|
الديمقراطية العصية
|
اولا اشير الي ان المصطلح "الديمقراطية العصية" هو لاستاذ علم الاجتماع البحريني والكاتب المعروف دزباقر النجار والذي فاز كتابه "الديمقراطية العصية في الخليج العربي" بجائزة الشيخ زايد للكتاب مؤخرا وامس استمعت اليه وشاهدت احمد علي الزين يحاوره في برنامجه الشهير "روافد" في فضائية العربية .... مؤشرات د.نجار التي جعلت الديمقراطية عصية في المجتمع الخليجي والعالمي العربي هي : غياب ثقافة ديمقراطية -التعليم(المناهج الدراسية)- طبيعة المجتمع الشمولية -خوف السلطات من الديمقراطية بانها ستقلل من سلطاتهم - ثم مؤشر مهم وهو جعل الدين عنصرا اساسيا في التشريع .....
اليست هذه المؤشرات تنطبق علي السودان ؟؟؟ اتي النجار في حديثه امس بحال ماليزيا والتي كان 70% من سكانها تحت حد الفقر في العام 1970 واليوم صفر (بينما الوضع مقلوب لدينا في السودانفالان من هم تحت حد الفقر اكثر من ثمانيين في المائة) ويري النجار ام ماليزيا بسكانها من المسلميين الذين يتعدون 60% من جملة السكان توصلو الي حل ازمة السلطة والصراع من اجلها وابعاد الدين من وصفة الحكم ... واشار الي ما قاله الدكتور مهاتير الي مجموعة من مثقفي وساسة الخليج الذين سالوه عن الوصفة فاشار الي ان الفرق هو مفهومهم للدين والقوة وان الاية القرانية التي تحث علي ان يقوي المسلمين انفسهم (اعدولهم ما استطعت من قوة) بان القوة في ماليزيا هي المعرفة وليست شراء وتكديس المعدات العسكرية .. قوة المسلم في المعرفة وليست في الكلاشينكوف ..... اذن معرفة(علم) وفصل دين عن التشريع والسلطة هي الوصفة التي جعلت دولة متنوعة الاعراق والاديان كماليزيا والتي يراها الكثيرون من المؤتمر الوطني وعمر البشير نفسه مثالا يحتذي في التطور والازدهار اما الذيي قومون به فهو ازدهار وتطور لهم ولجيوبهم ومداخيلهم وحزبهم وليس للسودان وشعوب السودان وبالتالي الانتخابات بصورتها الحالية لا تجعل الديمقراطية حاضرة وانما زيادة في ان تكون عصية فلقد اسسو لغياب ثقافة الديمقراطية خلال العقديين الماضيين واضاعو التعليم والمعرفة بجعله كما مشوها وعززو شمولية قاهرة ومن رعبهم وخوفهم من ديمقراطية حقيقيةيريدون ان يشوهونها بانتخابات مزورة ثم يصرون علي اقحام الدين بخلق دولة الدين ....اليس الستون في المائة في ماليزيا والاكثر منهم في تركيا مسلمون ؟؟؟؟ اليست ماليزيا وتركيا هي امثلة المؤتمر الوطني وحلفائها الاقتصاديون ؟؟؟؟فليحالفونهما في وصفتهماالسياسية كذلك ان كانو صادقيين في انهم يريدون للسودان عزة وازدهارا ....هذا هو التحدي وليس الصراخ والقهر والتنكيل والكذب والفساد وتجويع الشعوب .....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الديمقراطية العصية (Re: جمال المنصوري)
|
شكرا جمال للمساهمة والاضافة .... منذ اكثر من عقديين وانا مهتم بتجربة ماليزيا للمعرفة الشخصية وازورها بانتظام واقرء ما يكتبه اهلها من مفكريين وصحف... الماليزيون الذين انتقلو من 70% تحت حاجز الفقر الي صفر الان وبالذات المالاويين وهم الغالب المسلم والسكان اولويات اهتماماتهم ازدهارهم كافراد وحريصون علي بقاء ازدهارهم المادي والحركات المتطرفة الاسلامية موجودة منذ زمن وكانت تحاول ان تستغل فترة الضائقة الاقتصادية في نهاية التسعينات ولكنها فشلت تماما وبقيت في صراخها وتشنجها وبعض تجاوزاتها كالتي ذكرت وحاول انور ان يستغل ذلك وفشل تماما الف في المائة لكن ذلك لا يؤثر في الغالب الاعم ولا في دوران عجلة اقتصادهم ... ماليزيا التي تري ما حدث ويحدث عند جارتها والتي كانت اكثر منها ثراء وحظوة "اندونيسيا" سوف لا تقع في خطا مماثل .....
اما تركيا فلا اظن ان الحادث الان الا تعميقا لمبدء الديمقراطية وما جري لقادة العسكر مؤخرا الا دليل ....
نحن حالتنا عويصة حيث انتقلنا من نسبة هامشية تحت حاجز الفقر قبل خمس عقود الي نسبة غالبة الان وسياتي التغيير وفق نظرية الفوضي التي اشرت انا اليها في موضوع اخر في هذا المنبر كما اعتقد وليس بحركة منتظمة فلقد اثقلت اسقاطات الاحزاب التقليدية و تجاوزات المؤتمر الوطني القاتلة ارجل الحراك المدني ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الديمقراطية العصية (Re: abubakr)
|
الحبيب / ابو بكر
تحية ومحبة
يا صديقي من منا لم تستهويه التجربة الماليزية، ومن منا لم يحلم ببلد مثل ماليزيا، ولكن ،،،، المشكلة في تصاعد المد الديني السلفي، او ما يحاول ان يسميه البعض بالصحوة الاسلامية، والتي هي مبنية في الأساس علي قواعد المدارس الاصولية الجهادية، والتي تؤمن بأن المسلمون هم (شعب الله المختار) وان البقية يجب ان يكونوا ذميين، وهنا مربط الفرس، فكل من ينشد الدين من المسلمين الذين يودون التعايش مع الأخريين يواجه بسطوة ايات السيف، او بصريح العبارة لن يستطيع ان يفعل شيئا اما الرؤية السلفية للنص القرأني، وللحديث الشريف... من هنا يجد نفسه في مأزق، فاما ان يكون سلفيا او ان يكون علمانيا، والاثنان لا يستطيعان التعايش معا،، ونسبة لتنامي الحس الديني في هذا الوقت، فالوقت للسلفيين حتي يأذن الله ،، وللأسف وقعت ماليزيا في نفس الخطأ حين اتجهت مؤسسات الدولة القضائية(تداول المسائل الدينية) الي النظر في قضية قد تبدو للوهلة انها ليست بذي بال، وهي الحكم للمسلمين باحقية استخدام لفظ الجلالة واحتكار المسليمن له، هذا الحكم قسم البلاد فعليا الي مسلمين ومسيحيين وديانات اخري ، مع العلم بانه قبل صدور هذا الحكم كان الجميع يستخدمون الاسم (الله) في صلواتهم.. من هنا تبدأ الفتن..
لك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الديمقراطية العصية (Re: جمال المنصوري)
|
ياعزيزي جمال
Quote: وللأسف وقعت ماليزيا في نفس الخطأ حين اتجهت مؤسسات الدولة القضائية(تداول المسائل الدينية) الي النظر في قضية قد تبدو للوهلة انها ليست بذي بال، وهي الحكم للمسلمين باحقية استخدام لفظ الجلالة واحتكار المسليمن له، هذا الحكم قسم البلاد فعليا الي مسلمين ومسيحيين وديانات اخري ، مع العلم بانه قبل صدور هذا الحكم كان الجميع يستخدمون الاسم (الله) في صلواتهم.. من هنا تبدأ الفتن.. |
اسقاطات متعددة مثل هذه حدثت في ماليزيا خلال العقود الاربع الماضية وانتهي مفعولها وقتيا ...مؤسسات الدولة القضائية لم تتغير ابدا وتنازلها لقضايا مثل هذه لم يؤثر في الاهتمام الشعبي بالدولة كمصدر لازدهارهم .. هنالك اختلاف ثقافي كبير بين التنوع الماليزي والسوداني وبالتالي انا انظر الي تجربة ماليزيا كمؤشر وليس كمثال....
| |
|
|
|
|
|
|
|