قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2010, 01:48 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي

    مريد البرغوثي شاعر فلسطيني ولد في 8 يوليو/تموز 1944 في قرية دير غسانة قرب رام الله في الضفة الغربية تلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وسافر إلى مصر العام 1963 حيث التحق بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967 وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربية ومنعت الفلسطينيين الذين تصادف وجودهم خارج البلاد من العودة إليها. وعن هذا الموضوع كتب مريد البرغوثي في كتابه الذائع الصيت رأيت رام الله "نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي". ولم يتمكن من العودة إلى مدينته رام الله إلا بعد ذلك بثلاثين عاماً من التنقل بين المنافي العربية والأوروبية، متزوج من الروائية المصرية رضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس بالقاهرة ولهما ولد واحد هو الشاعر والأكاديمي تميم البرغوثي.
                  

05-06-2010, 01:56 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    من "منطق الكائنات"
    (مقتطفات)

    تمرد

    قالت عبّادَةُ الشمس للشمس:
    مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!



    عالَم ثالث

    قال المغناطيس لبِرادة الحديد:
    أنتِ حُرَّةٌ تماماً
    في الاتجاه إلى حيث ترغبين!



    عالَم ثالث.. أيضاً

    قال القلم للمِبراة:
    أنتِ كبعض الأحزاب...
    يدخلها المَرء
    فَتَقْصُر قامتهُ
    ويضمر رأسُه!




    المكيدة

    قال المتلهفون على الدخول:
    عَبَثاً احتفظنا بمفاتيحنا طوال العمر
    فقد غَيَّروا الأقفال!




    المِرْآة

    قالت المِرْآة:
    ما أشد تعاستي!
    لا أحد ممن ينظرون إليّ
    يريد أن ...
    "يراني".



    تَوْقُ

    قالت العتبة:
    ليتني أدخل إلى الصالون
    قال الصالون:
    ليتني أخرج إلى الشرفة
    قالت الشرفة:
    ليتني ...
    أطير



    بِلادي بِلادي

    قال الذي التفَّت عليه شِباك الموت في المنفى:
    السمكة،
    وهي في شِباك الصيادين،
    تَظلُّ تحمِلُ رائحةَ البَحْرْ



    الحبل

    قالت ربة البيت:
    الغسّالة الأوتوماتيكية الفخمة
    لا تدخلها إلا الملابس المتَّسِخة
    وحَبْلُ الغسيل المشبوح بين مسمارَيْن
    لا يحمِلُ إلا ما هو نَظيفْ.




    الأفعى

    قالت الأفعى:
    رغم أن البشر يلعنونني
    أظل أفضل من بعضهم
    وعندما ألدَغُ أحداً
    فإنني، على الأقَلّ، لا أدَّعي صداقتَه!



    العِلكة

    قالت العِلكَة:
    أشعر بالضياع...
    ففي فم السياسي، أصبح بياناً هاماً
    وفي الجريدة، أصبح الافتتاحية
    وفي وعود العشّاق، أصبح تنميقاً للكذِب......
    فقط في فم العاهرة
    أحتفظ بصفاتي!
                  

05-06-2010, 02:07 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)


    سألته مذيعة في مقابلة تلفزيونية، كم عمرك ؟ أجاب : أنا أكبر من إسرائيل بأربعة أعوام

    أيها الأعداءُ صارَ الإنتصارْ
    عادةً يوميةً كالخُبزِ في أَفْرانِكُمْ
    فلماذا هذه الهستيريا؟
    ولماذا لا نَراكُمْ راقِصِينْ؟
    كم مِن النَّصْرِ سَيَكْفيكُمْ لكي تَنْتَصِروا؟
    أيها الأعداءُ، "شيءٌ ما" يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ،
    ما الذي يَجْعلُكُمْ، في ذُروةِ النَّصْرِ عَلَيْنا،
    خائِفِين؟!
                  

05-06-2010, 02:15 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)


    لا مُشْكِلَةَ لَدَيّ

    أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
    شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
    أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
    نظّاراتي متقنةٌ
    وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
    وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
    لا مشكلة لدي


    كَفّاَي بلا قَيْدٍ. ولِساني لم يُسكَتْ بعد
    لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
    ولم أُطرَدْ مِن عملي
    مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
    وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
    لا مشكلة لدي


    لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
    وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
    وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
    قد يفتك بي، لكني سوف أسامحه فهو صديقي
    وله أن يؤذيني أحياناً
    لا مشكلة لدي


    ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
    وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
    ليلاً ونهاراً. ولهذا
    أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
    لا مشكلة لدي


    أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
    ولم أعرف كيف أودعها
    وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
    (ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
    فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
    فلديَّ كوابيسٌ صغرى
    سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
    لا مشكلة لدي


    أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
    وفي يأسي أتذكر
    أن هناك حياةً بعد الموتِ
    هناك حياة بعد الموت
    ولا مشكلة لدي
    لكني أسأل:
    يا ألله!
    أهناك حياةٌ قبل الموت؟

                  

05-06-2010, 02:18 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا
    على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ
    وبين أصدقائِنا
    لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
    ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
    ليس فيهما سوىالشُّحوبِ
    لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
    لا رايةً
    ولا عَريضَةَ احتِجاج.
    لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ
    وليس في قُمْصانِنا
    ثُقوبْ
    وليس في ضُلوعِنا
    أَدِلَّة

    لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ،
    لا الرصيفُ
    تحتَ خَدِّنا
    وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ،
    يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات
    وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ
    غَيرَ عابِئين بالأيامِ
    تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ
    لعلَّ "غَيْرَنا"...
    يُغَيِّرونَها.

    (عدل بواسطة مرتضى احمد عبد القادر on 05-06-2010, 02:42 PM)

                  

05-06-2010, 02:52 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    من منطق الكائنات
    مقتطفات

    ( نزاهة )

    قال صندوق الانتخابات :
    عداد التاكسى
    وبائع الحليب
    وأنا
    لو راقبتنا الملائكة والشياطين معا
    سنغشكم .


    ( جغرافيا)

    قال التلميذ :
    فى العالم العربى
    أرواحنا وبيوتنا لا تحتاج إلى زلازل
    كى تتشقق


    أعمدة الكهرباء )

    قالت أعمدة الكهرباء :
    تضربنا الريح
    ويعفرنا الغبار
    وتتكئ علينا العاهرة
    ونضئ العالم .


    ( بنج بونج )

    قالت كرة البنج بونج :
    فى كل مرة
    أنال من الضرب
    ما لا يناله معتقل عربى .


    ( المعتقل )

    قال المعتقل لزميله فى الزنزانة :
    عندما يفرجون عنى
    سوف أبنى لنفسى بيتا
    محاطا بالشرفات
    تدخله أشعة الشمس
    من كل زواياه
    نوافذه دانية وواسعة
    سجاده ملون جدا
    أسرته من الإسفنج الكثيف
    يزدحم بالكتب وبالموسيقى
    وبالدفاتر والأقلام
    وبالضيوف وبالصابون المعطر
    ومن مواصفاته الهندسية
    أنه يمكن الهرب منه .


    ( الكابوس )

    قال الكابوس :

    أذوب مكعبات الرعب فى كؤوسكم
    أُهدّمُ الأرفف المنسقة
    فى ممرات خيالكم
    أعيث غباء ثيرانى
    فى زجاج ليلكم
    أبنى حولكم زنزانة
    يجحظكم من نافذتها
    ضبع كاكى اللون
    أهيئ من قاماتكم
    قصبا تحت دهيس الكركدن
    أخرب ما أخرب
    وأشوه فيكم ما أشوه
    وأُجعد حديد هشاشتكم بالقشعريرة
    حتى إذا استيقظتم
    منحتكم سببا للامتنان والشكر
    لكونى مجرد كابوس زائل
    وبعد ذلك
    تحتسون فى غبطة وراحة بال
    قهوة الصباح
    وتخرجون للسعى المألوف
    فى شوارع يومكم الجديد المشرق
    حيث يبدأ الكابوس الحقيقى .


    ( الحضن )

    قال الحفيد عن جدته :
    فى أيامها الأخيرة
    جلس الموت فى حضنها
    فحنت عليه ودللته
    وحكت له الحكاية
    وناما فى وقت واحد .
                  

05-06-2010, 02:55 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( تفسير )

    شاعر يكتب فى المقهى
    العجوز ، ظنته يكتب رسالة لوالدته
    المراهقة ، ظنته يكتب لحبيبته
    الطفل ، ظنه يرسم
    التاجر ، ظنه يتدبر صفقة
    السائح ، ظنه يكتب بطاقة بريدية
    الموظف ، ظنه يحصى ديونه
    رجل المباحث ، مشى نحوه ببطء .
                  

05-06-2010, 03:00 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( الروض العاطر )
    قالت لى السيدة المجربة :
    ثمرات التين ، قشّرها
    عناقيد العنب ، المسها بشفتيك أولا
    القهوة ، خذها ساخنة
    الزوابع ، دع وقارك جانبا
    وهى تلوب وتصيح
    الزيارة ، اجعلها مرحة
    الشمس ، اقترب منها بمقدار
    وابتعد بمقدار
    القصيدة ، لا تنزعج من غموضها
    اللوحة ، لا تدقق كثيرا فى تفاصيلها
    المسرحية ، لا تغادرها قبل النهاية
    الكلمة ، لا تحاول استعادتها إذا ذهبت
    المرأة ، اصنع معها ذلك كله .
                  

05-06-2010, 03:07 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( لا مفر )

    قال الهارب وقد ضاق عليه الخناق :
    يا إلهى أين أختبئ
    والمدينة ملآنة بأصدقائى ؟



    ( أحذية وأحذية )

    قال الإسكافى
    وهو يهوى بمطرقته على الحذاء :
    عندما أضربك بكل هذا الغل
    اعلم
    أن خيالى يمارس انتقاماته الغامضة .
                  

05-06-2010, 03:40 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( فى القلب )

    فى الكون كواكب
    فى الكواكب الأرض
    فى الأرض قارات
    فى القارات آسيا
    فى آسيا بلاد
    فى البلاد فلسطين
    فى فلسطين مدن
    فى المدن شوارع
    فى الشوارع مظاهرة
    فى المظاهرة شاب
    فى صدره قلب
    فى قلبه رصاصة .
                  

05-06-2010, 07:44 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)


    الشهوات
    كسّر البرق بللوره في الأعالي
    وافلت من دغله نمر طائش اللونِ
    رنّت على ظهره فضةُ الليل والرغبةِ الغامضه
    كأنّ الصواعقَ تعدو على جسمه وهو يعدو ويعدو ويعدو
    ويعلو عن الارض
    حتى لَيوشِكَ ان يشغلَ الجاذبيةَ عن شُغلِها
    لحظةً
    ثم يرقى الى ما يشاءُ الخَيالْ
    هذه شهوتى للتى اشتهيها بخمس حواسٍ
    ولكنها لا تُنالْ.

    نمرٌ طائشٌ فى علاليه قلبى
    ووثباته طردُ ضوءٍ لليلٍ وليلٍ لضوءْ
    وأنا لم أعد اشتهى أيَّ شيء
    فانا اشتهى كلَّ شيء
    من زمان يليق بموتي
    الى اول المشى واللثغ والاول الابتدائىِّ
    حَبِّ الشباب ومشطِ السخافةِ
    رسمِ الشوارب بالحِبْر فوق الشفاهِ
    دويِّ البلوغ الذى يخلط الرعب باللذةِ
    المستطيله شيئا فشيئا
    وياخذنا، راجفين، الى موعدٍ أَهْبَلٍ
    تحت "بيت الدَّرَجْ"

    شهوةٌ لِلَّعِبْ
    لِلُصوصيَّةِ الطفل فينا
    نغافل بُخْلَ العجوز التى وجهها مثل كعكٍ تَبَلَّلَ بالماءِ
    كى نسرقَ اللوز مِن حَقْلِها
    مُتْعَةُ العُمْرِ ان لا ترانا
    وامتعُ منها اذا ما راتنا
    مَراجِلُنا فى الهَرَبْ

    وامتع من كل هذا
    اذا استلمت خيزرانتُها واحداً
    وانْضَرَبْ

    شهوةٌ للوساوس فى ليل قريتنا
    كلُ من زادَ عن عمرنا سنةً
    خَوَّفَ الكلَّ بالضبع أو بابن آوى
    وفاخَرَنا بالجَسارةِ
    واصْفَرَّ خَدّاهُ مِن قِطَّةٍ عابِرَه

    وانا اشتهى كل شيء
    من مكان يليق بموتى
    الى شغف ازرق النار بالجارة الفائرة
    مِن حرير التلامس والانسجامْ
    والنعاس الشفيفِ
    وذاك الحفيف اذا النور حَكَّ المخدةَ شيئاً فشيئا
    وعز علينا القيامْ
    الى شهوتى لمطارٍ رحيمْ
    ولذاك الطراز الذى لم اجربه من سفرٍ للسفر
    حيث لا يغرس الضابط الوحش نابيه فى روح روحى
    ويجلس فى كامل الاعتزاز بسلطانه
    مثل ضبعٍ وسيمْ

    شهوة لوجود النساء اللواتى يخفن قليلاً
    ولكن يقفن طويلاً بجفن الردى وهو نائم
    وطرحاتهن الغيوم واقدامهن الجنان
    وفى روحهن الاساور والماس لا فى المعاصم
    يطرز اثوابهن العجاج الكريم
    فيخدشن خوذة عصر الغزاة ويسقطن عصر الهوانم

    شهوة لوجود الرجال الذين بنوا فى المضافه
    بيت الكرم
    وبيت النكات اللئيمه
    بيت التهكم من كل عال قوى
    وبيت المساء الطويل بطول الجدال
    واخبار كل البلاد كأن الحصيرةَ من تحتهمْ
    هيئةٌ للأُمَمْ

    شهوة لبلاد تطالب ابناءَها
    باقل من الموت جيلا فجيلا
    وفيها من الوقت وقتٌ نخصصه
    للخطايا الحميمه والغلط الادمى البسيط
    وزحزحةِ الافتراض البطوليِّ عنّا قليلا
    فمسكينةٌ أُمَّةٌ حين تحتاج كلَّ البطولات من كلِّ أبنائها
    وتعيش الحياةَ قتيلا قتيلاً

    شهوةٌ لبلاد تقل الاناشيد فيها
    وفيها نعود الى نمنمات احتياجاتنا العابرات
    بلا خجل او ندم

    شهوة ان ارد على الهاتف المتاخر ليلا
    بدون التوجس من كارثه

    شهوة ان اكون الضحيه لامراة عابثه
    لا لثوريِّ هذا الزمان

    شهوة ان تكون الخنازير مطرحها
    فى الحظائر او فى المسالخ او فى البرارى
    وليس على المقعد المخمليّ

    شهوة ان يقوز الفؤاد باحلى الوظائف
    حرية الشكر, حرية الصمت
    حرية الرقص حبا اذا ما هوى
    والتخلى الانيق اذا ما نوى
    والتنقل ما شاء بين الرضى والجفاء

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة
    غير مخدوشه بالعناق الجبان
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء

    شهوة ان تكون المودة فى عزها
    واضحة
    دون طُعم الوعود ودون اللغة
    فاللغة
    علبة للرياء
    واللغة
    لعبة فى يدى من يشاء
    واللغة
    رشوة للنساء
    واللغة
    سمسم الكاذبين الوفير
    وفخ يهيا للبنت منذ الصباح المنمق
    حتى سرير المساءْ

    شهوة لغموض العتب
    شهوة لاعتذار العيون الذكيّ
    شهوة للضمير الانيق
    شهوة ليد فى يدى فى الزحامْ
    شهوة ان نَغُفَّ الحياةَ كإبريقِ ماءٍ
    تبلل فخّاره بالندى

    شهوة ان يقول المحقق
    من اطلق النار فى راس (ناجى العلى)
    شهوة ان يحذرنى احد الناس من طعنة فى الظلامْ

    شهوة ان ارى ما يُرى كُلُّهُ
    فى شمولٍ عظيمٍ يوحد بين نجوم السماءِ
    وخصلةِ عُشْبٍ بقاع البحارِ
    وبين كهوف العتامِ وقوسِ الافُقْ

    شهوة للقاء مع امراتين فى امراة واحدة
    صبحها فى وقار الغسق
    ليلها فى فجور الشفق
    هى راهبة فى النهار
    وفى الليل مرغابة للمسرات
    ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق

    شهوة لتلاوين نشوتنا
    فهى خضراء غابيَّةٌ فى ذراعيكِ عند انغلاق العناق علينا
    حبيسين فى واسع من فضاء النوايا
    سجينين مثل العصافير فى ريشها
    وهى تلهو وتلعب فى الجو هابطة صاعدة

    شهوة لتلاوين لذتنا
    وهى دائرة من بداياتها لبداياتها عائدة
    وهى زرقاء فضيه حين تلمع رعشاتها فى العظام
    وتغدو انينا وتغدو رنينا
    ونصل المباهج يجتاز جسمى وجسمك
    فى لحظة واحده

    شهوة لتلاوين لمساتنا
    فهى شاش الجراح التى خلف البعد فينا
    وبعض الدواء
    وهى زلزالنا الهش تسرى نعومته
    بالدوى الفجائى عند اللقاء
    وهى خبث الثعالب عند اللعب
    وهى ركن الملاهى الفسيح
    المراجيح والطير والريح

    وهى المخدات
    اذ نستريح وعند الدعابات
    شيطنة من نوايا تزيح الحياء
    وتفتح باب الشغب

    شهوة ان اشب على سلَّمٍ شاهقٍ
    فى اقاصى السماء
    واستاذن الله، اسألهُ
    هل راتنا عيون الحبيب نميل
    كحزمة قمح
    من المنجل الملتوى
    للجفاف المؤكد
    للمطحنة؟

    ياحبيب المحبين انا امتحنا كثيرا
    وانا امتحنا طويلا
    فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس
    ياخالق الوحش والسوسنه

    كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
    اشتهيت اقل قليل الحياة فما لاح لى غير موتى
    بلاداً أُسَمّيكِ أَم غُولةً يابلادى؟
    فهلاّ تركْتِ لنا فسحةً كى نُطيلَ البكاءَ قليلا على الميتين
    وهلا تركت لنا فسحة
    كى نُهيِّئَ فوجا جديدا
    من الذاهبين اليك باكفانهم راكضين

    اتركى فسحة كى نربى الضحايا على مهلنا
    خذيهم رغيفا رغيفا
    ولا تاخذيهم طحين

    اتركى فسحة كى يشب البنفسج فوق المقابر
    شبرا
    ووقتا لتفرج عنا السجون

    اتركى فسحة للفتى
    كى يزيل عن الوجه حب الشباب
    وتصعد كفاه فى لهفه
    فوق فخذ الصبيه
    يكسو عراء الخيال
    بطهر البياض المزغب والتجربه

    اتركى فسحة للفتاة
    تحزز فى كتف صاحبها بالاظافر
    لذَّتَها
    حين تدهمُها فجأةً كالتماع النصالْ
    اتركى فسحة كى نحل "اتحاد النساء"

    وندخل مشطا على شعره المشرئب
    ونعفى مخداتنا من ليالى الجدال

    اتركى فسحة كى نقشر هذى القداسة
    عن كل شعر بليد يحبك
    والرمز عن حبة البرتقال

    اتركى فسحة كى نرى فى البلاد البعيدة
    ماعندها من جمال
    فعين المهاجر تخشى تمنعها فى الجمال

    اجعلينا نحل ونرحل
    من اجل رغبتنا فى البقاء او الانتقال

    اتركى فسحة كى تضل الشنانير درب النجاة
    وتاوى الى فخ اعمى
    ولاتخبريه بان ابنه الانَ صَيْدٌ
    لدوريّة سَفكَتْ دمَهُ فى رؤوس الجبال

    ارجعى كى نعيد سقيفتنا للدجاج الكريم
    الذى كان قاسمنا (خنه) سكنا
    او نعيد الخيام لكشّافةٍ
    يسهرون على شاطى الصيف بالرقص والاحتفال

    ارجعى كى نقوم الى دبكة
    لاتهز السيوف
    ولكن تهز القلوب وخروب شعر الجدائل
    ذات اليمين وذات الشمال

    كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
    اشتهيت اقل القليل
    بكل الحواس ومنيت نفسى بابسط ما يشتهى
    واستحال

    شهوة ان تضايقنا فى المرايا ككل العباد
    التجاعيد حول الجفون

    شهوة ان يغنى لنا اللحن خصر الصبية
    لا ((عائدون))
    شهوة ان يكون حديث المقاهى
    سخيفا
    كما ينبغى ان يكون

    شهوة ان تخلى البنات يرتبن ما شئن
    من كَذِبٍ ابيضٍ كي يقابلن عشاقهنَّ
    ويشعرن بالانتصار البسيط على والدٍ
    أسَّسَ التُّرْكُ قصرا على شاربيهِ
    وأم يحدثها قلبُها بانفلاتِ الفتاةِ
    ولكن تُهَوِّنُ عن زوجها الأمْرَ
    حتى يهون
    شهوة ان نعلق فى غرف النوم لوحاتنا الغامضاتِ
    وليس شريط السواد على صورة الغائبين

    شهوة ان نفكر فى رهبة الموت
    من بعد ما صار كالخَسِّ فى السوق كدَّسَهُ البائعون

    اتركى فسحة للرجاء
    اتركى فسحة للجنون
    انت اخبث مما نظن واحلى
    فهلا ابتكرت لنا فكرة للصعود اليك
    سوى موتنا
    فى هواكْ

    شهوة ان نريح القصائد منك قليلا
    ونكتب عن اى امر سواك
                  

05-06-2010, 02:38 PM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( استثناء )
    جميعها تصل ..
    النهر والقطار
    الصوت والسفينة
    الضوء والرسائل
    برقية العزاء
    بطاقة العشاء
    حقيبة السفارة
    مركبة الفضاء
    جميعها تصل ..
    لكن خطوتى إلى بلادى ........
                  

05-07-2010, 01:15 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    ( العشاء )
    قالت الكاميرا :
    بنعومة ورفق
    مرّ بأصابعه على خدها
    وقدم لها القرنفلة
    الشمعة تبعث ضوءا طازجا
    عازف البيانو
    يعزف سوناتا لشوبان
    الهواء له رعشة يخالطها سكون
    قبلته على وجنتيه
    احتضنت يديه بيديها
    أحضر النادل العشاء
    رفعت الشوكة باتجاه شفتيه
    وقالت بإلحاح وديع :
    عليك أن تذوق هذه اللقمة أولا ..
    كانا فى الثمانين !
                  

05-18-2010, 00:01 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)
                  

05-18-2010, 07:58 AM

حسبو عكاشة
<aحسبو عكاشة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 1305

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    Quote: قصائد مختارة للشاعر مريد البرغوثي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de