الأستاذ ، الفنان ، الصديق مهدي علي الإمام، عازف الجيتار المجيد ، والرياضي المطبوع، عملنالعدة سنوات بالتدريس في مدرسة بيت الأمانة الثانوية، كان نعم الأخ والصديق لكافة زملائه . أمنياتي له بعاجل الشفاء وتمام العافية.
خالص امنياتنا ودعواتنا لهذا الرجل القامه بعاجل الشفاء. يحز في نفس ان نجد مبدعينا طريحي فراش المرض .....ونحن لا نملك لهم غير الدعاْ شفاك الله عافاك استاذنا ومربي الاجيال.....أمين يارب.
05-11-2010, 00:31 AM
فخرالدين عوض حسن فخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682
مهدي علي الامام من مواليد الموردة. عنده كمية من المعلومات عن امدرمان القديمة.
الاخ مهدي لم يعرفني من قبل. ولكن في امكاني ان اكتب كتب عن مهدي واهل الموردة واصدقائنا المشتركين ومعارفنا. وفرح عندما عرفته بنفسي كأحد اهل العباسية ومنتسب للموردة. ومهدي هو من الدفعة التي تلت كبس الجبة وقدوم زعلان والجاك طرزان في القوات المسلحة.
ولقد تطرقت للاخ مهدي في بعض مواضيعي وذكرته في كتاب حكاوي امدرمان. مهدي كان رجلا متعدد المواهب. وكانت له نشاطات مذهلة في الرياضة والفن والعسكرية وانشطة تدريب ورعاية الشباب. الا انه اشتهر كثيرا كموسيقار وعازف خاصة في فرقة شرحبيل اللتي تكونت في العباسية تحت منطقة السروجية وام سويقو وفنقر.
وانا فرح بتلفون الاخ مهدي قمت بالاتصال به. وبعد خمسة دقائق كنت اغوص في تاريخي وطفولتي وشبابي وتحدثنا عن امدرمان القديمة. وكنت انا اعرف ان عندنا مئات بل آلاف المعارف المشتركين. ولكن الاخ مهدي لم يكن يعرف. واحسست انه مثلي كان فرحا عندما نتطرق لبعض الذكريات. والمؤلم ان الرجال والنساء امثال مهدي الذين قدموا لبلادهم اكثر من الآخرين يطويهم النسيان ولا يهتم اي احد بهم خاصة في هذا الزمن التعس.
عندما ذكرت مهدي بإشرافه على المجموعة الضخمة من اطفال السودان بناتا واولاد. الذين اخذهم مهدي الى الصين لتعليم فن الاكروبات. وكنت اقول لمهدي انني كنت اتطرق لتلك الفترة خاصة وان الاخ حامد موسى حامد ابن الحكم العالمي الخليفة موسى واحد ابناء العباسية كان يسكن في كوبنهاجن. وكان يحكي لي عن مشاكل عشرات الفتيات والصبيان الذين وجدوا نفسهم خارج اشراف الاسرة. وكان هنالك تمرد. ومعارك بين الصبية ولو لا وجود مهدي لانتهى الامر بمصائب. وضحك الاخ مهدي وقال لي والله لو كان في شي بدخلني الجنة بس الايام ديك. لانو قربت اجن . فأتمنى من بنات واولاد الاكروبات الذين صاروا رجال ونساء ان يتصلوا بالاخ مهدي. وانا متاكد انهم سيسعدون بالاتصال به مثل سعادته.
مهدي كان يذكرني باول نشاطات الاكروبات وفي المسرح القومي وبرعاية اللواء طلعت فريد. ويذكرني بالصينيين الذين شاهدناهم في بداية الستينيات. وتواصلت تلك النشاطات في قصر الشباب والاطفال والساحات الرياضية مثل ساحة الربيع اللتي بدأت في الستينات وكان الاخ مهدي من الذين بذلوا اكبر جهد لتحقيقها.
وعندما ذكرت الاخ مهدي بمدرب التربية البدنية في الكلية الحربية ولاعب الكرة والذي عرف باسم شاويش جمعة طروره والذي تطرقت اليه في كتاب حكاوي امدرمان والذي كان يسكن في ميدان الربيع ووصل الى رتبة الرائد لانه كان مميزا وكان زميلا للاخ مهدي. والشاويش جمعة طروره هو الذي قال انه تصدى لركلة من صديق منزول وقابل الكرة براسه وبالرغم من قوته فلقد وجد صعوبة في ان يقف على قدميه.
وتذكرنا العازف الموسيقار محمدية وصديقه ابراهيم عبدالوهاب (كتبا) ملك الايقاع. وتذكرنا تكاوى النقاش وعازف الايقاع رحمة الله عليه والاخوة خميس مقدم وخميس بنقز.
تحدثنا عن اهل الموردة والعباسية وبانت. وتذكرنا ملاعب التنس قديما حيث كان يلعب اللواء حمدالنيل ضيف الله وطلعت فريد وبعض الخواجات وهذا في الموردة وتذكرنا صديق حمدالنيل ضيف الله عثمان طه العربجي والذي يحمل ابن حمدالنيل اسمه. وتذكرنا تنقل عثمان طه في دار الرياضة بين الشعب والكنبات وكل المصاطب. واستفزازه للاتيام الاخرى ولطول لسانه لا يستطيعون مجاراته ويكتفون بقول ...هرد ... هرد...هرد... وهذا ما يقوله العربجي لحث حصانه.
وتحدثنا عن شياكة اولاد الموردة والعباسية وبانت. فذكرته بتوتو الذي كان يتفنن في صناعة القمصان وذكرته بعبد القادر الجزولي الترزي والذي كان صاحب مزاج خاص. وذكرته بشياكة خليل ابوزيد الذي كان يأتي الى سينما برمبل ويتفرج الناس على ملابسة واظنه اول سوداني كان يلبس القميص الاصفر الفاقع مع البنطلون الاسود. والانجليز كانوا يعرفونه بزبلومان. زواج خليل ابو زيد كان شيئا مشهودا في امدرمان ورقص كل الناس على اغنية خليل ..يا خليل خليلك وين. وذكر لي الاخ مهدي كيف قرر الصحفيون سرا بتحديد جائزة لاكثر الناسة شياكة في حفل في فندق السودان. وطبعا كانت الجائزة من نصيب خليل ابوزيد.
وعندما ذكرت مهدي بحفل استقلال نيجيريا في 1960 في دار الرياضة امدرمان, وموسيقى الكيته وكيف قدم الرباع منقزه عرضا في حمل الاثقال خطف ونتر وضغط واعلى وزن رفعه كان 145 كيلوغراما وصفق الناس. وكيف عزفت فرقتهم وغنى شرحبيل كما لم يغني من قبل. وكان مهدي كالعادة احد العازفين ومن مؤسسي الفرقة. الاغنيتين اللتين رسخا في ذهن الناس من تلك الليلة كانتا اغنية يا ما بكرة تندم, ويا اللابس البمبي. وتهدج صوت الاخ مهدي وقال لي تعرف الاغنية دي اتعملت في زوجتي رحمة الله عليها لانها كانت لابسة بمبي وعملنا ليها الاغنية دي. وبعدها انفتح بنات العباسية والموردة وبانت في لبس البمبي. وواصل الاخ مهدي ذاكرا لي كيف حضر الدكتور العالمي علي نور الجليل من مانشستر وكيف زاره معزيا في وفاة زوجته. وكان يقول لي انت بتعرف علي طبعا راجل متواضع واخو اخوان.
الدكتور علي نور الجليل عندما كان طالبا في كلية الطب جامعة الخرطوم كان عازفا في فرقة شرحبيل احمد.
تذكرنا كيف انتقلت الفرقة الى المركز الثقافي السوفيتي الذي كان مواجها لبوابة عبدالقيوم ويجاور نادي التربية البدنية. وكان الاستاذ بدرالدين محمد عبدالرحيم خريج بخت الرضا ومدرس الرياضة البدنية كان يقدم ارشاداته وخدماته وتذكرنا اساتذة الجمباز. وبطل العقلة والمتوازي الاستاذ جي. وضحك مهدي وذكرني كيف ان الاستاذ جي وهو يلف في العقلة في نادي الهلال القديم, فإنفلت من العقلة وطار فوق الحائط وانتهى به الامر في منزل الجيران. كما ذكرته بنادي المريخ الاول الذي تعرفت عليه وانا في السادسة من عمري بواسطة اللاعب طلب الذي لقب بالثعلب ويجاورنا في حي الملازمين. فلقد شاهدته وهو يقف امام باب النادي في المسالمة والباب من خشب مضروب بالبوهية الخضراء ويفتح شرقا وكان عبارة عن بيت صغير عادي.
بمناسبة نادي الهلال القديم فلقد كان في وسط فريق جهنم شمال حي الشهداء الحالي وجنوب الجامع الكبير والحي عرف بجهنم لان كثير من سكانه كانوا من العاهرات. والهلالاب كانو يسمون المورداب القراقيرلقربهم من النيل (والتشبيه بسمك القرقور الذي يمكث فترة طويلة حيا بعد اخراجه من الماء )
من العادة ان يفتح الباب في دار الرياضة ربع ساعة قبل نهاية المباراة. والهلالاب كانوا يصرخون الباب فتحوا والمريخ رشوا. وكان رد المريخاب ما اصلكم انتو رشاشات. وبائعات الهوى كن يتصدين للمشاغبين برشهم بالماء. وكان المشاغبين يهربون مزعورين. فجزء من الخدمات هي الابريق والصحن لعملية النظافة . ثم تأخذ النساء الصحن ويرشونه خارج البيت او على المشاغبين ومن هنا اتت كلمة الرشاشات.
ذكرت مهدي باول حفلة لهم في المسرح القومي مع فرقة شرحبيل في 1960 . وكيف نسي حسن السروجي القميص الاخضر الذي كانت ترتديه كل الفرقة. وانطلق بالعجلة لاحضار القميص. وحسن كان يعزف الكنترباص. وكان يقدم فاصل رقص جميل مع الطيوبة. وفي ذلك الفاصل عملية قلب هوبة يقوم بها الطيوبة رحمة الله عليه وكان المشاهدون يصرخون جزلا.
وتحدثنا عن تأسيس الفرقة وكيف كانت البداية في منزل العم فرج الله والد النعيم وخضر وعكاشة وصلاح وآخرين. وذكرته كيف انتقلت ملكية اول جيتار لشرحبيل لبطل كمال الاجسام فيصل الخير خال اولاد وفرج الله. والذي صار مغني حقيبة فيما بعد.
تحدثنا وتحدثنا... وتذكرنا روعة الناس قديما والتلاحم والتواصل بين الآخرين.
وتذكرنا فريق ريد والاخ الكاتب هلال زاهر وشقيقته الدكتورة خالدة زاهر ووالدهم الضابط سرور الساداتي رحمة الله عليه وبقية الاسرة الرائعة. وآل عبد الفراج وآل كافى وآخرين.
مهدي عبارة عن كنز يمتلك كمية ضخمة من المعلومات والصور. وقلت له انني سأتصل بوجدي الكردي رئيس تحرير حكايات. وكما اتمنى ان يقوم التلفزيون السوداني بالاتصال بمهدي وانا متأكد بأن هذا شرف بالنسبة لهم. تلفون مهدي معي وعندما يتصل الابن وجدي الذي صار لا يرد على تلفوناتي وينشر مواضيعي فسأقوم بتسليمه التلفون.
شوقي,,,,
اللهم يامنان اشفه شفا تاما كاملا وعافه واعده الي اهله ومحبيه وجيرانه معافي باذنك يارحمن يارحيم. واجر وعافية يا اباحاتم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فخرالدين عوض حسن
Mutwali Malik
معاوية الزبير
سلمى الشيخ سلامة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست