|
Re: مسكينة البصيرة ام حمد ! (Re: فتحي البحيري)
|
مسكينة البصيرة ام حمد ! فتحي البحيري 30 مارس 2010 • مسكينة البصيرة أم حمد لقد أفقدت قومها مجرّد برمة ومجرّد عجل ولم تعمل بدأب وإصرار وبلاهة وأنانية طوال كلها على إفقاد الأقوام السودانية مجتمعة مفاتيح التحكم بوطنها آمنا عادلا حرا ومستقرا وموحدا • لم تهمل البصيرة ام حمد ، عافانا الله وعافاها وغفر لنا ولها تأمين الوضع الديمقراطي التراضوي المعقول الذي (لم ترثه هي ) في 1986 بأجهزة شرطية وأمنية ومسلحة (ديمقراطية) ويقظة وقوية بما يكفي ، ولم تترك (الغنماية) تأكل (عشاءها وعشاءنا الوطني) الذي (لم نئتمنها ) عليه . ولم تتورط البصيرة ام حمد – إذن – في بداية مسلسل طويل من البصيرمحمدية الذي (لم ينته بنا وبها) في 28 مارس 2010 إلى إعلان بهيج مفاده أنه ( الديمقراطية ليست مجرد عدد أصوات) وإلى حصافة وحكمة الإمعان في قتل المقتولين وحماية القاتلين باتفاق (جندلمان) يحمي الورم السرطاني من شرور الجراحة ولا يحمي (الوطن العليل) من شرور استمرار واستشراء الورم ! • لم تمارس البصيرة ام حمد أي ابتزاز على قومها ، لقد قالت – في اللحظة المعينة – ما ترى أنه هو النجاة والصواب والحق ، ولم تطالب في لحظة من اللحظات بأن يفوضها الناس أو ان ينتخبوها ولم تطالب – كذلك - بأي تعويضات أو جبر ضرر لخاصة نفسها • لم تخذل البصيرة ام حمد أهلها واتباعها ولم تسلمهم زمانات متطاولة للفقر والجوع والمرض ولم يكن همها الأول والأخير أن يتم تأمين وتمويل خروجاتها ودخولاتها وخلوعاتها ورجوعاتها المتكررة التي لم تسمن أقوامها ولم تغنهم من تفتت وانهيار • لم (تبلع) البصيرة ام حمد شعار المحاسبة والقصاص العادل من القتلة واللصوص والمجرمين ولم تتول عنه إلى نداءات خفيضة للجان حقيقة ومصالحة (تعلم سلفا) أنه لا سبيل لها هي الأخرى ولم تقل أبدا أن قاتل أهلها واتباعها وجماهيرها ومذلهم وناهب مقدراتهم هو (جلدها ) الذي لن (تجر فيه الشوك)! • خبروني يا (أحباب!) هل بذلت البصيرة ام حمد الحب للأعداء وأهدت لأحبابها الكراهية والبغضاء والموت الزؤام على الدوام ؟ • هل أهملت البصيرة ام احمد (أمر الجيش القومي) قبل انقلاب 1989 وبعده ، وقبل (تهتدون) وبعدها ، وهل غضت الطرف عن أن الحل (ليس سوى) انخراط الجميع في جهاز مسلح يقوم على عقيدة وطنية ديمقراطية حديثة؟ إن (البصيرة ام حمد) لم تنظر قط لمأزق العجل والبرمة من زاوية مصالحها الخاصة ولم تخدع النخب والجماهير مطلقا بالكلام (الفاضي ومغطغط) فالنظام الفاجر في الخرطوم الآن لا يستقوى على الناس بغير شوكته العسكرية المتهاوية ولا يمكن إزالته بغيرها و، والحركة الشعبية ، شئنا أم أبينا ، أقدر من غيرها على موازاة هذه الشوكة حال فوز مرشحها بالرئاسة و/أو فوزها بأغلبية أو أكثرية برلمانية قومية مريحة ! • عندها ، يمكن دمج كل القوات المسلحة في جيش وطني واحد ، ودمج كل القوات النظامية في شرطة سودانية وطنية واحدة • وعندها لا يمكن الحديث عن أي عصيان أو قلاقل ، وعندها مرحبا بكل من همه محض الوطن ، ولا مرحبا بكل من همه غير الوطن ... مسلحا كان أو غير ذلك • وعندئذ تكون حجة أن (أي رئيس [ غير البشير ] سوف يجد نفسه في صدام مع مؤسسات الدولة الحالية المسيسة بصورة كبيرة لصالح المؤتمر الوطني) ليست بذات وزن إذا كان هذا الرئيس هو مرشح الحركة الشعبية ، فقط لا غير • وإذا قالت أصوات الناخبين في الجنوب أو الشمال في انتخابات حرة ونزيهة شيئا ما فإن أي دعاوى من شاكلة أنه (لا يمكن للحركة الشعبية أن تحكم الجنوب والشمال معا وأن يكون حاكم السودان مرؤوسا لرئيس الجنوب) مطالبة بأن تبحث لنفسها عن منطق سوى محض الحق ومحض العدل ومحض الديمقراطية والموضوعية • إلى هذا يتعين على (كائن من كان ) أن يقل حقا أو (ينسحب)!
| |
|
|
|
|