|
|
 Re: بعيداً عن ساس يسوس والإتصال السياسي ... طوق .... وشوق ... من الشاعر أحمد شريف ادريس (Re: سيف الدين حسن العوض)
|
طوق .... وشوق
شعر : أحمد شريف
أقـلٍّبُ طَـرفِي فـِي الـخَـيـالِ وأرمــقُ
بـِشـوقٍ فَـصِيـحٍ عَـن لـسـانِيَ يَــنْـــطِـقُ
بُـلِـيـتُ بـِهِ دهْـرًا مـشُـوقـًـا مـولَّـهـًـا
ويــزدادُ لـهـفِـي كـلمـا لاحَ بَـيْـرقُ
مـن الـمَـحْـفِــل الـمـزدانِ بـالـحـب والـصفـا
لآلــئَ يــكسـوهــا عـبـيــرٌ فـتـفْـهَــقُ
عـلى مَـحْــفِــلٍ تُـبــدِي أيــائـلُ شَــدْوهِ
وشَـائِـجَ وصــلٍ فـي الـحـنـايـا تـشـقـشِقُ
تـُـعيد بــه مَـجْــدَ الـقـــريـضِ مــوشَّـحـًـا
بـِـشِـعْــرٍ أنـــــيقٍ فــي شِــراعَــيهِ مَـنــطِــقُ.
عـلى مِـهْـرجــانِ الـشـعْـرِ والـفـــن والـهـــــوى
بـ" أمِّ الدنــا" ، والـبــوحُ مِــسْكُــهُ يَـعْـبَــقُ
ولــــو أنَّ شـــوقِـي قــد تــوزَّع بـيـنَـكُــم
لــقــلَّـد كُــمْ مــاسـًـا مــن الــحُـب مُــطْـبِـقُ
ولـــــو أن شِـعـرِي قـد رنـَـا سـرجَ ســابـِحٍ
لــفـَـاضَ عـَـمـِـيــمــًـا مِــن لـَـمـَـا الــنَّـظـــمِ فـَـيْـهَــقُ
أسُــــوحُ بــه كُــلَّ الــخِـيـامِ وأنـتـشِـي
علــى سُــرُرٍ مــوزونـَـةِ الــطُّـهْـرِ ألْـــبَـقُ.
ركِـبْتُ بُـراقَ الـشعـْرِ ، والـبِـشْـرُ مُــسَـرَجٌ
عــلى هَــدُبٍ عـَجْـلَى إلـى الـبـوحِ تـرمُـقُ
عَــزمْـــتُ عـصـَـا الـتَّـرحــالِ كـيْـمَـا أزورَهَــا
مـَـغـَـاربـُــهَـا تــزهُـو بِي والــمَـشَـارقُ
إلـــى أن دنـَـا ركْـبـِـي مِـن الـوصْـل خُـطـوةً
تـَـــلَـــفَّـحَـنِي رَحـبٌ مِـن الـرَّحْـبِ أصْـدقُ
فَـمَـا أنْ رأيـتُ الشَّـوقَ أرخَـى جَـناحَـهُ
فــقبَّـلـتُـه مـثـنًى عـلى الـخـدِّ مُـورقُ
أحـــقـًّـا أ نـَــا فـي دوحـةَ الــشِّعْــرِ أحْـتـسِـي
كـُـــؤوسَ نُـدامَـى مِـــنْ سُـلافِـهَـا تُــشْــرقُ ؟؟
أحــقـًّا أنـَـا فـِـي بهجة الـنـور والـنُّـهَى
ونِــبْـراسِ نـيـــلٍ فِـي ضِـفـافـِـه زنْـبَــقُ ؟؟
وأنـــت أيـَـا سودان والـقـلـبُ والـهــوى
ومُــنْـقـذُهـَــا إذ مَــا تـــعـطـَّـلَ زورقُ
رأيـتُـكَ قـبـلَ الــعَـيــنِ ، مِــنْ قـبـلُ لــمْ أر
جِــنَـانـًـا وخُــلْـدًا مِــن عـلى الأرضِ تَـنــطِـقُ
تـُـفـجِّـرُ يــنـبـوعَ الــشـموخِ ونَــهْـجِــهِ
وإحْـــلال فــجـرٍ أدمــنـتـْهــا الأبـَـــانِـقُ
ومـــا عـَـابـَـهـا أن تــسـتـطِـيـبَ مــكَـانـَـهـا
وكـــلُّ مَـــكــانٍ أسْــرجَ الــنـوقَ يـُــورقُ
قبابٌ به كــل النـفــوس تــبـــسـمــتْ
فـــأزهَـرتِ الأولـــى كَـمَـا الـمُـزن ِ مُــغــدِقُ
فـَـمَـا كــان مِــن " أب روف " و النيلُ مُطـرِقٌ
يُـقـلِّبُ جـنـبـِي كلَّ ما لاحَ زنــبـقُ
يـُـحِـيــطُ بــخَـدَّيْـهَـا عـبـير من الجوى
وشوقٌ وتَحنانٌ ودَمـعٌ ترقْـرقُ
ومَرسًـى إذا مَـا أجْـفلـتْ عـَينُ هـائـمٍ
تلــقَّـاهُ حِـضْـنٌ مِـن رُؤى الـقـلـبِ أوثـقُ
وتـِــلك إنْــطـلاقــــاتٌ إلـى الـمَـجــدِ والـــعُـلا
وفـــــجـرٍ نــمـيـرٍ مـــلــؤُ عــيـنَـيْـهِ رونَــقُ
تُشَــارِفُ أمْــجـَــادَ السُّـــمُـــو وربـْـــعـِـــهِ
لِــيـرقـَى بـِـه نـَــحـوَ الــمَـعـالِـيَ وامِـــقُ.
ركِبــتُ قـوافِـي الـشعْــرِ ، والـجَـــوُّ مَـــاطِـــرٌ
عـَـلى نــسْــمَــةٍ حـَـــرَّى إلـى الـبـوحِ تـرمُـقُ
فــقـدْ جِــئْـتُ ظــمْــآنـًـا أرومُ حِـيـَـاضَـهـا
فـَـــهَا تِــيهَـا شِــعْـرًا مِــنْ جُـمـَـانِـهِ أشْــهَـقُ
حـَــدائِــقُ وَردٍ ، بـَــلْ جِـنـَــانُ صَــبَـابَـةٍ
عـــلى وُرْقِـهـَا يَــشْـدو هَــزارٌ ومُـفــلِـقُ
أقــول كـمـا قــال "الـفـــراج الـطيــب"
أهَــذِي عـطايـاه تـزهـو وتـشـرقُ؟
بـنـورك يـا نـجمـا تـألق صـوتـه
فـفي كـل حقـل أنـت شـهب مــحـلقُ
فـقـد كنـتَ حاديـها وقـوْد ركـابهـا
و"مـربدك" الـزاهـي يـشيـد ويـبـرق
بـصولاتك الفصحى وجولاتـك المعنى
وعــيـن الـعـراق تـدنـو مـنه وتـطـرق
لـتـسمـع صوتـا مـن ربى الـنيل قــادم
وتـشرب نـبعـا مـلئ شـطئيه عــابـق
وصالونك ذا المعمور في كل جمعة
يحج إليه الحادبون فـيعـشـقُــوا
علوم بحور الضاد والشعر والتقى
وبحر نداك الجم يجري ويغدق
دعـــوت لك الله العـلي جــنانــه
ليسكنــك في الـجنات تـسمو وتـبرق
لحـى الله أيـــامـا تـرنم فــيضهـــا
على مهـج عـطشى تـفـوح وتـعبـــق
شــربنا ولم تـعطـش سـلافـة نـبعـنا
وقد سـربل الأرواح شعـر منمق
فــأنت الـذي لـولاك مـا كـنت مــفلقـا
وما كـان مـني بـل وما كــنت ألـحـــق
بركـب الأولى شـادوا سـنام قـريضهم
بشـعر بهيــج زانـه الـبوح مطلق
سـكبـت عـلينـا مـن فـيـوض أريـجهـا
وهـا أنــاذا منـهـا أجـود وأشْـرَقُ
أخــالك دومـا أنـك الـشـهـد بـيننـا
إذا كحــل المـذياعَ صـوتُ مـعتــق
"لسـان الـعرب" هــذا الأريـج عبـيره
تضـوع مـسكـه فـي الـدنا يـتألـــق
فـدعني أقـول فـيك قــولة صــادق
فأنـت الـذي والله فــيضك مطلق
هـممـت لأعــراب الــزمان قـلادة
بـهـا تـرتقـي شـأوا ومـجــدا تـسـابـق
دعوتهـم صدقـا ، إلى عيـن رشدهـم
إلـى لـغــة الـقـران تـسـمو لا تــخفقُ
" أفراج " خذها من حبيبٍ مسهدٍ
كـوتـها حـروف دمـعهـا يـترقــرقُ
يـُــفديك عِــقـْـدٌ مـِــن لما الشَّـوقِ مُــقـمِــرٌ
وشـَـــعْـبُ بـِـــلادكِ مِــــن فـؤادِه يُـبْـرقُ
يـَـــقولُ سـَــلامًــا مِـــنْ حَـــبـيـبٍ مُـتــيَّـمٍ
يـُـــمَوسِـقـهُ حَـــرفِـي ، وشَــوقـُــهُ أسْـبَـقُ
مِــــن الـــشَّـعَـبِ الـــمَمهُـورِ للــذَّودِ والــفِـدا
ومِـــيضُ نَـــشَامـَــا فِـي دُجَـى اللــيلِ مُـشـرِقُ
يـُـــدَافـِـــعُ عــن مَـجْــدٍ تـَـلـيدٍ أتـَى بـِــه
مـِـــن الــشُّهُـبٍ الـــظَّــلـــمـَــاءِ حـَــادِيـهِ فـَــيْــلقُ
فـَـــيَالِــقُ مِـــن عَــزمٍ وصـبْـرٍ مـُــسَــلَّـحٍ
إلِـــى غـَـدهِ يــرنُـو وعـَـيـنـَـاهُ تـَــفـرُقُ
يـُـــقـدِّمُ روحـًــا قـَـبـلَ رُوح ٍ ولَـــم تـَـزلْ
سودانية الإصــرارِ بالــعِـشْـق ِ ألْــــيَـقُ
أحـَـــقـًّا أنـَــا فِــي دوحــةَ الـشِّـعــرِ أنـتَـشِـي
سُلافـًــا هَـمـَا مِـن شَـاطِئ الـعـِشـقِ مُــطـْــلَـقُ
علـــى فـَــرح ٍ فـَـوقِـي ريـــاحُ إبـتِـسَـامـةٍ
وأبْــيـاتُ شِـعـري مـِــن لَــظـَى الـوجـْــدِ تـُـحـرقُ
أكــررها دومـا إذا هـاجنـي شــوق
وجــالَ بيَ الـتحنـانُ والشــعـرُ عـابـقُ
" ولـَـــمَّـا أتـَــانِـي فـــي الــخيالِ بـَـريـدُ كـمْ
تـَــمـنَّـيـتُ لـو عِـنـدي جـَــنـَاحٌ يُـحَـلِّـقُ
لأَرحَـــلَ مِــنْ فــورِي إلــيـكُـمْ بـِـفـرحَــةٍ "
وأعـْـــزفُ فِـي بوحِ الــسَّـنـَا وأُمَـــوسِـقُ .
2006
| |
  
|
|
|
|
سيف الدين حسن العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست