دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: السودان فعلا حقل (تجارب فيران) للحركة الاسلامية العالمية (Re: أحمد أمين)
|
وهنا أحد فنى معمل الفيران السودانى (أ.د. حسن مكي محمد أحمد) يقوم بدوره على افضل وجه لتنفيذ مشروع الحركة الاسلامية العالمى (كما يخطط له اسياده من أمثال وجدى حسين) فى السودان خادما مطيعا لايدولجية الاسلام السياسى المدمرة للنسيج الاجتماعى فى السودان. حتى لو أنفجر المعمل بكل مافيه من (فيران) لا يهم ذلك صاحبنا فالتجربة لا بد أن تصل الى نهايتها الحتمية.
ولا يهمه فى تنفيذ مهمته أن يكذب ويلفق تاريخ السودان الذى (أبتلى بأمثاله)، ولى عنق الحقيقة لتستوى مع القالب الايدولجى هى صناعة اتقنها مدمنى الدوقما الفكرية. صاحبنا هذا هو منظر نظرية الحزام الاسود حول الخرطوم.
الاستاذ البروفيسير: بغباء يستمتع بكل الالقاب العلمية التى ساهمت فى أيجادها حركة التنوير الفكرية الاوربية، فهو يستخدم اللقب لكنه لا يستخدم الوسائل العلمية التى تبرر حمل اللقب.
فاقترح عليه اسلمة اللقب العلمي وهى تناسب حالتهم الذهنية مثل (الشيخ)،(الفكى)، (الصحابى)، (الفقيه).................. (دكتور، بروفسير دى خلوها للعلمانييين والعقلانيين الذين يستخدمون المنهج العلمى الذى يبرر وجود اللقب نفسه وهو البحث عن الحقيقة المجردة من الغرض والمرض والتلاعب الاخلاقى والايدولجى.)
هذا المتطفل فكريا وعلميا يزور تاريخ وهوية السودان ويختصرها فى استهبال تاريخى متعمد فى ثلاثة عناصر التوحيد (ومعروف أن الحضارات النوبية السابقة والديانات الافريقية القديمة والحالية يوجد فيها تعدد الالهة)، الشريعة، اللغة العربية. لا أحد يدرى أين يعيش هذا البروفسير بل معادلته التى يود أن يضبط بها هوية السودان فهى تعادل الوضع الحالى فى السودان، موت، وحرب ومزيد من الموت. وكأنه لا يقرأ حتى اتفاقية السلام التى وقع عليها (أخوته فى الاسلام) وأكدت على الاعتناء بتطوير كل اللغات السودانية وأن لغة الدولة السودانية الرسمية نظريا هى العربى/والانجليزى
Quote:
مضمون الهوية السودانية أو الجوهر الذي يقوم عليه السودان
تمت الإشارة في الحلقة السابقة إلى أن المواطنة ليست آيدلوجية أو عقيدة حتى ترفع في وجه الهوية السودانية أو ثلاثية الهوية السودانية وهي التوحيد واللسان العربي والشريعة.
ظلت مكونات التوحيد فاعلة في العقل السوداني منذ أن خطا أهل السودان خطواتهم الأولى في مسار الحضارة ، حيث ظلت الطبعات النوبية للحضارة السودانية تقوم على بعدين: الحياة وما بعد الموت. بل إن أهل السودان القدامي استثمروا كل طاقاتهم الخلاقة والابداعية في انجازات صروح ما بعد الموت، لانّهم كانوا يعتقدون في الحياة الابدية ، حياة ما بعد الموت ، كما تكشف عنها الجبانات والمزارات والمدافن والاهرامات .
وكانوا يعبدون الحي القيوم في إطار التجسدات التي كشفت عنها الأثريات ، وكانوا ينقطعون للعبادة في المعابد التي ظلت تتحدى عوامل التعرية والهدم كما في البركل ومروي والنقعة والمصورات وغيرها وغيرها . كما برزت سطوة الكهنة ورجال الدين في مختلف الحقب انتهاء بالحقبة المروية .
كما تفاعل أهل السودان مع الديانات السماوية الابراهيمية من يهودية ومسيحية واسلام حيث حاور وزير خزانة الكنداكة العبد الخصي، حوار المسيح فيلبس ودخل على يده في المسيحية.
كما قبل النوبة الإسلام وفق شروط تعاقدية ذات مضامين مفتوحة ولغة مفتوحة ، ادت إلى تقبل السودانيين تدريجياً للثقافة الإسلامية واصبحت أربعة عوامل عاملة في بسط الاسلام، منها دخول العلماء والمسلمين حسب نصوص البقط للتجارة وغيرها، ثم الهجرات العربية من مصر والجزيرة العربية مشفوعة بحركة اللاجئين السياسيين الذين جعلوا من أرض السودان أرض هجرة وملاذ.
ثم طريق الحج ، الذي رفد السودان بملايين الأفارقة الذين اندمجوا في الحضارة السودانية، ورفدوا الحضارة السودانية بهويتهم الاسلامية ، لأنهم خرجوا في هجرة روحية للحج ، وعنى ذلك تجريد الهوية الا من سلاح الايمان وسلاح متابعة الترقيات الروحية فأصبحت الارادة المحركة
ارادة روحية في اطار التجاذب والتواصل الاجتماعي والاقتصادي الذي تقوم عليه بشرية البشر .
أما العامل الرابع فهو العامل المفتوح ، بفعل كتابة القرآن ومدارسة القرآن والتجاذب مع حركة الاسلام العالمية ابتداء من التصوف وانتهاء بالحركات الاسلامية وما جاءت به حركات العولمة من فضائيات وحوارات وتداخلات .
والفائدة ان التوحيد خصيصة اساسية من الحضارة السودانية وركيزة من ركائز العقل السوداني ، غير قابلة للألغاء والشطب أو التجاهل وستظل فاعلة وعاملة ومؤثرة ورافدة
للهوية السودانية.
أما الركيزة الثانية للهوية السوانية فهي نتاج تحولات وتفاعلات استمرت لأكثر من ألف سنة وادت إلى سيادة اللسان العربي حيث عرف اهل السودان مختلف الألسنة المحلية والعالمية من لغات نوبية وزنجية اندثر بعضها وبقى بعضها. كما عرف ألسنة عالمية كاللسان اليوناني والروماني والقبطي والهيروغلوفي ولا تزال قصص هذه الألسن شاخصة وحاضرة في نقوش المعابد والمقابر والمدافن السودانية - ولكنها جميعا تلاشت من دائرة الحياة العامة مفسحة المجال للسان العربي ، نتيجة لان السودان جزء من البحيرة التي تحوم فيها تأثيرات اللسان العربي ونتيجة للهجرات ونتيجة لانتشار القرآن حيث اصبح القرآن كتاب السودانيين الاكبر منه يتعلمون التوحيد والشريعة والثقافة والفقه ويستمدون منه معنى الحياة واللسان العربي والحرف العربي مفتاح القرآن وأصبح السودان جزءا من المكتبة العربية، وحينما دخل الاتراك في القرن التاسع عشر لم يستطيعوا أن يؤثروا على وضع العربية وإنما رفدوها ببعض مصطلحاتهم التي لا تزال شائعة حتي اليوم ( جبخانة وأجزخانة ، وأدب خانة وشفخانة ألخ )..
ولم يعرف السودانيون لغة لتدوين أدابهم وفنونهم واشعارهم غير الحرف العربي ابتداء من وثائق تمليك الارض مرورا بالمحررات الفقهية والدينية والحواشي وانتهاء بطبقات ود ضيف الله وكاتب الشونة - إلى ان برزت نهضة المكتبة السودانية الحديثة كما عبرت عنها الفجر وحضارة السودان والنهضة والصحافة السودانية المعاصرة ، ومع أن اللغة الإنجليزية برزت مع مشروع السودان الحديث وأصبحت لغة التعليم في حقب المشروع ، إلا أنها تظل نافذة السودان للتواصل مع العالم الخارجي والتواصل مع الحركة العلمية وتصبح مكملة للسان العربي المبين الذي اصبح كالجنيه السوداني موجودا ومتاحا في كل السودان جنوبه وغربه وشرقه.
أما الركيزة الثالثة ، للهوية السودانية فهي الشريعة ، حيث ظلت الشريعة سائدة ، حتى في ظل حكم الإدارة البريطانية ، إذ نظمت الشريعة كل ما يتعلق بفقه الأرض من بيع وهبة وإرث وايجار ، كما أن كل معاملات الأحوال الشخصية، وهي أهم من الأحوال الجنائية، لأن الأحوال الشخصية تحيط بكل شخص وبكل اسرة من ناحية الزواج والانجاب وكفالة الاطفال والحقوق
بينما يقتصر قانون الاجراءات الجنائية على الجريمة التي تخص المجرم والضحية وهذه ظل جانبا كبيرا منها يستصحب مطلوبات الفقه الاسلامي مثلها ومثل قانون الاجراءات المدنية .
صحيح ان الحركة الإسلامية ، صرفت وقتا وطاقة ومددا في قضية الدستور الإسلامي ، وهي قضية اجتهادية وليست مولودة تماما من رحم الحضارة السودانية وكان من الأولى صرف هذا الجهد في قضايا العدالة والتنمية وقد قامت حركات على هذين المبدأين وهما من صميم الوارد الاسلامي ، فبعض الفرق الإسلامية كالمعتزلة ، يضع العدالة في المرتبة الثانية في تراتيب القيم بعد التوحيد وقبل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - بينما التنمية مطلوب من مطلوبات النص القرآني والسنة والتاريخ الإسلامي .
إن واقع حاضر السودان ومشهد الاجتماع فيه يؤكد حضور التنمية الروحية كأساس لحركة التنمية المادية ، حيث قامت الدولة بانجاز مشروع السلام كمشروع سياسي مفتاحي بالإضافة إلى مشاريع ثورة التعليم العالي والطرق والاتصالات والكهرباء ، بينما رفد المجتمع هذا التحرك بثورة بناء المساجد وثورة الوقف ، حتى اصبح عدد المساجد اكثر من عدد المدارس ، والمساجد في حد ذاتها مدارس ومعاهد علم والإشارة ليست لاعطاء مزية للمسجد على المدرسة وربما كان في بعض نواحي السودان الحاجة اصيلة للمدرسة ولكن رغما عن ذلك فإن العقل السوداني تظل اشواقه كامنة في متابعة ترتيباته الروحية ببناء مسجد او مزار أو وقف ويكشف ذلك عن سر الهوية السودانية وعبقريتها الروحية وطموحاتها المرتبطة بعقيدة ما بعد الموت ، وبعد ألف سنة من الآن، إن استمرت الحياة ، سيظل الحوار ممتدا حول الهوية السودانية ، ومحاولة انتقاصها ولكنها ستظل شاخصة وحاضرة بمكوناتها التوحيدية واللسانية والعقدية والله اعلم
http://www.rayaam.net/articles/article12.htm
|
| |
|
|
|
|
|
|
|