تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 09:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2010, 00:39 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية

    ( كلما فكرت في الدنيا و أمورها و أن الإنسان هو أشرف الخلق فيها و أفضله، ثم هو لا يتقلب إلا في الشرور و الهموم ، عرفت أنه ليس إنسان ذو عقل إلا و أغفل هذا و لم يعمل لنفسه و يحتل لنجاتها.)
    كليلة ودمنة - باب ( بروزويه).

    Compassion is not a feeling of good will or pity
    Karen Armstrong




    سمعنا لانهيار الغرفة دوي مثل الرعد و نحن في باحة الدار نلهو و نخوض دون انتباه في سأم النهار ، ظل العرق الذي يتوسط السقف ينوء بما يحمله من الرمل و التراب و الحصى، ذرّ طوال الأسبوع الماضي غبارا اصفرا ناعما ، يتنزل على المائدة و أطباقها حين نجلس للغداء، غبار في نعومة مسحوق ( الحلبة)، ثم لا يلبث أن ينقطع، كان أبي يرقب نزوله في هدوء مغلف بقلق ساكن، و توتر مختلط بطمأنينة يائسة، حذر و رغبة في الفرار و نكران مبين، قال في سره بأن كل شيء سيكون على ما ينبغي أن يكون عليه، ولم يحدد وقتا بعينه، خمسة أيام من الانتظار تعدت، ثم هوى السقف و اندكت الحوائط قبيل الظهيرة أو أقل قليلا من الزمن الذي تنبح فيه الكلاب من ضجر و تتأفف الدواجن من مزاح الديوك و (الهيم) الذي يسكن ريشها، علا غبار كثيف، و تطايرت شظايا الأثاث الحقير، بدا ( الحوش) لوهلة ضيقا، ثم اتسع على غير ما توقعنا، بدا و غرفة وحيدة قائمة على أصولها، و حمام و مطبخ بائس، و شجرة ملتوية العود، و سياج من الطين، و بروش منبسطة على ظهورها طرحت عليها الذرة التي بدأت رحلة نماء لم تتم، تركت لتجفف، و مصلاه و مقعد متهالك، و حوض اغتسال و أطباق جف على حوافها عشاء البارحة. تردد دوي انهيار الغرفة المكتوم، فسكن الذعر فؤاد ام موسى و فؤادي، كان أبي غائبا في مكان عمله وأمي تحادث جارتنا و المذياع قتل عبد الله قبل عدد من الأيام، و المذيع الأشهر يحاور فنانا ناشئا، فتقتحم حديثهما المكرور صفارة أنذار منتصف النهار دون استئذان. علا ضجيج الخراب و سكن، لم يكن له صدي مثل صدى الصاعقة، أنهال التراب و انثال و اندك وانطوى كأن شيئا لم يكن، عدونا من ضجة الحطمة دائرين حول الدار دورتين، و عدنا في انقضاضنا على الخراب نبحث عن أشياء تخصنا و أشياء تخيلنا وجودها نصنع منها أدوات للتسلية و أسلحة بدائية لاقتناص الطيور فكذبتنا ظنوننا.
    أجفلت أمي من صوت القارعة، و صاحت جارتنا من مكمنها متمترسة وراء حائط الطين
    هيلا وندقو جبانة !!!
    جاءت نسوة الحي يتراكضن قبيل ميقات سد باب التوبة، جئن ليقتسمن حطب العرق الذي تداعى و انقصم ، أنحين باللائمة و هن يتخيرن أفضل العظم، على البناء و صاحب المتجر و رجل الشرطة و طائفة من عمال (الجنقو) و قلن أنهم يبالغون في ردم السقوف حذر المطر الذي نادرا ما يجيء هذه الأيام، و انهم يفعلون ذلك كيدا و تضليلا، و انصرف الحديث إلى شئون أخرى أشد دوياً و عنفاً و عصفاً من صوت انهيار الغرفة.
    عاد أبي في المساء و نحن جالسون في ظل الغرفة الوحيدة المتبقية، أعلمه ناقل أخبار الحي قبل أن يصل إلى البيت، جاء بوجه تائه مغبر، ضمنا إليه و كأننا عدنا لتونا من غياب سنين عددا، سألنا لأول مرة أن نحن بخير فاجبنا بنعم، قال أنه سعيد لكوننا أحياء، ضحك في خجل وهو يتكئ على كوم الخراب، و قال بأننا سنبني غرفة جديدة راسما لشكلها و موقعها في الفضاء بكل ثقة وشوق، قال بأننا سنبني غرفة من الطوب الأحمر و سنسقفها بالزنك ونسد منافذه ( بالفلنكوت)، ظللت طوال الليل اهذي بهذه الكلمة
    فلنكوت .. فلنكوت...فلنكوت
    كي لا تغيب عن ذاكرتي فأنسى ذكرها لأصدقائي في الصباح، ظللت أهذي حتى داهمتني الأحلام وأنا مفتوح العينين، رأيت غرفة الطوب الجديدة، وأسرة وملاءات بيضاء ورمل ناعم في أرضيتها، مرسوم عليها مربعات ( السيجة)، وقطع من (الطاب) المنثور، و شبابيك واسعة، ووجه أخي ملتصق على ( النملي) يصنع بجبهته شكلا مدوراً بارزاً، و الهواء يعبر خلال المربعات الدقيقة عند تقاطع الأسلاك الرقيقة، مانعة للناموس و الهاموش و الزنابير من دخول الغرفة ، رأيت أمي تطلق البخور في أركانها الأربعة، فينطلق الذباب يمور في كل الاتجاهات مثل أسراب الطائرات الحربية، كانت ملابسي جديدة نظيفة، لطيفة الملمس و دراجتي الجديدة بلون أخضر ( زيتي) يسميه أبي (Military Green)، و مقودها مثل القوس الذي تطلق منه السهام، وجوارب بيضاء مزوقة بدوائر زرقاء على أعناقها، و حديقة بها كل أنواع الزهور و الورود و نحل وفراش، و حوض سباحة، و تعريشة عنب تربض تحتها سيارة من طراز فريد، يطوف حولها أبي في زهو و خيلاء، (مايكرويف) في مطبخ أمي،و فوق الغرفة طابق و ثالث حديث العهد محدب السقف لا يحتاج إلى ردمه بالرمل اتقاء المطر، و تلفاز رفيع في سماكته يمتد بعرض الحائط، شهدت جدي ثابت في مكانه، مستغرق في قتال أشرار ( الأكس بوكس)، ينتصر مرة و يهزم مرات، كلما تمكن من دحر شرير برز لملاقاته مائة، بجانبه تجلس أمي تجاهد في فك الغاز الكلمات المتقاطعة، تحسب الأيام لملاقاة القاضي طمعا في أن يلغي غرامة إسراعها غير القانوني في ساحة المدرسة
    هل نحن سعداء أم ماذا؟؟؟
    و لكننا ندعي ذلك دون حياءٍ أو حرج، ندعي ذلك أمام الغرباء و الأصدقاء و الأهل، حياتنا لا تنتهي بموت أو كبر، لا تصيبنا الأمراض و العلل ، أفضل مما عدانا دون شك، دأب أبي على إشباع جوعه الدهري يدخن في سيجاره الفاخر بانتظام، يمتص رحيق التبغ و هو يحدج العالم من حوله بنظرة مثل صفعة قادحة.
    هبطت الثورة نعمة من السماء علينا، فتلقفها البرجوازيون، حتى لم يبق لنا منها سوى بقية هتاف و عظم، انفلق عرق السقف، فامتدحنا الثورة و صفاتها الهوائية، وقرءنا : ( وعلى أجساد نسائهم ما يكفي لشنق الفقر ثياباً و حلياً و عطوراً و مساحيق)*.
    هبط الثلج بغزارة، تعذر علينا الخروج، جاءت صديقات أمي لزيارتها، (ميشيل جاكسون) و ( ماريا غونزاليس)، من تحت غطائي تحسست قامة السيدة ( غونزاليس)، فامتزجت هضاب جسدها بدفء الاستيقاظ الحميم، سمعتها تقول بأن زوجها يبيع نصف كل يوم من أيام حياته مقابل ورقة من فئة المائة دولار، كم ترى تساوي الحرية في هذا البلد؟؟؟؟
    من فوق السحاب شهدنا الجبال و الأرض المنبسطة و تناوب الليل و النهار، شهدنا فصلا يسيرا من مجد الإنسان تلحق به طائلة الفناء، رأينا ( أورشليم)، و ( دبشليم)، و ( المقدوني)، تسمو بهم الرفعة و تفتك بهم الضعة، رأينا ممالك الحيوان و الطير و الزواحف و الحشرات، رأينا ( بيدبا) يحادث الثور و الأسد ليحدث بحديثهما ( دبشليم)، يروي ظمأه إلى التسلية الحكيمة ( ثم نظرت فإذا الإنسان لا يمنعه عن الاحتيال لنفسه إلا لذة صغيرة حقيرة من النظر و السمع و الشم و الذوق و اللمس لعله يصيب منها الطفيف أو يقتني منها اليسير، فإذا ذلك يشغله ويذهب به عن الاهتمام لنفسه و طلب النجاة لها)**.





    *هاني الراهب ( ألف ليلة و ليلتان).
    ** أبن المقفع ( كليلة ودمنة).
                  

04-24-2010, 02:32 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)

    0009ImageUprisingMemoryAsaadOrabi02.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-24-2010, 04:38 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)

    رسل لي واحد سنسمليا وصلحو...
    بديع ياخي
                  

04-24-2010, 09:11 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: د.نجاة محمود)

    سنسميليا وارد جامايكا عشانك يا دكتورة نجاة
    تحياتي
                  

04-28-2010, 01:56 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)




    wede Hager Bet
    Lets go back home
                  

05-01-2010, 07:33 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)

    stories-from-panchatantra-sanskrit-english.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-09-2010, 00:10 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)

    Robin_Bartholick_Mythology.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-09-2010, 04:17 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: Tagelsir Elmelik)

    بجيهو بعدين هسي نرفعو بس
                  

05-09-2010, 04:33 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكفيرات مسبقة عن ذنوب آتية (Re: محمد الطيب يوسف)

    بديع ياخي

    جاييلك يا باشا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de