لمحة من تاريخ الافكار العنصرية عند العرب

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد أمين(أحمد أمين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2004, 10:33 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لمحة من تاريخ الافكار العنصرية عند العرب


    هذا جزء من بحث جيد قام به الصديق الدكتور عمر شركيان

    بعنوان(آفاق الحل السِّياسي للمحتوى التأريخي بين حكَّام الخرطوم وأهل التخوم

    )
    ----------------------------------------------------------

    ليس هناك أدنى شك أنَّ الذي ينشده كافة الناس في السُّودان هو حياة كريمة خالية من الفوارق الاجتماعية والغلو الثقافي، وعدم جعل الاختلافات العرقية سبباً لمشكلاتهم السياسية، وإزالة الصفة الدينية من السُّلطة السياسية. كما أنَّهم – كذلك – يتطلعُّون إلى مستقبل مشرق ومشرِّف لأبنائهم الذي هم مهجات أنفسهم وثمرات قلوبهم. غير أنَّ محاولات النظام في تصوير الحرب الأهلية بأنها حرباً دينية قد عمق من الأزمة السُّودانيَّة، "فالقضية سياسية وليست دينية كما يقال عنها فالدين في السودان وفي غيره لا يمكن إزاحته من صدور البشر بإغلاق مسجد أو كنيسة، ولا يمكن إدخاله في عقولهم بالقهر والإكراه. لقد تأكَّد للجميع في الشمال والجنوب أنَّ المدخل لحل القضية هو البعد عن تسيس الثوابت الاجتماعية، وأن التوحد القسري عامل انفصال، بينما الإقرار بالتنوع عامل انصهار طوعى".(63)

    لكن مشكلاتنا، نحن معشر السودانيين، تتفاقم بسبب ما يكتبه ويتفوه به بعضنا البعض حيث كل إناء بما فيه ينضح. فهذا حمزة محمد داؤود يرد على مقال كتبه متوكل سعد بعنوان "نحن أفارقة ولسنا عرباً"، والذي نُشر في إحدى الصحف العربيَّة.(64) فماذا كتب حمزة؟ وما وجه الغرابة والمفارقة التأريخية فيما ذهب اليه؟ قال حمزة: "إنَّ العرب هم سادة وقادة الأمم وهذا لا شك فيه أبداً... والصفات والعادات الجميلة التى تحدث عنها الأخ (متوكل سعد) والمتأصلة في الشَّعب السُّودانى هي موروثة من العرب..." ومضى يقول: "وحتى ترهاقا وبعانخي وغيرهما ممن تدعي أنَّهم أصحاب حضارة في السُّودان فهؤلاء استمدوها من العرب".(65) لقد نسب الكاتب السيادة والقيادة للعرب دون غيرهم فهذا شطط ما بعده شطط. لم يخل العالم من حضارات سادت ثم بادت كحضارة البابليين والأشوريين والفينيقيين وإمبراطوريات سيطرت على أجزاء كبيرة من الدنيا كالإمبراطورية الفارسية والرومانية والبيزنطية واليابانية وغيرها. وبالرغم من ذلك لم يذهب أحفاد تلك الامبراطوريات غلواً في القول إنَّهم "سادة وقادة الأمم". أما الادعاء بأن "ترهاقا وبعانخي وغيرهما" استمدوا الحضارة من العرب فهذه هي فرية بلقاء ومفارقة تأريخية. عندما ملك بعانخي (747-716 ق.م.) وترهاقا (690-664 ق.م.)(66) كان الأعاريب في خيامهم بالجزيرة العربية، ولم ينتقلوا إلى حياة الحضر والمدينة إلاَّ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. واستطراد آخر لا بأس به لأنَّه يثبت ما نحن فيه أيضاً، هو متى ظهرت حضارة العرب؟ لقد ظهرت حضارة العرب في عهد الدولة العباسية، وذلك عندما إهتمَّ الخلفاء في هذا العهد بتكريم العلماء والعلم وترجمة أغلب المراجع الفارسية واليونانية والهندية وغيرها. وقد قامت الدَّولة العباسيَّة بمناصرة الفرس، فلذلك امتزج العرب بهم وتزوَّجوا من بناتهم، وجعلوا منهم ولاة الأقاليم، ووزراء الدَّولة وقادة الجند، وقلَّدوهم في عاداتهم وأحوال معيشتهم. كما امتزجوا بأمم أخرى مثل الأتراك والهنود والبربر وكان لهذا الامتزاج أثرٌ في الحياة الاجتماعيَّة واللُّغة والأدب. فلما امتزج العرب بالفرس في العصر الأموي والعباسي تسرَّبت وشاعت إلى اللُّغة العربيَّة الكلمات الفارسيَّة الآتية: الطَّست، الجرَّة، الكُوز، الخُوان، الخز، الدِّيباج، الياقوت، والفيروز.

    إنَّ الحضارات العظيمة التي خلفها النُّوبة والفراعنة هي إرثنا، كما أن تلاقح الحضارات كان إحدى ملامح النظام العالمي القديم. فتأثر اليونان بقدماء المصريين وتأثر المصريين بالهكسوس (الملوك الرعاة)، الذين حكموا شمال وشرق مصر ردحاً من الزمان، ولُقِّبوا بالفراعنة، وكان أول حكامهم هو "سنان بن الأشبل"، الذي عاصر سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأهدى هاجر إلى زوجته سارة ولقب نفسه بلقب فرعوني هو "فحسي".(67) إن أصل الهكسوس، الذي مازال يعتبره بعض الرواة لغزاً، قد نال إعجاب العرب حتَّى ادَّعوا أنهم منهم. إلا أنَّ الأهم في الأمر هو أنَّ الهكسوس قد اُعجِبوا بحضارة الفراعنة، وآية ذلك الإعجاب اتِّخاذ أول حاكم لهم لقب فرعوني، ويحدثنا التأريخ أنَّ النُّوبة، الذين كانوا جنوداً مرتزقة في البلاط المصري القديم، هم الذين طردوا الهكسوس من مصر، وقد عُرِفوا باسم رماة الحدق وذلك لبراعتهم في فنون القتال واستخدام القوس والسهام في الحروب. ومن شاء فليقرأ ما كتبه عنهم المؤرخ الإغريقي (اليوناني) هيرودوت، إن لم يكن كله فما تيسر منه. هذا هو تأريخ الأمم القديمة، التي قُدِّر لها أن تقوم بشئ من جلائل الأعمال. إذن، أين مبعث هذا الغلو الثقافي والاستعلاء العرقي؟

    عن جذور النظرة الدونيَّة والاستعلاء العرقي لدي العرب ضد الأفارقة (الزنوج أو الزنج) فتعالوا أتلو عليكم منها خُبراً. قد لا يكون من الأمر العسير تحديد تأريخ وجغرافية نشأة الأفكار العنصريَّة والقوميَّة الهدَّامة، غير أنَّ الذي عثرنا عليه في أمهات الكتب يدل على أن مبعث احتقار الزنوج يعود إلى الطبيب الروماني جلين في القرن الثَّاني الميلادي، حيث لعبت تأليفاته في علم التشريح دوراً رائساً في ممارسة الطب والأمور ذات الصلة الوثقى بالتأريخ الإسلامي. فقد عدَّد جلين عشر مزايا للذكور السُّود، حيث وصفهم بأنَّهم غلاظ الشفاة، ذوو أنوف فطساء، وشعر مفلفل، وعيون سوداء، ولهم أيدي وأقدام مخدَّدة (بها مجاري إخدوديَّة)، وحواجب رقيقة، وأسنان بارزة، وأجهزة تناسليَّة طويلة، ولهم من الفرح والمرح حظٌ عظيم. ومضى جلين يقول: "إنَّهم لأسرى لهذا الفرح وذلك المرح اللذان على حياتهم يسيطران، وذلك نسبة لخلل في أدمغتهم، ووهن في ذكائهم." وقد اقتبس الكاتب الشهير المسعودي، الذي توفى العام 956م، مقولات جلين في الجنس الحامي. ولنا عظيم الظن أنَّ بن سينا (980-1037م)، الطبيب والفيلسوف الفارسي الذي كان يمتهن صناعته في بغداد إبَّان العهد العبَّاسي، قد أخذ من جلين وأضاف عليه حين ذهب منظِّراً أنَّ الطقس يلعب دوراً بليغاً في تكييف مزاج الإنسان، وإن درجات الحرارة العالية أو المنخفضة تنتج ظروفاً ملائمة للاسترقاق، لذلك ينبغي أن يكون هناك أسياد وعُبدان. وقد وجدت أفكار بن سينا هذه، التي تفتقد أي سند علمي، قبولاً حسناً في المجتمعات الغربيَّة لأنَّها أشبعت رغباتهم النفسيَّة، فأقبلوا على هذه النظريات يترجمونها إلى اللُّغة اللاتينيَّة ويرتِّلونها ترتيلاً في أوربا.

    ولا ريب أنَّ القاضي سعيد الأندلسي، الذي توفى العام 1070م، وكان مقيماً في مدينة توليدو الذائعة الصيت في أسبانيا، قد تأثَّر بفرضيات بن سينا، وعليه لم يكد يستطيع أن يعبر بعقلانيَّة عن مؤسسة الرِّق حسبما أوردته روح ورسالة تعاليم مؤسس الديانة الإسلاميَّة. فقد وصف سعيد الأندلسي السلافيين (Slavs) – جمع السلافي(Slav) الذي منه اُشتقَّت لفظة عبد (Slave) في اللغة الإنجليزيَّة، وكذلك البلغاريين وجيرانهم، الذين يعيشون بعيداً عن حرارة الشمس الشديدة، بأنَّهم يمتازون بمزاج بارد، ولهم من النوادر غير المصقولة فنيَّاً كثير. لذلك كذلك نجدهم ضعاف الفهم، وقليلي الذكاء، ويغلب عليهم الجهل والملل، وعدم الإدراك وتفشي الغباوة. وعلى جانب آخر، كتب سعيد الأندلسي أنَّ الذين يتعرَّضون لحرارة شديدة من الشمس يصبح مزاجهم ساخناً، ونوادرهم ناريَّة، ويمسي لونهم أسوداً، وشعرهم صوفيَّاً. لذلك لا يستطيعون ضبط النَّفس، ويتحكَّم على بصائرهم تقلب المزاج، والتهوُّر والبلاهة. هؤلاء هم السُّودان (بمعناه التأريخي) الذين يعيشون في أثيوبيا، والنوبيين والزنج وأشباهم. ومضي سعيد الأندلسي يفرِّق بين النَّاس الأكثر جهلاً – الذين لهم ما يشبه حكومة ملكيَّة وقانون ديني – وأولئك الذين انحرفوا عن النِّظام البشري والتجمع العقلاني. وضرب مثلاً بدهماء البوجا، ومتوحشي غانا، وحثالة الزنج ومن شايعهم. وبهذه اللهجة اللَّعينة سار في نهجهم عالم الاجتماع العربي عبدالرحمن بن خلدون (1332-1406م) في مقدمته الشهيرة المعروفة باسمه، وقد ذكرنا جزءاً من نعوته ضد العجم في أماكن أخرى من بحثنا هذا.(6

    ومن جانب آخر، لم يشذ من العرب عن ظاهرة جواز استرقاق أهل السُّودان (في غرب أفريقيا) والتسري بإناثهم إلاَّ الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، حين كتب عن أخبار أهل بلاد السُّودان واصفاً إيَّاهم "أنَّهم من أحسن الأمم إسلاماً وأقومهم ديناً وأكثرهم للعلم وأهله تحصيلاً ومحبة، وهذا الأمر شائع في جل ممالكهم الموالية للمغرب كما علمت، وبهذا يظهر لك شناعة ما عمت به البلوى من لدن قديم من استرقاق أهل السُّودان مطلقاً، وجلب القطائع الكثيرة منهم في كل سنة وبيعهم في أسواق المغرب حاضرة وبادية، يسمسرون بها كما تُسمسر الدواب بل أفحش، قد تمالأ الناس على ذلك وتوالت عليه أجيالهم حتى صار كثير من العامة يفهمون أنَّ موجب الاسترقاق شرعاً هو اسوداد اللون وكونه مجلوباً من تلك الناحية، وهذا لعمر الله من أفحش المناكر وأعظمها في الدين، إذ أهل السُّودان قوم مسلمون فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولو فرضنا أنَّ فيهم من هو مشرك أو متدين بدين آخر غير الإسلام فالغالب عليهم اليوم وقبل اليوم بكثير الإسلام، والحكم للغالب، ولو فرضنا أنَّ لا غالب وإنَّما الكفر والإسلام متساويان هنالك فمن لنا أنَّ المجلوب منهم من صنف الكفار لا المسلمين. والأصل في نوع الإنسان هو الحريَّة والخلو عن موجب الاسترقاق، ومدعي خلاف الحريَّة مدعٍ لخلاف الأصل (...)".(69)

    وفي الحق، لم يخل السُّود من المواهب التي رفعتهم مكاناً علياً. وهكذا نجد أنَّ "إشراق السويداء"، وهي فتاة سوداء كما يدل اللَّقب، كانت يُحتفى بها في القرن العاشر الميلادي في الأندلس، حين كانت هذه المنطقة تقبع تحت الإحتلال العربي الإسلامي. وقد ملكت إشراق من المعرفة بعلم النحو والصرف وعلم العروض (نظم الشعر) كثير، حتى أمست موضع ثقة وتقدير من الأندلسيين. أما في ثورة الأناقة، التي حدثت في الأندلس فكان زعيمها الأوحد أبو الحسيان علي بن نافع المعروف بزرياب (789-857م). تُرى من هو زرياب الذي اشتغل الناس بأخباره، واهتم الهنداميون بمظهره العام يومئذٍ؟ فزرياب – المغني الأسود – موسيقاراً كان ثم شاعراً. ولد زرياب في العراق ورفعته مواهبه إلى ديوان قصر الخلافة في بغداد، وحين بدأت سهام الغيرة تنوشه، شدَّ الرحال ونزل الأندلس في عهد الخليفة عبدالرحمن الثاني، وسرعان ما بدأ يمارس مواهبه حتى بات يُشار إليه بالبنان. فأدخل الموسيقى العراقيَّة في الأندلس، وأضاف السلم الخماسي، وأسس مدرسة للموسيقى، وكان أول من بدأ استخدام معجون الأسنان في الأندلس، وتعطير الإبط، وتشجيع أسلوب خاص لتصفيف الشَّعر، والاهتمام بالحلاقة النظيفة للرجال، وجاء بموضة تغيير الملابس حسب فصول السنة الأربعة بدلاً من الشتاء والصيف فقط. كذلك أتى بأسلوب الطباخة العراقيَّة، وبدأت مقادير الطعام تأخذ اسمه. ليس هذا فحسب، بل يرجع إليه الفضل في تحبيب احتساء الخمر لدي المسلمين في الأندلس ضد التعاليم الأصوليَّة لدينهم الإسلام، هكذا أفتى علماء الأندلس. أما في عصر الدولة الفاطميَّة في مصر فنجد أنَّ والدة الخليفة المنتصر (94-1036م)، الذي يعتبر حكمه أطول خلافة فاطميَّة، فسودانيَّة كانت ثمَّ سوداء. ثم جاءت الدولة الإخشيديَّة في مصر، وقد حكمها أبو المسك كافور (966-968م).

    ومن الأندلس ومصر نقفز إلى الهند، حيث لمع اسم أمبر في شبه القارة الهنديَّة. والجدير بالذكر أنَّ أمبر هو شامبو – كما عُرف عند أول تاجر نخاسة ابتاعه – الذي ولد في أثيوبيا العام 1550م، وتم تسويقه من تاجر إلى آخر حيث تنقل في الحجاز وبغداد وموكا، واعتنق الإسلام واستبدل اسمه إلى أمبر، وتعلَّم فن إدارة المال والأعمال، وأخيراً تم بيعه إلى جنكيز خان – وهو رئيس وزراء حبشي لمنطقة أحمد نجار – في الهند العام 1575م. وبعد انهيار عائلة بهماني في القرن السَّادس عشر الميلادي، توحَّدت خمس سلطنات هنديَّة هي: أحمد نجار، بيرات، بيجابور، بيدار، وجولكوندا وكوَّنت سلطنة ديكان. وبعد وفاة جنكيز خان تم بيع أمبر إلى سلطنة جولكوندا، ومن ثّمَّ إلى بيجابور. وفي الأخيرة أمسى أمبر قائداً للجيش، ونال لقب الملك، وسرعان ما استقلَّ في العام 1590م وبات يقود جيشاً مستقلاً من الأحباش والعرب. وفي العام 1595م أنشأ سلطان سلطنة أحمد نجار جيشاً من الأحباش يقودهم قائد حبشي، ودعا القائد الجديد أمبراً لدمج الجيشين. وفي العام 1602م اعتقل أمبر السلطان وأعلن نفسه أميراً على السلطنة، وهزم الإمبراطور المغولي "أكبر" وخليفته جاهانجير، وتحالف مع سلاطين بيجابور وجولكوندا حين أدرك الأخيران نطاق نفوذهما.

    ونسبة لخلفيته الوضيعة وما تعرَّض له من الإهانة بسبب لونه الأسود وأصله العبودي، استخدم أمبر السلطة لتوفير نوع من الشراكة في الحكم مع جميع الأثنيات والطوائف الدينيَّة في السلطنة، فعيَّن الأحباش والعرب في مناصب عسكرية عليا، ومنح الهنود أراضي زراعيَّة، وخصَّ البراهمين بوظائف شؤون المال وجباة الضرائب، والمراثيين بالخدمة المدنيَّة، والفرس بالتجارة الخارجيَّة في الخليج الفارسي مع الإنجليز والبرتغاليين. واشتهرت السلطنة بصناعة الحرير والورق والسيوف والفؤوس والبنادق وتصديرها إلى بقية أقاليم الهند وبلاد فارس وشبه الجزيرة العربيَّة، ومن هنا اشتهر السيف المهنَّد عند العرب. وكذلك أدخل أمبر الخدمات البريديَّة وطوَّرها، وشجَّع التجارة والزراعة وصيانة القنوات المائيَّة وتحسين وسائل الري في المشاريع الزراعيَّة. توفى أمبر – رحمة الله عليه – العام 1626م وخلفه ابنه فتح خان، ولبث في السلطة ثلاثة أعوام حتى توفى هو الآخر العام 1629م.

    ثم ندلف إلى السَّودان، وقد مزَّقت مؤسسة الرق المجتمع السُّوداني شر ممزق. وفي كردفان كانت تقوم قبائل البقارة والكبابيش بحملات صيد ضد النُّوبة (غزوات) كتقليد متبع عندهم لإثبات الرجولة والفروسيَّة، وكان مهر العروس يُدفع رقيقاً إلى والديها. ويعتبر بعض العرب في السُّودان الرقيق جانباً من الثروة، ويطلقون على العبيد كلمة "مال"، وكان البقارة يقيسون ثرواتهم بمقدار ما عندهم من أرقاء. ولم تقل حدة حملات الاسترقاق هذه إلا بعد أن جند البريطانيون بعض العرب المحليين في البوليس العام 1902م، وكذلك سجن أحد تجار الرقيق خمس سنوات العام 1903م، وإنشاء حامية عسكرية في بحر الغزال. أما في شرق السُّودان حول موانئ البحر الأحمر لتصدير العبيد إلى أسواق الجزيرة العربيَّة، فقد تم القبض والحكم على 85 تاجراً في خلال 18 شهراً في تشرين الثَّاني (يناير) 1905م مما ساعدت هذه الإجراءات في الحد من التجارة وليس إلغائها نهائيَّاً.(70)

    بالرَّغم من هذه الأدلة الدَّامغة عن السُّود الرَّاسخين في العلم نجدهم مصدر تندُّر وتفكه من قبل البيضان في الشرق والغرب. فحين يعكف الغرب على دراسة مجتمعاتهم يسمون ذلك الضرب من الدراسة علم الاجتماع (Sociology)، أما حين يتحدَّثون عن الأنثروبولوجي (Anthropology) – أي علم البحث في أصل الجنس البشري وتطوُّره بأعراقه وعاداته ومعتقداته – فإنَّهم يعنون، بذلك البحث، المجتمعات الأفريقيَّة أو غيرها من الأمم التي تُعرف بالعالم النَّامي (The developing world)، تلطُّفاً من استخدام مصطلح العالم الثَّالث، على الرَّغم مما نعلم أنَّ البدائي (Primitive) هو أصل الأشياء، ومن لا أصول له فليبحث عنها، وإن لم يستطع فليكن عن بعضٍ منها. إنَّ هذا العلم – الأنثروبولوجي – يمنحنا مفاتيح معرفيَّة شديدة التأثير والأهميَّة إذا اُستخدم استخداماً إيجابيَّاً. هذه هي ملامح من القهر الثقافي والاستعلاء العرقي، والظروف التي نشأت فيها النعرات العنصريَّة ضد أهل السُّودان – العبدان منهم والأحرار – حتى الذين أُوتوا بسطة في العلم، فلم تكف ألسنتهم الحداد، ولم يجف مداد أقلامهم حين يعتزمون تحقير الأغيار. فقد كتب الدكتور الراحل عبدالله الطيب أثناء حوادث توريت في جنوب السُّودان العام 1955م في الصحف داعياً إلى الثأر لأبناء العرب ضد الزنج، وأشفع ذلك بقصيدة مشهورة ضمَّها من بعد في ديوانه الأول، ومطلعها:

    ألا هل درى قبر الزبير بأنَّنا نُذبَّح وسط الزنج ذبح البهائم

    والجدير بالذكر أنَّ الإشارة إلى الزبير باشا رحمة – تاجر الرقيق إبَّان العهد التركي-المصري في السُّودان (1821-1885م) – واضحة الدلالة، إثبات حقيقة أن الزبير قهر أهل الجنوب واسترقَّهم، والإشارة إلى الزنج واضحة الدلالة – كذلك - من حيث "المنابزة بالألقاب" و"الشتيمة" و"شئ من الجاهليَّة".(71) ففي القرون الوسطى بدأت لفظة العبد تعني الأسود المستعبد، أما المملوك فكان يعني المسترق ذا لون أبيض. فإنَّهم يعيبون سواد بشرتنا ولا عيب فينا، وإن كان لهم رأياً فيما خلقه الذي يبدئ ويعيد فعليهم توجيه اللَّوم لله البارئ، إذ لله في خلقه شؤون، فتبارك الله أحسن الخالقين. إنَّ هذا التطرف العرقي لدرجة محاولة محو الآخر من الوجود لهو أساس البلاء في السُّودان. بيد أنَّ الحقائق ماثلة أمامهم. وفي الحق، "إنَّ اختلاط العرب وتزاوجهم مع نساء نوبيات، وتمثلهم للنَّسب العربي لا يجعل منهم عرباً خلصاً من ناحية عنصرية أو عرقية كما يتوهم بعضهم. بل إنَّ الأصول القديمة التي تزاوج فيها العرب مازالت تبدو واضحة في اللون وتقاطيع الوجه، وفيما ورثوه من عادات وتقاليد وألفاظ ولعل من أبرزها نوع المسكن، وإعداد الأكل، وآلات الزراعة واسماؤها والشلوخ وطريقة تصفيف شعر المرأة وغيرها من المظاهر الثقافية".(72) وقد حاول البروفسير يوسف فضل حسن إيجاد العذر لهؤلاء المتطرِّفين بقوله "يبدو أنَّ قلة من السُّودانيين قد أخطأوا عن جهل حينما تطرَّفوا فى المبالغة بانتسابهم للعرب دون سواهم ولعل في هذا التطرُّف من جهة، والتمسك بالحضارة الإسلاميَّة العربيَّة من جهة أخرى، محاولة لإيجاد سند حضاري يتكئون عليه بعد أن هزم الاستعمار الإنجليزي ثورتهم المهديَّة، واغتصب بلادهم، وكاد أن يحتويهم بحضارته الأوربية."(73) ومهما يكن من أمر مأزق الماضي، فعليهم نبذ الغلواء والتعاضد على كلمة سواء. فلماذا، إذن، نهرول بعيداً عن تأريخنا المعاصر ونتنكر عن جذورنا الضاربة في عمق التقاليد الأفريقية والواقع الذي لا فكاك منه. فقد بلغ اهتمام الغرب بمسألة الحقوق المدنيَّة للأغيار ومناهضة العنصريَّة مبلغاً جعل العلماء يخترعون جهازاً لمعرفة ما إذا كان الشخص عنصري أم لا. ومن بعد تجارب بحثيَّة عديدة، توصَّل العلماء في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة إلى نتيجة مفادها أنَّ العنصرية الكامنة في الإنسان يجهد الدماغ مما يجعله يعطي فرق جهد ضعيف حين يتعرَّض لاختبار الموارد العقليَّة. وباستخدام نظرية علم النَّفس الاجتماعي (Social psychological theory) يمكن إيجاد البلسم لأدواء العنصريَّة وهن كُثر. فماذا نحن فاعلون في سودان اليوم والمستقل دعنا من سودان الأمس؟
                  

09-13-2004, 10:31 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمحة من تاريخ الافكار العنصرية عند العرب (Re: أحمد أمين)

    فوق
                  

09-14-2004, 01:18 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمحة من تاريخ الافكار العنصرية عند العرب (Re: أحمد أمين)

    هل العرب عنصريون؟

    < >سعد الدين إبراهيم الحياة 2004/09/14

    يقلقني منذ سنوات السؤال الخاص بالنزعة العنصرية لدى العرب. وأعترف أنني كثيراً ما كتمت هذا السؤال في أعماق أعماق اللاوعي في داخلي! بل أكثر من ذلك إمعاناً في إنكار هذه الخواطر الدفينة، إنني كنت أتصدى لمن يتهمون العرب بالعنصرية، وأفنّد حججهم بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والنماذج الإنسانية التي أسهمت في بناء الحضارة العربية الإسلامية، من مختلف الملل والنِّحل والأعراق.

    ولكن هواجسي حول عنصرية العرب، كانت تتجدد بشدة، بين الحين والآخر. وكان آخر تجليات العنصرية العربية منذ عدة أيام، حينما ذبحت إحدى الجماعات التي تتستر وراء رداء العروبة والإسلام اثني عشر إنساناً من «النبيال»، كانوا يعملون «طهاة»، في مطعم يملكه مواطن اردني من العراق. وطبقاً لما نقلته وكالات الأنباء ونشرته صحيفة «الحياة» (1/ 9/ 2004) فإن مجموعة تطلق على نفسها اسم «جيش أنصار السنة» في بيان أرفقت به شريط فيديو على موقع لها على الإنترنت «قمنا بفضل الله تعالى بتنفيذ حكم الله في 12 نيبالياً، جاؤوا من بلادهم مستعينين بإلههم بوذا من أجل محاربة المسلمين..».

    في اليوم التالي لهذه المذبحة الرهيبية، خرج آلاف المتظاهرون في العاصمة النيبالية «كاتمندو»، يعبّرون عن غضبهم واحتجاجهم على هذا السلوك البربري. وتطورت تعبيرات الاحتجاج إلى سلوك همجي آخر، تجلى في إحراق المسجد الإسلامي الوحيد، في العاصمة النيبالية، وعمره أربعمئة عام، ثم انتشرت تعبيرات الغضب، حتى طالت السفارة المصرية، بصفتها راعية للمصالح العراقية في نيبال. وكذلك امتدت محاولات التدمير الانتقامية إلى مكاتب الخطوط الجوية القطرية وطيران الخليج. أي أن كل ما هو عربي في نيبال، تعرّض لسلوك هجومي عدائي، رغم محاولات سلطات هذا البلد الأسيوي المسالم السيطرة على المتظاهرين وحماية العرب وممتلكاتهم القليلة في «كاتمندوه».

    ويبدو أن ما ورد في بيان جيش أنصار السنة، حول «الديانة البوذية» قد أثار شجون الشعب النيبالي الذي يدين نصفه تقريباً بهذه الديانة، بينما يدين النصف الآخر بالديانة الهندوكية، مع حوالي 4 في المئة من السكان يدينون بالإسلام. وتشترك نيبال في حدودها مع كل من الهند والصين وباكستان وأفغانستان، وهي دولة ملكية وجبلية، ما زال معظم سكانها، الذين عددهم أكثر من عشرين مليون، يعيشون حياة أقرب إلى العصور الوسطى. ومع ذلك حافظت نيبال على استقلالها بين جيرانها الكبار، لفقرها ووقوفها على الحياد بينهم. وقد دفع فقر الموارد إلى تزايد هجرة العمال منها إلى البلدان المجاورة والقريبة، ومنها العراق.

    أي أن هؤلاء الضحايا كانوا مثل غيرهم من أبناء الدول الأسيوية الفقيرة ـ مثل الهند، وسريلانكا، والفيليبين ـ يسعون إلى كسب قوتهم حيثما تسنح الفرص، حتى لو كانت تنطوي على مخاطر، مثلما حدث بالفعل لهم ولغيرهم في العراق. ولكن الإضافة هنا، وربما السبب وراء الغضب الشعبي في نيبال، وربما الغضب المكتوم لملايين الصينيين، هو ما حدث لامتهان الرموز المقدسة للديانة البوذية منذ عدة سنوات، حينما دمر نظام طالبان المتعصب تمثالين بوذيين تاريخيين في أفغانستان. هذا رغم نداءات من اليونسكو وكل متاحف العالم، ومن الأمين العام للأمم المتحدة إلى حكومة طالبان بعدم التعرض للتمثالين. ومن الواضح أن جماعة أنصار السنة في العراق لا تقل تعصباً وتخلفاً عن طالبان، بل أن نفس الفكر ونفس الممارسات، يجعل شبهة العلاقة بينهما صحيحة. وفي كل الأحوال، فكما أن طالبان قد أساءت إلى سمعة الإسلام والمسلمين في الماضي، فكذلك تفعل الآن جماعة أنصار السنة، في العراق.

    ولكن الملاحظات السابقة لا تقوّم دليلاً وحدها بالضرورة، على «عنصرية» بعض العرب والمسلمين. ولكن الذي يوحي بذلك هو ردود الفعل العربية أو بتعبير أدق غياب ردود الفعل العربية والإسلامية، على مذبحة النيباليين في العراق.

    لقد تزامنت مذبحة النيباليين في العراق مع اختطاف صحافيين فرنسيين. وقد انتقدت الصحافة العربية والمرجعيات العربية والإسلامية هذا الاختطاف، وتنادت لإنقاذ الصحافيين. من ذلك أن مرجعية قومية مثل السيد عمرو موسى، «جدد نداءه إلى خاطفي الصحافيين الفرنسيين في العراق، وعدم إلحاق الضرر بهما، معتبر أن الأمر خطير جداً، وغير مبرر ونتائجه كلها ضرر، ولا تعبر أبداً عن موقف عربي، وإذا كانت له مسحة دينية فلا يعبر عن أي موقف ديني» (الحياة 2/ 9/ 2004)، كذلك جدد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي دعوته إلى خاطفي الصحافيين الفرنسيين في العراق إلى إطلاق سراحهما فوراً. وفرّق بين الفرنسيين والأميركيين على أرض العراق، وقال، طبقاً لما نقلته صحيفة الحياة أيضاً «إذا كان هؤلاء الخاطفين يحرصون على سمعة الإسلام حقاً، فعليهم إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين لأسباب ثلاثة:

    أولها، تقديراً لسياسة فرنسا الخارجية في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية حتى تكون قدوة ونموذجاً لباقي الدول الأجنبية الأخرى.

    والسبب الثاني هو أن الصحافيين الفرنسيين يحققان مصلحة لقضية العراق، حيث أنهما يكسران بوجودهما في العراق احتكار الاحتلال الأميركي لنقل المعلومات.

    أما السبب الثالث فهو أنه بالبحث في تاريخ هذين الصحافيين تبين أنهما من المؤيدين والمنصفين للقضايا العربية والإسلامية بشكل عام». حسناً، ولكن جاءت تصريحات موسى والقرضاوي في نفس اليوم التالي لأخبار مذبحة النيباليين، دون أن يكلف أيهما خاطره بكلمة استنكار أوعزاء ومواساة لأولئك الضحايا، الذين تصدرت صورة جثثهم كل الصفحات الأولى من الجرائد اليومية. ولا تفسير لهذا التجاهل لمأساة النيباليين وآلام شعبهم، إلا أحد الأسباب التالية:

    1 - جهل الأمين العام والداعية بأن النيباليين ينتمون إلى الجنس البشري، وبالتالي يصدق عليهم كل ما ينطبق على بني الإنسان من حقوق.

    2 - أن لديهما مراتب لبني الإنسان، فالفرنسيين لديهما أعلى مرتبة ويستحقان النداءات لإنقاذهما. أي أننا بصدد ما يسميه المصريون «عقدة الخواجة». «فالأوروبي» لدى الأمين العام والداعية الإسلامي أفضل من «الأسيوي» أو «الأفريقي».

    3 - الانتهازية السياسية، ففرنسا دولة كبرى وغنية، ولها مواقف مناصرة للقضايا العربية، ومن ثم يستحق مواطنيها كل الاهتمام والرعاية، بينما نيبال دولة أسيوية ضعيفة وفقيرة، ولا تأثير يذكر لها في السياسة الدولية.

    وأيًا كان السبب، أو الأسباب الثلاثة معاً، فإن المشهد ينطوي على عنصرية سافرة أو مستترة. وصمت الأمين العام لجامعة الدول العربية في حالة الأسيويين وجهره في حالة الأور،بيين، يماثله الداعية الإسلامي المعروف، بل وشيخ الأزهر الذي أطلق تصريحات مماثلة في ناحية، وصمت صمتاً رهيباً من ناحية ثانية (المصري اليوم 1/9/2004).

    إن مبادئ حقوق الإنسان لا تتجزأ. ونحن العرب طالما شكونا من إزدواجية المعايير عند الغربيين عموماً وعند الأميركيين خصوصاً، حينما يدافعون عن حقوق الإنسان في الحالات التي تهمهم ويصمتون عن انتهاك نفس الحقوق في الحالات الأخرى التي تهمنا نحن العرب. ولكن ها نحن نرتكب نفس الإثم العنصري المقيت.

    وقد سكت حكامنا عن بعضهم البعض حينما ارتكبوا جرائم إنسانية في حقوق شعوبهم أو الشعوب المجاورة. بل وسكت أغلبية المثقفين العرب عن نفس الجرائم، بذريعة أن «الأمة في خطر» أو أنه «لا يعلو صوت فوق صوت المعركة». لقد كان من تجليات هذه الإزدواجية العنصرية السكوت عن استخدام الغازات السامة ضد الإيرانيين (المجوس)، ثم ضد الأكراد العراقيين في حلبجة (غير عرب)، ثم الفتك بالسودانيين في الجنوب (زنوج غير مسلمين)، ثم بأهل دارفور المسلمين في غرب السودان (مسلمين ولكنهم أفارقة زنوج). والغريب هو أنه حينما تحاول أطراف دولية أن تنقذ الموقف لأسباب إنسانية، مخلصة أو مغرضة، فإن معظمنا كعرب، حكاماً ومحكومين، نتصايح بأن هذا هو «تدخل أجنبي في قضايانا»، وهو «انتهاك للسيادة الوطنية». لقد حان الآوان لمواجهة الذات العربية الجماعية العنصرية، توطئة للتخلص من تلك العنصرية البغيضة.

    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    ٭ رئيس «مركز ابن خلدون للدراسات والابحاث»، القاهرة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de