|
الى أين تسيـر أمريكـا؟
|
والله أمريكا دى حيرتنا مرة واحدة..
الحكاية مجوبكة وما معروف ليها اول ولا اخـر.. زمان وبوش علل حربه على الإرهاب بأنهم أى الإرهابيين (يريدون أن يغيروا نظام حياتنـا) فإستبشرنا خيرا وإطمأننا على مستقبل نظام حياة أمريكا الذى كان مثاليا.. ولكن الان امريكا تتصنت على المكالمات وتفرق بين المواطنين على أساس الدين والعرق والمنشـأ عكس الدستور وكل القيم الأمريكية الموروثـة.. وليتهم فعلوا هـذا فقط، بل يفرقون على أساس الأسماء التى تشبه أسماء من يتدينون بدين معين حتى ولو لم يكن الشخص متدينا أو مؤمنا بذلك الدين، يعنى لو فى ملحد إسمو أحمد برضو الكمبيوتر سيعزله ويخضع لإجراءات إستثنائيـة، الشئ الذى يشبه الى حد بعيد محاكم التفتيش فى القرون الوسطى..
لو اكتشف فى المطار احدهم يخفى مسحوقا تحت ظفره، تبتهج مصانع امريكا، وفى اليوم الثانى يعلنون عن الجهاز الذكى الذى يسمونه كاشف الظفـر، وخزينة الدولة تفتح وملايين الدولارات تتدفق لشـراء الجهاز الجديد وتركيبه فى كل المطارات.. هذا يعنى ان الحكومة محكومة بالكوربريشن.. وكل مصداقيـة سياساتها فى الحرب على الإرهاب مشكوك فيها.
كنت أريد أن أقول أن أمريكا إستلمت راية التجسس على مواطنيها من الفقيـد الإتحاد السوفييى، ولكنى شعرت أننى أظلم الإتحاد السوفييتى الذى كان يتابع المعارضين المعروفين بالمعارضـة وليس على أساس الأسماء، ورأيت أن أمركيا اليوم تعود القهقرى، تحت أى تعليل كان، الى عهد القرون الوسطى ومحاكم التفتيش، حيث الظن هو الدليل الدامغ.
فى المطارات الان يتفرجون على عورات الرجال والنسـاء المسافرين عن طريق أجهزة حديثة للتصوير بالأشعـة والمغناطيس. فهل فشل بوش وإنتصر الإرهابيون فى تغيير إسلوب حياة أمريكا؟ بل هل هذه الحقيقـة تحتاج الى سـؤال؟
أنا حزين جداً للدمار الحضارى والتمدينى لأمريكا أكثر من حزنى على دمار الأبراج.
ولكن يقينى أن أمر يكا اليوم تعيش على خوف ورعب مصطنـع، صنعته الالة الراسمالية لتسويق منتجاتها.. ولا تهما الحريات ولا القيم الأمريكية ولا المواطن الأمريكى.
|
|
|
|
|
|