|
|
 و أقتربت الساعة :- الحركة في مأزق الموازنات الصعبة ""
|
و أقتربت الساعة :- الحركة في مأزق الموازنات الصعبة ""
بقلم :- عارف الصاوي .
وضعت الحركة نفسها في مواجهه مع نفسها وليس مع معارضيها بمجرد ان اعلنت في وقت قياسي سحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان ،فهي لم تجد المبررات الكافية لسحب مرشحها سواء التعليل بان ذلك تضامنا مع الاحزاب التي طرحت فكرة التاجيل او المقاطعة ،لكن الحركة فيما كانت تعلم ان الاحزاب تنتظر موقفها من "المقاطعة او التاجيل "استبقت الجميع بموقف غير مفهوم علي الاطلاق بسحب مرشح"حملة الامل والتغيير "تاركة الظنون تلهب اعضائها في الشمال وهم يواجهون لهيب الاسئلة الحارقة بتوجهات الحركة الشعبية الجديدة ،فحينما كانت الخرطوم ومدن اخري تتحدث عن موازنة بين الانتخابات والاستفتاء ،فضلت الحركة الشعبية ان تضمن الاستفتاء وتحرق كرت الانتخابات غير ابهة بموقف القوي السياسية ولا بجماهيرها ولا بحملتها الانتخابية التي انطلقت الشهر الماضي بغض النظر عن معرفة عمق جماهيريتها او وجودها في الشمال .
بالطبع كانت الحركة تحت وابل من الضغوط الاقليمية والدولية والداخلية لاختيار موقف من الانتخابات بصورة عامة مقابل الاستفتاء في موعده المحدد في يناير 2011 ،فقد صرحت الحركة من قبل ان المؤتمر الوطني حاول ممارسة ضغوطات عليها بسحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان من السباق الرئاسي ،وكان باقان اموم الامين العام للحركة قد قال لنا في مطلع هذا الشهر ان المؤتمر الوطني فعلا مارس عليهم ضغوطات او طلب منهم في اجتماع مع نائب الرئيس علي عثمان سحب مرشحهم ياسر عرمان ودعم الرئيس البشير علي ان يدعم المؤتمر الوطني سلفاكير رئاسة الجنوب .باقان اموم اخبرنا ان الحركة رفضت ذلك العرض ،لكن العرض الذي لم يكن واضحا في ذلك الوقت واضح ان له تبعات كثيرة جزء منها يمكن اعتباره ضغوطات والاخر محفزات ،فالحركة ما انفكت تتهم المؤتمر الوطني بزعزعة الامن وتجنيد المليشيات وتهريب السلاح الي الجنوب لخلق بؤر نزاع هناك مستقبلا اذا ما حاولت الحركة ان تضر بمصالح المؤتمر الوطني ،فالمحور الامني هذا يمثل تحديا اساسيا لفكرة ان تقبل الحركة علي الاقل بمساومات هي دائما في وضعية دونية وهي دائما لا تملك الضمانات الكافية للوعود ،لكن بما انها متيقنة من قدرة تاثير المليشيات المسلحة علي الواقع الامني يبدو انها فضلت الانحناء الي فرض الضغوط ففي حوار اجريناه مع وياي دينق وزير التعاون الاقليمي بحكومة الجنوب ونشر في الاخبار الاسبوع الماضي اكد لنا انهم فعلا تاكدوا بالوثائق ان هناك اتفاقات عقد في مراكز استخباراتية في الخرطوم لتجنيد وتدريب هذه المليشيات بالذات علي خط 1956 وان هذه المليشيات اذا انطلقت فان مركز عملها الاساسي ومحور تحركها سيكون علي حدود اعالي النيل الكبري "جونقلي –الوحدة –اعالي النيل –"لا نريد هنا ان نستعرض سيناريوهات متوقعة حتي الادارة الامريكية ومراكز تفكيرها المستقلة باتت تتنبأ بسيناريوهات منطقة البترول ،غير ان المفهوم حقا ان هذه المناطق ليست "مناطق سهلة "يمكن للحزبين تعريضها الي الخطر ذلك ان من خلف هذه التكوينات الاجتماعية الخطرة في هذا المثلث "اعالي النيل الكبري "تقع موازنات المجتمعات المحلية علي صعيد وعلي صعيد اخر مصالح شركات النفط الكبري وبالتاكيد دول الجوار والامن الاقليمي ،اذاً فهمنا من خلال الفترة الماضية ان الرجل النشط في ملف حملة الرئيس في الجنوب هو صلاح قوش مستشار الرئيس للشئون الامنية وهو الذي قاد مباحثات كثيرة مع القيادات الجنوبية وبالتاكيد هو مفتاح التفاوض الذي مهد لقرار الحركة الشعبية الاخير بسحب مرشحها في السباق الرئاسي مع الابقاء علي مرشحيها في دوائر الجنوب والنيل الازرق وحتي منصب والي الخرطوم .
لماذا الرئاسة :-
لم يطلب المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية الانسحاب له في الدوائر الانتخابية او حكام الولايات ،كان يساومها علي مرشح الرئاسة ذلك لان الحركة تعلم ان المهم للمؤتمر الوطني في هذه الانتخابات فوز الرئيس اكثر من تحقيق اغلبية في البرلمان او فوز حكام الاقاليم ،وبالتالي عندما شعر المؤتمر الوطني ان المنافسه يمكن ان تاتيه اذا كسب ياسر عرمان اصوات الجنوبيين ومن ثم تنازلت له الاحزاب في الجولة الثانية فان الوضع سيكون صعبا وكما قال علي اسماعيل العتباني في مقاله المنشور بالراي العام "يصعب تصور فوز شخص لا ينال ثقة القوات المسلحة والاجهزة الامنية "وهذا التصور صدره المؤتمر الوطني للحركة ولدول الاقليم ايضا التي حاولت ان تتدخل لتثني الحركة الشعبية من المضي قدما في مسالة الترشح في السباق الرئاسي ،بالطبع انتهزت الحركة الشعبية او تيار داخلها الاجواء التي خلقتها مذكرة تجمع احزاب جوبا الي مجلس الرئاسة وحسب متابعاتنا ان المفاوضات لم تنقطع علي الاطلاق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية منذ اعلان ترشيح ياسر عرمان لاتخاذ موقف متفق عليه وفقا لترتيبات الفترة الانتقالية وحتي عندما استعانت الحركة الشعبية بدول الاقليم ممثلة في "الايقاد"للضغط علي المؤتمر الوطني لتنفيذ اتفاقية السلام خاصة ترسيم الحود وترتيبات الاستفتاء "كانت الرسالة التي وصلت معظم دول الاقليم ان قيادات المؤتمر الوطني تساوم بفوز البشير في الانتخابات ومن ثم يمكن التفاهم في ترتيبات الاستفتاء ،وكنا قد شاهدنا فرحة كبيرة لوفد الحركة المشارك في قمة الايقاد بنيروبي في التاسع من هذا الشهر عندما اصدرت القمة توصياتها الاخيرة ملزمة الحزبين بتحقيق تقدم في ترسيم الحدود بين شمال وجنوب البلاد وفي ترتيبات قيام الاستفتاء وحددت مايو كوقت اقصي لاكمال هذه الترتيبات ،كانت الحركة سعيدة بهذا التفاعل الاقليم لكن ايضا كان المؤتمر الوطني يطرح رؤة مختلفة شجعه فيها انقسام المجتمع الدولي في تقدير مصالحه في السودان فهو يعرف هذا الانقسام الخطير في تقدير خطورة الوضع بعد 2011 وكما قال غرايشن في حواره مع رويترز قبل اسبوعين ان الولايات المتحدة علي سبيل المثال تستعد لسيناريوهات كثيرة بعد انفصال جنوب السودان ،وهو امر باتت تاكده القيادات الجنوبية النافذة باستمرار ان تريبات الوضع باتت علي اساس انفصال الجنوب وهذا معلوم منذ وقت طويل سواء للراي العام او للمجتمع الدولي او لمؤسسات التفكير الدولية لكن القلق مصدره القضايا ما بعد 2011 ،وكما قال الشفبع خضر في مقال نشره بالاحداث (29 مارس)"اننا غير مستعدون للوحدة ولا للانفصال "وهذا هو وضع البلاد بحق لكن عندما دخلت الحركة الانتخابات واضح انها لم تكن تريد ان تخلق منافسة حقيقية ولاهي راغبة في ان تحكم السودان ثم تتخلي عن فكرة الانفصال ،فبمجرد ان قدمت ياسر عرمان قال لنا جون دوكو وهو ممثل حكومة الجنوب في كينيا سابقا "هذا لن يمنع انفصال الجنوب ولن يؤدي لقيام الوحدة لكنه يجعل الوطنين يعيشان بسلام "وهي رؤية لمسناها من قيادات كثيرة تحدثت معنا ،وكانت الفكرة هي ان الحركة تريد بناء حزب سياسي في الشمال يغذي علاقاتها مع "الدولة الجارة مستقبلا "في حال اي توتر علي قضايا الحدود،النفط،الترتيبات الامنية ،وعندما طرحنا فكرة الحركة في ترشيح عرمان علي باقان اموم الامين العام للحكرة الشعبية اجاب لنا بقوله "قررنا ترشيح عرمان ذلك انه اذا فاز نستطيع ان نشكل حكومة من الحركة تنفذ برنامج السودان الجديد حيث سيكون الرئيس من الحركة والنائب الاول بصورة اتومتيكية من الجنوب او هي رئيس حكومة الجنوب "وهذه الملاحظة تقرأ من الدستور الانتقالي ايضا حيث تحدث الدستور عن الجنوب\الشمال ولم يتحدث عن الحزب السياسي ففي حال فاز بالرئاسة مواطن\ة من الجنوب يعتبر مستقيلا اذا انفصل الجنوب ،حسب ماقال الدستور لكن اذا فاز عرمان سيواصل وسيكون سلفاكير هو نائبه الاول ،طبعا هذا الوضع بالتاكيد فيه نوع من التعقيد وهو طرح تساؤل اخر حمله علي سبيل المثال مقال العتباني "الراي العام الاسبوع الماضي"ماذا كانت القوات المسلحة ستقبل بهذا التسليم السهل للمرشح المقبل ،لكن غير ما جاء في مقال العتباني قال لنا مصدر مطلع علي المفاوضات الاقليمية المتعلقة بترتيبات لجنة الايقاد ان الاثيوبيين تحدثوا مباشرة مع الحركة الشعبية بان المؤتمر الوطني لن يقبل باي فائز غير البشير وان القوات المسلحة ايضا سترفض النتيجة وحينها سيتعقد الوضع الداخلي اذا حدث اي انقلاب داخلي ،واذا حدث انقلاب بواسطة القوات المسلحة فان ترتيبات الاستفتاء ستكون في خطر ،ويبدو ان وجهة نظر الاثيوبيين هذه حملتها حمائم اخري وتلقتها قوي دولية مثل الولايات المتحدة الامريكية التي حددت بصورة قاطعة من خلال تصريحات الجنرال غرايشن ان هدفها هو ضمان انفصال امن للجنوب .لكن لان الولايات المتحدة تعلم ان انفصال الجنوب او الوصول الي محطة الاستفتاء ليس نهاية اللعبة فانها رضخت الي خلق موافقة مبدئية علي شروط محور الصين وروسيا داخل المجتمع الدولي وتلك قصة اخري سياتي وقت سردها لاحقا لكن ما هو مهم ان استراتيجية غرايشن كما هي استراتيجية المبعوثين الخاصين لاوباما في افغانستان والشرق الاوسط وايران هي خلق اجماع دولي قدر الامكان وباتالي فان مهمة غرايشن لاتتعلق باحداث شرخ دولي في موضوع السودان وواضح انه قبل بشرط الصين وروسيا علي حماية "الدولة المركزية "التي يديرها المؤتمر الوطني مع شركات النفط عبر تعاقدات سرية نظير استفتاء وانفصال امن لجنوب السودان ،وهذا يفسر لما كان سكوت غرايشن طوال يوم امس في حال اجتماعات متواصلة مع الاحزاب السياسية وقبلها تحدث بوضوح ان بلادها مع قيام الانتخابات ؟فهو من جهة وصل الي تفاهمات مع الحركة الشعبية بخصوص الاستفتاء نظير ان تقبل الحركة ببعض التنازلات في انتخابات لا تهمها كثيرا ولا تمثل لها رؤية استراتيجية لان الحديث عن الاهداف الاستراتيجية للحركة انتهي وباتت تتحدث عن قضايا انية ومصالح مؤقتة
وبعد اجتماعات غرايشن المكوكية بين الخرطوم واتصالاته مع جوبا كانت الحركة قد عقدت اجتماعا امس الاول عاجلا لمكتبها السياسي وفي ذات اليوم كان رياك مشار متنقلا بين جوبا والخرطوم حيث غادر الخرطوم صباحا الي جوبا وعاد مساءا في نفس اليوم ليعلن في مؤتمر صحفي عن انسحاب ياسر عرمان من السباق الرئاسي بالطبع لم يكن لمشار اي مبررات يقولها عن فكرة الانسحاب لانه في الوقت الذي كان يعلن فيه القرار كانت الاحزاب تنتظر موقف الحركة لتحديد قرارها من المقاطعة او المواصلة في الانتخابات وكان يمكن ان نفهم ذلك الموقف لو ان الحركة اعلنت سحب مرشحا للسباق الرئاسي مع موقف القوي السياسية باعتبار ان "تحالف جوبا "هو فكرة الحركة نفسها .هذا لم يحدث وبالتالي فان موقف الحركة وضعها امام الاحتمالات الاتية
اما انها فعلا قبلت بمساومة مع المؤتمر الوطني حيث رضيت ان تسلمه السلطة في الشمال مقابل استفتاء امن وتفاهم في قضايا ما بعد 2011 وهنا تتفرع احتمالات فاما ان هذه الصفقة تمت بواسطة فريق صلاح قوش الذي كان يتجول في الجنوب حاملا معه "الاغراءات والاشكالات في بؤر مهمة مثل اعالي النيل الكبري وابيي وهي مناطق انتاج البترول
او ان هذه الصفقة تمت ايضا بمساندة اقليمية ودولية استلمت فيها الحركة ضمانات كافية من دول الاقليم ومن المجتمع الدولي علي ان اي تداعيات خطرة في حال فوز البشير في قضايا ما بعد النفصال ستكون حماية دولية للحركة وهنا يجب ان نقرأ التقرير الخاص الذي اصدره مجلس العلاقات الخارجية الامريكية في هذا الشهر وهو بمثابة توصيات الي وزارة الخارجية الامريكية لاتباع استراتيجية قائمة علي الاحتمالات كلها مع موضوع السودان وعندما استوضحت من دبلوماسي امريكي عن فكرة غرايشن في حل الجنوب متناسيا دارفور قال لي "دارفور لم تنتهي وتلك معركة سيكون ميدانها مجلس الامن حيث تستعد سوزان رايس لها "وعلي العموم فان الضغوط الدولية والموازنات الاقليمية وضعت الحركة في محك خطير لانها ببساطة خسرت اعضائها في الشمال او كادت ان تخسرهم مقابل وعود الزمن كفيل باثبات مصداقيتها .
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: و أقتربت الساعة :- الحركة في مأزق الموازنات الصعبة "" (Re: سفيان بشير نابرى)
|
سلام يا سفيان .. يا اخي انت هنا ولا هناك ؟
وثانيا الاحزاب اثبتت في اخطر محك انها غير جديرة ان تقود هذه الامة الي
شيء الا الي الخور .. يعني يا سفيان دة كانت فرصة للاحزاب انها تتوحد مع
بعض وتنزل بمرشح مدعوم من كل الاحزاب واكيد كانت حتنافس بل الفوز مضمون
بس الاتفاق بين هذه الكيانات غير واردة لان الجميع بني افكاره علي مخالفة
الاخر مهما كانت التقاربات ممكنة؟ ومؤتمر جوبا كان حبرا علي تراب لان ما
قالوه هناك نكروه هنا واختلفوا كعهدهم دائما ليثبتوا للمواطن السوداني
ان الاحزاب في السودان جلاليب باكمام طويلة فاضية من الداخل ؟
| |
|
|
|
|
|
|
| |
سفيان بشير نابرى
baha eassa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست