|
|
 نداء من قوى الإجماع الوطني بالخليج
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء من قوى الإجماع الوطني بالخليج
السادة/ زعماء وقادة قوى المعارضة
إيماناً منا والتزاماً بقضايا شعبنا المصيرية التي ظلت القوى الوطنية تناضل من أجلها ... وإدراكاً منا أن مسيرة الإنقاذ طوال العقدين المنصرمين وعبر سياساتها الإقصائية قد زادت هذه القضايا تعقيداً وتأزيماً ، حيث أنها وصلت إلى الحكم عبر الإنقلاب علي النظام الديموقراطي الذي كانت جزءاً منه وقامت بحل كافة الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، ثم كونت حزب المؤتمر الوطني لتنفرد بالحكم وتؤسس نظاما شمولياً قمعياً بعد أن أحاطت نفسها بسياج لائحة الطواري وترسانة القوانين المقيدة للحريات ونكلت بمعارضيها وزجت بهم في غياهب السجون وأقبية التعذيب ... حتى أجبر تطور الصراع والنضال السلمي والعسكري، لقوى المعارضة بكافة أطيافها، نظام الإنقاذ على توقيع اتفاقية نيفاشا في يناير 2005 والتي نصت ضمن بنودها على إنجاز عملية التحول الديموقراطي عبر إنتخابات تعددية حرة نزيهة ليشارك جميع السودانيين في العمل على بناء دولة الوحدة الطوعية والتنمية والرفاه والعدالة... ولكن للأسف فإن سلوك نظام الإنقاذ أثبت أنه غير مستعد لدفع استحقاقات التحول الديوقراطي وغير مستعد لتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الشعب .. فالقوانين المقيدة للحريات ظلت ولا تزال سارية مما جعل الحراك السياسي الحر محرماًً أو محسوباً بمقدار ... وظل النظام ولا يزال ماضياً في نهجه الشمولي وإحكام قبضته علي كل مفاصل الدولة وعزل الآخرين معتمداً علي وزنه – بموجب اتفاقية نيفاشا – في هياكل السلطة الانتقالية والمفوضيات، وأوضح مثالٍ علي ذلك ما شاهدناه ونشاهده من الممارسات الفاسدة وعدم النزاهة في إدارة العملية الإنتخابية بدءاً من التعداد السكاني المشكوك في صحته والتقسيم غير العادل للدوائر الإنتخابية وإقصاء الملايين من سودانيي المهجر والشتات من المشاركة الشاملة مروراً بعملية التسجيل التي شهدت الكثير من وقائع التزوير وعدم الإلتزام بقانون الإنتخابات وانتهاءاً بمرحلة الحملة الإنتخابية التي يتم فيها تسخير أجهزة الإعلام وموارد الدولة لصالح حزب المؤتمر الوطني.
لقد حولت سياسات الإنقاذ الإقصائية غير الراشدة السودان إلى وطنٍ تحيط به الأزمات من كل جانب ... فاستفحلت الضائقة المعيشية بسبب النهج الإقتصادي الذي يكرِّس الفقر ويعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي، حيث تخلت الدولة عن مسؤوليتها تجاه الخدمات الأساسية في حين اهتمت بالصرف السياسي والإداري البذخي وفتحت المجال للهدر الفادح لموارد البلاد بسبب سوء الإدارة وبسبب الفساد الذي بلغ حدّاً غير مسبوق في تاريخ السودان ... كما لاتزال الأزمة في دارفور تراوح مكانها، وتطورت الأمور إلى أن يصبح رأس الدولة مطلوباً لدى المحكمة الجنائية الدولية ... بل وأصبح الوطن نفسه مهدداً بالتشظي وزوال كيانه الموحد.
وحفظاً للبلاد وسلامتها وصوناً لوحدتها واستقلالها ومستقبل أجيالها القادمة ... واستلهاماً لتجارب شعبنا في الوحدة والتماسك عند الملمات والمنعطفات التاريخية، كما حدث عند الإستقلال وأكتوبر وأبريل ... نتوجه بالنداء التالي لكافة زعماء وقيادات القوى الوطنية المعارضة لنهج النظام (خصوصاً زعيمي الحزبين الوطنيين التاريخيين "الأمة القومي والإتحادي الديموقراطي الأصل"):
أولاً: نؤيد الدعوة لتأجيل الإنتخابات وتكوين حكومة قومية تعمل على خلق المناخ الملائم لإجراء الإنتخابات بشفافية ونزاهة في كافة أرجاء الوطن، بما في ذلك دارفور وجنوب كردفان، ومعالجة الأخطاء والتجاوزات التي صاحبت عملية التسجيل وتصحيح السجل الإنتخابي وإعادة فتحه وتصحيح كافة التجازوات التي ارتكبتها مفوضية الإنتخابات.
ثانياً: في حال إصرار النظام على عدم تأجيل الإنتخابات، وفي حال قررتم المشاركة فيها وفق تقييمكم لكافة الظروف الداخلية والخارجية، فإن الواجب الوطني يفرض على كافة قوى المعارضة التوافق على برنامج وطني – يكون أساسه مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية – يخاطب كافة القضايا والأزمات التي تحيط بالوطن ومواطنيه ... والمشاركة في الإنتخابات كجبهة معارضة موحدة في مواجهة المؤتمر الوطني وحلفائه، وذلك بالإتفاق على ما يلي:
1- تبني استراتيجية موحدة لإسقاط مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية (إذ أن بقاءه يعني استمرار الأزمة وتهديد أمن الوطن ووحدته).
2- مرشح واحد يمثل قوى المعارضة لمنصب الوالي في كلٍ من الولايات.
3- إصدار توجيهات من قيادة أحزاب المعارضة بالمركز لكوادرها في كافة الدوائر الجغرافية للتنسيق واختيار مرشح واحد بعد الدراسة الموضوعية والصريحة لظروف كل دائرة.
ثالثاً: الرهان على وحدة قوى الحرية والديموقراطية في محاصرة التزوير وكافة الأساليب الفاسدة، وعدم السماح بأن تكون العملية الإنتخابية مجرد تجميل لوجه النظام وإضفاء شرعية زائفة عليه وذلك بالتصدي الواعي والشجاع لنتائجها، وفق مقتضى الحال، عبر التلاحم مع جماهير الشعب السوداني صاحبة المصلحة في التغيير وإنجاز التحول الديموقراطي الحقيقي.
ختاماً، نؤكد أن الإنتصار للوطن أرضاً وقيماً في هذا الظرف المفصلي الحاسم يجب أن يكون الهم الأساسي المقدم على كل الإعتبارات الحزبية و الشحصية، وأن يكون أولوية تتقاصر دونها الرغبات وتشرئب إليها هامات النساء والرجال بالتضحية والفداء وتمتد إليها أيادي العطاء حباً وكرامة.
هذا وبالله التوفيق،،،
قوى الإجماع الوطني بالخليج
23 مارس 2010
|
|
  
|
|
|
|
عاطف عبدالله
د.فاروق ابوكساوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست