دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
"زمان كنا بنشيل الود" ..."كنا للناس رمز طيبة" .. مقال لعز العرب حمد النيل ....
|
"زمان كنا بنشيل الود" ..."كنا للناس رمز طيبة" الإنقاذ قصر مشيد في تشويه الذات والصفات السودانية
عزالعرب حمدالنيل
ما كنت ملتفتا للتأمل بعمق فيما كتبه الدوش وصاغه لحنا محمد وردي واستقر في سيرة الأغنية السودانية توزيعا فوق العادي لأندريا رايدر من حيث مجاوزته بواقعنا الحالي, إذ كيف طاوعت الدوش نفسه العالية في أن يكتب ذاك قبل عقدين من هبوط الإنقاذ غير الاضطراري فوق ظهورنا ؟ وهل عني سيف الدسوقي أن ينحاز صوت ابراهيم عوض لشعره وقد كان جيلهما في الغناء رمزا لفرائد السوداني وأسمائه الحسني وذاك في نفس الحقبة التاريخية من عمر سوداننا؟- وليس بالضرورة أن يكون عمره الفني. علي ماذا ندم الشاعران في تلك التواريخ التي لا يزال أبي وآباء كثر يتحدثون عنها وكأنها لأمثالنا سفر بالخيال لأزمان سحيقة؟ – ربما تكون سفرا "قاصدا" كما يقول القاموس الإنقاذوي- لأزمان لاحقة فقد كتب علي أجيالنا أن تكون من أهل الفترتين, لا تدرك خيرا سبق ولا تلحق بالآت. أي صورة ذه التي أغرقتنا فيها الإنقاذ – ليست صورة رجل أفريقيا المريض حسب التصنيف القديم , أو صورة السوداني التسعيني الحقبة الذي يحمل أثقالا من التردي المقيت في السياسة والكياسة والفن والأدب بل والتواصل الاجتماعي في سموه حين كان يميزنا في المنطقة بل وفي العالم بأسره؟ الأخلاق التي تميز الرسالة الخاتمة عن مثيلاتها بل جاءت لتكملها "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " حيث القائد الممدوح "وإنك لعلي خلق عظيم" , وهي الأخلاق ذاتها التي انطلق من أرضها الإسلامويون "ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم"- إنهم جلبوا إلينا جرثومة تفكيرهم المريض بعد الاستيلاء علي السلطة لتنبسط هذه الدائرة وتصبح معيارا يتم القياس عليه. أصاب الحياة اليومية في السودان تفكير حديث أفرزه الذهن الإنقاذوي يجعل من الفساد صفة لازمة للنجاح والثراء "أنا فاسد إذن أنا ناجح" بل والمهارة كلها في المقدرة علي تسخير امكانات الدولة في خدمة الأسرة والعائلة والأصدقاء وكل من كان له مال بهذه الطريق يبحث عن زيادة في أن يصبح اسما لعائلة في الطريق لتنضم الي سابقاتها, بل أصبح من الطبيعي أن يبادرك القائل "قريبنا فلان أصبح وزيرا وما عمل لينا أي حاجة". يقال مثل هذا الحديث دون تردد فالمعيار العام في مثل هذه المواقف في سودان الإنقاذ أن تقدم لأهلك من ذوي القربي ولا يهم أن يذهب الخير لعامة الناس, والمجتمع يرفع المال فيه بيتا لا عماد له . حالة من الإبدال والإحلال لم يشهدها سوداننا في تاريخه الحديث ,ويكون في ذاك مدعاة التباهي والافتخار إذا كان هذا الإبدال نحو الرفعة والسمو والمجد إلا أن التردي والانحطاط أصاب كل تفاصيل الحياة لدرجة الاندهاش حين تقف موقف المقارن بالتواريخ القريبة دعك من تلك الضاربة في جذورالتواريخ البعيدة . بلغ هذا المعيار بالناس مداه ليطال الذهنية العامة إذا صح التخريج في نوع من القدرية عجيب حين يكون اللسان المقارن للوضع الإجتماعي علي النحو التالي"والله فلان هذا دفعة فلان ذاك الذي يرأس الجهاز الفلاني وعليك الله شوف ده عندو عشرة عمارات في الرياض وقاردن سيتي وده حالتو كيف " وإذا لم يكن فلان الأولاني علي درجة عظيمة من اليقين يقع في تلك الحبائل التي تتزين بالسعي الدؤوب للحاق بركب فلان الثاني كيفما اتفق فقد غابت بل انعدمت في سودان اليوم تلك الأمور المتشابهات التي تقف في برزخ الحلال والحرام ولربما يذهب فقه الضرورة الإنقاذوي مدي بعيدا ليجعل الحرام والشطارة في ارتياده طريقا توصل إلي الجنة "بزعمهم" لعل مكمن الخطورة في هذا التحول نحو التردي أن تتراجع القواعد التي ينبني عليها العقل السوداني الذي جعلت له أسماء حسني تتمثل في أسس الأخلاق القائمة علي القري وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والجود بما تملك وبما لا تملك والإعانة علي نوائب الدهر ..................الخ وتجعل منه وطاة القهر والكبت والإملاق ملاذا آمنا لكل معاني التراجع في القيم والأخلاق , وينهض ذلك علي أسس وذرائع مسنودة بأدلة علي شاكلة "ولو أن أهل القري آمنوا ................الخ الآية" في مظهر من مظاهر لي عنق الاستدلال حيث فقهاء السلطان الذين يزعمون التأصيل لحياتنا في سمت بئس يجعلك تحتقر ميدان الدراسات الإسلامية وما شاكلها حين تصبح دربا للتكسب وأكل العيش والارتزاق. ترنو الأجيال الجديدة في ميادين الحياة بشكل عام بغية الحصول علي النموذج والمثال بعد التدرج في سلك تعليمي علامته الدالة "وزارة التعليم العام" فقد – شيلت – التربية من هذه الوزارة ليصبح التلميذ والمعلم في "سرج واحد" ولربما يفضل التلميذ أستاذه إن كان الأول ذا مال أو سلطان حسب النظرية السابقة , وبذلك تتحدد مسارات التلميذ في الطموح وماهية الطرق التي توصل له ولا ضرورة لمعرفة كم من الزمن يستغرق ذلك فمثل هذه الدروب السالكة لا يتعب ولا يضني فيها المسير. هل كان الدوش والدسوقي علي حق حين تباكي الأول علي " شيل الود زمان " ونسب الثاني إلي شعبه وجيله أنه "كان رمزا للطيبة وعنوانا للشباب" وهما يتطارحان التغني لهذا الوطن في بواكير السبعينات؟ أم أن شاعريتهما ارتحلت للمستقبل لتصوغ لحنين بلسان اليوم؟...........ربما
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: "زمان كنا بنشيل الود" ..."كنا للناس رمز طيبة" .. مقال لعز العرب حمد الن (Re: Giwey)
|
Quote: لعل مكمن الخطورة في هذا التحول نحو التردي أن تتراجع القواعد التي ينبني عليها العقل السوداني الذي جعلت له أسماء حسني تتمثل في أسس الأخلاق القائمة علي القري وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والجود بما تملك وبما لا تملك والإعانة علي نوائب الدهر ..................الخ وتجعل منه وطاة القهر والكبت والإملاق ملاذا آمنا لكل معاني التراجع في القيم والأخلاق , وينهض ذلك علي أسس وذرائع مسنودة بأدلة علي شاكلة "ولو أن أهل القري آمنوا ................الخ الآية" في مظهر من مظاهر لي عنق الاستدلال حيث فقهاء السلطان الذين يزعمون التأصيل لحياتنا في سمت بئس يجعلك تحتقر ميدان الدراسات الإسلامية وما شاكلها حين تصبح دربا للتكسب وأكل العيش والارتزاق. |
نعم قيم كثيرة تبدلت وتغيرت وما أظنها بعائدة مرة أخرى تلك الأيام الجميلة الملامح
أصبحت المادة او الموقع الوظيفي هو الذي يقّيم فلان او علان
كعادة أستاذنا عز العرب حمد النيل كتابة عميقة
لك وله كل الود ياقوي
| |
|
|
|
|
|
|
|