|
|
 Re: انطلوجيا الكوارع (Re: محمد يوسف الزين)
|
المبحث الأول -
تمهيد:
لطالما أرقتني مسألة قديمة وهي.. لماذا لم يرم السودانيون بطون الخروف بعد سلخها؟! ولماذا لم يكتفوا باللحم والكبد كسائر الشعوب القديمة!
لا أعتقد في الأساس أن من قام بطبخ الكمونية هو نفسه ذلك الرجل الذي استفاد من حبوب الذرة بعد أن نسيها تحت "الخيشة" في حوش البيت وسافر ليعود ويجد أن المطر قد أتى على ما يملكه من ذرة فأنبتت واستحال بعدها عمل العصيدة منها ، فما كان منه الا أن صنع من طحينها مشروباً حلواً مراً! ذلك الذي صادرته تلك المرأة أيام عجيب المانجُلك ونسبته لنفسها عندما وزعته على نساء القرية أيام رمضان وكان اسم هذه المرأة "آبري بت الحسن". ليأتي بعدها بزمن أحد الأغبياء الذي أضاف جملة من البهارات أعطت للمشروب نكهة غبية مع "التكرع". هذا "التكرع" الذي لم تقنع به "نادية" بعد مئات السنين من اختراع الحلو مر فأضافت له الـ"الببسي" وعندها فقط اعجبت "نادية" لتكرّعها.
نعود للـ"السغيل" الذي طبخ الكمونية ولم يرم "العفشة" (كما يسميها الأقوام الذين يأكلون الفسيخ ويقرمون الفجل) وجعل منها كمونيةً وفي ذلك الزمان كان يعرف الناس الـ"النيفة" (الباسم كما يسميه أخوان نادية التي أضافت الببسي للآبري) ، ومن الأرجل كوارعاً ومن "أبو الدمام" دافونةً ، لا اعتقد أنه هو نفس الرجل الذي استفاد من "الزرّيعة" وصنع منها مشروباً.
نستشهد هنا باراء الباحث البروفسير "أب زرد" الذي يقول: حسب بعض النقوش الحجرية التي تعود لمملكة "كوش" أنه وجد وصف لكيفية تنظيف "الكرشة" كما وُجد شرح لكيفية عمل المرارة وأم فتفت.. ويقول الباحث أب زرد أنه في ذات العصر ازدهرت صناعة الكوارع كما وجدت أواني طينية متحجرة تحتوي على بقايا "دلكة" وزيت "كركار" ، وكان ذلك قبل مئات السنين من وصول العمانيين الى شواطئ مصوع وسواكن والذين جلبوا معهم الـ "ضُفرة" التي أضافتها امرأة لجملة عطور باريسية كان قد حصل عليها زوجها من ضابط انجليزي والتي عرفت أخيراً بالـ"خمرة"..وتلك قصة أخرى.
| |
 
|
|
|
|
محمد يوسف الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست