|
ما هو ثمن حياة الأفريقي؟
|
ما هو ثمن حياة الأفريقي؟
جيمس سميث - التايمز
فتحت عنوان "ما هو ثمن حياة الأفريقي؟" كتب جيمس سميث بالصحيفة البريطانية قائلا إن الناس يقولون إنه لا يوجد عرب وأفارقة سود في السودان، بل قبائل سوداء مختلفة تتنافس على ندرة الموارد. وبينما يقول الكاتب إن هذه المقولة لا تخلو صدق، فإنه يؤكد أنها تختلف عما يقوله الضحايا أنفسهم. " "العرب هم الذين يفعلون ذلك" هكذا قال لي اللاجئون على الحدود التشادية-السودانية المرة تلو الأخرى". ويقول الكاتب إن روايات الذين التقى بهم تحدثت عن هجمات ميليشيات الجنجويد العربية وهجمات الحكومة السودانية، ونعْت سكان دارفور من الأفارقة بأنهم "عبيد وزنوج". ويتابع سميث قائلا إنه منذ الاستقلال عن بريطانيا، حكمت أقلية من ثلاث قبائل عربية السودان، مستثنية بقية المجموعات من السلطة، ويقول إن "عنصرية مؤسسية على نطاق واسع" اليوم تدفع بدمار لا يمكن تخيله. ويتحدث عن روايات شهود عيان عن قصف طائرات أنتونوف الحكومية لقرى دارفور تتبعها هجمات الجنجويد على ظهر الجياد وإطلاق النار بدعم من قوات حكومية في سيارات. ويقول الكاتب "لقد تعرضت أعداد لا حصر لها من النساء للاغتصاب، وهن يستمعن إلى إهانات عنصرية. إن الدموع في أعينهن والأطفال الذين يتموا والذين فقدوا أطرافهم مازالت تطاردني". ويتساءل الكاتب قائلا "هل هذا لأنهم سود؟" ويقول إن هذا يثير الاستغراب ليس فقط للمعاملة التي يلقاها أهالي دارفور على أيدي الحكومة السودانية، بل أيضا من جانب بلدان العالم الغنية. ويضيف الكاتب أن مجلس الأمن كان لديه فرصة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني لإظهار غضبه ووقف "تلك الأفعال التي تتم دون محاسبة"، ولكن بدلا من ذلك جاء قراره الأخير حول السودان ليكتفي بالتعبير عن "القلق الخطير". ويقارن الكاتب بين ذلك ورد الفعل الفرنسي ورد فعل الأمم المتحدة من الصراع في ساحل العاج، حينما قتل تسعة من قوات حفظ السلام من الفرنسيين في غارة جوية نفذها سلاح الجو العاجي، ويقول "في ذات اليوم دمر الفرنسيون سلاح الجو العاجي بأكمله وهو على الأرض، ثم سارع الفرنسيون بطرح مشروع قرار أقر إجماعا في الأمم المتحدة بفرض حظر للسلاح فورا على ساحل العاج". ويتابع القول إن مقتل ثلاثة آلاف أمريكي أدى إلى شن حرب على الإرهاب، بينما أدى مقتل تسعة من القوات الفرنسية لتدمير سلاح جو، ويضيف "حان الوقت لنسأل: كم من الأفارقة السود ينبغي أن يقتلوا قبل أن تفرض الأمم المتحدة ولو حظر على الطيران أو حظر على السلاح"، مشيرا إلى أن قرابة مائة ألف شخص لقوا حتفهم فيما وصفته الإدارة الأمريكية بأنه "إبادة جماعية في دارفور". ويشير الكاتب، الذي ساهم في تأسيس صندوق إيجيس الذي يعمل على منع الإبادة الجماعية، إلى اجتماع لجنة من نواب البرلمان البريطاني الاثنين للنظر في طريقة تعامل بريطانيا مع الأزمة، ويقول "على اللجنة أن تسأل نفسها ما إذا كان ردنا يحدده الاعتقاد أن حياة الأفارقة السود في السودان تستحق المساعدات الغذائية.
|
|
|
|
|
|