|
أيُّها اللندنيون سلامٌ سلامْ!
|
لم أزر لندن (عاصمة الضباب) من قبل إلا لساعات من خلال عبور المحيط الأطلسي قادما أو عائدا لأميريكا الشمالية.
وترتبط صورة مدينة لندن في ذهني بمبانٍ قديمة فيكتورية وأثرية وأناسٌ سمعتُ بأنهم لا يتحدثون كثيرا عكس الحال عندنا في أميريكا (حيث الناس ثرثارون وملحاحون ويسمعون للقرش رنينا في المريخ) على قول ودالمكي في قطار الغرب! وقد تمنيتُ على الدوام أن أزور الهايدبارك و10 داوننينق ستريت والطرف الأغر والتسكع في متاجر لندن الشهيرة دونما شراء.
وأُصاب برهبةٍ كبيرة عندما أزور مدينة لأول مرة خاصة مثل لندن. وبهذه المناسبةأتذكر أنني قدمتُ للعاصمة لأول مرة عند قبولي بجامعة الخرطوم عام 1978 بلوري (نورالدين سالم) يطراه الله بالخير. وكنتُ قبل سفري بشهر قد توقفتُ عن النوم تماما من شدة الفرح، حيث أنني ساشاهد عاصمة البلاد لأول مرة وأستمتع بشوارع الزلط والكهرباء ومباني الحكومة والحكومة ذاتها! ويشهد الله أنني حتى ذلك الوقت لم أشاهد تلفازا أو أسير على شارع مسفلت. وكان أقصى ما يتمناه الإنسان أن يعتلي سقف المنزل ليسمع إذاعة أمدرمان.
وأكثر ما أدهشني حقا هو أنني-على مشارف امدرمان- لاحظتُ شيئا أسودا ملتصقا بالأرض فسألت المساعد بلهفة ما هذا الشىء، فقال لي انه شارع الزلط، فكتمت إمتعاضي لأنني تخيلتُ بأن الزلط هو مثل ما يوجد عندنا في الديوان الكبير أو المضيفة (صبة أسمنتية)...
والآن وقد رفع الله قدمي من اللوري للطيارة ومن الخرطوم للندن، فإنني سأحل بهذه الأخيرة (لندن) نهاية هذا الأسبوع الجمعة، السبت والأحد في طريقي لتورنتو، ممنيا النفس أن ألتقي ببوردابها الأعزاء ولو في محطة مترو أو مقهى على شارع أكسفورد لنتبادل أطراف الحديث ونتعارف.
وبهذه المناسبة كان لي قميصٌ أهدانيه أحد أقربائي الذين يعيشون في لندن مكتوب عليه oxford street وكان ذلك في نفس عام قدومي للخرطوم وكنت أتباهى به وقد سرقه أحد اللصوص من منزلنا ذات ليلة وتحسرتُ عليه، لذلك أتمنى أن أشاهد هذا الشارع المشهور...
أيها اللندنيون الكرام، اتمنى أن نلتقي لقاء الأوفياء....
|
|
|
|
|
|