|
سياسة البيان والبيان المضاد على صفحات الانترنت!
|
انتشر فى الاونة الاخيرة ظاهرة البيان والبيان المضاد على صفحات الانترنت فى الساحة السياسية السودانية، و النصيب الأكبر بدون منازع لانتشار هذه الظاهرة يعود الى حركات التمرد فى دارفور بشقيها الرئيسين حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بمختلف فصائلها.
تعددت البيانات وتعددت الجهات التى تصدرها وتعددت الجهات التى تنفى البيان الاول وبيان مضاد بنفى الثانى وهكذا تدور حلقة البيانات التى لا تسمن أو تغنى من جوع و اختلط الحابل بالنابل على متابعين أمر وشأن دارفور.
يبدأ البيان عادة بالتحية الى شعب السودان المغلوب على أمره من (الكونفيوشن) وتنتهى عادة بالترحم على شهداء الوطن وما بينهما لا أحد يدرى من هو المقصود بالبيان وماهو محتوى البيان وهدفه والاسؤ من ذلك من هو الموقع على البيان والذى فى غالب يكون ناطقا رسميا (Self appointed) لم يسمع به أحد من قبل.
يتسأل الكثيرين مالذى جعل قضية دارفور تنتشر بهذه السرعة الرهيبة، هناك عوامل كثيرة لكن أهمها حجم المأساة الانسانية والتى وصفتها الأمم المتحدة بأنها اسؤ مأساة انسانية فى العالم العام الماضى ، الاعداد الهائلة من النازحيين التى بدت تدفق الى مدن دارفور الرئيسية والى معسكرات اللاجئين بتشاد، والتقارير المؤكده بواسطة منظمات حقوق الانسان عن موت عشرات الاف من المدنيين على إيد القوات السودانية ومليشياتها العسكرية. أضف الى ذلك الحملات النشطة المكثفة التى قام بها أبناء دارفور والسودانيين خارج السودان فى امريكا الشمالية واوربا ودول الخليج، لكن مالم يكن فى الحسبان أن يأتى التهديد بنسف كل الاهتمام الدولى لحل قضية دارفور ورد الظلم الى ضحايا نظام الخرطوم من أضعف هذه الحلقات ممثلة فىحركات التمرد التى خيبت طموحات الجميع بالتشزم والانقسامات التى حدثت فى وسطها.
رغم تعاطف المجتمع الدولى مع مأساة دارفور والى حد ما مع حركات التمرد التى نشأت هناك وأحساس الكثيرين بعدالة قضيتهم، لكن فى الاونة الاخيرة بدأ يتضح للجميع مدى صبيانية وعدم نضج قيادات هذه الحركات وفقدانهم لأى رؤية استراتيجية وعدم قدرتهم المذهلة على تنظيم أنفسهم وتقيدهم بأبسط أسس العمل التنظيمى المتعارف عليها فى كل التنظيمات السياسية المعاصره. والدليل على هذه الصبيانية هى ظاهرة البيانات التى انتشرت فى الانترنت ممهورة بتوقيعات الناطقين الرسمين (الذين لا حصر لهم). وكما هو معروف فى عالم السايبر كلما تكثف التواجد أونلاين هذا يؤكد أن هناك القليل جدا يدور أوف لاين، و ما يحتاجه العمل السياسى الثورى الذى يحلم بالتغير الحقيقى أن يحدث التغير فى أرض الواقع وليس فى الفضاء الالكترونى الذى لا يعلم عنها غالبية سكان أقليم دارفور والشعب السودانى شيئا.
فرجائى من كتاب هذه البيانات التريث قبل الضغط على (زر الارسال) لأنها فقدت معناها وتكثف من التشويش وأصبحت مثار للتندر. فكل بيان اخر ماهو الا عبارة عن اضافة غير جادة لفوضى سياسية جديدة تقودها حركة التمرد فى دارفور. الانقسام السياسى ليس عيبا فهو أمر يحدث فى كل التظيمات السياسية فى أى مكان فى العالم لكن ماهو يميز البعض عن الاخر هو كيفية ادراة اختلافاتهم، فما يحتاجه كل المتابعين لقضية دارفور والمهتمين بأحوال الانسان هناك ليس المزيد من البيانات. بل توضيح تفصيلى عن ماذا يحدث؟ وكيف؟ ولماذا؟ بهدؤ وتروى وتفصيل القصد منه التوضيح وتسليم الحقائق للناس صادرا من جهة واحده وليس من جهات متعددة.
|
|
|
|
|
|