|
|
 الامل والحافز (العامل السوداني ليس خاملا وخلق الهوية من التنوع متاح)
|
اولا شكرا ل"معتصم محمد صالح" لمبتدر موضوع
وبدأت حــرب الذهب بشمال السودان ..
فلولاه لما تابعت من بعد وباهتمام امر القولد رش في السودان...
كان للعامل السوداني في زمن سابق مكانة اكتسبها بعرقه وجهده ومواظبته والتزامه بنظام عمل فيه الجزاء والعقاب وفقا لانتاج فكانت سكك حديد السودان بورشها ومحطاتهاوقطاراتها( مشترك اكسبريس بضاعة وردية) مثال اثبت فيه العامل السوداني من محولجي الي ناظر محطة مقدرة جعلت من عمال السكة حديد قوة نضالية قادرة علي التغيير سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا ومثال اخر مشروع الجزيرة بمختلف نشاطاته من عمال موسميين ومزارعيين وعمال زراعة دائميين ومحالج ورش ..كانا هذين المثاليين الرائعيين مدخلا واملا لسودان يمكن ان تحدث فيه صناعة زراعية ونقل حديث يربط اجزاء الارض الماهلة الواسعة فيزدهر الاقتصاد وتتمازج الاعراق تواصلا ومعرفة ولكن حين شعر طالبي السلطة وعشاقها ان هذيين الفئتيين ستكونان حجر عثرة في طريق جشع سلطوي غامر فكانت ان هيئت لقادتها مداخل للسلطة فاغرتهم وجعلت منهم اداة لاضعاف القوة العمالية والزراعية وهكذا انتهت سكك حديد السودان الي ما هي عليه الان ومشروع الجزيرة الي ضياع ثم بيع لاراضيها كما تقرؤون ....وخلال مدة هدم هذيين الصرحيين العماليين ضاع العامل السوداني بين الفاقة والاعمال الهامشية والهجرة بحثا عن ما يسد رمقه ففقد الحافز والامل في ان يصلح حاله وهو يري ان اعمالا اخري غير "العمل" جعلت من العاطل تاجرا وبعض منهم ابطالا قومييين .. وحتي يكون الالم شديدا فكان لابد من ان يضاف كثير من الملح علي جروح العامل السوداني باطلاق كثير من الاوصاف عليه بانه خامل وكسلان ..الخ (هذه الاوصاف خرجت اولا من داخل بلادنا الي خارجها وليس العكس ) وبابداله بعامل مستورد .. لم يكن في قطارات سكك حديد السودان والتي كانت تضبط الساعات علي مواعيدها عامل مستورد ولا في مشروع الجزيرة عامل محلج او زراعي مستورد ...كل الذي حدث هو ان عشاق السلطة والعمولة والفساد منعو "الامل" عن العامل السوداني .. منعو "الحافز" الذي ياتي بالامل ....صارت الحوافز المادية والترقيات وفقا لمعايير خارج موسوعة العمل فصارت معايير الولاء والتمكيين هي التي تسود فصار العامل بلا حافز وفقد الامل فساءت حالته واستكان لبؤسه فكل الطرق صارت مسدودة ....وليس متاحا لكل عامل او مزارع ان يكون في قوائم الولاء والتمكيين فالكيكة بعد ان ياخذ الكبار اربع اخماسها تترك الخمس للصغار من المواليين والممكينيين وسوداننا به 40 مليون من البشر ومعظمهم شباب اي قوة عمالية وعملية هائلة لا تكفي حتة من الكيك لتوزع بينهم ولكن ان اعطوها الكيكة كلها تقدر ان تنجز كيكة كاملة اخري واخري وهذا عند الكبار خط احمر فيه قطع رقاب ....
ونواصل ...
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامل والحافز (العامل السوداني ليس خاملا وخلق الهوية من التنوع متاح) (Re: abubakr)
|
القولد رش Gold Rush او الهرولة بحثا عن الذهب او "اسيل الذهب" ظهر بشكل فاعل في هذا العالم منذ حوالي قرنيين من الزمان وكان في كاليفورنيا حيث اكتشف شخص اسمهمارشال ذهبا في احدي المناطق فهرع اليها الاف من البشر بحرا وبرا من داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية ورغم ان كاليفورنيا حينها كانت تابعة للمكسيك وكان ذلك في العام 1849 ولذا اطلق علي الباحثيين عن الذهب حينها ب forty niners ولم تكن للمكسيك قوانيين ملكية وحين الت كاليفورنيا الي الولايات المتحدة كان السائد هو الحق لمن يصل اولا الي الموقع first-come-first-serve مع احقية وضع اليد .. ولذا كان الذهب مجانا لمن يتحصل عليه لا ضرائب ولا رسوم ..الخ الي حين ان اتت كاليفورنيا بقوانيين تنظيمية ومن خلال هذه الهجمة الحر ازدهرت كاليفورنيا وصارت احد اغني الولايات وما زالت ....ازدهر الناس فازدهرت الولاية .. اخراج الذهب لم يكن سهلا ولكن االامل كان هو الحافز .. وفيما بعد ظهرت وسائل تقنية مساعدة هونت بعض من مشاق اخراج الذهب ....
ومن منافع هذه الهجمة الذهبية علي كاليفورنيا هو ما حدث فيها من تمازج عرقي واثني يعرفه الاف السودانيين الذين درسو وعاشو وما زالو يعيشون فيها كلاجئيين او دارسيين او مواطنييين ...ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامل والحافز (العامل السوداني ليس خاملا وخلق الهوية من التنوع متاح) (Re: abubakr)
|
في هرولتي خلال اليوميين الماضيين للاستزادة معرفيا فيما يحدث في ولاية نهر النيل بعد ظهور الذهب وبدء هرولة ذهبية كالتي كانت في كاليفورنيا منذ قرنيين شاهدت تسجيلا وثائقيا لما يحدث في وادي عشار (منطقة عند حدود ولايني النيل وكسلا) من نشاط محموم لاخراج الذهب (وهنا اشيد بقناة الشروق صاحبة الفيلم رغم انني كثير النقد لما تقدمه بتوجه محدد يلغي مكونات شعارها عن السودان الجامع الشامل الكامل) ....
عن هرولة الذهب عرفت وشاهدت التالي :
العمل:
في ظروف قاسية قاهرة -ربما مشابهة لما كان في كاليفورنيا قبل مئتي سنة او اسوء منها- هنالك الاف من صبية وشباب وكهول من كل انحاء السودان بعضهم يحفر باظافره واخر بيجه ولخر بمعول واخر باليات لتي بها تجار صغار وبعضهم يحمل جوالات الرمل وبعضهم يكسر حجار ضخمه بمعول واخرون يغسلون الرمل .. هناك من حفر لوحده الي عمق اربعين مترا وكلهم في عراء يسكنون في خيم بالية من اكياس البلاستيك ولكنهم كلهم فرحون مستبشرون ..بعملون ليلا ونهارا بارادتهم ز.بعضهم يجهز الطعام وبعض يغسل ملابس الجماعة ولياليهم يقضونها وهم يرقصون ويغنون .. جمعهم فيه تقريبا معظم اثنيات واعراق السودان وكما قال احد التجار ويبدو انهم من ولاية كسلا بان البحث عن الذهب قضي علي كل انواع الشر في العامليين فلا عراك ولا سكر فانهم جميعا مشغوليين كاسر متحدة بحثا عن الذهب ...
مقابل العمال وكعادة البشر ظهر التجار بالياتهم وبعضهم بكاشفات للمعادن وبعضهم صياغ وكلهم يبدو انهم يعلمون جيدا ان العمل الجماعي سويا مع الذين يبحثون عن الذهب بايديهم هو الذي سيجعل من تجارتهم رابحة ..وهكذا قام سوف كبير ...
تماما كما حدث في كاليفورنيا فهؤلاء الsquatters اي واضعي اليد خلقو عالم مبنيا علي امل وحافز هو الحصول علي الذهب .. بينهم خريجو جامعات لم يجدو فرص عمل فخرجو وراء الامل تراهم متفائليين
الانصهار الاجتماعي وخلق هوية من تنوع :
كاليفورنيا كما اشرت خلقت فيها الهرولة الذهبية مجتمعا متمازجا هو نتاج تنوع لاعراق واجناس اتت اليها بحثا عن الذهب فاختلطت بمن كان فيها وهذا هو حال وادي عشار.....هنالك تمازج رايته بعيدا عما كانت الكامير توجه اليه مباشرة كان الجميع يعمل ويتسامر دون فوارق اثنية ....العمل هو الجامع والامل هو الحافز وحينها تسقط الفوارق ويصير من صنف علي انه خامل نشطا قويا محبا للحياة والعمل ....
معضلة السودان ستحل يوم يكون العمل هو الجامع .. عمل فيه حافز للجميع يحترم كرامتهم وادميتهم ويوفر لهم ولابنائهم واسرهم حياة كريمة.. حينها سيكون العمل كذلك كما كان في الامس حافزا لانصهار اجتماعي وخلق لهوية سودانية اساسها عدل ومساواة
الي كل المناضليين بمختلف اعراقهم واثنياتهم وتوجهاتهم في وادي عشار الف تحية فانتم الامل في تغيير قادم باذن الله ....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
abubakr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست