القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2010, 12:47 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل

    لأكثر من أسبوع وأنا أحاول إدراج هذه المناقشة التي أرسلها لي الصديق ميسر سبيل طالباً نشرها في سودانيزأونلاين لتوسيع دائرة النقاش ، ولأسباب تتعلق بفقدي للباسويرد إستحال ذلك فالعذر لصديقي ميسر والي ورقته الجديرة بالقراءة والنقاش .
    خضر





    ــــــــــــــــــــــ




    القلب والعقل جدلية ليست للحسم


    بقلم : د- ميسر عبدالقادر سبيل
    بينما كنت في إعداد مناقشة مركزيتها مفهوم الجنة والنار في الفكر الإسلامي ، لإعادة إنتاج مدلولاتهما, كان لابد في سياق المناقشة أن أتطرق للموت كمفهوم و فكرة,وقطعاً إذا إستصحبنا مصير ما بعد الموت في التعريف الإصطلاحي للموت فإننا نصطدم بما يسمى بفخ التعريفات لأن التعريفات هي ثوابت بينما الواقع ديناميكي متغير ومتجدد محكوم بشروط الفرد والجماعة في الإطار الثقافي المعين. وهكذا يمكن الإعتماد على التعريف العلمي القائم والمسنود بالمشاهدة والحقائق في تعريف الموت دون التطرق إلى المصير الذي بعده ، فهو توفق القلب عن اداء وظيفته في ضخ الدم يتبعه توقف بقية الاعضاء Multisystem faluire.. إذاً ما هو القلب’ وما علاقته بالعقل ؟ وهكذا يمكن أن تطول الأسئلة ويمتد البحث الذي من شأنه أن يحثنا على إرسال إنتباهة في إتجاهات غير مألوفة. في لسان العرب لإبن منظور : قلب بفتح اللام : حول الشئ عن وجهه. وقد تأتي بمعنى البحث والنظر في العواقب, قلب الامور أي بحثها و نظر في عواقبها. في التنزيل العزيز [ وقلبوا لك الأمور ] وقيل : [ ما بالعليل قَلَبَة ] اي ما به شئ. و قال الفراء : هو مأخوذ من القلاب وهو داء يأخذ الابل من رؤوسها. و قال كراع : ليس في الكلام اسم داء اشتق من اسم العضو الا القلاب من القلب والكباد من الكبد و النكاف من النكفتين. معلوم للجميع ان القرآن الكريم قد وردت فيه كلمة القلب و هي تعبر في مجملها عن موضع العقل و التدبر والتفكر و بالتالي هي موطن الايمان والاستيقان او الكفر والنكران. قال تعالى [ نزل به الروح الامينى قلبك ] , [ ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ] , [ لهم قلوب لا يفقهون بها ] , [ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ] , [ وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ] , [ و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ]. ولم يكتفي النص بتحديد وظيفة القلب في الافهام والتدبر و هي – بطبيعة الحال المعين الاول لتلقي الرسالة - و انما تعداه الى التعيين التشريحي لموضعه وهو الصدر. قال تعالى [ فانها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التي هي في الصدور ] و قال [ و سيبتلي الله ما في صدوركن ويمحص ما في قلوبكم ] . لا شك ان كل الايات السابقة تستجلي للقارئ صفات القلب و هي تطابق تماما ما اثبته العلم الحديث المبني على المشاهدة و المعارف اليقينية التي لا تفرد هامشاً للشك , انها صفات الدماغ وهو مقر الوعي والفهم والادراك بل هو مسؤول عن كل الاحساس والحركة وقد تم تعيين مناطق لها في الدماغ اذا تأثرت اختلت هي بدورها.

    أواصل
                  

04-06-2010, 12:42 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    متابعين يا ميسر
    ايه
    شايفك بعد زيادة رواتبكم دي معنوياتك ارتفعت وقلبك بقى مشغول بالغيب
    ربنا يكتب ليك الجنة يا خوي
    شكرا يا خضر
    ___________________
    رب اشرح لي صدري
                  

04-06-2010, 01:55 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    متابعة باهتمام!
    مع خالص الشكر لك وللأخ خضر!
                  

04-06-2010, 04:41 PM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    خضر وميسر..سلامات
    متابعين معاكم وفي انتظار نهاية الكلام عشان نتداخل..
    انا عندي كتاب منشور اسمو (الي صناع الحياة..كيف نحيي الموتي( اتكلمت فيهو عن القضىة دي التي لم تحسم..
    وعندي كتاب تاني اسمو (نظرية الفجور والتقوي) داخل فيهو في تفاصيل كتيرة..
    في انتظاركم......
                  

04-06-2010, 09:32 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    الأعزاء
    محمدعبدالقادر سبيل
    صلاح عباس فقير
    علاء الدين محمد بابكر

    تحياتي وإعتذاري لكم جميعاً للتأخير مشغوليات الحياة التي لاتنتهي
    ميسر يشكر حضوركم ويتمني منكم إثراء النقاش .
    أواصل الآن في ورقته فإلي هناك لكم الشكر .

    خضر - ميسر
                  

04-06-2010, 09:33 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    و ما دمنا
    على يقين ان القرآن الكريم هو من عند الله عز وجل وهو اعلم بالخلق [ الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير]. فلا بد لنا ان نستوعب ان هناك عضو في الانسان اسمه القلب هو مركز الفكر و التعقل. وبما ان العلم الحديث اعتمد في مداركه على المشاهدة والتجريب والتدقيق وهو ما حثنا عليه الدين نفسه , قال تعالى [ و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع والابصار والافئدة ]. لذا علينا التسليم بأن القلب المذكور في القرآن هو نفسه الدماغ. و لطي المفارقة القائمة في ذلك ولكي لا ننساق اكراهاً لما ذهب اليه البعض بمحاولة التوفيق قسراً بين ما ورد في القرآن و ما اثبتته الحقائق العلمية و الذي لا يفضي الا إلى لي عنق الحقائق العلمية ، اليكم هذا المثال : في حديث جابر بن عبد الله الانصاري قال: خرج رسول الله ( ص ) فقال { اني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي و ميكائيل عند رجلي ليقول احدهما لصاحبه اضرب لي مثلا, فقال اسمع سمعت اذنك واعقل عقل قلبك }. فذهب ابو الحسن التميمي ان محل العقل هو القلب, و قال ابو الحسن ما نقول به ان العقل في القلب يعلو نوره الى الدماغ فتفيض منه الحواس. وهذه مغالطة للحقائق المثبتة علمياً. لهذا يجب التدقيق والاستبصار في تاريخ الطب والترجمة.. عندما انزل الله تعالى القرآن على نبيه محمد (ص) كان العرب قوما جهلاء أميين, قال تعالى: [ هو الذي بعث في الأميين رسولاً ]. و القرآن استخدم الكلمات العربية التي يستخدمها العرب أنفسهم. قال أمرؤ القيس : اعرك مني ان حبك قاتلي انك مهما تأمر القلب يفعل كانت مدارك العرب الطبية وخاصة علم التشريح محدودة ان لم تكن غائبة أصلا. فمن اين يمكن للعرب ادراك ان القلب المذكور والذي يعي ويعقل هو هذا العضو الموجود بين الاضلع؟ ان بعض الحضارات القديمة كانت لها اهتمامات فيما يختص بأعضاء الانسان, فمثلاً جالينوس الطبيب الروماني المذكور كثيرا عند الغزالي و ابن سينا كانت له تصوراته المزاجية الخاصة للقلب التشريحي وقال انه بين البطينين ثقوب صغيرة يمر عبرها الدم و يمر معه الروح الحيواني [ تهافت الفلاسفة ]. وهو ما نفاه ابن النفيس لاحقاً كما انه اي جالينوس اعتقد ان وظيفة الرئتين هي الرفرفة حول القلب لتبريده من الحرارة. و الأهم من ذلك انه كان يعتقد ان القلب هو مركز الادراك و الوعي و العقل. ومن الواضح ان ابن سينا قد وقع في بعض ما ذهب اليه جالينوس, و اليكم هذا الاقتباس من كتاب ابن النفيس [ شرح تشريح القانون لابن سينا ] فصل تشريح القلب :(ان فعل القلب كما بينا ,ان يولد الروح الحيواني و يوزعه على الاعضاء لتحيا و توليده ذلك بأن يسخن الدم ويلطفه حتى اذا خالطه بما في الرئة من الهواء صلح ذلك المجموع لأن يصير روحا حيوانيا). وهذه بطبيعة الحال تمظهرات لاحقة تجلي مسألة الارتباط من حيث المنشأ الاسطوري بفلسفة النشكونيات و الكوزمولوجيا الايونية. – البابليون و التزامنية : كان العرافون البابليون يتابعون احشاء الحيوانات و خصوصا الكبد الذي يعود للخراف التي تنحر قربانا لإله الحكمة [ شمش ] ظناً منهم ان فيها كوامن الفكر و الوعي و الحدس , و لا زلنا حتى الآن نكرر [ اصاب فلان كبد الحقيقة ] و عندهم ان تحليق الطيور وطيران العصافير انما هي موحيات تتزامن مع احداث معينة , للكبد دور كبير في ادراكها. ارسطو نفسه قال ان الدماغ ليس مقر العقل انما مقره القلب. من هنا ندرك ان القدماء اعتبروا ان العضو الذي يوجد فوق الحجاب الحاجز و الذي يسمى cardia الواقع بين الاضلاع داخل التجويف الذي يسمى thorax هوالعضو الذي يقوم بالفهم . لقد اعتمد العلماء في فهمهم لوظيفة الدماغ على معلومات خاطئة مفادها كما يقول جورج سارتون ان القلب مقر العقل وان وظيفة الدماغ هى ترطيب القلب بما يفرزه من البلغم.

    أواصل
                  

04-06-2010, 09:35 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    تاريخ الترجمة عند العرب:

    نسبة لترحال العرب قديما للتجارة صيفا و شتاء تعلموا الترجمة خاصة من اللغة الفارسية حتى ظهرت في بعض اشعارهم قليل من المفردات الفارسية اشار لذلك عبد السلام كفافي في كتابه الأدب المقارن و من هؤلاء الشعراء الأعشى . و كذلك عرف العرب جيرانهم البيزنطيين ,إذ احتك العرب منذ جاهليتهم بالشعوب الثلاثة المحيطة بهم ,الروم في الشمال و الفرس في الشرق و الاحباش في الجنوب ولا يمكن ان تقوم هذه الصلات الأدبية والاقتصادية دون وجود ترجمة وان كانت في مراحلها البدائية [المرجع السابق] . في زمن الدولة الاموية تمت الترجمة الحقيقية عندما أمر الأمير خالد بن يزيد بن معاوية بترجمة العلوم اليونانية,و توسعت حركة الترجمة لاسيما مع اتساع رقعة الدولة العباسية شرقا وغربا حيث اتصل العرب مع الشعوب المجاورة و في مقدمتهم الفرس و اليونان فقام العرب بترجمة علوم الآخرين. اي ان الترجمة الحقيقية بدأت مع نهاية القرن الأول الهجري واستمرت تصاعديا. و بلغت الترجمة مرحلة متطورة في عهد الخليفة هارون الرشيد و ابنه المأمون الذي كان يمنح المترجم وزن كتبه ذهباً . وكان اشهر المترجمين حنين بن اسحق وهو مسيحي نسطوري وقد قام بترجمة اعمال جالينوس و ابوقراط و ارسطو و العهد القديم من اليونانيين, و كان يساعده ابنه اسحق بن حنين و ابن اخته حبيش بن الأعسم , ايضا هنالك ثابت بن غرة و يوحنا بن البطريق و كانوا يجيدون اللغة السريانية و العربية. و قد اتبع هؤلاء طريقة الترجمة التحريرية الحرفية و ليس نقل المعنى المقصود, و هذه لها ما لها من المسخ البين. وجد المترجمون ان العضو في جسم الانسان الذي يعقل و يدرك هو cardia و قياساً على هذا الوصف وجدوا ان المقابل في القرآن هو [القلب القرآني] وهذه المقابلة انما لعدم استبصار العرب حينها اوجه القصور المعرفي عند اليونانيين القدماء و هي أس المشكل. وهذه المقابلة تقتضي وضع كلمة صدر مقابل كلمة thorax عند اليونان [ و لكن تعمى القلوب التي هي في الصدور].
    • بالطبع القرآن يتحدث عن العضو الذي يعقل و يفهم و يدرك وهو موجود في الصدر و لكن قطعا ليس هو cardia المذكور عند اليونايين بل هو الدماغ . اذا كان القلب القرآني هو الدماغ فإنه موجود - و حسب ما ورد في القرآن – في الصدر. فما هو الصدر؟ الصدر هو ذلك التجويف الذي يحتوي على الدماغ [القلب القرآني] و يعرف علميا skull و ليس المنطقة بين الحجاب الحاجز و العنق .
    • لإثبات ذلك نعود إلى لسان العرب لابن منظور : الصدر : أعلى مقدم كل شئ وأوله . حتى ليقولوا صدر النهار و الليل وصدر الشتاء و الصيف . فأما قول الاعشى : و تشرق بالقول الذي قد اذغته كما شرقت صدر القناة من الدم و صدر القناة أعلاها و صدر الامر أوله و صدر كل شئ أوله . قال ابو ذؤيب : الاصدران عرقان يضربان تحت الصدغين.. وأعلى مقدم الإنسان هو الجمجمة بلا شك.. وقد دخل مصطلح الصدر بعد عصر الترجمة بمدلوله الجديد و كانت
    • تسمى هذه المنطقة قديما بالسحر أو اللبان , قال عنترة : يدعون عنترة والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم فأزور من وقع القنا بلبانه و شكى إلي بعبرة و تحمم و قد قالت السيدة عائشة فيما معناه ان الرسول [ص] {توفى بين سحري و نحري} اي القفص المكون من العظام وهو ما نطلق عليه خاطئين اليوم الصدر .
    • الرأس :في لسان العرب : رأس كل شئ أعلاه . قال امرؤ القيس : يوما إلى أهلي و يوما اليكم و يوما احط الخيل من رؤوس الجبال شاة رأساة أي مسودة الرأس . قال ابو عبيد : اذا اسود رأس الشاة فهي رأساة و جاء في التنزيل الحكيم على لسان زكريا [ قال ربي اني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً ] . فالمعاني السابقة دالة على ان الرأس هو الفروة وما بها من شعر و ترجمتها scalp
    • الجمجمة: في لسان العرب : عظم الرأس المشتمل على الدماغ . قال ابن سيدة : الجمجمة هي القحف. و قيل العظم الذي فيه الدماغ و جمعه جمجم: ابن الاعرابي : عظام الرأس كلها جمجمة و اعلاها الهامة.
    • المخ :يعني في[ لسان العرب لابن منظور] نقي العظم . في التهذيب :نقي عظام القصب و قال ابن دريد : المخ ما في العظم و الجمع مخخة ومخاخ. فلم يستخدم الشعر الجاهلي كلمة مخ ليعني عضو الفهم لأن المخ هو نقي العظم. و نخلص الى ان القلب المذكور في القرآن ليس هو القلب الذي نعرفه بل هو الدماغ. و الصدر ليس هو المنطقة التشريحية الواقعة بين البطن والرقبة و انما هو الجمجمة. و السؤال الذي يُطرح كثيراً: أنه كيف تستقيم الآية ادناه في تفسيرها علميا مع المعنى المطروح للصدر وهو الجمجمة؟ قال تعالى [ فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ] الانعام 125 العملية عصبية بإمتياز. تشريحيا هناك جزء في الدماغ يسمى بmedulla به مركز التنفسRespiratory center ينظم عمق و ريثمية التنفس يتصل عصبيا بمستقبلات كيميائية chemorecepters, فعندما يصعد الانسان الى اعلى يقل ضغط الاوكسجين
    فيُحسس مركز التنفس الموجود في الدماغ بواسطة المستقبلات الكيميائية فيعمل المركز على زيادة التنفس تلقائيا, و هنا نلحظ توسعا للرئتين و ليس تضيقا و انما الذي يضيق هو الدماغ لقلة الاوكسجين.

    أواصل
                  

04-07-2010, 02:51 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    أجدد شكري للأخ ميسر، على الجهد العلميّ الدؤوب الذي بذله
    في سبيل إزالة الغموض عن مفهومي العقل والقلب والعلاقة بينهما!
    الخط العام لما ذكره ميسر إلى الآن –بحسب فهمي له-
    أنه يسلم بما ورد في القرآن من آياتٍ تقرر أن القلب هو الذي يعقل،
    ثم يحاول أن يوفق بين هذه الحقيقة القرآنية وما هو مقرر عند الأطباء
    من أن الذي يعقل هو الدماغ،
    حيث استند التوفيق بصورة أساسية إلى المعجم اللغوي،
    بوجدانه دلالات تدل على أن الصدر مقصود به منطقة الرأس،
    وليس ما هو شائع في اللغة وعند العامّة!
    ورغم تسليمي بأنّ بحث الدكتور ميسر فيه جدّة،
    ويحاول أن يعطي دلالات جديدة لما هو شائع،
    أبادر إلى القول بأنيّ أختلف معه فيما قرّره،
    ولا أرى إشكالاً بينما قرره القرآن وما هو مقرّر في علم التشريح والطب!
    وأريد أن أؤكد المعاني التالية:
    أنه لم يرد في القرآن أن وظيفة القلب هي الفهم والإدراك والتذكر،
    وما إلى ذلك، أولاً.
    ثانياً: لم يرد في القرآن أو السنة أن العقل معناه فقط الفهم والإدراك والتذكر،
    وما إلى ذلك!
    وأسأل الأخ ميسر: ماذا عمّا يسمى بالمعاني القلبية: الرحمة والسكينة، وما إليها
    من العواطف والقيم؟؟؟؟ أهي كذلك في الدّماغ؟؟؟
    المهم، هذه مداخلة مبنيّة على قراءة أولى لهذا النص الهام،
    ولسوف أعيد قراءته، حتّى يتبين لي مقصده!
    ولي عودة بإذن الله!
                  

04-07-2010, 10:38 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    جهد مقدر يا دكتور
    واجتهاد لم يصل حد الحسم كما ذكر ميسم البوست
    ولكنني انصح بما يلي
    اولا الوقوف عند معاني كلمة عقل
    فهذه الكلمة عندي تعني ( اختزان المعلومة memorization او اعتقال نسختها في الدماغ) وليس كما هو شائع حين الذهاب بها مذهب ( الفهم )understanding
    ولا حتى مذهب الدماغ brain
    لأن العقل انما هو عملية process وليس جهاز عملية processor
    فالعقل كما افهمه هو اختزان المعلومة ( كمًا ونوعا من جهة، وكذلك لأطول مدة ممكنةمن جهة ثانية)
    ومن هنا اقول ان الاكتشافات العلمية بدأت تؤكد صحة الحديث القائل بان ( النساء ناقصات عقل ودين )
    فناقصات عقل هنا لا تعني ان فهمهن محدود او ذكاؤهن قليل
    وانما تعني فيما يتعلق باختزان المعلومة - اي عقلها في الدماغ - فانهن ربما يختزنها لمدة تنقص عن مدة اختزانها لدى الرجال ، او ربما ان كمية ما يختزنه من معلومات متشعبة او متزامنة حدثت معا قد تكون اقل مما يفعل دماغ الرجل ( ذاكرته ) لاسباب فسيولوجية، او ان مدى وضوح ما يختزنه يكون اقل . ومهما يكن فان هذا كله لا علاقة له بالغباء او قلة الفهم وانما بفنيات الارشفة.
    هذه هي النقطة الأولى التي وددت ان يلتفت اليها دكتور ميسر اثناء انتباهاته المميزة.

    * واما النقطة الثانية المهمة في نظري
    فهي ضرورة استصحاب كلمة ( فؤاد - افئدة ) التي وردت في القرآن المجيد ايضا كبديل لكلمة قلب - قلوب .
    فما الفؤاد واين موقعه اذا كان القلب القرآني في نظر ميسر هو الدماغ ؟

    * النقطة الثالثة هي كيف يمكننا فهم حديث الرسول (ص) : الا في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ن الا وهي القلب.
    المضغة في القرآن الكريم نفسه ( مضغة مخلقة وغير مخلقة ) لا تدل على هذا الدماغ الكبير الحجم كما هو معروف ، ولا حتى على القلب cardia الكبير بحجم قبضة اليد كما اظن
    ولذا اجد في رأيي ان تلك المضغة( القلب القرآني ) هي قطعة ثالثة غير القلب المعروف وغير الدماغ المعروف.
    قطعة بحجم المضغة المخلقة التي هي طور من اطوار نمو الجنين في الرحم.
    واحسب ان تلك القطعة توجد في القفص الصدري ايضا ، سواء داخل القلب او خارجه
    ومما يعزز مذهبي هذا قول رسول الله ( ص) الذي معناه : التقوى ههنا التقوى ههنا واشار الى صدره.
    الراوي قال اشار الى صدره ، فهل يظن ميسر ان الصحابي الراوي حينما قال ( واشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صدره كان يقصد انه اشار الى رأسه ؟ ) طبعا لا .
    وعموما يبدو لي ان القلب وهو نفسه الفؤاد هو قطعة لحم في قفص الصدر thorax تقوم بوظيفة الفقه اي الفهم والادراك ,والعقل.
    واما الدماغ فقد اجده ( مختبرا كيميائيا ) له وظيفة تحليلية تساعد القلب/ الفؤاد على اتخاذ القرار المناسب
    هذا العقل القرآني بالمعنى الذي اتبناه يبدو لي ان له علاقة قوية جدا بفهوم النفس ، انه جوهر النفس.
    والنفس عندي تكاد تطابق مفهوم ( الأنا ) عند سيجموند فرويد
    فالانا عند فرويد هي ( الوعي ) او العقل الظاهر وهذا بالذات هو مناط التكليف يقول تعالى ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ) بمعنى ان ما تجترحه كل هذه الاعضاء .
    واما الهو عند فرويد بمعنى اللاوعي او العقل الباطن فهو عندي ( الروح ).
    وللروح وعيها ايضا الذي يستدعيه الفؤاد مقابل عملية الاستبطان
    وخلافي مع فرويد ههنا يتحدد بانني كمسلم مؤمن اجد ان ذاكرة الروح ( اللاوعي/ العقل الباطن ) انما هي فطرة الله التي فطر الناس عليها اي هدايته وتعليمه الانسان من خلال الروح المرتبطة بالوحي والالهام حسب درجة الانسان عند الله تعالى .
    ومما يعزز رأيي هذا قوله سبحانه وتعالى :
    {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}
    لم يقل يتوفى الارواح.
    ولابد ان الأرواح تبقى في الجسد ، تدير الاحلام وتدير الحركات اللارادية لاعضاء الجسم كحركة القلب والتنفس وحركة العضلات في ظل غياب النفس ( الوعي/ الأنا ) المتوفاة عند باريها. وعليه فان هذا الجسد النائم ليس ميتا لأن فيه روح ولذلك قال المولى عز وجل ( والتي لم تمت ، في منامها).
    اختم بالقول ان القنطرة التي تربط ما بين الروح والنفس ( اللاوعي والوعي أو الأنا والهو ) تلك القنطرة هي مضغة القلب/ الفؤاد . يمر من خلالها الالهام والهداية من الله تعالى يهديها من خلال الروح التي هي من امر ربي .
    ومن امر ربي قد تعني ههنا من متعلقاته سبحانه ، فهي روح من روحه يستودعها جسد العبد ليحيا بها، لذا فيجب عليه ان يحافظ على نقائها فلا يؤذيها بما يلوث به نفسه من سوء، واما اذا اتبع هوى نفسه فسيفسدها بما حرم الله من الشهوات ( شهوات النفس الأمارة بالسوء) والتي هي اعدى اعداء الانسان .قال رسول الله (ص) : نفسك التي بين جنبيك .
    بين جنبيك هذه لا يمكن ان تكون في الجمجمة يا ميسر ، وانما في القفص الصدري .
    وسأعود
    ______________
    رب اشرح لي صدري

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 04-07-2010, 01:58 PM)

                  

04-07-2010, 01:20 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    اخي خضر حسين خليل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    استأذنك في ان انقل الى ميسر طرفا مما جاء بقاموس لسان العرب لابن منظور وهو المرجع اللغوي الذي استند اليه فيما يخص مفردتي ( قلب ) و ( صدر ) :
    يقول ابن منظور :
    Quote: والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
    وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة،
    والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم:
    لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ
    وقيل: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما،
    لاختلاف اللفظين تأْكيداً. وقال بعضهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد:
    ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا
    وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب
    القُلُوب! وقال اللّه تعالى: ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم.
    قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها،
    شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛
    قال: ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.

    http://www.kl28.com/lesanalarab_r.php?search=718

    واما ازاء كلمة ( صدر ) فيقول :

    Quote: صدر: الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر
    النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول
    الأَعشى:
    وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه،
    كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ
    قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن
    صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله:
    مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ
    أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم
    والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما
    شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو
    كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث،
    وصَدْر القناة: أَعلاها. وصَدْر الأَمر: أَوّله. وصَدْر كل شيء: أَوّله.
    وكلُّ ما واجهك: صَدْرٌ،


    ولابد هنا من ان ننبه ميسر الى ان قوله اعلاه ( الصدر: اعلى مقدم كل شئ واوله ) لا ينبغي ان يصرف على انه ( اعلى كل شئ ) حتى يكون الرأس مقصودا ، لأنه قال ( اعلى مقدم كل شئ) ولم يقل ( اعلى كل شئ ) والفرق كبير جدا ، واراك تركت المقصود بالعلو وهو المقدم اولا وانصرفت مباشرة الى ( اعلى ) لتمسك بالرأس
    فالرأس ليس مقدم جسم الانسان قط ، ولكن قد نقول ان الوجه هو صدر الرأس ، والسحر والثدي مقدم الجسم وصدره
    فالصدر اذا هو ما يتبادر اولا ويظهر للناظر من كل شئ ، ولولا ان حربة السهم هي ما تبادر اولا للمستهدف بها لما كانت صدرا للسهم.
    وبالتالي فالأوفق والادق هنا ان نقول اجمالا بان الصدر هو اول الشئ الذي يواجهك منه ، فهذا معنى جامع.

    ولكن ما هو ( العقل ) في لسان العرب فيما يلي كلامنا ههنا ؟
    يقول ابن منظور :
    Quote: عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان
    يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول
    فيقول: كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد،
    قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:
    فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً
    لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول
    وعَقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباري: رَجُل
    عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا
    جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها،
    أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.
    والمَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك. والمَعْقُول: العَقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ
    أَي عَقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.
    وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. والعَقْلُ:
    التَّثَبُّت في الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ،


    هذه افادات هامة حقا
    الآن علي ان افكر في انه
    كأن العقل - وهو حبس المعلومة في ذاكرة حافظة واعية - محله الفؤاد ( واصبح فؤاد ام موسى خاويا ) ( وافئدتهم هواء )
    وكأن الفقه - وهو الفهم والادراك - محله القلب. يقول الله تعالى ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها..) ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ( قلوبنا غلف )
    وبالتالي فان الفؤاد الذي يعتقل ويحفظ المعلومة وتنفذ منه الروح والمعرفة الروحية نحو النفس هو بعض من القلب ، واما بعضه الآخر فهو للمبادرة والطلب والفهم أو الفقه والشهوة والنفس المكلفة بالدين. فالقلب يشمل الفؤاد والعقل والنفس ، والله اعلم
    ______________
    رب زدني علما
                  

04-08-2010, 07:22 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    حيا الله الأستاذ محمد عبد القادر سبيل، قلت:
    Quote: كأن العقل - وهو حبس المعلومة في ذاكرة حافظة واعية - محله الفؤاد ( واصبح فؤاد ام موسى خاويا ) ( وافئدتهم هواء )
    وكأن الفقه - وهو الفهم والادراك - محله القلب. يقول الله تعالى ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها..) ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ( قلوبنا غلف )
    وبالتالي فان الفؤاد الذي يعتقل ويحفظ المعلومة وتنفذ منه الروح والمعرفة الروحية نحو النفس هو بعض من القلب ، واما بعضه الآخر فهو للمبادرة والطلب والفهم أو الفقه والشهوة والنفس المكلفة بالدين. فالقلب يشمل الفؤاد والعقل والنفس ، والله اعلم
    وذكرت في المداخلة السابقة لها أن الروح هي التي تقوم بهذا الدور (الذي نسبته الآن إلى القلب)!
    ورؤيتك هذه في الحقيقة تطابق إلى حدّ بعيد رؤية أبي حامد الغزالي، التي سطرها في (إحياء علوم
    الدين) كتاب (عجائب القلب)، التي تشابه في الظاهر مذهب المفسرين وعامة العلماء الذين نسبوا
    العقل إلى القلب باعتباره قوة من قواه أو وظيفة من وظائفه، لكن تخالفها في الحقيقة، لأن على
    قاعدة هذه الرؤية بنى الإمام الغزالي مذهبه في التصوف الذي لم يخل من وحدة الوجود.
    على أيّ وحتى لا يتشعب بنا النقاش، سأعبر عن وجهة نظري العامة في الموضوع مباشرة، فأقول:
    أنا أعتقد بأن مسألة أن يفكر الإنسان أو يحب أو يكره أو يريد: مسألة
    من المسائل البدهية والفطرية!
    اسأل أي إنسان بسيط، لم تتأثر معلوماته الفطرية، بدراسة مثل هذا المبحث،
    وقل له: أين عقلك، أي ذلك الذي تفكر به وتنظم أمورك؟
    سيشير إلى الدماغ!
    وقل له: أين قلبك، ذلك الذي تحب به وتكره؟
    سيشير إلى صدره!
    وأعتقد أن هذا الإدراك الفطري لا يتعارض أبداً مع ما ورد في القرآن!
    القرآن لم يستهدف تدشين مبحث في نظرية المعرفة وأدواتها، باعتبار أن ذلك
    سلوك إنساني فطري! لا يخفى إلا على من شاء أن يتناولها من خلال مسلماتٍ غير فطرية
    توهم بأنها حقائق وليست كذلك!
    والله تعالى أعلم!
    حتى لا يتشعب الحوار أرجو من الأخ الدكتور ميسر، أن يتولى تنظيمه بحسب الغرض
    الذي يتناسب مع بحثه!
                  

04-08-2010, 08:58 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    الاخ صلاح عباس فقير
    تحياتي الحارة وشكرا على المداخلة

    ذكرت في مداخلتك الاولى :

    Quote: أنه لم يرد في القرآن أن وظيفة القلب هي الفهم والإدراك والتذكر،

    وهذا القول يجانبه الصواب لان المدلول المباشر لمنطوق الآيات التالية يؤكد وظيفة القلب فيما نفيته انت . قال تعالى: [ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب] [ و طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون] [ وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون] [ لهم قلوب لايفقهون بها)اذن ما هي وظيفة القلب في الآيات السابقة في رأيك ؟
    هي قطعا الادراك/الفهم /التمحيص/ التفكر /الامعان/ التدبر...النظرة الثاقبة للإمور ...الخ اللهم الا اذا كان لديك معنى باطن تأويلها. اذا حق ذلك فأتنا به كي نتبين .

    أما قولك :

    Quote: لم يرد في القرآن أو السنة أن العقل معناه فقط الفهم والإدراك والتذكر،

    هذا قول صحيح بأعتبار ان [فقط) هذه التي ذكرت تؤكد و لا تلغي الفهم و الادراك و التذكر كمعاني و انما
    تتعداها الى صفات اخرى كالتي ذكرتها سابقا.

    أما قولك :

    Quote: ماذا عمّا يسمى بالمعاني القلبية: الرحمة والسكينة، وما إليها
    والقيم؟؟؟؟ أهي كذلك في الدّماغ؟؟؟


    نعم المسؤول عنها الدماغ , علميا الدماغ يتكون من اربعة اجزاء رئيسية و هي المخ -المخ البيني - جزع المخ -المخيخ .فالمخ هو الجزء الاعلى من الدماغ وهو اكبر الاجزاء حجما اذ يشكل 85% من الدماغ. اما المخ البيني فيقع في مركز الدماغ بين المخ وجزع المخ و يتكون من ثلاث مناطق : المهاد - تحت المهاد - المهيد. اما منطقة تحت المهاد تحتوي على كثير من مراكز التحكم المتعلقة بوظائف الجسم الحيوية والاستجابات العاطفية والرغبة الجنسية اما مسألة السلوك فللبيئة بمعناها الشامل دور كبير في تحفيز الدماغ وحثه على انتاج السلوك المعين و ابرازه فعلا نجد ان الخرف الشيخوخي او الخرف المبكر - وهي قطعا تغير في سلوك الفرد- سببه الرئيسي هو ضمور في خلايا الدماغ. كذلك بعض الاتهابات التي تحدث في المخ قد تؤدي الى سلوكيات غير طبيعية .

    اما في مداخلتك الثانية :

    Quote: اسأل أي إنسان بسيط، لم تتأثر معلوماته الفطرية، بدراسة مثل هذا المبحث،
    وقل له: أين عقلك، أي ذلك الذي تفكر به وتنظم أمورك؟
    سيشير إلى الدماغ!
    وقل له: أين قلبك، ذلك الذي تحب به وتكره؟
    سيشير إلى صدره!


    اود ان اؤكد لك ان هذا الموضوع لا يمكن ات يؤخز بمنحى سطحي ، كون ان الفطرة السليمة ان تضع يدك على رأسك مجرد السؤال عن مكان العقل لأن هذا لا يكفي في اثبات انه لايوجد تناقض بين ما اثبته العلم و ما جاء في القرآن الكريم لأن القرآن فعلا يقول ان العقل في القلب و انت تشير الى راسك حين تسأل عن مكان العقل. فأيهما ينسجم و يتناغم مع الفطرة السليمة في رأيك ؟ هل تعلم اخي فقير ان اللادينيين في دعواهم يشيرون الى التناقض بين الحقائق العلمية و القرآن و يحاولون التأكيد بذلك ان مصدر القرآن عقل بشري لا يحيط بالعلم الحديث [راجع كتاب سيد القمني (الحزب الهاشمي) كمثال للقول بانسانية مصدر النص و ابعاد الجانب الماورائي له. لذا من الواجب ان نتصدي من منطلقات علمية لهذا الخطل لا ان نركن الى التسليم بالفطرة .


    مع خالص الشكر والاحترام
                  

04-09-2010, 07:42 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    الأخ خضر
    السلام عليكم ورحمة الله
    أنا واثق من أنّ الرؤية الفطرية التي أستند إليها،
    لا تخالف الكتاب والسنة، ولا تخالف العلم التجريبي!
    ولكن الموضوع متشعب، ولا أدري من أين أبدأ؟
    وبصراحة أنتظر الأخ ميسر، لكي يحدد مسارات الحوار!
    ولا بد من تحديد مساراته وإلا تفرقت بنا السبل!
    أو لو ترونه هكذا عفويّاً! ما عندي مانع!
    بعدين: الآيات التي ذكرتها تشير إلى عملية طبعٍ على القلوب،
    نتج عنها اختلال في الفقه والسمع!
    وليس فيها نص على أن القلب هو الذي يقوم بوظيفة الفهم والتفكير
    والتذكر، وما إلى ذلك!
                  

04-09-2010, 11:37 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    الأخ صلاح عباس فقير
    تحياتي الحارة

    نسيت التنويه أن الصديق ميسر هو من قام بالتعقيب علي مداخلتيك .
    أرجوا أن يتواصل هذا الحوار الشيق



    خضر
                  

04-09-2010, 11:54 AM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    ساعود لبى ورقة ميسر في متسع من امري

    بس هسة بلغو عنى عظيم السلام والشوق

    ولك مثله يا خضر
                  

04-10-2010, 05:38 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: أيزابيلا)

    الرائعة شذى بلة
    شكراًعلي اطلالتك
    اخبارك شنو؟
    بخصوص المناقشة انا اثق فيي نهجك العلمي العقلاني ونظرتك الثاقبةوالتي من شانها ان تضيف وتدعم




    تحياتي لك
                  

04-09-2010, 11:59 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    من معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس:
    عقل:العين والقاف واللام أصل صحيح منقاس مضطرد يدل عظمه علي حبسة في الشئ
    أو ما يقارب الحبسة.

    أما قلب من ذات المعجم:
    القاف واللام والباء أصلان صحيحان:
    أحدهما يدل علي خالص شئ وشريفه
    والآخر علي رد شئ من جهة الي جهة
    فالأول قلب الإنسان وغيره
    والآخر:قلبت الثوب قلبا........

    نلاحظ أن العرب تستعمل لفظة (قلب) لتدل بها علي (أداة)، وأيضا لتدل
    بها علي (فعل)، ومن صياغ الجملة يمكن أن نستنتج أن المدلول للأداة،
    أم للفعل،
    أما عقل فهو (الحبس أو الحفظ) ومنها (العقال والمعتقل)
    لا حظو معي، أن (عقل) ليس (أداة) كما في (قلب)، انما فقط (فعل) يحتاج لفاعل
    (أداة).

    الآية:

    (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
    الحج 46


    فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا

    قلوب (أدوات) تفعل فعل (يعقلون بها) أي (يحبسون بها أو يحفظون بها)..الحفظ يمكن
    أن يتم خارج الأداة الفاعلة، وأيضا يمكن أن يتم داخلها، ما لم نحدد مكان (الحفظ)..


    ..
    نتابع باهتمام..
                  

04-09-2010, 10:21 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    ألاخ علاء الدين محمد بابكر

    شكراً علي المداخلة

    Quote:
    قلوب (أدوات) تفعل فعل (يعقلون بها) أي (يحبسون بها أو يحفظون بها)..الحفظ يمكن
    أن يتم خارج الأداة الفاعلة، وأيضا يمكن أن يتم داخلها، ما لم نحدد مكان (الحفظ)..



    اعتقد انك علي المسار الذي يمكن ان نتلاقي في نهايته حتما.حيث ان العقل فعلا هو فعل
    او مجموعة افعال وادآته هو القلب القرآني,وهذا صحيح فقط اذا كان القلب القرآني هو الدماغ.
    واحسب انك تعلم ان ادآة العقل هي الدماغ وهذا مثبت علميا بالشواهد والابحاث.
    ومايبدو من مفارقة انما يرجع لاخطاء الترجمةمن اليونانية الي العربية.




    شكرا مرة اخري
                  

04-09-2010, 08:27 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    الأخ فقير..تحياتي.
    قولك:
    Quote: أنا واثق من أنّ الرؤية الفطرية التي أستند إليها،
    لا تخالف الكتاب والسنة، ولا تخالف العلم التجريبي

    لقداوضحت لك (ان الفطرة التي استندت عليهاوهي الإشارة الي الراس عند السؤال عن العقل والإشارة الي الصدرحين السؤال عن القلب)هي تناقض ماجاء في القرآن الكريم الذي يقول بكون العقل في القلب,ولكن يمكن ان ينتفي هذا التناقض في حالة تسليمنابأن القلب القرآني هو الدماغ.
    وقولك:
    Quote:
    ولكن الموضوع متشعب، ولا أدري من أين أبدأ؟
    وبصراحة أنتظر الأخ ميسر، لكي يحدد مسارات الحوار!
    ولا بد من تحديد مساراته وإلا تفرقت بنا السبل!

    انا لا ادري بمقصدك فيما يخص المسارات؟؟
    جدليتي المطروحة هي في اثبات غير ما هو شائع في ان القلب هو العضو الموجود في الصدر وهو الذي يعقل ــ حسب ما هو وارد في القرآن ــوانما هو الدماغ.وان الصدر ليس هو القفص العظمي المعروف وإنما هو الجمجمة. وذلك لإزالة التناقض الذي يبدو ماثلا" مابين القرآن الذي قال عن مكان العقل أنه القلب على النقيض تماما" لما أثبته العلم أن مكانه الدماغ .وأوضحت أن الخطأ هو ليس في القرآن وإنما الخطأ في الترجمة من اليونانية إلي العربية.وإتبعت في ذلك مسارات :ـ ـ القرآن.
    ـ كلام العرب .
    ـ تاريخ الترجمة .
    ـ تاريخ الطب .
    ـ والطب الحديث نفسه .
    وأتمنى أن تكون قد إتفقت معي فيما ذهبت إليه لأن هذا إضافة بالتأكيد .
    أخي فقير
    موضوعي الأساسي هو العقل والقلب وهو قائم بذاته .
    موضوع الجنة والنار سيأتي لاحقاً بإذن الله .
    هذا إذا إلتبس عليك الشأن.
    أما قولك
    Quote: بعدين: الآيات التي ذكرتها تشير إلى عملية طبعٍ على القلوب،
    نتج عنها اختلال في الفقه والسمع!
    وليس فيها نص على أن القلب هو الذي يقوم بوظيفة الفهم والتفكير
    والتذكر، وما إلى ذلك!

    أولآ : ماذا تقول في وظيفة القلب في قول الله تعالي :
    {لهم قلوب لايفقهون بها}
    {أفلم يسيروا في اللارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }
    أليست هي الوظيفة التي نفيتها أنت كونها الفهم والتفكير والتذكر؟
    ثم اخي فقير اذا اخذنا مذهبك فيما قلت عن عمليات الطبع علي القلب التشريحي التي نتاجها اختلال في الفقه والسمع ,من قال لك ان الطبع علي القلب نتاجه اختلال في الفقه والسمع؟ وعلي اي اساس علمي استندت؟؟
    علمياً الطبع علي الدماغ هو ما ينتج عنه الاختلال في الفقه والسمع لأنه المسؤول عن ادارة هذه العمليات..








    مع خالص تقديري......ميسرعبد القادر سبيل
                  

04-09-2010, 09:45 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    حيا الله أخي الدكتور ميسر
    الآن اتضحت لي الرؤية!
    والالتباس كان من عندي!
    وسأعود بإذن الله بمزاج لتوضيح
    وإثبات قناعتي بصحة الرؤية الفطرية
    لهذا الموضوع!
                  

04-10-2010, 08:47 AM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: لما أثبته العلم


    في أي بحث عن الحقيقة، يبدأ من الشك في الحقائق الموجودة..
    العلم سابقا كان يظن أنه قد أثبت الآتي:
    - الأرض مسطحة..
    - الأرض ثابتة وتدور حولها الشمس..
    - الأرض لها جاذبية (ميكانيكا نيوتن)

    وأيضا جاء العلم ليثبت غير ما هو ثابت..وهكذا..
    الأخ دكتور ميسر:
    فلنتفق أولا علي أن العلم (نسبي) وليس (مطلق)..
    ان اتفقنا..فلنبدأ من الشك..
    ليس هناك:
    (ما أثبته العلم) وليس هناك (قال جمهور العلماء)..

    كل شئ نسبي في الزمان وفي المكان..
    عندها يمكن أن نبحث عن (حقيقتنا النسبية..في زماننا)
                  

04-10-2010, 10:12 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    يا خوانا
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لكي نضمن نجاح هذا الحوار ، فان الخير كل الخير ان يتحدث كل طرف بما يحسن ويلم
    بمعنى ان الاطباء يجب ان يركزوا على المعرفة العلمية البيولوجيا والفيزيولوجيا الخ ولا ما نع من بعض الاستعانة بعلم اللغات والسانيات والقواميس
    بينما على من خبر اللغة وطرفا من علوم الدين ان يركز على الجانب الذي يليه مع قليل من العلوم وذلك كله حتى نلتقي سويا فيما بعد على نقاط جامعة تسمح بلها بوضع افضل للفهم
    وليصحح بعضنا بعضا اثناء ذلك ، فيما هو واثق من المامه التام به والله ولي التوفيق
    الآن دعونا نسأل الاطباء ههنا ومنهم ميسر وايزابيلا
    1/ هل ثمة افادة علمية مبسطة يمكنكم رفد البوست بها بخصوص ( عملية قيام الدماغ بتلقي المعلومة والاحتفاظ بها في مستودع معين ثم استدعاءها لاحقا؟ ماهو الجزء المختص بذلك في الدماغ وماهي سلسلة العمليات الميكانيكية والكيميائية التي تتم لتحقيق العملية ؟)
    2/ هل هنالك موانع منطقية وعلمية تجعل قيام عضو آخر غير الدماغ الذي في الجمجمة بعملية تلقي المعلومة وهضمها واعادة استخدامها؟ وبمعنى الآخر هل لديكم ما يجعل من المستحيل ان تكون للقلب الذي بين الضلوع وظائف ادراكية ذكية غير ضخ الدم واستقباله؟

    3/ قرأنا عن قصص غريبة لاناس نقلت لهم قلوب اموات فحدثت لهم اثر ذلك تبدلات في المزاج والهوى والذكريات والعلاقة باماكن لم يروها وبعد البحث اتضح انهم اصبحوا يحبون الاشياء التي كان يحبها اصحاب اصحاب تلك القلوب الاصليين ، فهل معنى ذلك ان قلوب اولئك الاموات احتفظت بذكرياتهم وهواهم مما يعني ان للقلوب وظائف اخرى مرتبطة بالمعلومات؟
    _____________
    رب اشرح لي صدري ويسر لي امري
                  

04-10-2010, 03:40 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: يا خوانا
    لكي نضمن نجاح هذا الحوار ، فان الخير كل الخير ان يتحدث كل طرف بما يحسن ويلم
    بمعنى ان الاطباء يجب ان يركزوا على المعرفة العلمية البيولوجيا والفيزيولوجيا الخ ولا ما نع من بعض الاستعانة بعلم اللغات والسانيات والقواميس
    حيا الله أخانا سبيل،
    ما قصدته -حضرتك- من تنظيم سيحصل تلقائياً، كل مختص سيبرع في دائرة اختصاصه!
    فاتركها هكذا عفويّة، ودعنا ننظر تنظيراً ونتفسح قليلاً هههههههه إلى أن يأتي المختصون.
    يعني من الأفضل أن يكون التنظيم بحسب المسائل، لا بحسب التخصصات، خاصة والموضوع ليس غريباً
    على كلّ أحد،
    وطبعاً هذا ينسجم مع رؤيتي (الفطرية) وأرجو أن لا تكون الفطيرة للموضوع!
    أما النقطة الأخيرة من كلامك، فأنا أراها ملائمة جداً لكي نبدأ بها النظر في الموضوع كله!
    (يتبع)
                  

04-10-2010, 03:24 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ محمد.....شكراً علي المداخلات.
    ذكرت في المداخلة الأولي:
    Quote: اولا الوقوف عند معاني كلمة عقل
    فهذه الكلمة عندي تعني ( اختزان المعلومة memorization او اعتقال نسختها في الدماغ) وليس كما هو شائع حين الذهاب بها مذهب ( الفهم )understanding
    ولا حتى مذهب الدماغ brain
    لأن العقل انما هو عملية process وليس جهاز عملية processor

    ماذهبت إليه كون العقل عملية أرشفة للمعلومات في الدماغ ليس هو كل الحقيقة بل بعضها لأن الزاكرة جزء فقط من عمليات العقل المتعددة (التدبر ـ الأدراك ـ التمعن ـ التفكر …..الخ ).
    لأننا اذا حصرناها فقط في الارشفة فكيف تستقيم دلالة الآيات…
    (أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها).
    (لهم قلوب لا يفقهون بها)..
    فهل في رأيك ان المقصود بها يخزنون بها ويأرشفون؟؟ ام يتدبرون ويفكرون؟؟؟
    ثم ما رايك في مصطلح الإعاقة العقلية؟هل هو ضعف الذاكرة ؟
    لابد انه كذلك في حالة سحبك لمدلول كلمة العقل فقط علي الأرشفة أو الذاكرة.وهكذا يصبح معظمنا في عداد المعاقين عقلياً..
    علمياً: الإعاقة العقلية تشمل حالات الاضطرابات العقلية والسلوكية التي لا يستطيع فيها المصاب ان يتعايش مع الآخرين بشكل طبيعي كحالات الفصام والعتة وحالات التخلف العقلي بدرجاته المختلفة.
    والتخلف العقلي هو حالة من عدم تكامل نمو خلايا المخ او توقف نمو انسجته منذ الولادة او بعدها في الطفولة بسبب ما.والتخلف العقلي ليس مرضاً مستقلاً او معيناً,بل هو مجموعة امراض تتصف جميعها بإنخفاض في درجة ذكاء الفرد بالنسبة لمعدل الذكاء العام.
    ويحسب معدل الذكاء وفقاً للمعادلة:معدل الذكاءIQ = العمر العقلي/العمر الزمني×100
    وقولك:
    Quote: * واما النقطة الثانية المهمة في نظري
    فهي ضرورة استصحاب كلمة ( فؤاد - افئدة ) التي وردت في القرآن المجيد ايضا كبديل لكلمة قلب - قلوب .
    فما الفؤاد واين موقعه اذا كان القلب القرآني في نظر ميسر هو الدماغ ؟

    وردت الإجابة في طيات سؤالك بإستخدامك كلمة (بديل) والبديل يستلزم التشابه والتماثل.
    حيث القلب القرآني هو نفسه الفؤاد وهو الدماغ.
    في لسان العرب:فأد:شوي,الفئيد:ما شُوي وخُبز علي النار,التفؤد:التوقد,الفؤاد:القلب لتفؤده وتوقده,مذكر لا غير,صرح بذالك الحياني,ويكون ذلك لنوع الإنسان وغيره من انواع الحيوان الذي له قلب.قال يصف ناقة:
    كمثل إتان الوحش,أما فؤادها فصعب,أما ضهرها فركوب
    ومن قول اللحياني ان الفؤاد يكون لنوع الإنسان وغيره من الحيوان الذي له قلب فيه دلالة واضحة الي ان المقصود بالقلب ليس العضو الذي وظيفته ضخ الدم,اذ ان كل الحيوانات تمتلك هذا العضو,اما العضو الذي وظيفته التفكير والتقدير والتدبر,والذي هو شكل متطور من تجمع الخلايا العصبية عالية التخصص وهو مايسمي بالجهاز العصبي المركزي,فهو لايوجد بهذا الشكل إلا في الحيوانات العليا وقمة كماله في الإنسان,اما في الحيوانات الدنيا فهو لايتعدي ان يكون تجمعاً لعقد عصبية مسؤولة عن الحركة والإحساس فهي ليست لها قدرة علي التفكير وتقدير الامور,اذاً المقصود بالفؤاد هو الدماغ.
    اما قولك:
    Quote: * النقطة الثالثة هي كيف يمكننا فهم حديث الرسول (ص) : الا في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ن الا وهي القلب.
    المضغة في القرآن الكريم نفسه ( مضغة مخلقة وغير مخلقة ) لا تدل على هذا الدماغ الكبير الحجم كما هو معروف ، ولا حتى على القلب cardia الكبير بحجم قبضة اليد كما اظن
    ولذا اجد في رأيي ان تلك المضغة( القلب القرآني ) هي قطعة ثالثة غير القلب المعروف وغير الدماغ المعروف.
    قطعة بحجم المضغة المخلقة التي هي طور من اطوار نمو الجنين في الرحم.


    في لسان العرب:مضغ,يمضغ,مضغاً:لاك.وأمضغه ومضّغه:ألاكه إياه.
    وفي التهذيب : المضغة قطعة لحم،وقيل : تكون المضغة غير اللحم.
    وفي تاج العروس : شئ لاكته الأسنان، خذ قوله تعالي : (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *ثم جعلناه نطفة في قرار مكين *ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناها خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين).هي أطوار تخلق الجنين الإنساني داخل الرحم.
    فطور المضغة:ـ
    يكون الجنين في اليومين 23ـ 24 في نهاية مرحلة العلقة ثم يتحول إلي مرحلة المضغة في اليومين 25 ـ 26 فتأخذ الفلقات في الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور. ويمكن إدراك تطابق لفظ مضغة لوصف العمليات الجارية في هذا الطور من حيث ظهور الفلقات التي تعطي مظهراً يشبه مظهر طبع الأسنان في المادة الممضوغة. ومع التغير السريع في شكل الجنين تظل آثار الطبع أو المضغ ملازمة .فالجنين يتغير شكله الكلي ولكن تبقي الفلقات كما هي،وكما أن المادة التي تلوكها الأسنانيحدث بها إنتفاخات وثنيات فإن ذلك يحدث للجنين تماماً. ومن هذا نخلص إلي أن كلمة المضغة هي وصفيّة لمورفولوجيا الجنين في مرحلة ما من تطوره داخل الرحم. وهذا يمكن أن يسحب أيضاًعلي الدماغ لأن به ثنيات واخاديد sulcus&gyrus وهو في شكله الظاهر يشبه الشئ الممضوغ.اما القلب التشريحي فهو لا يشبه الشئ الممضوغ.وهنا تجدر الاشارة الي ان المرضي بامراض القلب يزاولون حياتهم بشكل طبيعي وقد لا تتاثر بقية الاعضاء وفي المقابل ان اي اعتلال في الدماغ لابد ان يصاحب بإعتلال في بعض الاجزاء من الجسم وهذا يتسق مع مدلول الحديث الذي ذكرته.
    وفي حديثك:
    Quote: ولذا اجد في رأيي ان تلك المضغة( القلب القرآني ) هي قطعة ثالثة غير القلب المعروف وغير الدماغ المعروف.
    قطعة بحجم المضغة المخلقة التي هي طور من اطوار نمو الجنين في الرحم.

    اخي محمد...ان علم الطب الحديث قد وضح مكونات الthoraxوكذلك مكونات الcardiaولم يذكر القطعة التي ذكرتها.
    وقولك:
    Quote: ومما يعزز مذهبي هذا قول رسول الله ( ص) الذي معناه : التقوى ههنا التقوى ههنا واشار الى صدره.
    الراوي قال اشار الى صدره ، فهل يظن ميسر ان الصحابي الراوي حينما قال ( واشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صدره كان يقصد انه اشار الى رأسه ؟ ) طبعا لا .

    وانا بدوري اسأل:هل يظن محمد ان الصحابي الراوي حين قال(واشار رسول الله(ص)الي قلبه انه اشار الي قفصه العظمي؟
    وقولك:
    Quote: ولابد ان الأرواح تبقى في الجسد ، تدير الاحلام وتدير الحركات اللارادية لاعضاء الجسم كحركة القلب والتنفس وحركة العضلات في ظل غياب النفس ( الوعي/ الأنا ) المتوفاة عند باريها. وعليه فان هذا الجسد النائم ليس ميتا لأن فيه روح ولذلك قال المولى عز وجل ( والتي لم تمت ، في منامها).


    هذا قول لاينسجم مع الحقائق العلمية المعروفة,وهي ان هناك مايسمي بلاعصاب الشوكية وعددها 31زوج وتصنف الي نوعين.النوع الاول هي الاعصاب الجسمية ووهي مكونة من اعصاب حركيه مسؤولة عن حركة العضلات الإرادية التي تنتشر في عضلات هيكل الجسم ,ومن اعصاب حسية والتي تنتشر في جميع انحاء الجلد.اما النوع الثاني فهي الاعصاب الذاتية او الاإرادية وهي مسؤولة عن الحركات الاإرادية في اعضاء الجسم الداخلية(سوي كان ذلك في النوم او الصحيان)كالقلب والرئتين ,الحجاب الحاجز,المعددة,الإمعاء,الكبد,الكلي,الاوعية الدموية وغيرها.
    اما الروح في تقديري هي القوة الميتافيزيقية التي ينفخها الله في الجسد والتي من شأنها ان تجعل كل اعضاءالجسد تؤدي وظائفها البيولوجية في تتناغم وإنسجام..والله أعلم.
    اما قولك في المداخلة الثانية:
    Quote: ولابد هنا من ان ننبه ميسر الى ان قوله اعلاه ( الصدر: اعلى مقدم كل شئ واوله ) لا ينبغي ان يصرف على انه ( اعلى كل شئ ) حتى يكون الرأس مقصودا ، لأنه قال ( اعلى مقدم كل شئ) ولم يقل ( اعلى كل شئ ) والفرق كبير جدا ، واراك تركت المقصود بالعلو وهو المقدم اولا وانصرفت مباشرة الى ( اعلى ) لتمسك بالرأس
    فالرأس ليس مقدم جسم الانسان قط ، ولكن قد نقول ان الوجه هو صدر الرأس ، والسحر والثدي مقدم الجسم وصدره
    فالصدر اذا هو ما يتبادر اولا ويظهر للناظر من كل شئ ، ولولا ان حربة السهم هي ما تبادر اولا للمستهدف بها لما كانت صدرا للسهم.
    وبالتالي فالأوفق والادق هنا ان نقول اجمالا بان الصدر هو اول الشئ الذي يواجهك منه ، فهذا معنى جامع.


    انا هنا اتساءل ماالذي جعلك تاخذ ان اعلي مقدم جسم الانسان هو السحر والثدي وليس الراس؟اللهم الا اذا كان الانسان الذي تقصده هو الانثي.وإلا ما قمت بإضافة كلمة الثدي لكلمة السحر.
    في إعتقادي ان اول ما يتبادر للرآئي عندما ينظر الي انسان هو الراس.
    كان العرب يقولون صدر القناة وصدر السهم .فهل للقناة والسهم غير راسهما الذي يصيب؟
    لم يظهر مفهوم الصدر بمعني السحر الا بعد عصر الترجمة .فخذ هذا البيت مثالا:
    وقد واخيا نشذاًمن الارض عالياً كأنهما نهدان قاما علي الصدر
    فهذا المعني لكلمة الصدر لا ينسجم معني الآية في قوله تعالي:(الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه,الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون) ..فماذا يمكن ان نفهم في عبارة يثنون صدورهم غير يطأطئون رؤوسهم؟
    اما قولك:
    Quote: الآن علي ان افكر في انه
    كأن العقل - وهو حبس المعلومة في ذاكرة حافظة واعية - محله الفؤاد ( واصبح فؤاد ام موسى خاويا ) ( وافئدتهم هواء )
    وكأن الفقه - وهو الفهم والادراك - محله القلب. يقول الله تعالى ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها..) ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ( قلوبنا غلف


    مسألة ان العقل هو حبس المعلومة فقد سبق وان اشرنا اليه في سياق هذا الرد,
    اخي محمد :الا تجد ان هناك تناقض بين مداخلتك الاولي حين ذهبت الي ان العقل هو عملية خزن في الدماغ.
    ثم اتجهت الي القول بان العقل هو حبس الممعلومة في ذاكرة حافظة واعية محله الفؤاد.؟
    Quote: وانما تعني فيما يتعلق باختزان المعلومة - اي عقلها في الدماغ

    Quote: كأن العقل - وهو حبس المعلومة في ذاكرة حافظة واعية - محله الفؤاد ( واصبح فؤاد ام موسى خاويا ) ( وافئدتهم هواء )
                  

04-10-2010, 03:46 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    ننوه الاخوة المتداخلين ان كل الردود بخصوص هذا الموضوع يقوم بكتابتها ميسر عبد القادر سبيل


    ولكم جزيل الشكر
                  

04-10-2010, 06:17 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    الدكتور ميسر -انطلاقاً من التسليم بما يراه مقرّراً في القرآن الكريم، من أن القلب
    هو الذي يعقل، ومن التسليم بما هو مقرر في الطب والتشريح من أنّ
    العقل محلّه في الدماغ- ذهب إلى أنّه:
    Quote: علينا التسليم بأن القلب المذكور في القرآن هو نفسه الدماغ
    ولكن ذلك القلب القرآني، نصوص عديدة تشير إلى أنه كائن في
    الصدر، وليس الجمجمة!
    ويحُلّ ميسر هذه المشكلة بأن ساق نصوصاً من المعاجم العربية،
    يرى أنها تشير إلى أنّ الصدر في الحقيقة هو في الرأس والجمجمة!
    وهذه هي العقبة الكؤود في طريق ميسر لإثبات ما يروم إثباته!
    لنلحظ أن الأمر هنا لا يتعلق بمعنى من المعاني المجردة،
    التي تقبل بطبيعتها الجدل والخلاف!
    ولكن يتعلق بذات محسوسة، وعضو من أعضاء جسد الإنسان المهمة: الصدر
    أو الرأس!
    باختصار:
    على ميسر أن يأتي –لا أقول بمجموعة من النصوص تؤكد هذا
    المعنى الذي ذهب له- بل بنصّ واحد يفيد بأنّ العرب أطلقت
    على ذلك العضو المدوّر في أعلى الإنسان اسم الصدر!
    وأن يثبت أن إطلاق العرب اسم الصدر على ذلك العضو المشتمل
    على القفص الصدري، إطلاق مجازيّ غير حقيقي!
    استدل الدكتور ميسر بمثل قول العرب:
    Quote: و صدر القناة أعلاها و صدر الامر أوله و صدر كل شئ أوله

    لا، نحن لا نتكلم عن أيّ صدر!
    نحن نتكلم عن عضوٍ في جسد الإنسان، اسمه الصدر!
    لم يذكر الأخ ميسر نصّاً منقولاً عن العرب الذين نزل القرآن
    بلسانهم، يفيد بما ذهب إليه!
    ولكنه استدلّ بآيتين قرآنيّتين، وسوف
    أقف عندهما في مداخلة قادمة بإذن الله!
    مع خالص المودة للأخ الدكتور ميسر، وجميع الإخوة المشاركين
    في الحوار!

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 04-10-2010, 09:08 PM)
    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 04-10-2010, 09:10 PM)

                  

04-10-2010, 07:56 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    الأخ محمد:
    تحياتي...
    بخصوص مداخلتك الاخيرةوطلبك للمكان التشريحي لخزن المعلومات واستدعائها,اليك اقتباس من موقع امريكي متخصص في الذاكره
    Quote:
    Human memory can most broadly be defined as a function of the brain that gives us our ability to store and retrieve information. Science is fairly confident of the fact that there are many different types of memory, and many different mechanisms for their storage and retrieval processes. There are, potentially, as many types of memory as there are types of information and input to remember, and so the concept of one single brain section holding responsibility for memory has become somewhat obsolete.
    In fact, there is general agreement upon the existence of sensory memories (taste, visual, tactile) as well as more conceptually based memories (episodic, procedural, declarative). All of these individual memory modes can combine to form much more complex and varied remembrances. Consider any significant childhood memory, perhaps the first time you can remember riding your bicycle without training wheels. During the moments in which that memory was created, your brain was processing thousands of pieces of information, and your memory had to decide which of those pieces were important enough to be worth storing for later retrieval. You might remember the emotions of fear and excitement; the tactile sensation of wind on your arms, or of the scrape on your knee if you fell; the sound of your mother's encouraging words; procedural information (how to move your legs to push the pedals, the fine motor control of steering), and episodic information like the time of day, your age, and your general surroundings.
    You probably do not remember less-central information such as the shoes you were wearing, or the colors of the cars parked along the curb where you rode; this information might have entered into your short-term memory, from which you might have been able to retrieve it for a few hours or even a couple of days. But only that information most central to the memory as a whole makes it into your long-term memory, where it lives for years —possibly an entire lifetime.
    The multitude of information stored in long-term memory, and the wide variety of types of information stored, make it difficult to believe that any one brain structure could be solely responsible for that storage. Indeed, most theories point towards a long-term memory system that stores various types of remembered information in the brain areas most closely related to it —i.e., remembered words would be stored in the brainÕs language center, whereas a remembered sound would be placed on a mental "shelf" somewhere near the brain's temporal lobes, primarily responsible for hearing. Then, the billions of interconnected neurons link these discrete pieces of a more complex memory together, so that, when retrieved, all of the information about that first bike ride comes to mind as a whole, rather than as a jumbled assortment of parts.
    [/QUOTE
    واليك ايضا هذه الصورة ماخوذة عن طريق الرنين الميغناطيسي الوظيفي FMRI لمعرفة مايدور في الدماغ اثناء التذكر.واليك ايضا التعليق كما ورد من المصدر


    مع تحياتي...ميسرعبد القادر سبيل
                      

04-11-2010, 06:24 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    وفي استدلاله بالقرآن الكريم، يقول الدكتور ميسر، وهو يعلّق على المعنى
    الدارجي المعروف لكلمة (صدر):
    Quote: فهذا المعني لكلمة الصدر لا ينسجم مع معني الآية في قوله تعالي:(الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه,الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون) ..فماذا يمكن ان نفهم في عبارة يثنون صدورهم غير يطأطئون رؤوسهم؟

    فأقول: أولاً، القرآن كتابٌ عربيٌّ مبين، فكلّ ما فيه يُفسر بحسب ما ورد في المعاجم
    العربية!، ومع ذلك قد يرد في بعض التفاسير أنَّ (يثنون صدورهم) معناه
    (يطأطئون رؤوسهم)، ولكن ذلك يكون باعتباره حركة تلزم عن ثني الصدر!
    لنقرأ ذلك في بعض ما ورد في التفاسير:
    قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري:
    Quote: .... فقال بعضهم: ذلك كان من فعل
    بعض المنافقين ، كان إذا مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم غطَّى وجهه
    وثَنَى ظهره..... وقال: كان أحدهم إذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ثَنَى
    صدره، وتغشَّى بثوبه ، كي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم...........
    وقال "القرطبي":
    Quote: قيل: نزلت في بعض المنافقين، كان إذا مر بالنبي صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثنى صدره وظهره، وطأطأ رأسه وغطى وجهه، لكيلا يراه
    النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيدعوه إلى الإيمان!
    وكذلك وردت كلمة الصدور في القرآن ولا يفهم منها المفسرون والعلماء،
    إلا ذلك المعنى الدارج بين الناس، الذي هو محلُّ القلب الجسديّ، تلك المضخّة،
    وأنه الذي يكون فيه الصفات (القلبية) الباطنة، من الغلّ والحسد
    والكبر ... الخ، كما في قوله تعالى:
    (ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ) (إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه)
    (وربك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون) (لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم
    من الله)، ...
    إذن، ليس هناك من دليل في نصوص اللغة والشرع على ما ذهب إليه الأخ
    الدكتور ميسر!
    فالصدر هو الصدر، والقلب هو القلب، والدماغ هو الدماغ، والرأس هو الرأس!
    وتبقى مشكلة: أن ما ورد في القرآن الكريم من تقرير لحقيقة أن القلب
    يعقل، هل يخالف ما هو مقرر في الطب والتشريح أم لا!؟
    والذي أراه أن لا مخالفة بين الحقيقتين، فالقرآن لم يقل: إنّ الذي يعقل
    هو القلب فقط، ولكن أشار إلى إحدى وظائف القلب، وهي كونه يفقه ويعقل!
    وليس معنى ذلك أبداً أنه يفكر ويحسب ويتذكر ويتفكر ويرتب ويصنف وما إلى ذلك
    من العمليات العقلية (الدماغية) البحتة!
    القرآن فقط يقول: إن المعرفة العقلية البحتة، ينبغي أن تتمّ في ظل إيمان
    القلب وتقواه، لأنه عندئذٍ يحصل الضبط الكامل للأمور!
    ولا يكون ذلك الفصام النكد بين المعرفة النظرية العقلية، وبين السلوك الإنساني!
    الذي يحصل عندما يكون القلب غارقاً في الشهوات!
    فباختصار:
    العقل (جوهر روحاني كامن) في الدماغ، وهو أداة الفكر والتوجيه الإنساني!
    والقلب (جوهر روحاني كامن) في القلب الجسدي! وهو محلّ القيم والعواطف والانفعالات الإنسانية!
    ولكن يقول الأطباء أنهم عند تشريح القلب، لم يجدوا فيه هذا الذي يشعر به الإنسان بفطرته،
    وهذا الذي يقرره القرآن في كثير من آياته!
    وسيجيء الرد بإذن الله على هؤلاء!

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 04-11-2010, 03:42 PM)

                  

04-11-2010, 09:30 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    د.ميسر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    Quote: ماذهبت إليه كون العقل عملية أرشفة للمعلومات في الدماغ ليس هو كل الحقيقة بل بعضها لأن الزاكرة جزء فقط من عمليات العقل المتعددة (التدبر ـ الأدراك ـ التمعن ـ التفكر …..الخ ).

    انا قلت ان العقل هو عملية( تخزين/ اختزان ) والاختزان يمر باطوار بالضرورة كما تعلم كطبيب.
    من هذه الاطوار والمراحل طور تلقي المعلومة ثم تحليلها ( التدبر والتفكر الذي اشرت انت اليه ) وذلك بغية هضمها ( الأدراك الذي طلبته انت ) ثم بعد ذلك حفظها على النحو المناسب والصحيح لسهولة استدعائها ، ولكن هذا الحفظ نفسه درجات ،اقربها يكون في الوعي ( الأنا او العقل الظاهر) ثم الارشفة في اللاوعي او العقل الباطن( الهو ) : فرويد.
    المهم ههنا هو ان تهتم بكون العقل ليس جسما ماديا، بمعنى انه ليس الدماغ وانما هو عملية( عملية اختزان او حبس او اعتقال للمعلومة ) فالعقل فعل وليس آلة. وهذه العملية العقلية هي اجراء ممرحل ينطوي على التلقي والتدبر والفهم والاختزان في غرفتي الأنا والهو ..
    واعتقد ان توضيحي هذا سيغني عن الرد على قولك :
    Quote: فهل في رأيك ان المقصود بها يخزنون بها ويأرشفون؟؟ ام يتدبرون ويفكرون؟؟؟
    ثم ما رايك في مصطلح الإعاقة العقلية؟هل هو ضعف الذاكرة ؟

    فاذا اشكل عليك الأمر فقل لي .
    ولكن دعني اقرأ قولك:
    Quote: وردت الإجابة في طيات سؤالك بإستخدامك كلمة (بديل) والبديل يستلزم التشابه والتماثل.

    هسع يا ميسر اخوي
    البديل الذي تطلبه في مكان نظام الانقاذ سيكون مشابها له حد التماثل؟!
    تقول:
    Quote: ومن هذا نخلص إلي أن كلمة المضغة هي وصفيّة لمورفولوجيا الجنين في مرحلة ما من تطوره داخل الرحم. وهذا يمكن أن يسحب أيضاًعلي الدماغ لأن به ثنيات واخاديد sulcus&gyrus وهو في شكله الظاهر يشبه الشئ الممضوغ.اما القلب التشريحي فهو لا يشبه الشئ الممضوغ

    انت اهملت التشابه في الحجم واكتفيت بوصف المظهر فقط لتعقد المقارنة بين المضغة المخلقة وصورة القلب القرآني ، وانا اقول لك ان التشابه يجب ان يشمل الحجم ايضا هذا الذي تجاوزته انت عمدا وبلا مبرر
    لذا ارى ان القلب ينبغي ان يكون عضوا آخر ، داخل القفص الصدري ، يشبه المضغة الجنينية ، وكون ان الطب لم يصل اليه حتى تاريخه فهذا ليس دليلا على انه غير موجود ، فكما تعرف فان عدم الوجدان لا يفيد عدم الوجود، وهذه مهمتك انت وغيرك من الاطباء المسلمين الذين يثقون بان ما جاء القرآن حق ، ويؤسسوا بحثهم على هذا حتى يستوثقوا من ان القلب القرآني انما هو مضغة بحجم المضغة الجنينية وانه يوجد في مكان ما داخل القفص الصدري وقد يكون داخل القلب المضخة. لا ان تنتظروا الآخرين ليكتشفوا لكم ذلك فتقولوا بعدها( آآي والله صاح ربنا قال كدا في القرآن منذ 14 قرن ) كما هي الحال دائما بعلماء المسلمين. نريد مبادرة لا تلقي واستهلاك علم فقط.
    وقولك :
    Quote: وانا بدوري اسأل:هل يظن محمد ان الصحابي الراوي حين قال(واشار رسول الله(ص)الي قلبه انه اشار الي قفصه العظمي؟

    طبعا نعم يا ميسر ، والا فلماذا حاولت انت ان تفرق بين القلب والقلب القرآني ، وبين الصدر والصدر القرآني، أليس لأن التواتر والاصطلاح اللغوي السائد والذي جاءنا منذ ايام الصحابة وما قبلهم يشير الى المعاني على نحو ما ورد الينا وتبنيناه ،
    فلنقرأ معا وصف ابن هشام كاتب سيرة رسول الله (ص) واصحابه رضوان الله عليهم مذا قال عن الصدر في صدر الاسلام :
    ((( بلال بن رباح: كان مولى لأمية بن خلف فكان يضع في رقبته حبلا ويسلمه إلى الصبيان يطوفون به في جبال مكة. وكان يجبره على الجوع والعطش ويشده ويضربه بالعصا، وكان إذا اشتدت الرمضاء يطرحه في بطحاء مكة، ثم يوضع على صدره الصخرة العظيمة ويقول له: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتعبد اللات والعزى، فيقول قولته الخالدة: أحد أحد (راجع سيرة ابن هشام 1/324). )))
    فهل ترى المقصود بالصدر هنا هو الرأس ؟
    قولك :
    Quote: هذا قول لاينسجم مع الحقائق العلمية المعروفة,وهي ان هناك مايسمي بلاعصاب الشوكية وعددها 31زوج وتصنف الي نوعين.النوع الاول هي الاعصاب الجسمية ووهي مكونة من اعصاب حركيه مسؤولة عن حركة العضلات الإرادية التي تنتشر في عضلات هيكل الجسم ,ومن اعصاب حسية والتي تنتشر في جميع انحاء الجلد.اما النوع الثاني فهي الاعصاب الذاتية او الاإرادية وهي مسؤولة عن الحركات الاإرادية في اعضاء الجسم الداخلية(سوي كان ذلك في النوم او الصحيان)كالقلب والرئتين ,الحجاب الحاجز,المعددة,الإمعاء,الكبد,الكلي,الاوعية الدموية وغيرها.
    اما الروح في تقديري هي القوة الميتافيزيقية التي ينفخها الله في الجسد والتي من شأنها ان تجعل كل اعضاءالجسد تؤدي وظائفها البيولوجية في تتناغم وإنسجام..والله أعلم.

    ليتك تعود الى اسهامات مدرسة التحليل النفسي لسيجموند فرويد .
    قلت لي
    Quote: انا هنا اتساءل ماالذي جعلك تاخذ ان اعلي مقدم جسم الانسان هو السحر والثدي وليس الراس؟اللهم الا اذا كان الانسان الذي تقصده هو الانثي.وإلا ما قمت بإضافة كلمة الثدي لكلمة السحر.
    في إعتقادي ان اول ما يتبادر للرآئي عندما ينظر الي انسان هو الراس.
    كان العرب يقولون صدر القناة وصدر السهم .فهل للقناة والسهم غير راسهما الذي يصيب؟
    لم يظهر مفهوم الصدر بمعني السحر الا بعد عصر الترجمة

    اذا كان كلامك صحيحا لما وجدنا احاديث نبوية ورويات تتحدث عن الرأس من جهة وعن الصدر من جهة اخرى مما يدل على التباين بينهما.
    فقول الرسول (ص) : رأس الحكمة مخافة الله ، أو رأس الأمر ..الخ يدل على ان قريشا كانت تطلق على الرأس رأسا وليس صدرا كما تظن .
    حسنا ساضعك امام هذا المشهد مباشرة لتحكم انت :
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ . ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ) رواه مسلم (162)
    الثانية : كانت ليلة الإسراء .
    كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ) رواه البخاري (349) ومسلم (163)

    قارن بين هذا وبين ما جاء في الحديث عن استعمال كلمة رأس للدلاله على الهامة
    ورد في مسند الإمام أحمد عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ فَيَمْسَحُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ . وكما تعلم فان النبي الكريم (ص) دعانا الى مسح رؤوس اليتامى.
    والأهم من ذلك اقرأ قول الحق عز وجل :
    { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ ) المائدة 4
    فهل تظن ان علينا حينما نتوضأ ان نمسح صدورنا( القفص الصدري ) أم الراس بمعنى اعلى الجسم؟ فاذا كنت تقر بان الرأس القرآني هو نفسه الرأس المعتاد بيننا وهو الهامة، فما الذي جعل الرأس يحتفظ بمفهومه بينما جرى تبديل القلب والصدر في عصر الترجمة؟ وهل كان الاعراب البدو خاضعين لاخطاء الترجمة حينما يقصدون القفص الصدري بقولهم الصدر؟

    وكلام الله عن الرأس في القرآن كثير ( فسينغضون اليك رؤوسهم ) وقال تعالى ( يصب من فوق رؤوسهم الحميم ) وقوله في سورة يوسف( احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير من) وهكذا كثير ممايدل على ان هذه كلمة لها مدلولها الخاص وتلك كلمة ( الصدر ) لها معناها المختلف . الم نشرح لك صدرك لا يمكن ان نستعيض عنها بالقول الم نشرح لك رأسك
    وانت كطبيب تعلم اكثر مني ان قصة ( اجراء عملية جراحية لسيدنا محمد (ص) بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام واستخراج قطعة من جوفه اذا تمت في الدماغ واتنزاع جزء منه فان هذا كما تفضلت انت سابقا سيسبب مشكلة في باقي الاعاضاء ولكن كما قلت انت فان عملية القلب المفتوح ممكنة ولا تؤثر كسابقتها.
    وبالتالي فان عملية الشرح او التشريح انما كانت في القلب cardia والصدرالمعتاد بين الضلوع ( ألم نشرح لك صدرك ) وليس رأسك . فلو كان رأسه لقال سبحانه رأسك.
    ثم كيف يستوي بالله ان يكون المقصود في قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) هو جوف الجمجمة وليس التجويف الصدري ، فكلمة جوف لا يمكن حملها محمل الرأس . ام ان لك رأيا آخر ؟
    وهكذا فان القلب يقع في التجويف الصدري بين الضلوع.
    واخيرا بخوص قولك
    Quote: اخي محمد :الا تجد ان هناك تناقض بين مداخلتك الاولي حين ذهبت الي ان العقل هو عملية خزن في الدماغ.
    ثم اتجهت الي القول بان العقل هو حبس الممعلومة في ذاكرة حافظة واعية محله الفؤاد.؟

    حننتني بحكاية اخي محمد دي ( زي البتقول لي دا شنو البتسوي فيهو دا !! هههه)
    ياخي المسألة بسيطة جدا يا دكتور
    لقد قلت لك ان عملية العقل هي مراحل ، والطب نفسه يثبت انها مراحل ، واضيف لك ههنا اننا حينما نعتقد بأن العقل يكون بالقلب الذي في الصدور فاننا لا نعني ان الدماغ قد بات مجرد ( طايوق دوكة )!!
    ولكنني اشرت الى ان له وظائف مساعدة ذكرت لك انفا ان منها ( دور المختبر التحليلي )
    وبالتالي فان القلب الذي ذكرنا ان من بين عملياته عملية العقل او اعتقال المعلومة وهضمها واختزانها فانه في اطار ذلك ربما يبعث بالمعلومات لاجراء الفحص عليها في مختبرات الدماغ كجهاز مساعد يتصل به من خلال الخلايا العصبية. ( هذا شأن انت ادرى به )
    ولكنني اذهب ايضا الى انه ربما يقوم الدماغ كذلك باختزان المعلومات في مراحلها الأخيرة ( الارشفة ) وذلك بعد تحليلها وفهمها وتسجيلها في محطة العقل الظاهر/ الوعي ومن ثم يتم نقلها الى ( الارشفة النهائية) في العقل الباطن / اللاوعي الذي قد يكون محله الدماغ .
    لك تحياتي
    ______________
    رب اشرح لي صدري

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 04-12-2010, 09:57 AM)

                  

04-11-2010, 10:19 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    ألاخ علاء الدين محمد...سلامات
    انا اتفق معك في مسألة نسبية الأشياءمع وجود بعض الملاحظات الصغيرة
    Quote: في أي بحث عن الحقيقة، يبدأ من الشك في الحقائق الموجودة..
    العلم سابقا كان يظن أنه قد أثبت الآتي:
    - الأرض مسطحة..
    - الأرض ثابتة وتدور حولها الشمس..
    - الأرض لها جاذبية (ميكانيكا نيوتن)

    وأيضا جاء العلم ليثبت غير ما هو ثابت..وهكذا..
    الأخ دكتور ميسر:
    فلنتفق أولا علي أن العلم (نسبي) وليس (مطلق)..
    ان اتفقنا..فلنبدأ من الشك..
    ليس هناك:
    (ما أثبته العلم) وليس هناك (قال جمهور العلماء)..

    كل شئ نسبي في الزمان وفي المكان..
    عندها يمكن أن نبحث عن (حقيقتنا النسبية..في زماننا)

    إن الحديث عن النسبي و المطلق والبدء من الشك في حشد فكري تجاه اي جدل عقلاني,يستدعي بالضرورة الغاء التطور التاريخي للعقل البشري وافراغه من التراكمات الإيجابية كمحتوي ذى وزن.وهذا بطبيعة الحال ليس ذا فائدة بل من شأنه ان يعود بنا هكذا الي العتامة البشرية الاولي لنبدأ في تلمس اولي الخطوات في الفكر الإنساني.لهذا فلنجعل محور الإنطلآق مثبتاث العلوم التطبيقية الحديثة كون اكثرها محسوم اذ انها لم تبني إلا علي الشواهد والتجارب العملية وليس الجدل السجالي الفكري كما في(وقال جمهور العلماء),لأن نقطة الانطلاق عندهم هي ذواتهم في الإطار الثقافي الذي يعنيهم وهو ايضاً في تماس مع الزمان و المكان كمحددات,وكذلك المنابع المعرفية التي استقوا منها.وهذه يمكن استدعاءها كموروثات فكرية انسانية فيها يكون الافق متسعاً لكل إحتمالات الخطا والصواب كونها منطلقة في اساسها البنيوي علي فكر تجريدي لا يستصحب البينة العملية المجربة.لكل هذا اخذنا هذا المسار في مناقشة هذا الموضوع.فلا يمكن ان نقول كون القلب قدلايضخ الدم وهوقد يكون له اكتر من اربع غرف وربما لاتكون به اي صمامات ونكون فعلاَ قد بدأنا من الشك,لان هذه حقائق مشاهدة ويمكننا ان نتفحص القلب في اي مشرحة ونوفر عن انفسنا عناء البدء من الشك كمركزية انطلاق.



    لك تحياتي.........ميسر عبد القادر
                  

04-14-2010, 06:54 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    الاخ فقير سلامات...اشكرك علي الاهتمام بالموضوع.
    آسف لتاخير التعقيب(مشغوليات كما تعرف)

    في قولك:
    Quote: لنلحظ أن الأمر هنا لا يتعلق بمعنى من المعاني المجردة،
    التي تقبل بطبيعتها الجدل والخلاف!
    ولكن يتعلق بذات محسوسة، وعضو من أعضاء جسد الإنسان المهمة
    أو الرأس!

    لقد اوضحت من خلال سردي لتاريخ الترجمة ان هناك اغلاط وقع فيها المترجمون السريان عند ترجمتهم للعلوم اليونانية(راجع تاريخ الترجمة) باعتراف المترجمون انفسهم بل ان روزانتال اورد عن احد المترجمين السريان قوله:انه اذا لم يعرف المعني الصحيح كان يضع المعني من عنده.
    فالمسالة ـ اخي فقيري ـ ليست مسالة اعضاء في الجسم ولكن هي مسالة تسميتها,هل تعلم ان البنكرياس يطلق عليه اللآن(المعثكلة) وفي العربية القديمة لا توجد هذه التسمية انما الموجود هو الفعل/عثكل ,العثكال و العثكول والعثكولة:العذق وعذق معثكل ذو عثاكيل.والعثكول والعثكولة:ما علق من عهن او صوف او زينة فتذبذب في الهواء (لسان العرب).
    اما قولك:
    Quote: على ميسر أن يأتي –لا أقول بمجموعة من النصوص تؤكد هذا
    المعنى الذي ذهب له- بل بنصّ واحد يفيد بأنّ العرب أطلقت
    على ذلك العضو المدوّر في أعلى الإنسان اسم الصدر!
    وأن يثبت أن إطلاق العرب اسم الصدر على ذلك العضو المشتمل
    على القفص الصدري، إطلاق مجازيّ غير حقيقي!

    الصدر هو اعلي مقدم كل شئ ويقال صدر الليل والنهار وصدر الشتاء والصيف(لسان العرب)
    قال العرب:وان يكن طبك الفراق ××××× فان البين ان تعطفي صدور الجمال
    والمعروف ان الجمل يقاد من راسه وليس من صدره(سحره).
    انا لم اقل ان اطلاق العرب كلمة(صدر) علي القفص الصدري اطلاق مجازي وانما اطلاق حقيقي خاطئ لتغير مدلول اللفظ بعد الترجمة في القرن الاول الهجري.
    وقولك:
    Quote: فأقول: أولاً، القرآن كتابٌ عربيٌّ مبين، فكلّ ما فيه يُفسر بحسب ما ورد في المعاجم
    العربية!، ومع ذلك قد يرد في بعض التفاسير أنَّ (يثنون صدورهم) معناه
    (يطأطئون رؤوسهم)، ولكن ذلك يكون باعتباره حركة تلزم عن ثني الصدر!

    الحقيقة هي :ان الجزع هو المنطقة التشريحية التي يمكن ثنيها وليس (السحر).
    فالذي يعمل علي اخفاء ملامح وتقاسيم وجهه يعمد الي ثني صدره(كما جاء في الاية)اي مقدمه (الراس).
    وقلت:
    Quote: وكذلك وردت كلمة الصدور في القرآن ولا يفهم منها المفسرون والعلماء،
    إلا ذلك المعنى الدارج بين الناس، الذي هو محلُّ القلب الجسديّ، تلك المضخّة،
    وأنه الذي يكون فيه الصفات (القلبية) الباطنة، من الغلّ والحسد
    والكبر ... الخ، كما في قوله تعالى:
    (ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ) (إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه)
    (وربك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون) (لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم
    من الله)، ...

    اقول:ليس في المضخه التي ذكزتها انت اي صفات مثل الغل والحسد والكبر وانما هي في الدماغ وهذا مثبت علميا( منطقة القشرة المخية في الفص الامامي).
    اخي فقيري مؤكد انك سمعت الكثير عن القلب الصناعي وعمليةزراعته.هل ظلوا مجردين من الاحاسيس والعواطف(الغل الحسد الكبر..........الخ).
    اما الايات التي ذكرتهافهي دالة علي الدماغ وصفاته وهو موجود في الصدر( كما ذكرت اللآيات)
    من باب اطلاق الكل لارادة الجذء( في اللغة العربية),فالصدر هو الجمجمة.
    وفولك:
    Quote: والذي أراه أن لا مخالفة بين الحقيقتين، فالقرآن لم يقل: إنّ الذي يعقل
    هو القلب فقط، ولكن أشار إلى إحدى وظائف القلب، وهي كونه يفقه ويعقل!
    وليس معنى ذلك أبداً أنه يفكر ويحسب ويتذكر ويتفكر ويرتب ويصنف وما إلى ذلك
    من العمليات العقلية (الدماغية) البحتة!

    اذن ماهو الفقه والعقل كما ذكرت اخي فقير في رايك اذا لم يكن (انه يفكر ويحسب ويتذكر ويتفكر ويرتب ويصنف)؟؟؟؟
    وقولك:
    Quote: والقلب (جوهر روحاني كامن) في القلب الجسدي! وهو محلّ القيم والعواطف والانفعالات الإنسانية!
    ولكن يقول الأطباء أنهم عند تشريح القلب، لم يجدوا فيه هذا الذي يشعر به الإنسان بفطرته،
    وهذا الذي يقرره القرآن في كثير من آياته!
    وسيجيء الرد بإذن الله على هؤلاء!

    هذه الفرضية (ظنيةبامتياز) فلا يستقيم الاعتداد بها في اي استدلال.





    ولك ودي ... ميسر عبد القادر
                  

04-15-2010, 08:13 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    الأخ ميسر
    السلام عليكم
    طبعاً نقطة النزاع الأساسية بيننا واضحة، وتقتضي منك أن تثبت ما زعمته
    من أنّ المقصود بالصدر والقلب في القرآن: هو الرأس والدماغ!
    ولم تذكر دليلاً يدلّ على ذلك، يعني كلمة الصدور وردت في القرآن كثيراً،
    ولكن لم يقل مفسر واحد أن المقصود بها هو الدماغ، كلا ولا عالم واحد،
    بل ولا نصّ واحد من نصوص اللغة يقول بذلك، أنت اعتمدت على كليات
    لغويّة مثل قولهم: مقدم كلّ شيءٍ هو الصدر!
    لكن كما قلت لك، هذه القضية قضية حسّية، تتعلق بتسمية عضو معين
    ومهم من أعضاء الجسم، لا ننظر في تحديدها إلى الكليات اللغوية والمعاني
    المجردة، ولأن المعروف أن الأسماء لا تعلّل، فكان يمكن أن يكون اسم الرأس
    أو الصدر أيّ شيء، بغضّ النظر عن تلك القاعدة الكلية العامة!
    وكذلك في تسمية الأشياء والذوات، لا تلعب الترجمة دوراً جوهريّاً، فالفكرة
    هي أنّ كلّ العلماء المسلمين ليس بينهم أدنى خلاف حول المقصود من الرأس
    والصدر والدماغ والجمجمة، وعندك ناس الفارابي وابن سينا وابن رشد وغيره
    تعمقوا في هذه الأمور وقرروها، ولم يُسجل عن أحدٍ منهم –في حدود علمي-
    أنه أورد شيئاً مخالفاً لما هو مقرر بين سائر العلماء وعامّة الناس، من معاني
    هذه الأسماء!
    حقّاً لو صدقت هذه النظرية التي تقول بها؛ فهي تزيل بسهولة إشكالاً كبيراً
    ومؤرّقاً للكثيرين، ولكن للأسف لا دليل عليها أولاً!
    وثانياً، هي تثير مشكلة جديدة، فيما يتعلق بالقيم والعواطف ومحلّها في
    الإنسان، وذلك يتعلق بما قلته:
    Quote: ليس في المضخه التي ذكرتها انت اي صفات مثل الغل والحسد والكبر وانما هي في الدماغ! وهذا مثبت علميا!
    وفي الرد على هذه المسألة سأعتمد على مداخلة سابقة لي في هذا الموضوع
    كانت مع الأخ هشام آدم، وهي:
    (يتبع)
                  

04-15-2010, 08:30 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    الأخ الدكتور ميسر
    السلام عليكم
    فيما يتعلق بنقطة النزاع الأساسية فيما بيننا، من اعتبارك القلب القرآني هو الدماغ،
    أنت قلت ما عندك، وأنا قلت ما عندي، فلنترك مساحة للآراء كي تتلاقح بعيداً عن مسارات
    الحوار، ولنتوجه إلى المسائل الأخرى المرتبطة بهذه المسألة، عسى أن تضيء لنا بعض جوانب
    المشهد، ومن أهم تلك المسائل، مسألة القيم والعواطف، وأين مكانها في الإنسان؟
    في بوست سابق جرى حوار بيني وبين الأخ هشام آدم، حول هذه المسألة،
    وهو يعبر عن وجهة نظرك في هذا الموضوع تماماً، وبالتالي فردي عليه يصلح كذلك للرد عليك!

    كتب هشام:

    Quote: Quote: الحقيقة العلمية والتشريحية المؤكدة هي أن القلب عضلة لها وظيفة بيولوجية مُحددة جداً وهي ضخ وتوزيع الدم الذي يحمل الأوكسجين والغذاء إلى كافة أعضاء الجسم والأنسجة!
    نعم، هذه حقيقة علمية تشريحيّة مؤكدة ومسلّمة!
    أمّا قولك:

    Quote:
    Quote: وليست هنالك أيّ وظيفة أخرى للقلب غير هذه الوظيفة!
    فليس عندك فيه دليلٌ!
    بل، في هذا الموضع لا يملك العقل الحسِّيُّ التّجريبيُّ إلا أن يقفَ حائراً، فهذا أمرٌ يتجاوز حدود إدراكه!
    والمقرّر وفقاً للنصوص الشرعيّة: أنّ هناك قلبين: القلب الجسديُّ، وهو الذي تعنيه يا هشام، ثمّ القلب الروحيُّ وهو الّذي لا سبيل للعلم إلى نفيه؛ لأنّا لم نقل إنه عضوٌ جسديٌّ محسوس، بل هو جوهرٌ روحانيٌّ، وهو كامنٌ في القلب الجسديِّ!
    وهذه حقيقة شرعيّة من ناحيةٍ، ولو أنكرها الطب والتشريح، فذلك ما لا يجوز لهم!
    وهي كذلك حقيقة بدهيّة، يُسلّم بها في نظري كلُّ البشر، ما عدا الّذين يستخدمون المنهج التجريبيّ لإثبات أو نفي قضايا غير تجريبية أصلاً!
    أيّ سودانيّ عامّيّ على الفطرة، ولم يسمع بشيءٍ اسمه المنهج الجريبي، لو سألته: بماذا تحبّ وتكره وترحم وتنتقم؟ سيقول لك: بقلبي! وأين قلبك؟ سيشير إلى صدره!
    هذه تجربة كلّ البشر، لها كلّ ا عتبار ما دام أن وسائط العلم التجريبي عاجزة عن الإثبات أوالنفي!
    وقولك:
    Quote: Quote: مستقر العواطف والمشاعر هو في الدماغ وهذه المشاعر والعواطف من حب وكراهية وسعادة وغضب وحزن ووو إلخ كلها تنشأ من الدماغ ولكنها ترتبط مع أعضاء حيوية في الجسم في عملية تكاملية تعطي الصورة الجسدية النهائية تجاه الموقف، فعندما يخاف الإنسان فإن الدماغ يُصدر إشارات إلى القلب بأن يزيد من نبضاته ليزوّد أعضاء الجسم بالأوكسجين اللازم في عملية فسيولوجية تهيأ للجسم أن يكون على استعداد كامل لبذل الطاقة اللازمة المتوافقة مع هذه الحالة العاطفية، فيشعر الإنسان بزيادة في ضربات قلبه، ويتصبب عرقه وأحياناً يشعر بآلام في معدته وكل هذه الحالات الفسيولوجية تكون نتيجة لأوامر من الدماغ، وكذلك الحال بالنسبة لبقية الحالات الشعورية العاطفية. فالدماغ هو من يشعر وهو من يستقبل المشاعر وهو من يُولّدها عن طريق استدعاء قدر كبير من المعلومات المخزنة في الذاكرة العشوائية لديه من مخلفات الماضي والمواقف السابقة، كما أن الدماغ يقوم ببعض العمليات التلقائية (اللاإرادية) التي لا توفر للإنسان الحماية حركة العينين وحركة المعدة وكثير من الأعضاء الداخلية، وكلها يتحكم بها الدماغ؛ لذا فإن الإنسان قد لا يموت إذا توقف قلبه، ولكنه بالتأكيد يموت فوراً إذا توقف دماغه عن العمل.
    نعم، العقل أو الدماغ هو مركز كلّ نشاطات الجسم الحيويّة، ولكنّه ليس هو الذي يمارسها نيابةً عن أعضاء الجسم، فمركز الشهوة والغريزة الجنسية مثلاً هو في الدماغ، ولكن هل هو الّذي يمارسها؟
    مبدأ العواطف والأمر الصادر بتكوُّنها هو في الدماغ، ولكن تكوُّنها فعلاً يتمُّ في القلب!
    وقولك:
    Quote
    Quote: : فعندما يخاف الإنسان فإن الدماغ يُصدر إشارات إلى القلب بأن يزيد من نبضاته ليزوّد أعضاء الجسم بالأوكسجين اللازم!
    ربما الصحيح أن نقول: عندما يحدث أمرٌ مخيف، ويدرك العقل عبر الحواسّ أنه مخيفٌ؛ فعندئذٍ يصدر أمرٌ من العقل: أن هذا أمرٌ مخيف، فلتُعلن حالة الطوارئ من أجل مواجهته!
    وإعلان حالة الطوارئ، معناه إظهار هذا الخوف وتكوينه، لأنّ الخوف هو الطاقة التي ستوظفها في مواجهة الخطر القادم!
    عموماً، ما ذكرته يا هشام هو السياق الطبيعي الفيزيولوجي، وهو مسلَّم به، ولكن أنا أزعم بحسب الرؤية الإسلامية: أنّ هذا السياق الفيزيولوجيّ فيه تكمن الروح الإنسانية!
                  

04-15-2010, 09:27 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    وهنا أستسمحك في العودة إلى دليل سابق كنت استدللت به، ويتناسب
    مع هذا الموضع، وهو قولك:
    Quote: و السؤال الذي يُطرح كثيراً: أنه كيف تستقيم الآية ادناه في تفسيرها علميا مع المعنى المطروح للصدر وهو الجمجمة؟ قال تعالى:
    {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء} [الانعام 125]
    العملية عصبية بإمتياز.
    تشريحيا هناك جزء في الدماغ يسمى بmedulla به مركز التنفسRespiratory center ينظم عمق و ريثمية التنفس يتصل عصبيا بمستقبلات كيميائية chemorecepters, فعندما يصعد الانسان الى اعلى يقل ضغط الاوكسجين
    فيُحسس مركز التنفس الموجود في الدماغ بواسطة المستقبلات الكيميائية فيعمل المركز على زيادة التنفس تلقائيا, و هنا نلحظ توسعا للرئتين و ليس تضيقا و انما الذي يضيق هو الدماغ لقلة الاوكسجين.
    فأقول لك: لا جدال في أن الدماغ هو مركز كل العمليات الحيويّة في الجسم
    هو مركزها، ولكن ليس هو الذي يمارسها!
    مثلاً: مراكز اللذّة الجنسية، هي في الدماغ، ولكن ثمّة أعضاء مخصصة للقيام
    بممارسة هذه الوظيفة غير الدماغ!
    وهنا كذلك مركز التنفس هو في الدماغ، لكن أعضاء الجهاز التنفسي هي
    التي تُمارس عملية التنفس! وهي تلك التي تقع في الصدر، وسياق
    الآية الكريمة يتجاوب مع هذا المعنى، ولا يخالف تلك التغييرات الفيزيولوجية
    التي يرصدها العلماء التجريبيون، حيث يحصل كما قلت:
    Quote: زيادة التنفس تلقائيا, و هنا نلحظ توسعا للرئتين و ليس تضيقا و انما الذي يضيق هو الدماغ لقلة الاوكسجين.
    حقيقةً لم أفهم معنى ضيق الدماغ بقلة الأوكسجين، لكن ضيق الصدر بذلك
    معروف، وسببه هو اتساع الرئتين!
    وما هو ملاحظ في أسلوب القرآن: أنه لم يزعم بأنه سيمدُّنا بأسرار الطبيعة،
    ويُبين لنا قوانينها الفيزيولوجية وما إليه، وذلك يحدث، لكن بطريق
    العرض لا القصد، ففي هذه الآية لم يكن الاهتمام منصبّاً على بيان مركز
    التنفس في الإنسان، ولكن إلى عملية التنفس نفسها، والتي تتمّ في الصدر،
    وليس في الدماغ!
    وممّا يؤكد هذا المعنى مسألة الموت الإكلينيكي، حيث يموت القلب باعتباره
    مضخّة، ويتمّ تشغيل الجسد بواسطة جهاز تنفس صناعيٍّ، ففي تلك الحالة
    لم يبق من الجسد على قيد الحياة إلا مركز التنفس في جزع الدماغ، والذي
    قالوا: هو سبب الموت الحقيقي، وليس القلب كما كان شائعاً!
    وحقيقة الأمر أنّ عملية التنفس الطبيعية قد توقّفت، وأضحى الجسد مجرد آلةٍ
    لا حياة فيها، وبطل تعلق الروح بالجسد، بسبب موت القلب!
    حسب علمي: منهجية العلم المعاصر، لا تستند إلى الحقائق التجريبية القاطعة وحدها، بل هي تستند إلى كثير من الحقائق غير التجريبية، التي تعتمد في
    وجودها على حقائق تجريبية تتكئ عليها، ولا يمكن تفسيرها إلا بها، والشرط
    الأساسيّ للعلمية في هذه الحالة: أن يستطيع الباحث بناء نظريّة متكاملة،
    تستطيع تفسير كثيرٍ من الظواهر المتعلقة بمجال البحث، ولا تخالف ما هو
    مقرّر فيه من الثوابت! إذن فمنهجية العلم المعاصر، لم تعد مادية بحتةً!
                  

04-15-2010, 10:02 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: صلاح عباس فقير)

    معلومات قد تكون ذات علاقة بموضوع البوست
    فطالما اننا نتحدث عن الصدر بوصفه مأوى الدماغ ( فرضية دكتور ميسر ) فانه يلزمنا ان نتحدث عن علاقة موت الدماغ ( القلب القرآني ) علاقته بموت القلب الذي هو في القفص الصدري.

    Quote: أنواع الموت المشهورة وأهمها:
    • الموت السريري ويدعى أيضا الموت الوظيفي
    وفيه يتوقف عمل أجهزة الجسم بشكل مفاجئ بما فيها القلب والتنفس نتيجة لإصابة بليغة أو غيره لعدة دقائق، وفي هذا الدور يمكن العودة إلى الحياة إذا لم يتعد انقطاع تروية المخ 5 إلى 8 دقائق؛ لأن مظاهر الحياة تبقى موجودة على مستوى خلايا الجسم عبر عمليات الأيض داخل الخلية، على عكس ما هو عليه الحال في الموت التام حيث تتوقف كافة العمليات الحيوية.
    • الموت الجسدي
    وفيه يفقد الشخص إحساسه الذاتي بلا رجعة، فيكون الشخص غير واعٍ وغير متجاوب وغير قادر على الاتصال مع محيطه وغير قادر على إدراك المنبهات الحسية، كما أنه لا يستطيع القيام بأية حركة إرادية، لكن الوظيفة التنفسية والقلبية قد تستمر بشكل عفوي ذاتي أو بمساعدة أجهزة الإنعاش الطبية، أي تبقى أنسجة الجسم وخلاياه حية ما عدا الخلايا العصبية المركزية.
    • الموت الخلوي (موت الخلية) أو الموت البيولوجي
    وهو عادة يتبع الموت الجسدي، وفيه تتوقف العمليات الحيوية داخل الخلية بشكل نهائي فتموت الأنسجة داخل الخلية، ويختلف موت الخلايا من عضو لآخر وهذا مرتبط بتأثر تلك الخلايا بنقص الأكسجين؛ فالدماغ يموت خلال بضع دقائق بينما تموت العضلات خلويا خلال ساعات.
    • الموت الدماغي
    الموت الدماغي يعادل الموت الجسدي، ويحدث بعد أن يفقد الدماغ فعاليته الوظيفية العصبية بشكل نهائي بسبب نقص الأنسجة الدماغية لفترة كافية من الزمن أو بسبب رض دماغي أو انتشار سمي، ويكون المصاب بحالة سباتية لأن دماغه ميت، لكن جسده لم يزل على قيد الحياة وجهازا القلب والتنفس لديه يعملان بشكل عفوي أو بمساعدة أجهزة الإنعاش، فهو بالتالي خارج الحياة لأنه غير قادر على الإحساس أو الاستجابة للمنبهات، وقد تستمر هذه الحالة لبضع سنين.

    الغيبوبة أو فقدان الوعي
    تعرف الغيبوبة على أنها حالة يغيب فيها الشخص عن الوعي إما كليا أو جزئيا، وللغيبوبة مراحل ودرجات مختلفة.
    درجات الغيبوبة
    1. لا يدرك المصاب ما يحدث حوله تماما ولا يتفاعل معه مع أنه مستيقظ لكنه وكأنه نعسان.
    2. نائم ويمكن إيقاظه لينام فورا بعد ذلك.
    3. نائم ولا يمكن إيقاظه ولكنه يستجيب للمؤثرات المؤلمة بتحريك يده أو ساقه.
    4. لا يستجيب أبدا للوخز أو أي مؤثر خارجي، ولديه صعوبة في التنفس الذي يكون غير منتظم ومتقطع.

    الأسباب المباشرة لحدوث الغيبوبة
    تتعدد الأسباب المؤدية لحصول الغيبوبة وفقدان الوعي ومن أهمها:

    أسباب مباشرة داخل المخ مثل
    • نقص الأكسجين.
    • حصول نزيف داخل المخ.
    • الإصابة بجلطات في الدماغ.
    • الإصابة بورم في الدماغ.
    • حدوث التهاب بأغشية المخ.
    • حدوث ارتجاج بالمخ نتيجة لإصابة الرأس.
    • تناول الأدوية: فتناول الأدوية بصورة غير قانونية أو تناول جرعات غير دقيقة منها مثل الأسبرين يسبب الإغماء.
    • تناول السموم: مثل المخدرات والمنومات والخمور والمبيدات.
    • الإصابة بنوبات الصرع؛ حيث يصاب الشخص بتشنجات وغيبوبة بعد النوبة.
    • الارتفاع الشديد للحرارة أو انخفاضها.
    • إصابة الدم بتسمم بكتيري يؤدي إلى خروج سموم تؤثر على المخ.

    إصابات خارج المخ
    • فشل العمل بأحد الأجهزة الأساسية في الجسم مثل
    1. حدوث هبوط حاد في القلب.
    2. بعض الأمراض النفسية، أو نقص الأكسجين..
    3. الإصابة بأمراض الغدد مثل "الغدة الدرقية، أو الغدة الكظرية".
    4. حدوث فشل كبدي.
    5. حدوث فشل كلوي.

    • ارتفاع شديد ومفاجئ لضغط الدم.
    • انخفاض شديد ومفاجئ لضغط الدم.
    • الاختلال الأيضي أي زيادة في مركب كيميائي أو نقصانه في الجسم،


    من اعلاه نستطيع ان نستنتج ما يلي :
    1/ موت الدماغ في نظر الطب يعني موت الانسان ( سواء مؤقتا او نهائيا )
    2/ موت الدماغ لا يعني ( خروج الروح ) طالما ان الانسان يتنفس وقلبه CARDIA يعمل .
    3/ الدماغ يستمر في الحياة فقط اذا لم تفسد خلاياه و ضمن الاوكسجين بطريقة طبيعية او صناعية، وضمن ايضا الغذاء لاستمرار عمليات الايض في خلاياه ( سواء بقلب CARDIA طبيعي او صناعي ).
    4/ خروج الدماغ من الخدمة نهائيا( تعطل الدماغ ) لا يخرج معه القلب وجهاز التنفس عن الخدمة بالضرورة بل قد يستمر القلب وجهاز التنفس يعملان ويعطيان وبقية اعضاء الجسم الحيوية والحياة لسنين ، رغم الموت الدماغي ( زي غيبوبة شارون مثلا ).
    5/ توقف القلب او متوته يعني موت كل الجسم بما في ذلك الدماغ .

    السؤال هنا لدكتور ميسر بعد ان يؤكد المعلومات اعلاه ثم يؤكد صحة استنتاجاتنا المبنية عليها اعلاه
    سؤالنا الآن هو :
    الا تعتبر عمليات ادارة الجسم وتنظيم تنفسه وضخ دمه وتنظيم ضربات القلب والتنفس ونقل الغذاء لخلاياه المتنوعة الا يتعبر ذلك كله ادارة ذكية ، أم انها تتم بطريقة غير منظمة وغير ذكية ؟
    فاذا كانت ذكية فما هو مركز ادارة هذه العمليات المنتظمة والفعالة الذكية والتي تحفظ الحياة مع ملاحظة أن الدماغ متعطل .
    ما الذي يدير هذه العمليات الحيوية المنظمة والدقيقة والتي تحفظ الجسم حيا متغذيا لسنين عددا هي فترة الموت الدماغي الكامل ؟
    أليست هنالك ضرورة لوجود عضو آخر غير الدماغ يقوم بادارة نشاط اجهزة الجسم التي ما تزال تعمل الى حين حدوث معجزة يستيقظ بها الدماغ من سباته وموته ؟ ما هو هذا العضو في نظرك؟
    شكرا
    ____________
    رب اشرح لي صدري ويسر لي امري

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 04-15-2010, 01:06 PM)

                  

04-15-2010, 12:38 PM

علاء الدين محمد بابكر
<aعلاء الدين محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 06-04-2008
مجموع المشاركات: 1950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ ميسر:
    المعرفة عن طريق المشاهدة، تعطيك نتائج وصفية..
    يعني انني يمكن ان اضع (قلب) امامي وابدا في وصفه..ما أراه أمامي يمكن الأتفاق عليه
    علميا (بالمشاهدة)..
    اما المنهج العلمي لمعرفة (كيفية) عمل (القلب)، فهذا منهج مختلف..

    (المخ) يمكن وصفه (تشريحيا) بالمشاهدة (العينية او المجهرية او المقطعية)،
    وما تو صلنا اليه سيكون فقط (معرفة وصفية)..
    عمل (المخ) منهجه مغاير لمنهج وصفه،

    فهلا سمحت ووضحت لنا كيف تأكد العلماء بأن المخ هو الأداة التي (تفكر)؟ بالطبع بمنهج غير المشاهدة
    (ولو كانت مقطعية)؟

    الشك يمكن ان يكون في المنهج ذاته،

    ..
    بالمناسبة أنا (حتي هذه اللحظة) لا أؤمن بأن (القلب) هو (أداة الوعي الإنساني)،
    ولكنني أشك بأنه هو ( أداة العقل)، وعقل عندي تعني فقط (حفظ ..

    save)

    عشان اكمل ليك فكرتي..ارجو منك توضح لينا المنهج التجريبي الأتكدو بيهو العلماء
    انو المخ هو اداة الوعي الإنساني؟

    الرجاء زيارة الموقع:
    المفكر المجدد دكتور محمد شحرور صاحب نظرية الحدود في قناة العربية
                  

04-16-2010, 02:06 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: علاء الدين محمد بابكر)

    الاخ محمد..........السلام عليكم ورحمة الله

    Quote: وهذه العملية العقلية هي اجراء ممرحل ينطوي على التلقي والتدبر والفهم والاختزان في غرفتي الأنا والهو ..

    انا بكل صدق ليست لي عقيدة في فرضيات فرويد التجريدية(الانا,الهو والانا المثالي),فما هي هذه الغرف ؟وهل هي موجودة حقا واين موضعهاوعلي اي اساس علمي بنيت نظريات مدرسة التحليل النفساني عند فرويد؟مع العلم ان فرويد في نظرية التطور الجنساني عند الاطفال والتي انشأمنهاهذه المعاني,لم يجري دراسته علي الاطفال انفسهم غير طفل واحد اسمه هانس وبواسطة ابيه وانماكان يجريها علي البالغين اعتمادا علي ذاكرتهم والتي قد يعتريها النسيان او اسقاطات التركيبة النفسيةخاصتهم في المراحل اللاحقة لطفولتهم.
    ولقد نصحتني في قولك:
    Quote: ليتك تعود الى اسهامات مدرسة التحليل النفسي لسيجموند فرويد

    اخي لفرويد انزلاقات مضحكة حقيقة ويمكن ان نستعرض بعضا منها في السياق اللآتي:
    انه كان يروج بان مركز الاحساس عند المراة يتوضع بالبظر في مرحلة الطفولة ثم ينتقل الي المهبل دليل النضج الذي يدفع النساء الي الجنس الاخر,بينما اثبت العلم الحديث ان البظر هو مركز الاحساس عند المراة.
    وكان يعتقد ان الجنس الاساسي هو المذكر والآن اظهرت الدراسات بان العكس هو الصحيح.فالتطور الجنيني للجنس يتوجه نحو المؤنث وهرمون (انتي موليريان ) عند الزكور يسبب انحراف التطور والتوجه نحو الذكورة.
    ولاتنسي عقدته المعروفة(اوديب) ذات المنشأالمثيولوجي اليوناني وايضا عقدة الخصي سيئة السمعة.
    وفي العام 1895 وصف فرويد العديد من حالات الهستريا التي تعود الي عمليات او ملامسات جنسية( غالبا قسرية) بالسنوات الاولي من الحياة وغالبا مايقوم بها الاب, وقد تنقضي سنوات عديدة قبل ان تظهر العلامات الاولي للهلوسة, وعندما اعلن فرويد نتائجه هذه في مؤتمر الاطباء في فينا سخر منه الحضور وتسآءل زملاءه عن العدد الكبير من الاعتداءات التي يتعرض لها الاطفال والتي يجب ان نبحث عنها في العدد الكبير عند المرضي المصابين بهذا المرض الشائع.واستهذأ منه رئيس الجلسه وقال ان آراءه ليست اكثر من روايات خرافية سحرية علمية .ويظهر التناقض والازدواجية بارائه انه تراجع عن هذه النظرية بعد اربعة اشهر وعاد للاعتقاد بان هذه الروايات لم تكن اكثر من اوهام وفنتازيا شارك هو بنفسه ودفع مريضه للتصريح عنها.
    انظر ايضا الي التطور الجنسي عند الاطفال وكيف فندها العالمان سايمون وغانيان.

    وقولك:
    Quote: انت اهملت التشابه في الحجم واكتفيت بوصف المظهر فقط لتعقد المقارنة بين المضغة المخلقة وصورة القلب القرآني ، وانا اقول لك ان التشابه يجب ان يشمل الحجم ايضا هذا الذي تجاوزته انت عمدا وبلا مبرر

    هسه يامحمديااخوي(لامن يقولو سما بتي بتشبهني معناه هي في حجمي وطولي؟) مقصدي هو التشابه في اطار الملمح وليس تطابق الحجم.
    اما في:
    Quote: لذا ارى ان القلب ينبغي ان يكون عضوا آخر ، داخل القفص الصدري ، يشبه المضغة الجنينية ، وكون ان الطب لم يصل اليه حتى تاريخه فهذا ليس دليلا على انه غير موجود ، فكما تعرف فان عدم الوجدان لا يفيد عدم الوجود، وهذه مهمتك انت وغيرك من الاطباء المسلمين الذين يثقون بان ما جاء القرآن حق ، ويؤسسوا بحثهم على هذا حتى يستوثقوا من ان القلب القرآني انما هو مضغة بحجم المضغة الجنينية وانه يوجد في مكان ما داخل القفص الصدري وقد يكون داخل القلب المضخة. لا ان تنتظروا الآخرين ليكتشفوا لكم ذلك فتقولوا بعدها( آآي والله صاح ربنا قال كدا في القرآن منذ 14 قرن ) كما هي الحال دائما بعلماء المسلمين. نريد مبادرة لا تلقي واستهلاك علم فقط.

    مكونات القفص الصدري معروفة كما قلت مسبقاوقد رايناها عيانا بيانا ويمكن ان اعددها لك ولاتوجد هذه القطعة الثالثة(المضغة), وانما مذهبك(بحسن نية طبعا)هو محاولة توفيقية تتطلب ـ بعين الترقب والاشواق ـ اكتشاف جديد لتاكيدها.

    اما ستدلالك بالاحاديث النبوية مخالف لما اتفق عليه اللغويون كون الحديث النبوي لا يحتج به لغوياًمثل القرآن الكريم وطبقات الشعراء الجاهليين ,لان معظم الاحاديث مروية بالمعني وليس باللفظ وحتي التي تواترت لفظا ومعني نجد ان لها اكثر من رواية بالفاظ مختلفة.
    السنة مروية بالمعني مما يضعف الاحتجاج اللساني بهابمعني انه لو صح النقل عن النبي لا يمكن الجذم بان الالفاظ له.
    في كتاب اقدم المخطوطات العربية لكوركيس عواد يقول:انه توجد فجوة زمنية بين هذه المخطوطات ومؤلفيها لا تقل عن قرن من الزمان,فقد جمع الحديث في القرن الثاني والثالث الهجريين.ولك التفصيل الاتي:
    الجامع الصحيح(صحيح البخاري):المتوفي عام 256هجرية وجدت اقدم مخطوطة له في مدينة صوفيه بتاريخ 407 هجرية.اي بعد وفاته ب 151 سنة
    صحيح مسلم:المتوفي عام 261 هجرية وجدت اقدم مخطوطة له في مكتبة بلدية الاسكندرية بتاريخ 368 هجرية اي بعد وفاته ب107 سنة.
    وانت تري في صحيح البخاري حديث عمرو بن ميمون:
    Quote: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُصَيْنٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ‏ ‏قَالَ ‏
    ‏رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ ‏

    المصدر:الجامع الصحيح:الراوي حصين المحدث.البخاري . خلاصة الدرجة: صحيح. فهذا الحديت يتطلب منا معرفة صيغة عقد الزواج عند القرود بالضرورة.
    عموما رواة الاحاديث يروون الرواية بتصرف منهم.
    وفي قولك:
    Quote: والأهم من ذلك اقرأ قول الحق عز وجل :
    { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ ) المائدة 4
    فهل تظن ان علينا حينما نتوضأ ان نمسح صدورنا( القفص الصدري ) أم الراس بمعنى اعلى الجسم؟ فاذا كنت تقر بان الرأس القرآني هو نفسه الرأس المعتاد بيننا وهو الهامة، فما الذي جعل الرأس يحتفظ بمفهومه بينما جرى تبديل القلب والصدر في عصر الترجمة؟ وهل كان الاعراب البدو خاضعين لاخطاء الترجمة حينما يقصدون القفص الصدري بقولهم الصدر؟

    انا لم اقل ان الراس هو الصدر وانما قلت الراس هو الشعر الموجود اعلي الجمجمةوالفروة ولك الاقتباس مما قلت:
    Quote: • الرأس :في لسان العرب : رأس كل شئ أعلاه . قال امرؤ القيس : يوما إلى أهلي و يوما اليكم و يوما احط الخيل من رؤوس الجبال شاة رأساة أي مسودة الرأس . قال ابو عبيد : اذا اسود رأس الشاة فهي رأساة و جاء في التنزيل الحكيم على لسان زكريا [ قال ربي اني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً ] . فالمعاني السابقة دالة على ان الرأس هو الفروة وما بها من شعر و ترجمتها scalp

    الاية التي ذكرتها اوردت الراس والوحه باعتبار ان كل منهم غير الاخر , ولو كان الراس هو كل العضو الاعلي لما خصه بالذكر ثم ذكر معه الوجه اي الراس هو الشعر وهناك ايضا الاية من سورة البقرة:(واتموا الحج والعمرة لله فإن احصرتم فما استيسر من الهدي ولاتحلقو رءؤسكم حتي يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذي من راسه ففدية.....)صدق الله العظيم
    فهنا الراس الشعر والاذي يكون في فروة الراس فليس المقصود الصداع مثلا لانه لايمنع الحلاقة.
    والاية في سورة مريم(قال ربي اني وهن العظم مني واشتعل الراس شيباولم اكن بدعائك ربي شقيا)صدق الله العظيم
    واضح ان المقصود ايضا هو الشعر.
    وقولك:
    Quote: الم نشرح لك صدرك لا يمكن ان نستعيض عنها بالقول الم نشرح لك رأسك
    وانت كطبيب تعلم اكثر مني ان قصة ( اجراء عملية جراحية لسيدنا محمد (ص) بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام واستخراج قطعة من جوفه اذا تمت في الدماغ واتنزاع جزء منه فان هذا كما تفضلت انت سابقا سيسبب مشكلة في باقي الاعاضاء ولكن كما قلت انت فان عملية القلب المفتوح ممكنة ولا تؤثر كسابقتها.

    هذه الآية لايمكن ان نخضعها لحكم العقل بتاتاانما يمكن فهمها في الاطار العام للقدرة الالهية والارادة لا من كونها متسقة مع محدودية العقل البشري, لانه لم يرد الينا ان سيدنا جبريل كان طبيبا جراحا وان العملية قد تمت بادوات جراحية وفي ظروف not septic .فالمسالة في مجملها قدرة الهية فلاضير ان يكون قد اجراها في هذا العضو او ذاك ولا يتاثر بها النبي (ص).
    وقولك:
    Quote: ثم كيف يستوي بالله ان يكون المقصود في قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) هو جوف الجمجمة وليس التجويف الصدري ، فكلمة جوف لا يمكن حملها محمل الرأس . ام ان لك رأيا آخر ؟
    وهكذا فان القلب يقع في التجويف الصدري بين الضلوع.

    في لسان العرب قال ابن الاثير:المراد بالجوف كل ماله قوة محيلة كالبطن والدماغ كما ذكر ابو عبيد في قوله في الحديث:لا تنسي الجوف وما وعي اي ما دخل فيه من الطعام والشراب,وقيل لم يقل ما حوي وفيه قولان.قيل اراد بالجوف البطن والفرج معا كما قال ان اخوف ما اخاف عليكم الاجوفان وقيل اراد بالجوف:القلب وما وعي,وحفظ من معرفة الله تعالي وجوف كل شئ :داخله
    وما قيل يثبت ان الجوف لا يقصد به تجويف البطن او الصدر فقط وانما كل ما هو مجوف او له داخل.
    لذا فإن قوله تعالي( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) يقود الي نفس المعني,اذ ان الجمجمة حيث يوجد الدماغ هي ايضا جوف,وفي قول ابن الاثير( كل ماله قوة محيلة كالبطن والدماغ),اذن استخدم الجوف لوصف عدة مناطق تشريحية بما فيها الجمجمة او الدماغ.وفي علم التشريح تستخدم كلمة cavity للتجاويف:
    abdominal cavity تجويف البطن
    pleural cavity جوف الجنب
    uterine cavity جوف الرحم
    cranial cavity جوف الجمجمة
    pelvic cavity جوف الحوض
    oral cavity جوف الفم






    مع تحياتي ...ميسر عبد القادر سبيل



















    9
                  

04-17-2010, 09:47 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    ميسر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اول حاجة ما تخمنا ( سما بتشبه امها )
    ولما يقول النبي ( الا ان في الجسد لمضغة.. ) فهذا يعني ان نبحث عن مواصفات المضغة جميعا ( full specifications ) وليس شبهها.

    ثانيا اذا كان الرأس هو شعر الفروة معناتو المصلع ما عنده راس او ربما عنده نص راس ( الفروة ) أها يمسح شنو ؟
    وبعدين اقرأ معي قوله تعالى : « و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوُّوا رؤوسهم» 5الآية المنافقون.
    هل معناها لووا فروة الرأس ؟ أو شعره ؟
    ( يحلقوا رؤوسهم ) هذا مجاز مرسل علاقته الكلية ، اطلق الكل واراد الجزء. يعني يحلقوا شعر رؤوسهم.
    وبعدين عبارة اشتعل الرأس شيبا لا تقصر معنى الاشتعال على شعر اعلى الجمجمة فقط ، اذ لا دليل على ذلك ، وانما يجوز ان يشمل الاشتعال اللحية ايضا والشارب ولعل في هذا شمول بليغ لمعنى الاشتعال وانتشاره في كل انحاء الرأس.
    اقول ان الرأس هو اعلى العنق جميعا ( قمة الجسم بينما الصدر اوله) والرأس يشمل الفم والاذنين والعيون والجبهة والانف ومؤخرة الرأس واعلاه وشعره جميعا.
    وقد خص المولى عز وجل بعضه بالغسل ووهو الوجه، كما خص الاذنين والانف والفم بغسل خاص الهم به رسول فاستنه لنا. فاذا اكتفيت بالمسح فقد اتيت الفرض وصلاتك جائزة ولكن ربما تؤثم على تعمد ترك السنة المؤكدة بلا عذر.
    ثم
    اذا كانت لغة الحديث ولغة الشعر الجاهلي ليست حجة كما تقول ، فكيف جعلت لسان العرب حجة لك ؟
    فلسان العرب ليس هو لسان القرآن فحسب وانما يستشهد بالحديث الشريف وبالشعر بجانب القرآن الكريم وغيره!!!!.
    واما عن استخفافك بتجارب ونتائج فرويد العلمية، فلا ادري ماذا اقول فيه، ولكنني اعرف ان زملاءك الاطباء المتخصصين في الطب النفساني يحترمون مدرسة التحليل النفسي ويسجون مرضاهم على الشزلونغ يستقصون لاوعيهم ولا اعتقد انهم يمارسون معهم الشعوذة وانما العلم.
    كما ان الباراسيكولوجي على ايضا. وكل هذا لا تشترط فيه الادلة المخبرية المادية او التشريحية.
    _________________
    اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك
                  

04-17-2010, 10:07 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الاخ محمد...السلام عليكم
    Quote: ولما يقول النبي ( الا ان في الجسد لمضغة.. ) فهذا يعني ان نبحث عن مواصفات المضغة جميعا ( full specifications ) وليس شبهها.


    القلب علي المستوي المورفلوجي فقط لايشبه المضغة التي في مراحل تكون الجنين
    ناهيك عن الحجم او اي شئ اخر.اما اذا كانت المضغة هي قطعة ثالثة (كماتزعم) فنحن لا نملك لها وصفا
    لانها افتراضية وغير موجودة في الاساس.
    Quote: ثانيا اذا كان الرأس هو شعر الفروة معناتو المصلع ما عنده راس او ربما عنده نص راس ( الفروة ) أها يمسح شنو ؟
    وبعدين اقرأ معي قوله تعالى : « و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوُّوا رؤوسهم» 5الآية المنافقون.
    هل معناها لووا فروة الرأس ؟ أو شعره ؟

    مجازية من باب اطلاق الجزء لارادة الكل.
    Quote: اذا كانت لغة الحديث ولغة الشعر الجاهلي ليست حجة كما تقول ، فكيف جعلت لسان العرب حجة لك ؟
    فلسان العرب ليس هو لسان القرآن فحسب وانما يستشهد بالحديث الشريف وبالشعر بجانب القرآن الكريم وغيره!!!!.

    انا لم اقل ان الشعر الجاهلي لايستخدم في المحاجة اللسانية واليك ماقلت:
    Quote: اما ستدلالك بالاحاديث النبوية مخالف لما اتفق عليه اللغويون كون الحديث النبوي لا يحتج به لغوياًمثل القرآن الكريم وطبقات الشعراء الجاهليين ,لان معظم الاحاديث مروية بالمعني وليس باللفظ وحتي التي تواترت لفظا ومعني نجد ان لها اكثر من رواية بالفاظ مختلفة.

    القران والشعر الجاهلي يصحان في المحاججة اللغوية.ولكن تبقي المشكلة الاساسية في معاجم اللغة العربية نفسها
    فنجد هناك بعض الاختلافات في المعاني لاختلاط الحابل بالنابل حيث نجد ان المعجم يورد رأياً للغوي عاش في القرن الرابع
    مجاورا لراي لغوي عاش في القرن السابع الهجري, دون مراعاة لتغير معاني الكلمات عن اصلها الحقيقي.بمعني
    ان المعجم تجاورت فيه نصوص تباعدت عصور اصحابهافابن دريد في اوئل القرن الهجري 331 وهكذا الحال بالنسة للحياني في القرن الثالث يجاور ابن الاثير
    في اوائل القرن السابع 606 وهذه النقطة اشار اليها اللغوي المعروف امين الخولي في (مناهج تجديد في النحو والبلاغة).
    لذا الواجب هو التدقيق والاجتهاد من القارئ نفسه.
    Quote: واما عن استخفافك بتجارب ونتائج فرويد العلمية، فلا ادري ماذا اقول فيه، ولكنني اعرف ان زملاءك الاطباء المتخصصين في الطب النفساني يحترمون مدرسة التحليل النفسي ويسجون مرضاهم على الشزلونغ يستقصون لاوعيهم ولا اعتقد انهم يمارسون معهم الشعوذة وانما العلم

    المشكلة هي ليست مشكلة علم النفس او الباراسيكولوجي وانما في نظريات فرويد نفسها,فهو نفسه تراجع عن بعضهاوانه كان
    مبعث سخرية من الاطباء في عصره كما ذكرت لك في مداخلة سابقة.وقد كان للعالمان غانيان وسايمن راي سلبي في نظريته.
    في سؤالك:
    Quote: سؤالنا الآن هو :
    الا تعتبر عمليات ادارة الجسم وتنظيم تنفسه وضخ دمه وتنظيم ضربات القلب والتنفس ونقل الغذاء لخلاياه المتنوعة الا يتعبر ذلك كله ادارة ذكية ، أم انها تتم بطريقة غير منظمة وغير ذكية ؟
    فاذا كانت ذكية فما هو مركز ادارة هذه العمليات المنتظمة والفعالة الذكية والتي تحفظ الحياة مع ملاحظة أن الدماغ متعطل .
    ما الذي يدير هذه العمليات الحيوية المنظمة والدقيقة والتي تحفظ الجسم حيا متغذيا لسنين عددا هي فترة الموت الدماغي الكامل ؟
    أليست هنالك ضرورة لوجود عضو آخر غير الدماغ يقوم بادارة نشاط اجهزة الجسم التي ما تزال تعمل الى حين حدوث معجزة يستيقظ بها الدماغ من سباته وموته ؟ ما هو هذا العضو في نظرك؟

    في الموت الدماغي يعتمد(الميت دماغيا) في عمل المضخة علي مايسمي بالإينوتروبس وهي عقارات تعمل
    علي تقلص عضلات المضخة وهي الدوبامين(اساسيا)والادرينالين و النورادرينالين.
    اما التنفس فهو معتمد تماما علي جهاز التنفس الاصطناعي ventolator وعندما يقرر الاطباء ان الحالة
    ميؤوس منها كل الذي عليهم هو سحب هذا الجهاز.




    ميسر عبد القادر سبيل ...تحياتي







                  

04-17-2010, 10:14 PM

humida
<ahumida
تاريخ التسجيل: 11-06-2003
مجموع المشاركات: 9806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: خضر حسين خليل)

    و الله اكتر حاجة عاجباني فيك يا خدوري انك طارح نفسك كمثقف عميق المفعول .. ذي تايد كدا يعني ..
    الموضوع دا داير ليهو شجاعة ادبية .. و شوية صبر لكتابة اكتر من خمسة سطور في سودانيزاونلاين ..
    و طبعا اصدقاء مثقفين يرسلوا ليك في الايميل مقالات ..

    ..
    ..

    حميده الحسن - جمعية رعاية الموهومين و عجاف البغاث
                  

04-18-2010, 09:08 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ... بقلم د- ميسر عبدالقادر سبيل (Re: humida)

    عفواً للمشاركين في هذا البوست
    لهذا الدخول المشاتر لتنبيه أخانا في الله حميده
    انو البوست ده ماعندي فيهو غير أجر المناولة فدحين ياخينا ننورك انو لو عندك نقاش موضوعي
    الفرصة مفتوحة للنقاش ماتبوظ علي ميسر والمشاركين معاه في البوست ده الأجواء العلمية
    ماعندك نقاش لملم باقي عدتك دي وتعال لي في اي بوست تاني .
    خلي البيضنة والشلاقة وحاول أقرأ الاصل شنو الرشاقة دي يوم بتكتلك يا خينا

    أجدد إعتذاري لميسر وضيوفه الكرام .

    خضر
                  

04-18-2010, 12:06 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: خضر حسين خليل)

    الأخ/ ميسر و المتداخلين الكرام

    أسعدني هذا البوست كثيرا .. و رجع بي للوراء 14 عاما لندوة نقاش قامت في كلية الطب جامعة الجزيرة بعنوان (العقل و القلب بين العلم و القرآن) .. كان السجال فيها بين د.عمر عبدالعزيز أستاذ علم وظائف الأعضاء بالكلية (مدافعا عن كون أن القلب التشريحي هو مكمن التفكير عملا بحرفية النص القرآني و داعيا للبحث العلمي في هذا الأمر لإثباته) و بين أساتذه كرام لا أذكرهم الآن من مركز أبحاث الإيمان (و قد طرحوا بشكل قوي نقاش د.ميسر هنا حول أخطاء الترجمة و أن القلب القرآني هو الدماغ التشريحي بأسانيد و بحوث أكثر مما لقيته بالبوست حتى الآن) .. للأسف يبدو أن بحوث مركز أبحاث الإيمان قد ضاعت مع الزمان و لربما يوجد توثيق لتلك الندوة عند أحد ما ..

    بالنسبة لي الآن .. بعد أن شغلني تحديد العلاقة بين ألفاظ القرآن حول إكتساب المعرفة (الفقه، العقل، التفكر، النظر ... إلخ) و الآليات السيكولوجية و العصبية التي تعتمد عليها أكثر من عقد من الزمان .. أقول .. خلصت إلى الآتي:
    محاولات التوفيق تقوم على إفتراض أساسي خفي و هو أن مراد القرآن بالقلب أو الصدر هو وصف لعضو حسي بالجسم ، هذا يقوم بالطبع على إفتراض أعمق بأن بالقرآن حقائق علمية مخبوءة تنتظر الكشف أو على أضعف الإيمان أن به حقائق علمية مقصود ذكرها كحجج إعجازية لذا يجب الدفاع عنها و التوفيق بينها و بين ما يبدو معارضا لها من العلوم لإزالة اللبس...
    و لكن .. شيئا فشيئا أنحو للأقتناع برأي الأمام الشاطبي حول أن العلوم الطبيعية لا يصلح أن يفهم القرآن عبرها بل يجب فهمه عبر معهود العرب الحضاري و مقاصد الشريعة الكلية من إيراد الأمثال الكونية و لعل الإقتباس الأتي من مقال بعنوان (الإعجاز "العلمي" بين الشرع والعلم) نشر بجريدة الرياض خير شارح لوجهة النظر هذه ..
    Quote:
    ولأن الهدف من استعراض الظواهر الكونية، في القرآن الكريم، كان العظة والاعتبار بقدرة الله تعالى والإيمان بوحدانيته، فقد جاء عرض تلك الظواهر في نصوصه، لا كما تبدو عليه في (ماهية) تركيبها التي ركبها الله تعالى عليها، بل كما تبدو عليه في هيئتها المباشرة للعين المجردة. لأن ذلك سيكون أدعى لقبولها والتصديق بها من قبل عرب الجزيرة العربية الذين نزل القرآن الكريم وفقا لمعهودهم الحضاري. من هنا نجد أن القرآن الكريم لفت نظر العرب إلى (الأرض كيف سُطحت) كما تبدو للعين المجردة التي تراها مسطحة أينما اتجه الإنسان في سيره على الأرض. كما لفت نظرهم إلى أن (الأرض تجري لمستقر لها) كما تبدو للناظر فيها من أنها (تستقر) في مكانها بعد (الغروب). كما جعل القلب مركز التفكير في قوله تعالى: (.... فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). فالقلب، لا العقل، كان هو مركز التفكير وفقا لثقافة عرب الجزيرة العربية الذين نزل عليهم القرآن الكريم..

    ولعل الإمام الشاطبي، الذي كان له الفضل في محاولة تأصيل أصول الاستنباط على مقاصد الشرع، خير من تحدث عن ضرورة فهم نصوص القرآن الكريم، وعلى رأسها تلك الآيات التي تتحدث عن الظواهر الكونية، وفق ما يقتضيه معهود العرب الحضاري. فقد قال في كتابه (الموافقات في أصول الشريعة)، فيما ينقله عنه الدكتور محمد عابد الجابري: فالشارع وضع الشريعة بقصد أن يفهمها الناس الذين خاطبتهم فجعلها على قدر أفهامهم. وبما أن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم كانوا أمة أمية، فإن هذه الشريعة المباركة أمية لأن أهلها كذلك، فهو أجرِى، (أي القرآن)، على اعتبار المصالح. وبالتالي فقد جاءت الشريعة "على نسبة ما هم عليه من وصف الأمية". "وإن لم تكن كذلك لزم أن تكون على غير ما عهدوا، فلم تكن لتنزل من أنفسهم منزلة ما تعهد، وذلك خلافُ ما وقع عليه الأمر فيها، فلا بد أن تكون على ما يعهدون، والعرب لم تعهد إلا ما وصفها الله به من الأمية، فالشريعة إذن أمية".

    يمضي الشاطبي بعد ذلك خطوة أخرى إلى بيان الكيفية التي يجب أن تُفهم بها النصوص التي تتحدث عن العلوم "الطبيعية". وهي العلوم "الطبيعية" التي كانت معهودة لدى العرب آنذاك، ومنها علم النجوم وما يترتب عليه من الاهتداء في السير، سواء في البر أو البحر. وكذلك علم الأنواء وما يترتب عليه من علم بأوقات نزول المطر، الذي منه قولهم: "مُطرنا بنوء كذا وكذا" الخ، ليقرر أن العلوم "الطبيعية" التي يجب أن تُفهم من النصوص القرآنية هي هذه العلوم التي كانت تشكل معهود العرب من العلوم "الطبيعية". والتي خاطبهم القرآن في إطارها فأقر بعضها وأبطل بعضها الآخر، (كالكهانة والسحر). ثم يتقدم الشاطبي خطوة ذات صلة وثيقة بموضوعنا، موضوع الإعجاز "العلمي"، ليتحدث عن أناس "تجاوزوا الحد في الدعوى على القرآن، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين والمتأخرين من علوم الطبيعيات والتعاليم، (الرياضيات)، والمنطق" ليقول بعد ذلك: "وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح". ومقصود الشاطبي من كلامه هنا أننا إذ نظرنا إلى مسألة إضافة العلوم الطبيعية إلى القرآن من منظور نظرية المقاصد الشرعية، وجدنا أنها تشكل تجاوزا لتلك المقاصد وقفزاً عليها من منطلق أنها، أي العلوم الطبيعية، لا تنتمي إلى معهود العرب الحضاري الذين نزل القرآن بلغتهم ووفقا لثقافتهم. ولو بُعث الشاطبي من مرقده لصُعق مما تقوم به جماعات الإعجاز المعاصرة من عسف للنصوص وتكلف في تأويلها، مما يتجاوز بها،لا مقاصدها الشرعية فحسب، بل يتجاوز بها حتى معهود العرب اللغوي نفسه الذي لا يُفهم القرآن إلا من خلاله!.

    المصدر: http://www.alriyadh.com/2008/11/01/article384717.html
    شخصيا لي وجهة نظر تكمل هذا الرأي و لا تقف عنده .. هي جزء من مسودة كتاب أعده .. و لكن في هذا المقام أعتقد أن رأي الشاطبي منطقي تماما .. و يحل جدلية العقل و القلب تماما
    ملحوظة:
    هناك وجهة نظر أخرى حديثة فيما يسمى بالـ Neurocardiology و هو علم حديث يحاول إثبات أن بالقلب Heart شبكة عصبية معقدة تمارس دورا معرفيا مهما خاصة في تخزين التجارب الإنفعالية و بعضا من سمات الشخصية.. من المفيد أن يناقشه المتداخلون، و لن أفعل أنا ذلك لكونه خصما على رأيي في هذه المسألة :) .. و البركة في قوقل!

    و دمتم بخير
                  

04-18-2010, 12:28 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد قرشي عباس)

    تنوية .. وجدت أن كاتب المقال المقتبس ممن يدور حولهم نقاش ساخن .. الرجاء التركيز على مضمون فكرته و تلخيصه لكلام الإمام الشاطبي و عدم الإنشعال بشخصه أو فكره ..
    فالحق لا يُعرف بالرجال بل به يعرفون
                  

04-18-2010, 02:51 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد قرشي عباس)

    الاخ فقير....سلامات
    Quote: طبعاً نقطة النزاع الأساسية بيننا واضحة، وتقتضي منك أن تثبت ما زعمته
    من أنّ المقصود بالصدر والقلب في القرآن: هو الرأس والدماغ!
    ولم تذكر دليلاً يدلّ على ذلك، يعني كلمة الصدور وردت في القرآن كثيراً،
    ولكن لم يقل مفسر واحد أن المقصود بها هو الدماغ، كلا ولا عالم واحد،
    بل ولا نصّ واحد من نصوص اللغة يقول بذلك، أنت اعتمدت على كليات
    لغويّة مثل قولهم: مقدم كلّ شيءٍ هو الصدر!

    قطعا انا لم اعتمد كليا علي (مقدم كل شئ هو الصدر) وانما سردت مجموعة من القرائن والاستدلالات علي ما ذهبت اليه.
    ثم ان المفسرين لم يذهبوا هذا المذهب ,لا يعني انه لا شئ يمكن ان يصح غير الذي ذكروه وان كل ما قالوا هو الصحيح بالضرورة.
    اماإ بن سينا فانت تعلم ماوردت عنده من اغلاط ولقد ذكرت ذلك في معرض مناقشتي فهو متاثر بالفلسفة اليونانية خاصة جالينوس وارسطو
    ويمكنك التحقق من ذلك. والسبب الاساسي في تغير دلالة المصطلح هو الفهم الخاطئ للفلسفة اليونانية كون القلب مكان العقل .
    اليك اخي فقير بعض ما استندت عليه واستند عليه اخرون في هذا المذهب..
    قول العرب:ان يكن طبك الفراق فان البين×××××× ان تعطفي صدور الجمال

    والمعروف ان الجمال تقاد من مقدمتها (الجمجمة) وليس من قفصها الصدري.
    واخذت من الصدر بعض المعاني مثل:
    في لسان العرب:الصدار: ثوب راسه كالمقنعة واسفله يغشى الصدر ,بلا كمين غير مشقوق تلبسه نساء العرب.قال الازهري
    وكانت المراة الثكلى اذا فقدت حميمها فاحدت عليه لبست صدار من الصوف.
    ومعروف ان القناع يكون علي الوجه .وتلاحظ هنا انه يغشى فقط اي لايغطي منطقة الصدر المعروف
    وؤكد ذلك بيت شعر لصخر(اخو الخنساء)(عصر ما قبل الترجمة):
    ولو هلكت مزقت خمارها××××××××× واتخذت من شعرً صدارها
    يعني صخر اذا مات مزقت اخته الخنساء خمارها(خمار المراة ثوب تغطي به المراة راسها) ووضعت بدل خمار القماش صدارا ايضا(غطاء مصنوع من الشعر).

    وايضا:نحن اناس لا توسط بيننا×××××××××××× لنا الصدر دون العالمين او القبر
    فالصدر هنا الا تعني المقدمة؟ كما في النظم:
    قوم هم الراس والاذناب غيرهم×××××××××× ومن سوى بانف الناقة الذنب
    وتجد في لسان العرب: رجل مرؤوس: اصابه البرسام
    ويقول ابو العلاء المعري في بيت للمتنبي(منه مايجلب البراءة والفضل×××× ومنه مايجلب البرسام
    فقال:البرسام بالسريانية ورم الصدر,لان البر في السريانية هو الصدر والسأم هو الورم
    وهو داء يكثر فيه الهذيان.
    تلاحظ مما سبق ان الرجل المرؤوس مصاب بورم في الصدر(اي الراس = الصدر)
    وهناك ايضا في اللسان نجد ما يدل علي ان القلب هو الدماغ
    قال الفراء:القلب ماخوذ من القلاب وهو داء ياخذ الابل من رؤوسها
    قل كراع:ليس في الكلام اسم داء اشتق من اسم العضو الا القلاب من القلب.
    وفي القرآن كل الشواهد تؤكد ان القلب(الدماغ) هو مركز العقل وهو ما ينسجم مع
    مثبتات العلم الحديث ولاداعي لتكرار الايات الدالة علي ذلك.
    الاخ فقير..
    انا لم اجد عند بحثي في الشعر الجاهلي(المعلقات) او مايصح نسبه الي الشعر الجاهلي
    كلمة صدر بمعني القفص الصدري وحتي الان لست متاكدا هل هو قصور في البحث ام لم ترد
    هي بهذا المدلول. عموما في الشعر مابعد الترجمة وردت كثيرا بهذا المعنى
    اذا اهتديت دلنا علي ذاك...




    ميسر عبد القادر
                  

04-19-2010, 01:29 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: خضر حسين خليل)

    الاخ محمد قرشي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لقد طرحت نقطتين نوعيتين وفي صميم اطار البوست الا انك ضننت علينا بالافصاح اللازم
    على غرار نظرية البقية في العدد القادم!!
    اما النقطة الأولى فهي ما عولت عليه من نعت الشريعة الاسلامية التي هي قرآن مسطور بالأمية، وذلك في نقلك عن الكاتب السعودي الناقل عن د. محمد عابد الجابري الناقل بدوره عن الأمام الشاطبي:
    Quote: وبما أن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم كانوا أمة أمية، فإن هذه الشريعة المباركة أمية لأن أهلها كذلك، فهو أجرِى، (أي القرآن)، على اعتبار المصالح. وبالتالي فقد جاءت الشريعة "على نسبة ما هم عليه من وصف الأمية". "وإن لم تكن كذلك لزم أن تكون على غير ما عهدوا، فلم تكن لتنزل من أنفسهم منزلة ما تعهد، وذلك خلافُ ما وقع عليه الأمر فيها، فلا بد أن تكون على ما يعهدون، والعرب لم تعهد إلا ما وصفها الله به من الأمية، فالشريعة إذن أمية".

    لم تقل لنا ما هو فهمك لصفة الأمية ههنا ؟
    بأي معنى تكون الشريعة الاسلامية أمية( وهي عبارة عن قانون مديني أو نظام حياة متحضرة ومدينية رأى العالم عبرها النور وفي مقدمتهم العرب الذين حملوا هذا النور الى الغرب والشرق )
    ماذا فهمت انت من ( أمية الشريعة )ان كان قد قال بذلك الشاطبي فعلا ؟
    ثم اذا كان الجابري ومن بعده كاتب المقال قد فهما معنى ( تحجيميا او اقصائيا) لوصف امية ازاء الشريعة من جانب الأمام الشاطبي فكيف يمكن للامية ان تصنع الحضارة الاسلامية في الشام وبغداد والاندلس؟
    ثم اريد ان افهم كيف يشترط ان يتطابق او قل يتوافق كل من القانون وسمة المجتمع المطبقة فيه؟ اذا كان كذلك فمعناه ان كل مجتمع امي لا يمكن ان تطبق فيه سوى قوانين امية!!
    فهل القوانين التي طبقها الانجليز علينا عام 1899 كانت امية؟ أم ماذا فهمت وفهم الكانب وقبله الجابري من كلمة امية ؟!!
    ثم ثانيا
    تكرمت بالحديث عن علم جديد يدعى ال( NEUROCARDIOLOGY ) وذكرت انه شديد الصلة بموضوعنا، وانا اقول بل هو الفيصل فيما نتحاور حوله ، طالما يفيد ان للقلب ذاكرة حافظة وذكية، فكيف تقول انك لن تعرض ملامحه ونتائج تجاربه ههنا بدعوى انه لا يصادف خياراتك بهذا الخصوص ؟
    دا كلام يابوحميد؟
    الله يفتح عليك نورنا
    ________________
    والحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى
                  

04-19-2010, 04:49 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    قاتل الله الكسل... !!
    كنت أود الكتابة حول رأي الشاطبي بإسهاب و التفتيش عن المصادر و لكني للكسل فقط قمت ببحث قوقلي سريع وجدت به هذه المقالة (و هي أول مرة أسمع فيها عن الكاتب) و وجدت بها تلخيصا حسبته وافيا لرأي الشاطبي المشهور (و قد إندهشت لتشكيكك فيه بلا مبررات) و متوافقا لحد ما مع وجهة نظري (كما أوضحت بختام المداخلة) فإقتبستها بسرعه دون أن أضع في حساباتي أنها ستفهم على غير وجهها لهذا الحد!!
    أولا) الشاطبي قال هذا الكلام فعلا! .. راجع كتابه المشهور (الموافقات في إصول الشريعة) الجزء الثاني ..
    ثانيا) بطبيعة الحال لم يقصد العالم الكبير إدانة أو قدحا في الشريعة .. و من أجمل ماقرأت تعليقا على مفهوم (أمية الشريعة) هو التعليق الآتي للأستاذ أحمد الريسوني
    Quote:
    قصد الشارع في وضع الشريعة للإفهام
    وهذه المسألة يمكن النظر إليها باعتبارها أداة لفهم المقاصد أكثر منها مقصداً بذاتها. ويمكن تلخيصها بمسألتين :
    i- هذه الشريعة المباركة نزلت بلسان عربي.
    ii- هذه الشريعة المباركة أمية… أي بسيطة… لايحتاج فهمها إلى مقدمات فلسفية سابقة ، وهي لهذا لا تتوقف عند بيئة معينة وزمن معين.

    فالقضية ببساطة أن الشاطبي يعتقد أن تفسير الشريعة بالفلسفة/العلوم الطبيعية/الرياضيات مما لا يجوز لأنها نزلت على أميين و هي بيان لهم فلا يعقل أن تخاطبهم بما لا بعرفون!!
    هناك بالطبع من إنتقد الشاطبي في هذا المفهوم كمثال (محمد الطاهر بن عاشور، عبد الله دراز، وعلال الفاسي) و لكنهم لم يفهموا عنه مثل مافهمته أنت أخي من نفي للحضارة عن الشريعة !!
    ثالثا) بعيدا عن الشاطبي ، فإن معارضة التفسير العلمي للقرآن قوية بما يكفي .. و هاك الإقتباس التالي من كتاب: "كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟". لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي
    Quote:
    اشتهر في عصرنا لون جديد من التفسير، أطلق عليه "التفسير العلمي للقرآن"، ويقصد به التفسير الذي تستخدم فيه العلوم الكونية الحديثة: حقائقها ونظرياتها، لبيان مراميه، وتوضيح معانيه. والذين يُعنون بهذا اللون من التفسير في الغالب ويتحمسون له هم علماء الكون والطبيعة، وليسوا من علماء الدين والشريعة.

    وعلماء الدين والشريعة يختلفون فيما بينهم حول جواز هذا اللون من التفسير، ومدى شرعيته، وفي الخمسينيات من القرن العشرين ثارت معركة جدلية على صفحات الصحف المصرية بين فريقين من علماء الدين حول هذه القضية، وأحسب أن الخلاف فيها لم يزل إلى يومنا بين منتصر لهذا الرأي ومنتصر لمخالفه. وقبل ذلك وجدنا من كبار العلماء الباحثين المحدثين المؤيدين والمعارضين، وإن كان المعارضون أكثر وأوفر.

    معارضة الشيخ شلتوت

    وجدنا من المعارضين الإمام الأكبر محمود شلتوت رحمه الله، الذي أنكر في مقدمة تفسيره على طائفة من المثقفين أخذوا بطرف من العلم الحديث، وانتقلوا أو تلقفوا شيئا من النظريات العلمية والفلسفية وغيرها، وأخذوا يستندون إلى ثقافتهم الحديثة، ويفسرون آيات القرآن على مقتضاها، قال الشيخ عن هؤلاء:

    (نظروا في القرآن فوجدوا الله سبحانه وتعالى يقول: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ[ (الأنعام: 38) فتأولوها على نحو زيَّن لهم أن يفتحوا في القرآن فتحًا جديدًا، ففسروه على أساس من النظريات العلمية المستحدثة، وطبقوا آياته على ما وقعوا عليه من قواعد العلوم الكونية، وظنوا أنهم بذلك يخدمون القرآن، ويرفعون من شأن الإسلام، ويدعون له أبلغ دعاية في الأوساط العلمية والثقافية.

    نظروا في القرآن على هذا الأساس، فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن، وأفضى بهم إلى صورة من التفكير لا يريدها القرآن، ولا تتفق مع الغرض الذي من أجله أنزله الله.

    هذه النظرة للقرآن خاطئة من غير شك؛ لأن الله لم يُنزل القرآن ليكون كتابًا يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف.

    وهي خاطئة؛ لأنها تعرّض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير، فقد يصح اليوم في نظر العالم ما يصبح غدًا من الخرافات.

    فلو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة، لعرضناه للتقلب معها، وتَحَمّل تبعات الخطأ فيها، ولأوقفنا أنفسنا بذلك موقفا حرجا في الدفاع عنه. فلندع للقرآن عظمته وجلالته، ولنحفظ عليه قدسيته ومهابته، ولنعلم أن ما تضمنه من الإشارة إلى أسرار الخلق وظواهر الطبيعة إنما هو لقصد الحث على التأمل والبحث والنظر، ليزداد الناس إيمانا مع إيمانهم.

    وحسبنا أن القرآن لم يصادم الفطرة، ولم يصادم -ولن يصادم- حقيقة من حقائق العلوم تطمئن إليها العقول.

    قيل: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان، لا يكون على حالة واحدة؟ فنزل قوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ (البقرة: 189).

    وإنك لتجد هذا في سؤالهم عن الروح حيث يقول الله عز وجل: ]وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[ (الإسراء: 85) أليس في هذا دلالة واضحة على أن القرآن ليس كتابا يريد الله به شرح حقائق الكون، وإنما هو كتاب هداية وإصلاح وتشريع؟)[1].

    معارضة الشيخ الخولي وآخرين

    ووجدنا من المعارضين الأستاذ الشيخ أمين الخولي في بحثه المركّز (التفسير: معالم حياته، منهجه اليوم) وقد نقل فيه رأي الشاطبي، واعتراضه على الذين أرادوا أن يخرجوا بالقرآن عن نهجه في مخاطبة العرب بما يفهمون، وفي إطار ما يعهدون من علوم ومعارف، ورد على الذين زعموا أن في القرآن علوم الأولين والآخرين، دينية ودنيوية، شرعية وعقلية.

    وهو رأي الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر الأسبق، قاله في تقديمه لكتاب عبد العزيز (باشا) إسماعيل (الإسلام والطب الحديث)[2].

    وهو رأي د.عبد الحليم محمود، والشيخ عبد الله المشد، والشيخ أبو بكر ذكري، أعلنوه في مقدمة تفسيرهم الموجز للقرآن، والذي كان ينشر في مجلة (نور الإسلام) لسان علماء الوعظ والإرشاد في الأزهر.

    معارضة سيد قطب

    وينحو صاحب (الظلال) سيد قطب -رحمه الله- هذا المنحى في تفسيره لآية: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّة[ [3]، إذ يقول بقلمه البليغ: وإني لأعجب لسذاجة المتحمسين لهذا القرآن، الذين يحاولون أن يضيفوا إليه ما ليس منه، وأن يحملوا عليه ما لم يقصد إليه، وأن يستخرجوا منه جزئيات في علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها... كأنما ليعظموه بهذا ويكبروه!.

    إن القرآن كتاب كامل في موضوعه، وموضوعه أضخم من تلك العلوم كلها... لأنه هو الإنسان ذاته الذي يكتشف هذه المعلومات وينتفع بها.. والبحث والتجريب والتطبيق من خواص العقل في الإنسان. والقرآن يعالج بناء هذا الإنسان -بناء شخصيته وضميره وعقله وتفكيره- كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح بأن يحسن استخدام هذه الطاقات المذخورة فيه. وبعد أن يوجد الإنسان السليم التصور والتفكير والشعور، ويوجد المجتمع الذي يسمح له بالنشاط، يتركه القرآن يبحث ويجرب، ويخطئ ويصيب، في مجال العلم والبحث والتجريب. وقد ضمن له موازين التصور والتدبر والتفكير الصحيح.

    كذلك لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقة لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه، وطبيعة التناسق بين أجزائه.. لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن بفرض العقل البشري ونظرياته، ولا حتى بما نسميه (حقائق علمية) مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره.

    إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة، أما ما يصل إليه البحث الإنساني -أيا كانت الأدوات المتاحة له- فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة، وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها... فمن الخطأ المنهجي -بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته- أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري.

    هذا بالقياس إلى (الحقائق العلمية)... والأمر أوضح بالقياس إلى النظريات والفروض التي تسمى (علمية).. ومن هذه النظريات والفروض كل النظريات الفلكية، وكل النظريات الخاصة بنشأة الإنسان وأطواره، وكل النظريات الخاصة بنفس الإنسان وسلوكه.. وكل النظريات الخاصة بنشأة المجتمعات وأطوارها... فهذه كلها ليست (حقائق علمية) حتى بالقياس الإنساني. وإنما هي نظريات وفروض كل قيمتها أنها تصلح لتفسير أكبر قدر من الظواهر الكونية أو الحيوية أو النفسية أو الاجتماعية، وإلى أن يظهر فرض آخر يفسر قدرا أكبر من الظواهر، أو يفسر تلك الظواهر تفسيرا أدق! ومن ثم فهي قابلة للتغيير والتعديل والنقص والإضافة، بل قابلة لأن تنقلب رأسا على عقب، وبظهور أداة كشف جديدة، أو بتفسير جديد لمجموعة الملاحظات القديمة!.

    وكل محاولة لتعليق الإشارات القرآنية العامة بما يصل إليه العلم من نظريات متجددة متغيرة -أو حتى بحقائق علمية ليست مطلقة كما أسفلنا- تحتوي أولاً على خطأ منهجي أساسي. كما أنها تنطوي على معانٍ ثلاثة كلها لا يليق بالقرآن الكريم:

    المعنى الأول:

    الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع، ومن هنا يحاولون تثبيت القرآن بالعلم، أو الاستدلال له من العلم. على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه، ونهائي في حقائقه، والعلم لا يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس، وكل ما يصل إليه غير نهائي ولا مطلق؛ لأنه مقيد بوسع الإنسان وعقله وأدواته، وكلها ليس من طبيعتها أن تعطي حقيقة واحدة نهائية مطلقة.

    والمعنى الثاني:

    سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته، وهي أنه حقيقة نهائية مطلقة تعالج بناء الإنسان بناء يتفق -بقدر ما تسمح طبيعة الإنسان النسبية- مع طبيعة هذا الوجود وناموسه الإلهي؛ حتى لا يصطدم الإنسان بالكون من حوله، بل يصادقه ويعرف بعض أسراره، ويستخدم بعض نواميسه في خلافته. نواميسه التي تكشف له بالنظر والبحث والتجريب والتطبيق، وفق ما يهديه إليه عقله الموهوب له ليعمل لا ليتسلم المعلومات المادية جاهزة!.

    والمعنى الثالث:

    هو التأويل المستمر -مع التمحل والتكلف- لنصوص القرآن كي نحملها ونلهث بها وراء الفروض والنظريات التي لا تثبت ولا تستقر، وكل يوم يوجد جديد، وكل أولئك لا يتفق وجلال القرآن، كما أنه يحتوي على خطأ منهجي، كما أسلفنا[4].

    الإمام الغزالي والتفسير العلمي

    والموضوع قد أثير من قديم، ويبدو أن أول من أثاره هو الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله، فقد ذكر في (الإحياء) قول ابن مسعود: من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن، ونحو ذلك من الأقوال، ثم قال: (وبالجملة، فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله عز وجل وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها، وفي القرآن إشارة إلى مجامعها)[5].

    وفي كتاب (جواهر القرآن) وهو مؤلف بعد (الإحياء) عاد إلى الموضوع وتوسع فيه. وفيه ذكر أن جميع العلوم (مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال، وقد ذكرنا أنه لا ساحل له)[6].

    ثم ذكر من أفعال الله تعالى الشفاء والمرض، كما قال تعالى حكاية عن إبراهيم: ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ (الشعراء:80)، قال: وهذا الفعل الواحد لا يعرفه إلا من يعرف الطب بكماله؛ إذ لا معنى للطب إلا معرفة المرض بكماله وعلاماته، ومعرفة الشفاء وأسبابه... إلى أن قال: (لا يعرف كمال معنى قوله: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار:6-8) إلا من عرف تشريح الأعضاء من الإنسان ظاهرًا وباطنا، وعددها وأنواعها، وحكمتها ومنافعها... إلخ).. فهذان مثالان لتخريج الغزالي العلوم المختلفة من القرآن.

    ومن هنا نفهم معنى قول الغزالي: إن علوم الأولين والآخرين ليست خارجة عن القرآن، فكأنه يقول: إن العلوم كلها خادمة لحسن فهم القرآن، كما أن القرآن نفسه يشير إليها، ويدل عليها، بصورة من الصور الضمنية أو الكلية.

    وقد قال في الإحياء: (بل كل ما أشكل فهمه على النُّظَّار (علماء المعقول) واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات، ففي القرآن إليه رموز، ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بدركها)[7].

    ابن أبي الفضل المرسي والسيوطي

    وجاء بعد الغزالي ابن أبي الفضل المرسي، والذي سجل السيوطي رأيه في (الإتقان)[8] وهو أشبه برأي الغزالي، فقد ذكر -فيما ذكر- أن أصول الصنائع مذكورة في القرآن كالخياطة في قوله: ]وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ[ (الأعراف:22)، والحدادة: (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) (الكهف: 96)، والبناء في آيات[9]، والنجارة: ]وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا[ (هود: 37)، والغزل: ]كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا[ (النحل92)، والملاحة: ]أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ[ (الكهف: 79)، والفخارة: ]فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ[ (القصص: 38)... وهكذا.

    وقد أيد السيوطي في (الإتقان) وكتاب (إكليل التأويل في استنباط التنزيل) هذا التوجه، واستدل له بالقرآن والحديث، وبقول ابن مسعود والحسن والشافعي وغيرهم.

    أبو إسحاق الشاطبي والتفسير العلمي

    ولقد رأينا الإمام أبا إسحاق الشاطبي رحمه الله، قد عارض هذا التوجه في كتابه (الموافقات) معتمدا على أن الشريعة نزلت في الأساس لقوم أميين، فهي -على حد تعبيره- شريعة أمية، فلا ينبغي أن نخرجها إلى حد التكلف والتعقيد والتفلسف. وإن بالغ في ذلك، حتى تعقبه العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور في مقدمة تفسيره (التحرير والتنوير)، كما تعقب بعضه العلامة الشيخ عبد الله دراز في تعليقه على الموافقات[10].

    بيّن الشاطبي أن الشريعة الإسلامية شريعة أمية؛ لأن الله بعث بها رسولاً أميًّا إلى قوم أميين كما قال تعالى: ]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ[ (الجمعة: 2)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) (متفق عليه، عن ابن عمر) فيلزم أن تكون الشريعة على معهودهم وفي مستواهم.

    ثم بعد هذا البيان أوضح الشاطبي أن الشريعة - في تصحيح ما صححت، وإبطال ما أبطلت- قد عرضت من ذلك إلى ما تعرفه العرب من العلوم، ولم تخرج عما ألفوه، ثم يتوجه باللوم إلى قوم أضافوا للقرآن كل علوم الأولين والآخرين، مفندًا هذه الدعوى قائلاً:

    ما تقرر من أمية الشريعة، وأنها جارية على مذاهب أهلها -وهم العرب- ينبني عليه قواعد، منها: أن كثيرا من الناس تجاوزوا -في الدعوى على القرآن- الحدَّ، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين والمتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم [كالهندسة وغيرها من الرياضيات] والمنطق وعلوم الحروف، وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح[11].

    ثم يدلل الشاطبي على رأيه هذا ويحتج له بما عرف عن السلف من نظرهم في القرآن فيقول: (إن السلف الصالح -من الصحابة والتابعين ومن يليهم- كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدعى سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض ونظر لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكن، فدل على أنه غير موجود عندهم، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه شيء مما زعموا، نعم تضمن علوما من جنس علوم العرب أو ما ينبني على معهودهم مما يتعجب منه أولو الألباب، ولا تبلغه إدراكات العقول الراجحة، دون الاهتداء بأعلامه، والاستنارة بنوره، أما أن فيه ما ليس من ذلك فلا)[12].

    ثم شرع الشاطبي بعد هذا في ذكر الأدلة التي استند إليها أرباب هذا التفسير (التفسير العلمي) فقال: (وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى: ]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ[ (النحل: 89)، وقوله: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ[ (الأنعام: 38).. ونحو ذلك، وبفواتح السور -وهي لم تعهد عند العرب- وبما نقل عن الناس فيها، وربما حكي من ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره أشياء).

    بعد ذلك طفق الشاطبي ينقض هذه الأدلة، واحدا بعد الآخر بمنطقه القوي، فقال رحمه الله: (فأما الآيات: فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، أو المراد بالكتاب في قوله: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْء[: اللوح المحفوظ، ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية.

    وأما فواتح السور: فقد تكلم الناس فيها بما يقتضي أن للعرب بها عهدا، كعدد الجُمّل الذي تعرفوه من أهل الكتاب، حسبما ذكره أصحاب السير، أو هي من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله تعالى، وغير ذلك, أما تفسيرها بما لا عهد به فلا يكون, ولم يدّعِهِ أحد ممن تقدم، فلا دليل فيها على ما ادعوا، وما ينقل عن علي أو غيره في هذا لا يثبت، فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة، فبه يوصل إلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضل عن فهمه وتقوّل على الله ورسوله فيه، والله أعلم، وبه التوفيق)[13].

    ومنطق الشاطبي هنا منطق قوي، وأدلته لا مطعن فيها، إلا ما كان من اعتماده على (أمية الشريعة) بناء على أمية الأمة. ذلك أن أمية الأمة ليست أمرًا مطلوبًا ولا مرغوبا فيه، بل بعث الله رسوله في الأميين رسولاً ليخرجهم من الأمية إلى باحة العلوم والنور، كما قال تعالى: ]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ[ (الجمعة: 2) فهذه مهمة الرسول مع الأميين: التلاوة والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة ولا عجب أن كانت الآيات الأولى من الوحي تنبئ بذلك: ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[ (العلق: 1-5)، وأقسم سبحانه بالقلم فقال: ]ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ[ (القلم: 1).

    فالأمية ممدوحة في حقه صلى الله عليه وسلم؛ لأنها أدل على الإعجاز وليست ممدوحة في الأمة، وعلى الأمة أن تتحرر منها ولتتعلم وتتفقه وتنظر في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، وقد قال تعالى: ]هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ[ (الزمر: 9).

    ولقد كان الرسول الكريم هو أول من حارب الأمية، كما رأينا ذلك حين قبل في أسرى بدر أن يفتدي بعضهم نفسه إذا كان كاتبا، وأن يعلم عشرة من أولاد المسلمين الكتابة. من أجل هذا لا نقبل فكرة أمية الشريعة إلا إذا حملت على معنى الفطرية والسهولة، والبعد عن التكلف والتعقيد، وبالله التوفيق.

    رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
    [1] مقدمة تفسير الشيخ شلتوت ص11-14 طبعة دار الشروق بمصر
    [2] ذكر ذلك الدكتور الذهبي في الجزء الثاني من كتابه (التفسير والمفسرون) ص495،496 طبعة المختار الإسلامي سنة 1985 نشر مكتبة وهبة.

    [3]وهي قوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة، قل: هي مواقيت للناس والحج...) البقرة : الآية 189

    [4] في ظلال القرآن ج 1 م 180- 182 طبعة دار الشروق

    [5] الإحياء 1/289 دار المعرفة بيروت.

    [6] انظر جواهر القرآن ص32-34.

    [7] إحياء علوم الدين، الموضع السابق.

    [8] في النوع الخامس والستين: في العلوم المستنبطة من القرآن، 4/27-31.

    [9] أي في مثل قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) (البقرة 127).

    [10] انظر الموافقات وتعليقات دراز 2/69 وما بعدها.

    [11] الموافقات 2/79.

    [12] الموافقات 2/79-80.

    [13] الموافقات 2/81-82.



    Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA...362416#ixzz0lYcrkwlk

    رابعا) علم الـ Neurocardiology في نظري ليس بالعلم على الإطلاق .. لذا لم أود التعليق عليه حتى لا أظلمه بوجهة نظري لا أكثر ، و المعلومات حوله متوفرة بالنت .. و هاك عينة منها
    Quote:
    NEUROCARDIOLOGY: THE BRAIN IN THE HEART
    a small group of cardiovascular researchers joined with a similar group of neurophysiologists to explore areas of mutual interest. This represented the beginning of the new discipline of neurocardiology, which has since provided critically important insights into the nervous system within the heart and how the brain and heart communicate with each other via the nervous system.

    After extensive research, one of the early pioneers in neurocardiology, Dr. J. Andrew Armour, introduced the concept of a functional "heart brain" in 1991. His work revealed that the heart has a complex intrinsic nervous system that is sufficiently sophisticated to qualify as a "little brain" in its own right. The heart's brain is an intricate network of several types of neurons, neurotransmitters, proteins and support cells like those found in the brain proper. Its elaborate circuitry enables it to act independently of the cranial brain – to learn, remember, and even feel and sense. The recent book Neurocardiology, edited by Dr. Armour and Dr. Jeffrey Ardell, provides a comprehensive overview of the function of the heart's intrinsic nervous system and the role of central and peripheral autonomic neurons in the regulation of cardiac function. The nervous system pathways between the heart and brain are shown in Figure 2.

    The heart's nervous system contains around 40,000 neurons, called sensory neurites, which detect circulating hormones and neurochemicals and sense heart rate and pressure information. Hormonal, chemical, rate and pressure information is translated into neurological impulses by the heart's nervous system and sent from the heart to the brain through several afferent (flowing to the brain) pathways. It is also through these nerve pathways that pain signals and other feeling sensations are sent to the brain. These afferent nerve pathways enter the brain in an area called the medulla, located in the brain stem. The signals have a regulatory role over many of the autonomic nervous system signals that flow out of the brain to the heart, blood vessels and other glands and organs. However, they also cascade up into the higher centers of the brain, where they may influence perception, decision making and other cognitive processes.

    Dr. Armour describes the brain and nervous system as a distributed parallel processing system consisting of separate but interacting groups of neuronal processing centers distributed throughout the body. The heart has its own intrinsic nervous system that operates and processes information independently of the brain or nervous system. This is what allows a heart transplant to work: Normally, the heart communicates with the brain via nerve fibers running through the vagus nerve and the spinal column. In a heart transplant, these nerve connections do not reconnect for an extended period of time, if at all; however, the transplanted heart is able to function in its new host through the capacity of its intact, intrinsic nervous system.

    المصدر
    http://madurasinghe.blogspot.com/2008/06/neurocardiolog...-brain-in-heart.html
    هذا و تفبل مودتي
                  

04-19-2010, 06:41 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الاخ محمد قرشي
    لك التحية

    Quote: ولأن الهدف من استعراض الظواهر الكونية، في القرآن الكريم، كان العظة والاعتبار بقدرة الله تعالى والإيمان بوحدانيته، فقد جاء عرض تلك الظواهر في نصوصه، لا كما تبدو عليه في (ماهية) تركيبها التي ركبها الله تعالى عليها، بل كما تبدو عليه في هيئتها المباشرة للعين المجردة. لأن ذلك سيكون أدعى لقبولها والتصديق بها من قبل عرب الجزيرة العربية الذين نزل القرآن الكريم وفقا لمعهودهم الحضاري. من هنا نجد أن القرآن الكريم لفت نظر العرب إلى (الأرض كيف سُطحت) كما تبدو للعين المجردة التي تراها مسطحة أينما اتجه الإنسان في سيره على الأرض. كما لفت نظرهم إلى أن (الأرض تجري لمستقر لها) كما تبدو للناظر فيها من أنها (تستقر) في مكانها بعد (الغروب). كما جعل القلب مركز التفكير في قوله تعالى: (.... فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور


    لقد اطلعت علي مداخلتك وايرادك لراي نقلا عن الشيخ الشاطبي,واراني قد مررت من قبل علي ما شاكل هذا النهج في ايجاد
    حلول ملحة لمفارقات العلم و النص القرآني.واحسب ان فيه ما فيه من الحسم الاختزالي لبعض النصوص وتغليب الوجه الكلية
    في موازاة حصرية لجدلية النص مع الواقع.فقد ذكر القرآن ما لم يكن مشاهدا او كما يبدو للعين المجردة من ظواهر.
    فنجد ان القران لم يتقيد بمعرفة العرب وقتها ولا بقاموس الالفاظ التي يعرفونها حتي, بل انه جاء بالفاظ علي موازين
    العربية التي لا تعرفها العرب واستخدم كثيرا من الالفاظ في غير ما تعهده العرب,والقرآن نفسه في منطوقه اكد علي ذلك
    قال تعالي(كما ارسلنا فيكم رسولآ منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) البقرة
    ولك بعض الامثلة:
    اباريق/إبلعي/اخلد/اسباط/الارائك/السندس/اسفار (اختلف المفسرون في كونها من معهودات العرب حينها ام لا)
    حتي قال سيدنا علي في كلمة ابا (اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا انا قلت في كلام الله ما لا اعلم)
    ونلاحظ ايضا ان القران قد خاطب الاميين بغير مألوفهم متجاوزا حدود مداركم(المشاهدة):
    (لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه في قرار مكين,ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة)
    (او لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده)
    (او لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقنا ففتقناهما)
    (او لم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها)
    (الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا)
    (عند سدرة المنتهي,عند جنة الماوي)
    (اقتربت الساعة وانشق القمر)
    فمن اين للعرب الاميين ادراك كل هذه الظواهر والمعاني .فحتي ان كانت من باب الاعجاز فلا يستقيم الاعجاز بما هو خاطئ(تنزه الله عن ذلك)
    فهي قطعا ليس من مداركهم ولو علي اغلاطها.
    ليس من اليسير ان نتقاضي عن الحقائق التاريخية, كون القرآن الكريم خاطب البدو انذاك بلسان عربي في اطار ثقافتهم, ولكن
    يمكننا ان نقرأ جدلية النص مع الواقع من بعدين.
    اولا: تشكيل الواقع للنص
    في هذا البعد اسهم الواقع في تشكيل النص ,بمعنى ان النص لم يكن ظاهرة مفارقة للواقع او تمثل وثبا عليه وتجاوزا لقوانينه
    بل كان جزء من مفاهيم الثقافة ونابعة من مواضعاتها وتصوراتها,فقد خاطب النص البدو بالغة العربية كمركزية ثقافة
    وطريقة النظم(السجع) وما الي ذلك فيما عهدوه من الكهنة والشعراء في ثقافتهم,ثم تفصيلا في مخاطبة النص لوقائع حادثة حينها
    وقبل كل ذلك طريقة الوحي نفسها التي الفوها من امكانية الاتصال بين مراتب وجودية مختلفة(ظاهرتي الشعر والكهانة)وادي
    عبقر والجن. في هذا البعد من تشكل النص كان للواقع اسهامات في ذلك.
    البعد الاخر في جدلية النص مع الواقع فيه يشكل النص _ بطريقة بنائية خاصة ومن خلال آلياته _ الواقع,اي يعيد تشكيله
    وفي هذا البعد تحديدا تبدو المفردات والمظاهر في غير مدارك البدو تمهيدا لسطوة وسيرورة النص في جدله مع الواقع(والله اعلم).
    في اعتقادي ,من اكبر المعضلات التي تواجه منهج الشيخ الشاطبي,انه كيف نتحدث عن صلاحية القرآن لكل زمان ومكان
    اذا كان النص مخاطبا فئة معينة من البشر(البدو) الجهل هو طابعهم,في زمان كانت فيه بدائية المكونات المعرفية هي الملمح السائد.
    فكيف_ رغم هذا البون الشاسع _ يمكن ان ينسحب النص على واقعنا اليوم؟ ام ان اهم ما يميز القرآن الكريم هو
    مرونته وقابليته للاتساع واستيعاب مفرزات التطور المتسارع في هذا العصر؟؟








    ميسر عبد القادر سبيل
                  

04-20-2010, 01:36 AM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: خضر حسين خليل)

    الأخ ميسرة ..
    جزيل الشكر و السلام

    قلتُ بختام المداخلة الأولى
    Quote: شخصيا لي وجهة نظر تكمل هذا الرأي و لا تقف عنده .. هي جزء من مسودة كتاب أعده .. و لكن في هذا المقام أعتقد أن رأي الشاطبي منطقي تماما .. و يحل جدلية العقل و القلب تماما


    فحرصا مني فقط على عدم الإنحراف بالبوست عن موضوعه الأصلي لم أسهب في شرح وجهة نظري الخاصة التي لا تتطابق تماما مع رأي الشاطبي الذي يسهل إنتقاده و إنما يورده الكل للإستظلال بمكانة العالم الكبير بعد أن صار إنتقاد الإعجاز العلمي كالقدح في القرآن !!! و لا حول و لا قوة إلا بالله
    عموما أشكر لك ردك الموضوعي و الجميل على مداخلتي التي فهمت مغزاها تماما..
    كتابي الذي لم يكتمل بعد يدور حول دراسة متعمقة لما تفضلت أنت بذكره حول جدلية النص و الواقع .. و حتى لا أنحرف بالبوست عن مراده سأقول فقط أنني لم أجد سوى آية واحدة فقط ينطبق عليها حكم الإتيان بجديد في مجال العلم الطبيعي .. و ليست من الأمثلة التي تكرمت بإيرادها .. و كمثال: يمكنك قراءة مداخلتي حول آية إنشقاق القمر ببوست آخر
    Re: من هو شكيب ..؟! .. مقال للملحد هشام آدم .. ( للنقاش ) ..
    و Re: من هو شكيب ..؟! .. مقال للملحد هشام آدم .. ( للنقاش ) ..
    و Re: حول إنشقاق القمر (من جديد)..
    و إن سمح صاحب البوست يمكن إيراد النقد لبقية الأمثلة ..
    و لكن الشاهد هو أن هناك آيات يجب فهمها بمعهود العرب خاصة تلك التي لا ترد في معرض التنبيه لآيات الله الكونية و إقامة الحجة بالتفكر فيها .. و رؤيتي لآيات العقل و القلب ينطبق عليها هذا تماما فهي تخاطب العرب بوضوح و قد فهموها على معهودهم فلا داعي للتورط في إختلاق مشاكل مع العلم الحديث لم ترد بالقرآن أصلا اللهم إلا رغبة منا في تعضيد إيماننا بعد إنبهارنا بمنجزات العلم التي نتماحك لإثباتها بالقرآن و كأنما هو محتاج لهذا (حاشا كلمات الله عن هذا)
    هذا بالطبع رأيي الخاص .. فهل تعتقد أن له أحقية كإحتمال قائم يحل المسألة مع الإجتهادات الأخرى أم ترى به خطأ جوهريا يبعده عن ساحة الحلول الممكنة
    و لك الود
                  

04-21-2010, 12:13 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد قرشي عباس)

    قرشي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكرا على توضيحك لمعنى ( امية ) فيما طرحت وهي ( البساطة )
    واقول من جانبي انني اتعامل مع كلمة امية بهذا المعنى نفسه ( اي التعاطي الفطري مع الظواهر ووفق ما تبديه هذه الظواهر من دلالات مباشرة وميسورة للعامة ) فالذي يفعل ذلك هو الأمي.
    ولكنني بصدد التأصيل لفهم آخر اضافي وربما يتطور ليكون بديلا
    ذلك هو ان الأمية هي الوطنية
    اجل الوطنية بمعنى الانتماء المخلص للامة/ الشعب المعين.
    فكل من له ولاء ووفاء لشعبه/ امته ( باعتبار الأمة هي الجماعة من الناس ) ولتراثه معتزا بهويته حادبا على نمائها وخيرها منفعلا بها بهمة وعزم نحو افاق اكثر ثراءا وازدهارا هو بالضرورة امي نسبة الى امته التي ارتبط بها ارتباط النسب.
    وفي الحقيقة فاننا اذا نظرنا الى رسول الله محمد (ص) من هذه الزاوية ، اي اخلاصه ووفائه لأمته العربية بدءا بقريش ، فاننا سنجده وطنيا مهموما بخير شعبه وقضاياه ، وسنجد ايضا ان تماسك قريش ( كخير امة اخرجت للناس ) قد انبنى على هويتها التي رجحت فيها مكارم الاخلاق للحد الذي جعلها تسود العرب وتعلو بكعبها وكعبتها عليها رغم فقر مكة وشح مواردها.
    فقريش هم قوم اميون اي وطنيين مخلصون لقبيلتهم وهويتهم وتماسكهم ، واكبر دليل على حرصهم الشديد على امتهم انهم رفضوا الرسالة الجديدة لهذا السبب وانهم تجاوزوا عن ثورة محمد (ص) الفكرية والدينية وهي ثورة انقلبت على اسس مركزيتهم ( كحراس آلهة العرب جميعا في الكعبة ) للسبب نفسه.
    ومن ادلة اميتهم ( بهذا المعنى ) ان محمدا ( ص) كان يطمئنهم بما معناه : قولوا لا اله الا الله ، كلمة تدين لكم بها العرب وتدفع لكم بها العجم الجزية ! ، وذلك لتشجيعهم عليها كاطار جديد لعلو الكعب والمركزية السياسية بين الامم.
    قريش كلها كانت مخلصة شديدة الوفاء لهويتها وشديد الاخلاص في تعزيز اسباب مركزيتها، ولذلك كانت امة امية بامتياز .
    قال ربنا سبحانه وتعالى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
    كيف لأمي القراءة والكتابة ان يتلو الآيات ، وكيف له ان يعلم امته الكتاب والحكمة طالما ان من بينهم عالمين بالكتابة والقراءة وبما في كتب اليهود والنصارى؟
    أليس هؤلاء ايضا اميين ؟
    لابد
    وبالتالي فان الأمي ههنا سيعني المنسوب الى أمته ( أمي : أمي )
    ولكن لماذا ينسب المرء لأمته لولا انه شديد الانتماء اليها مخلصا لمكتسباتها وشروطها
    وفي الحقيقة فان اخلاص محمد (ص) لأمته قد تعزز حتى بعد بعثته ، ومن منا لم يبلغه بكاؤه بين يدي ربه وهو يردد ( امتي امتي يا رب امتي ) ولعلنا نلحظ ان مفهوم الأمة وبالتالي فهموم الأمية عنده (ص) قد تطور وتمق وتوسع بتطوره (ص) في معرفة الدين وشرائعه وترسخ ايمانه وثبوت قلبه عليه حتى بلغ امر اميته ان يدافع عن كل من اتبع قريشا في ايمانها واتباعها لدين الله تعالى باعتباره من امته امة الاسلام. فمحمد (ص) وكل مسلم انما هو امي كذلك بهذا المعنى .
    ولذلك يروق لي ان اقول بان مفهوم الامية هو البديل الشرعي لمفهوم الوطنية ، بحيث ان حب الأوطان الذي هو من الايمان لا ينبغي ان يحل محل الانتماء لأمة الاسلام . فبدلا من ان ننتسب الى المكان فالاحرى واجدى ان ننتمي باخلاص وانفعال ايجابي الى القوم / الأمة بكل محمولها الحضاري .
    هذا المفهوم يقابله مفهوم الوطنية الايجابي في يومنا هذا كما ترى.
    اما بخصوص التعامل مع القرآن بالفطرة والمعنى المباشر
    فان ذلك رغم وجاهته ومقبوليته من جانبي الا انني لا اجده يتعارض مع حقيقة كون القرآن حمال اوجه اشكالي له معنى قرؤيب احيانا وآخر بعيد
    قال تعالى ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) آل عمران.
    انظر كيف ان للقرآن تأويلات بعيدة نحن غير مكلفين بها ، بل ويجب الا ننصرف اليها لأن ذلك يقود الى الزيغ والفتنة المضلة.
    اذا فنحن مسؤولون عن المعنى الظاهر المباشر المتبادر الى الذهن بيسر.
    ولكن ذلك لا يعني ايضا ان كل العامة يعلمون كل الظاهر من تكليف شريعة القرآن ، بديليل اشارة الأية ذاتها الى الراسخين في العلم ، مما يوحي بان هناك غير الراسخين في علم الكتاب وهؤلاء مكلفون ايضا، ومكلفون ايضا باستيضاح الراسخين في العلم لكي يتعلموا الكتاب على وجهه .
    من هنا فانك تجدني لا اميل كثيرا الى وصف القرآن بالأمية بمعنى ( البساطة ) ، فهو مباشر في مستوى من مستويات مضمونه ، ولكنه ايضا له تأويل بعيد لا يعلمه الا الله
    لا بل وحتى معناه المباشر القريب الذي كلفنا به فهو ايضا يحتاج احيانا الى تأويل/ تفسير الراسخين في العلم لمقتضياته وشروطه .
    من هنا فان القرآن ليس بسيطا بالمطلق وبالتالي فهو ليس اميا بهذا المعنى ، وانما المسلمون هم الأميون .
    ومن جانب آخر فان القرآن جوانب متعددة منها انه يتضمن الكتاب ويضمن الحكمة لقوله تعالى ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) النساء
    فهنالك الكتاب وهنالك الحكمة
    واحسب ان الكتاب هو فرائض الشريعة واما الحكمة فهي تتضمن ما سوى الفرائض من القصص وايات ترسيخ اليقين على الغيب واظهار عظمة الله وربوبيته والوهيته.
    آيات الفرائض تحتاج الى الراسخين في العلم في كثير من تفاصيلها وشروطها .
    واما آيات ترسيخ اليقين فهي التي تقع في اطارها تفسيرات علماء الفلك والطب والعلوم المعاصرة، وهذه الأخيرة على وجهين بعضها ميسور المعنى مثل بعض ايات الفرائض المباشرة ومحددة ، وبعضها يحتاج الى راسخين في العلم من علماء العصر.
    مهما يكن فانني اعود الى امية الرسول الكريم بالمعنى الذي اطرقه للمرة الأولى في نظري ( الانتماء المخلص الفعال الى امته )

    سنذكر قوله يوم الطائف لجبريل( لعل الله يخرج من اصلابهم من يوحد الله ويعبده )
    ولذا قال عن ربه جل جلاله ( حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ).
    ____________
    رب اشرح لي صدري
                  

04-21-2010, 06:22 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ / محمد عبدالقادر

    شكرا لمداخلتك الثرة ..
    أجد نفسي على إختلاف معك في فهمك الجديد للأمية .. للأسباب الأتية:
    1) تفسير معاني الألفاظ بالقرأن يعتمد على معهود العرب زمن النزول .. و التفسير اللغوي المعتمد على إحتمالات اللغة فقط للمعنى غير صحيح بعلم التفسير .. و الله أعلم
    2) اليهود قالوا على لسان القرآن :ماعلينا في الأميين من سبيل .. و ماأحسبهم في مقام مدح للعرب بل قدح لا محالة .. فلا يستقيم فهم الأمية بالوطنية هنا.
    3) قريش كانت قبيلة و المستوى الحضاري للعرب لم يصل حينها لدرجة الوطن الواحد .. فلا يمكن خلع مفاهيمنا الحديثة على زمان غير زماننا.

    أكثر فهم للأمية (يفارق المتعارف عليه من كونها الجهل) يجد تعاطفا عاليا لدي هو ماشرحه محمد عابد الجابري في كتابه (مدخل إلى القرآن الكريم:في التعريف بالقرآن) و هو بإختصار قد يكون مخلا:
    الأميه هنا هي عدم إمتلاك كتاب سماوي .. فالرسول (ص) يعرف القراءة و الكتابة (و قد وثق الجابري العديد من الأمثلة من السيرة) .. و اليهود كانوا يتباهون بكونهم أصحاب الكتاب السماوي الوحيدين .. و سباقات الآيات التي تذكر الأمية تعضد هذا ..
    أعتذر للإختصار الشديد .. فالكتاب سلفته لصديق و أنا على عجلة من أمري الآن ..

    سأعلق على بقية مداخلتك الثرة لاحقا ..
    و لك الود
                  

04-22-2010, 12:26 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القلب والعقل جدلية ليست للحسم ...للأسباب الآتية (Re: محمد قرشي عباس)

    الاخ قرشي
    ارجو ان اوضخ لك ما يلي:
    اولا انا لا اقصد مطابقة مفهوم (( الامية )) بمفهوم ( الوطنية ) الراهنة البتة، وانما ارمي الى وضعه مقابله بمعنى ان وطنني اليوم هم بمثابة اميي الماضي.
    وقد تلحظ ان الوطنية نسبة الى الوطن وليس الى الشعب فالشعب ملحق بالوطن ومن متعلقاته في حالة مفهوم الوطنية ، بينما في حالة الامية فان المرء ينسب اولا واساسا الى الشعب ( الأمة ) فهو امي ليأتي الوطن - كمكان - جزءا من متعلقات اميته
    ولعلك في ذلك فرقا واضحا
    واحسب ان الأمية على هذا الاساس هي ابلغ واعمق من الوطنية
    لأن الانسان/ الشعب هو الذي يكيف المكان ويصنع عبقريته وجاذبيته لذلك فالاصح هو الانتساب الى الامة/ الشعب لا الى الوطن المصنوع بواسطة الشعب
    من هنا اقول انني لا ازعم ان محمدا صلوات ربي وسلامه عليه كان وطنيا بالمعنى الراهن ، وانما كان يومها بمثابة الوطني اليوم في احسن حالاته ودوره العام وغيرته وتضحياته، ولكنه لا يماثله.
    وفي هذا الاطار نذكر من علاماته اميته وولائه لقريش :
    قال (ص) : ( الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم) ... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان)

    ثم ازاء قولك :
    Quote: أكثر فهم للأمية (يفارق المتعارف عليه من كونها الجهل) يجد تعاطفا عاليا لدي هو ماشرحه محمد عابد الجابري في كتابه (مدخل إلى القرآن الكريم:في التعريف بالقرآن) و هو بإختصار قد يكون مخلا:
    الأميه هنا هي عدم إمتلاك كتاب سماوي .. فالرسول (ص) يعرف القراءة و الكتابة (و قد وثق الجابري العديد من الأمثلة من السيرة)

    اقول:
    اولا فان المعنى المتعارف عليه لا يرادف الأمية مع الجهل ، وانما يعتبرها حالة الجهل بمبادئ القراءة والكتابة فقط . وكم من حكيم وكم من حافظ للقرآن ومدرك لجوانب مهمه من علومه ولكن بالتلقين فقط.فهو امي وليس جاهلا ( illitrate but not ignorant )

    ثانيا ان معنى الأمية الذاهب الى عوز قريش الى كتاب سماوي فانه ليس مرشحا من جانب د.الجابري وانما سبقه الىه مفسرو القرآن الأئمة وهو انما اقتفى اثرهم فيه لا غير
    وبهذا الصدد اسمح بالقول :
    ان قريشا لم تكن حديثة عهد بدين سماوي حين قالت يهود ذلك ، طالما انها قبل بدعة عباد الاصنام والشرك بالله كانت على ملة ابيها ابراهيم (ص) الذي اوتي الصحف وبنى لهم بيت الله عز وجل كاول بيت وضع للناس ونشر دينه الحنيفية ابنه اسماعيل (ص) مؤسس مكة وجد قريش
    فكيف يكون هؤلاء اميين اي لا سابق عهد له برسالة دين سماوي ؟
    نعم قد يكون وجيها القول بانهم حين بعث فيهم محمد (ص) لم يكونوا يتلون كتابا مسطورا فيقرأونه ، كما لم يكن آباؤهم يفعلون ذلك رغم معرفتهم برسالة ابراهيم (ص) وما في صحفه . وفي هذه الحالة اشارة مؤكدة الى امية القراءة والكتابة ايضا طالما المقصود انهم لم يكونوا ينسخون ويتلون كتابا سماويا يوضح لهم شريعة سماوية يتبعونها.
    ومهما يكن فانك قد تعلم ان القرآن قد يستعمل كلمة معينة بمعنيين مختلفين في موضعين او سياقين مختلفين فكلمة فرقان مثلا لها اكثر من دلالة في القرآن وغيرها قد نجده مثل كتابا موقوتا اي فرضا موقوتا وليس كتابا بمعنى رسالة وهكذا، وبالتالي فليس ثم ما يمنع ان تكون كلمة امة التي في آية ( ليس علينا في الأميين سبيل ) تختلف عن ( الذي بعث في الأميين رسولا منهم )خاصة وان بعض افراد قريش كانت تقرأ كتب اهل الكتاب وبعضهم تنصر ودعا اهله الى النصرانية
    ثم علينا ان نلتفت الى الآية الأخرى التي تفيد بان صفة ( اميين ) هذه قد وجدتها يهود في كتابها ولم تكن تنعت بها قريشا لخلو حياتهم من كتاب منزل ، فالله تعالى يقول ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ..) وبالتالي فانهم لم يكونوا يمتدحون ولا يهجون قريشا حين قالوا ( ليس علينا في الأميين سبيل ) ولكن كهذا وجدوا الصفة في كتابهم.
    ومهما يكن فانه
    وفي ظل قوة الحجة القائلة بمعنى خلو مجتمع قريش من كتاب يدرسونه حينئذ.. فما ازال اجد بعض وجاهة في ضرورة الاعتناء بهذا المعنى وهو( ان قريشا كانت متمسكة فرادتها وخصوصيتها وبوحدتها وانتمائها كأمة ينصاع افرادها بولاء ووفاء الى قرار علية القوم ( الملأ الاشراف ) الذين يعظمون بدورهم هذا الانتماء وشروطه ومبادئه ويحثون الناس على التضحية من اجله بالنفس والنفيس وينظمون انفسهم ويوزعون ادوار السيادة فيما بينهم لتحقيق غرض علو شأن امتهم ) لذا فهم جميعا اميون .
    لك شكري
    ________________
    اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de