|
كاتب في "الحياة" يفنّد دعوة الشيخ بادحدح "التصويت للإسلاميين" !!ويتساءل عن من الأقرب إلى الله؟؟
|
عدد اليوم الاربعاء, 31 مارس بعنوان: • «نطنطة» ما لها «داعي»
محمد الساعد
تؤكد الحكومة السعودية دائماً أنها تعتمد سياسة عدم التدخل في شؤون الغير، وبالتأكيد تطلب من الآخرين عدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتحرص المملكة أن تكون على المسافة نفسها من أي فرقاء أو خيارات شعبية لدى أي من شعوب المنطقة، كما أنها لا تعلن أبداً عن أمنياتها، مهما كانت مبررة أو تتعاظم مصالحها معها حتى مع أقرب الحلفاء لها. لكن بعض الحركيين من «الإسلامويين» في المملكة لا يجدون حرجاً في إحراجنا أمام الآخرين ويعطون أنفسهم حق التدخل والنصح للشعوب والحكومات بما يخدم «أجندتهم»، فيجدون أنفسهم منساقين وراء تطلعاتهم الأممية التي تحرج المملكة، وقد تبرر للآخرين حق التدخل في شؤوننا. هذا الأسبوع تدخل الدكتور علي بادحدح في الشأن السوداني، داعياً في تقرير نشرته العربية نت «علماء السودان وإسلامييه إلى توجيه الشعب إلى المرشح الأقرب إلى الله، الذي يضمن لهم الاستمرار في تطبيق الشريعة الإسلامية في ظل توجه معظم المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقررة في (نيسان) أبريل المقبل إلى العمل بغيرها» كما يقول. وللحقيقة أريد أن اسأل بادحدح: من يستطيع يا سيدي معرفة من هو «الأقرب إلى الله» كما ذكرت؟ ومن لديه تلك المعرفة بما تخفيه الصدور؟ وهو في علم الغيب؟ أرجوك يا دكتور دلّنا على تلك الطريقة التي أجزم أنها ستختصر لنا كل المصاعب. هذا التدخل في الشأن الداخلي السوداني ومحاولة التأثير في عملية انتخابية ديموقراطية، ليس له فيها ناقة ولا جمل، هو تعدّ حقيقي على خيارات الشعب السوداني وممثليه وناخبيه، وهو أقرب ما يكون لفرض وصاية على عقل شعب عركته السياسة وتمرس بها، واختار العمل الحزبي والديموقراطي منذ عقود طويلة. لكن لماذا يتدخل بادحدح، أو غيره في الشأن السوداني أو الأفغاني أو الشيشاني، إلى آخر تلك «النطات» السياسية، انه الفكر الأممي الذي يرى أن الشعوب غير قادرة على تحقيق اختياراتها من دون توجيه أو وصاية، وهو التفكير نفسه الذي يضعهم في مصاف أهل الحق وغيرهم أهل ظلال وباطل، وأنهم الأعرف بمصالح الناس من أنفسهم، وأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وغيرهم تائه يجب هدايته نحو «مشروعه» فقط. ومن باب الاستفادة من تجاربهم في دفع الناس والتفكير بدلاً منهم، اقترح على بادحدح أن يعد قائمة ذهبية بأسماء مرشحيهم من السياسيين السودانيين، مزكاة من عدد من المشايخ الذين ينهجون نهجه، على أن يتم إرسالها للشعب السوداني، ونسميها القائمة الذهبية لينتخبوا من يرتضيه أخونا بادحدح. «ويا ليت» أيضاً لو يتم إعداد قائمة أخرى «بلاك لست» نضع فيها كل المسيحيين والمشركين والكفار من أبناء الشعب السوداني الأقحاح الذين يعيشون في السودان من أكثر من 7 آلاف سنة، حتى نحذر السودانيين منهم، فلا يحق لأحد أن يتم انتخابه إلا من يكون ضمن القائمة. تصوروا معي قليلاً لو أن بابا الفاتيكان أو أحداً من رجال الدين أو المجتمع المدني في دولة عربية أو غربية، قام ودعا المواطنين السعوديين لانتخاب أحد أعضاء المجلس البلدي ممن يراه الأفضل لتنفيذ أجندته داخل المملكة؟ هل كنا سنرضى بذلك؟ هل ستمر مرور الكرام، أم أننا سنقلب الطاولة عليه جميعاً؟ ولن نقبل منه أن يفكر عنا أو يتدخل في خياراتنا أو حتى أن يقدم النصح لنا، فهذا بلدنا ونحن أعرف به، وليس لأحد مهما كانت نيته أن يمد يده ولا تفكيره داخل حراكه الاجتماعي والسياسي. إننا كما نحب أن يعاملنا الناس يجب أن نعاملهم، انه استسهال عقول الناس، إنه غرور الحجم، عندما يظن أحد ما أنه قادر ببيان صحافي أن يؤثر في شعب كامل كالشعب السوداني، أو يظن للحظة أنه الوصي على مصالح الناس، وأنه الأفضل في معرفة خياراتهم، أو أنه قادر على دفعهم نحو تنفيذ «أجندته».
|
|
|
|
|
|