لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2010, 05:42 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ندوة دور تيار الوسطية في بناء الأمة
    القاهرة 17 مايو 2010م
    كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى
    أخي الرئيس، أخواني وأخواتي
    أبنائي وبناتي
    أجزل الشكر لمنتدى الوسطية الإسلامية العالمية بالقاهرة لتنظيم هذا اللقاء في موضوع دور الوسطية في نهضة الأمة.
    أقول: القراءة الصحية لتاريخنا تبين أن الدعوة الإسلامية انطلقت رسالة واضحة المعالم في عقائدها ومبادئها باعثة لملة إبراهيم (ع) وخاتمة لما سبقها من اليهودية والمسيحية ومستعدة من داخل نصوصها لهضم المستجدات واستيعابها. هذا هو الفهم الصحيح للسلفية باعتبارها منهاج تفاعل مستمر بين الثوابت والمتغيرات. بين الواجب والواقع. لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية.
    والنهضة الأوربية التي بهرت العالم بانجازاتها بدأت بإجلاء الهوية فيما سموه البعث. وهم لا يبرحون يؤكدون لحضارتهم هوية يونانية ورومانية يهودية مسيحية هوية أنكروا في سبيل الدفاع عنها على حد تعبير الأستاذ مونتجمري واط : (دينهم الكبير للحضارة الإسلامية العربية. انطلقوا منها عبر أربع ثورات صنعت الحضارة الحديثة هي:
    •ثورة فكرية حررت العقل من وصاية الأكليروس.
    •وثورة سياسية حررت إرادة الشعوب.
    •وثورة علمية تكنولوجية سخرت الطبيعة لحاجة الإنسان.
    •وثورة اقتصادية وفرت سبل المعيشة.
    القراءة الصحية لتاريخ الإنسانية من باب (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ) هي أن نهضة الأمم تعتمد على أمرين: هما التأصيل. واستيعاب المستجدات.
    نحن تأخرنا لأننا تعاملنا بصورة مرضية مع هذين المطلبين. فصار التعامل مع التراث انكفاءا ماضويا. وصار التعامل مع المستجدات تبعية استلابية.
    أدى الانكفاء لتقديس اجتهادات ماضوية تفسيرا وفقها بلا مجال لاجتهاد جديد على نحو ما جاء في جوهرة التوحيد: ومالك وسائر الأئمة وأبو القاسم هداة الأمة فواجب تقليد حبر منهمو كذا قضى الأمر بقول يفهم.
    وأدي الاستلاب لتقديس حضارة الغرب بخيرها وشرها لأنها هي مستقبل الإنسانية على حد تعبير طه حسين، هذه الصورة تكرر ظهورها اليوم بصورة أخرى فمدرسة الانكفاء تساوي بين التكفير والتفكير على حد تعبير الشيخ بن باز وتلغي العطاء الإنساني تماما. ومدرسة الاستلاب تدلي بمقولات: القطيعة المعرفية مع التراث، أو تاريخية النص القرآني، أو غيرها من مدارس تسقط الجانب الغيبي من الدفاتر الإسلامية . هذا فهم ناسوتي للإسلام.
    مدارس الانكفاء مفرطة ومدارس الاستلاب مفرطة وقديما قال الإمام إبن القيم: "إن الشيطان يضل الإنسان بالإفراط كما يضله بالتفريط" وقال عن الفقه: "إنه يزاوج بين الواجب والواقع. فلا يعيش فيما يجب أن يكون مغفلا ما هو كائن".
                  

05-19-2010, 05:43 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    يتبع
    هذا النهج هو نهج الوسطية الإسلامية وعلى ضوء منها نقول:
    أولا: الدين ضرورة كونية لأنه ترجمان الغيب. وتبيان الأخلاق وحافظة الضمير وحزام المجتمع وبوصلة المصير.
    ولكنه بالفهم الصحيح لهدايته يرشد ولا يلغي الانتماءات المختلفة التي تفرزها الحالة الإنسانية كالقبلية والوطن. والقومية. الفهم الديني الأحادي الطارد للعطاء الإنساني غير صحيح.
    ثانيا: الأصولية مفهوم حميد ومجالها في الثوابت من عقائد. وعبادات وأخلاق. ولكن مجال المعاملات متحرك على نحو مقولة (لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال). وقد انتقد ابن القيم
    الذين قفلوا باب الحركة في الشريعة بقوله: "جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد. محتاجة لغيرها وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له".
    ثالثا: لا تناقض بين حقائق الوحي وسنن الطبيعة في الأولى كتاب الله المنزل والثانية كتاب الله المسطور: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ) .
    رابعاً: ولا تناقض بين العقل فيما يدركه والوحي على نحو ما قال الإمام الشاطبي "كلما جاء به الشرع حكم به العقل".
    خامساً: إن مقولة لا اجتهاد مع النص مقولة جوفاء. فالاجتهاد في النص واجب. وتتعارض النصوص فيكون محكمها ما يوافق المقاصد. " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ " مفتاح لأحكام الضرورة.
    سادساً: إن تفسير نصوص الوحي لا يحده زمان ومكان. فلإنسان مطالب بزيادة المعرفة: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) . ومعارف الإنسان توسع مداركه لفهم النصوص. فقوله: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) لم يكن معروفا أن الذكورة والأنوثة هما من ماء الرجل. الحديث: بعث الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بعث. أي مدهشا.
    سابعاً: مفردات سيرة النبي (ص) معلومة ولكن أخرجها كثير من كتاب السيرة تأثرا بسيرة موسى (عليه السلام) في حربيتها. وبسيرة عيسى (عليه السلام) في غيبياتها ولكنها سيرة مختلفة بإنسانيتها وعقلانيتها مما يوجب قراءة جديدة لسيرة محمد (ص) نبي الإنسانية.
    ثامناً: التقليد حصر الفقه في أنماط أوجبها المنطق الصوري ولكن مجال تطور الفقه يغرف من عوامل كثيرة تفتح باب العطاء الإنساني واستيعاب المستجدات عوامل: المقاصد، والعقل، والمصلحة، والحكمة. والإلهام، والسياسة والشرعية.
    تاسعاً: الولاء والبراء القائم على المفاصلة أوجبته ظروف تاريخية ولكن المرجعية الآن لقوله تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم) . ظروفنا اليوم توجب التطلع لميثاق تعايش وتسامح ديني فالعالم كله يعيش تحت مظلة معاهدة دولية. والمسلمون يتعايشون مع غيرهم في كل مكان.
    والإسلام اليوم يحظى بتمدد مستمر في أوربا وأمريكا ويتقاطر المسلمون زرافات ووحدانا نحو الغرب. هذا كله يوجب إبرام بروتوكولات تعايش واحترام متبادل تحدد الحقوق والواجبات وتعطي كل ذي حق حقه.
    عاشراً: الجهاد قائم حتى قيام الساعة. إنه يبدأ بالنفس وتقواها ويشمل كافة عوامل القوة الناعمة لإعلاء كلمة الله. ولا يصير قتالا إلا صدا للعدوان وحماية لحرية الدين.
    حادي عشر: إن للإسلام مبادئ سياسية لا شرعية للحكم ما لم يحققها إنها تقوم على المشاركة والمساءلة، والشفافية وسيادة حكم القانون كأعمدة للحكم الراشد.
    ثاني عشر: لا قوام لمجتمع لا يوفر سبل المعيشة ما يوجب اقتصادا يحقق التنمية. وعدالة توزيع الثروة والتكافل الاجتماعي. وهي مقاصد أكفأ وسيلة لتحقيقها آلية السوق الحر المصحوب بآلية تكافل اجتماعي.
    ثالث عشر: لا سلام بلا عدالة ما يوجب استرداد ما اغتصبه الاستيطان في فلسطين وجلاء الاحتلال الأجنبي وحماية المصالح الوطنية والقومية. والإسلامية وهي وإن اختلفت دوائرها متكاملة.
    هذا التوجه ينبغي أن يخصب مشروعا نهضويا للأمة وهو يتطلب تجنيد قوى اجتماعية فاعلة وإرادة سياسية قوية لتحقيقه.
    نحن لا نعمل في فراغ فهناك من يخطط لنا مصائر مختلفة: فالغلاة يدعون لبرنامج يشبع التأصيل بصورة ماضوية تشبع التأصيل على حساب الحاضر والمستقبل. وبأساليب تؤلب العالم على المسلمين والهيمنة الدولية تخطط لنا مصيرا منزوع الهوية الدينية والقومية متساويا مع إسرائيل في الهوية الجغرافية. وإسرائيل نفسها على السنة كثير من قادتها تخطط لتفكيك المنطقة إن استطاعت إلى ذلك سبيلا. قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي لافي رختر في محاضرة في يوليو 2008 ما خلاصته:
    ينبغي العمل على:
    -تقسيم العراق لثلاث دويلات .
    -تقسيم السعودية لخمس دويلات.
    -استخراج دويلة للأقباط في جنوب مصر.
    -تقسيم السودان لخمس دويلات: الشمالي- الجنوبي - جبال النوبة - الشرق.
    المطلوب من حملة مشعل الوسطية الإسلامية في كل مكان إدراك أنهم هم أمل الأمة في الخلاص من تياري الانكفاء والاستلاب. وان مشروعهم هو البديل لمخططات الغلاة والغزاة. ولكن هذا المشروع يتطلب إرادة سياسية وتشبيك وإلا سوف يعم المنطقة طوفان الغلاة أو الغزاة وفي الحالتين تدمير لرسالة الأمة.
    (لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) . وإذا أردنا النجاة فلنأخذ بالأسباب.
                  

05-19-2010, 05:45 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    عقد المنتدى العالمي للوسطية صباح اليوم الأربعاء الموافق 19 مايو 2010م أولى جلساته لمؤتمره الدولي السابع تحت عنوان: (الوسطية الإسلامية: المفهوم -التحديات –الأدوار). وذلك بمدينة بصنعاء/ اليمن. والذي استهلت جلسته الافتتاحية بكلمة من الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى. فيما يلي نص الكلمة:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مؤتمر الوسطية الإسلامية
    المفهوم .. التحديات .. الأدوار
    صنعاء 19- 20 مايو 2010م
    كلمة الإمام الصادق المهدي- رئيس المنتدى العالمي للوسطية
    أخي الرئيس
    أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي مع حفظ الألقاب والمقامات.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد.
    يطيب لنا في المنتدى العالمي للوسطية أن نستهل هذا المؤتمر السابع للمنتدى في اليمن التي مدحها النبي "صلى الله عليه وسلم" بقوله الإيمان يماني.
    أوسط الأمور أفضلها، قال تعالى: ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) (سورة القلم الآية- 28) أي أعقلهم أو أكبرهم. (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (سورة البقرة الآية - 143) . تفسيرها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (سورة آل عمران الآية- 110) خيرية مشروطة بهذا الأداء. إنه نهج الصراط المستقيم الذي نناجي به ربنا صباح مساء بأم الكتاب.
    أمتنا تئن اليوم من تفرقة فكرية، ومذهبية، وإثنية، وثقافية، وقطرية. ولكنها رغم ذلك متحدة حول كتاب واحد، ونبي واحد، وقبلة واحدة، وشعائر عبادية واحدة، ومنظومة أخلاقية واحدة.
    الوسطية الإسلامية مشروع نهضوي إسلامي لاحتواء آثار التفرقة وبيان موجبات وقواعد الوحدة.
    هذا طريق شاق ولكن قضى الله أن يرتبط الخير والحق بمادة جهد من اجتهاد وجهد وجهاد.
    على قدر فضل المرء تأتي خطوبه
    ويحسن فيـــــه الصبر فيما يصيبه
    فمـــن قـــل فيما يلتقيـــه اصطباره
    فقد قــــــل فيمــا يرتجيـــه نصـيبه
    أقول:
    خلافات الفرق الإسلامية سياسية في المقام الأول دارت حول الحق في ولاية الأمر، ومع الزمن دخلت في الخلافات عوامل ثيوقراطية طرأت عليها، وخلافات المذاهب في الأصل نتيجة حتمية لحرية الاجتهاد ولكن دبت فيها العصبية فجعلتها بلا مبرر إقصائية. واختلفت المدارس حول حجية النقل والعقل بين ظاهريين وقفوا عند حد النقل ومعتزلة أعلوا شأن العقل، وأشاعرة توسطوا بينهم.
    وفي وجه التمدد الإمبريالي احتد الخلاف حول الذين امتثلوا للحضارة الغربية وعلمانيتها، والذين تحصنوا في التراث موئلا حصريا للحق والحقيقة.
    الحضارة الغربية حضارة استعلائية مكنها التفوق التكنولوجي والعسكري من بسط السيطرة على العالم فانقسم الرأي حول الموقف منها بين من استسلموا للعلمانية ونادوا بها باعتبارها مستقبل الإنسانية. ومن تصدوا لها متمترسين في تعاليم التراث.
    الموقف الأول نادت به مدارس مهما اختلفت رؤاها بين الذين نادوا بقطيعة معرفية مع التراث أو الذين قالوا بتاريخية النص القرآني أو غيرها فالنتيجة إلغاء الدور الغيبي أي حقائق الوحي.
    الموقف الثاني يقدس المنقول من نصوص الوحي وتفاسير واستنباطات السلف ومهما اختلفت الحجج فالنتيجة هي إلحاق التفكير بالتكفير وإلزام الخف بمقولات السلف.
    الوسطية الإسلامية تعتبر أن قطعيات الوحي ملزمة، ولكن الوحي نفسه يحث على الاجتهاد في النص، (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) (سورة الفرقان الآية -73). والوحي نفسه جعل العقل شرطا في تطبيق أحكامه فلا تجوز لطفل أو مجنون. فكيف يشترط العقل ثم لا يأبه بمدركاته؟ لذلك قال الإمام الشاطبي: "كلما أمر به الشرع حكم به العقل".
    ولا غضاضة في اختلافات المذاهب أن تتعدد وأن تزيد فذلك من نتائج الاجتهاد الذي يقوم باستمرار على معرفة الواجب ومعرفة الواقع والتزاوج بينهما وإيجاد آلية شورية لتشريع الأحكام، الأمر الواجب تجنبه هو التعصب على نحو مقولة: "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأيكم خطأ يحتمل الصواب".
    أسس الفرق الإسلامية غير مختلف عليها:
    • إذا كان موقف أهل السنة هو إتباع سنة محمد "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها أهل سنة.
    • وإذا كان موقف الشيعة هو حب آل بيت النبي "صلى الله عليه وسلم" فالأمة كلها شيعة.
    • وإذا كان التصوف معناه أن لأحكام الإسلام أغواراً روحية فالأمة كلها متصوفة.
    نعم في كل تلك الحالات نشأت إضافات ذات طابع تاريخي وفلسفي مختلف عليها. المهم ألا يقدح الخلاف في مظلة الإخاء الإسلامي، وأن تتحلى المجادلات الخلافية بأدب الحكمة والموعظة الحسنة، واعتبار الأمور التي ستظل محل خلاف مفوضة لرب العالمين ولا يترتب عليها مفاصلة في الدنيا على حد قوله تعالى: (فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (سورة البقرة الآية- 113.). إن للوسطية اجتهاداً يفض الاشتباك بين الذين ساقهم التأصيل لحبس الحاضر والمستقبل في الماضي، والذين ساقهم التحديث للتخلي من التراث، إنه اجتهاد يقوم على المحامد السبع:
    أولا: التعامل مع حقائق النقل بما يستوعب مستجدات الزمان والمكان عبر آليات: المقاصد، والحكمة، والمصلحة، والإلهام، والسياسة الشرعية.
    ثانيا: استخدام كافة وسائل المعرفة وهي: الوحي، والإلهام، والعقل، والتجربة في معرفة سبل الحق.
    ثالثا: سنن الطبيعة هي كتاب الله المنشور واكتشافها في كل المجالات النفسانية، والانثروبولوجية، والاجتماعية، والطبيعية لزيادة المعرفة ولمصلحة الإنسانية واجب يتطلب حرية البحث العلمي والتكنولوجي.
    رابعا: حقوق الإنسان التي بينها الشرع والتي امتدت إليها التجربة الإنسانية تعود لخمسة أصول هي: كرامة الإنسان، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام.
    خامسا: الحكم الراشد يقوم على أربعة أسس بينها الشرع واهتدت إليها الإنسانية وهي: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
    سادسا: في تعاليم الشرع وفي كسب الإنسانية يقوم الاقتصاد على التنمية ومقاصده على العدالة لتحقيق الكفاية والعدل.
    سابعا: ينبغي أن يقوم التعايش السلمي بين الملل على أساس (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)(سورة البقرة، الآية 256) وبين الدول على أساس (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (سورة الممتحنة الآية- 8).
    هذا التوجه الصحوي الإسلامي يواجه تحديا كبيرا من أطروحات وتحركات الغلاة والغزاة.
                  

05-19-2010, 05:46 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    بقية الكلمة في صنعاء
    الغزاة بنهج الاستعلاء، وبفعل الاستيطان، والاحتلال، خلقوا دوافع لحركات التحرير، ولحركات الغلاة.
    الوسطية الإسلامية تدعم مقاومة الاستيطان والاحتلال، ولكنها تشجب التعميم السقيم الذي يعلن العداء لكل ما هو يهودي ولكل ما هو غربي ولكل ما هو أمريكي، وتشجب العنف العشوائي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء.
    الحقيقة أن كثيرا من اليهود يقفون مع قضايانا العادلة. إن الذي كشف عن ترسانة إسرائيل النووية يهودي هو سيمور هيرش مؤلف كتاب: خيار شمسون. والذي شجب المتاجرة بالمحرقة يهودي هو نورمان فنكلستاين مؤلف كتاب: المتاجرة بالمحرقة. وما قاله البرت اينشتاين دامغ لمستقبل إسرائيل، قال: "إن إدراكي للطبيعة الجوهرية للدولة اليهودية يقاوم فكرة دولة يهودية". ولذلك عندما عرضت عليه رئاسة إسرائيل في 1952م رفضها. أما الشعوب الغربية فقد وقفت قطاعات هامة منها مع قضايانا بصورة رائعة، ولا يمكن لعين ألا تدمع لحادثة تلك الفتاة الأمريكية التي رقدت أمام الجرافة الإسرائيلية فدهستها القدم الهمجية.
    مصلحة الإسلام والمسلمين اليوم أن نتعامل مع البلدان الغربية بوسائل القوة الناعمة، أما مقولة الذين استقروا في ديارهم واستباحوا دماءهم وأموالهم فغباء عدواني يعطي حجة لغلاة الغربيين الذين ينادون بطرد المسلمين من ديارهم بالتي هي أحسن وحقائق الإسلام الناصعة سوف سوف يجذب الإسلام الغربيين ولا غرابة ففي تاريخهم استمالت الحضارة اليونانية المغلوبة الفاتحين الرومانيين، وفي تاريخنا نجد أن التتار الذين فعلوا بالمسلمين أسوأ مما فعل الغربيون اعتنقوا ديانة ضحاياهم.
    "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" "صحيح بخاري "، إن أمتنا في أكثر أقطارها تعاني من عيوب أهمها عيبان:
    الأول: خصومة مرضية بين الحكام والشعوب.
    والثاني: فجوة ظلم اجتماعي بين قلة موسرة، وكثرة معدمة.
    من أهم رسالات الوسطية الإسلامية الاهتمام بهذين الأمرين.
    أولا: لأن أمر الحكم بأم الشرع وثمرة التجربة الإنسانية ينبغي أن يقوم على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانونة، أساسا للمصالحة بين الحكام والشعوب.
    وثانيا: لأن العدالة الاجتماعية واجب إسلامي على نحول قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (سورة الماعون الآيات 1-2-3.) مقولة إمام المتقين علي بن أبي طالب: "ما جاع فقير إلا بما متع به غني". العدالة الاجتماعية واجب إسلامي مثلما هي أساس للسلام الاجتماعي.
    والسبب الآخر هو أن عيوبنا هي المداخل التي يستغلها الأعداء لتحقيق أهدافهم العدائية ومن بينها تفكيك أوطاننا. أهداف بينها لافي رفتر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في محاضرة ألقاها في يوليو 2008م وعلى نفس المنوال نشرت مجلة القوات المسلحة الأمريكية خارطة للشرق الأوسط الجديد تصوره فسيفساء من دويلات مقسمة على أسس عرقية، ومذهبية. إن ما يحدث الآن في عدد من أوطاننا إنما يدل على صدق تلك التوقعات.
    ختاما:
    إن الدور المصيري للوسطية الإسلامية هو أن تقدم تشخيصا جادا ومخلصا لحالة الأمة، وأن تصف روشتة الدواء، وأن تسعى لنشر رؤاها وأن تعمل بالجهاد المدني لمخاطبة القوى الاجتماعية الحية في السلطة أو المعارضة للعمل الجاد لخلاص ممكن وتتجنب طوفانا قادما. إن الوعد الحق قائم ولكن له استحقاقات فلا يتم إلا بها لأنه تعالى: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (سورة الرعد الآية) فتكون العاقبة لهم: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ(سورة الأنبياء الآية).
    والسلام عليكم والرحمة
                  

05-19-2010, 05:52 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    Quote: القراءة الصحية لتاريخ الإنسانية من باب (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ) هي أن نهضة الأمم تعتمد على أمرين: هما التأصيل. واستيعاب المستجدات.
    نحن تأخرنا لأننا تعاملنا بصورة مرضية مع هذين المطلبين. فصار التعامل مع التراث انكفاءا ماضويا. وصار التعامل مع المستجدات تبعية استلابية.


    الله يديك العافية يا امام


    فرص النقاش مفتوحه فى اطار الموضوع

    ولى عوده انشاء الله

    تحياتى
                  

05-20-2010, 02:41 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    البورد ده ما فيهو سلفيين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

05-20-2010, 05:56 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    ؟؟
                  

05-23-2010, 02:20 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)

    Quote: وأدي الاستلاب لتقديس حضارة الغرب بخيرها وشرها لأنها هي مستقبل الإنسانية على حد تعبير طه حسين، هذه الصورة تكرر ظهورها اليوم بصورة أخرى فمدرسة الانكفاء تساوي بين التكفير والتفكير على حد تعبير الشيخ بن باز وتلغي العطاء الإنساني تماما. ومدرسة الاستلاب تدلي بمقولات: القطيعة المعرفية مع التراث، أو تاريخية النص القرآني، أو غيرها من مدارس تسقط الجانب الغيبي من الدفاتر الإسلامية . هذا فهم ناسوتي للإسلام.
                  

05-30-2010, 03:14 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)
                  

05-30-2010, 03:17 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا محطة ماضوية توجب العودة إليها كما يرى دعاة السلفية المتحفية (Re: محمد المختار الزيادى)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de