دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: إسماعيل وراق)
|
طالما كانت المحصلة هذا الخيط الجديد الذي ابتدره أستاذنا فضيلي ثم جاء أستاذنا أحمد الأمين أحمد ، فقد غفر الله كل ذنوب عنوان إسماعين وراق واستعجال محمد حلا ، ودعونا نعود لسنار عبدالحي عبر هذا الخيط فالسمندل لا تحتويه قمصان نار ولا مثلثات ولا غابة ولا صحراء و (لن نضيق واسعا) بل سنبقى وقوفاً مع فضاء الإبداع المقطر مع آفاق سنار الرمز لا سنار الجغرافيا ولا السلطنة، مع سنار الوطن الحلم و(بالنا طويل) أطول من حياة الأفراد، بال ممتد حتى يتنزل الوطن (البنحلم بيهو يوماتي) محمولاً على إرادة (أجمال الأطفال القادمون ساعة فساعة).
- بدوى أنت ؟ - لا . - من بلاد الزنج . - لا . - أنا منكم تائه ، عاد يغنى بلسان ويصلي بلسان . ------------------------------
سنار تسفر في بلاد العرب جرحا ازرقا، قوسا حصانا اسود الاعراف فهدا قافزا في عتمة الدم معدنا في الشمس مئذنة نجوما من عظام الصخر رمحا فوق مقبرة كتاب 00000000000000000
وضع السمندل تاجه وقميصه النارى يسطع فى الغبار
ومشي ،
خفيفا واثقا،
ملكا على بلد النهار،
مرحا يدور مع الفصول ،
ويستدير مع الثمار
ويسيل فى عرق تحدر من جباه الكادحين
فى منجم الروح الأخير يحفرون وينبشون
عن جوهر النار الغريب ،
ويجمعون وينقشون
ألواحه الخضراء فى حرص بأشكال البشائر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: احمد الامين احمد)
|
الناقد والأديب /احمد الامين شكرا على هذه المداخلة التي أعطيت فيها خطاب عبدالحي الشعري حقه. كما إنني شاكر لك دائما مقدراتك الفذة - ما شاء الله - في التوثيق لموروثنا الأدبي. ما كتبه الشاعر والباحث العظيم الدكتور محمد عبدالحي يظل - كأعمال سابقيه - ملكا لأمته وقارئيه .. وهذا يعني أنه لا قداسة للنص الأدبي طالما خرج من مخيلة كاتبه إلى أضابير مكتبات القراء. ثم إن الجزء التالي من مداخلتك قد أعجبني كثيرا لما فيه من تنبيه للقارئين بتجاوز الرأي الفطير الذي يذهب إلى أن قصيدة (العودة إلى سنار) هي مانيفستو تيار الغابة والصحراء. على قارئي هذه القصيدة مراجعة مجمل شعر عبدالحي شديدالتوهج ومحاولة إعادة دراسته بعيدا عن الإنطباعية والتسرع في الأحكام. قلت أعجبني كثيرا قولك: Quote: ,إنها فتح جديد في اللغة الشعرية يختلف اختلافا ضخما عن اللغة القديمة " وهى حقا " معضلة في ديوان الشعر السوداني " يعضد ذلك حيرة النقاد والشعراء والسحرة والكهنة والصعاليك والعلماء والمتصوفة فك طلاسمها وإدراك مراميها فأهل الغابة والصحراء ينادون " أنها سؤال في الهوية" وآخرون يقولون بل هي " تعبير عن الجوهر الديني في الطبيعة البشرية" وعبدا لحى نفسه حار في أمرها وكان في كل حوار يغذيها ويشحنها روحا جديدة وهذا قمة الجمال فطبيعة شعره شديدة التوهج بدرجة يستحيل معها التحديق فيه لإدراك جوهره...شعر غريب يحاكى النار" خدعت هذة القصيدة القراء والباحثين عدا قله بصيرة لم يعتبروها المانفستو الفكرى لعبدالحى الذى تجاوزها مبكرا "رغم انه اعاد نشرها منقحة بصورة دقيقة جدا العام 1985 فالعالم الثبت النحرير د. عبدالله على ابراهيم أحد أصفياء عبدالحى والبصير بالتاريخ والشعر وربما الفكرعموما ذكر فى مجلة ندوة حروف دار نشر KUP " أنظر العدد العدد 2\3 الخاص برحيل الشاعر محمد عبدالحى 1991" أن البيان الفلسلفى الفكرى المشف عن فكر محمد عبد الحى مبثوث فى سفره المقتضب العميق بالانجليزية والصادر عن معهد الدراسات الافريقية 1976 The Conflict & Identity in Modern Sudanese Poetry" والذى يجد من يتأمله أن عبد الحى بالفعل قد تخلى عند ثنائية غابة وصحراء عبر صهر المجذوب والنور ومكى وصلاح وعبدالحى نفسه وربما سند لما يسمى باللغه الهجين عبر تصالح المادة واللسان بصورة تجعل من الصعوبة التمييز بين عربى وافريقى داخل السودان رغم عدم وعى الحكام والساسة والكثير من الصحفيين " تحديدا صاحب الانتباهة ومن سار على دربه من أعضاء منبر بكرى " الذكران والأناث وما اكثرهم بهذا المنبر" |
واصل اجتهادك ودأبك ، فنحن بحاجة إلى أمثالك من النقدة والباحثين الذين يغوصون في العمق لاستخراج اللؤلؤ .. لا الصدف !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أختي الفاضلة / عائشة موسى .. رفيقة درب سمندل الشعر السوداني الدكتور/ محمد عبدالحي أسعدتني كثيرا إطلالتك عبر هذه النافذة ، والشكر موصول للصحافي الأديب الأستاذ محمد عبدالجليل الذي وصلتنا عبره حروفك وكلماتك البليغات. ولقد توقفت وقرأت وأعدت ختام رسالتك حيث تقولين: النهر القديم تدفقت خيراته.. التبر "سال وما انسكب" حيوا معي سيد القريض محمداً إن مات أو إن عاش:" قولٌ من ذهب!" يجب ألا نجزع .. فهذا الضجيج في اليوستات الثلاث أيتها الأخت الكريمة إنما يؤكد أن وهج قصيدة محمد عبدالحي ما زال ساطعا وأننا جميعا - ومحبيه بصفة خاصة - نهرع صوب الجدول متى سالت مياه سيرته العطرة . دعينا نأمل أن يطرق الناس باب قراءة أشعار عبدالحي من أكثر من زاوية .. وباعتقادي فإن هذا ما كان سيطمح إليه لو كان حيا بيننا. أطال الله عمرك أيتها السامقة مثل نخل الشمال والشامخة مثل تبلدي كردفان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: إسماعيل وراق)
|
Quote: صداقة تلميذ المعرفة بأستاذه ، والتي يشرفني أنه كان يمنحني عبرها أكثر من حجمي. |
انت تتواضع استاذنا لذلك تكبر فينا ازهلني التوصيف الدقيق لمشروع الاستاذ عبد الحي لكني رغبت في تحليلك لواقع الهوية السودانية في ظل الاستقطاب الاستعلائي الذي يديره امثال حمدي مايشغل كثير من المبدعين الان هو حالة الاسعداء التي اجتاحت التجربة الفكرية السودانية فكثير من الاوراق التي تقدم هذه الايام تحمل ما يستفذ القراء وخاصة المهتمين بقضية الهوية وظني انه لا بد من المواجهة الفورية لمثل تكل الخطابات المجحفة وخاصة ان كان الاجحاف في حق امثال الاستاذ محمد عبد الحي فالرجل له جهده المقدر في الوقوف بمنهج متماسك امام حالات الانهيار التي لازمت الهوية السودانية لفترات طويلة فالاستاذ محمد من اول من ناقش قضايا الشعور بالدونية لدى المجتمعات السودان القديم في صيغة التعبير الثقافي المحض الذي من خلاله تتم نمازج المواطنة الحقة
فشكر لقلمك الثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: محمد عبد الماجد الصايم)
|
"كم من الشعر ما لو حاول القاريء أن يفهمه عن غير طريق روحه، لم يكن موفقاً في فهمه ولا الاستمتاع به"، ويقول: "حيث تنضج الأشياء تبحر في قداستها الحميمة، وتموج في دعة فلا شيء نشاز". محمد عبدالحي:
---------------------------------------------------
كثير من المهتمين بالشأن الثقافي/السياسي أصابتهـم الحيرة حيال أشعار عبدالحي التي نضجت على نار معرفة موسوعية ويقين بدور الثقافة في تقويم الاختلالات فبين متعجل للنتائج لم يطق إمعان النظر في ما كتب عبدالحي وآخر إكتفى بالتقديس .. فعاد الأولون حزانى بأنهم ظلموه والآخرون يعيدون قراءة عبدالحي من جديد وبينهم من هو عاكف حتى في هذه اللحظة على قراءة عبدالحي بافق يليق بتجربته ومساهمته مثلما كان يفعل عبدالحي عبر إستعادته الاستقصائية لرموز ثقافية وفلسفية (إسماعيل صاحب الربابة ، إبن عربي ،التجاني يوسف بشير ، وكذلك التجارب الصوفية المتعددة وما ذخرت به آداب الشرق والغرب من رؤي تنفتح على تأويلات للاحتمالات المتعددة، فهو لم يكن بحال بعيدا عن الهم السياسي التاريخي والراهن ولكنه قد عمل على معالجة هذه القضايا من زاوية نظر خاصة تنسجم مع رؤيته الوجودية والكونية وقد عبر عن ذلك حسب ما ورد بمقال كتبته سلمى خضراء الجيوسي عن علاقته بالغابة والصحراء قائلا: "الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة ، فأنا أتكلم بصوتي الخاص بي الذي أعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر")
رثى العلامة عبدالله الطيب محمد عبدالحي بقصيدة مطلعها:
نعاك وأي أهل الفكر منعي وأي أسى عليه وأي دمع محمد يا أبن عبد الحي لهفي عليك ومن كؤوس الحزن جرعي عرفتك طالباً فطنا مجداً وأستاذاً بذلت جميل وسع وصاحب مذهب للشعر فيه جمعت من الحداثة كل جمع كواد عبقر بدع ويحوي من النظم الجديد جديد صنع وأشبه خاله أدباً وعلماً وأشبه من أبيه طيب طبـع
وفي دراسة للأستاذ محمد الربيع قال عن عبد الحي: "اسم معلق كالتميمة في شرفات الزمن الشعري في السودان، ظل يشعل بروق الشعر في ظلمات الكلمة حتى أزهرت حديقة كونية نبوية خضراء تغالب أنواء التقليد والاستهلاك والتشابه، عصية على الداخلين إلى أبهاء الشعر من بوابات العادة فصار إنجازه الشعري "العودة إلى سنار – السمندل يغني – حديقة الورد الأخيرة – رويا الملك – الله في زمن العنف" خط تقسيم بين زمنيين شعريين، زمن يعيد إنتاج نفسه وشعرائه داخل معازل التقليد، وزمن جسور يكسر عادات التلقي والاستجابة، ويحجل وحيداً في مفازة التفرد والاختلاف، فالشاعر عنده لم يكن إرثاً يكتفي الورثة باستصلاح أراضيه وترميم ما أنهدم من مصاريعه، لكنه اختيار تسقى شجرته من نسق الروح والقلق والجسد "فالشعر فقر، والفقر إشراق، والإشراق معرفة لا تدرك إلا بين النطع وبين السيف".
ويلاحظ أن أعمال عبدالحي الكبيرة مثل العودة إلى سنار تذخر برؤى نظرية سياسية وثقافية وفلسفية تعبر عن تعقيدات المجتمع السوداني ماضيا وحاضرا كما تكتنز بالرموز والاشارات لقراءات وتأويلات متعددة تدخلها للمستقبل كشعر رصين وفلسفة نفاذة لا ينبغي في حقها العجلة والإبتسار.
لأننا نسمع شيئا مثل جرس النجوم في الدم قلنا نحن مرآة لأسرارها
قال الشاعر عصام عيسى رجب في الذكرى العشرين لعبدالحي وهو يقدم للندوة التي عقدت بمركز عبدالعزيز التاريخي بالرياض:
الحضورُ الجميلْ: محبةً وسلاما
"الليلةَ يستقبِلُني أهلي، أرواحُ جُدودي تخرجُ مِنْ فضةِ أحلامِ النَّهر ومِنْ ليلِ الأسماء تنفُخُ في رئةِ المدَّاح وتضرِبُ بالساعِدِ عبرَ ذِراعِ الطبَّال ......"
نستقبِلُهُ وتطوي روحُهُ وأشعارُهُ الزمان، فهيَ لم تغِبْ وإن غابَ الجسَدْ ....... ولا أجملَ مِنْ أنْ نستقبِلَهُ ونحنُ نقرأُ آثارَهُ الخالِداتْ، التي ما تزالُ بِكرَةً تنتظِرُ الكثيرَ مِنْ البحثِ الجادّْ، والقراءةِ النافِذةِ التي تُضيءُ ما اكتنزتْهُ قصائدُهُ مِنْ معانٍ ظهرَ مِنها ما ظهرْ، وخَفِيَ منها أضعافُ أضعافُ ما ظهرْ .......
ولا أجدرَ بهكذا بحث وقراءة مِنْ مُحدِّثِنا الليلةَ الدكتور / بشرى الفاضل، القاص والشاعرِ والقاريءِ الناقد ........ والذي نرحِبُ به بيننا في ليلتنا هذه، باسمِكُمْ وبِسْمِ الجمعيَّتَينِ المُنظِمَتَينِ لحدَثِنا ذا: الجمعيِّة السُودانيَّة للثقافةِ والآدابِ والفنون بالرِّياض، وجمعيِّةِ الصحفيين السُودانيين بالسعوديِّة ....
[green]"حملَ العُودَ المُرِنَّا وامتطى مُهراً جموحاً، وتغنَّى ..... بينَ غاباتِ النخيلْ: غِبتَ عنَّا لم تعُدْ، عادتْ عصافيرُ الأصيل غِبتَ عنَّا أيُّها الطِفلُ الجميل ......"
غابَ الطِفلُ الجميلُ منذُ عشرينَ سنة، لكنَّهُ يعودُ الآنَ في هذه الليلةِ كأجملِ وأبهى ما تكونُ العودةُ جمالاً وبهاءَ، وكيف لا، وهي العودةُ إلى الشاعرِ العبقريّ محمّد عبد الحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)
|
Quote: أعرف معاناتك وماقد يحدث لك ، لكن ياأخى الضرورة تطلب وجودك فى السودان فى هذه الظروف العصيبة. |
الأستاذ/ هاشم محمد الحسن عبدالله شكرا أخي على حسن ظنك في شخصي الضعيف. لقد صار هذا الوطن الحدادي مدادي ضيقا بما رحب ، وأصبح حاد الطبع بفعل الزنادقة الملتحين. حاولت -كما حاول مئات الآلاف غيرى -أن أعود لأغرس قدمي حيث رأيت الشمس والقمر أول مرة ، لكن يبدو أن الحرب ضد زنابق الحلم هي الشغل الشاغل للنازيين الجدد. عزائي أنني - مثل الكثيرين خارج الحدود - علمت أطفالي كيف يعيشون داخل خارطة وطنهم رغم بعد المسافة !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: فضيلي جماع)
|
الشاعر النضير وأستاذالأدب فضيلي جماع :
أدام الله فضلك، شكراً جزيلاً على كرم وفادتك الكردفاني الأصيل لسنار القضية، ولنا نحن الغاوون الجمال، فيا أخا الصفا من يرى حرفك يعرف حقاًأن الأدب وزن العبارة، وأن وزنك في الجمال الأقصى، قاب قوسين أو أدنى؟ ما ثم فرق، فيا أيها الأدب الجميل حُصحِصت بتوحيد صدق ما إليه في المسالك درب وأنت في قولك صه لشذى الإسماعيلية:
سلكنا مسالك أهل الصلاح*** إلى أن وصلنا مقام الفلاح*** وفي الحضرتين لنا عزة*** ومن نورنا يستضيْ الصباح.
وهذا إسهامي البسيط :
المفقود في القراءة النسبية لإطلاقات الشاعر أستاذ الأدب محمد عبد الحي والرأسمالي عبدالرحيم حمدي، وجدل جمعهمافي كتابة واحدة
مدرسة " الغابة والصحراء" في التفكير والجمال الإجتماعي تراث كبير لا يقبل الحكم القاطع بالقول المفرد أو الجماعي فهي شؤون وشجون شتى وأيا كان موقع سنار في النظرة المتولدة منها فإن ما جمعه الأدباء فرقه الآن أهل المال والثراء. وفي هذه الأزمة الخماسية الأشخاص التي إنفجرت في هذا الموقع بإستنكار السيد محمد حلا لعنوان الأستاذ إسماعيل وراق رغم علامة التعجب التي ختم بها وراق ذلك العنوان عن قيام الدكتورأبو شوك بربط ميسم في شعر (المرحوم بإذن الله) الأستاذ الجامعي للأدب الشاعر محمد عبد الحي عن "العودة إلى سنار" ربطاً (عسفياً) بما قاله الرأسمالي الإسلامي رجل البنوك وصفقات النفط عبدالرحيم حمدي عن حصر التنمية في مثلث ضيق من السودان تمثل سنار أحد زواياه رغم إن التنمية المتوزنة والشراكة في الموارد أساس الوحدة والخير .
في هذه الأزمة: رغم قسوة المفاجأة لم أستغرب مواشجة الدكتور أحمد أبوشوك بين شعر الأستاذ الجامعي للأدب عن العودة إلى سنار ومقال الرأسمالي الإسلامي رجل البنوك والنفط عبدالرحيم حمدي وركوز مثلث تنميته إلى سنار أي في نفس منابت قادة التشكيلة الطبقية-العنصريةالحاكمة لقوميات السودان المتنوعة والمختلفة، المركزة لثرواته والظالمة أقاليمه،منذ مئات السنين، تلك المواشجة قد تكون ممكنة لوجود ميسم مشترك بين رأي الرجلين النقيضين مادة ومعنى هذا الميسم هو وجود بعد مفقود في طرحهما المختلف ظاهراً وباطنا، وإيضاح هذا الإشتراك ممكن على النحو الآتي:.
كانت كينونة الشاعر الأديب والعالم في اللغة من حيث هي خطاب ومن حيث أن الخطاب رؤية ومعنى وموقف جمالي [تحكمه ظروف] وقد حلق عبد الحي بشعره الرقيق وحسه الإنساني عائداً إلى سنار الوحدة الإنسانية بين البشر وسؤددهم آنذاك المهمشين العرب والمهمشين الفونج ضد الحكم الفرعوني الذي كان قائماً متهالكاً، وزامن تحليق عبد الحي إتفاقية السلام الأولى 03-03-1972 بين الغاية والصحراء إسراءاً ومعراجاً إلى تلك اللحظة الإنسانية الصوفية التي تتوحد فيها كينونة الناس بمعنى إرادة الخلق والوجود لا بشكل فظ غليظ فيه، وهي لحظة دينية في سياق التاريخ الشعري أو شعرية في تاريخ السياق الديني، فكان تحليق عبد الحي مثلما كان تحليقاً بعيداً عن الصيغ الغليظة للصراع القومي والطبقي والسياسي في السودان التي إستهلكتها إبتذالات السياسة والأسواق ثم الإذاعة منذ ما قبل الحكم الإسلامي الأول (التركية) متجاوزاً موضوعية وجود تلك الصيغ إلى التصوف شعراً بتشكيل طيف منبه في الرؤى إلى القيمة الجمالية في ذلك الحال السناري القديم وموجبية حضوره في الحياة السودانية الحديثة. وأمر طبيعة الإستلهام وفرز المعاني الأجدر بالأدب والتعبير عنها شأن أدبي فيه إختلافات ومدارس وشعر ونثر كثير. لكني من ذاكرة قرائتي له أرى القضية الجمالية عنده قضية معانى سامية وقيم أخلاقية راقية أكثر مما هي قضية الأطر الإجتماعية للتنظيم الإقتصادي ووزنه وقسطاسه أو تطفيفه توزيع الموارد والأعمال والجهود والثمرات المتعلق به فالجانب الأشهر من ذلك الشعر البهي يحلق فوق القضايا الحياتية المباشرة مرشداً الناس في غاباتها وفي صحاريها بوزن جمالي معين إلى قيمها الكبرى لا إلى تفاصيلها الوجودية ومادياتها وعلومها النظرية.
عبد الرحيم حمدي رجل المال والإعمال والبنوك والنفط والمضاربة الرساميل والعملات الإسلامي المسؤول في جريدة "الميثاق" الإسلامي في ستينينات القرن العشرين التي كانت تروج لمشروع دستور سمته "الإسلامي" خالي من أي نظم موضوعي لوجود وهيئات الدولة وتشكلات حقوق المواطنين وحقوق الإنسان فيها؛ فإن كلامه عن حصر الإستثمارات والتنمية في منطقة ضيقة من السودان يتناسب مع عقليته التنظيمية الرأسمالية الأصيلة في جنى الأرباح الكبيرة ومراكمتها من أقل مساحة ومجهود دون إلتفات إلى الخسائر والتهميشات التي يحدثها تركيز الإستثمارات ومشروعات الإنتاج في منطقة ضيقة من بلد واسع متنوع ومختلف القوميات، غافلاً حقوقهم، كذلك يتناسب قوله مع الأسس الإمبريالية وسياساتها التي بقهر الديون صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تم فرضها في العالم الثالث دولة دولة وحتى في السودان بشعار عموده السذاجة : "خلق مناخ مواتي للإستثمار" !! سياسة عينها وسماها رجال الصندوق والمال والاعمال "تركيز الموارد" ثم "حرية السوق" وهي السياسة الطاغوت التي ثبتها حمدي في مؤتمر الإنقاذ الإقتصادي وقيد بها البلاد حتى الآن، وقد قطعت أرحام السودان وأخرجت أكباده تلوكها الإمبريالية وترمي لحمدي وجماعته بضع منها ومضغ، بعدما ألقوا أيادي البلاد كلها وأياديهم في تهلكة ذلك التطفيف (الرأسمالي المحلي والإمبريالي) لتوزيع الموارد والجهود والثمرات. فجاء كلام حمدي الإسلامي الليبرالي خالياً لأكثر مناطق السودان وأهلها من معاني الأمن من الجوع والخوف، تاركاًإسلام الناس منهما بالعدل والإحسان وهو راع مسؤول عن رعيته إلى متابعة حرية رأس المال (= ديكتاتورية السوق على المجتمع) ونشاطها ونشاطه معها في تركيز الأعمال والإستثمار في مناطق وإهمال أخرى. فكان البعد المفقود في سياسة حمدي الإقتصادية الرأسمالية هو البعد الإجتماعي الذي تأسست به البَلورة الثورية للإسلام ضد أثرياء قريش وضد أباطرة العالم.
فالبعد الإجتماعي المفقود في سياسة حمدي الإقتصادية الجشعة الكانزة والسفيهة، والبعد الإقتصادي-السياسي لإختلاف القوميات في السودان الخافت في شعر عبد الحي الزاهد المتصوف الورع بدقائق الوجود عن شدائد الحضور هما أيضاً البعدان المفقودان في الثقافة العامة السائدة (الرسمية) في ماليزيا حيث يقوم الدكتور أحمد أبوشوك بإدارة المعهد العالمي لأبحاث التاريخ والحضارة الإسلامية أو شيء من إسم هذا القبيل العالي لحضور الدين الإسلامي في النظام التعليمي الحديث.
في ماليزيا تلك يجد المرء الأدلوجة العامة للدولة ماثلة في كينونتين هما:"الإسلام" و"التنمية"
1- "الإسلام" (بالصيغة الليبرالية لديكتاتورية رأس المال) الفاقدة للعدل الإجتماعي الإقتصادي السياسي بالإستغلال الطبقي والإستعلاء القومي إلا بعض في المهمشين التبع والموالى للتشكيلة الحاكمة.
2- "التنمية" (بالصيغة الرأسمالية بما فيها من تركيز موارد وأعمال وثمرات وإستغلال وتهميش وتفاوت كبير في إمكانات التطور) وهي تنمية معتمدة على الشروط البريطانية الأمريكية في التدوير والتسويق العالمي.
الإصطلاحان الكريمان معزولان عن المضمون المنطقي لهما، مجرد قشرة لعملية إستغلال محلي ودولي كبيرة إسمها "ماليزيا"، قدحت في الوجود بقطع رؤوس الثوار على الإستعمار وبتهميش الهنود والصين، وبموالاة الإمبراطورية الرأسمالية في موقع الخادم المتوسط، فهماأدلوجة فقط [الأدلوجة كتلة حداء وتقدير ذاتي لا موضوعي وهي نقيض الآيديولوجيا العلمية (= فقه أو فلسفة الدراسات العلمية وتصنيفها تبعاً لعيارات موضوعاتها وتناسق مادتها وأطرها ذاتاً وموضوعاً)]
شكلت أداليج الدولة الميسم العام للثقافة الرسمية في ماليزياالتي يشغل فيها الدكتور أبو شوك مقاماً محموداً لا بد إنه أثر على طريقة تفكيره وكتابته في موضوع مثلث سنار الخرطوم بورتسودان، ومماهاة الشرق والغرب في بلاد الملايو، ولا غرابة: لأنه بحكم قلة الممارسة الإنتقادية الإجتماعية الإقتصادية-السياسية في النظم الاوتقراطية والثيوقراطية والرأسمالية منها بالذات وإمتناعها بالذهب والسيف وبحكم المألوف وطبيعة الإعلام السائد وهيمنة قيم الحكم عن تناول أسس ومظاهر المظالم الطبقية والقومية،فإن كتابة د.أبو شوك عن إطلاقات الرجلين الشاعر البديع عبد الحي والرأسمالي الفظيع حمدي لم تجد إلا المساوآة الجغرافية بينهما دون سبر للبعد المفقود في كلامهما المتشابه جغرافية وإسماً والمختلف في كل شيء بداية من قراءة التاريخ وطبيعته وإلى طبيعة تصور أو تصوير المعاني المأخوذة منه في الدين وفي الدولة وتشكيلاتهما. لكني لا أظن أن أبوشوك وهو يكتب هذه الصفحة من أدب الشخصيات السودانية قد مال كمؤرخ بتكوينه الإسلامي السوداني والماليزي إلى الإساءة إلى الشاعر عبد الحي أو إلى تخفيف الجريمة السياسية للرأسمالي الإسلامي حمدي، فهذا أمر ليس من مهمات الأدب ولا من مهمات التاريخ، بل هو المناخ [الثقافي] يؤثر على النبات فيه، وجل أن لا يخلو عمل من خطأ لكن نهج تقويم الأخطاء بالتجريم والعنف المعنوي أو تخفيفها بالتبسيط أو التعميم خطأ، ولا أظن في الإستاذ إسماعيل وراق غلبة السياسة على حُسن العبارة فهو من الفصحاء والأدباء، ولا أظن في السيد حلا كيداً لإسماعيل فغضبه كان ضد المساواة بين الشاعر الداعي للعدل والإحسان وبين البنكي الذي حطم كينونات العدل والإحسان بإطلاق حرية السوق (= ديكتاتورية رأس المال) وتركها تقطع أرحام البلاد والناس، والغضب من ظلم بعض البيان للجمال والقيم الصوفية لا يظن فيه كيد، أو لؤم عبارة.
كل هذا ليس مهماً إلا في حدوده الأولى لإبانة جانب من المصدر العام للإختلاف وزعم التشابه بين العلمين، ولكن المعنى الأهم لهذه الأزمة يظهر في السؤال التاريخي –المستقبلي بطبيعته عن مصير قيمة سنار: هل بقيت سنار منارة للعدل والإحسان أم صارت مطية لتهميشات جديدة؟
ما أعرفه هو إن سنار كقيمة سياسية إجتماعية ودينية واشجت كثير من التهميشات التي حدثت بعد تأسيسها أو بمناسبته والقارئي لتاريخ السودان الذي كتبه العلامة الثقيف والعلم الخفاق الحقيق المرحوم محمد أبو القاسم حاج حمد يجد الحروب والإستعباد والضرائب الباهظة، وتاريخاً يمكنه أن يحسب أثر ذلك في المظالم المعاشة في السودان اليوم، حيث الدولة محكومة بنفس التشكيلة العنصرية التي ملكت سنار، وجعلت أعزة أهلها أذلة، كذلك حفيدتها في هذه الدولة الجاثمة الآن على بلادنا يجد المرء إن 80 % من الدخل (القومي) قادم من أرياف السودان بينما توجه ذات الدولة حوالى 20% من صرفها لهذه الأرياف، الأدهى من ذلك هو إن من هذه الـ20% هناك نسبة فوق الـ 70% توجه إلى كيانات مؤسسة الحكم الرأسمالي العسكرية والدينية والسياسية وإمازاتها البذخية، بينما نسبة قدرها أقل من 5% خمسة في المآئة من تلك العشرين هي المخصصة فقط لكل سكان السودان وحقهم في التعليم وحقهم في العلاج!!؟؟ (ورغم ذلك يهان الأطباء –السناريين- ويعتقلون ويعذبون)
للعودة إلى قيمة سنار كإنتفاضة مهمشين وتوقهم إلى "قيمة العدل" وإحقاق قيمة العدل هذه في سياسة الإقتصاد وفي الثقافة وفي الدين بالتالي، لا بد من تواشج إنتفاض مهمشي الأرياف ومهمشي المدن معاً بطلائعهم العسكرية والنقابية وبعض القوى السياسية الجادة لأجل إحداث تغيير جذري في طبيعة تقسيم الموارد ووسائل الإنتاج وجهوده وثمراته في الحياة السودانية، تغييراً يؤسس بين الأقاليم وبعضها وبين الناس في السودان إشتراكية علمية في موارد الحياة وثمراتها أحسن من التي كانت في روسيا قديماً وأحسن من الموجودة في الصين حاضراً، ومثلهما في أن تفتح للناس باب التخلص من المتاجرة ضدهم بالحقوق الأساس في الحياة الحديثة (الماء النظيف والكهرباء والسكن والمواصلات والتعليم والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة والضمان الإجتماعي ضد ظروف المرض وتعزر الكسب والمعاش) في دولة تملك الذهب والنفط والمعادن والزراعة والصناعة والطاقة البشرية والمساحة والموقع وتنوع المناخ، وأمة ذات تجارب كبرى في الحياة وإشتراكيات سالفة في الساقية والديار القبيلة، وفي أمور السكن والإنتقال والتعليم والعلاج الزهيد الكلفة أو المجاني، أمة غابة وصحراء، شاعر واحد منها كتب لكل العالم والمستقبل والرؤى "حديقة الورد الأخيرة".
فيا أخوي العلم فضيلي جماع يا الجميل العلم والأدب والنضم:
للكُتاب
الألم
والمدى
للشمس السطوع
للأنجم التغريد ليلاً
للنهر خفقه
عابراً خطوط الخريطة
والحقيقة
إلى البحر
عائداً
بإستلاب الهواء
وبإحتراق الشمس
إلى السماء
لهم ذلك
أما شعر فله البهاء
لهم
أوراق وقلم وكتاب وجريدة
للحقيقة
العالم
مقسوماً
بخط الأستواء
وبنار الحديقة
بتهليل العصافير
للصباح
للكهل المالي
من كل العالم
دفتر شيكات
وبضعة أشياء غالية
حتماً ليس من بينها الوعي أو الضمير
للفراش
السماء
في الأرض الشباب
وحديقة الورد الأخيرة وزهرة البستان
لذلك المنعطف
تستدير مع الشمس
تشد أوتار
القلب
تفتح المدى
تحرر الذخيرة
(عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 06-23-2010, 09:19 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Al-Mansour Jaafar)
|
استاذنا الأديب والناقد المرهف فضيلي جماع.......
....شكرا لهذه النافذه المضيئه التى طلت عبرها شموع نحتاجها فعلا فى هذا الظلام الذي يلف دواخلنا عنوة ..... ...ويبدو أن الشكر واجب للزميلين اسماعيل وراق ومحمد حلا لكونهم اثاروا " كتاحة" نقاش محببة ....نجحت بقلمك النبيل وتفكيرك المرتب فى تحويلها لإحدى نسائم البورد فى هذه الأيام الغبراء.... اقول قولى هذا بعد ان استمتعت بلذة قراءة متأنية ومتعجلة فى آن واحد للمشاركات الدسمه فى هذا البوست.... فابتداء بالأستاذ أحمد الأمين أحمد والذى استمتع بقراءته دائما وهو يوغل فى سرد تاريخ الأدب والأدباء السودانيين بلغة العارف الباحث وليس المستمع الفج....... اندمجت فى سرده التاريخي حتى وصلت إلى جملته الأخيرة والتى أوقفتنى تاثرا وموافقة.....
Quote: عبدالحى كشاعر من حق اى ناقد باحث تناولة باى منهج نقدى يراه ومهما كان حكم وخلاصة النقد حوله فإن الامر لايستدعى حساسية او اعتذار لان ماخلفه عبد الحى من ثروه فكرية وشعريه ونقديه صار ملكا للتاريخ الادبى والفكرى الانسانى عموما والسودانى خصوصا وليس فى تناوله باى مبضع اساءة لعبدالحى قدر ما هو إعتراف بملكتة ومقدرته على إثراء الفكرر وشحذ الخيال وتهذيب الارواح |
well said>>>>>
...فلغة اعتذر الآن و يجب الإعتذار لا أجد لها مكانا فى صدر هذا النقاش الثر....والإضاءة الضروريه......فقد " نورنا" الزميل اسماعيل بما دار ...ولفت الأنظار إليه...ولهذا له الشكر....واعترض الزميل حلا على جزئية محدده فى طرح الأول...وشرع فى نقاش...ولهذا له الإحترام...... ولكن القضية وما فيها ان طرح عبد الحى وما فيه من عمق وتشريح وما يفجره من صراع فكرى وما يخلفه فى الروح من تحليق وتفكر وتأمل لا يمكن أن نختزله فى صراع حاد وتلاطم لفظى........ولا يستطيع ابوشوك أو غيره الإساءة إليه الآن....فلا عليكما!!
...ثم اتفق تماما معك يا استاذ أحمد الأمين - رغما عن جهلى - بأن الأثر الأدبي الواجب تحليله وتمحيصه لعبد الحي لا أعتبره فى قصيدة سنار فقط.... بل ربما تشكل تلك الاناشيد بوتقة لقمة تساؤلاته وحيرته وبحثه القديم المتجدد عن العودة للجذر الأصل. ..والأفريقانية المتشربة ببعض الثر العربي والإسلامى ..ولكن اجد اسئلته وبحثه يأخذ قمته فى تلمسه الدائم للادب الأفريقي وتاثيره على السودانى .... كما ظهر جليا فى اختياره الجميل لترجمة مجموعة من اشعار أفريقيه لشعراء مثل شوينكا وأوكيكبو فى " اقنعة القبيلة " ...... ...ربما أتت سنار بصخب ثقافي ضخم لما فيها من طقس شديد الغرابة يكتسي بكل الوان الطيف و ألوان اخرى لا اجد لها اسما ووصفا.... وبكل الموسيقي من الطبول واللحن المتسق الهادئ وحتى الصدح الصوفى الحالم........غريبة هى تلك السنار ....شعر كنار مقدسة....لا تخمد ابدا!!! إذن.......كما قال محمد عبد الجليل....
Quote: ودعونا نعود لسنار عبدالحي عبر هذا الخيط فالسمندل لا تحتويه قمصان نار ولا مثلثات ولا غابة ولا صحراء و (لن نضيق واسعا) بل سنبقى وقوفاً مع فضاء الإبداع المقطر مع آفاق سنار الرمز لا سنار الجغرافيا ولا السلطنة، مع سنار الوطن الحلم |
....فلا يمكن حتما لهذه السنار أن تضيق " لتنحشر " داخل عقل حمدى المثلث الشكل زواياه السلطة ، الثروة والتمكين الإسلامى!!
...هذه السنار التى تفتح حوارا ثقافيا متصلا ...لا يكاد يستكين حتى يهتاج مرة اخرى ويهيم قلقا يبحث عن إجابات لأسئلة ربما تمثل اليوم لب الصراع الثقافي الإجتماعى عن كينونتنا ووحدتنا ....
.....
Quote: :فإن كتابة د.أبو شوك عن إطلاقات الرجلين الشاعر البديع عبد الحي والرأسمالي الفظيع حمدي لم تجد إلا المساوآة الجغرافية بينهما دون سبر للبعد المفقود في كلامهما المتشابه جغرافية وإسماً والمختلف في كل شيء بداية من قراءة التاريخ وطبيعته وإلى طبيعة تصور أو تصوير المعاني المأخوذة منه في الدين وفي الدولة وتشكيلاتهما. لكني لا أظن أن أبوشوك وهو يكتب هذه الصفحة من أدب الشخصيات السودانية قد مال كمؤرخ بتكوينه الإسلامي السوداني والماليزي إلى الإساءة إلى الشاعر عبد الحي أو إلى تخفيف الجريمة السياسية للرأسمالي الإسلامي حمدي، فهذا أمر ليس من مهمات الأدب ولا من مهمات التاريخ، بل هو المناخ [الثقافي] يؤثر على النبات فيه، وجل أن لا يخلو عمل من خطأ لكن نهج تقويم الأخطاء بالتجريم والعنف المعنوي أو تخفيفها بالتبسيط أو التعميم خطأ، ولا أظن في الإستاذ إسماعيل وراق غلبة السياسة على حُسن العبارة فهو من الفصحاء والأدباء، ولا أظن في السيد حلا كيداً لإسماعيل فغضبه كان ضد المساواة بين الشاعر الداعي للعدل والإحسان وبين البنكي الذي حطم كينونات العدل والإحسان بإطلاق حرية السوق (= ديكتاتورية رأس المال) وتركها تقطع أرحام البلاد والناس، والغضب من ظلم بعض البيان للجمال والقيم الصوفية لا يظن فيه كيد، أو لؤم عبارة. |
...وهنا بالظبط مثالا لما قصدته ببوست كنافذة مضيئه يفتح لنا منافذ ضؤ ويجر اقلاما عظيمه...فشكرا للاستاذ المنصور الجعفر لهذا التحليل الشيق ... ولكن سنار عبد الحى تختلف حتى فى الجغرافية والتاريخ عن سنار ابوشوك....وإلا لما اختزلها الأخير فى مثلث الإستعلاء والقهر ... فالنظرة للتاريخ تختلف باختلاف المنهج النظرى لتناول هذا التاريخ فهناك من يري دولة المهدية هى دولة الفتح المبين وآخر يراها دولة الاسترقاق ورفض الجديد .... وهكذا......فسنار عبد الحى لا اظنها تتشكل جغرافيا ولا يمكن رسم حدود واضحة لها....فقراءته لتاريخ مملكة الفونج 1500- 1800 ؟ قد فاق نظرته لها كتشكيل للسودانويه المتفردة ....إنما راي تناوله لسيرة الشيخ اسماعيل صاحب الربابة بوتقة للافروعربية واليونانية القديمه والنوبيه ....فهو اورفيوس وهو الشيخ المتصوف والحافظ للتاريخ وسره ...... فيبدو ان سنار عبد الحى تتسع لكون شاسع بينما تضيق سنار ئابوشوك لتتفهم حمدى ومثلثه فقط!!...
....عموما...الشكر لكل من مر هنا واضاف إلينا حرفا نحتاجه فى زمن تلاشي الحروف أمام رياح الجهل... وشكرا عميقا استاذ المنصور واحتراما وافرا استاذ أحمد الأمين...وودا وتحايا أستاذ فضيلي.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: احمد الامين احمد)
|
التقدير الوافر للأستاذ فضيلي على ثراء هذا البوست
للأستاذة شيراز عبد الحي .. الجلنار
للأستاذ أحمد الأمين الشكر والتقدير على أيضاحه الكريم الذي نبهني إلى العالم الخاص لإنتاج العودة إلى سنار وخطأ مزامنة إصدار ديوان القصيدة لمناسبة الإتفاق الأول للوحدة 03-03-1972 والأبلغ الذي لم أنله بعبارتي أن يكون الحال هو مزامنة المناسبة السياسية لأجواء القصيدة ومعانيها.
وبرسل إيضاح الأمين أقوم بتعديل الفقرة التي خصصتها لمعنى من معاني سنار عبدالحي على النحو الآتي:
1- الفقرة السابقة بما فيها من خطأكبير وتصحيحين صغيرين:
كانت كينونة الشاعر الأديب والعالم في اللغة من حيث هي خطاب ومن حيث أن الخطاب رؤية ومعنى وموقف جمالي [تحكمه ظروف] وقد حلق عبد الحي بشعره الرقيق وحسه الإنساني عائداً إلى سنار الوحدة الإنسانية بين البشر وسؤددهم [وهم] آنذاك المهمشين العرب والمهمشين الفونج ضد الحكم الفرعوني الذي كان قائماً متهالكاً، وإذ زامن تحليق عبد الحي إتفاقية السلام الأولى 03-03-1972 بين الغاية والصحراء إسراءاً ومعراجاً إلى تلك اللحظة الإنسانية الصوفية التي تتوحد فيها كينونة الناس بمعنى إرادة الخلق والوجود لا بشكل فظ غليظ فيه، وهي لحظة دينية في سياق التاريخ الشعري أو شعرية في تاريخ السياق الديني، فقد كان تحليق عبد الحي تحليقاً بعيداً عن الصيغ الغليظة للصراع القومي والطبقي والسياسي في السودان التي إستهلكتها إبتذالات السياسة والأسواق ثم الإذاعة منذ ما قبل الحكم الإسلامي الأول (التركية) متجاوزاً موضوعية وجود تلك الصيغ إلى التصوف شعراً بتشكيل طيف منبه في الرؤى إلى القيمة الجمالية في ذلك الحال السناري القديم وموجبية حضوره في الحياة السودانية الحديثة. وأمر طبيعة الإستلهام وفرز المعاني الأجدر بالأدب والتعبير عنها شأن أدبي فيه إختلافات ومدارس وشعر ونثر كثير. لكني من ذاكرة قرائتي له أرى القضية الجمالية عنده قضية معانى سامية وقيم أخلاقية راقية أكثر مما هي قضية الأطر الإجتماعية للتنظيم الإقتصادي ووزنه وقسطاسه أو تطفيفه توزيع الموارد والأعمال والجهود والثمرات المتعلق به فالجانب الأشهر من ذلك الشعر البهي يحلق فوق القضايا الحياتية المباشرة مرشداً الناس في غاباتها وفي صحاريها بوزن جمالي معين إلى قيمها الكبرى لا إلى تفاصيلها الوجودية ومادياتها وعلومها النظرية.
2- الفقرة بعد تقويمها:
كانت كينونة الشاعر الأديب والعالم في اللغة من حيث هي خطاب ومن حيث أن الخطاب رؤية ومعنى وموقف جمالي [تحكمه ظروف] وقد حلق عبد الحي بشعره الرقيق وحسه الإنساني عائداً إلى سنار الوحدة الإنسانية بين البشر وسؤددهم وهم آنذاك المهمشين العرب والمهمشين الفونج في وحدة إنتفاضهم وتواشجهم ضد الحكم الفرعوني الذي كان قائماً متهالكا، ورغم إن تحليق عبد الحي زامن إتفاقية السلام الأولى 03-03-1972 بين الغاية والصحراء إلا أن إسراء ومعراج عبد الحي إلى تلك اللحظة الإنسانية الصوفية التي تتوحد فيها كينونة الناس بمعنى إرادة الخلق والوجود لا بشكل فظ غليظ فيه قد سبق بمعانيه ذلك الإتفاق السياسي الذي واكب بعض معاني القصيدة وإتجاهها إلى لحظة "السلام" هي لحظة دينية في سياق التاريخ الشعري أو شعرية في تاريخ السياق الديني، فكان تحليق عبد الحي إلى سنار ومعانيها الجمالية تحليقاً بعيداً عن الصيغ الغليظة للصراع القومي والطبقي والسياسي في السودان التي إستهلكتها إبتذالات السياسة والأسواق ثم الإذاعة منذ ما قبل الحكم الإسلامي الأول (التركية) متجاوزاً موضوعية وجود تلك الصيغ إلى التصوف شعراً بتشكيل طيف منبه في الرؤى إلى القيمة الجمالية في ذلك الحال السناري القديم وموجبية حضوره في الحياة السودانية الحديثة. وأمر طبيعة الإستلهام وفرز المعاني الأجدر بالأدب والتعبير عنها شأن أدبي فيه إختلافات ومدارس وشعر ونثر كثير. لكني من ذاكرة قرائتي له أرى القضية الجمالية عنده قضية معانى سامية وقيم أخلاقية راقية أكثر مما هي قضية الأطر الإجتماعية السياسية للتنظيم الإقتصادي ووزنه وقسطاسه أو تطفيفه توزيع الموارد والأعمال والجهود والثمرات المادية، فالجانب الأشهر من ذلك الشعر البهي يحلق فوق القضايا الحياتية المباشرة مرشداً الناس في غاباتها وفي صحاريها بوزن جمالي معين إلى قيمها الكبرى لا إلى تفاصيلها الوجودية ومادياتها وعلومها النظرية.
أرجو أن يكون هذا التقويم لهذه الفقرة أصلاً في قراءة أو نشر إسهامي الذي سأورده في مداخلة تالية بشكل مكتمل على هذا الوجه.
ولكم التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Al-Mansour Jaafar)
|
استاذنا الكبير فضيلي مسكاقمي والسادة الحضور ابتداءاً من الاستاذ اسماعيل وراق والوالدة عائشة السعيد والمرهف محمد عبدالجليل والاستاذ محمد الامين وبقية العقد الفريد والمنتظر مداخلته الاستاذ محمد حلا. هنا تجلت عظمة عطاء الوجدان السوداني وبقايا مداد وكلمات شاعرنا واستاذنا الراحل المقيم محمد عبدالحي .. سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا الاستاذ ابوشوك حاول ايجاد مخرج وتعميم المصيبة التي تحل بالوطن وإلباس وزر الشئ للجميع تمشياً بمقامات الدوبيت واطروحة نادو لي حسن ... وحاول ان يصيب ولكن طاش سهمه اخونا الاستاذ حلا انفعل من العنوان ورد بعنف ولكن مازلنا نعتبر ان الاستاذين اسماعيل وراق ومحمد حلا عينان في رأس واحدة شكراً شكراً شكراً استاذنا فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
إستنادا على ورود اسم الثورى المحترم وولى شوينكا فى مداخلة دكتورة شيراز وإهتمام عبدالحى بة وترجمته لبعض قصيده فى "أقنعة القبيلة" ترجمتة الكبيرة الفخمة للشعر الافريقى المكتوب بلسان شكسبير"ترجمة مباشرة عن الإصل" والمكتوب بلسان بودلير" ترجمة ثانية" أورد مقال لعبدالحى كتبه عن شوينكا . ملحوظة: أقنعة القبيلة الذى حوى الترجمة للقصائد الافريقية كان هو بعض العناوين المقترحة لديوان العودة الى سنار قبل الركون الى عنوانه الحالى " يراجع مقال قديم لحسين جمعان سمير عبدالحى واحد خلصائة بصحيفة الايام عنوانه " مراجيح الضوء"... اشارت شيراز كذلك الى إهتمام عبدالحى بالشاعر النيجيرى كريستوفر اوكيكبو ويتضح أن الحبل السرى الذى يجمعهما هو التأثر الشديد بالمسسرحى الشاعر الايرلندى الضخم William Butler Yeats الى مقال عبدالجى عن شوينكا:
Quote: الشاعر السودانى محمد عبدالحى 1944- 1989يكتب عن : الشاعر والروائي والمسرحي والسياسي النيجيري وولى شوينكا: يرى الناقد اندريان روسكو أن ما يميز شوينكا عن معاصريه من شعراء غرب إفريقيا انه ما زال يستلهم تراثه التقليدي استلهام المؤمن بة – وقد منحه ذلك التراث فرصه أن يبحث في معضلات الخلق والوجود انطلاقا من وجهه نظر فلسفيه محليه ..ولكن هذا لا يعنى انه يرفض العالم الحديث فهو عميق الثقافة بالمعارف الحديثة, انه محلى وعالمي في نفس الوقت ,شوينكا يعبر بالانجليزية وهو أستاذ لآدابها في جامعات نيجيريا عن وجهه نظر شخصيه وأفريقيه وإنسانيه انسجم فيها تراث قبيلته اليوربا مع التشكيل المعقد للشعر الحديث في العالم ...ولكن لعل قولنا انه يستلهم تراثه المحلى " استلهام المؤمن بة" يحتاج إلى قليل من التروي واعاده النظر . شوينكا في الحقيقة يعيد صياغة ذلك التراث في فكره وشعره انه يبدأ بالعناصر المحلية فهي له " المادة القفل" التي يعيد صياغتها في شعره بعد أن يجردها من دلالاتها الدينية التقليدية فهو يعيد تشكيلها تشكيلا " ايدليوجيا" جديدا ,ولعل تأثير Franz Fanon الكاتب المارتينيكى الزنجي الذي انضم لثوار الجزائر صاحب كتاب " The Wretch of The Earth " الذي أراد أن يخلق فيه ماركسيه للثورة الزنجية لعل تأثيره هو المسوؤل عن تحديد ملامح شوينكا الفكرية. 0ان التزام شوينكا ماده تراثه المحلى في كتابه لشعره الايدليوجى يختلف عن التدين العاطفي في شعر الجيل السابق له من شعراء " ألزنوجه" في أفريقيا المتكلمة بالفرنسية وان كان امتدادا له وخروجا بة إلى فتره تاريخيه جديدة وفى كلمه شهيرة له صححها عده مرات حين أساء النقاد الاشاره إليها " إن النمر لا يعلن عن نمورته" انه يقفز مثل نمر فحسب وقد شرحها كالاتى " إن النمر لا يقف في الغابة معلنا :أنا نمر –انك تمشى في درب مشى عليها النمر قبلك فتجد أشلاء الحيوانات الممزقة فتعرف حينئذ أن بعض " ألنموره" قد استشرى هنا منذ قليل" وبذلك يميز شوينكا في حد تعبيره بين الأدب الاعلانى الهاتف والخلق الشعري الحقيقي . إن قيمه الشعر تكمن في جوهرها لا في حشر الأسماء الافريقيه والمحلية والذي هو مجرد مظهر خارجي لايدل على ارتباط حقيقي بروح التراث , لقد امتلك شوينكا امتلاكا حقيقيا ما كان يتشوق إليه شعراء ألزنوجه في رومانسيته الثائرة وبدايته كان هذا الامتلاك لواقعه الثقافي والتاريخي والفني . ولد شوينكا عام 1934 في " بيوكوتا" غرب نيجيريا وهى من أعمال قبيلة اليوربا القوية الغنية بتراثها من الشعائر الدينية والأساطير وفنون النحت والرقص والغناء ,وبعد أن درس في كليه عابدان الجامعية " جامعتها الآن" التحق بليدز في مقاطعه يوركشير بانجلترة حيث كان من معلميه الناقد والممثل الشكسبيري " Wilson Night " الذي كان لطريقته في القراءة الرمزية والاسطوريه للأدب شعرا ومسرحا اثر عميق على الطالب شوينكا...ولابد أن المسرح الجامعي قد ساعده التعرف عن كثب على أساليب الإخراج المسرحي..ا 0 لقد تعمقت هذه المعرفة حينما عمل بعد تخرجه عام 1958 في مسرح The Royal Court اللندني وفى تلك الفترة كتب مسرحيته الأولى Dwellers of Swamp اى سكان المستنقع ثم مسرحيته الثانية The Lion and The Jewel , ولكن الشعر كان قد أدركه قبل ذلك في ليدز حيث كتب بعض القصائد التي أسقطها جميعا من مجموعته الشعرية الأولى " ادانرى وقصائد أخر" المنشورة العام 1967 0 في العام 1960 رجع إلى نيجيريا شاعرا ومخرجا وممثلا وأستاذا من مؤسسه روكفلر بالتنقيب في تراث المسرح الشعائري والشعبي في نيجيريا . 0 جرى اعتقاله العام 1967 من قبل سلطات بلاده لمده عامين لأسباب تتعلق بالدور السياسي الذي حاول أن يلعبه في الحرب الاهليه النيجيرية وكان آنذاك رئيسا لشعبه الدراما والفنون المسرحية في جامعه عبادان ومن السجن استطاع تهريب قصيدتين طبعتا في لندن ربيع 1969 بعنوان " قصائد من السجن" وهى بتعبيره من نوع الكتابه الخلاقة التي تنجح في أن تتحدى الغوغائيين واليأس.. 0 شوينكا مثال للشاعر الافريقى المعاصر الملتزم بقضايا بلده السياسية يقول " إن وظيفة الفنان في المجتمع الافريقى كانت دائما أن يسجل تطلعات وتجارب مجتمعه وان يكون في نفس الوقت صوت الرؤيا في عصره ,لقد آن الوقت ليستجيب مره أخرى ," و يقول إن الكاتب الثائر كان يجد قبل الاستقلال ملجأ في تعاطف الجماهير معه ,كما كان يمكنه إبان أيام الاستقلال أن يسبح مع تيار الحماس الشعبي , ولكن في وعى الأيام الراهنة عليه أن يتعلم أن يضع الحقيقة فوق المجاملات ولطف المعشر والرضا العام. 0 قوة شوينكا تكمن في التزامه السياسي , ولكن في شعره هناك أيضا خطر أن يلخص الكاتب ويجرد المشكلة الانسانيه |
البالغة التعقيد والخفاء في مواقف ايدليوجيه تكتفي بالوجود الاجتماعي والتاريخي للإنسان عما عداه من الأبعاد العميقة للوجود الانسانى... * تنبيه: نشر هذا المقال في أكثر من دوريه في حياه الشاعر الراحل محمد عبدالحى وقد أعاد نشره بصحيفة " الشارع السياسي " السودانية العدد الصادر 22شعبان 1422 الناقد مجذوب العيد روس في احتفاله بيوم الكاتب الافريقى ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
مقتطف من: الغابة والصحراء.. جماليات الثقافة السودانية نقلا عن مجلة العربي عبدالمنعم عجب الفيا
عندما نادى دعاة الأفروعربية بالعودة إلى (سنار) كرمز للتعبير عن واقع حال الهوية السودانية, لم يقصدوا بذلك العودة إلى نموذج الدولة الدينية الذي كان مطبقًا في مملكة سنار, كما لم يقصدوا تجاهل الحضارات والممالك السودانية السابقة على سنار. وإنما هدفوا ببساطة إلى تقديم نموذج من تاريخ السودان يرمز ويعبّر عن التعايش والتمازج السلمي بين الثقافات السودانية المختلفة. وقد رأوا في سنار الخلاصة التي تلتقي عندها كل حضارات السودان القديمة والمعاصرة. والعودة إليها هي بالضرورة عودة إلى مروي وكرمة النوبية وعلوة والمقرة المسيحية. ففي ديوانه (العودة إلى سنار) يستلهم محمد عبدالحي الكثير من الرموز والأساطير من الحضارات النوبية القديمة. وفي ديوانه (السمندل يغني) توجد قصيدة بعنوان (مروي) في إشارة إلى الحضارة المروية القديمة, وفي الصفحة المقابلة مباشرة توجد قصيدة أخرى باسم (سنار) في إشارة إلى مملكة سنار, أكثر من ذلك أن محمد عبدالحي في دراسته القيمة عن أسطورة (الشيخ إسماعيل صاحب الربابة) وهو أحد متصوفة مملكة سنار يذهب أبعد من ذلك ويحاول إيجاد وشائج بين سيرة الشيخ إسماعيل وسائر الثقافات والحضارات القديمة بما في ذلك التأثر بالتراث اليوناني القديم, حيث يرى أن الشيخ إسماعيل هو في الحقيقة أورفيوس سوداني. ويخلص إلى أن سيرة ذلك الشيخ الصوفي تمثل اللاوعي الجمعي أو الذاكرة التراثية للإنسان السوداني حيث تلتقي عندها الثقافة العربية الإسلامية بالثقافات اليونانية والنوبية والمسيحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: إن قيمه الشعر تكمن في جوهرها لا في حشر الأسماء الافريقيه والمحلية والذي هو مجرد مظهر خارجي لايدل على ارتباط حقيقي بروح التراث , لقد امتلك شوينكا امتلاكا حقيقيا ما كان يتشوق إليه شعراء ألزنوجه في رومانسيته الثائرة وبدايته كان هذا الامتلاك لواقعه الثقافي والتاريخي والفني . |
هذه الفقرة التي صاغها عبدالحي عن شوينكا يمكن أن تقودنا لكشف جانب من رؤيته لا سيما عند النظر إلى الرموز المكانية في شعره، فحتى عندما يكتب عن سنار أو مروي يجد المتتبع لنصوصه (شعرا أو نثرا) أن كثافة الرموز والإشارات في تلك الأعمال تنفتح على آفاق بعيدة وموحية لا يليق إختزالها في أي صورة أو مساحة لتظل تلهم كإبداع إنساني محلق في سماوات الروح.
كتب الأستاذ عبدالله الشقليني:
من حق الشعراء ومن حق ذهنهم المفتوح على ثقافات الدنيا بلا حواجز أن ينهلوا من أي معين ، محلياً كان أم عالمياً ، وليس لخيالهم حُجباً أو موانع ، وتجربة القصيدة المتلألئة " العودة إلى سنار " عمل إبداعي تجاوز تاريخه كملاءة عمل فني شعري حشد فيه الشاعر تراثه ومعارفه التي نهل منها وأخذ من ثقافات العالم ما شاء ، وأخذت بصيرته أنوار " سنار " ، وأثارت فيه أداه الخلق ، فكتبها وعدلها أكثر من سبعة عشر مرة ، فكانت قصيدة تعلقت ببيت ثقافتنا ، واضرمت النار في الهوية، ليست بمنظور أهل السياسة الضحل ، الذي راوح أزمة وطننا بلا رؤيا ، وسكب في وجه الوطن ماء النار ، ليشوهه ويحرق الأرض بمن عليها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: حمزاوي)
|
Quote: اخونا الاستاذ حلا انفعل من العنوان ورد بعنف ولكن مازلنا نعتبر ان الاستاذين اسماعيل وراق ومحمد حلا عينان في رأس واحدة شكراً شكراً شكراً استاذنا فضيلي جماع |
شكرا أخي حمزاوي. نعم..كلا الرجلين كان يحاول تبرئة شعر محمد عبدالحي من إسقاطات باحثين آخرين قد تكون بعيدة غاية البعد من قراءة تلك النصوص ضمن سياقها الأدبي وبعدها الفلسفي. تحدثت هاتفياالأسبوع الماضي إلى الأستاذ محمد حلا.. وهو - إذ يحدثك بمنتهي الأدب والذوق - إسم على مسمى. دعونا إذن نبحر في لجة ما رمى إليه عبدالحي وهو يحاول إيجاد أطر فلسفية جديدة وناضجة نقرأ من خلالها الموروث الثقافي السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد لك تعاطفك أخي محمد حلا..لكن يلزمك اعتذار للأستاذ وراق! (Re: Al-Mansour Jaafar)
|
Quote: الشاعر النضير وأستاذالأدب فضيلي جماع : أدام الله فضلك، شكراً جزيلاً على كرم وفادتك الكردفاني الأصيل لسنار القضية، ولنا نحن الغاوون الجمال، فيا أخا الصفا من يرى حرفك يعرف حقاًأن الأدب وزن العبارة، وأن وزنك في الجمال الأقصى، قاب قوسين أو أدنى؟ ما ثم فرق، فيا أيها الأدب الجميل حُصحِصت بتوحيد صدق ما إليه في المسالك درب وأنت في قولك صه لشذى الإسماعيلية: سلكنا مسالك أهل الصلاح*** إلى أن وصلنا مقام الفلاح وفي الحضرتين لنا عزة*** ومن نورنا يستضيْ الصباح |
أخي سليل العارفين والعلماء /المنصور جعفر صدقني يا حفيد الشيخ العارف بالله اسماعيل بن عبدالله الكردفاني -الشهير باسمماعيل الولي..صدقني خدعتني كلماتك هذه حتى حسبت أنني أعرف شيئا، فجاءني رد العقل الباطن ساخرا مني:(كضبا كاضب !!) ولعلك تعلم أنني من من أكثر معجبي جدك الشيخ إسماعيل الولي وأكاد أجزم أن مكتبتي المتواضعة تضم أهم آثاره ومنها سفره القيم: (مشارق شموس الأنوار ومغاربها). أشكر لك مداخلتك الرفيعة حيث أن الإضافة في مبحثك هناهي تبرئة شاعرنا عبدالحي من كل ما يرتبط بمثلث حمدي القائم حسب تعريفك على المضاربة وسياسة السوق. شممت في تحليلك نكهة قهوة ماركسية - وهذا شيء رائع .. ذلك لأن القيمة الجمالية للنص تسمو كلما كانت قابلة للتأويل والاستنطاق.
| |
|
|
|
|
|
|
|