دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
(ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى
|
-(ليس هنالك طريق.....الطريق يصنعها المشى)
والان بعد كل هذا المشى...بعدكل هذا الطريق...رحل الرجل
رحل الخاتم عدلان.....
قابلت الاستاذ الخاتم قبل عام ونصف اثناء زيارته الاخيرة للوطن..
حين كان الناس هنا يتحدثون عنه..كنت أتحفظ....وأنا اخشى عليهم من الفتنة أن هم
افتتنوابالرجل....فتنة أصحاب أبن الوليد..
كنت أحدثهم عن جدوى التعاطى الجماعى للقضايا...
وكانو يحدثوننى عن رجل ....يملك ناصية القول والفكر...
رجل خرج من التاريخ الماركسى بالتجاوز لأفاق اكثر رحابة....وكنت لا ادرى اى رجل هذا...
قابلته....ذات نهار من أكتوبر 2003....طالعنى بهيبته وحيانى بترحاب دافىء..
يومها استمعت اليه مأخوذة ...وحرصت على الانصات فقط
أدركت منذها ..أن هذا الرجل يتجاوز العظمة نفسها...
كنت قبلها ادرك...أن الذى يصنع المجد على امتداد فواصل التاريخ...ليس مقدار ما تحمله
التجربة من نضج......ولا ما تحمله من صحة....
ثمة قول قديم..بأنه ما من صحيح مطلق الصحة
الذى حمل الثورات القديمة....ثورات التغيير...على النجاح...والتمدد
هو مقدار ما حمله اصحابها من صدق
مقدار ما اختزنوا من أيمان
كان هذا الرجل يملؤه الصدق حيال مشروعه المتميز
يملؤه الايمان بخطى ...يتجاوز بها تكلس الأفكار الذى طرأ على الكينونات القديمة
الشائعة...
قابلته بعدها عدة مرات...
وفى كل مرة كنت أتحسس هذا الايمان الذى شق بذرته فى داخلى...
كان رجلا واحدا....تماما نسيج وحده...
ولكنه كان يحمل مشروعا ضخما..
ليس بمشروع الليلة الواحدة...
ولا مشروع الرجل الواحد
وحين علمت باصابته بسرطان البنكرياس..
أدركت بحكم صلتى بالمجال الطبى
انها ربما كانت النهاية
النهايه.....
هى اذا؟
ياااااه....
مات الخاتم عدلان....سمعت صوته قبل موته بايام قلائل....
قلت لفسى يا لهذا الرجل....
أردت ان اواسيه فى محنته...
فأذ به قويا...يكاد لقوته يواسينى انا فى محنتى...وكأنما لا يتقن شيئا غير الجلد
كان يطمئننى بهدوء... ودفء
صوته واهن...
ولكن......جسور
رحل الخاتم....ولم أكتف منه بعد
أتذكر الان كيف أننى كنت احتفى بمهاتفاته لى...
كان يسألنى عن حالى...وأهلى...وعن جامعة الخرطوم
بالامس...وفى منتصف شارع المين...قلنا مات الخاتم عدلان
هذا المكان يعرف الرجل مثلنا..
ويفتقده مثلنا
تبادلنا التعازى على مرأى من كلية الاداب...
كنا ندرك انها اخرجت رجلا فذا
كانت تدرك مثلنا...أنه بدأ كفاحه مبكرا
لم يكم غريبا ان تحمل بضع وخمسون عاما ....كل هذه التجربة...بنضوجها ونبوغها
كل هذه المراحل المتجاوزة لما رافقها من محيط....
كان عبقريا سايقا لاوانه....قلنا له: هذا هو الحزب الشيوعى يتحدث الان عن (استشراف
الماركسية).....وكانما هى عودة للرؤيا التى قدمتها....فى (ان اوان التغيير)
أبتسم وهو يضع يده فى ناصية جبهته كمن يتقى الشمس(أستشراف يعنى يعاينو ليها كدة....
الشيوعيون لا زالوا يلتزمون العبارات الخجولة...)
(قال: انا قلت لهم آن اوان التغيير....
أنا حددت حديثى فى سياقه الزمنى....وهم قالوا لى (أصبر)...أذا كنا نختلف....)
كنت اخرج دائما ممتلئة بهذا الرجل...
رحل الخاتم عدلان....
(ليس هناك طريق...الطريق يصنعها المشى)
شكرا لكل هذا المشى...شكرا لهذا الطريق
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى (Re: أيزابيلا)
|
المكلومة ايزابيلا:
الحزن شاهق يا زميلة والعزاء ان أفكاره ستظل هاديء لأجيال قادمة ومواقفه الناصعة تنير درب السائرين نحو الحرية والتقدم
إتفقت مع الراحل العزيز في معظم منطلقاته وإختلفت معه في الخروج ، فأنا مازلت أرى زي ما قال الشفيف الذكي أبوبكر الأمين { أن المؤسسة التي خرجتنا لم تستنفد اغراضها بعد ، لكنها تنتظر الشيوعيين كي يعودوا لتصدر الكفاح الثوري وقيادة التغيير } أرى وبثقة أن قيادة التغيير يجب ان تتم من داخل { المؤسسة} ومن بين صفوفها التي سوف تتراص حتمآ من أجل هذا الهدف النبيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى (Re: أيزابيلا)
|
ومن غيرك ياشذي يبكي خاتم , وانت انجب تلامذته علي الاطلاق , لقد رحل خاتم وخلف وراءه خواتم قادره علي حمل هذا الارث الثقيل . كان حلمه ان يراكم تقودونه بحياته ولكن الاجل لم يمهله ليري حلمه يمشي بين الناس . في لحظه صفاء قال لي ( عارف يابهاء نحن بنكون نجحنا اذا شذي وعزيز وبقية هذا الجيل كان علي راس حركتنا ونحن احياء , نعم هو رحل ولكنه ترك لنا الكثير الذي يجب ان نتمسك به , ترك لنا رؤية واضحه وسيره محترمه ومنهج جديد في التعاطي مع همنا العام واذا اردنا تكريمه علينا التمسك بهذا المنهج كما نصح العزيز عادل عبدالعاطي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى (Re: بهاء بكري)
|
ايزابيلا العزيزة.....
البركة فيكم وجبر الله كسر الوطن...
الخطوة الواثقة تصنع دربا...وهكذا فعل مشى الخاتم..حين كان يعلم ان الوصول
هو الوصول الى بدايات الطريق المستحيل...فطريق الخاتم بمواصلتهاوليست بغاية الوصول...
انها الوقفة التى ينتظرها التاريخ منا...
لم تمهله ايامه القصيرة فمن وهج روحه احترق....
وانه حمل قلبه على طريق النضال نحو الوطن...
فالنبره فى مماته فما كان عاقا.. فهيا الى العمل
دوما
ابن النخيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى (Re: بهاء بكري)
|
ثلاثة أسابيع مذ رحل عنا ....
(أنا الأن ادرك أى درب صعب....هذا الذى خطوت فيه....)
وأدرك اكثر...بعيدا عن الحزن الذى لا ينتهى....
أن الحياة مشروع....يلزمه دائما...
(ان يكون النسان هو القيمة العليا)
أو كما قلت دائما ...أستاذى...
والقيمة عليا....بمتلازماتها الصحيحة...
بالحرية والديمقراطية...والعدالة الاجتماعية...
بالنضج الفكرى...بأمانتنا تجاه معتقداتنا....
واستعدادنا الدائم...للتطور..
وتفكيك ما تكلس من برامجنا...
لسنا بحاجة ألى نظريات خيالية...وضعت فى سياق تاريخى...تجاوزته عجلة حراكنا...
هو ليس بمشروع الرجل الواحد....
ولا المرحلة الواحدة...
نم أيها العزيز.....
وعينا الدرس جيدا....
ولم نكتف....
تحمل التجارب ما بقى من نضج...
كما تحمل دائما....ذكراك....
سلامى...كبيرا
بحجم الوطن....الذى ناضلت من أجله...
وبحجم الأنسان....وأنت تؤمن به....قيمة عليا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (ليس هنالك طريق...الطريق يصنعها المشى)شكرا يا خاتم...لكل هذا المشى (Re: أيزابيلا)
|
وكأن السرطان برج الموت ونحن نطالع اليومي علي شواهد المقابر الجماعية للموت العادي والمألوف لن نحزن سواء ما نملك لرجل ما زالت اقدامة علي الارض طرية ونافزة عندما اراك بالاسود اعرف ان ثمة حزن يحاك وثمة دروب موجعة تتهيأ اقداما كثيرة , العزيزة شذي كفي عن اهدار ايامك خلف دمعك العصي ورتبي موتك خلف اعواما لن تكفي ايامنا لعدها لتكوني جديرة باالثواني الحرجة
| |
|
|
|
|
|
|
|