كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
ورود بمبية في عيد الأم
|
ورود بمبية في عيد الأم
توقفت أمام بقاله ( السيف واي) دون سابق مشورة للفتي الذي يجلس بجانبي ، كانت الساعة قبيل منتصف الليل بقليل، أو تكاد، بادرني ابني بالسؤال عما أنوي شراءه في هذا الوقت المتأخر، ألقى بالسؤال و نظرات التعجب و الحيرة تكسو وجهه ، ثم ما لبث أن استدرك قائلاً -Oh, you getting ready for the Armageddon tomorrow??? علمت أنه عنى عيد الأم، عيد محنتي التي ترقد بانتظاري أن لم آت أمه بهدية، فأجبته برأس صاغر وفؤاد منكسر بنعم الشك، حرك عينيه في محجريهما و هز رأسه من يأس و حيرة، و تبعني و أنا أجرجر أقدامي في تؤدة وثقل. دخلنا من باب الأوتوماتيك و الحرس الليلي يعلق حذره فينا، رد التحية في جزع، و دقات قلب المرء قائلة له، لم أعبأ به و لا بتوجساته، اتجهت من فوري إلى القسم الذي تباع فيه باقات الورود و الأزاهير، وجدتني في حيرة من أمري و قد تمازجت الألوان و ضجت واختلطت على الرؤى، وكان الزمن قد اقترب من ساعة تنطلق فيها مكبرات الصوت تذكر الزبائن المنتشرين الغارقين في زوايا المحل ، يعملون عقولهم إلي طاقاتها القصوى في الجمع و الطرح و المقارنة، بأن ميعاد إغلاق المحل قد أزف. صحت من توتر عميق أناديه ليسعفني بالرأي السديد، و كان قد فر مني لاهيا يتصفح أغلفة المجلات الصقيلة تتبارى في عرض صور ( بيونسيه) و مقاييس عجيزتها، أجاب النداء مكرها و جاءني بوجه يظهر غير ما يضمر، و عليه علامة -I ain’t got nothing to do with this. استشرته في الألوان و معانيها و مغزاها، فأشار على بباقة من الورود البمبية، و أسهب في الحديث عن جمالها و لطفها، و قلبي يشير على بالباقة الحمراء، و لكنني صدقت الفتي، فهو معاصر و أشد جدة في مجتمعه مني، دفعت السعر ( المعقول)، اشتريت الباقة و أنا ( أحلم بالحرية للسودان)، كما غني ( صلاح أحمد إبراهيم) يصف حال صديقه عثمان، و الذي في قطعة أرض منسية، أنقض عليه كلبان، الجيش الثامن و الألمان. وصلنا إلى البيت و أنا الهج بجعلنا من بين أيديهم سداً، و ابني يضمر ما لا يظهر ، حمل عني باقة الورد، و حملت بقية الأغراض و من بينها صليب الخلاص، و رخصة القيادة و مفك و زردية، دخلنا نقدم أقدامنا اليمني، حتى بدت على مقعدها الوثير ملكة النحل جالسة تحتسي شايها الأخضر، و بطرف عينها مسحت المشهد ضوئياً، فارتسم قلب في الهواء، طار و( ركّ) على جبين ابني، و ( درابة) وجدت موقعا صائباً في هامتي، ابتسمت للصبي فناولها باقة الورد، فاتسعت ابتسامتها ، ودت تقبيله كالعادة فانصرف عنها كما يفعل دائما دون أن يزيد ذلك نقطة في رخصة قيادته، ارتخي نصف وجهها الأيسر حينما التقت عيوننا، حتي هممت أن ألحقها بحقنة من ( البوتوكس)، ثم و بحنو امومي شامل قامت تشكره على شراءه باقة الورد، بيد أنه سارع بنفي التهمة عن نفسه، و أشار بيده ناحيتي و بعجلة تنصل قائلاً دادي تجمدت في مكاني و أنا أشهده يغذ الخطو نحو غرفته متخلياً عن حمايتي غير عابئ بما سيحدث لي، ثم أنها عدلت من شكل جلستها، ووضعت الورد المغلف بالسيلوفان الشفاف على مبعدة منها، و كأنها قطع من ( الكريبتونيت) المميت في حضرة الفتاة الجبارة، برطمت من تحت انفها-شكرا، و ما عادت تنظر الشجر الملون بتاتاً، وتابعت دون تركيز وقائع النشرة الأخيرة التي لم تشر إلى خبر سفري إلى جزر (واغ الواغ). أتى الصبي المتواطئ مع ملكة النحل إلى حلمي تلك الليلة، مرتدياً وشاح إشفاق كاذب، حدثني شامتاً فقال You are trapped man, either which way you are in trouble!!! صحونا باكراً كل بأسبابه الظاهرة و الخفية، على طاولة الطعام بدأت الورود مصفوفة في أناء زجاجي تتفتح و تنفث عطراً رقيقاً، فادعيت لنفسي قائلاً في سري، الآن يبدأ مفعول السحر، وداعاً لزمان المعارك و لبيوت الأشباح، ثم أنني أنبت نفسي تأنيباً قاسياً لسماحي لنفسي بالشك في نوايا الصبي، واتهامي له بإفساد مشروعي بتنبؤاته غير الواقعية. احتميت بموقع قريب من باقتي البمبية الباذخة، و النحلة تئز في الدار قلقاً، يا له من يوم ( مايوي) ساطع، سنقضيه في هدوء و هناء عائلي خالد، سنغني و نرقص و نحمد لباقة الزهور فضلها، الباقة التي دفعت فيها من عزيز مالي ( عشرين دولار)، فوفرت على نفسي عناء استدعاء فصائل المدفعية المضادة، و مشاق الاحتماء من القصف القندهاري الليلي، و طلعات سلاح الجو. كفت النحلة عن طيرانها الحر الغير محدود فجأة، توقفت في الهواء و أجنحتها تتحرك بسرعة هائلة، و بصوت لا يقدر على سماعه غير كلب قالت - جابت ليها ورد بمبي؟؟ جف ريقي حينما هممت بابتلاعه في جزء من الثانية ، تحشرج صوتي خارجاً - لزيز مش كده؟؟ سألت و أنا أعلق كل أمالي و انتصاراتي و مستقبلي على ردها القادم و ليته جاءني بالإيجاب، حتى أتاني صوتها الواثق المختصر المفيد - أنت أهبل؟؟ وواصلت تحليقها تلك إستراتيجية أعلم ما تخفي وراءها، حدثني حدسي الذي لا يخيب بأن أربعة من عمالقة ( الصف الورا) عاكفون هذه الساعة في خرط ( مطارق الحنا) ، و تهيأ لي أنني قد أدركت الآن تماماً معنى قولهم (الزهور و الورد الشتلوها جوه قلبي)، لعنت ابني في سري مرة أخرى و فلسفته التي دعتني إلى شراء الباقة البمبية - Bred English roses Hyprobolic syllabic pinkish etc etc. - ياخي قوم لف و لكنني سرعان ما تخليت عن فكرة لومه ، فالأمر في النهاية يتعلق بي وحدي، و تأكد لي في تلك اللحظة، أنه لا الزهور الحمراء ولا الزرقاء ولا البيضاء بقادرة على دفع الأذى عني، و أنه ليس بمقدور كل ألوان الطيف الشفاعة لى أن حمي ا########س. قلت لها - و ما عيب البمبي؟؟ أجابتني - أنت سمعت وين بورد بمبي في عيد الأم؟؟ قلت - أن لم يكن أمره واردا لما عرضته المحلات التجارية للبيع و هي التي ابتدعت مثل هذه الاحتفالات من الأساس ، أمي على سبيل المثال، كان نرضى بحزمة ( جرجير) أن حسنت النية و صفت السرائر، و أن عشرين دولاراً في زمانها كانت كافية لبناء ( مربعة)، - أها جبت سيرة أمك تانى؟؟ بطل فلسفة ، عالم اول و عالم تالت، اي حاجة عندك بوليتيكال.
حاضرتني بعد ذلك محاضرات غير لازمة عن الألوان و دلالاتها، و ما ترمز إليه، حديثاً لو سمعه التشكيليين لسعوا إلى الانتحار عن طيب خاطر، زرافات ووحدانا، و لكنني لا أزال علي قيد الحياة. أتى موعد الغداء، فكان نصيبي صحن فول مخلوط بالرز، احتججت قائلاً بأنني لم أسمع بطبق الفول و الرز ( فول بالبيض، فول بالجبنة الخ...)، و حينما أدركت ألا أحد يسمعني، طفحته، خوفاً من أن ينحرف النقاش فيعود إلى قضية الورود البمبية، انتهت حصة الغداء، و انصرف كل إلى أشياءه الظاهرة و الخفية. و قبل أن يمضي ابني لملاقاة أصدقائه، أودعني حكمته الأخيرة - Another twenty dollars will buy you another fight, think about it!!! أثنيت على فطنته، حيث أنني لم أعد أقو على مغالطته.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote: انت الشلاقة ليك شنو ؟ ما بتعرف تشترى "ملايات ؟ طقم عشا ؟ ولو انها ما بتكون محتاجة ليهو ، اشترى ليها "كركة ، كزاكا ، جبون " اى حاجة لكين تشترى زهور ؟ انت جنيت ؟ |
سلمى كيف حالك بقت على قصة الزول الشال زهور لسوداني في المستشفى الراجل زعل قاليه الموز و البرتكان ما شايفن تجيب لى زهور؟؟ انت قايلني قبر الجندي المجهول؟؟ جنيت و دقست تحياتنا و التباريك تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: كركة ، كزاكا ، جبون |
سجمي يا خالتو سلمى ديل شنـو ..؟؟
----------- الملك .. بالله عليك الله تاني ما تحرجنا وتعمل فيها خواجـه..!! لا والله بالجد بالجد بالجد كـدا لفته ظريـفه .. حتى فكره انك تجيب هديه للمدام في عيد الام دي زاااتها حلوه منكـ..
كـن بخير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: داليا الكباشى)
|
سجمي يا خالتو سلمى ديل شنـو .؟
عارفة يا داليا دى اسئلة تقومى تمشى قريب من امك او ام علاء وعلى جنب بعيد من الناس بالجد دى اسئلة "سعبة خلاس " والاجابة عليها اسفيريا ستدخلنا فى دائرة الكفر والعياذ بالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: داليا الكباشى)
|
Quote: الملك .. بالله عليك الله تاني ما تحرجنا وتعمل فيها خواجـه..!!
لا والله بالجد بالجد بالجد كـدا لفته ظريـفه .. حتى فكره انك تجيب هديه للمدام في عيد الام دي زاااتها حلوه منكـ..
|
سلام يا داليا
أنا طبع ما حضرت زمن الكزاكات دي لكن ( الباراشوت) حضرناهو ( للذين يعرفون النكتة فقط) بعدين اكون ما خواجة كيف؟؟؟ جوازي من زمن مانهاتان مبنية جالوص
بعدين مش احتمال القصة دي خيالية؟؟؟ هههه تحياتنا ليك و لبعلك و انشا الله القادمة نلقاك ومعاك جانكوف سغنوني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: الجندرية)
|
Quote: ضحكت كما لم افعل منذ اسابيع
ياخد اخد بنصيحة سلمى دي والجبون هدية زيها مافي ههههههههههههههههههههههه |
الجندرية العزيزة دي حالتك القلنا كبيرة العيلة جبون ، جبون؟؟
و القلنة أو القنولا و فنيلة شبكة للرجال و فستان الخرتوم بالليل ياهو الفضل على اليمين في السودان ( جهنمية) ما كانت تلم فيها شايقي يشتري ورود؟؟؟ و ايم الله ريفيليشن
سلامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: ندى عثمان حسن)
|
Quote: ماكلموك وين محل الدهب؟ محلات الالكتونيكس؟
اضعف الإيمان اقرب شورووم سيارات.
كل سنة وأنت مضفور ومحب. |
يا ندى سلام يعني لو مشيت الشوو روم و محلات الدهب اجيب شنو في اعياد الميلاد و باقى المناسبات ؟؟؟
دعم يا جماعة دعم الضفرة و المحبة ما بجو مع بعض
تحياتي الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: Pink roses mean Appreciation or Thank You as well as meaning Grace, Perfect Happiness or Admiration |
.
في واحدة في فيلم خطيبا اداها ورود بمبية.. الساعة البكت و اتخنجت و قالت ليهو ....
Who are you? My uncle ? If you really loved me, you would have bought red roses. Pink is just a less intense shade of red. That must mean you only like me
اها يا خوي قوم من دربك دا و شوف لست بيتك و ست ريدك ... *باقة من النوارس* على قول واحد متثاقف :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ورود بمبية في عيد الأم (Re: mamkouna)
|
ممكونة
Quote: اها يا خوي قوم من دربك دا و شوف لست بيتك و ست ريدك ... |
وأنا أحكي و أشكي الكنار الحبيب شالو القطار
و اقوليك لا أحمر بحلني و لا أزرق تقولي اتنخجت؟؟
أمري لله يا ممكونة و الله يطمنك. بعدين تاج السر جونيور مافي زول لومو، مرق من المقلب زى الشعرة من العجين و لكنني لا أزال أطمع في بعض من عدلك.
تحياتي ليك الملك
| |
|
|
|
|
|
|
|