|
|
 خطيب العرب وشاعرها
|
خـطــيـب الـعــرب وشــاعــرهـا -
بقلم محمود الزيباوي
قس بن ساعده الايادي
حياته_خطبه_شعره
تردد اسم قس بن ساعدة الإيادي في كتب التراث، لكن الروايات تضاربت في تحديد عمره ونسبه ودينه. الشائع عند الجمهور أنه أحد أقدم خطباء العرب في الفترة الممتدة من عهد المسيح إلى عهد النبي محمد، وأنه توفي قبل البعثة. اشتهر بخطبه ذات الجمل القصيرة المسجوعة، حتى صار اسمه علما لفن الخطابة العربية ومضرب المثل فيه. تحدث عنه الجاحظ في "البيان والتبيين"، وقال إن لخطبه "خصلة ليست لأحدٍ من العرب"، لأن النبي الرسول هو الذي روى كلامه، "وهو الذي روَّاه لقريش والعرب، وهو الذي عَجَّب من حسنه وأظهر من تصويبه، وهذا إسنادٌ تعجز عنه الأماني، وتنقطع دونه الآمال، وإنما وفّق الله ذلك الكلام لقس بن ساعدة لاحتجاجه للتوحيد، ولإظهاره معنى الإخلاص وإيمانه بالبعث، ولذلك كان خطيب العرب قاطبة". في السبعينات من القرن الماضي، أنجز أحمد الربيعي دراسة أكاديمية شاملة تناول فيها حياة قس وخطبه وشعره، وصدرت هذه الدراسة عن مطبعة النعمان في النجف عام 1974. تعيد "منشورات الجمل" اليوم نشر هذا الكتاب في طبعة جديدة منقحة، ويمكن القول إن هذه الدراسة تشكل خير مرجع للتعرف الى "خطيب العرب وشاعرها وحليمها وحكيمها".
ذاع صيت قس بن ساعدة في الجاهلية كما يستدل من أبيات نسبها الرواة إلى الأعشى والحطيئة ولبيد، وفيها أُشيد بفصاحته وحكمته، وضُرب به المثل في البلاغة. على رغم هذه الشهرة الواسعة، لم يحظ خطيب العرب بكتاب مخصّص له إلا في ما ندر. وضع ابن درستويه كتاباً عنوانه "أخبار قس"، وما نعرفه منه هو ما نقله عنه ابن كثير في "البداية والنهاية". كذلك، وضع الخلاّل البغدادي "خبر قس بن ساعدة"، وهذا الكتاب مخطوط محفوظ في دار الكتب الظاهرية بدمشق. في المقابل، تردد اسم قس في عدد كبير من كتب التراث، ومال معظم القدماء إلى تصديق ما رُوي عنه، غير أن البعض أنكر هذه الروايات، ومنهم ابن جوزي وابن حجر العسقلاني، فقال الأول إن "حديث قس من جميعه باطل"، ورأى الثاني أن "طرق حديث قس بن ساعدة كلها ضعيفة". في العصر الحديث، شكك المستشرق الإيطالي نالينو في صحة نصوص خطب قس، وذهب البلجيكي هنري لامنس إلى الشك في وجود هذه الشخصية. جاء هذا الحكم بعد مراجعة شاملة للروايات المتناقلة حول قس، وهي روايات متضاربة ومضطربة، وفيها تبدو حياة قس أشبه بالأساطير. من جهة أخرى، أجمع عدد كبير من البحاثة على وجود قس التاريخي، وأكدوا جذر الروايات الخاصة به، على رغم اختلافها وتباينها في تحديد النسب والعمر والدين. أبرز هؤلاء العلماء أبو الثناء الآلوسي وجرجي زيدان ولويس شيخو من العرب، والمستشرق الإنكليزي شبرنكر الذي رأى أن قس كان من جماعة الركوسيين، وهي جماعة من الحائرين الباحثين عن الخالق الواحد.
عابد نجران
يستهل أحمد الربيعي بحثه بفصل تناول فيه الخطابة الجاهلية وخصائصها الفنية في الاستهلال والختام، والطول والقصر، ومجيء الشعر بعد السجع، والأمثال والحكم، وأنواع البديع. بعد هذا العرض، يحلل الباحث عناصر هذا الفن، ويحدد أنواعه السبعة، وهي المفاخرات، الحرب، الصلح، النكاح، الاستسقاء، الولاء الديني، والانتماء القومي. يقدم الكاتب شرحا وافيا لفن السجع، مقارنا بين سجع الكهان والقرآن، ثم يخلص إلى تحديد خصائص خطب قس اللغوية في السجع وجناس الحروف والمخارج والحركات. ويختم بقوله إن خطب قس تعتمد على جمل قصيرة جدا، وهي "متساوية في الطول، مسجوعة، موزونة، حافلة بأنواع الجناس اللفظي". ندخل في صلب الموضوع، وأوله ضبط لاسم قس وتحديد لمعانيه، وهو في الخلاصة اسم لا لقب. بعد تحليل اسم "قس"، يحلل الباحث اسم "ساعدة"، ثم يدرس نسبه واختلاف الرواة في تحديد السلسلة التي تربطه بإياد، وتباين الأخبار في تحديد عمره. يراوح هذا التباين بين مئة وثمانين سنة وسبعمئة سنة، وهذا العمر الطويل "له ما يضارعه ويزيد عليه في القرآن الكريم الذي حدثنا أن نوحا لبث في قومه يدعوهم إلى الله ألفا إلا خمسين سنة (العنكبوت، 14)، هذا عدا عمره قبل الدعوة". تختلف هذه الروايات في تحديد تاريخ مولد قس اختلافا كبيرا، لكنها تتقارب في تحديد وفاته، ويمكن القول إن قس ظهر في الفترة التي بين المسيح والنبي محمد الذي أدركه ورآه في عكاظ يخطب الناس في شهر الحرام كما تجمع المصادر، التي تؤكد أن قس توفي قبل البعثة، باستثناء رواية كعب بن منبه في "كتاب التيجان في ملوك حمير"، وفيها يزعم الراوي أن خطيب العرب عاش بعد النبوة، غير أن هذه الرواية تبدو مضطربة، فكيف لا يدخل قس في دين الإسلام بعدما بشّر به وبنبيّه؟ يرى جرجي زيدان والزركلي أن قس توفي في مطلع القرن السابع، ويميل الربيعي إلى تأكيد هذا التاريخ، وربما حدثت هذه الوفاة في روحين، وروحين في "معجم البلدان": "قرية من جبل لبنان، قريبة من حلب، وفي لحف (أصل) الجبل مشهد مليح يُزار يقال إن فيه قس بن ساعدة الإيادي، وهو مشهد مقصود للزيارة وينذرون له نذراً وعليه وقف".
تضطرب الروايات في تحديد زمن ولادة قيس، وتختلف كذلك في تحديد مسقطه. تُجمع المصادر على تسمية قس بالإيادي، مما يعني أنه من إياد، وإياد اسم مشترك لبلدات تقع في الحجاز، والعراق والبحرين واليمن. يستعيد البحث كل أسماء العلم التي وردت في خطب قس "عابد نجران"، وأشعاره، وهذه الأسماء هي لأسياد اليمن، وذكرها يدل على اتصال قس الوثيق باليمن، "مما يحمل على الظن أنها كانت هي مسقط رأسه، هذا بالإضافة إلى احتمال وجود قبره فيها حيث جاءت نجران في إحدى روايات بيته: "ألم تعلما إني بنجران مفرد/ وما لي فيها من صديق سواكما".
حكيم العرب
يفتح الباحث بابا جديدا في بحثه ويخصصه لدراسة عناصر شهرة قس. اشتهر خطيب العرب بالحلم، ويشهد لهذه الصفة قول الأعشى في مدح هوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة: "وأحلم من قس وأجرأ من الذي/ بذي الغيل من خفان أصبح حادراً". كذلك، عُرف قس بحكمته، "وكان حكيم العرب"، كما نقل المسعودي في "مروج الذهب". يخبرنا البيهقي في "المحاسن والمساوئ" أن قيصر الروم كان يكتب لقس ويدعوه، ويسأله عن الحكمة، وجاء في حوار دار بينهما: "قال له: عمن حملت الحكمة؟ قال: عن عدة من الفلاسفة. قال: فما أفضل الحكمة؟ قال: معرفة المرء بقدره. قال: فما تقول في الحلم؟ قال: حلم الإنسان ماء وجهه. قال: فما تقول في المال وفضله؟ قال: أفضل المال ما أعطي منه الحق. قال: فما أفضل العطية؟ قال: أن يعطى قبل السؤال. قال: فأخبرني عما بلوت من الزمان وتصرّفه ورأيت من أخلاق أهله. قال: بلونا الزمان فوجدناه صاحباً ولا يعتب من عاتبه، ووجدنا الإنسان صورة من صور الحيوان يتفاضلون بالعقول، ووجدنا الأحساب ليست بالآباء والأمهات ولكنها هي أخلاق محمودة... ووجدنا أبلغ العظات النظر إلى محل الأموات، وأحمد البلاغة الصمت، ووجدنا لأهل الحزم حذاراً شديداً وبذلك نجوٌ من المكروه، والكرم حسن الاصطبار، والعز سرعة الانتصار، والتجربة طول الاعتبار".
ينقل البيهقي حوارا آخر يعكس معرفة قس بالطب، وفيه: "حدثني الخليل بن أحمد أن قيصر ملك الروم بعث إلى قس بن ساعدة أسقف نجران وكان حكيماً طبيباً بليغاً في منطقه، فلما دخل عليه ومثل بين يديه حمد الله وأثنى عليه، فأمره بالجلوس فجلس، فرحّب به وأدنى مجلسه وقال: ما زلت مشتاقاً إليك مع ما أحببت من مناظرتك في الطب. فكان أول ما سأله عن الشراب لعجبه به، فقال: أي الأشربة أفضل عاقبة في البدن؟ قال: ما صفا في العين واشتد على اللسان وطابت رائحته في الأنف من شراب الكرم. قال: فما تقول في نبيذ الزبيب؟ قال: ميت أُحيي وفيه بعض المتعة وما يكاد يقوى شيء بعد الموت. قال: فما تقول في نبيذ العسل؟ قال: نِعم شراب الشيخ للابردة والمعدة الفاسدة. قال: فما تقول في أنبذة التمر؟ قال: أوساخ يطيب مذاقها في اللهوات وتسوء عاقبتها في البدن وتولّد الأرواح في البطن لرقتها. قال: فمن أي شيء يكون الثمل الذي يذهب الغم ويطيب النفس؟ قال: زعموا أن العقل تصعده سورة الشراب إلى الدماغ الذي هو أصله، بقوة الروح الذي جُعل فيه، فإذا صعدت السورة إلى الدماغ الذي هو أصله فاحتوت عليه حتى تغشاه، حجب العقل عن منافعه، فاحتجب البصر بغير عمى، والمسمع بغير صمم، واللسان بغير خرس، والدليل على ذلك أن السكران لا يرى في نومه شيئاً، ولا تصيبه جنابة، فلا يزال العقل كذلك محتجباً حتى تفكّه الطبيعة من إسار السكر. إما بقوة فيعجل، وإما بضعف فيبطئ. قال: فمن أي شيء يكون الخُمار من بعد صحو السكران؟ قال: من إعياء الطبيعة عن مجاهدة السورة في افتكاك العقل، وتخلّصه حتى يردها النوم إلى هدوء وما أشبهه. قال: الصرف أفضل أم الممزوج؟ قال: الصرف سلطان جائر، والجائر مستفسد مذموم، والممزوج سلطان عادل، والعادل مستصلح محمود. قال: فصف لي الأطعمة. قال: الأطعمة كثيرة مختلفة، وجملة ما آمرك به: الإمساك عن غاية الإكثار فإن ذلك من أفضل ما بلوناه من الأدوية، ورأس ما نأمر به من الحمية".
اشتهر قس بحكمته، واشتهر أيضا بالحكم والقضاء. كتب اليعقوبي في تاريخه: "كان للعرب حكام ترجع إليها في أمورها، وتتحاكم في منافراتها، ومواريثها، ومياهها، ودمائها، لأنه لم يكن دين يرجع إلى شرائعه، فكانوا يحكمون أهل الشرف، والصدق، والأمانة والرئاسة، والسن، والمجد، والتجربة". وذكر المؤرخ لائحة بأسماء "من استقضى إليه" ورد فيها اسم قس بن ساعدة الإيادي. ونقل ابن عبد ربّه الأندلسي في "العقد الفريد" قول قس: "لأقضين بين العرب بقضية لم يقض بها أحد قبلي ولا يردها أحد بعدي، أيما رجل رمى رجلا بملأمة دونها كرم فلا لؤم عليه، وأيما رجل أدعى كرما دونه لؤم فلا كرم له". كذلك، نقل أهل الأخبار أن قس هو الذي وضع قاعدة "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر"، فصارت سنّة منذ ذلك اليوم.
من جهة أخرى، قال العسكري في كتاب "الأوائل" إن قس كان "أول من كتب من فلان إلى فلان"، وإنه أول من قال "أما بعد" في خطبه وسائله، وأول من خطب متكئا على عصا. وهو أولا وآخرا أكبر الخطباء. طغت شهرته "بالخطابة والفصاحة والبلاغة والقول على خطباء عصره وجميع العصور حتى صار علما لها، ومضرب المثل فيها". وصفه صاحب "التيجان" بـ""أحكم العرب في زمانه وأخطبهم". ورأى فيه السجستاني "أحسن أهل زمانه موعظة". وقال الجاحظ في حديثه عن الخطابة: "في الخطباء مَن يكون شاعراً ويكون إذا تحدّث أو وصف أو احتجّ بليغاً مفوّهاً بيّناً، وربما كان خطيباً فقط، وبيِّن اللسان فقط، فمن الخطباء الشعراء، الأنبياء الحكماء: قسّ بن ساعِدة الإياديّ". وهو بحسب تعبير الأصفهاني في "الأغاني"، "خطيب العرب وشاعرها، وحليمها وحكيمها في عصره".
بعد هذا العرض لصفات قس، يقدم أحمد الربيعي مراجعة معمقة لمسألة ديانة قس واختلاف الآراء فيها. تشمل هذه المراجعة قراءة لتاريخ دخول المسيحية إلى نجران في اليمن وتعريف بأبرز علمائها ومعالمها، ويليها عرض لمواقع أخرى حملت اسم نجران في اليمن والبحرين والعراق والشام. يختم الباحث هذا الفصل باستكشاف مسألة نبوة قس ومكانته بين أحناف مكة، وهم الذين تركوا عبادة الأصنام "وكانوا موحدين ومقرين بالبعث والحساب، والحج إلى الكعبة". في الخلاصة، تتجلى وجوه قس المتعددة من خلال ما وصلنا من أخباره: هو نصراني من نصارى نجران أو العراق أو البحرين. وهو نبي من أنبياء العرب بين المسيح والنبي محمد. وهو حنيف من الأحناف من أهل مكة. وهو مسلم قبل الإسلام، بشّر بالإسلام وبنبيه محمد. وهو بحسب بعض القراءات المعاصرة ركوسي من الركوسيين الحائرين من أمر دينهم.
أحياء وأموات
تحتل دراسة خطب قس وأشعاره القسم الثاني من الكتاب، وهي بحسب الباحث "خمس خطب اختلطت جملها اختلاطا شديدا أضاع حدود كل منها"، و"عشر قطع شعرية أكثرها كانت دون العشرة أبيات أو أقل من العشرين، وبعضها تجاوزت الثلاثين بيتا بقليل فاستحقت أن تسمّى قصيدة". يشرح أحمد الربيعي كل خطبة من هذه الخطب، مستعرضا كل صيغة من صيغها المتعددة مع شرح وتحليل و"تصحيح" لبعض مفرداتها في هذه الصيغ المختلفة. أولى هذه الخطب هي تلك استهلها قس بقوله: "أيها الناس اسمعوا وعوا"، وهي أشهر خطب قس، ونصها المقترح بعد توحيد رواياتها المختلفة: "أيها الناس. اسمعوا وعوا. أما بعد. فإنه من عاش مات. ومن مات فات. وكل ما هو آتٍ آتٍ. آيات محكمات إثر آيات. مطر ونبات. وأرزاق وأقوات. وآباء وأمهات. وأحياء وأموات. وذاهب وآت. وجمع وشتات. وليال وأيام. وضوء وظلام. وبرّ وآثام. وربّ وأصنام. لقد ضلّ الأنام. ولباس ومركب. ومطعم ومشرب. وسحائب تمور. وبحور تفور. ونجوم تغور. في ذلك يدور. ومهاد موضوع. وسقف مرفوع. وأنهار وينبوع. وليل ساج. ونهار ضاج. وبحر عجاج. وسماء ذات أبراج. وأرض ذات فجاج. ومولود يولد. وحي يُفقد. ومنايا دوان. ودهر خوان. كحد النسطاس. ووزن القسطاس. يحلف قس بالله. ما هذا بلعب. وإن وراءه العجب. يا معشر أياد. أين ثمود وعاد. وأين الفراعنة الشداد. وأين الآباء الأجداد. وأين المريض والعُوّاد. وأين الظلم الذي لم يُنكر. والمعروف الذي لم يُشكر. يقسم قس بالله وما رفع. إن ما تطلبون من الأمر لخطأ. ولئن كان في بعض الأمر رضا. إن الله في بعضه سخطا. وإله قس بن ساعدة. إن في السماء الخبرا. وإن في الأرض لعبرا. يحار فيهن البصرا. يقسم قس بالله قسما حاتما. لا كاذبا فيه ولا آثما. إن لله دينا هو أحبّ إليه. من دينكم الذي أنتم عليه. ونبيا قد حان حينه. وأظلكم زمانه. وأدرككم إبانه.، فطوبى لمن آمن به فهداه. وويل لمن خالفه فعصاه. مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون. أرضوا بالمقام فأقاموا. أم تُركوا هناك فناموا".
الخطبة الثانية هي التي ذُكر فيها أسياد حمير، ومطلعها في رواية ابن هشام: "أيها الناس. هيهات هيهات. كذب الكاذب. وصدق الصادق. أفلا فاعتدلا". الخطبة الثالثة "من مواعظ قس"، وهي في رواية السجستاني: "مطر ونبات. وآباء وأمهات. وذاهب وآت. في أوانات. وأموات بعد أموات. وضوء وظلام. وليال وأيام. وفقير وغني. وسعيد وشقي. ومحسن ومُسّي. أين الأرباب العملة. إن لكل عامل عمله. كلا. بل هو الله، إله واحد. ليس بمولود ولا والد. أعاد وأبدي. وإليه المعاد غدا. أمّا بعدُ. يا معشر إياد. فأين ثمود وعاد. وأين الآباء والأجداد. وأين الحَسنُ الذي لم يُشكر. والظلم الذي لم يُنكر. كلاَّ ورب الكعبة. ليعودَنَّ ما بادَ. ولئن ذهب يوماً. ليعودَنَّ يوما". تأتي الخطبة الرابعة، وهي التي ذكر فيها قس النفخ في الصور، وتماثل في معانيها وتعابيرها الخطبة الأولى. أما الخطبة الخامسة، فهي خطبة الاستسقاء، ورواتها من أئمة الشيعة، وفيها يبشر قس بالأئمة الاثني عشر، "أولئك النقباء الشفعة. ورثة الإنجيل. وحفظة التنزيل. على عدد النقباء من بني إسرائيل. ومحاة الأضاليل. ونفاة الأباطيل".
تأتي أبيات قس ضمن هذه الخطب، وهي في أغلب الأحيان خاتمة الخطبة، وأشهرها تلك التي جاءت في نهاية الخطبة الأولى، وهي في رواية الجاحظ:
فـي الذاهـبيـن الأوليـ/ ـن من القرون لنا بصائر
لـما رأيـت مواردا/ للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها/ يمضي الأصاغر والأكابر
لا يـرجع الماضي ولا/ يبقى من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا/ لة حيث صار القوم صائر ¶
نقلا عن جريدة النهار اللبنانية عددالجمعة 14مايو2010
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خطيب العرب وشاعرها (Re: مطر قادم)
|
سلام
مطر قادم - مشكور
فـي الذاهـبيـن الأوليـ/ ـن من القرون لنا بصائر
لـما رأيـت مواردا/ للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها/ يمضي الأصاغر والأكابر
لا يـرجع الماضي ولا/ يبقى من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا/ لة حيث صار القوم صائر
كلام من ذهب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خطيب العرب وشاعرها (Re: مطر قادم)
|
وانقل لكم من منتدي فتكات عن قس بن ساعدة الايادي
القس بن ساعده الإيادى
روى الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطى فى كتاب ( هواتف الجان )،
وكذا روى الطبرانى فى كتابه ( المعجم الكبير )،
وكذا أورد الحافظ البيهقى فى كتابه ( دلائل النبوة )،
ما يلى :
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد إياد لما قدم على النبى صلى الله عليه وسلم عن القس بن ساعدة الإيادى
فقالوا : كان القس يا رسول الله سبط من أسباط العرب ، عمّر ستمائة سنة ، كان يلبس الأمساح ، ويفوق السياح ، ولا يفتر من رهبانيته ، وصار واحدا تضرب بحكمته الأمثال وتكشف به الأهوال ، أدرك رأس الحواريين سمعان ، وهو أول رجل تأله من العرب ووحد ، وأقر وتعبد ، وأيقن بالبعث وحذر سوء المآب ، وأمر بالعمل قبل الفوت ، ووعظ بالموت ، وسلم بالقضاء على السخط ، والرضا وزار القبور ، وذكر النشور ، وفكر فى الأقدار ، وأنبأ عن السماء والنماء ، وذكر النجوم وكشف الماء ووصف البحار ، وعرف الآثار ، وخطب راكبا ووعظ دائبا ، وحذر من الكرب ومن شدة الغضب ، وشوق إلى الحقيقة ، ودعا إلى اللآهوتية .
وكان يقول : أيها الناس إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم هذا الذى أنتم عليه ، وهذا زمانه وأوانه .
ثم قال : مالى أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تركوا فناموا ؟
قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله قسا أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة وحده " .
وفى رواية أن قس ساعدة الإيادى قال : ( ظهر النور ، وبطل الزور ، وبعث الله محمدا بالحبور ، صاحب النجيب الأحمر ، والتاج والمغفر ، والوجه الأزهر ، والحاجب الأقمر ، والطرف الأحور ، صاحب قول شهادة أن لاإله إلا الله ، وذلك محمد المبعوث إلى الأسود والأبيض ، أهل المدر والوبر
معي صديق قرأ هذه المداخلة قربي فقال
لوقس دخل الجنة يكون دخلها (حنك)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مطر قادم
محمد ادم الحسن
محمد علي شقدي
ناصر المحسى
معاوية عبيد الصائم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست