دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحافة
|
عضوا المنبر الكاتب والشاعر محمد جميل أحمد ورسام الكاراكتير الشفيع محمد صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحافة العربية في منتدى الإعلام العربي بدبي
اختتمت يوم أول من أمس الخميس 13/5/2010م فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي بدبي التي ينظمها نادي دبي للصحافة ، وسط حضور كثيف من الإعلاميين والمفكرين والكتاب . وكان من ضمن قائمة المرشحين لجوائز نادي دبي للصحافة عضو المنبر العام والسكرتير الثقافي لجمعية الصحفيين السودانيين الكاتب والشاعر محمد جميل أحمد في فئة جائزة الصحافة الثقافية عن عمله النقدي بعنوان (التأويل السردي في رواية باودلينو) المنشور بصحيفة المدينة السعودية. ورسام الكاركتير بصحيفة عكاظ السعودية الأستاذ الشفيع محمد صادق الذي تقدم بمشاركة لفئة الكاركتير من فرع الجائزة.
والجدير بالذكر أن جائزة الصحافة العربية تعد من أهم الفعاليات الإعلامية على المستوى العربي . وكان من ضمن ضيوف المنتدى العالم المصري الحائز على نوبل في الفيزياء الدكتور أحمد زويل.
يتناول منتدى الإعلام العربي في دبي في دورته التاسعة لهذا العام، العديد من القضايا المهمة محاولاً الإجابة على أسئلة من "العيار الثقيل"، بمشاركة كبار الخبراء والكتاب ويساهم في دفع الإبداع والمبدعين نحو الأمام عبر تكريمه لأصحاب التجارب المؤثرة وحاملي الحقيقة في كتاباتهم وذلك من خلال جائزة الصحافة العربية.ويهدف المنتدى إلى فتح قنوات الحوار بين الإعلاميين من العالمين العربي والغربي لتعزيز التفاهم بين مختلف المدارس الفكرية في العالم. ويشارك في المنتدى كل عام نخبة من رؤساء التحرير ومديري المحطات التلفزيونية والإذاعية وكتاب الأعمدة والأكاديميين والمحللين والمعلقين وكبار المسؤولين الحكوميين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
كتب الأستاذ محمد جميل:
كل ما أتمناه أن يكون الحائز على الجائزة الثقافية والذي كان متنافسا معي وهو الروائي والشاعر العراقي يحيى البطاط ـ من مجلة دبي الثقافية ـ أن يكون موضوعه المقدم للجائزة بقدر الاستحقاق الذي ناله ففي النهاية الجائزة للإبداع سواء أكان من طرفي أو من غيري من المشاركين . كذلك لمست من الزميل والصديق الشفيع ذلك الشعور الانساني النبيل حين اكد لي أن من نال جائزة الكاركتير هو فنان يستحقها عن جدارة . ويكفينا أننا شاركنا . وأحسب أن في ذلك التنافس والترشيح ما قد يمنح أعمالنا قيمة مضافة لصالح الإبداع وهذا هو المهم -------------------------------------------------------
نعم ما يهمنا هو أن تمنح الجوائز للعمل الأكثر إبداعاً ويبقى باب المنافسة الشريفة على مصراعيه، وآمل أن يبقى هذا الخيط سانحة لإضاءة أعمالكما الإبداعية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
شكرا أخي الأستاذ محمد عبد الجليل علي البوست... والتهنئة للصديق الأستاذ محمد جميل..مع التمنيات بحظ أوفر في مقبل الأيام... بالنسبة لحقل الكاريكاتير فقد فاز بالجائزة الفنان السوري عامر الزعبي بإستحقاق وجدارة فله التهنئة وتمنيات التوفيق وسوف أحاول جلب العمل الفائز إنشاءالله والتهنئة كذلك للمنافس الثالث الأخ الصديق الفنان (السوري أيضا) الأستاذ ياسرالأحمد والذي ترشح أيضا في الدورة السابقة (للعام ٢٠٠٨) ومن دواعي فخري أن لجنة التحكيم ترأسها شيخ رسامي الكاركاتير الأستاذ مصطفي حسين والذي أمضي أكثر من خمسين عاما يبهجنا ويبهرنا بأعماله ... نضرع إلي المولي تعالي أن يمد في عمره وأن يمتعه بكمال الصحة والعافية شكرا لكم إخوتي والشكر موصول لكل من إحتفي بنا من الزملاء في الصحافة السودانية نخص منهم في ( صحيفة الأخبار ) زميل المنبر الأستاذ مصطفي الضو .. وفي (صحيفة الوطن )الأخ الفنان نادر جني ... ونتمني وجودا للصحافة السودانية في مثل هذه المحافل بدلا من تواجد الصحفيين السودانيين عبر بوابات وصحف أخري..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
التأويل السردي في رواية : باودلينو (2) من (2) للروائي الإيطالي امبرتو إيكو
بقلم محمد جميل احمد وبعد الهزيمة يقع باودلينو ورفاقه أسرى على أيدي (السينو سيفا لوس) ذوي الأجسام البشرية والرؤوس الكلبية فيقتادونهم إلى حصن السلطان (علاء الدين) زعيم فرقة (الحشاشين) أتباع الحسن بن الصباح (اللذين فر منهم عبدول من قبل ووصف لباودلينو تعاطيهم لعشبه الحشيش) . وبعد سنوات في الأسر يستطيع (غافاغاي) (الكائن الغرائبي الوحيد الذي بقي معهم من مملكة الهرج) أن يضحي من أجلهم ويفتح أقفاص طيور الرخ العظيمة في القلعة فتطير بهم على ظهورها بعيدا عن ذلك الحصن الرهيب ، ليجدوا أنفسهم في القسطنطينية بعد أكثر من خمسة عشر عاما عن بداية رحلتهم في البحث عن مملكة الراهب جان . وحين يلتقي الشاعر فجأة بــ(زوسيموس) في إحدى طرقات القسطنطينية أعمى مثقوب العينين مثل كلب أجرب ، ( وبعد أن يروي له زوسيموس أن سبب ثـقب عينيه هو اكتشاف أهل القرية التي كان فيها راهبا يمارس غواياته الفاسدة مع نسائها، أن المذخر الذي زعم لهم فيها غردال المسيح إنما كانت تحتوي على جمجمة بشرية) يتحقق الشاعر من أن زوسيموس لم يسرق الغردال ولم يقتل الإمبراطور فريدريك ، كما ظنوا ، وإنما سرق مذخرا آخر يحتوي على جمجمة بشرية دون أن يدري ، ظنا ً منه أنه المذخر الذي يحوي الغردال حين رأى أرظروني في تلك الليلة يضعه في الخانة الثامنة من بين مذاخره التي كانت تحتوي على جماجم بشرية ، في غرفة نوم الإمبراطور لآخر مرة . عند ذلك دعا الشاعر رفاقه الثلاثة : (بورون) و (كيوت) و (البويدي) ليحاكمهم في سرداب المقابر الرومانية ، دون أن يدعو باودلينو ، ليقينه بعدم تورطه في الجريمة ، واعتقادا منه أن القاتل المفترض وسارق الغردال هو أحد الرفقاء الثلاثة . بيد أن باودلينو يحضر المحاكمة من مكان خفي بإحدى غرف السرداب دون أن يراه أحد منهم . هنا يبدأ الشاعر في سرد وقائع محاكمة تتكشف عن اتهامات متبادلة بين الجميع ومتساوية الحظوظ في انطباقها على كل واحد منهم ، والدليل الوحيد الذي يكشف القاتل الحقيقي هو وجود الغردال في مذخره من بين المذاخر الأربعة التي معهم . ذلك أن كل واحد منهم في تلك الليلة ، التي مات فيها الإمبراطور ، قام سرا بدور معين في تلك الغرفة الغريبة ، دون أن يعلم به أحد ، ولأن كل واحد منهم اختار ذلك الوقت في غرفة أرظروني التي ينام عليها الإمبراطور فقد شاهد كل من زملائه الثلاثة يدخلون الغرفة في تلك الليلة ثم يخرجون . ولقد دخل كل واحد منهم الغرفة رغبة ً في تحقيق هوايته المفضلة ( كـ(كيوت) الذي وجد في هندسة الغرفة ما يثبت نظريته عن وجود الفراغ) في وقت قصير جدا بتلك الغرفة الغريبة ، لكنه وقت كاف للقاتل المفترض كي ينفذ جريمته ويعود دون أن يراه أحد . وفي لحظات مشحونة بالتوتر والخوف يبدأ كل واحد من الأربعة في سرد شهادته عن ذلك الدور في تلك الليلة في غرفة الإمبراطور فريدريك . وفي نهاية شهادته يكشف عن مذخره وسط توقع مريب من رفاقه بأنه هو القاتل المفترض ، إذا ظهرت الغردال في مذخره ، وهنا تقع المفاجأة الصاعقة حين تتكشف المذاخر الأربعة عن جماجم بشرية صدئة ؟! ووسط هذا الذهول المريع يتذكر باودلينو ، فجأة ، (وهو يتابع هذه المحاكمة الرهيبة) أنه آخر من حرك المذاخر في تلك الليلة ، كما يتذكر فجأة أن المذخر الذي قدمه هدية لشماس مملكة الهرج ، الذي ظن أنه الراهب جان ، إنما هو مذخر عبدول الذي آل إليه بعد أن توفي عبدول في الطريق . وكان المذخر يحتوى على جمجمة بشرية أيضا . وهنا يكشف باودلينو عن مذخره برعب شديد فيصعق حين يرى الغردال فيه . (بعد أن تبع هو ورفاقه طوال سنوات الرحلة خطى زوسيموس ظنا منهم أن الغردال معه في طريقه إلى مملكة الراهب جان) . بعد ذلك يتقدم باودلينو من مكانه ويظهر لرفاقه بالغردال في مذخره . وحين يرى الشاعر الغردال في يد باودلينو يهجم عليه بالسيف في محاولة لقتله ، ظنا منه أنه القاتل فيضطر باودلينو لقتله دفاعا عن نفسه ... هكذا يندمج البحث المضني في أسطورة الغردال في حدود الوجود والعدم فينفق باودلينو ورفاقه خمسة عشر عاما في نذور هر قلية بحثا عن الغردال التي كانت معهم دون أن يشعروا بها ، كما لو كانت تلك الرحلة لعنة سماوية على أكاذيبه المدمّـرة . عند ذلك ينطق بورون بالحكمة حين يقرر مفارقة باودلينو مرة ً وإلى الأبد قائلا ً : (كان ما يجمع بيننا هو السعي وراء هذا الشيء الذي تحمله بين يديك ، أقول السعي وليس الشيء ، والآن أعلم أن الشيء لطالما كان بحوزتنا ولم يحل ذلك دون سعينا وراء هلاكنا ، أدركت هذا المساء أن الغردال لا ينبغي أن يكون بحوزتي ، كما لا ينبغي أن يُعطى لأحد بل تبقى جذوة البحث عنه) وهكذا قال (كيوت) ثم غادر المقبرة . ولما لم يبق إلا باودلينو والبويدي ، ابن بلدته ، قال هذا الأخير بلهجة الفراسكيتا ، نفس اللهجة التي وصف بها غاليادو العجوز لولده باودلينو شكل الغردال ، قال البويدي : (أنني أقترح أن تعطيني الغردال لأضعه في داخل تمثال أبيك الصالح غاليادو ، أمام البلدة دون أن يدري به الناس لأنه هو الوحيد الذي أنقذ بلدتنا من حصار الملك فريدريك) . فيعطيه باودلينو الغردال . وعندما يخرج باودلينو من المقبرة الرومانية يلتقي للتو بالنبيل والمؤرخ القسطنطيني (نيستانس) هاربا من الخراب الذي أحدثه الحجاج اللاتينيون في القسطنطينية (وهو اللقاء الذي يبدأ فيه باودلينو في التو بسرد حكايته عقب انتهاء أحداثها الرهيبة مباشرة على نيستانس ، الذي يعرف أنه مؤرخ ونبيل قسطنطيني من لقاء قديم عرفه فيه في القسطنطينية عرضا قبل ذلك بسنوات " ، وهو أيضا ً اللقاء الذي افتتح به أمبرتو إيكو المتن الحقيقي للرواية " ) . فيقوم باودلينو بحماية نيستانس ويمنع عنه سطوة الحجاج اللاتينيين بما له من نفوذ عليهم . ويظل معه في المخبأ ، حيث يسرد عليه الأحداث الطازجة بقدرة مذهلة على تصوير الكلام حتى تهدأ الحرب ، ثم يوصل نيستانس إلى مأمنه في مدينة (سلمبرية) . هكذا يحكي باودلينو حكايته للمؤرخ والنبيل القسطنطيني نيستانس حتى نهايتها . وحين يصلون إلى سلمبرية يستدعي نيستانس صديقا له أعمى خبير في علم الحيل يدعى (بافنوزيو الحكيم) ، وتقع الصاعقة على باودلينو حينما يؤكد له بافنوزيو الحكيم بحجج عقلية دامغة من واقع خبرته العميقة بعلم الحيل ومعرفته الدقيقة بمنزل أرظروني وآلاته الشيطانية ـ أثناء مروره للحج إلى بيت المقدس ـ أن الإمبراطور فر يدريك لم يمت مقتولا في تلك الغرفة ولا ضحية لمؤامرة ، بل لم يمت في تلك الليلة ، لأنه كان في غيبوبة أصابته من الهواء الفاسد المتولد من الفراغ في تلك الغرفة ؛ وإنما مات غرقا في النهر عندما ألقوا به في الماء ظنا بموته قبل ذلك خوفا من اتهامهم بقتله من قبل القافلة التي كانت في صحبته عندها يتكشف لباودلينو فظاعة الأثر المدمر لتلك الهواية ، هواية اختلاق الأكاذيب واختراع الحيل وتصديقها ، والتي أدت في النهاية إلى قتل الإمبراطور (أبوه بالتبني) وضياع سنوات طويلة من عمره في البحث عن الأساطير . فيكـّـفر عن آثامه بالتنسك على رأس عمود حجري في سلمبرية شهورا ، ليكتشف الحكمة والزهد فيصبح قديسا ً يأكل بقايا الطعام مع الحيوانات والسوائم ، ويقصده الناس لأخذ الحكمة والنصح . ولكن فجأة تنبعث عادته المزمنة في تأويل الكلام بالأكاذيب فيخبر الناس بخلاف الواقع فيرجمه أهل البلدة بالتواطؤ مع راهبها ، ثم يلجأ إلى نيستانس ويتزود منه ليستأنف الرحلة مرة أخرى بحثا ً عن مملكة الراهب جان وعن (هيباسي) وجنينه الضائع في بطنها . وفي نهاية الرواية تتوازى تحولات المصير الدائري في النص فترجع الغردال إلى صاحبها (العجوز غاليادو) ، ويعود باودلينو للبحث مرة أخرى عن مملكة الراهب جان . بينما ينفتح التأويل في هذا النص المركب على وعي محايث للأعمال الإنسانية الكبرى في تاريخ الأدب العالمي ، بما ينطوي عليه من دلالات ظاهرة وخفية . فنحن في هذا النص أمام إحالات عميقة للماضي والحاضر من حيث هما فضاء للمعرفة الناقصة تلك التي تحايث الإنسان إزاء أسئلة الوجود والعدم ، والشرق والغرب وعلاقتهما الملتبسة بالصراع المتجدد ، كما تحيل الإشارة إلى (الهنس الأبيض) على الغرب والحالة الاستعمارية للشرق بدلالة مواربة ، بالرغم من أن قناع الشرق هنا قناع نصف مثيلوجي . فبينما توحي مملكة الراهب جان إلى الشرق المغمور بالحكمة والسعادة ، يتكشف تأويلها الحقيقي والوهمي في نفس الوقت عن شرق مظلم ومتخلف حيث لاوجود لمملكة الراهب جان إلا في تلك المخطوطة الأسطورية . وترد دلالات في النص على الحداثة المعطوبة والناقصة في وعي الشرق كتأويل بعيد لعلاقة باودلينو وهيباسي وجنينه الضائع في رحمها . بالإضافة إلى الإشارات الفلسفية فيما خص الموت والحياة . والوجود والعدم . إن إيكو لم يكتب مجازا ً منزوع الدلالة خارج التأويلات الدينية للقرون الوسطى فحسب ، بل جسد تأويلا ً خفيا لإرهاصات عصر النهضة في أوربا ، عبر الإشارة إلى النزعة الإنسانوية لباودلينو الذي كان يمقت الدماء ومحبا ً للسلام أيضا ، وذلك عندما وظف بعض الخدع لحقن الدماء ، كتلك التي أقنع بها باودلينو الملك فريدريك لفك حصاره عن أهل بلدته (فراسكيتا) ، حين أوعز إليهم ، أثناء مفاوضاته معهم كمبعوث من طرف الإمبراطور فريدريك ، بملء أحشاء بقرة أبيه غاليادو العجفاء وإطلاقها في معسكر الملك فر يدريك ، الذي أنهكه الجوع ، فظن الملك أن أهل البلدة لديهم ما يكفيهم طويلا من الطعام لمقاومة حصاره ، ففك حصاره عنها . كذلك يحضر في النص الفضاء المتوسطي للأديان التوحيدية . وربما كانت إشارة إيكو لـ (عبدول) هنا إيحاء ً خفيا ً لحضور إسلامي ، إذ أن عبدول بالإضافة إلى اسمه الموحي وسحنته الخلاسية فهو أيضا ً يجيد العربية . أي أن إيكو برع في تجاوز الالتباس الذي يحيل عليه المعنى الإسلامي المباشر ، لاستحالة وجود شخصية مسلمة بذلك التوظيف في ذلك العصر في أوربا ، دون أن يعني ذلك استحالة حضور تلك الشخصية في النص . كما تحضر الأطباق المتوسطية في موائد نيستانس التي يقدمها لباودلينو كذائقة متوسطية مرموقة لطبقة النبلاء الرومان في ذلك العصر . والتأويل الجمالي للرواية يخضع لخيال مسحور بأيقونات المسيحية في أوربا ووصف الكنائس والأديرة والذخائر والقبور الرومانية . لكن حيوية الخيال لا تتدفق على الوصف فحسب ، بل تغمر وجوه الموتى بأسئلة وجودية عن معنى الفناء الذي يطفو على وجوه القديسين . وتحتفل بالتأمل في ذلك الولع اللاتيني بالهياكل والذخائر والتماثيل .. والحقد المذهبي ً. وفي لفتة بارعة يفصح إيكو في نهاية النص عن معنى السرد الروائي من خلال إشاراته التأويلية إلى نفسه في كتابته لهذا النص . إذ أن النص أصلا لعب على الخيال بأكاذيب غير متناهية . كما لو كانت كتابته توازي رحلة البحث عن مجاز الحقيقة في مملكة الراهب جان في الشرق البعيد حيث تشرق الأنوار والحكمة . وحين يتحسر نيستانس الورع عن تدوين أكاذيب باودلينو برغم سردها الممتع والجميل ، يقول في آخر صفحة من الرواية :(إنها كانت حكاية جميلة وأنه من المؤسف حقا ً أن لا يعلم بها أحد ٌ ذات يوم) . فيجيبه بافنوزيو الحكيم قائلا : (فمن يدري لو فعلت ، كم من المعتوهين سيجوبون الأرض بحثا ً عنها دهور ودهور) ثم يقول بافنوزيو الحكيم لنيستانس ، مستدركا ً : (لا تحسبن أنك مـّدون الأخبار الوحيد في الكون ، فعاجلا أو آجلا ً سوف يأتي من هو أكذب من باودلينو ويرويها) . هل كان إيكو يعني نفسه بهذه الفقرة الأخيرة من الرواية ؟ ؟ ........ ربما . هكذا بدت رواية (باودلينو) عبر ترجمة ممتعة لـ نجلا حمود ، و الشاعر بسام حجّار تأويلا عميقا ً لترهات القرون الوسطى ، وهاجسا ً جماليا ً بأصول المعرفة البشرية عبر خيال بدائي ينعي فيه إيكو العجز الإنساني المتماثل في التاريخ والحاضر والمستقبل ، عن إجابات فلسفية محايثة له ، شكلت فيها الفنتازيا والأخيلة الأسطورية والافتتان العميق بجدل الأسئلة الدينية في العصور الوسطى والهوية الملتبسة للمسيحية في أوربا ، قناعا ً لأسئلة الحاضر وأزمة المعرفة الدينية والفلسفية في الأزمنة الحديثة . إن المعرفة الناقصة في الرواية وجدت تأويلها الأكزوتيكي في عوالم لامتناهية من أيدلوجيا الأساطير لتكشف عن تلك الدائرة المتجددة من المغامرات التي تسرق العمر في إثبات ما لا يمكن إثباته ! ربما أراد إيكو أن يلعب لعبته اللغوية (إذ أن في الرواية اشتقاقات ونحت للعديد من المصطلحات والأسماء المبتكرة) والسيميائية في تأويل المعرفة الدينية المسيحية وكشف أساطيرها بقناع هزلي . لذلك جعل من بطل هذه الرواية (باودلينو) بطلا لا يكف عن تلوين الأكاذيب وتأويلها وتطبيقها في نفس الوقت ، كما لوكان يسابق ظله في شمس عمودية ! إن الكذب الذي يجد قناعاته في تأويل الأساطير ، ليضمن بذلك أوضاعا إنسانية متواطئة باستعدادها الديني الهش ، هو ما أراد إيكو أن يكشف حقيقته في العصور الوسطى كما في هذا العصر ولكن بتأويلات أخرى .. ربما .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل شكرا لك على هذه الكتابة والإضاءات التي تختارها اليوم خبر في الملف الثقافي لصحيفة الخرطوم بخصوص ترشحنا :الزميل الشفيع الصادق وأنا إن فكرة التكريم والجوائز لا تأتي عادة في المجتمعات المتقدمة كمناسبة احتفالية شكلية وإنما تأتي بالأساس من أجل سبر وتكثيف الدراسة والقراءة للأعمال الإبداعية وإعادة قراءتها من زوايا مختلفة واختبار ما تختزنه من إبداع . وكانت الزميلة والصديقة حليمة محمد عبد الرحمن قد اقترحت نقاش الموضوع الذي قدمته للترشيح لتدوير زوايا النظر في الأفكار والموضوعات التي عبر عنها عبر مجموعة من الأصدقاء . وهو اقتراح جميل لو أمكن الحديث عنه ووجد الأصدقاء وقتا لنقاشه . وكذلك بالطبع مناقشة الأفكار الجميلة في لوحات االكاركتير للزميل الشفيع محمد صادق مودتي محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
كاريكاتير الشفيع يرشح عكاظ لجائزة الصحافة صالح شبرق ـ جدة ترشح رسام الكاريكاتير في مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الشفيع محمد صادق عن فئة الرسم الكاريكاتيري، لجائزة الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية. وأعلن نادي دبي للصحافة الذي يمثل الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية، عن أسماء المرشحين الثلاثة الأوائل في عشرة من فئات الجائزة الـ 12، على أن يعلن الفائز بجائزتي العمود الصحافي وشخصية العام الإعلامية في حفل توزيع الجوائز في 13 مايو المقبل. وضمت قائمة الترشيحات 38 اسما صحافيا عربيا، ويعلن عن الفائزين في حفل توزيع الجوائز الذي يعقد تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم مباشرة عقب انتهاء منتدى الإعلام العربي يومي 12 و13 من مايو، بحضور نحو 800 إعلامي من الوطن العربي والعالم. نائبة مدير جائزة الصحافة العربية منى بو سمرة، أثنت على جودة وتميز الأعمال المشاركة في الدورة التاسعة وفق ما أشارت إليه تقارير لجان التحكيم ومجلس الإدارة، وقالت: «حظيت الدورة بإقبال كبير تجاوز 3500 من كافة الدول العربية مسجلة زيادة نسبتها 13 في المائة عن الدورة الماضية، وتفوقت فئة جائزة الصحافة للشباب على بقية الفئات بما نسبته 22 في المائة من إجمالي المشاركات». وشملت الترشيحات للجائزة من المملكة: عن فئة الصحافة التخصصية «غضب المناخ عدد كامل)» قدمته مجلة المجلة الإلكترونية في المملكة. عن فئة الصحافة الثقافية «التأويل السردي في رواية باودلينو» لأحمد حمد إدريس والمنشور في صحيفة المدينة. أما عن فئة الصحافة الاقتصادية فالعمل المرشح «المرابحات الصورية» لمحمد خالد الخنيفر من صحيفة الاقتصادية. جائزة الصحافة العربية تهدف إلى تعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وتقديرا لإسهامات الصحافيين وللمسؤولية الكبرى الملقاة على كاهلهم.
(منقول) عكاظ الإليكترونية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: فضيلي جماع)
|
كتب أستاذنا فضيلي جماع:
أعود فأقول : إن الصحافي والشاعر والناقد محمد جميل قد لفت انتباهي كقاريء منذ أمد بمقدرته الفائقة في طرح خطاب نقدي ناضج. لذا فمن الجدير بنا تسويق بضاعتنا قبل أن يتفضل علينا بتسويقها الآخرون. حدث الإعلان عن مبدعينا من خارج بلادنا مع جيل الأربعة الكبار: محمد الفيتوري ، تاج السر الحسن ، جيلي عبدالرحمن ومحي الدين فارس .. ومن بعدهم الطيب صالح وأرى في الأفق أمير تاج السر وآخرين .. يعرفهم الآخر أكثر مما نعرفهم نحن !! أن تقوم دبي بترشيح محمد جميل احمد لجائزة الصحافة (حصل عليها أم لا ) فهذا في حد ذاته نصر كبير للقلم السوداني الشاب ونصر كبير للإبداع السوداني. تحدثت البارحة هاتفيا مع العزيز محمد جميل وأبديت له ارتياحي لما حدث .. كان شديد التواضع والحفاوة بي ونحن "نرى" بعضنا في المخيلة عبر الهاتف لأول مرة. معظم من ذكرت في كلمتي هذه لم أتشرف بمعرفتهم شخصيا .. لكنهم معي دائما بحروفهم الوضيئة والرائعة. أطلب منهم فقط ألا يلتفتوا إلى التصفيق كثيرا .. بما في ذلك مقالتي هذه ، [B]أن يقرأوا كثيرا ويكتبوا من ثم حتى نقرأ نحن شيئا ناضجا ومفيدا. شيء أخير أرجو أن يسمحوا لي به: علينا احترام عقول القراء. كثيرون ممن يقرأون ما نكتب لهم معرفة بالساحة التي نرتادها أكثر منا نحن الكاتبين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أستاذنا القدير الشاعر فضيلي جماع . شكرا على تقديرك وحسن ظنك الجميل في ما أكتب ، وأحسب أن ماكتبته عني هو شهادة أعتز بها كثيرا من مبدع كبير مثلك ولعل في عدم معرفتك المباشرة بي مايزيد من قيمة هذه الشهادة عندي في هذا الزمن الذي كاد فيه الإبداع أن يغيب لشدة غياب الآراء الحرة والصادقة حيال الشهادة لكتابات الإبداع بعيدا عن الانحيازات الآيدلوجية والتجاذبات المتصلة بصلات ليس لها علاقة بالإبداع ؛ من العلاقات الحزبية إلى التوصيات المتبادلة إلى فحص التصنيف الذي يسبق الحكم إلى غير ذلك من التشوهات التي أصابت شهادة الحق حيال كل الظواهر الفكرية الإبداعية التي تستحق من كل مبدع كبير أن يتجرد للشهادة لا من أجل الأشخاص بل من أجل الابداع الذي هو أبقى من الأشخاص والأعيان . أشكرك استاذي على هذه الشهادة من شخص عرف قدركم وإبداعكم الذي تألق طوال السبعينات الجميلة ومازال علامة متميزة في الشعر السوداني . مودتي وتقديري محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: فضيلي جماع)
|
الأستاذ النحات على صخر الوفاء محمد عبدالجليل القومه ليك يا وطن والسلام بقدر سعتك وأكثر كيلا...يا عزيزى الشفيع وجميل يستحقان بجهدهما وبخراجهما الذى يتدافع إليه الناس طلبا له أن يتصدرا قائمة الإستحقاف تلك لإبداع أيهما فذلك تشريف ومفخرة لنا ولسوانا فتعريف الناس بمزاج غير وتقديم الكسرة لهم بإستمرار سيألفوها فإنهم يتسابقون الآن للكمونيه والفول وما بالك بضلع جميل وخشاف الشفيع أمانى لهما بالتوفيق والسداد والصبر على الدرب الوعر الذى إختاراه
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: كمال ادريس)
|
أعكف في هذه الأيام في البحث عن رواية باودلينو... فقد شوقني نص الأستاذ محمد جميل لقراءته... وتلك مهمة نصوص النقد .. فشكرا لجميل وحق لنا أن تحتفي بهذا الكاتب الرائع القادم بقوة .. يزرع فينا الطمأنينة والثقة بذاتنا وبغدنا... ولصاحب البوست كل الشكر فقد أخجلني.. فما أنا بقامة هذا (الجميل) محمد .. والكتوف ليست متلاحقة (نحنا بنتاتي يادوب).. نتمني أن نستحق يوما ماأقدم عليه
و للأعزاء كمال و منصور إمتناني لكلماتهم الطيبة التي أشفق علي نفسي من إستحقاقتها وإن كان من فخر فحق لي أن أفخر بإنتمائى إليكم .. لكم جميعا مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
في شعرية الموت والحرب: "بَـلدٌ بثياب النوم" نموذجـًا
محمد جميل أحمد
لا يقول ظاهر القصيدة ما يمكن قوله بوجوه أخرى لجهة أنها إذ تضمر معناها وراء القول المعلن، تنزاح به في سديم يرهن باستمرار فضاء خاضعا لشبكة مشككة من دوال الأشياء والكلمات. فهي في سياقها العام حين ترمي إلى ما لا يقال ويمكن أن يشار إليه في تضاعيفها؛ تظل في كلام آخر طاقة رخوة للوعي الباطن حيال شراسة الواقع؛ طاقة تأخذ من سمتها ذاك رصيدا لزجا لمواجهة قسوة موضوعها. ذلك أنه في موازاة وجه القصيدة الآخر (موضوعها) لا تنهض بلاغة القول الشعري المباشر إلا ضمن سياق عمومي ومفتوح للبديهة والذائقة بأقل الطرق اتصالا بالمعنى. وعلاقة كهذه قد لا يسمح بها التركيب المعاصر لنسيج النص الشعري، إن لجهة المعالجة الشعرية الخاصة بكل شاعر، أو لجهة انزياح التعبير الشعري واشتباكه في حيثيات معقدة تفرضها طبقات الواقع اللامتناهية في اليومي والعابر والهامشي. هكذا يملك النص الشعري الحديث اختبار مقاربة للتعبير قد لا تذهب بعيدا في فرز الموضوع وفق دلالته العامة وقاموسه المشترك، ولا تنتج بالتالي من هامشها ذاك سوى مسا طفيفا لعناصره الخارجية، فيما تختزن في بنيتها الداخلية معناها الذي يشحن الحواس في النص بطاقة المخيلة، فيندغم موضوعها بطريقة لا تحفل بتداعياته المباشرة. على هذا النحو يكتب الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي في قصيدته "بلد بثياب النوم" كتابةً تلتف على حيازة المعنى؛ فهو إذ يتذرر في سياق الواقع المتشظي للحرب والموت في العراق، يتحول من عنوانه المجرد في (الحرب ـ الموت) إلى مجاز يختزن معنى الوطن في صورة مشخصة وبالغة الحميمية حيال عنوانها ذاك وما يفيض فيه من حزن وأسى. فهنا لا تحيل الكلمات في النص على موضوعها المجرد، ولا تنقض دلالاتها البعيدة بتأويل ناجز، بل تنوس باستمرار في استقطاب هوامش المعنى من مشاهد شفافة؛ من الصور التي ترَّحِل الموت والإحساس القيامي بحضوره من أخمص القارات إلى ليل البلد الذي يصحو عليها بثياب النوم. إن الصورة السريالية هنا هي عنوان القصيدة نفسه، هي بؤرة المعنى حيث التخييل المركَّـز يقطر باستمرار ما يمكن أن يقال عن الواقع المتشظي والعياني للحرب والموت بأشد الصور تعبيراعن طاقة المخيلة. إن دلالة قوية هنا ربما كانت أكثر تعبيرا عن الواقع، رغم مجازيتها وسورياليتها؛ وهي دلالة تنحاز لمجاز الواقعية السحرية. ذلك أن تنظيم علاقات الواقع في الشعر ـ بحسب هذه الدلالة ـ تكون أكثر بعدا وتعقيدا عن حيثياته العيانية فالنص لا يجير المباشرة في تلك الحيثيات في خانة الإهمال؛ بل يتوسل أقصى قسوة للرمز والسحرية المتصلة بالواقع على نحو ما، ليحرز في طاقة التعبير ما هو أشد كشفا لما يمكن أن يشعر به الشاعر في إحساسه وتعبيره عن ذلك الواقع المؤلم والمتشظي.
عندما ينام ليلُ العراق يتسكع الأملُ مع الشحاذين وتباشير الحكايات تتراقص بيضاءَ إنّه ليلُ المدنِ الشفّاف حافرُ الآبار والحنين كلُّ شيءٍ مُضاء كلُّ شيءٍ مُباح كلُّ شيءٍ يبكي
هكذا حين ينام ليل العراق يتهيأ لأبدية طافية يغدو معها الإحساس بالحياة فعلا سلبيا وبلا جدوى تقريبا. فإذا كان ثمة بياض في (تباشير الحكايات البيضاء) فهو اللاشيء والفراغ؛ إنه الوجه الآخر لبرودة العدم. فـ(ليل المدن الشفاف) لا ينكشف هنا إلا للعدم الذي يحفر فجوات الأبدية ومن ثم يوقظ أعماق الحنين لمجرد لحظة عابرة في الحياة. شفافية الليل وأضوائه تأتي في النص إشارات منحرفة عن معناها وعلى الضد منه؛ إنها تأتي كدلالة نقيضة لدلالة المعنى العام، أو بالأحرى إن النقض ينهض كبنية تجسد طاقة أخرى لمعنى الهدم في فضاء القصيدة، ومعبرة عن سلطة النص الشخصية في رهن تحولات المعنى لرؤيته وعوالمه. فحين يصبح كل شيء مضاء ومباحا عبر تلك الشفافية الكاشفة يتحول كل شيء إلى عنصر في المناحة العراقية. فـ(كل شيء يبكي)
لأنّ مَوتاً تحت أوراقِ العالم فوق هاماتِ البشر يَتطايرُ في الهواء بأخمصِ القارات،
وفي موازاة عمل المخيلة الخلاق والمتحول عن الواقع ثمة إطلاق في النص ينفي تعيين الموضوعات وينـّكر دلالتها: (الموت ـ العالم ـ البشر ـ الهواء) كما لو أن ذلك التنكير هو الوجه الآخر لتلك السحرية التي حين تلتف على الواقع، تطلق عناصره لتتجسد المأساة. وهنا نجد أن الشاعر يستبطن معنى كونيا للحرب في سياق شعرية تمسرح فعل الموت كحدث تاريخي؛ فالموت حين يتطاير في الهواء يمكن أن يكون مشاعا: (تحت أوراق العالم... وفوق هامات البشر). إن فعلا كهذا للقتل المتنقل بين البشر يضمر بالضرورة إشارة ما لقوة عابرة قوة تحمل طاقة هائلة للموت يضعها النص كإشارة تاريخية لرؤيته أي تلك القوة التي تأتي من (أخمص القارات).
ندما ينام ليلُ العراق يطلع الفجرُ بَطيئاً في السماء مثل غُصنٍ يَطُفُّ حائطَ الليل في أرضٍ تهلِكُ فيها أشواطُ الرِّياح
إن عين الشاعر هنا تبصر العدم شفافا، لكنها أيضا تملك بصيرة شعرية للمعنى حين تجعل من قوة النص وتركيبه على هذا النحو كخيار وحيد للشعر حين يواجه الطاقة الهائلة للموت في العالم؛ إنها طاقة الشعر الرخوة والعصية في مواجهة شراسة الواقع وإكراهاته. وكما (يتسكع الأمل مع الشحاذين) في بداية النص يبدو الفجر في نهايته (مثل غُصنٍ يَطُفُّ حائطَ الليل في أرضٍ تَهلِكُ فيها أشواطُ الرِّياح) إنها رؤية تجعل من النص سياقا متصلا لفعل الموت، وتضمر حساسية عالية في تصويره كحدث تاريخي يقع على الضعفاء والمشردين في كل مكان ـ كما في العراق ـ حيث تصبح الأبدية المصنوعة بآلة الموت مكبا للأرواح على هامش الحروب.
موقع إيلاف - السبت 10 أبريل2010م * شاعر وكاتب سوداني مقيم بالرياض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
صدور رواية (بر العجم) للكاتب والشاعر السوداني محمد جميل أحمد دروب 16 فبراير 2007
صدرت عن (دار الحصاد) السورية بدمشق ، رواية (بر العجم) للكاتب والشاعر السوداني المقيم بالسعودية : محمد جميل أحمد ، في 155 صفحة . وستعرض الرواية في جناح (دار الحصاد) بمعرض الرياض الدولي الذي سيبدأ فعالياته بنهاية شهر شباط/ فبراير الجاري وبداية آذار/ مارس القادم كما سيكون الكاتب موجودا بجناح الدار في أيام المعرض الأولى لتوقيع النسخ . جدير بالذكر أن الرواية كانت قد فازت في (مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الثالثة أكتوبر 2005 بالخرطوم.
تتحدث الرواية عن سيرة المكان كفضاء للسرد ، وتمتزج شخصياتها العابرة والكثيفة بمزاج المكان والتاريخ والأسطورة ؛ حيث جاء في قرار لجنة التحكيم أن الرواية منحت الجائزة لـ(تناولها جزء من تاريخ السودان برؤية جديدة مزجت الأسطورة بالواقع) . وتنفتح حركة السرد على تفاصيل حياة مختلطة الأعراق والمصائر لمدينة ساحلية مفتوحة (بورسودان) عبر تعايش إنساني شهدته في أزمنة سعيدة .
وللكاتب تحت الطبع ثلاثة كتب هي :
1 ــ خيول الرماد ـ شعر 2 ــ أحداق النرجس – قراءات جمالية ـ نقد 3ــ إشكاليات الفكر الإسلامي – الآيدلوجيا والتأويل
(منقول) من دروب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ملحمة الحباب شعر/ محمد جميل أحمد
حيِّي الحَبابَ : تحـــية ً وسلامـا واكرمْ على أرض ِالكرام ِكِرامــَا كمْ كانَ ما نرْجو، وفوق رجائِنا وطن ٌ يَطـوُفُ سَماءَنا أحْـلامــَـا عبَـقـَتْ بها الذكرى وعادَ أريجُها نشوان َ ينشرُ فرْحة ً وغـَــمَامــَا ويَحِفـُّها بَـلـَــدٌ عـــلى ساحـَــاتـِــهِ نـَسقي الدِّماءَ ونــَـْرفـَعُ الأعْلامَا واكـْــرِمْ بـ(كـَـنـْـتِـيـِبَايَ) إنَّ مقـَامـَهَ شَرَفٌ على عَـتـَــبَاتـِه يتـَسَامى شَرَفٌ تـَسَلـْسَلَ في القـُرُون ِولمْ يزلْ بَاق ٍ على مَرِّ القـُرُون ِمَـقـَامَا كالسَّيف ِ يَصْـقـُـلـُه البَرِيقُ عَرَاقـَـة ً و يَظـلُّ في حَسْــم ِالأمُور ِحُسَامَا أو كالصَّلابَة ِلا يـَـفـِــل ُّ حَدِيـِــدَهـَا حَـدٌ، ولا حَجَرٌ هـُناكَ ترَامى ما كـُنـْت َ مَغـْمُورا ً ولا أوْهَامَــا كلا .. ولم تـَكُ يا (حَبَابُ) مُضَامَا لكـِنـَّهُ التـَّـاريخُ يَسْـكـُتُ تــَـارة ً، سَهـْوا ً ويـَنـْطـِـقُ إنْ نطقـْـتَ كـَلامَـا تلكَ القـُرُونُ سَـلـِيلـَة ٌ أمْجَــادُهــَا تـَحْـكِي عن ِ الزَّمن ِالقديم ِ غرامَا كـُنـَّا مُـلـُوكـَا ً للنـِّحَاس ِ ولـمْ يـَزلْ ذاكَ النـَّــحَاسُ عَرَاقـَــة ً وَوِسَـامـَـا وَهَج ٌ مِنَ التـَّاريخ ِ يـلـْمِعُ في الدُّجى ضَرْبُ الطـُّبُول ِحَرَارَة ً وضِرَامــا دَوَّتْ بـِهِ (نقـارَة ٌ) يَسمـو بـِهـَـا نـَسـَب ٌ إلى (الفـَونـْج ِ) العظيم تسامى تـِلـْـكـُم ُهي (البَيْضَاءُ) أو (مَنـْصُورُة) حَمَستْ لـَها الفِــرْسَانَ والأقـْـرَامَــا وهي المَحافِــلُ والمآثرُ والذُّرَى أثــَرٌ على أثــَرٍ يـَشـِّــعُ نِظـَـامَـا نـَطـَـقـَتْ بـِه الذكرَى وكـَمْ مِنْ عَارِف ٍ كـَشـَـفَ الحَـقـِيـقـَة َ صَادِقا ً مِقـْدَامَا كـَ(مَحَمَد ٍ) و (ضِرَارَ) في سِفـْرَيـْهـِمَا جُمِـــعَ التـُّرَاث ُ كـِتـَابة ً ولِـمَامـَــا و(أبي قـُرُونَ)أبُو القـَوافِـيَ و الحِجـَا و(أبُو سَلـِيـــم)الجـًَّهـْـبـَــذ ُ العـّـلامـا سَطـَرُوا لنـَّا التــَّـاريخَ سِفـْرَا ً خـَالـِدَا ً ذكـَرَ (الحـَبَابَ) بـِدَايـَــة ً وخِـتـَامَــا مَنْ يـَكـْـتـُبُ التاريخَ يـَمْـلكُ حـَـقــَّـهُ... لا تلكـُمُ الأضْغـَـاثُ والأوْهـَامـَا
* * * *
واليَومُ نـَحْـفـُـلُ با(النـَّظـَارة ِ) بعْــدَما صَمـَتَ الزَّمانُ بـِسـِّرهَا أعْوَامــَـا عَادَتْ ولـَمَ يـَـكُ بـِالـْـكـَـثيِر ِعـَدِيِِــِدُنـَا لـَكـِـنـَّه حـَـــق ٌ يَعـُــــودُ لـِــــزَامــَا عادتْ ويا مرحى لــَـنا بـِقـِـدُومِـــــهَا شَرَفـَا ً على شـَـرَف ٍ يـَتــِمُّ تـَمـَامَــا مَرْحَى بـِمَنْ رَدَّ الأصُولَ لأهلهــا وأعَادَ منْ أمْجَادِهَـــا أيـَّامـا قـُـلْ للـقـَـبـَائـل ِ قـَضُّها وقـَضِـيـِضُهَا: إنـِّا على الإيمـــــان ِوالإسْــلامـَـا تـَتــَنـَاسَلُ الرَّحَمَــاتُ مِـنْ أرْحَامِــنـَا ويـُظـِلـُنا صَفـْو الإخَــاء وِئــَــامَـا ويَـلـمُّـنـَـا نـَـسـَـبٌ تــَـقــَـادمَ عـَـهـْـدَه ودم ٌ تغـَـلـغـَـلَ في العروُق ، حراما إن القـــَبائــل َ قــُـرْبَـة ٌ ومَـــوََّدة ٌ والجَّاهلـِية ُ فِـتـْـنـَـة ٌ وخِصـَامَا فامشوا إلى السودان صَفـَّا ً واحِدا لا يَعْرَف ُالتــَّـفـْرِيـِقَ والإحْــجَامَـا وَلِـيَـنـْهَضَ الشـَّرقُ الحَبــِـيـبُ لِمَجدِه ِ شرقا ًيـَشـُــقُّ إلـى الضِّياء ِ ظلامَا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
الاخ - محمد جميل - تحياتي،
هنالك حقيقة أن إبداعاً سودانياً كثيفاً وعميقاً لم يجد حظه من القراءة والدرس والنظر ..
قبل عامين غبطت عبدالله الوشمي - الناقد المصري الشاب وهو يفاجئنا في أدبي الرياض بمداخلة تناول فيها تجارب التجاني يوسف بشير /محمد سعيد العباسي/محمد المهدي المجذوب /محمد عبدالحي تناول العارف بتفاصيل ما أبدعوا، ليخلص إلى أنه يطلب من الحضور من المهتمين بالشأن الشعري في السودان أن يضيئوا له الفترة من سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، على من تقع مسؤولية الغياب؟!
كيف السبيل إلى إضاءة هذه الفترة، رغم أن المسألة تتجاوز مجرد الإضاءة إلى معيقات الطباعة والنشر والتوزيع، وحتى جيل الرواد هل وجد حظه؟! فمثل نموذج الوشمي يعتبر إستثناءاً للمثقف الذي يطارد ما يبدعه المبدعون هنا وهناك وإلا لما حصل على ما حصل، فالمسألة أعقد من أن تحيطها الانشطة الفردية المحدودة فالنواصل حصاة في بركة الركود ريثما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
محمد جميل أحمد - يحمل بساطة وصدق وعمق أهل شرق السودان ربما كان مدخل إهتمامي بما يكتب من هذا الباب، وقد وجدته يعاني توتراً معرفيا خلاقاً وهو يموج بين الأدب والفلسفة ويؤرقه سؤال الهوية
كتب في هذا المنتدى في 22 يناير 2008م مايلي:
تابعت بالصدفة السعيدة حوار الدكتورة ناهد محمد الحسن ـ عضو المنبر ـ لمدة نصف ساعة على قناة الجزيرة ضمن برنامج الجزيرة هذا الصباح ، وبالرغم من أن موضوع البرنامج كان عن (تعدد الزوجات) إلا أن الدكتورة ناهد قدمت رؤية معرفية مركزة ومتدفقة عن الكثير من الحيثيات التاريخية الدينية والميثلوجية والاجتماعية ، المتصلة بنظريات علم النفس ، ودمجت كل تلك الملاحظات في تحليل عميق ، كشف عن معرفة دقيقة بالقضايا التي تطرقت إليها . كانت الدكتورة تحفر بعمق في خلفيات الأسئلة وتربطها بالعديد من الظواهر كالعلاقة الملتبسة بين الحب والوفاء في الزواج والمراحل النفسية للعلاقات المتعددة . بيد أن القضية الجوهرية لحديث الدكتورة كانت باستمرار هي حيثية المرأة ، وعن ذلك البون الشاسع بين واقعها عبر التاريخ ، وقدراتها المقموعة بفعل ذكورية المجتمع الإنساني عامة . ومن خلال هذه الرؤية ، كان هناك رغبة شديدة للتدفق في الحديث ورصد الخلفيات الدينية والتاريخية والميثيلوجية التي أدت إلى وضع المرأة على هذا النحو من التهميش . وكانت ملاحظة الدكتورة عن المائة عام للبداية الحقيقة في حياة المرأة ودورها منذ بدء الخليقة لا فتا للنظر . كما أن حديثها عن حركة البشرية نحو واحدية العلاقة بين الجنسين بعد أن كانت تلك العلاقة متعددة في الأزمنة القديمة ، بدا مبشرا بمستقبل أفضل للمرأة . وكذلك تأويلها لحديث ابن عربي ورؤيته الفلسفية لوحدة الوجود ومحاولة الدكتورة تأويلها في إطار الحراك البشري في العلاقات الزوجية من التعدد إلى الوحدة . وما اتصل في حديثها عن المشاعية الأولى (ذلك الفردوس الذي اشتاق إليه ماركس في نهاية الإنسانية السعيدة).... ومادام الدكتورة ناهد عضو بهذا المنبر فهذا سيجعلنا أكثر سعادة وأملا في أن نتحاور معها لأكثر من نصف ساعة بالطبع ـ إذا سمح زمنها ـ ونطرح عليها أسئلة من قبيل
* ما مدى ارتباط الأديان بنشأة الإنسان الأول ، وهل الأديان طارئة على الإنسان ، وهل تنطوي تلك المشاعية الأولى على معنى حيواني غير مكتمل في حياة الإنسان الأول (نظرية داروين) وكيف يمكن التوفيق بين نظرية الخلق في الأديان التوحيدية مع نظرية داروين التي ترتبط عادة بخلفيات العلوم الإنسانية الحديثة ومنها علم النفس
* هل التعدد قضية غريزية (طبعا ذكرت الدكتورة إمكانية التحكم في التعدد بوصفه غريزة) وإذا كان بالإمكان التحكم فيه فهل هذا التحكم ذو طبيعة فطرية أم ذو طبيعة تربوية ؟
* هل مفهوم الحب قابل للتعدد ؟ أي هل هناك دواع ٍ فطرية ونفسية سوية في أن يحب رجل واحد أكثر من امرأة واحدة في وقت واحد والعكس ؟
* عن سؤال المأزق الذي أجابت عليه الدكتورة إجابة علمية أي بكونه مأزقا ، ذلك السؤال الذي تطلب إجابة عصية سواء في عدم قبول التعدد الذي نص عليه القرآن ، أو في القبول به في ظل ضغوط اتفاقية (سيداو) وسائر ضغوط الحداثة المدافعة عن حقوق المرأة ، كيف يمكن الخروج من مأزقه ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل ... تحياتي شكرا على اهتمامك بما أكتب ، ربما كان التوتر والقلق المعرفي هو أهم حيثيات الإنسان الحديث الذي يخضع لضغوط الحداثة عبر العديد من التناقضات الحاكمة لحياته لا سيما في ذلك البحر الزاخر من تموجات المعرفة التي انفتحت على نظريات الحياة المعاصرة بطريقة تجعل الحليم حيرانا كما جاء في الأثر النبوي . نحن في هذا الجزء من العالم نعاني من تموجات الحداثة لأننا معرضين لأعاصيرها العاتية تماما كالريشة في مهب الريح . وسيمر زمن طويل حتى نكتشف الكثير من الأساطير والايدلوجيات التي اقتاتت من حياتنا وأعصابنا دون أن تنطوي على قناعة تبل الشوق الحارق وتمنح اليقين المطلق . شكرا لك مرة أخرى وأنت تبعث بعض افكار البوست الذي حاورت فيه الدكتورة ناهد ، وبعض الأصدقاء في هذا المنبر قبل عامين مودتي محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
الاستاذ محمد جميل تحيات طيبات اتداخل معك في البوست الآخر الغناء ضد العزلة دونما معرفة بكم وبمقامكم، فقد شدني ذاك الموضوع ليس الا، ولأول مرة أقرأ هذا البوست وأفاجأ بسيرتك الذاتية، لذلك: * مبروك ترشحك للجائزة ففي هذا فخر ليس للسودان فقط ولكن للأجيال الجديدة في ذاك البلد الذي يقاوم الجديد بكل مثابرة. * أعتذر لعدم معرفتي بابداعاتك وبمقامكم واغفروا لنا تطاولنا على مجالاتكم. * رغم محاولاتي الشديدة لمتابعة الاصوات الروائية الجديدة في السودان (رغم المنافي)، بل وتجرأت بمحاولات الكتابة في هذا المنبر قبل اعوامعن احدى روايات ذلك التيار الجديد (الطريق الى المدنالمستحيلة- للروائي ابكر آدم اسماعيل) الا انه لم تصادفني روايتك، كيف يمكن الحصول عليها. تمنياتي لك دوما بالتوفيق والنجاح. والجوائز "ملحوقة" يا خوي المهم استمرار الابداع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
Quote: رغم محاولاتي الشديدة لمتابعة الاصوات الروائية الجديدة في السودان (رغم المنافي)، بل وتجرأت بمحاولات الكتابة في هذا المنبر قبل اعوام عن احدى روايات ذلك التيار الجديد (الطريق الى المدن المستحيلة- للروائي ابكر آدم اسماعيل) الا انه لم تصادفني روايتك، كيف يمكن الحصول عليها. |
الاخ - نزار - تحياتي لك، كثيرة هي الأعمال الإبداعية التي لم تر طريقها للقاريء .. كيف يستطيع الكاتب أن يواصل الكتابة إن لم يسمع صدى ما يكتب .. وهذا حال كثيرين من شباب بلادي .. قرأت بر العجم في مساء واحد، بر العجم قادتني لمتابعة ما يكتب الاخ محمد جميل .. رغم وجودي في الرياض مع جميل وتزاملنا في الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون لأكثر من عامين ولكن بر العجم جعلتني أفتش عن كتابات محمد جميل في جميع المظان من قوقل للسؤال المباشر لمحمد جميل.
في البداية كنت أظن أن إعجابي برواية بر العجم بسبب إقامتي لأربع سنوات متتاليات في المناطق التي كانت مسرحا لأحداث الرواية ومعرفتي التي أعتبرها عميقة بالناس في تلك المناطق، فجاء محمد جميل بعد أكثر من عشرين سنة لينعش ذاكرتي بسرده الأخاذ عن مجتمع أقمت وسطه كمحطة في درب حياتي وظل يحيا في وجداني كذكرى حميمة لن تنمحي.
ثم أنتقلت لمتابعة كتابات محمد جميل الفكرية ولمست ما يميزها من إستقصاء معرفي ومتابعة للجديد ومعالجات خلاقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
من مقال: السودان بين جدل الهوية وأزمة المواطنة 17 يوليو 2009 - محمد جميل أحمد
حين يكثر الحديث عن الهوية بحسبانها فكرة غامضة ومتعالية، ينطوي ذلك بالضرورة على أزمة، وينعكس غياباً حقيقياً لذلك المفهوم. وحين تتراكم مشكلات العجز الناشئة عن بنيات التخلف وخزين الصراعات المكتومة في عمق المشاعر التاريخية حيال علاقات غامضة وملتبسة بين مجموعات بشرية في مكان واحد تم افتراضه كوطن من غير قيم مواطنة تقتضي تعريفه، لا يكون مبرر الخروج من تلك المشكلات هو محض الرغبة في الحديث عن مسألة الهوية، كما لو كانت هذه الهوية حلاً سحرياً للأزمات التاريخية التي تأخذ بخناق السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
جريدة الرياض
توفيق صايغ ...صهيل قرب النبع -توفيق صايغ محمد جميل أحمد قراءة في قصيدة (مقتل الكركدن) للشاعر السوداني محمد عبدالحي انسحب الشاعر الفلسطيني توفيق صايغ من الحياة، تحت شراسة الأقلام التي وصفته بما لا يحتمل من صور التأويل، لمشروعه الأدبي الواعد، الذي أسس له من خلال مجلة حوار. وكانت نهايته المؤلمة في أمريكا (على مصعد جامعة بيركلي)، نهاية درامية لحلم عربي أسس للحداثة الأدبية والشعرية من منابر مغايرة لما عهدته أقلام الواقعية الاشتراكية. كانت الأصولية اليسارية العربية أكبر من أن تتحمل هوامش للتأويل خارج الزمن الأيدولوجي، إلا ضمن التخوين والعمالة، ولقد كان هناك ضرب من طهورية طوباوية وصنيع صبياني، وفق عقلية (زرية)، بحسب هاملتون جب، لا تفهم شرط الوعي إلا عبر متون مغلقة وبعيدة عن استشراف معنى الإبداع العابر للهوايات، والاستقطاب الأيدولوجي. بيد أن هناك قلة من المثقفين العرب أدركوا قيمة توفيق صايغ في زمن محايث لمحنته. ولقد أعانهم في ذلك، خلوهم من أي شارة حزبية أو أيدلوجية. منهم ، من المثقفين السودانيين، الروائي الكبير الطيب صالح. الذي وقف معه حين خذله الكثيرون. وعبر عن موقفه الشجاع بنشر روايته الشهيرة (موسم الهجرة إلى الشمال) ، للمرة الأولى على صفحات مجلة (حوار) في العام 1966. إدراكا منه لموقع توفيق صايغ، الذي كان في ذلك الوقت في أشد الحاجة إلى المساندة والدعم. غير أن مثقفا سوادنيا آخر، هو الشاعر والناقد السوداني المرحوم الدكتور محمد عبدالحي (1945 - 1989)، كتب نصا شفافا في تقنيته وآفاقه الرؤيوية عن توفيق صايغ . ونحن نعتقد أن النص الشعري الذي كتبه صاحب (السمندل يغني)، كان رثاء. فالنص منشور في ديوانه الأخير «زمن العنف» (الصادر ضمن الأعمال الشعرية الكاملة لعبدالحي، عن مركز الدراسات السودانية بالخرطوم في العام 1999). دون أي تاريخ، كعادته في نشر نصوصه. وأشار في القصيدة إلى مأساة توفيق صايغ ومحنته، وفرادته في كتابة متنه الشعري، وتلك الغصة التي جرته إلى العدم، وغير ذلك من تيمات النص التي تأولها الشاعر. كما أنه نشرها في الديوان ضمن سلسلة قصائد أشبه بمراث رؤيوية، إن صح التعبير، للعديد من الشعراء (السياب، ابن الرومي، أبو نواس، كريستوفر أكيكبو). كتبها الشاعر برؤية تتماهى مع تجاربهم. وهي كتابة تتجاوز معنى الرثاء المباشر إلى ضرب من تناص معنوي حاور أعماقهم. وقصيدة (مقتل الكركدن) التي أردف الشاعر عنوانها بعنوان فرعي : ( سونيت إلى توفيق صايغ). تأويل أنطلوجي لمحنة توفيق صايغ. كثف فيها عبدالحي قراءة برقية عميقة وشفافة لمأساته. مكن منها تدريب على كتابة نزعت معناها من ضغط الزمن الجاري إلى زمن إشاري مفتوح، وجمالية محايثة لشر الإبداع. ورغم أن القصيدة كتبت فيما يشبه الرباعية، إلا أنها تحيل إلى صدى روحي لشعرية توفيق صايغ، الغريبة غرابة شعرية عبدالحي في تلك الأيام (الصخابة) ( أجمل من في الغابة يصهل قرب النبع يغني ظل الشمس على أشجار التفاح جرح ربيع الروح تلألأ أجمل من كل جراح الأيام النصف مضاءة تحت مصابيح الشارع والحزن) على هذا النحو يطلق النص إشاراته إلى مطارح بعيدة، حين يفتح علامات التأويل لمعنى البراءة التي تقترن بالجمال. فالإشارات الرمزية في النص لاتحيل إلى تيمات الطبيعة فحسب، بل تنسج تأويلا موازياً لحيثيات راهنة من خلال المشهد المرسوم يشفرها الشاعر عبر قناع استعاري. وهي حيثيات تشير بوضوح إلى محنة توفيق صايغ. لكن النص يتجاوز ذلك. فبراءة توفيق صايغ، ضمن هذا التأويل، ذهول جمالي يتحصن شعريا بالنبع والشمس والظلال. وهي تسجيل رمزي للدفاع عنه. فالنص أصلا يفترض في محنة الشاعر جراحا عميقة نابعة من معنى أن يكون المرء شاعرا ومحروما. لذلك فالغناء على جراح الروح، صيرورة لمأساة تشع جمالا وشعرا. في مشهد يحيل إلى ذلك الضباب الذي تبدو البراءة فيه شمسا حزينة تحجب هالتها (الأيام النصف مضاءة). وبالرغم من أن عنوان النص يشير صراحة إلى مأساة توفيق صايغ (مقتل الكركدن)، إلا أن العنوان هنا هو فقط المدخل التاريخي للنص . فالخيط الرفيع بين العنوان ومناخ القصيدة الشفاف لا يمكن التقاطه إلا بذلك التأويل الذي ذكرناه آنفا، أي اشتقاق الهامش الدلالي البعيد والمجزوء من المتن الجمالي وفق الإشارات المواربة، التي تحتقب في ظلالها رؤية جمالية تنطوي على سخرية غير منظورة لكنها حاضرة. ذلك أن عبدالحي يوغل في هوامش شفافة لروح توفيق صايغ بوصفها كينونة متعالية تحوم حول روح الطبيعة لتحل فيها ( يصهل فوق جبال خضر تحت فضاء أزرق منفتح منتظرا أن يتقمص إبريق الفخار الحلم الناشب مثل حمامة نار عبر الوتر المشدود على قوس الجسد المنجرح) هكذا يصبح الصهيل نزيف الروح الباحثة عن خلاصها عبر الغناء، حتى تتناسخ في ملاذها الأبدي بين الطبيعة. ذلك أن الغناء هنا مجاز للحلول والاتحاد. فهو غناء يرهن الجسد لفناء منذور. والنص يتحول إلى فضاء وجودي مغاير. حين ينتقل فجأة لهوية أخرى لأن الشاعر يرحل إشارات المعنى إلى سياقات برزخية. وهي سياقات تنطوي على رؤية متجاوزة لحيثيات المأساة، موضوع النص، رؤية تحقق بالتفافها على موضوعها كشفا ما ورائيا لموت الشاعر حين يرحل بمأساته. وعبد الحي، كعادته في كتابة الآخرين شعريا، يعطف أهاويل المأساة على فضاء افتراضي لحياة أخرى تليق بشاعر يشبه أطيافه ولايقوى على ذلك الحصار الذي لف أيامه الأخيرة. كما لوكانت تلك الروح المنسوخة في نص عبدالحي للشاعر، صورة طليقة لمواصلة الغناء تحت فضاء منفتح أي غناء خارج الزمن. فصورة الفنتازيا تحيل إلى كينونة شفافة ليست من هذا العالم. ( سونيتة حب أم حيوان يجهش تحت النصل المسنون؟ كوميدي يتقشر بعد العرض قناعا وقناعا؟ أم طفل غنى خلف الأرغن في وطن ضاعا؟ أم صوت البلبل في حقل الورد يغني/ ينزف في ألم مفتون) ويتساءل الشاعر عبر سياقات جدلية في النص ليتأمل صورالمأساة بين حدود تنقض تيماتها المتقابلة، وتجرد الإبداع لجهة من المحو والصفاء تنفي عنه علامات التعيين، برغم أداته اللغوية التي بدت كلازمة. ففي النص استعادة تأويليه لأبي العلاء في قوله الشهير: ( أبكت تلكم الحمامة أم غنت...). فالبكاء / الغناء تحت النصل المسنون هو معنى صاف لحقيقة الشعر الذي يزهر من المأساة. فطالما قال عبدالحي في إحدى قصائده (الشعر فقر والفقر إشراق والإشراق معرفة لاتدرك إلا بين النطع والسيف) وهي حدود يشرق فيها المحو بصفاء التجربة والطبيعة في قناع واحد يختصر اللذة والألم. وفي ذروة العرض يتكشف النص على جانب من المحنة الزمنية للشاعر أي في تلك الكوميديا السوداء التي تمحو حدود الغناء والبكاء في حد ملتبس بين بكاء الطفل النابع من الطبيعة، وضحك الذات المثخنة بالجراح أمام المتفرجين (رغم الكواليس القاسية) . وفي نهاية المقطع ينهي الشاعر لعبة النقائض المتقاطعة ليجمعها صوت البلبل الذي يغني وينزف في حقل الورد. باعتباره حيوان الألم والفتنة. ولا شك أن عبدالحي يستعيد هنا حالات توفيق صايغ الأخيرة فالإشارة إلى النزيف والألم هنا أيضا تتجاوز الإحالة المجازية إلى حالات معنوية عانى منها الشاعر في أيامه الأخيرة. كما سيشير إلى ذلك في المقطع الأخير من النص. ( هل يجدي أن نعرف؟ لن يجرؤ أن يعشق أجمل من في الغابة ويتوجه بالأسماء ويرثيه غير ملاك من خارج هذي الأيام الصخابة) وفي الختام يعطف محمد عبدالحي دوال النص الرمزية على مأساة توفيق صايغ بإشارة واضحة وسؤال مفتوح، في ذلك الزمن الرهيب، والسؤال في حد ذاته يحيل إلى كوابيس أيدلوجية تنبذ من يخالفها مرة وإلى الأبد خارج غابة الأيام الصخابة، بحسب عبدالحي. ولهذا لقد كان (توفيق صايغ) في حاجة إلى ملاك يرثيه ويطوبه بالأسماء من خارجها. وهكذا نرى أن عبدالحي كشف في نهاية النص، كما في بدايته، عن موقع الذي كان يرى فيه توفيق صايغ، باعتباره (أجمل من في الغابة). كما كشف عن معنى الرثاء الذي هو موضوع النص( هل كان عبدالحي يقصد نفسه بهذا الرثاء «الملائكي؟»). دون أن يحيلنا إلى صراخ وندب وتأبين للمناقب. لقد كان توفيق صايغ في حاجة إلى نص شفاف يشبهه تماما في زمن أيدلوجي أعمى. وبالرغم من الإيقاع الهادي للنص ومقاربته الشفيفة للمأساة من تيمات مطلقة، إلا أن إحالاته الدلالية والجمالية تنطوي على كتابة تفتح آفاق التأويل لمعنى الإبداع والحرية، والكتابة التي تحول تيماتها الراهنة إلى طيف في سماء الأزمنة، ومحاكمة رمزية لزمن أيدلوجي من خلال الدفاع عن ضحية كان يرى يرصد الشاعر عذاباتها بأسى. إن التأويل المزدوج للغابة في هذا النص ربما كان أليق تعبير عن تلك الأجواء التي راح ضحيتها توفيق صايغ. وبرغم أن حدود البراءة غير المتكافئة للتطويب الأيدلوجي في ذلك الزمن كانت أشبه بيقينيات قابلة للإطلاق والتصديق، بفعل ذلك الفهم الزري(لأن من علامات التخلف: العجز عن التجريد). إلا أن ما تكشفت عنه المدونات السرية لذلك الزمن، بعد مياه كثيرة جرت تحت الجسر، عزز بوضوح رؤية الشاعر الذي يحلق في فضاء مستقبلي. حين يكتب بنبوءة شعرية دفاعا جماليا عن شاعر لم يفترض فيه استحقاق البراءة فحسب. بل التتويج بألقاب لامتناهية لدوره الريادي.
=============================================== ونشر هذا الموضوع بجريدة الخرطوم اليوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: كثيرا ما تصرفنا مشاغل الحياة ومطاردة الرزق عما هو أجدى وأكثر نفعا لنا وللناس. ودون غوص في التبرير والمقدمات أود أن أعترف بالتقصير الشخصي في حق أقلام - تصغرني في السن وتحسن معالجة كثير من ألوان الإبداع بما يطربني ويشجيني - وكان حقهم علينا جميعا أن نقول لهم أحسنتم وإلى الأمام. |
يا لها من حقيقة يا فضيلي .. من يعطي شوارعنا اسماءها .. وتلك الطيور هربت من اعشاشها .. بقيت (نافرة) .. في شتات لا يسمح وضع كل هذا الجمال في ماعون يأخذ منه الجيل الجديد نخبه والي الامام الشاعر محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: يزيد من قيمة ما نكتب أن تصل كلماتناإلى الآخر (المتلقي /القاريء) دون وساطة أو تزكية من أحد. وما حملني على كتابة الشهادة عنك وعن آخرين وأخريات من مبدعينا الشباب هو أن ما تكتبون من كلام كان قد دخل عندي دون استئذان ، لأن إذن المرور الوحيد للكلمة هو صدقيتها فيما تقول. وأنت والرهط الذين ذكرت في مقالي لكم علينا دين مستحق. واصل أيها المبدع في هدوئك وتواضعك الذي أحسسته حين تهاتفنا في صدر الأسبوع الحالي. كلنا مبتدئون ، وربما نقول شيئا مفيدا لو لذنا بالصمت والعمل الجاد. |
لم اجد افضل مما خطه يراع استاذي العظيم فضيلي جماع في ذكر محاسن اخي وصديقي وزميلي الاديب المبدع محمد جميل احمد.. لاجل محمد وجيله من الشباب النابه الذي ما فتئ يعطر سماواتنا بعصارة انتاجه الفكري، فيحيل صحراء ليلها فجرا زاهيا وزاهرا وموعودا بالغد الافضل. جاءت تهنئتي متاخرة يا محمد وهذه قصة ساسردها لك لاحقا..في الشهر الماضي كنت مجردة من النت في المنزل... وفي كل تتاح لي الفرصة لدخول البوست والتهنئة، يكون الواجب بالمرصاد.. شكرا محمد المبدع ابو التومات وانت تثري ساحاتنا بهذه البوستات التي ترد الروح وتبعث الامل في انه مادام جيلكم موجود فلا خوف علينا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
Quote: لم اجد افضل مما خطه يراع استاذي العظيم فضيلي جماع في ذكر محاسن اخي وصديقي وزميلي الاديب المبدع محمد جميل احمد.. لاجل محمد وجيله من الشباب النابه الذي ما فتئ يعطر سماواتنا بعصارة انتاجه الفكري، فيحيل صحراء ليلها فجرا زاهيا وزاهرا وموعودا بالغد الافضل. |
تتحدثين عن (جيل محمد جميل من الشباب ) وكأنك بلغت من العمر عتيا!! أختي الصحافية والأديبة الشابة حليمة محمد عبدالرحمن.. حين كتبت شهادتي العاجلة عن محمد جميل والشفيع صادق ونصار الحاج وعصام عيسى رجب وعبدالعزيز بركة ساكن والصادق الرضي ونجلاء التوم وآخرين وأخريات سقطت أسماؤهم سهواً من ذاكرتي الخربة ، فقد كنت أعني ضمن القائمة أسماء مثل: حليمة محمد عبدالرحمن وفاطمة السنوسي (كاتبة قصة قصيرة) ورقية وراق (شاعرة) وعبير خيري (شاعرة) والصحفية المصادمة نجلاء سيد احمد وأسماء لأخريات مبدعات لا أستحضرها في هذه العجالة. جيل محمد عبدالجليل هو جيلك أنت بالطبع وجيل محسن خالد والدكتور أبكر آدم اسماعيل - هذه الحصة من العمر التي تلت ميلاد جيلي - جيل أصدقائي ورفاق الكلمة : عالم عباس ومبارك بشير والياس فتح الرحمن وآخرين. أنت وأخريات من الصحافيات والكاتبات ينتظر أن تبذرن حواري وشوارع قرانا ومدننا بالكثير المدهش من حروف الكلمة الموقف. أعترف لك بأني ما زلت أسترجع -كلما وقعت عيني على إسمك في هذا المنبر - بعض ما حوته مدونتك التي فقدتها في زحمة ترحالي وتبديل الحاسب الآلي من مكان لآخر..أرجو التكرم بتزويدي بالرابط مرة أخرى. في تلك المدونة قرأتك فسمعت صوت المرأة الجديدة في جيل جديد هو جيل أخيك محمد جميل الذي نأمل دون شك أن يضيف للبناء لبنة جادة. مع أكيد معزتي واحترامي أختي حليمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: munswor almophtah)
|
كتبت حليمة محمد عبدالرحمن:
لم اجد افضل مما خطه يراع استاذي العظيم فضيلي جماع في ذكر محاسن اخي وصديقي وزميلي الاديب المبدع محمد جميل احمد.. لاجل محمد وجيله من الشباب النابه الذي ما فتئ يعطر سماواتنا بعصارة انتاجه الفكري، فيحيل صحراء ليلها فجرا زاهيا وزاهرا وموعودا بالغد الافضل. جاءت تهنئتي متاخرة يا محمد وهذه قصة ساسردها لك لاحقا..في الشهر الماضي كنت مجردة من النت في المنزل... وفي كل تتاح لي الفرصة لدخول البوست والتهنئة، يكون الواجب بالمرصاد.. شكرا محمد المبدع ابو التومات وانت تثري ساحاتنا بهذه البوستات التي ترد الروح وتبعث الامل في انه مادام جيلكم موجود فلا خوف علينا. ================================================================= العزيزة حليمة ..تحايا عطرة
واتوقعك مرات بين كل واجب وآخر عبر هذه الخيوط التي قصدت منها الإمساك ببعض اللحظات والكلمات والفكر التي لا ينبغي أن نسمح أن تمضي هكذا ونحن رهن إنشغالاتنا التي لا تنتهي ولا ينبغي أن تسرق منا الامساك بالوعي والفرح في مظان صدق ويقين (يبرد القلب) في تقلبات سريعة لصفحات عمر واحد قصيــر تجاذبتنا فيه (الخطوب التوالي) .. خليك قريبة ريثما ..
ريثما يأتي الدور وتنقلب المعادلة حيث - لكل كلمة تنادى بإستقامة أشياءنا- كل الفضاء ولا شيء (بالمرصاد) - بل كل شيء كالقمر (بهيجاً ووضيء)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
عزيزي المنصور المفتاح تحياتي لك شكرا على إعادة الاقتباس من مفتتح قصيدتي العمودية (مرثية عربية في مقام العجم) وبهذا المناسبة سأنزل لك القصيدة كلهاعلى الأقل لمساعدة صديقنا محمد عبد الجليل على جهده المشكور في انزال بعض النصوص المختارة . مع عميق مودتي محمد جميل مرثية عربية في مقام العجم شعر محمد جميل أحمد
لعمري لئن غالت خراسان هامتي فقد كنت عن بابي خراسان نائيا مالك بن الريب التميمي
ترجلت يا ابن الريب للموت حاسرا وحولــــك أســـــوار المنايا عواليا وأخصبت في المنـفى أمانيك إذ نأت خراسان واســتلقت عليك السوافيا فكم حسـرت خيل المنايا وحَمْحَمـتْ حذار الحمى والموت كالسـيف عاريا أمنت فلم تمسي على قشـــعريرة ٍ "وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا " ولم تبك في (نجد) صــغارا خذلتهم يردون دون الموت عنك الأعــاديا * * * * ولكن بأســـــوار المدينة نسـوة ٌ عوان وراء الغيــــب يندبن ما بـيا " فمنهن أمي وابنتــــاها وجـارتي وباكيـــــة أخرى تهيج البواكيا" ينادين يا ابن الريب كيــف تركتنا وصدَّأت للثأر الحســــام اليمانيا غزتنا بنو يعقـــوب في عقر دارنا وهتَّــكت الشـُّـــذاذ ُ مــِّنا مخازيا فآويت في غمدي حســـاما سللته وأغفيت عن ثــأري لنفسي مناجيا : " كفى بك داء أن ترى (الثـأر) شافيا وحسب المنــــايا أن يكن أمانيا "
(2) ” بقندهار ومن كانت منيت بقندهار يرجم دونه الخبر” ابن مفرغ الحميري
سليل قحـــطان ما كانــــــت منيــتـنا بقنـــــدهـــــارَ ولكن الردى عـبرُ بنـــــــو أبيك تراخت في أزمتــــهـم يد المروءة واشــــتدت بهم غيرُ وكم تنادت على رجع الصدى ذمـم ٌ عقيـرة ما لها ورد ولا صــــدرُ كأن يعــرب قد أغفت على مقـةٍ رمداء أعشى على آفاقــها البصرُ ما كان للشام أن تشــكو مروءتنا وأرض بلقيس أن تنـــأى وتعتذرُ
* * * *
هوت على (القدس) آجالٌ مسـَّــعرةٌ ورنـّـق الموتَ في جنح الدجى شـررُ ودون جنبيه مــن فرسانهــــا فرق ، كما الخوالف ، أعــفى حــربَها الضررُ تجـــَّرع الصخرُ في القدس النجــيعَ وما ليعرب اليوم إلا اللهــــو والوتـرُ فما ظـــلامـــة ُ موتــورٍ إذا فــــزعت ْ بنو أبيــه إلى الـجُـلى فما ثـأروا ليخـلـــــد الــــثأرُ معكـــــوفا بِرُمــَّــته ويشرب الرغو َ حلـْس ٌ مــاله وَطـرُ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
Quote: وبهذه المناسبة فقد كتبت مقالا طويلا بعنوان (القصة القصيرة جدا : تقاطعات قصيدة النثر وإشكالية التجنيس) ، والمقال ينطلق من ذلك التشابه العميق بين القصة القصيرة جدا وبعض قصائد قصيدة النثر . |
أخي الشاعر محمد جميل ، ليتك تبعث بهذا المقال لصحيفة سودانية سيارة أو إلى صفحة ثقافية لإحدى الصحف واسعة الإنتشار في العالم العربي. فنشر مثل هذا المقال التخصصى في مجلة دورية عسكرية ربما يقلل من انتشاره. بتناولك لأوجه الشبه بين القصة القصيرة جدا وما عرف بقصيدة النثر فإنك تطرق بابا غاية في الأهمية في كراسة النقد الأدبي. في رأيي أن هنالك تداخلا في استخدام الرمز والتركيب اللغوي وكثافة الصورة الشعرية بين الشعر من حيث هو (خاصة قصيدة النثر ) وبين جميع أجناس السرد القصصي narrative fictiion .. بل إن القصة القصيرة وما يعرف أحيانا بالنص السردي وبعض أنماط السرد القصصي في الرواية المعاصرة - كل أولئك- تلتقي بالقصة القصيرة في أكثر من نقطة. فالقصة القصيرة من بين أجناس السرد القصصي تميل إلى تكثيف الصورة وشعرية العبارة. وهي بذلك تشترك مع القصيدة المعاصرة بصفة خاصة ومع قصيدة النثر في أنها تختصر الثرثرة والاسترسال في الوصف مما تتميز به الرواية أحيانا. هذا موضوع شيق أرجو أن تواصل البحث فيه طالما أنك طرقته بهذه الجرأة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: فضيلي جماع)
|
أستاذنا الكريم فضيلي جماع ... تحياتي بالنسبة للمقال فهو منشور بمجلة ثقافية وليست عسكرية ، فالمجلة اسمها (الجوبة) وهي تصدر عن مؤسسة ثقافية فصلية . ولابد حين نشره مرة أخرى من ذكر مصدر النشر الأول . وبهذه المناسبة يسرني أن أنزل المقال هنا تلبية لطلبكم الكريم . مع مودتي وتقديري محمد جميل
القصة القصيرة جدا : تقاطعات قصيدة النثر وإشكالية التجنيس* بقلم محمد جميل أحمد* جاءت حداثة الشكل في القصة القصيرة جدا ، موازية لطبيعة الحياة وحراكها وما يناظر ذلك في عصر السرعة والصورة ، على نحو جعل من هذا الشكل الجديد في نص القصة القصيرة جدا ، تعبيرا جسد معنى الكتابة حين لا تصبح هامشا فقط ؛ بل وكذلك حين تواجه ضغط الحياة وكثافتها بمواكبة نظيرة له . هكذا حين نشأ هذا الفن القصصي الجديد كان يتقاطع مع شكل آخر للكتابة الشعرية (قصيدة النثر) ؛ نشأ هو أيضا ضمن حيثيات أخرى واكبت التحولات الكبرى للحياة الإنسانية في القرن العشرين وما جرى في أتونها من اهتزازات وتغييرات وثورات في المعرفة ونظرة الإنسان في العالم الحديث والحياة الصناعية وغير ذلك من التحولات . تنهض بنية القصة القصيرة جدا على التكثيف وإضمار معنى الحكاية أو بؤرتها في تقطير شديد يقوم على الحذف والتجريد والمفارقة ضمن صناعة الدهشة التي ربما كانت من أهم تيماتها الدرامية. إن طيف الحكاية المضمر، وطريقة قولها المضغوطة في تجربة القصة القصيرة جدا هو الذي يكاد أن يكون الخيط الرفيع المانع من تجنيسها في نسيج قصيدة النثر ، لكننا في الوقت نفسه حين نتأمل التيمة السردية في تقنيات قصيدة النثر وما يصاحب ذلك من عناوين التقطيع القصيرة في بعض نصوصها ، قد يلتبس الوضع بين النصين بطريقة تستدعي تأملا أعمق في حيثيات أخرى لكل من الشكلين . وبالرغم من أن كل تجنيس لفن ما يضمن الهوية الخاصة لصورته الأولى على امتداد النص مع بعض التقاطعات التي يستدعيها من الفنون الأخرى ؛ إلا أننا حين نتأمل تلك المضارعة بين القصة القصيرة جدا وقصيدة النثر نجد تضييقا يوشك أن يجسر الفرق بينهما ، ويكاد يخفي الكثير من العلامات الفارقة . فإذا كان النص الشعري يملك خاصية التكوين المدهش والقابل للاستعادة المتجددة في بنيته بصورة لا تكتمل فيها لحظة الإدهاش أبدا إلا عند نهاية القراءة اللحظية بفعل علاقات المجاز التي تضخها المخيلة في معجم النص الجديد وكلماته ، فهذه الثيمة ربما كانت الثيمة الوحيدة التي تنهض كفرق ما ـ وإن كان لا يخلو من شبه أيضا ـ بين النص الشعري في قصيدة النثر وبين القصة القصيرة جدا . وعلى مستوى القصة القصيرة جدا ربما كان هناك فرق آخر يجعل من اسمها (القصيرة جدا) علامة دالة على كينونتها لكن علامة القص التي يمكن أن يكون عنوانا لهويتها تنهض أيضا كدليل محتمل على الفرق من هذه الجهة . وفيما تقترن الثيمات الأخرى كالتكثيف والتقطيع والتصوير والتجريد ، وغيرها بمساحة مشتركة بين الشكلين المختلفين ، تظل بعض النصوص لكل منهما عصية على التجنيس لحساب أحدهما على الآخر . هذه الالتباسات في عمومها تضمر بعدا عميقا للعملية الإبداعية لا سيما في مجال الكتابة كما أنها في نفس الوقت تختبر الذائقة بتجارب جديدة لا تحيل جدتها فقط على صعوبة التجنيس ، بل وكذلك على هموم الكتابة الجديدة أيضا ؛ في التفاصيل اليومية ، في الهاجس الإنساني للتعبير وكذلك في حيثيات التجربة الخاصة والترهين اللغوي الذي يؤشر على حداثة النص من جهة الشكل والمضمون معا . ربما لولهة أولى يؤشر التقاطع بين الشكلين على موضوعة النص المفتوح التي دعا لها بعض النقاد والمبدعين على خلفية التباسات التجنيس في فنون الكتابة الإبداعية ، لكن نقاط التقاطع هنا ربما كانت نابعة من طبيعة الشكل الحديث لكل من الفنين (أي القصة القصيرة جدا ، وقصيدة النثر) من ناحية وهوية الكتابة الجديدة وأسئلتها من ناحية أخرى . بالقطع هناك أسباب ثقافية إنسانية عابرة نشأت من تنميط الحياة الصناعية والحداثة والعولمة التي تخترق المجتمعات المختلفة بنموذج الحياة الحديثة ونزعة الاستهلاك والإغراق في الفردية ، وهي بطبيعتها مكونات غربية لحياة تم تعويمها من خلال التواصل والانفجار الذي حدث في ثورة المعلومات والاتصالات (الانفوميديا) وما رافق ذلك من صيرورات أخرى في السينما والإعلام والإنترنت ؛ كل تلك الحيثيات تسير بالدفع باتجاه خلق صورة حياة قابلة للتعميم في خطوطها العريضة الأمر الذي يجعل من طبيعة التعبير عنها في القصة القصيرة جدا وفي قصيدة النثر أهم العلامات الفنية ذات الدلالة في هذا الخصوص . في قصيدة النثر ينحو أسلوب النص بصورة عامة إلى شعرية التفاصيل ، وتجريد اليومي من ضغط التاريخ وتكثيف المعنى عبر انزياحات تتجاوز الوقوع في الأفكار المجردة إلى تمثل الحواس كمنافذ للتعبير ونسج المجاز في صفاتها ضمن علاقات جديدة . وبإمكان المتلقي أن يرصد التيمات السابقة في بعض نماذج القصة القصيرة جدا وبصورة تدعو إلى الكثير من التساؤل حول حدود التجنيس الظاهرة بين هذين الشكلين الجماليين في الكتابة الحديثة . سنحاول استعراض بعض التيمات المشتركة بين قصيدة النثر وبين القصة القصيرة جدا في هذه النصوص القصيرة التالية لكل من الشاعر اللبناني وديع سعادة ، والقاصة السودانية فاطمة السنوسي . يقول الشاعر وديع سعادة من قصيدة طويلة له 1 : (مر الورد ابني الحبيب ورجع وقال : خلصني يا أزرق الأرض يا أبيض الفراشة المكان يؤثث نفسه **** سأذهب إلى الغابة أقعد مع الحطابين وبفأس دهشتهم أقطع أحلامي وأرميها في النار يقول الحطابون اليابس يقطع *** مهما بدا طاهرا هذا الوجه إنه ملعب العائلة الذكرى ثلج لا يضمن الوقوف فوقه طويلا إرحل) أما القاصة السودانية فاطمة السنوسي (وهي واحدة من رائدات القصة القصيرة جدا في السودان) فتقول : (عبر منفذ صغير اقتحمت حياته دخلت عالمه الرحب استغرقتني كنوزه ضاعت مني بوابة الخروج *** تحاببنا بصدق توحدنا سألني صورتي فأعطيته المرآة *** خلعت ثوب عافيتي لأنشره عليك ما وجدتك صار في الدنيا مريضان)2 * * * * * في هذه النصوص شبه غياب لما يمكن أن يشكل فارقا ـ ظاهريا ـ في تجنيسها سواء لجهة قصيدة النثر أو للقصة القصيرة جدا . وإذ تبدأ النصوص في كل من المقطعين بصيغ الفعل وتستثمر تيمات السرد كالحوار مثلا فلا شك أن هناك ما يتجاوز هاتين الثيمتين في النماذج السابقة ويذهب عميقا في تشكلات البينة الدلالية والإيحائية لكل منهما ، فضلا عن ذلك الهم الإنساني الحميم حيال الذات والتعبير الفردي عن العوالم الخاصة . هنا سنجد أنه ربما كان في هذه النصوص المجزوءة والمستلة عن سياقاتها الكاملة ما ينهض كسؤال على أن نقض هذه المقارنة المجزوءة يمكن أن يكون مفيدا لجهة الفرق بين الشكلين عند الإحالة إلى النصوص الكلية ، ومن ثم تأمل جوانب الاختلاف بطريقة ربما كانت أكثر منهجية . ومع أن تمثل مثل هذه المقارنة يقع ضمن الشروط المعرفية للنقد إلا أن شبهة التجنيس تظل واردة في النصوص والمقطوعات القصيرة الأمر الذي يجعل من ذائقة المتلقي العادي تميل إلى الوقوع في شبهة الالتباس والتجنيس المشكك لحساب الشكلين معا ، وبطريقة مضطردة منعكسة أيضا ثمة بالطبع ما يؤشر على تفاصيل أخرى لجهة الفروق من خلال تعميق النظر في ماوراء النصوص ومقاربة البنية الدلالية والإيحائية بالعودة إلى النصوص الكلية . لكن هذا الاختلاف سيطرح أسئلة أخرى؛ فالبحث عن الاختلاف في الشكلين سينطوي على طريقة تختبر فروق الشكلين في هامش ضيق ، كما أنه سيقع إزاء بعض الإشكالات التي تسمح بتمدد كل من الشكلين تجاه الآخر ؛ على خلفية غياب التعريفات الجامعة المانعة لا سيما في تعريف الشعر ، وينسحب ذلك على تعريف السرد أيضا !؟ وهكذا ربما كانت تيمة الموقف والحالة هي القاسم المشترك في النصوص القصيرة لقصيدة النثر ونماذج القصة القصيرة جدا . لكن الحديث عن مفهوم الموقف والحالة سيتجاوز بنا قصيدة النثر إلى سؤال الشعر من حيث هو شعر أي من حيث كونه حالة تعبير تقوم أصلا على ضغط النص ـ مهما طال ـ في علاقات خيالية تجعل من نسيج الكلمات صفة للشعرية كمعمار يقوم على قابلية الثيمة السماعية والقرائية التي تجعل من النص الشعري يتجدد تجددا لحظيا أثناء القراءة والسماع بصورة لا متناهية ، ليس لمجرد كونه أثرا فنيا فحسب ، بل أيضا لكونه يمتلك تلك القدرة الخاصة على صناعة الدهشة عبر تكثيف الطاقة الإيحائية والسحرية التي تتولد من علاقة الكلمات ببعضها عند إعادة خلقها في عالم خاص لا يمكن الاستمتاع به إلا حين تتم استعادة قراءته وسماعه مرات ومرات . وبالرغم من هذه الشعرية العالية التي تنطوي عليها تجربة القصة القصيرة جدا إلا إنه ربما كان السبب أيضا فيما يمنح تلك الحالة والموقف في القصة القصيرة جدا جدوى شرعيتها ؛ فكلما طال السرد في النص اتضح المعنى الفني بصورة تصبح فيها قابلية القراءة والاستمتاع محدودة جدا ، لمرة أو مرتين أو حتى ثلاث على الأكثر . أي أن هناك علاقة مضطردة منعكسة بين طول النص السردي من ناحية ووضوح معناه من ناحية أخرى . لكن حين تنحو القصة القصيرة جدا على عكس ما يجعل معنى السرد واضحا ، أي حين تنحو للقصر الشديد فهي تلجأ بالضرورة للتكثيف والضغط والتقشف في الكلمات ، وهنا تقترب من منطقة الشعر لا سيما في نموذج قصيدة النثر . هكذا نجد أنفسنا أمام (قناع جانوس)عند الغوص عميقا في حيثيات التقاطع بين كل من القصة االقصيرة جدا و قصيدة النثر . فثمة وجهان للتشابه يحيل كل واحد منهما على الآخر تماما كوجه الإله جانوس في الأسطورة الرومانية . ولعل الأمر االذي يفرضه هذا التقاطع بين الشكلين على مستوى القصر ومحدودية الكلمات سيختص بالضرورة على بعض نماذج قصيدة النثر أي تلك التي تتشكل في مقطوعات صغيرة يصعب التفريق بينها عند ذلك وبين القصة القصيرة جدا . وبالعودة إلى النموذجين ربما وجدنا فروق أخرى للخصائص النوعية تظهر على نحو ما ، في سياق ذلك التشابه كعلامات على إمكانية وجود بذرة الأصل النوعي لكل من الجنسين . أي بين الواقع كفضاء للسرد ، وبين الخيال كفضاء للشعر على مستوى البصمة الأولى لكل من الشكلين ، كما بين صيغ الفعل بالنسبة للسرد ، وصيغ الإنشاء بخصوص الشعر .ففي نهايات نصوص الشاعر وديع سعادة نجد سيادة للإنشاء في بنية الجملة بطريقة تقارب التلخيص في المعنى : (المكان يؤثث نفسه) (اليابس يقطع) (الذكرى ثلج لا يضمن الوقوف فوقه طويلا) فيما نجد نهايات نصوص فاطمة السنوسي حضورا للأفعال كدوال على ما يمكن أن يكون بمثابة خاتمة درامية للنص : (ضاعت مني بوابة الخروج) (فأعطيته المرآة) (صار في الدنيا مريضان) . كذلك سنجد ثمة حضور للواقع الذي هو فضاء السرد في نهايات نصوص فاطمة السنوسي ، على حين أننا نجد حضورا قويا للصورة الخيالية والتجريدية في نهايات نصوص وديع سعادة . هكذا ربما كانت إشكالية التجنيس بين القصة القصيرة جدا وبعض نماذج قصيدة النثر تقع في ذلك الحيز الذي يسمح به الشعر لناحية انفتاح تعريفه الذي يتسع لمستويات أخرى من الكتابة الإبداعية كالقصة القصيرة جدا ، دون أن يعني ذلك غيابا مطلقا للخصائص النوعية الأولى لكل من الشكلين ؛ ودون أن يكون تعبيرا عن ما يسمى عند بعض النقاد بالنص المفتوح * ناقد وشاعر سوداني مقيم بالرياض * نقلا عن مجلة الجوبة الفصلية السعودية العدد 27 هوامش 1 مقطع من قصيدة : ليس للمساء إخوة ـ وديع سعادة الأعمال الشعرية طبعة دار النهضة العربية ـ بيروت 2008 2 قصص قصيرة جدا : فاطمة السنوسي من كتاب "غابة صغيرة " (أنطلوجيا القصة القصيرة في السودان) ـ إعداد وتحرير الشاعر السوداني نصار الحاج ـ إصدار منشورات البيت ـ وزارة الثقافة الجزائرية 2009
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
لحظة أوباما .. على هامش ميثولجيا الأعراق - محمد جميل أحمد 10 مايو 2009م منقول من موقع دروب
لم تنطو اللحظة التاريخية لظاهرة أوبامـــا، عـــلى مجرد تفسير جديد لذاكرة بيضـــاء تعيـــد تأويلها لعادية اللون الأسود كرمز متعال فحسب، بل ربما كانت تأسيسا جديدا لقطيعة تاريخية مع ميثولوجيا الأعراق، وبرؤية لا يمكن إدراكها إلا وفق حيثيات حالة أميركية مركبة، سواء لنشأة هذه الأمة كأمة مهاجرين، أو نتيجة لغياب سرديات تاريخية كبرى في ذاكرة هذا الشعب، أو لغير ذلك من أسباب عديدة. ما حدث في أميركا من صناعة ثقيلة للتاريخ في لحظة أوباما، كان بمثابة قفزة جبارة تخطت مسافة حالت دائما دون تماس المثاليات الإنسانية مع الواقع الصلب للأسطورة. أي دون القدرة على صناعة واقع يتجاوز أسطورة بيضاء ظلت باستمرار تضمر تعاليا حصريا للبيض على مستوى الرموز الكبرى في التاريخ الأميركي. لقد خلق هذا الواقع الجديد في ظاهرة أوباما، للكثيرين، ضربا من الصدام الحرج بين الميثولوجيا والواقع، وبين الذاكرة والطبيعة، كما بين النظام والضمير، لكنه في نفس اللحظة أصبح بذلك أحد التجليات الكبرى للوعي والضمير في التاريخ. ثمة قناعة ناقصة في الغرب عبرت باستمرار عن قابلية التماهي مع حياة السود كعلاقات فردية مسنودة بالوعي النظري العميق لمفهوم المساواة المتصل بروح الأزمنة الحديثة وحيثيات حقوق الإنسان، والتشريعات الصارمة. لكن بقيت بقايا لذاكرة بيضاء كانت تضمر باستمرار فوقية مقنعة ولطيفة، تحول دون تصور إمكانية وصول السود لمصاف رمزية عالية، كمنصب قيادة الأمة ورئاسة الدولة. وإذ ظلت هذه القناعة المضمرة تستند نظريا لمقياس الأكثرية والأقلية ـ كمعيار عام من معايير الديموقراطية ـ يحول دون ذلك المنصب، فإن فحص معنى الديموقراطية وعلاقاتها القائمة على الفردية والبرامج الحزبية العامة، سيتكشف عن شكلية هذه القناعة، الأمر الذي سيعود بحيثياتها إلى تاريخ طويل وبقايا ذاكرة من الصعوبة بمكان تجريدها عن سلطة اللون في تصورها لمثل تلك المناصب الرمزية. وهكذا قد تصبح بعض التأويلات العرقية سمات مقررة وناجزة في مفهومها بقوة السلطة والأسطورة، دون أن تكون كذلك في حيثيتها الطبيعية، أي كما هي في الحقيقة والواقع. ذلك أن سلطة «الواسبيين» (نسبة واختصارا لـلأبيض الأنغلو / سكسوني البروتستانتي) الأيديولوجية في أميركا، هي التي تواطأت بإجماع صامت على أن يكون رئيس الولايات المتحدة من «الواسب»، وهي التي قررت تاريخيا تصنيف المهجنين ـ أمثال أوباما ـ في دائرة السود رغم التمايز الطبيعي الفارق للعرق الهجين عن العرقين ـ لكن استمرار هيمنة تصورات الذاكرة البيضاء وسلطتها الأيديولوجية التاريخية على ذلك التصنيف العنصري بقوة الأمر الواقع، جرى مجرى العادة الطبيعية الخارقة للزمن. وحين ترتبط بنية الوعي بحدث تاريخي مؤسس لذلك الوعي الذي يتحول بقوة الأمر الواقع إلى سلطة راسخة ومنتجة للنموذج الاجتماعي المهيمن، فهنا لا تتحول القناعات إلى أساطير مؤسسة فحسب، بل تصبح أمرا مفروغا منه، ويعاد على ضوئه تأويل الكثير من الظواهر الفنية والسياسية والاجتماعية. هكذا أصبحت موسيقى الجاز، موسيقى بيضاء ـ ذات يوم ـ بقوة الأسطورة. لقد بدا هذا الفن للكثيرين على علاقة بالهوية البيضاء لأميركا، فيما كانت آلام السود وعذاباتهم في حواري نيو أورلينز وحانات القش والصفيح والحيوات البائسة لـلزنوج هي المهد الذي نبتت فيه أسطورة الجاز. لكن تلك الموسيقى السوداء ظلت باستمرار كهامش مغمور من الأسطورة الرسمية. ذلك أن موسيقى الجاز التي كانت ملاذا يتيما للتعبير عن الحرية والانطلاق، ظلت كذلك علامة أفريقية لعلاقة الزنوج الفنية بأجسادهم عبر التاريخ ؛ فتلك العادات «الكوشية» الأفريقية القديمة بدت الطاقة الفنية الوحيدة لمواجهة الضعف والغربة والاقتلاع والخضوع. لكن بما أن فاعلية الحراك الحر جعلــــت من ظاهـــــرة التنوع العرقـــي في أميركا (البلد الوحيـــد الذي تدخل مطاراته ولا تشعر أنك غريب ولا يشعر أهله بأنك غريب أيضا لأنك ببساطة يمكن أن تكون أميركيا) طاقة موجهة باتجاه نمط الحياة الأميركي ـ ذلك النمط الذي جعل من أسطورة الحلم الأميركي هـــــي البديل الملهـــــم عن الآيديولوجيـــا والسرديات التاريخية للأمم الأخرى ـ فإن الكثير من المعجزات الصغيرة يمكـــن أن تقـــع في الطريق، وتسمح بمرور لحظة تاريخية تفلت من قبضة الأسطورة. وهذا ما وقع تحديدا في ظاهرة أوباما الذي عرف كيف يعكس ضوء الحلم الأميركي على سيرته الذاتية الملهمة. وعرف كيف يعبر عن ذلك من خلال كتابة مؤثرة. انه النموذج الأميركي الذي يتصالح دائما مع النجاح والقدرة والإرادة ويمكـّن الآخرين عبر حياة حرة ومفتوحة، من إدراك قواعد لعبة النجاح في هذا المجتمع. وهو ما سمح لليهود ـ الذين عاشوا حياة هامشية في بدايات القرن العشرين بأميركا ـ بتبوء مواقع مرموقة بين النخب المالية والإعلامية، فيما بعد. ليس غريبا إذن أن تكون شبكة من الأسباب السياسية والتاريخية المتصلة بثورة التكنولوجيا الحديثة في الاتصالات والمعلومات، معطوفا عليها سمات خاصة ومختلفة لهوية المجتمع الأميركي، أن تتفاعل كمؤثرات وتصبح الرافعة التاريخية لظاهرة أوباما في تلك اللحظة، وفي ضوء الخيبات المتكررة للإدارة البوشية التي ختمتها بأزمة مالية عالمية طالت ذلك المجتمع. فعندما أصبحت الأنترنت فضاء حرا وشعبيا، صادف ذلك جيلا من الشباب ـ ولد أغلبهم بعد نهاية مظاهر الميز العنصري ضد السود في أميركا ـ جاء ليمارس حقه ضمن حياة سياسية مفتوحة، وعبر انتخابات حزبية تنشط داخل مجتمع منشطر بزخمها الإعلامي الكثيف؛ وهي حالة انتخابية خاصة بالمجتمع الأميركي وحزبيه الكبيرين، لكنها قي نفس الوقت كاشفة عن المعنى العميق والبسيط للعمل السياسي والحزبي معا، بعيدا عن الأوهام والآيديولوجيات الخلاصية لبرامج الأحزاب السرية والعلنية في الكثير من بلدان العالم. لقد وجد جيل الشباب في مشروع أوباما للتغيير وفي الكثير من مواهبه في الخطابة وقدرته الاستعراضية الرصينة على تلخيص الأفكار ووسامته (الوسامة من معايير الكاريزما في الانتخابات الأميركية)، وجد في كل ذلك مادفعه للمبادرة بقوة وحراك وإصرار على تغيير الخارطة السياسية بشكل جديد. إن رصيد الأخلاق: لا يمكن أن يكون حسما من رصيد السياسة في ظاهرة أوباما للكثير «انتصار الضمير على العنصرية»من الأسباب التي تصب في مفاجآت السياسة وسياقاتها المعقدة، فهذا الرصيد الأخلاقي شكل قطيعة مع تلك الفوقية اللطيفة للذاكرة البيضاء المتصلة بميثولوجيا الأعراق، وأرسل للمجتمعات الأخرى ـ لاسيما مجتمعاتنا العربية المتخلفة ـ إشارات إنسانية عميقة لمعنى أن يكون الفرد حرا وأن لا يكون المجتمع رهينا للنموذج الذي تفرضه الذاكرة. بل شكل تجسيدا لإرادة عامة ساهمت في تجديد المصير الفردي والسياسي. إنه ضرب من اعتراف كامل ومتأخر لإحساس تاريخي بفداحة أن يؤسس المجتمع ذاته المتوهمة لقرون طويلة عبر استضعافه لذات أخرى لا يريد أن يشعر بها كجزء منه لمجرد اختلاف اللون؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يوتوبيا العود ... الدميني في (بياض الأزمنة) محمد جميل أحمد من موقع دروب 24 أغسطس 2008م عن (الحياة اللندنية) بتاريخ 18 أغسطس 2008م
إلى أي مدى يمكن لفكرة (العود الأبدي) كما دشنها (نيتشة) ، فلسفيا ، أن تكون تأويلا ما لمجموعة(بياض الأزمنة) للشاعر السعودي علي الدميني ؛ الصادرة عن دار الكنوز الأدبية بلبنان 1999م . وإذا كانت الكتابة الشعرية تعبيرا ينهل فرادته من الأحلام والرؤى ، وينسج علاقاته الخيالية وفق بنية منفكة عن علاقات العالم الطبيعي ، فلا تخلو مثل هذه الكتابة من أصداء بعيدة ، تستعيد فيها طاقة الشعر عالمها الأول في حياة الشاعر الأولى ، وتستدعي مكانها وزمانها في نفس الوقت . ذلك أن رمزية الفنتازيا في عنوان المجموعة هي رمزية شكلية ، تشتت انتباه القارئ عن حيثيات المعنى . فالعنوان حين أوحى بهذا الجو الفنتازي ، كان أبعد ما يكون عن عالم الخيالات الغريبة . و حيلة الشاعر ، إذ توهمنا بذلك ، تنكشف نواياها ليس فقط في بعض الاعترافات الشعرية التي تحيل إلى رغبة حارقة في العودة لماض منحسر فحسب ، بل وفي بنية المجموعة وإيقاعها وعوالمها . فالقصائد حين تنشد أزمنتها العابرة ؛ لا تنشد سوى زمنين : زمن شخصي ، وزمن مطلق ، تنشأ من تقاطعهما شرارة الشعر ؛ ففي الزمن الشخصي تتجسد طفولة الشاعر وصباه ؛ فيما تتجلى في الزمن المطلق طفولة الشعر وعنفوانه . هكذا يعود الشاعر إلى الجاهلية مختبرا طاقة الشعر غير التاريخية ليشتغل على تناص شعري يضمن حالة الحب في تعبير متصل :
( ” وتحبني وأحبها” وبكل منعرج ركزنا خدرنا علما وتوجنا الوعول مليكة أولى على عرش البراري ………………………….. أيتها الجاهلية ، في عرشها ينبت الطير والفلوات يزغردن بالنوق والناس : كل على فلك يسبحون)
فحين يعود الشاعر لصباه ، يجد الشعر كما هو منذ زمان الجاهلية . ذلك أن هذا اللقاء في عنفوان المخيلة ، هو الوجه الآخر للإحساس بوطأة الزمن الطبيعي ؛ فمن أشد حالات الشاعر حسرة : إحساسه بطفولة الشعر الأبدية وهي تخترق مجرى العمر ، دون أن يكون قادرا على البقاء فيها فيزيائيا ! ولهذا نجد أن التعبير عن الزمن في مجموعة (بياض الأزمنة) يتمثل رموزا من الطبيعة والحياة ، كحركة تناظر رحلة العمر وتشف عن تأويلها . فذات الشاعر تستعيد الزمن على ضوء بياض / غبار يطل من خريفه على أزمنة الشباب وحيواتها . كما نجد ذلك واضحا في قصيدة (البروج)
وهي قصيدة طويلة يمزج فيها الشاعر كتابة التفعيلة مع الكتابة العمودية . وتخترق هذه البروج حياة لا تبرح أحلامها . وتجد في خفة الشاعر ما يوهم بثبات الروح في طفولة الشعر وأبديته . وعلي الدميني في تجسيد تلك الحالة يتناص مع صورة شعرية تراثية تمثل فيها معنى التردد الممزوج برغبة كما في بيت النابغة الذبياني الشهير :
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فـتـــناولـــته واتـقـــتـنا بالــــيد
بيد أن ذاتية التأويل للتجربة ، والتردد القائم بالنفس وانشطارها إزاء صورة أنثى جامدة من زمن الشباب ؛ لا تستدعي انحسار المسرات إلا على ضوء الإحساس بخريف العمر :
(صورة في الجدار تلم نفائسها ، وتراودني عن عشاء الخريف أتقي بعضها بقميصي ، وتلفحني بارتخاء النصيف جنة كحلها من عذاب وألوانها من زمان أليف كيف أنصب تيجانها في إناء الغبار؟)
أن الشاعر يختبر حياة ً لا يكاد يصدقها ، من فرط عبورها السريع إلى رصيف الغبار . فالصورة الجامدة لا تستوقف فيه إحساسا بالخريف فحسب ، بل بفداحة هذا الإحساس الذي يكشف عن عبث الغبار ؛ غبار العمر ، فهذا الغبار هو الطاقة التي تتحرك في نصوص المجموعة وتكشف عن جمالياتها . ذلك أن المفارقة الرئيسية في معنى الغبار تنبثق من إحساس الذات بطفولة الشعر الدائمة عبر خريفها ، أي في العجز عن التصديق بين أبدية الشعر وزمنية الشاعر . وإذ يفترض الشاعر رفيقا آخر للكلام ـ على منوال التراث الشعري القديم ـ إلا أن الآخر هنا ليس هو الرفيق الخارجي ، وإنما هو القرين الداخلي ، أي تلك الصورة التي لا يصدقها الشاعر حين يقع في حبائلها فجأة ، في الخريف ؛ فعلي الدميني في (بياض الأزمنة) يستخدم لعبة المرايا هروبا من مواجهة الذات .
(فتنحل يا سيدي صافيا صافيا في الغبار)
(أنا والغبار اقتتلنا على الموج أرخي ليمضي وأمضي ليغضي ولكنه فوق فاكهتي يستقر)
هكذا نجد أنفسنا حيال حياة تنشد عودا أبديا للشعر من خلال يقين مطلق بأن خفة الشاعر وروحه هي خفة لا تعرف الغياب . وبين أبدية الشعر وخفة الشاعر ، تقف الكينونة عاجزة عن اللحاق بصبواتها التي تزهر حنينا صافيا للشباب ؛ فمسافة العدم والفراغ بين الشعر والكينونة هي اليوتيبيا التي يحلم بها كل شاعر يشعر بعبور الحياة ، فيما يظل الشعر في حجره طفلا منذ الأزل.
(إن قلبي ينوس وحيدا وقد فارقته البواكير واستخلفته الأساطير ينزف ماء الزمان على الساعة الجامدة) ………………………………………..
(صارت السنوات تغرد في متن غربتها وتبيح لنا من يباس سفينتها بيرقا وتدندن ساعاتها في الفناء الرهيف)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
Quote: بالمناسبة ماذا عن دراسة (جون مولينو) ؟ لم اراها حتى الآن في هذا البورد |
الأخ الأستاذ/ محمد جميل - تحياتي،
دراسة جون مولينيو قرأتها القراءة الأولى .. وتعرف (غبشة) القراءة الأولى لأفكار رجل ينطلق من برنامج حزب العمال الاشتراكي ومنطلقاته الفكرية من مــــا أصطلح له (التراث الماركسي الحقيقي) بكل ما تيسـر له من صحة نظرية خاصة بعد أن صدق تطور أحداث الواقع رؤيته النظرية بأن الاشتراكية في نموذجها السوفيتي أيلة للسقوط بسبب تناقضاتها الداخلية التي عبر عنها بوضوح توني كليف في كتابه (رأسمالية الدولية الروسية) الذي كتبه في 1946 والاستالينية في أوج إزدهارها.
الرغبة موجودة لاثارة الحوار حول ما كتب مولينيو رغم ترددي خوف التهويم في فضاءات نظرية لا مكان لإسقاطها بأي شكل في واقعنا الراهن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل ... تحياتي إليك هذا المقال العميق للكاتب والمناضل اليساري اللبرالي المرموق ياسين الحاج صالح ، الذي سجن في سورية لمدة 16 عاما . وهو من أعمق الكتاب رؤية في قضايا الفكر والحداثة. يكتب مقالا أسبوعيا كل أحد بملحق تيارات من صحيفة الحياة اللندنية منذ أن خرج من السجن قبل سنوات . محمد جميل
أهذه نهاية الحداثة السياسية العربية ؟* بقلم الكاتب السوري ياسين الحاج صالح
تبدو مؤسسات الحداثة السياسية التي عرفتها بلداننا في القرن العشرين مُعتلّة التكوين اليوم. الدولة والحزب السياسي والأيديولوجيا التغييرية العامة والمثقف والمواطن. وهي ليست معتلّة قياساً إلى نموذج حداثي مفترض، محقق في الغرب، بل حتى بالمقارنة مع صورها لدينا قبل ربع قرن فحسب. كانت الدولة استبدادية أو تسلطية، وكان يحرك أربابها البقاء في الحكم حتى الموت، بل كان ظاهراً في غير «جمهورية» أن الزعماء يعتزمون البقاء بعد الموت، أي عبر تأسيس سلالات حاكمة. لكن في السنوات الأخيرة فقط، أخذ يظهر المدى الواسع لتحول الدولة هذا، بخاصة التشكل الأهلي المجزئ للمجتمع المحكوم، وظهور طبقة جديدة فائقة الثراء وقوية الارتباط بالحكم وأرستقراطية أنماط الحياة والوعي الذاتي، واتساع دائرة الفقر وتكاثر حالات الفقر الأسود، وظهور أكبر للدين والرؤساء الدينيين في الفضاء العام. في الوقت نفسه تدهورت المدرسة العامة، وهي أهم مؤسسات الدولة الحديثة في بلداننا وأكثرها عمومية، وارتد التعليم إلى تلقين معلومات، وصار مقر العملية التعليمية مساكن المعلمين، ما يعني انفصاله التام عن فكرة الدولة والمواطنة وامتلاءه بمحتوى أهلي. واستقرت الأمية على نسبة تقارب ربع السكان، ولعلها ليست مرشحة اليوم إلا الى الزيادة. كانت سيادة القانون محدودة دوماً في بلداننا، لكن السيادة اليوم للعرف... وعملياً لما يحدده الأقوياء من أهل السلطة والثروة والوجاهة. وليست الأحزاب السياسية أحسن حالاً من الدولة. كانت أحزابنا ضعيفة على العموم، متخاصمة في الغالب، لكنها كانت نشيطة، تناضل وتتعرض للقمع، تفكر على المستوى الوطني العام، تحلل أوضاع البلاد وتضع رؤى وبرامج سياسية عامة. اليوم الحزب السياسي في حالة تقارب الغيبوبة. كل ما جرى من أنشطة سياسية مستقلة ومعارضة في بلدان مثل سورية ومصر وتونس في العقد الأخير نهض به مثقفون أو منظمات حقوقية أو ائتلافات سياسية فضفاضة، قلما كانت الأحزاب السياسية هي نواتها الصلبة. وحيثما استمر الحزب السياسي وقام بدور عام، في سورية مثلاً، لم يسجل خصوصية تميزه عن الأنشطة الثقافية والحقوقية. ولم يستطع أي حزب أن يشكل ظاهرة استقطاب اجتماعي، ولو على نحو ما كان تحقق في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته. وبالمثل تراجعت الأيديولوجيات التغييرية العامة كالقومية والاشتراكية والديموقراطية، وفقدت قدرتها على شرح الواقع أو توجيه العمل فيه أو حشد الأنصار من أجل الهدف التغييري العام. وما هو أسوأ من التراجع انقلاب أيديولوجيات العمل تلك أيديولوجيات هوية، نظماً رمزية تضمن تعارفَ مجموعات متضائلة وتمايزها عن غيرها. كانت هذه الوظيفة الرمزية لأيديولوجياتنا نامية دوماً، لكن كان يعدل منها نضال عملي يقوم به معتنقوها، وأنشطة نظرية أو تفسيرية يساهمون بها. اليوم يكاد يرتد دور تلك الأيديولوجيات إلى مواثيق تُميِّز مجموعات عن غيرها. وبهذا تشكل هذه المجموعات أحد وجوه التجزؤ الاجتماعي، وتتعايش معه. وبالفعل، لا نتبيّن أي جهد نقدي أو عملي من معتنقيها للانفصال عن البنى العضوية المتجددة. وإلى الدولة والحزب والأيديولوجيا ينضم المثقف، من دون أن ينخرط بالضرورة في حزب سياسي، كان هذا مناضلاً أم شريكاً في النضال التقدمي العام. إنه منخرط في العمل العام، ناقد للأوضاع القائمة، مدافع عن الحريات، معارض مبدئياً، ومناهض للقوى المسيطرة، دولياً وإقليمياً. وهو حتماً تقدمي ويساري، وربما ثوري. ودوماً عامل على توحيد الوعي العام في بلده. أعني اقتراح رؤية أو تحليل شامل لأوضاع مجتمعه وبلده. المثقف اليوم يدير ظهره للسياسة وللعمل العام، صاحب اختصاص ضيق، يوجه نقداً جزئياً لجانب من أوضاع بلده، لا يدافع عن الحريات، وإن لم يكن موالياً للنظام، فإنه لا ينتقده، وإن انتقد القوى المسيطرة عالمياً، فليس على أرضية ديموقراطية وتحررية عامة. «المثقفون العضويون» اليوم أكثر عدداً مما سبق، لكن بمعنى ارتباطهم بالبنى الاجتماعية العضوية القائمة، وليس بشعب أو طبقات أو جماهير. ويتقاطع مع هذا المثقف العضوي الجديد نموذج المثقف السائح المتزايد الانتشار. هذا الذي لا يكف عن المشاركة في مؤتمرات وندوات وملتقيات من كل نوع وفي كل مكان، ويعدّ أوراقاً عجلى يلقيها فيها (ينشرها لاحقاً في كتب)، ويلتقي مثقفين سُيّاحاً مثله في فنادق النجوم الخمسة والمطاعم الباذخة، ويجد نفسه على قرب من الرسميين في كل البلدان. ينتهي أن يكون مثقفاً أملس، مستديراً وبلا ملامح. لكنه مُنعَمٌ وميسور. لا وجود بعد للمثقف النقدي المتدخل في الشأن العام، لا كمثال مهيمن، ولا كنموذج مشخص. والمواطن ليس خارج قائمة الاعتلال العام. كان نكرة ورقيق الحال دوماً. فهو ليس كادراً حكومياً، ولا مناضلاً سياسياً، ولا مثقفاً معروفاً. وقلّما حظي بالحماية القانونية، أو أتيح له أن يُسمع صوته أو يستقل برأيه. ولم يتح له تدرب من أي نوع على المواطنة. على أنه كان متحمساً لقضايا وطنه العامة، يريد أن يخدم بلده، وينظر بازدراء إلى العشيرة والطائفة. لكن حتى وجوده الأيديولوجي هذا اكتمل تلاشيه في العقدين الأخيرين. انسحاقه الاقتصادي والمعنوي يكمل مفاعيل حرمانه السياسي والحقوقي العريق. فإن لم يكن تساقط من كل إطار منظم، وترك لهوامش السكن العشوائي وثنايا القطاع الاقتصادي غير المنظم، فإنه يلوذ بحمى الجماعة الأهلية. هذه مظاهر انحلال عام تعود في تقديرنا إلى أزمة الدولة الحديثة في بلداننا، وقد تفجرت بعنف في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته من دون أن تنفتح على تحويل ديموقراطي كان مطلبه مهيمناً حينها. لم يجر لأسباب متنوعة من أهمها التدويل العميق للمنطقة، المرتبط بالعاملين الإسرائيلي والبترولي، لكن منها الافتقار إلى قوى ديموقراطية وازنة. الأزمة التي لم تُحَلّ تتحلل. تتحول البنية الاجتماعية الكلية باتجاه عضوي وعرفي ومجزأ، لا تنبت عليه الدولة والأحزاب والمثقفون والمواطنون. يزولون أو ينقلبون إلى خواص. وبحكم انخراطها الدولي ووظائفها الأمنية الداخلية تبقى الدولة، لكن تعرض وجهاً خاصاً ومشخصاً وعضوياً أكثر وأكثر. تغدو «دولة» خلدونية، لا تنتج التاريخ بل تستهلك عمرها. ندخل ما بعد حداثة تعاصر العالم بنسبتنا ومقدارنا، وتشبه ما قبل حداثتنا. على رغم هذا كله لا نرى مبرراً للتشاؤم والقنوط. ليس فقط لأن ما نراه يتحلل ليس جديراً بالحياة في الواقع، ولكن أيضاً لأن التشاؤم بات قالباً نفسياً صلباً، تنتجه وتعيد إنتاجه صناعة تشاؤم مندمجة في الأوضاع الراهنة، ومحتاجة اليها كي تدوم. ولعلها ستقاوم بشراسة أي تغير لها. الشيء الوحيد الذي ينبغي لوم أنفسنا عليه هو قصورنا في الإحاطة بهذه العمليات وتقصي مساراتها ومآلاتها المحتملة. * نقلا عن صحيفة الحياة اللندنيةـ الأحد 20/6/2010م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
الأخ الأستاذ – محمد جميل – تحياتي، اختيارك لمقال الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، التحليلي لمؤسسات الحداثة السياسية (في بلداننا) وافق تهربي من الاستعجال في تناول مقال مولينيه ، فصالح ينطلق من أراضي الاستبداد السافر وتجاور فحش الثراء بغير إحسان مع (الفقر الأسود) والجهل المنظم وغياب سيادة القانون، وتراجع الأحزاب عن دورها القديم عندما كانت (ضعيفة مقاومة) لتنزلق في حفرة الغيبوبة.
يحدثنا صالح عن تراجع دور المثقف ولواذه بالعشيرة في آخر المطاف دفاعاً عن الذات والمصالح الضيقة ويكشف الواقع كما هو فالمعرفة كفيلة بتحول الدهشة الفاغرة الفاه للدهشة المكتنزة بتوتر خلاق مريد يعيد ترتيب الأشياء ..
صالح يقربنا من فهم واقعنا بنتواءته الجارحة.. ومولينيه يهوم بنا في رحلة معالم دروبها في (كومونة باريس) و (أكتوبر 1917) و (الثورة الإسبانية في الثلاثينات) وغيرها من الهبات التي مددت آمال من يؤمل في عالم الـ workers unity ، ومولينيه ينطلق من واقع لازال يجد فقراؤه بعض فائض دول الديمقراطيات التي رسخت عبر توفير حماية الدول التي ترهق شعوبها .. يجدونها (مساكن كهرباء ومويه) وكمان تأمين صحي عديل كده ويمكنهم أن ينتظروا (أن تنضج الظروف التاريخية)، أما صالح .. فقد خبر السجن على أرض رطبة في الشتاء وحارة في الصيف وشعوب مغيبة عن حقوقها ونخب رضيت من الغنيمة بالكلام والتنظير البارد بنظريات تتغير كل صباح وبؤس الشعوب (ثابت ويزيد) .. يحدثنا بأمل فجر واقعي يقود حالنا الصعب لحال أفضل ممكن لو فقهنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل ... تحياتي مقارنتك لوارد الاختلاف بين اهتمام مولينو ، والحاج صالح في محلها. ثمة الكثير من الاختلافات التي يمكن للآيدلوجيا أن تغيبها على صعيد الفكر عبر تجريدها لذلك الفكر وتعويم المطلقات والدقائق التي تكاد تغيب من خلالها ملاحظة الواقع الموضوعي المختلف ؛ هناك دائما واقع موضوعي تصنعه شروط مختلفة بين بيئة حضارية وأخرى ، بل هناك باستمرار شروط متغيرة للواقع الموضوعي حتى في نطاق واحد . ياسين الحاج صالح يكتب الفكر بدقة متناهية ، كلامه دقيق إلى درجة صفرية ، ويقرأ الفكر والواقع معا من خلال خبرة معرفة موسوعية وموضوعية في نفس الوقت . طبعا كنت التقيته في سوريا عندما ذهبت إليها وجمعتني معه ليلة شعرية ثقافية ؛ كان في قمة التواضع والدماثة والامتلاء والتصالح مع النفس . شخص يجبرك على إكباره واحترامه مهما كان الاختلاف . هنا رابط مقاله الآخر والخطييير بعنوان (الانحلال حلا ... تأملات لاعقلانية في الشرط العربي) كنت اعدت نشره في سودان فور أول . ورغم أن المقال مكتوب قبل أكثر من 4 سنوات إلا أنه يصلح لأن يكون بمثابة دليل معرفي دقيق لكل من يريد أن يتأمل ماوراء (الخير والشر) في أوضاعنا المعقدة والمركبة إلى درجة الاستعصاء . مودتي محمد جميل هنا الرابط http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?p=40846...02ce67af7ec#40846[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: محمد جميل أحمد)
|
الأخ الأستاذ – محمد جميل – تحياتي، شكراً على اختياراتك لإثراء الخيط وتوسيع دائرة الحوار وقد أصبح الصبح ومعاناة قلعة شنقل (ثابتة وتزيد)، كنت وصديقي محمد مصطفى نقرأ ونتحاور ونؤمل، كانت تدهشني تحليلاته العميقة وأكثر طمأنينته بأن كل شيء سيسير على ما يروم الفقراء بعد أن يذهب ما عدا الصراع الطبقي جفاءاً، وفرقتنا عجلة المعايش الطاحنة (كل واحد في طريقو) نواجه (الواقع الموضوعي الملولو) . عندما كتب روجيه غارودي (نحو نموذج وطني للإشتراكيه) كتاباً عميقاً تضمن التعقيدات التي اعترت العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، صب عليه رفاق صديقي محمد مصطفى صوت تخوين مؤدلج وعجول، و (مرت الأيام) والعالم يتغير وفي السودان أصبح (الكان عشا البايتات يجوع) .. لا للسلطة ولا للجاه. في الأسبوع الماضي حضرت محاضرة في أدبي الرياض بعنوان: جرأة النخب على الجماهير .. أكثر ما لفت إنتباهي في المحاضرة أن المحاضر كان يقول بعد كل فكرة يطرحها: (قد يكون ما قلت صحيحا أو خطأ أو فيه من هذا وذاك) ثم شن هجوماً على خطاب النخب المعبأ بعبارات لا تحترم المتلقي كقولهم: لاشك عندي ينبغي علينا أصبحتم تهتمون بكرة القديم أكثر من الندوات الأدبية والثقافية عدم وعي الجماهير هو الذي يسوقها لخيارات لا قيمة لها وغيره وغيره من الكلام العجين كأن محاضر تلك الليلة قد عقد العزم أن يعلم الحضور الخروج من قمقم الادلجة الباردة وقد سعدوا بما سمعوا وصفقوا ولا أدري ماذا كانت ستكون النتيجة لو قال بعكس ما قال؟!
سرقتني المقدمة وربما عدت لمقال ياسين الحاج صالح الانحلال حلا ...تأملات لا عقلانية في الشرط العربي في سانحة أخرى والاستعجال على شنو وقد قال ياسين الحاج عن واقعنا:
(إن أصل غياب الخيارات هو غياب القدرة على الاختيار)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وسأحاول أن أضع النقاط المفتاحية في مقال:
الانحلال حلا ... تأملات لا عقلانية في الشرط العربي (السوداني)
أورد المقال: (نمر في زمن أصلي معكوس) (زمن رث) (لا تأسيسي) (غير حقيقي) سواء سابقاً للتأسيسي أو ناجم عن فشل صنع تأسيسة جديدة (حداثتنا زمن خفيف) (وكيل) (سلسلة من الحركات الغامضة المخفقة) (التاريخ العربي المعاصر تاريخ مشتق من غيره) (فاعلوه ليسو من ينسب إليهم) (هذا التاريخ لم يؤهل أطراً جديدة، ولم يحقق قطائع خلاقة مع قديم، ولم يبدع تأسيسية جديدة، لم يحسم أمراً) ----- يمضي المقال معدداً الهزائم العربية ثم يقول: (ثمة تاريخ ازداد تعقيداً وعنادا على المقاربات العقلانية) (العقدة هي شيء له أسباب، لكنه لا يزول بمحض إرتفاع الأسباب. فقد أحيت لنفسها جذوراً قديمة منذ ظهور الإسلام والحروب الصليبية، وربطت ذاتها بقوى وعادات ومصالح راهنة، العقدة تزول بقطعها بالسيف ....)
كيف يرى الحل .. يقول: (التفاعلات المعقدة لكل من السلطة والغرب والإسلام في بلادنا ربما تحتاج إلى قرن أو أكثر لتنفتح على حلول خصبة) (تمر بإنحلال محتوم) (نحتاج إلى كثير من الشجاعة واليأس كي نقول ذلك . ولسنا، ربما، أحوج إلى شيء أكثر من اليأس البناء كمؤهل إعداد للعمل العام في بلادنا. أعني باليأس البناء العيش للعمل دون تعويل على الثمار).
يمضي الكاتب ليقول:
(السلطة والغرب والإسلام تطفو اليوم ومنذ قرابة عقدين) (خارج هذا الثالوث ليس ثمة تسويات غير تسويات غير مستقرة وطرق ثالثة وتوفيقيات لا تنجب حرية ولا تعبر عن حرية) (أي تسوية اليوم بين السلطة والغرب تثير سخط الإسلام فيتفجر عنفا) (وأي تسوية بين السلطة والغرب تثير عداوة الغرب خشية أن تؤسس لاستقلالية حقيقية في مجالنا) (وأي تفاهم بين الغرب والإسلام يثير حنق السلطة فتختطف المجتمعات المحلية رهائن)
يخلص الكاتب للاتي:
(هل يمكن إنجاز تسوية تاريخية كبرى بين الإسلام والغرب والسلطة؟ لايمكن) (الخيارات الحقيقية المتماسكة "الغرب، الإسلام، السلطة غير مقبولة) (الخط الثالث: هو الأصلح والأعدل لكنه ليس خيار متماسكاً وحقيقياً يفتقر إلى إمكانية الوجود) (خطوط ثلاثة لا غير : الإسلام "هوية: دمج بلا فروق، وإقصاء بلا شراكة"، السلطة "حاضر مطلق بلا مشروع وبلا تاريخ وقوة بلا معنى" الغرب"تجديد وتهديد حضارة وهيمنة تفوق بمعنيين وطلب تبعية أو مثال وسيطرة")
ثم يضع الكاتب الأمل في المستقبل البعيد (قرن) قادم (قد) ينتهي البترول ويخف شعور الغرب تجاه اليهود بعد أن يكون الآخيرين قد قتلوا من العرب ما يكفي لمساعدة الغرب على التخفف من ذنب الهولوكوست
المشكلة هي (افتقارنا للإرادة المستقلة) مطلوب إرادة مستقلة متفق حولها فالحل الجزئي لمشكلة يعتبره البعض حلا شاملا وكاملا وعادلاً
(عدم قدرتنا على الاختيار .. حداثتنا فصام أصيل)
بعد أن يحاول الكاتب أن يؤكد على إستحالة الحل العقلاني في الواقع العربي الراهن .. يتنبأ بأن هكذا واقع سيؤول للتحلل والانمساخ والتفكك والتفسخ .. مثلما تحللت وانمخست وتفسخت صورة المشروع القومي العربي التي ازدهرت في الخمسينات والستينات
------------------------------------------------------------ حاولت عبر هذه المداخلة قراءة المقال بصورة تساعد في تبسيط مراد الكاتب في تأملاته اللاعقلانية التي فرضها الواقع العربي (السوداني) ، وقد قال عنها:
هذا مقترب لا عقلاني، حضاري بمعنى ما. للمقترب العقلاني عيوب ظاهرة حين يرد العلاقة بين القوى المذكورة إلى موازين قوى ومصالح وخطط عقلانية. هذا لا يفكي ولا يقنع
هذه القراءة قربتني فعلا من الفكرة المبدعة و (التي لا تسر) ففي تراثنا (شملة بت مسيمس التلاتية وقدها رباعي)
والشاعر يقول:
موه علينا بالرؤى إن الحقيقة تؤلم
وشكرا محمد جميل وشكرا الاستاذ ياسين الحاج صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عضوا المنبر الشاعرمحمد جميل ورسام الكاراكتير الشفيع صادق كانا من أبرز المرشحين لجائزة الصحا (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل ... تحياتي شغلتني ظروف وزحمة عمل هذه الأيام ، وشكرا لك على هذا التأمل والتنويه بنقاط الأهمية في مقال ياسين الحاج صالح نعم ياصديقي من الأهمية بمكان أن يعرف كل متأمل في هذا الواقع السوداني الذي نعيشه : أن الكثير الكثير من حيثيات هذا الواقع معقدة جدا ، وأن العمل العام في هذا الواقع هو بمثابة حفر في جدار صخري بقوة قطرة الماء التي لا تكاد يظهر تأثيرها على الصخر لوهلة ، لكنه يظل تأثيرا قابلا لتراكم جديد ومتمادي ليحفر في ذلك الصخر . للأسف هناك الكثير من خطوط الآيدلوجيا المتقابلة للناشطين من أجل تغيير هذا الواقع تعمل باستمرار على تعويم هش لقضايا ذلك الواقع المعقد . النظر إلى معطيات الواقع بسقف آيدلوجي هو الوجه الآخر لإعادة انتاج العجز. طبعا هذا لايعني مطابقة بين جدوى العمل الحزبي كجزء من الرؤى لتغيير هذا الواقع ، وبين الآيدلوجيا في حد ذاتها ، ليس هناك تلازم شرطي بين الأثنين ولكن الواقع أثبت الكثير من التقاطعات بين الأثنين في غياب معرفة موضوعية للفكر والواقع معا . مودتي محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
|