة خليل تريد أن تساوم الوسطاء أنفسهم، فهي ترى أن الوساطة الحالية غير محايدة وبالتالي هي تريد إرسال رسالة للوسطاء أنها يمكن أن تعبر منبر التفاوض نفسه، قد يكون هذا في إطار التشدد الذي تمارسه الحركة، لكن أعتقد أنه ليس من مصلحتها خسارة الوسطاء والانتقال من وسيط إلى آخر، لأن تغيير الوسيط يتطلب موافقة الطرفين المتفاوضين، وبالتالي هي لا تضمن موافقة الطرف الآخر (أعني الحكومة). ولا شك أن تحسن العلاقات بين السودان وتشاد له انعكاس على مواقف الحركة الأخيرة فهي من ناحية تحاول أن تثبت أنها الحركة فشلت في اثبات أنها تستطيع أن تقاتل دون دعم تشاد وأنها يمكن أن تبتعد عنها سياسياً تستطيع أن تقاتل دون الدعم التشادي، وهي من ناحية أخرى تريد أن ترسل إشارة لتشاد أنها يمكن أن تبتعد عنها سياسياً رغم قربها الجغرافي، وهو ما يمكن أن ينعكس عليها سلباً. إن خسارة الحركة للدعم التشادي وشكها في الوسطاء يجعلها في وضع حرج للغاية، وهو أمر يحتاج إلى توفيق أوضاع أعتقد أن الحركة لم تستطع تحقيقه حتى الآن. واتجاه الحركة نحو القاهرة هو نوع من الضغط خاصة في ظرف غير مواتي، فالسودان يتجه نحو تقرير مصير جنوبه ولمصر مصلحة في السودان الموحد، لذلك فإن مصر لن تتصرف بطريقة تعثر مصالحها وترهن أمنها القومي بحركة العدل والمساواة وهذه مسألة لا تحتاج إلى شرح مطول. ويضيف الرشيد: تسيطر على مصر الآن قضية الجنوب ومستقبل الاستفتاء أكثر من قضية دارفور ذات التأثير الثانوي على الأمن المصري مقارنة بقضية الجنوب، كما أنها زاهدة في الدخول في صراعات ومنافسات مع قطر بسبب قضية دارفور. وأعتقد أن مواقف الحركة ستكون متذبذبة خلال الفترة القليلة القادمة إلى حين توفيق أوضاعها مع هذه المستجدات وهذا يحتاج إلى وقت.. وستحاول الحركة أن تصعد من العمليات العسكرية خاصة وأنها تعاني نقصاً حتى في الغذاء يتطلب القيام بعمليات عسكرية من أجل تأمين الغذاء والاستمرار في الحرب. خليل لا يستطيع التأثير على العلاقات مع الجيران وليس أمامه إلا الاتفاق على إطار يسمح بمعالجة وضع حركته وقواته أما المحلل والخبير العسكري المعز عتباني فيرى أن العدل والمساواة لا حلفاء لها لا في العالم العربي والأفريقي بعد أن فقدت كل مصداقيتها وتخلت عن الاتفاق الإطاري لسبب ما وذهبت إلى مصر وبعدها إلى ليبيا، وكل هذه الدول تربطها علاقات أخوية وثيقة مع السودان ولا يستطيع خليل أن يخرب هذه العلاقات ومن الأولى له أن يبحث علاقته مع الدولة والاتفاق على إطار يسمح له بالبقاء في مكانه إلى أن تتم المعالجات لقواته وحركته وتدمج في الجيش والشرطة. وهنالك جهات معارضة تسعى لتخريب الاتفاق الإطاري، وهشاشة حركة العدل والمساواة تجعلها تسمع كلام غير كلام الدولة فهي تسمع كلام المغرضين الذين انعدمت الوطنية في قلوبهم، ولا سبيل لها غير الرجوع للاتفاق الإطاري والبقاء إلى أن يتم الوصول للاتفاق النهائي، العقل يقول إنها يجب أن ترجع لوطنها