|
|
 باى باى لمن لم يفهم الحركة والمؤتمر يتفقان على الإنفصال - بقلم الأستاذ النعمان حسن
|
باى باى لمن لم يفهم الحركة والمؤتمر يتفقان على الإنفصال- بقلم الأستاذ النعمان حسن
الحلقة الأولى
إعلان الحركة الشعبية إنسحابها من معركة رئاسة حمهورية السودان الديمقراطية الموحدة هو إعلان مقدم بخيار الإنفصال وباى باى لمن لم يفهم الرسالة كما ان ترحيب وتهليل وتكبير المؤتمر الوطنى وسعادته بهذا الإنسحاب إعلان بأن الأمر لا يخلو من صفقة ترضى طموح الطرفين وتأكيد بان مشروع الإنقاذ الحضارى الذى عاد قادة الإنقاذ للترويج له فى حملتهم الإنتخابية لا يتحقق إلا بإنفصال الجنوب لإن السودان الموحد لا يمكن ان يقوم على دولة دينية تتوحد مع منظومة اصولية عالمية موازية للمعسكر الغربى وبديلة للمعسكر الشيوعى الذى ترك الساحة خالية للمعسكر الغربى.
مشكلة قياداتنا السياسية وعبر كل الحقب السياسية يغيب عنهم الوعى والفكر الإستراتيجى بعيد المدى الذى يتمتع به الغرب وهذه سمة ملازمة لكل دول العالم الثالث فالصراع فيها لا تحكمه نظرة او قراءة عميقة مستقبلية قائمة على اهداف إستراتيجية وإنما دافعه مرحلى يستهدف الوصول للسلطة بإعتبارها هدف لهذا تتسم مواقفنا تاريخيا بالتناقض وعياب المبادئ
حقيقة الإنقاذ تختلف عن القوى السياسي بأن مشروعها الحضارى القائم على تأسيس دولة إسلامية جزءا من منظومة المعسكر الأصولى العالمى وإن اجبرت الظروف على التراجع التكتيكى مرحليا عنه ولكنه يبقى فى النهاية هو الهدف الإستراتيجى للإسلاميين بشقيهم من فى السلطة ومن هو خارجها..
ولو عدنا لبدايات عهد الإنقاذ فى 89 فلقد عجل قادة التيار الأصولى خطوتهم بإختيار السودان مقرا للمعسكر الأصولى العالمى وإستضافوا اهم قادة هذا المعسكر وعلى راسهم يومها بن لادن ولكن خطوتهم هذه لم تحسب يومها الجنوب البوابة التى إتخذ منها الغرب الذى يعلم ما ترمى له تلك الخطوة سلاحه فى مناهضة قيام مثل هذا المعسكر ووجد سانحته فى إستغلال النعرة الدينية التى يقوم عليها ذلك التوجه ولمعرفته التامة بالجنوب تيسر له ان يدول التمرد المحدود فى الجنوب لمناهضة ذلك التوجه مما شكل تهديدا للنظام نفسه بما يمثله الغرب من قوى ضاغطة يمكن ان تطيح بالنظام نفسه وقد ترجم ذلك الموقف بإختلال وعدم تواذن فكرى بين قادة النظام بين من يقدمون اولوية البقاء فى السلطة وبين من يرفضون التراجع عن التخطيط لمعسكر اصولى وكانت النتيجة فى وقت لاحق إنشطار الحركة الإنقلابية نفسها حيث إستاثر بالسلطة فى النهاية من لايمانعون فى الإنحناءة المؤقتة للغرب حتى يوظفوا الدولة للمصلحة الخاصة وهكذا إنتهى النظام لما عرف فيما بعد بالشعبى والمؤتمر الوطنى.
والمؤسف اننا تغيب عنا مراكز البحوث السياسية الإستراتيجية التى تؤسس لفكر قائم على الوقائع والقدرة على قراءة هذه الوقائع لإن قادتنا وحتى المفكرين يتعاملون كما قلت مع المرحلة واللحظة ويغيب عنهم ما يربط كل المراحل وهو الفكر الإستراتيجى .
ولعلنى فى هذه الحلقات احاول من باب التذكير ان استعرض بعض الوقائع التى امكن لى الوقوف عليها عبرمعايشة اهم فترة
بلغت 12 سنة بالقاهرة التى كانت مركز العمل السياسى بعد سيطرة الإنقاذ على دفة الأمور بالداخل.
كانت البداية وفى 89 ان إطلعت على وثيقة عاد بها صحفى فرنسى من جريدة البرافدا كان قد زار السودان وإلتقى قادة الإنقلاب وهذه الوثيقة تعطى خلفية هامة عن دوافع الإنقلاب فى ذلك التوقيت.
تذكرون ان السيد محمد عثمان الميرغنى كان قد ابرم إتفاقا مع زعيم الحركة الشعبية اطلق عليه إتفاق الكرمك.لتحقيق السلام والوحدة للسودان وكان اهم ما تم عليه الإتفاق إلغاء قوانين سبتمبر التى كان قد اصدرها النميرى وكانت سببا فى تصعيد التمرد وقيادة جون قرنق له ولم يطرح يومها اى مطلب بحق تقرير المصير والإستفتاء وإنما كان قوام الإتفاق السودان الموحد وكان تنفيذ هذا البند من الإتفاق هو الشرط الأول لوضع إتفاق السلام موضع التنفبذ وتم عرض الأمر على مجلس الوزراء برئاسة السيد الصادق المهدى وهو إئتلاف بين الأمة والإتحادى ووافق مجلس الوزراء على تنفيذ البند بإلغاء قوانين سبتمبر ولكن الخلاف فى الية الإلغاء حيث ان حزب الأمة كان يرى ان تلغى القوانين بقرار من مجلس الوزراء بينما اصر قرنق على ان تلغى بقانون تصدره الجمعية التاسسية والإتحادى يوافقه على ذلك ويقترح رفع قانون للجمعية ولحسم الخلاف اتفق على تكوين لجنة من كبار القانونيين تراسها مولانا هنرى رياض وضمت اخرين بينهم دفع الله الرضى ورفعت اللجنة تقريرها والذى اكدت فيه ان تلغى قوانبن سبتمبر بقاتون تصدرهالجمعية لإن القانون لا يلغى الا بقانون ووجد جزب الأمة نفسه فى ورطة لتخوفه من ان تنجح الجبهة القومية الإسلامية المناهضة للإتفاق من إستقطاب مجموعة من نوابه فى الجمعية مما قد يفقده الأغلبية فى الإتلاف ولكنه قبل على مضض بان يرفع الأمر للجمعية كما تخوف حزب الجهة القومية افسلامية من إلغاء قوانين سبتمبر بقانون وكان محددا لرفع مشروع القانون يوم السبت الموافق أ ول يوليو وفى صباح الجمعة كان الإنقلاب قد سبق إنعقاد الجمعية بيوم واحد مما يعى تحديد التوقيت بحيث يحول دون إجازة قانون يلغى قوانين سبتمبر مما اخرج حزب الأمة من الورطة التى كان فيها مما دفع بالبعض أن يتهمه انه كان شريكا فى الإنقلاب ولو بالسكوت عليه وعدم مقاومته فى وقت لم يحكم قبضته بعد.
اخلص من هذا الى ان الإنقلاب فى هذا التوقيت اكد على هوية الصراع بين قادة الأنقلاب وبين قادة التمرد الذى لم يعد تمردا وإنما قوى سياسية عسكري نظامية لها جيش ومؤسسة مدعومة بكل قوة من الغرب الرافض لقيام دولة دينية تستهدف المعسكر الأصولى.
اظن ان تقرير تلك اللجنة موجود فى وثاثق مجلس الوزراء ولكم اسفت لإن حريقا فى شقتى بمصر إلتهم صورة ذلك المستند الذى حصلت عليه من الصحفى الفرنسى.
إذن هناك خلاف إستراتيجى بين دعاة الوحدة فى الجنوب وبين قادة الحكم الذين يرفضون التنازل عن دولتهم الإسلامية وانه لامجال للجمع بينهما لهذا فإن الإنفصال هو الوحيد الذى يحقق رغبة الطرفين وهو الذى يجمع بينهما وقد عبرت هذه الحقيقة عن نفسها فى اول عام للإنقاذ مطلع التسعينات عندما تم التوقيع بين دعاة الإنفصال ممثلين يومها فى الدكتور لام اكول ودكتور ريك مشار فيما عرف بإتفاق بون بألمانيا والذى اقر حق تقرير المصير للجنوب والذى تم يومها تحت إشراف عناصر إستخباراتية غربية وهو الإتفاق الذى ووجه بالرفض يومها من الوحدويين فى الجنوب وبالقوى السياسية المعارضة للإنقاذ والدول المتضررة وعلى راسها مصر فإنهار الإتفاق ولم يصمد فى مواجهة الحملة التى واجهته ولكن بقى الخلاف الإستاراتيجى بين الطرفين وبقى الإنفصال هو وحده الذى يحقق مصلحة الطرفين. وهو ما عبر عنه اليوم موقف الحركة بسحب مرشح الرئاسة وسعادة المؤتمر الوطنى بقرار الحركة فلقد جاء هذا الموقف محققا لمصلحة الطرفين لإنه يمثل الحل الوسط والوفاقى الذى يحفظ مصلحة الطرفين لإن هذه الخطوة لا تفسير لها غلا ان الحركة دبرت امرها للإنفصال فالإنفصال يضمن للجنوب انه لن يكون تحت دولة دينية كما ان دعاة الدولة الإسلامية لن يتنازلوا عن دولتهم الدينية يؤكد ذلك عودة المؤتمر الوطنى لإشهار برنامجه للدولة الدينية بالرغم من توقيعه إتفاق نيفاشا وكانت الرسالة واضحة للحركة فقابلتها بتوجه صريح نحو الإنفصال كان اهم خطواته سحب مرشح الرئاسة بقرار فردى فاجا حلفاؤهم فى مؤتمر جوبا..
إذا كان هذا هو الخلاف الإستراتيجى بين الحركة والنظام القابض على السلطة فإن هناك خلافات اخرى لايمكن تجاهلها ولها تاثيرات سالبة على القضية السودانية بعضها خارجى والأخر داخلى:
ولكى نقف على الخلاف الخارجى لابد من وقفة مع مقالة كتبها محلل سياسى المانى فى الصحف الألمانية وترجمت يومها فى بعض الصحف العربية تناول فيها ما اسماها ستراتيجية امريكا تجاه السودان و مجموعة من الدول العربية خص فيها اليمن والعراق وايران واعلن فى هذه المقالة ان مصلحة امريكا الإستراتيجية لا تقبل لهذه الدول غير ان تقسم وتجزأ لإنها بإمكاناتها الواسعة تشكل مقومات قوية جدا لوحدة عربية تهدد مصالح الغرب وعدد تفاصيل دقيقة حول هذا الأمر ولكن الواقع يقول ان وجهة نظر امريكا لم تكن متفقة فى هذا الأمر فما ذهب له كاتب المقال يمثل وجهة نظر اللوبى الصهيونى الذى يحمل العديد من المبررات لهذا فإن هذه الإستراتيجية تحكم الكنمولث الذى يسيطر عليه هذا اللوبى بينما يتخذ الموقف الرسمى للسلطة التنفيذية ممثلة فى البيت البيض رايا مخالفا يرفض تمذيق السودان بحجة انه يزيد من مناطق التوتر وعدم الإستقرار فى العالم مما يزيد من اعباء الحكومة الأمريكية .
إنعكس الخلاف الأمريكى فى الرؤية فى مواقف الكتلتين من السودان حتى تباينت الؤية حول مواقف امريكا من السودان وشهد مطلع التسعينات إعلان اللوبى الصهيونى عن موقفه بصورة سافرة عندما اصدر قرارا يطالب فيه الحكومة الأمريكية ان تعمل على تحرير السودان من الإستعمار العربى ان اخذ هذا القرار طريقه يومها للنشر فى الصحف المصرية ولكن المؤسف يومها ان القوى السياسية تجاهلت القرار وإن جاءت خطوات اللوبى بعد ذلك تصب فى هذا الإتجاه كما سنرى .
خلاف ثانى لابد من الوقوف فيه وهو الخلاف داخل الحركة الشعبية بين تيار زعيمه الدكتور جون قرنق وهو الإتجاه الوحدوى الذى يدعو لسودان جديد وتيار مخالف له يرفض دعوته للوحدة ويفسر دعوته هذه بانها تعبر عن رغبته الذاتية فى ان يحكم السودان ويرى هئولاء ان الجنوب ليس معنياً بالشمال ومن يحكمه حتى يضحى بابنائه من أجل تغيير الحكم فى الشمال وان قضيته هى الجنوب وقاد هذا التيار يومها الدكتور ريك مشار والدكتور لام اكول وترتب عليه إنقسام الحركة عندما وقع هذا التيار على إتفاق تقرير المصير فى المانيا فى مطلع التسعينات وهو الإتفاق الذى جمع فى مناهضته الحركة الشعبية مجموعة قرنق والقوى السياسية ممثلة فى التجمع الوطنى المعارض حتى تراجعت حكومة الإنقاذ عنه واجهضته خاصة لإن مراكز المعسكر الأصولى كانت رافضة له ومتفقة مع المعارضين له ولكن من منطلق يختلف لإنهم يريدون الجنوب تحت قبضتهم الدينية بوابة لإقريقيا .
الى اللقاء في الحلقة القادمة
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باى باى لمن لم يفهم الحركة والمؤتمر يتفقان على الإنفصال - بقلم الأستاذ النعمان حسن (Re: محمد نجيب عبدا لرحيم)
|
الأستاذ النعمان حسن
الصفقة واضحة من زمن لكن القوى السياسية مصرة تكضب الواقع وهل نسيتوا رئيس الحركة سلفاكير قالها عديل لما سألته إحدة القنوات عن رايه لمن سيصوت الجنوبيون للوحدة ام للإنفصال فاجاب بصراحة يحسد عليها قائلا
من يريد ان يكون مواطن درجة تانية حيصوت للوحدة ومن يريد ان يكون مواطن درجة اولى سوف يصوت للإنفصال بعد كدة عايزين ماهو الحكاية باينة والمؤتمر رجع للدعوة لدولته الدينية وباقى القوى السياسية كمبارس معروض فى سوق الله اكبر
محمد ابراهيم على
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باى باى لمن لم يفهم الحركة والمؤتمر يتفقان على الإنفصال - بقلم الأستاذ النعمان حسن (Re: محمد نجيب عبدا لرحيم)
|
الأخ نجيب
التقسم جاى جاى وياريت يقيف على الجنوب والمناسبة دى خلينى احكى ليك نكتة إنجليزية تقول فى
واحد بناء وقع من ثقالة من الدور ا13 وظل اثناء سقوطه وهو مندفع نحو الأرض يقول كلما مر بطابق (سو فار سو قوود)يعنى الحمد لله لسه عايش وظل يردد هذه المقولة الى ان وصل الدور الأرضة ولحظتها لم يسمعه احد يردد جملته اها يا نجيب إنت عارف متين نحن ما حنسمع كلمة التقسيم طبعا بعد الإستفتاء ها ها ها لإنه حيكون حصل والله يا جماعة كان توفروها علينا من الأول
محمد ابراهيم على
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد نجيب عبدا لرحيم
محمد سنى دفع الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست