اما الحقيقة .. فلم تصدر بعـــــد :

Quote: ** قبل كم يوم ، كتبت فيما كتبت بأن اختيار أبوبكر وزيري - رئيس لجنة الشكاوي السابق بمجلس الصحافة والنافذ في دهاليز صناعة القرار الصحفي - لمهام الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات ، لم يكن اختيارا موفقا .. لا لشيء ، إلا لأن المفوضية المطالبة بإجراء انتخابات نزيهة يجب أن تختار كوادر نزيهة ، وبما أن وزيري فقد عنصر النزاهة بسطوه القبيح على مقالات بعض الكتاب العرب ثم نشرها بلا حياء منسوبا لاسمه في بعض صحفنا، ولذلك ما كان يجب اختياره ناطقا رسميا لتلك المفوضية ، ما لم تكن الحكمة من ذاك الاختيار هي تطبيق المثل العربي : الطيور على أشكالها تقع ..هكذا كتبت ، وكان في خاطري يومئذ أن وزيري ظل يرأس لجنة تعاقب الصحف والصحفيين حين يخطئون بمجلس الصحافة .. نعم ، يعاقبنا نهارا ثم يجلب ما يكتبه العرب تحت جنج الدجى ، والدولة - التي يمثلها مجلس الصحافة - كانت راضية بذاك الجلب غير المشروع ، بدليل تحفيزه بمنصب الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات ...!! ** تلك هي الأسطر التي كتبتها قبل كم يوم ، وأعدتها اليوم مع بعض التفاصيل - وليست كلها - بمناسبة رسالة وردتنا تواً من مجلس الصحافة ، وهي الأولى طبعا ، ومع ذلك يجب ألا يذهب الظن - صديقي القارئ - بأنها رسالة تهنئ إخواني بالحقيقة بمناسبة صدور صحيفتهم ، فالعلاقات العامة بالمجلس لا تختلف كثيرا عن لجنة شكاوى المجلس من حيث المحتوى ، هذا إن كانت بالمجلس علاقات عامة تهنئ وتفرح بالصحف الوليدة ، وما لم تكن كلها - على بعضها - لجان رصد وترصد .. رسالة المجلس تخاطب رئيس مجلس إداراتنا بمعلومة مفادها : الطاهر ساتي ليس مستوفيا شروط رئاسة هيئة تحرير الصحيفة ، ولذلك يجب أن يكتفي بوظيفة نائب رئيس التحرير ، علما بأنه غير مستوفي شروط رئيس التحرير أيضا.. فتأمل - صديقي القارئ - هذا الارتباك المعيب والتناقض المريب وتسخير اللوائح إلى حيث تتناسب وأمزجتهم وتتلاقح مع أهوائهم .. لست مستوفيا شروط رئاسة التحرير والتي استوفاها كل من هب ودب بعلم المجلس .. حسنا ، لاعلينا ، ولكن كيف لمن لايستوفي شروط رئاسة التحرير أن يستوفي شروط نائبها يا مجلسا الذي باتت لوائحه حبلا من الارتباك أو الابتزاز..؟.. ** بالله عليكم ، ما الفرق بين رئيس يرأس ونائب يرأس إذا نام الرئيس ساعة ضحى من رهق العمل أوغادر الصحيفة دقيقة عمل خارجي ..؟.. ليس هناك أي فرق ، ولذلك يجب على المجلس تعديل لائحته الساذجة تلك ، بحيث يتساوى الرئيس والنائب في شروط الاستيفاء ، ولإيماني بتلك المساواة في الشروط والمسؤولية أفيد المجلس باعتذاري عن قبول هديته (نائب رئيس التحرير ) ، لأنها هدية غير شريفة ولاشرعية من جهة لوائحها إما معيبة أوغافلة أوجاهلة ، وأيا كان الوصف فإنه وصف لايملك حق توزيع تلك الهدية ، وإن كان نهج وضع اليد منحه ذاك الحق ، فما أنا من الذين يستصغرون ذواتهم لاستلام ما ليس بحقوقهم من الذين ينتهكونها بلي أعناق القوانين واللوائح .. إني أعتذرعن قبول تلك الوظيفة بلاشكر ، بل بقليل احتقار ، وأكتفي بوظيفة (إليكم ) التي وفقني فيها الخالق لأداء رسالتي بما أراه مفيدا لقارئي الصديق ووطني الحبيب .. وإذا حدثتني نفسي ذات يوم برئاسة تحرير أونائبها - أو حتى رئاسة مجلس الصحافة أو إحدى لجانها - فهناك طرق أخرى قد أسلكها في لحظة ضعف أوهوان ، وهي حتما ستجنبني رهق توثيق مثل هذه الأسطر ، ولكن لن أسلكها بإذن الله ونسأل الله أن يرينا الباطل - طرقا كانت أو مناصب - باطلا ويرزقنا اجتنابه ..أما رئاسة هيئة التحرير التي رصدتها أعين المجلس ، فإني - باسم بعض زملائي - أقترح للمجلس أن يدرج هذا الوصف الوظيفي في لوائحه ، ثم يفصل عليها الشروط التي تناسب أمزجة أعضاء لجنة الصحافة ، وبعد ذلك يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء ، بمعنى : معيب جدا أن يحاكم المجلس رؤساء هيئات تحرير الصحف بنصوص غير واردة في لوائحها ..والذي أخبر المجلس بأن الوصف الوظيفي لرئيس هيئة التحرير هو ذات الوصف الوظيفي لرئيس التحرير - بكل شروطه - بحاجة إلى دورة تدريبية يتعلم فيها الأوصاف الوظيفية في هياكل المؤسسات الصحفية ، تلك الدورة مهمة لمن خدع المجلس بتلك المعلومة ، ليعلم - فيما بعد الدورة - أعضاء لجنة الصحافة ، بل المجلس ذاته ، بالفرق بين الوظيفتين .. وإلى ذلك الحين ، أتنازل عنها أيضا ، لأتفرغ لوظيفة) إليكم ) كما قلت ، فهي وظيفة مرهقة لمن لايسرق مقالات الآخرين كما البعض النافذ في مطابخ صناعة القرار بمؤسسات الدولة الإعلامية .. ومحبتي لك ياصديقي القارئ بلاحدود ، فالحقيقة التي في أفكارنا لم تصدر بعد ، فكن لها - بعون الله - سلاحا وزادا في هذا الدرب المعبد ب(الرصد والحقد(.