دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي
|
- اسم الكتاب: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي -المؤلف: عادل ضاهر -عدد الصفحات: 415 -الطبعة: الأولى 2001 -الناشر: دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت
عرض/ إبراهيم غرايبة يهتم الكتاب بمناقشة أطروحات مشتركة للحركات الإسلامية تثير أسئلة فلسفية، وأهم هذه الأطروحات: النقل ذو أسبقية على العقل الإسلام دين ودولة لا يمكن للإنسان أن يتدبر شؤون دنياه من دون توجيه إلهي لا اجتهاد في مورد النص لا تعارض بين قيام دولة إسلامية والديمقراطية في بعض جوانبها ويشكك المؤلف في مشروعية إسناد الأطروحة الخامسة إلى الإسلاميين، وإن كان من بينهم من يؤيد هذه الأطروحة ظاهريا، وبخاصة في إصرارهم على أن نظام الشورى هو المعادل الإسلامي للنظام الديمقراطي، ولكن مع افتراض أنهم يتبنون فعلا هذه الأطروحة فإنها برأيه ليست صحيحة ولا يمكن تطبيقها. ويرد المؤلف على هذه الرؤية التي يقدمها على أنها العودة إلى النصوص لتوجيه شؤون الحياة، وأن هذا هو المنهج الصحيح الذي يعصم من الخطأ، وأن الإنسان لا يمكن أن يكون في الوضع المعرفي الصحيح إزاء ما ينبغي عمله في المجال العام من دون المرجعية العليا المتمثلة بالنص المقدس، ولا يجوز الاجتهاد إلا في الحالات التي لا تكون مشمولة بنص صريح.
الديمقراطية والإسلام والعقل
ويشغل المؤلف نصف الكتاب في مسألة أولية العقل وأنه لا مجال لديمقراطية أساسا إلا إذا قامت على العقل، ومن ثم فليس هناك نظام إسلامي ديمقراطي حتى ولو اقتنع القائمون عليه بالديمقراطية ويريدون تطبيقها بالفعل. ويعرض النتائج التي أراد الوصول إليها وهي:
لا يجوز النظر إلى علاقة الإسلام بالسياسة أو الدولة على أنها شيء في صلب ماهيته العقدية. من المتناقض أن نفترض أن الإنسان عاجز عن تدبر شؤون دنياه من دون توجيه إلهي في الوقت الذي نفترض عدم عجزه عن معرفة الله. لا يجوز تعطيل الدور الاجتهادي للعقل بأي نص ديني. الكلام على دولة دينية ديمقراطية ما هو إلا إرداف خلفي. وتتلخص أطروحة المؤلف في أن المصدر غير العقلي لأي اعتقاد لا يتجاوز كونه مجرد اعتقاد ولا يرقى إلى مستوى المعرفة من دون سند عقلي، فإذا كان المصدر غير العقلي له سلطة ما فإن هذه السلطة لا يمكن أن تكون نهائية، إذ لا يمكننا أن نستبعد قبليا حصول تعارض بينها وبين سلطة أخرى فتنشأ الحاجة إلى اللجوء إلى اعتبارات مستقلة للحسم، وحتى في غياب تعارض كهذا فإنه يشترط لأي سلطة نلجأ إليها أن تكون سلطة موثوقة وذات خبرة وعلم بالأمور التي نلجأ إليها بخصوصها، وشرط كهذا لا يتعلق بنظرتنا إلى هذه السلطة ومدى احترامنا لها وثقة فيها مبنية على اعتبارات مستقلة عن هذه السلطة، وما عساها تكون هذه الاعتبارات إن لم تكن اعتبارات عقلية؟.
ويبقى العقل وحده هو الدليل لمن لديه ملكة إدراكية، ولا يمكن القبول بكل ادعاء بالحيازة على ملكة خاصة في الإدراك على علاته لأنه ليس كل من يدعي أن لديه ملكة كهذه يحوز عليها فعلا.
ولا يمكن إحراز تقدم في مجال المعرفة باللجوء إلى الطرق غير العقلية وحدها فهي طرق غير مرنة ولا تسمح بالاعتراف بإمكان تعرضها للخطأ وإعادة النظر في النتائج التي توصلنا إليها.
واللجوء إلى الطرق النقلية يختلف جذريا عن الطرق غير العقلية، فاحتمال الوقوع في الخطأ سمة جوهرية لأن هذا يعني اعتبار النتائج التي توصلنا إليها غير نهائية وقابلة للمراجعة والشك.
الإسلام والسياسة يعالج المؤلف أطروحات الحركات الإسلامية الأربعة التي عرضها في بداية الكتاب على أساس أنها مخالفة للعقل، ولا أهمية برأيه لوجود أو عدم وجود اعتبارات غير عقلية مؤيدة لهذه الأطروحات، فالاعتبارات العقلية مبطلة لأي اعتبار سواها سواء كانت مستمدة من نصوص دينية معينة أو من أي مصدر آخر، فإذا كانت هذه الأطروحات مخالفة للعقل فليس أمامنا سوى رفضها حتى لو كانت بعض النصوص توحي بغير ذلك.
ومنذ أطلق حسن البنا شعار "الإسلام دين ودولة" تحول هذا الشعار من كونه خاصا بحركة الإخوان إلى شعار مشترك بين الحركات الإسلامية، بل إن الربط بين الإسلام والسياسة يقول به أيضا كتاب لا تربطهم بالحركة الإسلامية رابطة مثل أدونيس فهو يرى أن السياسة في الإسلام بعد جوهري من أبعاد الدين.
والمفكرون الإسلاميون مثل حسن البنا والترابي والغنوشي والقرضاوي يعتقدون أن العلاقة بين الإسلام من جهة والدولة والسياسة والاقتصاد والاجتماع من جهة أخرى هي أكثر من علاقة تاريخية، بل هي علاقة منطقية مفهومة.
ويبذل المؤلف جهدا كبيرا في توضيح أن العلاقة بين الإسلام والسياسة لا يمكن أن تكون أكثر من علاقة واقعية تاريخية، ومن غير المعقول فلسفيا ومنطقيا أن تكون هذه العلاقة أكثر من علاقة جائزة.
فالشروط الموضوعية التاريخية التي نشأ فيها الإسلام اقتضت إقامة دولة لتأسيس وترسيخ دعائم الإسلام، ولولا هذه الشروط الموضوعية التي أحاطت بنشأة الإسلام لما اتجه وجهة سياسية ولما كان ثمة ضرورة لإقامة دولة إسلامية، وبما أن هذه الأغراض استنفدت منذ فترة طويلة فقد انتفت الحاجة إذن إلى إقامة دولة إسلامية.
ويعتقد الإسلاميون أن الإنسان قادر على معرفة الله عن طريق العقل ولكنه غير قادر من دون توجيه إلهي على تدبر شؤون دنياه ومعرفة كيفية تنظيم حياته السياسية، ويرى المؤلف في ذلك تناقضا، فالله حين خلق العقل الإنساني وضع على عاتقه مسؤولية الكشف عن الوقائع بذاته وتقرير قيمه وغاياته ووسائل تحقيقها بحرية مميزا له بذلك عن كل المخلوقات، فإذا كان السبب من خلق العقل الإنساني هو جعل الإنسان صاحب المسؤولية الأخيرة في كل الشؤون التي تخص تحصيل المعرفة النظرية والعملية فلا يمكن من المنظور الإلهي نفسه أن يوجد لاحقا سبب مبطل للسبب الأخير، بمعنى أن يسوغ التراجع عن ترك هذه المسؤولية للإنسان وحده، ومعنى أن نجعل النص مثلا مصدرا أخيرا لتقرير غاياتنا الدنيوية هو أن نعطل عمل العقل وأن نجرد الإنسان من المسؤولية التي أنيطت به، وهذا يتعارض مع السبب الذي من أجله خلق العقل.
ويتساءل المؤلف: هل لدى الإسلام السياسي جواب مقنع لسؤال مثل لماذا يناط بالعقل العمل والتفكير لشفاء أمراض مستعصية كالسرطان والإيدز والسيطرة على الكوارث، وإعمار الأراضي والصحاري وحل مشكلات الجوع والجفاف فهل يعجز هذا العقل عن معرفة كيف يعاقب السارق؟ وهل يكف النقل عن إرشادنا إلى المعرفة العلمية الضرورية لمعالجة قضايا الحياة ويشغل فقط بتعليمنا تنظيم حياتنا السياسية والقانونية.
ولا يفعل الإسلاميون أكثر من إحياء أفكار قديمة حول الاجتهاد تتلخص في فكرة واحدة أساسية، وهي أنه لا اجتهاد في مورد النص، ويجد المؤلف تعارضا بين مقولتي إن قواعد وأحكام الشريعة المنصوص عليها على نحو صحيح مطلقة لا مشروطة ولا مجال للاجتهاد بخصوص ما إذا كان ينبغي تطبيقها أم لا، فهذه المبادئ يخضع تحديد مضمون أي منها للاجتهاد وكذلك ما يستمد منها من قواعد وأحكام، وثمة وقائع معينة تتوسط عملية الاستنباط هذه، وهي متغيرة من حيث المبدأ، فلا يمكن ضمان ثبات ما يستنبط من قواعد وأحكام من المبادئ العامة، ويمكن أيضا حصول تعارض عند التطبيق بين بعض القواعد التي تجد مسوغها النهائي في المبادئ العامة مما يجعل الاجتهاد أمرا محتوما بخصوص أي قاعدة من القواعد المتعارضة.
ويقترح محمد عمارة مخرجا بأن يكون الاجتهاد مع النص ليس في تجاوزه وإنما في فهم الحكم المستنبط منه، وهو موقف متقدم ولكنه برأي المؤلف لا يكفي لاجتناب المأزق الذي يواجه الموقف التقليدي.
الإسلام السياسي والديمقراطية يصف راشد الغنوشي الدولة الإسلامية بأنها تحفظ فيها الحقوق والحريات وحقوق الأقليات، ولا يعني هذا أن الإسلاميين من أمثال راشد الغنوشي يتبنون الديمقراطية في جميع وجوهها وسماتها بل يعني على الأقل أنهم يعتقدون -وربما يتظاهرون بالاعتقاد- بأن النظام الإسلامي المنتظر سيحتضن فكرة التمثيل السياسي إضافة إلى حفاظه على العديد من الحريات الديمقراطية، فأن يكون النظام غير علماني لا يمنع أن يكون ديمقراطيا.
ويعتقد أيضا بعض المفكرين من غير الإسلاميين مثل محمد عابد الجابري بإمكانية تعايش الديمقراطية مع نظام إسلامي غير علماني ويعتقد أن العلمانية مشكلة مصطنعة اختلقت من قبل مفكرين مسيحيين في المشرق ظنا منهم أن العلمانية هي الضمان لحقوق الأقليات أو لحل مشكلة الحريات والحقوق عموما، ولكنهم بذلك يحولون الأنظار عن الحل الحقيقي والوحيد لمشكلة الحريات والحقوق وهو الحل الديمقراطي.
ولكن المؤلف يصر على أن العلمانية شرط ضروري للديمقراطية وإن لم يكن كافيا، ولا يعنيه كما يقول هو إذا كان الإسلام الديني يتضمن أو لا يتضمن أفكارا أو مبادئ مساندة للديمقراطية فالمسألة لا تتعلق بالإسلام في ذاته وبعقيدته الدينية وما يترتب عليها من نتائج سياسية واجتماعية فاختيار النظام الديمقراطي أساسا لا يمكن أن يستمد من الإيمان بالله بل هو اختيار واجتهاد عقلي يخضع للمراجعة والتغيير وهذا يتعارض مع ثبات الاعتقاد الديني.
هل يمكن أن تكون الديمقراطية سمة للنظام السياسي المزمع إقامته من قبل الإسلاميين؟ الجواب يراه المؤلف بالنفي فلا يمكن لنظام سياسي ديمقراطي أن يجد تربة صالحة له في الدولة الدينية غير العلمانية مسيحية كانت أم إسلامية، لأن الدولة الدينية تميل بطبيعتها لأن تكون كليانية (توتاليتارية) وهي تماما عكس الديمقراطية، وبما أن الغرض الأساسي للإسلام السياسي هو إقامة دولة إسلامية أي دولة دينية إذن فلا أمل في أن تكون ديمقراطية، وما يهم الغنوشي هو معنى الديمقراطية الكامن في كونها وسيلة لجعل الإرادة الشعبية حرة ونافذة على المستوى السياسي، وليس معناها بوصفها قيما تمخضت عنها تجارب الغربيين، أي أن قبولها مشروط بتجريدها من كل ما لا ينسجم مع أحكام الإسلام ومع قيمه ومبادئه ومقاصده.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
ويكتب عادل ضاهر فى كتابه عن العلمانية ايضا.
العلمانية فى حالة تراجع كبير فى العالم الاسلامى القوى العلمانية تتقلص وتتهمش بأطراد متزايد، وأهم من كل ذلك السيطرة التدريجية للغة الحركات الاسلامية المعاصرة لما تنطوى عليه من مفهومات ومقولات معايير على الخطاب السياسى والاجتماعى. وأهم تراجعات سجلها الفكر العلمانى والعلمانيين عند محاولتهم الحثيثة لدعم موقفهم عن طريق اللجوء الى –القران والسنة- غير مدركين بأنهم بذلك يقدمون بهذا أكبر تنازلات للحركات المناوئة للعلمانية، وهذا هو الاخطر، لأنه تناقض واضح حيث يجعلون النص الدينى مرجعهم الاخير فى مجال الدفاع عن العلمانية بينما العلمانية تقوم فى الاساس على مبدأ اسبقية العقل على النص.
وفى نقد التاريخ العلمانى فى المنطقة العربية الذى ظهر فى شروط لم تساعد على تجذيره فى المفاهيم السياسية فكانت العلماينة فى المنطقة ذرائعية وتقوم على اسس هشة مما جعلها غير قادرة للصمود امام الاختبار. فالغرض من كتابه هو إزالة النقص الفاضح فى الفكر العلمانى فى المنطقة. الذى تسربل فى حجة فصل الدين عن الدولة وعدم تدخل رجال الدين فى الشئون السياسية ووصل الى طريق مسدود فى تناوله لحتميات ومطلقات الاسلاميين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: AnwarKing)
|
تغير مصطلح الاسلام السياسي الى الاسلام الوصولي والعلمانية خرافة كطائر العنقاء لا وجود لها
فمعظم الدول الغربية دول دينية او تلعب القيم الدينية والتنظيمات الدينية دور كبير في شئونها السياسية بل ان بعض تنظيماتها تسمي نفسها بالمسيحية
الدولة الوحيدة التي يمكن تسميتها علمانية - بتفسير مصطلح العلمانية بانعتاق الفكر المشاهد عن الغيبي - هي دولة الماركسية اللينيينية السابقة وهي ما يمكن تغير مصطلح الاسلام السياسي الى الاسلام الوصولي والعلمانية خرافة كطائر العنقاء لا وجود لها
فمعظم الدول الغربية دول دينية او تلعب القيم الدينية والتنظيمات الدينية دور كبير في شئونها السياسية بل ان بعض تنظيماتها تسمي نفسها بالمسيحية
الدولة الوحيدة التي يمكن تسميتها علمانية - بتفسير مصطلح العلمانية بانعتاق الفكر المشاهد عن الغيبي - هي دولة الماركسية اللينيينية السابقة وهي ما يمكن تسميتها بالعلمانية الالحادية
هنالك دول مدنية قد تكون دينية وديموقراطية ولكن لا يمكن تسميتها بالعلمانية لمفارقة المصطلح للواقع
انا اعتقد ان المعركة ليست بين الاسلام السياسي والعلمانيين او كما يحلو للبعض .. وانما الصراع بين قوى الشمولية والدكتاتورية العقائدية وبين قوى الديموقراطية والسلام
لك التحية اخي احمد وساعود ان كان في العمر بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
من اضعف حلقات الاسلاميين الان هى الحركة الاسلامية السودانية، لأسباب كثيرة لا نريد الخوض فى تفاصيلها الان لكن أهمها هو إنقسامها الى قسمين متخاصمين، والثانية هى السجل السئ فى كل الاصعدة الذى سجله نظام الانقاذ الذى يحكم بأسم الاسلاميين السودانيين، أضف الى ذلك عدم واقعية مشروعهم فى دولة كالسودان تتعدد فيه الاعراق والاديان والثقافات حيث تحولت محاولتهم القسرية فى إدخال دولة كالسودان فى قالبهم الايدولجى الشمولى الى مأساة انسانية حقيقية فى حرب الجنوب أو جبال النوبة أو الان فى دارفور. فتجربة الاسلاميين السودانية الفاشلة وحدها هى خير دليل على عقلانية وصحة المفهوم العلمانى للدولة.
لأن أسلمة الدولة فى السودان هو تعنى الان للسودانيين الانقلاب على النظام الديمقراطى وتكميم الافواه، الاعتقال، التعذيب فى السجون، ومنع النشاط الحزبى والقتل الجماعى. والحرب وأعلان الجهاد وتسير كتائب الفتح للجنوب وعسكرة الشعب السودانى، وعرس الشهيد، والاحتفال بالموت، وحتى إنقسامات الاسلاميين الاسلامية غريبة من نوعها، ويكتشف الشعب السودانى إن الاسلاميين السودانيين يستبطنون أكثر مفاهيم العصبية القبلية والعنصرية والجهوية تخلفا.
والان تحاول أقسام منهم كما كتب الاسلامى حسن مكى" أن ترسخ فى أذهان الناس هو أن زوالهم يعني زوال السودان، ويسعون الى اسقاط هذا المفهوم في ذهن الشعب السوداني بتصوير ان نهاية سلطاتهم هو نهاية الوطن". بالتالى لايهمهم حتى لو تفتت الدولة السودانية وأشتعلت نار الحرب الاهلية فى كل بقاع السودان "على وعلى اعدائى" وبهذه الدعوة الغير معلنة الى الانتحار الجماعى تكمن بداية النهاية لتجربتهم المريرة التى عانى منها شعب السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد اشرف)
|
Quote: دول غربية ديييييييييييينية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! |
تصدق يا عمر علي ؟؟؟ دول غربية دينية
الزميل محمد الاشرف لا يا حبيب دا ما بتسرق قارين عليهو الراتب كمان كان عاوز نبارك ليك باسوردك ما عندنا مانع بس جيب البياض
كويس انت عاوز تفتح وتبشر بحوار موضوعي بس على الله ناس مراويد وخضر ما يجو مقلعين
تحياتي ورمضان كريم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
الاخ كمال عباس عفوا فانا لا اتحدث عن الاصولية ولكن عن الوصولية ... الاصولية ترجع للاصل ونحن لا اعتراض لنا على الاصل ولا ينبغي ذلك .. ولكننا نعترض على الوصول ومبدا الغاية تبرر الوسيلة .. كما ان الاصولية كمصطلح نشا في اوروبا وتعني المراجع
وجدير بالقول ان عدم قيام حزب على اساس ديني لا يعني علمانية وحزب الامة ملتزم بمواثيقه التي وقعها مع التجمع في اسمرا ومن قبلها شقدوم ونيروبي مع الحركة الشعبية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
الاخ احمد امين....التحيات الطيبات شكرا لهذا المقال الجميل و المميز حقيقة تبدو الافكار معقدة و متشابكة للبعض عند الحديث عن مصطلح العلمانية لارتباطاته التاريخية بالحرب على التسلط الدينى الكنسى فى اوربا فى عصورها السابقة و لكن مهما التففنا على المصطلح بعبارات اخرى مثل الدولة المدنية او دولة المواطنة يبقى فى النهاية الجوهر على ماهو عليه , لا يستقيم الحكم الا فى دولة تحترم حقوق الانسان و تمنع التميز على اساس اللون او العرق او النوع او العقيدة .....الخ. و قد كانت لنا فى حركة القوى الحديثة الديمقراطية ( حق) اسهاما فكريا متواضعا نطمح فى الارتقاء به حول مصطلح العلمانية المتواضعة ذات المحتوى الايجابى تجاه الدين و نحسب انها جوهر العلمانية الصحيح لا السلوكيات المتطرفة التى صاحبت المصطلح و صبغته بصبغتها لظروف تاريخية بعينها, و اليك بعض المقتطفات من ميثاق الحركة فى هذا الشأن *************************************************************************************** (2) الديمقراطية ودولة المواطنة المدنية الحديثة: - إن قضايا الاجتماع والسياسة قضايا دنيوية وليست دينية، ولا يوجد أى برنامج سياسى مقدس أو يمثل العناية الإلهية. وإن عدم التمييز بين السياسى الدنيوى وبين الدينى يحول السياسة إلى ساحة صراع عقائدى لا يحل إلاّ بإقصاء أحد الطرفين بواسطة الطرف الآخر أو اخضاعه اخضاعا كليا مما يؤى بالضرورة وفى كل الحالات إلى نشوء حكم ديكتاتورى ظلامى كالذى نشهده حاليا فى بلادنا. - وفى الدولة الديمقراطية الحديثة يشكل الشعب مصدر السلطات، وتقوم الحقوق على أساس المواطنة وليس الدين، فالدين لله والوطن للجميع، وفى هذا ضمانة ضرورية لحق المواطن – بغض النظر عن دينه- فى الحصول على معاملة متساوية وعادلة. - وتؤكد التجارب التاريخية قديما وحديثا ان السلطات التى أدعت العصمة أو القداسة وامتلاك الحقيقة المطلقة صادرت الرأى الآخر وفتكت بالمعارضين واعتقلت تطور الفكر والعلوم والفنون وحشرت أنفها فى خصوصيات المواطنين وأجهضت حق الفرد فى الاختيار واستقلاله ومسئوليته الأخلاقية. ولذلك فإننا ندعو إلى التمييز بين الدينى والدنيوى وبين القداسة والسياسة وإلى إبعاد الدولة عن أى تصورات شمولية سواء بإسم الدين أو القومية أو الإلحاد أو الماركسية. إن هذا التصور الموجز هو ما نريده من العلمانية، ولا مشاحة عندنا فى المصطلحات، فيمكن تعريف هذا التصور بمصطلح دولة المواطنة المدنية الحديثة، أو مصطلح علمانية متواضعة ذات محتوى إيجابى تجاه الدين... وإذ ندعو إلى ذلك فإننا لا نتخلى عن إيماننا الدينى، كما لا نتخلى عن استلهام قيمنا الدينية الكلية فى صياغة البرامج وتحديد المواقف، فنحن مع إغناء السياسة بقيم أخلاقية، والأديان مستودع القيم الأخلاقية والانسانية، إضافة إلى كونها حوجة انسانية نفسية اجتماعية وضرورة لإعمار الوجدان ورفو النسيج الاجتماعى، ولكن تصورنا للدين وللسياسة يرفض الادعاء الشمولى والتعصب كما يرفض الإكراه، ويقوم على قاعدتى: (لا إكراه فى الدين) و(أنتم أعلم بشئون دنياكم).. وهكذا فإن استلهامنا- كأى استلهام آخر- قابل للخطأ والصواب، وهو بذلك أبعد ما يكون عن القداسة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد اشرف)
|
ما نكون طولنا الغيبة الاخوة الزملاء محمد اشرف وعمر علي تحية طيبة لم الجا للشروع في الرد عليكم في بادي الامر لانه وحسب تجربتي الشخصية مع اعضاء الحزب الشيوعي السوداني ان نفسهم قصير جدا في الحوار خاصة اذا ما كان حوارا فكريا فسرعان ما يلجاون الى المهاترة والبعد عن الموضوعية الى نواحي شخصية لا تفيد متابعي الحوار كما ان الضعف والتردد الفكري الذان اصبحا سمات مميزة لكادر الحزب الشيوعي السودان سوا بتوجيه من قيادته التي لم تستقر على فكر ومنهج محدد حتى على مستوى الاسم للتنظيم ناهيك عن سبر اغوار المشكل السوداني عموما على مستوياته المختلفة فكريا وسياسيا وعمليا الامر الذي بات معه الحزب اشبه بتحفة تاريخيه على متحف الاحزاب ومنظومات المجتمع المدني السوداني والاقليمي والدولي . هذا ليس انتقاصا من دور الحزب التاريخي بكل سلبياته وبعض ايجابياته المتمثله في رفع الديموقراطيا شعارا دون الالتزام بمبادئها وقيمها تشاركه في ذلك كثير من التنظيمات ذات النفس القصير . يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
طرد الدين من عالم الشهادة : فكرة طرد الدين - كفلسفة- ترعرعت في اوربا نتيجة لعوامل خاصة بالتجربة الاوربية بدات من عهد محاكم التفتيش وسيطرت الكنيسة على رقاب الشعوب الاوربية حتى استطاعت التحرر منها . لقد أتى على الحضارة الأوربية حين من الدهر خُيل فيه لكثير من منظري وفلاسفة الفكر الاوربي تفوقهم على الدين وتجاوزهم له وتوالت النظريات التي أعلنت أن الدين ما هو الا مرحلة من مراحل النمو البشري تم تجاوزها في عصر النهضة الاوربية وان المجتمعات الاوربية تحررت من استغلال رجالات الدين المسيحي للبعد الروحي للمواطن الاوربي وتسخير ذلك المواطن لطاعة السلطة الزمنية متمثلة في الملوك ومن تبعه من النبلاء والامراء . ولان العيب ليس في روح الديانة المسيحية بل في من وظف هذه الديانة من اجل الدنيا كما تفعل تنظيمات الاسلام الوصولي حاليا .. سادت هذه الأفكار ردحا من الزمان اواخر القرن التاسع عشر وجزءا من بدايات القرن العشرين ، ولكن عوامل أدت تراجع هذه الافكار وحدت من التطرف الاوربي تجاه الدين اهمها : ان اكثر اللذين دعوا الى نبذ الدين وطرده من حياة الادميين لم يلبثوا ان جعلوا من افكارهم ديانات اخرى واصبحوا انبياء لدياناتهم الوضعية الجديدة فصار ماركس واخاه انجلز انبياء للماركسية وبات نيتشه نبيا للنازية وجعلو من تلاميذهم رسلا وقديسين , لمن شايعهم الدنيا ونعيمها ولمن خالفهم الدنيا بجحيمها وباتت سيبريا جهنما لكل من خالف ستالين ولينين خلفاء ماركس وانجلز لم توقفهم صيحات التراكسة والمصلحين . وعلي المستوى المعرفي اتسعت الدراسات العلمية فشملت كل المجتمعات الإنسانية وتاريخها ومراحل تطورها المختلفة فشوهد أن الإنسان اينما وجد واستقر وأقام لنفسه ثقافة أو حضارة لجأ إلى عقيدة دينية جاعلا منها هدى وسراجا يواجه به الطبيعة وتعقيداتها مفسرا بها - أي العقيدة الدينية - كل ما يستعصى عليه ادراكه من غوامض الطبيعة وثبت لكثير من علماء النفس أن العقيدة - أي عقيدة- تحقق تماسكا في شخصية الإنسان وتشحذ همته وتجعله أكثر تضحية وأوفر عطاءا. وثبت ان الانسان بتطوره المادي والحضاري اذا لم يجد وازعا اخلاقيا ودينيا كان خطرا على نفسه والبيئة من حوله . كل ذلك ارجا الاوربين للعودة مرة اخرى للدين .ولكن كيف تكون العودة للدين بعد ما توصلت اليه الحضارة الاوربية من رقي وتقدم لقد نما الفكر الأوربي والأمريكي نموا عقليا وعلميا كبيرا ومع أن حاجتهم للدين الآن كبيرة جدا فإنهم لا يستطيعون الاطمئنان لدين لا يسع نموهم الفكري والعقلي هذا . لقد تمرد الفكر الأوربي على المسيحية لعدة أسباب ومن أهمها أنها تحصر المعرفة و أساليبها فيما أتى به الغيب فقط اذ ان الإنسان ساقط بالخطيئة الأولى ولا قيمة له أصلا إلا بإيمانه وتمسكه بفداء السيد المسيح , كما انها تدعي انه لا قيمة تذكر لمعارف العقل والتجربة بل المعرفة كلها غيبية ؟؟؟؟. وتقول ايضا ان المادة وهمومها باطلة لا يليق بالإنسان الاهتمام بها. ولذلك عذب فولتير وجاليلو ووو غيرهم من علماء الغرب وفلاسفته ومشكلة ثانية هي مشكلة التوفيق بين غيب مطلق العقائد وأوضاع اجتماعية متحركة. لقد عالجت المسيحية هذه المشكلة بحصر القيمة في الغيب وحده وأن الدنيا ومتاعها امور لا اهمية لها لان الانسان واقع في الخطيئة اصلا ولا فكاك له الا بترك هذه الدنيا للسلطان وحاشيته. والإنسان مع حاجته الشديدة للدين وعقائده وتعاليمه وتوجيهاته محتاج للاهتمام بحياته في الدنيا وحركة المجتمع ولا يطمئن لعقائد دينية لا تشبع الحاجة للأمرين. وكما كان حل المسيحية غير موفق فإن حلول أديان أخرى كالهندوسية حلول أقل توفيقا، فالهندوسية تربط بين عقائد غيبية ونظام اجتماعي معين هو نظام الطبقات المرتبط بتناسخ الأرواح بحيث توجب أن تكون عقيدتها الدينية ونظامها الاجتماعي ثوابت مطلقة . وكذلك البوذية والكنفوشيستيه الى جانب هذه الاشكالات الدينية عانت أوربا تاريخا دمويا صاخبا خاضته شعوبها بسبب التناحر الديني والعرقي وصار الفكر الأوربي الحديث يعلن التسامح الديني وحرية العقيدة والمساواة والحرية الفردية سبيلا وحيدا لتفادي الحروب الدينية والعصبية . يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
عودة الدين للحياة : الفكر الإنساني الوضعي لم يعد ينكر أهمية الاعتقاد للإنسان وقد اقتنع عن طريق التجربة أن انحسار القيم الروحية خلق غربة للإنسان يحاول الإنسان التغلب عليها بالخمور والمخدرات وتربية الحيوانات وتدليلها ولا يفلح فيتحول الجوع الروحي إلى أمراض نفسية عميقة يحار الطب في علاجها . ورغم إدراكه عن طريق التجربة والاستقراء أهمية دور القيم الروحية في حياة الإنسان فإن الفكر الوضعي لا يستطيع أن يقبل أي ملة بعينها ليلتمس منها إشباعها للجوع الروحي وكل الديانات الوضعية التي ألفها الفلاسفة تكشفت عن ضعف فاضح. والفكر الوضعي يدرك تماما أهمية الأخلاق للاجتماع الإنساني وقد اقتنع طريق التجربة والاستقراء أن الإنسان لكي ينظم نفسه اجتماعيا ولكي يستعد للقيام بأي مهمة محتاج للالتزام بضوابط خلقية معينة. ورغم هذا الاقتناع فإن الفكر الوضع لا يستطيع أن يدعو لقيم خلقية معينة بل يجد نفسه مضطرا للقول بنسبية القيم الخلقية .نسبة تجردها من عميق الاحترام الواجب لكي تلعب الأخلاق دورا في ضبط السلوك. والفكر الوضعي يعرف أهمية القانون لتنظيم وحماية المجتمعات ولكنه مضطرا للتسليم بقانون مجرد من الجذور الروحية لان المسيحية اصلا غير معنية بهذا العالم المشاهد كما إنه مضطر لذلك لأن تجربة ارتباط القانون بالدين في تاريخ أوربا كانت تجربة مريرة ومليئة بالتعصب والعنف نتيجة لقوانين وضعت لتلبية اهواء القيصر وبطانته ورسخت من تسلط رجالات الكنيسة . الحالة الغربية هذه تمخضت عنها دينات وفلسفات اليكم بيانها
الناسوتية التي بالغت في تقدير الإنسان حتى جعلته محور كونه بلا شريك . أي ان الانسان هو صانع نفسه ومصيره العلمانية التي بالغت في إنكار الغيب إنكارا مطلقا وحصرت القيمة كلها في هذا العالم المشاهد في الزمان والمكان.
المادية الجدلية التي بالغت في أهمية المادة بحيث جعلت دوافع الإنسان، وحركة المجتمع، وحركة التاريخ، أصداء لمعطيات مادية.
نحن هنا بصدد مناقشة العلمانية المقولة الوضعية الثانية والمادية الجدلية محور اهتمام الحزب الشيوعي السوداني ومنهجه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
العلمانية برزت العلمانية في اوروبا كما اوضحنا اعلاه كنتاج طبيعي لاستغلال القيصر للديانة المسيحية التي هي في الاصل لم تهتم بامور الحكم وكان اهتمام الديانة المسيحية بتطهير النفس من الخطايا واهتمت بالجانب الروحي اهتماما كبيرا , استغلال السلطة الزمانية للسلطة الدينية جعل الاصوات ترتفع بضرورة فصل الدين من الدولة بل ونادى البعض بفصله من الحياة ( ماركس ) وعدم الاعتراف الا بما هو مشاهد فالعلمانية اشتقاق على غير قياس من العالم المشاهد وادارة الظهر لكل ما هو غيبي هذا التعريف للعلمانية مخالف للتركيبة البشرية فالانسان جزء من الطبيعة الكيميائية و الفيزيائية والبيولوجية ( جمادات واحياء ) ولكنه يتجاوزها بالتركيبة العقلية والنفسية والاجتماعية أي ان تركيبة الانسان كيميائة فيزيائية بيلوجية عقلية نفسية اجتماعية , الطبيعة الكيميائية والفيزيائية والبيلوجية تتخذ من الغذاء ( الاكل والشرب ) وسيلة للتغذية والاستمرارية فما هو غذاء الجانب الثقافي والنفسي والاجتماعي ؟ انه الدين والثقافة فلذلك لا يمكن للانسان ان يعيش من دون غذاء سواء اكان روحيا ام ماديا ما هي الدولة ؟ الدولة تتكون من الاتي: ارض ( وهي المساحة الجغرافية للدولة ) وشعب ( وهم البشر بتركيبتهم الاجتماعية ساكني الارض ) وسلطات ثلاث هي التنفيذية والتشريعية والقضائية وسلطة رابعة هي مؤسسات المجتمع المدني والتقليدي بمختلف شكالها واختصاصاتها الشعب المستهدف هو شعب له خصائصة الثقافية والدينية والعرقية هذه الخصائص هي التي تحركه وتدفع فيه القوة الذاتية للبقاء والنمو والتطور لان تاريخ الانسانية يقف خير شاهد على الدور الذي تلعبة العوامل الثقافية والدينية هذه العوامل تحرك الانسان اينما حل فلا يمكن تصور انسان من غير تاثير النواحي الدينية والثقافية عليه . نعم ليس الدين مجسدا في شكل مادي حتى نراه يدخل دواوين الحكومة ولكنه ينعكس بداخلها بتصرفات شاغلي هذه الدواوين فالجهاز التنفيذي يحركه اناس تدفعهم ثقافاتهم واديانهم والجهاز التشريعي تشكل فهم اعضائه هذه الثقافات فيصدر من القوانين ما هي متاثرة بها فيعمل الجهاز القضائي على تطبيق هذه القوانين فهؤلاء جميعا يؤدون القسم ( ذو البعد الديني والثقافي ) قبل دخولهم لهذه الدواوين وهذا يعني ان القسم له ما بعده والا لما كان هنالك داعي اصلا لادائه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
الدين في الدول الغربية الان معظم الدول التي تنص بالدستور على علمانيتها فعليا وعمليا غير ملتزمة بهذا النص بل سعت اخيرا في الدول الاوربية بل وفي الاتحاد الاوروبي على ضرورة ذكر المسيحية مباشرة بدستور الاتحاد الاوربي وهذه دعوة لها صداها الواسع الان في الشارع الاوربي واليك بيان ذلك : بريطانيا قمة العلمانية راس الدولة فيها الملكة وهي اعلى سلطة في الكنيسة مجلس اللوردات معظم اعضائه من الكنيسة بل ان اساس المشكلة الايرلندية مشكلة دينية ؟؟!!!! العلم البريطاني وهو يعكس شعار الدولة مغطا بالكامل بالصليب وكذلك معظم الاعلام الغربية ولك ان تعلم معنى العلم وفلسفته في حياة الدول معظم الاحزاب الاوروبية احزاب دينية الحزب الديموقراطي المسيحي حزب التضامن المسيحي دولة النرويج تتحكم فيها بشكل كبير جدا التنظيمات والتكوينات الدينية الولايات المتحدة الامريكية على عملتها عبارة على الله توكلنا ؟ ومعلوم ان الاقتصاد هو العمود الفقري للدولة الامريكية وكيف يكون الدين منفصلا عن الدنيا والمال هو زينة الدنيا ومبهجها ؟؟؟ هل هنالك تمسكا بالدين اكثر من هذا ؟؟؟ ولا يخفى الدور الكنسي الكبير في الحياة السياسية في الولايات المتحدة وكان 63% من الامريكين المتدينين قد صوتوا للرئيس الحالي بوش بل قال ( سمور مارتن ) ان الولايات المتحدة هي الاكثر تدينا بين الدول الصناعية ) عن نيوز ويك 7 / 5/ 2001 م بل ان البعد الديني هو اسا س الدعم الامريكي والغربي المطلق للكيان الصهيوني وللامة اليهودية فرودلف قال سابقا ان اسرائيل هي مصداق لنبوة السيد المسيح !!! وان على امريكا ان تقف بقوة من اجل ضمان امن اسرائيل انتهى . ليست هنالك مصالح اقتصاديا يجنيها الغرب من اسرائيل ولكنها المصالح الدينية !! فرنسا .. الثورة الفرنسية في بدايتها اضطهدت رجالات الدين وحرمت العبادة ولكن نابليون الذي انقلب على حكومة الادارة ( 1799م ) صالح الكنيسة وابرم معها عهدا وميثاقا !!! الكنائس موجودة في الحياة الغربية بشكل كبير جدا كمؤسسات دينية واجتماعية وخيرية وتعليمية وهي لها نفوز قوي جدا وسيطرة على توجيه الراي العام الغربي وما قضية مونيكا ليونسكي ببعيدة فقد كان للرجالات الدين المسيحي الدور الكبير في حسم مالات القضية . كما ان الوجود الديني نصا وروحا موجود في الدساتير الغربية وان نصت على علمانيتها بيد ان كثيرا من الدول الغربية قد لا نجد بها دساتيرا فالمملكة المتحدة تحكمها تقاليد تلعب الكنيسة بقيادة الملكة دورا كبيرا في ترسيخها . وكل الروؤساء الغربيين ونواب البرلمانت والمجالس التشريعية يؤدون القسم وهو قسما ليس على كتب علمية بل على كتب دينية ان بوابتهم لاداء ادوارهم التشريعية والتنفيذية والقضائية قسما على نصوص دينية يفترض التزامهم بمبادئها وتعاليمها , وكما قال جورج واشنطن الرئيس الامريكي السابق ( قسما لا معنا له اذا لم يكن المقسمون معترفين بقدسية الانجيل ) الشاهد هو ان كل الدول الغربية لم تستطيع طرد الدين من حياتها ولا من سياستها ولا من اقتصادها بل توصلت الى معادلات تعايش تزيد من دعم وتاكيد ان الحضارة الغربية حضارة مسيحية . وان الاتحاد السوفيتي سابقا زو ديانة شيوعية نبيها ماركس ووزيرة انجلز وقداسه لينين وستالين وكافة التابعين . اتوقف هنا في انتظار مداخلاتكم الايجابية واتمنى ان اكون قد اجبت على تساؤلاتكم للانتقال الى المادية الجدلية اذا كان في العمر بقية لكم خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
الاخ ود العمدة كتبت لم الجا للشروع في الرد عليكم في بادي الامر لانه وحسب تجربتي الشخصية مع اعضاء الحزب الشيوعي السوداني ان نفسهم قصير جدا في الحوار خاصة اذا ما كان حوارا فكريا فسرعان ما يلجاون الى المهاترة والبعد عن الموضوعية الى نواحي شخصية لا تفيد متابعي الحوار كما ان الضعف والتردد الفكري الذان اصبحا سمات مميزة لكادر الحزب الشيوعي السودان سوا بتوجيه من قيادته التي لم تستقر على فكر ومنهج محدد حتى على مستوى الاسم للتنظيم ناهيك عن سبر اغوار المشكل السوداني عموما على مستوياته المختلفة فكريا وسياسيا وعمليا الامر الذي بات معه الحزب اشبه بتحفة تاريخيه على متحف الاحزاب ومنظومات المجتمع المدني السوداني والاقليمي والدولي . هذا ليس انتقاصا من دور الحزب التاريخي بكل سلبياته وبعض ايجابياته المتمثله في رفع الديموقراطيا شعارا دون الالتزام بمبادئها وقيمها تشاركه في ذلك كثير من التنظيمات ذات النفس القصير .
اتعجب كيف انك حكمت على من اول وهلة انى نفسى قصير فى النقاش و انا الشخص المدعو محمد اشرف لم ادخل معك سابقا فى اى تجربة نقاش من قبل ولماذا تصر على ان تتعامل مع الافراد باعتبارهم ماكينات تفرخ اراء احزابهم دون ان يكون لهم راءهم الشخصى وهذا نوع من الاحتقار لمن يختلف معك فى النقاش او يبدى تحفظات على كلامك و لماذا بدات بهذه المقدمة اصلا وهى فى راى مقدمة انصرافية لا تخدم النقاش و الاسئلة التى طرحت عليك بل هى مقدمة مخلة تنم عن الضعف الفكرى و الاضطراب فى التعامل مع الاخر و اختزال الكل باعتبارهم عقلية واحدة يسهل ضربهم و الحكم عليهم بتعميم سياسى اجوف و ما استباقك و استصحابك للحزب الشيوعى فى خضم هذا الحوار الا دليل على موقفك السياسى و الفكرى المهتز و لو انك تريد ان تنتقد الحزب الشيوعى كان عليك فتح بوست جديد بمسمى جديد ولن يقف فى طريقك احد بل ساساعدك على فتحه ان شئت و لكن لا تخلط اوراق النقاش اما بخصوص سياسة النفس القصير ففاقد الشئ لا يعطيه يا عزيزى فليس فى جعبتك من رصيد سياسى او فكرى يمكن ان يعلمنا سياسة النفس الطويل سوى الادعاء الفارغ و المشاوير التى اضنت زعيمك ما بين تهتدون و ترجعون بحثا عن موطئ قدم فى اى سلطة كانت حتى وان كان الثمن ضرب اراء الحزب و اعضائه عرض الحائط من اجل مجد شخصى زائف
بيتك من زجاج يا عزيزى
الضعف و التردى الفكرى فى نهاية الامر يدل على انه يوجد فكر و ان كان فى اضعف ايمانه وهو افضل من ان يفكر شخص واحد نيابة عن حزب كامل و الباقون يمجدون ممتلؤن خواءا فكريا و سياسيا يقال لهم اهتدوا فيهتدون ارجعوا فيرجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد اشرف)
|
لم تكن فرضية اهمية الدين كمكون روحى ومنظم للعلاقات الاجتماعية و الانسانية حولها جدل او خلاف بل نؤكد مرارا ان الدين يشكل روح القوانين التى يقوم الانسان بوضعها لتوجيه مسار حياته وهنا افتراض خاطئ بان الدعوة الى العلمانية هو طرد الدين من الحياة ككل بذلك يمكن ان نتجنب السرد الطويل الممل حول دور الدين الاجتماعى و الانتقال الى محور النقاش الاساسى وهو زج الدين فى السياسة لتحقيق اهداف ذاتية و سلطوية لا تخدم جوهر الدين وانما تكرس لاستعباد الانسان للانسان ما حدث فى اوروبا من استخدام الكنيسة للدين لتمكين سيطرتها على المجتمع فكريا و اقتصاديا و سياسيا هو نفس ما يحدث الان فى السودان و المنطقة العربية فى نسخة اسؤا مما يدعم وجهة النظر القائلة بان احترام ذات الانسان ومقدساته و حقوقه من مواطنة وعيش كريم لا يتحقق الا بفصل واضح للمؤسسة الدينية عن المعترك السياسى و خروج الدين عن السياسة لا يعنى بالضرورة الكف عن لعب دوره كمحدد لمجموعة القيم و السلوك و الثقافة و الاخلاق و مجمل البنية الفوقية للانسان بل يعنى صون للحريات الدينية نفسها و ضمان تعددهافى بيئة كريمة لا يعتدى فيها مواطن على الاخر باعتباره صاحب الاغلبية المطلقة عقائديا و الاستئثار بالحظوة السياسية دون الاخرين و ما كان تمظهر هذا الدين فى سلوك الفرد فى اوروبا الا تعبيرا عن وجود الدين فى الحياة العامة دون ان تكون النصوص الدينية برامج سياسية تتشدق بها الصفوة السياسية و اليوم فى تاريخ السودان الحديث و رؤيته المستقبلية اصبح فصل الدين عن السياسة العلامة الفارقة فى برامج الاحزاب السياسية المتطلعة الى واقع تعددى و انسانى افضل و ظل اصحاب البرامج المشوشة من احزاب اليمين فى محك تاريخى بسبب التخلف البرامجى عن مواكبة تطلعات الجماهير و حوجتها الى برامج شجاعة للتغيير و التعبير عن الواقع الاجتماعى الجديد فى ظل انهيار الشعارات الانتهازية كالجهاد و تمكين دولة الله فى الارض ووضوح زيفها وخداعها التشويش الذى ظل يكتنف برامج بعض احزاب اليمين يجعلها تخلط الاوراق من شعارات ديمقراطية بشعارات اخرى دينية و جعل موقفها السياسى من الصراع نفسه فى حالة ارتباك بين مصالحها الذاتية لصفوتهاو عدم البعد عن المجرى العام للاحزاب العلمانية و الديمقراطية لذلك كان القصد ان تكون برامج هذه الاحزاب فى وضعية لا تسمح باتخاذ قرارات شجاعة من الصراع فتجدها تارة مع التعددية السياسية و الدينية و تارة اخرى فى خانة البرنامج البعيد عن تطلعات الجماهير
و لنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
ولنأخذ مثالا هنا القضية الفلسطينية
هل يتذكر أحدكم عندما كانت القضية الفلسطينية قضية حق؟ هل يتذكر أحد عندما كان الهدف ليس القتل أو الحقد بل استعادة حقوق الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية علمانية ديمقراطية تحفظ حقوق الجميع مهما كان دينهم بعكس اسرائيل التي تقوم على مبدأ التعصب الديني؟ هكذا كانت القضية الفلسطينية قبل ان يدخل فيها التطرف الديني وجهاد الحركات الاسلامية فتغير الهدف للحقد وقتل اليهود بأي طريقة. ولنسأل السؤال الذي لا تسأله. هل يحق لمن ظلموا أن يظلموا؟ هل يحق لهم إن ظلموا أن يقتلوا الاطفال في مدارسهم وان تقتل العائلات في المقاهي ؟ وهل يحق لهم أن يقفوا أمام الشعوب بعدها ويقولون إنهم اصحاب قضية عادلة؟ الجزيرة ستريك صورة الشهيد وصور عائلته ولكنك لا ترى صور الاطفال التي تتقطع أوصالهم و هذه الصور يراها الناس في الغرب، وكل صورة منها مسمار في كفن القضية الفلسطينية. هلهم يريدون دولة فلسطينية بأي طريقة؟ هناك اكثر من مئتي دولة في العالم واكثر من عشرين دولة عربية فاسدة، فهل يريدون إضافة دولة فاسدة من المجرمين والمتعصبين ام انهم يريدون دولة عادلة تحفظ الحقوق؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
Quote: أذا ماذا تسمي رفضكم ودعوتكم لحظر أي حزب يقوم علي أساس ديني؟؟...لماذا تحرم الأحزاب التي تقوم علي أساس ديني من ممارسة النشاط السياسي ومن طرح فكرها الديني؟
|
الاخ كمال عباس اسميه تمسك حزب الامة بعقوده ومواثيقه التي وقعها مع فصائل التجمع من اجل سودان متجدد سودان الدولة المدنية التي فيها الحقوق والواجبات على اساس المواطنه وليس الدين والعرق واللون مساواة جميع المواطنين لانهم مواطنين سودانيين يمارسون جميع عاداتهم وتقاليدهم وشعائرهم ونمط معييشتهم من دون اي ضغوط من قبل الاخرين كان تمنع الفتاة من لبس حجابها او ما شابه ذلك وكان يمنع المسيحي من تناول وجبة الافطار في رمضان او او وغيرها من التعديات على حقوق المواطنين استغرب السؤال لسببين : الاول ان الحزب الاتحادي ليس حزبا علمانيا وانت كما اعرف اتحاديا الثاني ان الحزب الاتحادي الديموقراطي موقعا على اتفاقية اسمرا للقضايا المصيرية فكيف تاتي هنا لتحدثنا عن حرية الطرح والفكر الديني للاحزاب الدينية ؟ ام انها دعوة ليبرالية خارج اطار مواثيق اسمرا ؟؟؟
تحرم الاحزاب الدينية من المشاركة السياسية لانها بوابة للاختلال في التوزيع العادل للثروة والسلطة ولاني هذا يعني ان مواطني الحزب الديني مواطنين درجة اولى والاخرين درجات متفاوته ولكنها جميعا دون الاولى
Quote: علما بأن هناك أحزاب مسيحية في بعض الدول الأوربية التي تفصل دساتيرها بين الدين والسياسة؟ |
وهذا يدعم ما ذهبت اليه من ان العلمانية كطائر العنقاء خرافة لا وجود لها فكيف تفصل العلمانية بين الدين والسياسة كما يقول لنا مدعي العلمانية هنا وهنالك احزاب دينية تتولى الحكم في اوروبا ؟؟
وهذا يدعم قولي ايضا في ان معظم الدول الغربية دول دينية فالمسيحية ديانة وليست مصطلح او اسم سياسي كان نقول حزب التضامن الديموقراطي ؟ فهنا علم ان الحزب ديموقراطيا ولكن عندما نقول حزب التضامن المسيحي فهذا يعني ان الحزب ديني وتحديدا مسيحيا فكيف يكون مسيحيا وفي نفس الوقت علمانيا ؟؟ اها دي تحلوها انتو يا محمد اشرف وعمر علي
ولسه في الانتظار يا زميل محمداشرف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
مهند صلاحات
العلمانية من المصطلحات الحديثة التي دخلت معجمنا العربي المعاصر ويعود ذلك لحداثة ظهورها من ناحية وسرعة انتشارها من ناحية أخرى عدى على أنها غدت إذا أمكن أن نسميها القاسم المشترك بين ايدولوجيتين متضادتين الايدولوجية الليبرالية والشيوعية, ولأنها اجتاحت وطننا العربي وصارت نهج معظم مجتمعاتنا التي تخلت عن العادات والتقاليد المستمدة من الدين لصالح العلمانية لذا وجب البحث في العلمانية التي غدت ايدولوجية قادرة على تحقيق الطموح الحقيقي بالحرية والمساواة في المجتمعات 1 ـ ما هو المفهوم الحقيقي للعلمانية؟ 2 ـ ما هو تاريخ نشأة العلمانية؟ 3 ـ من هم الذين أنشئوا العلمانية؟ 4 ـ ما هي البيئة أو الظروف التي نبتت فيها العلمانية في العالم والوطن العربي؟ 5 ـ لماذا تبنى الراديكاليين العرب العلمانية كنهج ثوري؟ 6 ـ من هم الأفراد المتحمسون للعلمانية والمدافعون عنها في وطننا العربي؟ 7 ـ ما هو الهدف والغاية الجوهرية لتبنِّي العلمانية؟ 8 ـ ما هي المجالات والأبعاد التي تمسها العلمانية عند تبنيها؟ 9 ـ هل العلمانية مجرد رؤية أو فكرة أو مبدأ، أو أنها نظام حياة متكامل مترابط (ايدولوجية)؟ 10 ـ ما هي المجالات أو الميادين التي تصطدم مع العلمانية وتتعارض معها وتناقضها؟ 11 ـ العولمة والعلمانية التقاء ام اختلاف هذه الاسئلة هي ما يمكن ان نفصل به العلمانية ونضعها على طاولة التشريح ونتناول مبضع الجراح ونبدأ بتشريحها, مع انني على ثقة تامة بأن فكرة مثل العلمانية لا يمكن ان يحصرها مقال او دراسة فهي غدت منهج حياتي وفكرة عالمية الا اننا سنحاول ان نجيب على هذه التساؤلات ـ عند حصرها وترتيبها ـ الإطار العام الذي يجب أن نتناول فيه موضوع العلمانية سواء لأغراض تحليلها أو تقييمها . وهنا يأيت دور التسأول الذي يطرح نفسه ايضا هل للعلمانية علاقة بالعولمة؟ العلمانية بوصفها نظاماً أوفكرة شمولية عالمية، والعولمة : بوصفها كل العمليات التي تكتسب بها العلاقات الاجتماعية نوعا من عدم الفصل (سقوط الحدود) وتلاشي المسافة؛ حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد -قرية واحدة صغيرة- ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عددا أصبحت أكثر تنظيما واتصالا على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر، وتأثرهم ببعضهم البعض. وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين مهمين، هما: التحديث، والاعتماد المتبادل، ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.،هذا النظام العالمي (العولمة ) الذي يستحيل أن ينشأ وينمو في المجتمعات ما لم يكن قد هيئ له جو مناسب وتربة خصبة قابلة لاستيعابه، وكذلك ما لم تتوفر الأساليب والأدوات المتكاملة لإحداث الإخصاب المستمر لهذه التربة لكي تصبح حاضنة مناسبة لمفاهيم والعولمة 1 ـ ما هو المفهوم الحقيقي للعلمانية؟ : العلمانية كمصطلح هي ترجمة للكلمة اللاتينية (SECULARISM) ويأتي ايضا كما ورد في دائرة المعارف البريطانية في مادة (SECULARISM): على انه يمكن ان يكون لترجمتها الحرفية معنى اللادينية أو الدنيوية, كما يؤكد أن ترجمة الكلمة اللاتينية هي اللادينية؛ ما أورده معجم أوكسفورد شرحاً لكلمة (SECULAR): (1) دنيوي أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة. وهي مشتقة من كلمة لاتينية "سيكولوم Saeculum"، وتعني ايضا العالم أو الدنيا و توضع في مقابل الكنيسة، وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) الذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض". وقد اختلف الكثيرين من المفكرين والفلاسفة العرب في تعريف العلمانية , فكل منهم عرفها طبقا لمؤيد ومعارض، على سبيل المثال يرفض المفكر المغربي محمد عابد الجابري تعريف مصطلح العلمانية باعتباره فقط فصل الكنيسة عن الدولة، لعدم ملاءمته للواقع العربي الإسلامي، ويرى استبداله بفكرة الديموقراطية "حفظ حقوق الأفراد والجماعات"، والعقلانية "الممارسة السياسية الرشيدة". في حين يرى د.وحيد عبد المجيد الباحث المصري أن العلمانية (في الغرب) ليست أيديولوجية -منهج عمل- وإنما مجرد موقف جزئي يتعلق بالمجالات غير المرتبطة بالشئون الدينية. ويميز د. وحيد بين "العلمانية اللادينية" -التي تنفي الدين لصالح سلطان العقل- وبين "العلمانية" التي نحت منحى وسيطًا، حيث فصلت بين مؤسسات الكنيسة ومؤسسات الدولة مع الحفاظ على حرية الكنائس والمؤسسات الدينية في ممارسة أنشطتها. وفي المنتصف يجيء د. فؤاد زكريا-أستاذ الفلسفة- الذي يصف العلمانية بأنها الدعوة إلى الفصل بين الدين و السياسة، ملتزماً الصمت إزاء مجالات الحياة الأخرى (الاقتصاد والأدب) وفي ذات الوقت يرفض سيطرة الفكر المادي النفعي، ويضع مقابل المادية "القيم الإنسانية والمعنوية"، حيث يعتبر أن هناك محركات أخرى للإنسان غير الرؤية المادية. ويقف د. مراد وهبة - أستاذ الفلسفة- و كذلك الكاتب السوري هاشم صالح إلى جانب "العلمانية الشاملة" التي يتحرر فيها الفرد من قيود المطلق والغيبي وتبقى الصورة العقلانية المطلقة لسلوك الفرد، مرتكزًا على العلم والتجربة المادية. ويتأرجح د. حسن حنفي بين العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ويرى أن العلمانية هي "فصل الكنيسة عن الدولة" كنتاج للتجربة التاريخية الغربية،ويعتبر د.حنفي العلمانية -في مناسبات أخرى- رؤية كاملة للكون تغطي كل مجالات الحياة وتزود الإنسان بمنظومة قيمية ومرجعية شاملة، مما يعطيها قابلية للتطبيق على مستوى العالم , وأيضا كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري عن العلمانية ان الكتابات التي تطرقت للعلمانية تميز بين نوعين: هما العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة. 1) العلمانية الجزئية: هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية، ومن ثم لا تتسم بالشمول، وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبر عنه بعبارة "فصل الدين عن الدولة"، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود ميتافيزيقا وما ورائيات، ويمكن تسميتها "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية". 2) العلمانية الشاملة: رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات بكل مجالات الحياة، ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي، ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطبيعية المادية"(نسبة للمادة و الطبيعة). ويعتبر الفرق بين ما يطلق عليه "العلمانية الجزئية" وما يسمى "العلمانية الشاملة" هو الفرق بين مراحل تاريخية لنفس الرؤية، حيث اتسمت العلمانية بمحدوديتها وانحصارها في المجالين الاقتصادي والسياسي حين كانت هناك بقايا قيم مسيحية إنسانية، ومع التغلغل الشديد للدولة ومؤسساتها في الحياة اليومية للفرد انفردت الدولة العلمانية بتشكيل رؤية شاملة لحياة الإنسان بعيدة عن الغيبيات، واعتبر بعض الباحثين "العلمانية الشاملة" هي تجلي لما يطلق عليه "هيمنة الدولة على الدين, وقياسا على ذلك فلقد مرت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية: 1) مرحلة التحديث: حيث اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، و لذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل و الاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية، و استندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية و تتبنى العلم و التكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، و انعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقية و مادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة. 2) مرحلة الحداثة: وهي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق أثاره على كافة أصعده الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات الإثنية ، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكي. 3)مرحلة ما بعد الحداثة: حيث الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الاسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة : رجلان وأطفال- امرأة وطفل- امرأتان وأطفال…)، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت المعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسية الوراثية. ورغم خروج مصطلح "علمانية" من رحم التجربة الغربية، إلا أنه انتقل إلى القاموس العربي ، مثيرًا للجدل حول دلالاته وأبعاده، والواقع أنه بالرغم من الجدل حول مصطلح "العلمانية" في ترجمته العربية الا انه يعد إفرازاً طبيعياً وبدء مرحلة الحداثة في الفكر والممارسة العربية عما كان عليه الفكر السابق القديم الوراثي في البيئة المتوارثة. 2 ـ متى نشأة العلمانية عالميا ؟ ومتى وكيف وصلت الى المنطقة العربية ؟ 3 ـ على يد من انشأت العلمانية؟ 4 ـ ما هي البيئة أو الظروف التي نبتت فيها العلمانية؟ ارتبطت نشأة العلمانية في أوروبا بظهور البرجوازية ، خاصة في عصر النهضة ،وكانت نتيجة صراع قوي بين البرجوازية والاقطاعية وسلطات الكنيسة, ففي تلك الفترة الاقطاعية كانت وسائل الانتاج جميعا ملك للكنيسة والاقطاع فكانوا يتولون مهمة ايجاد الايدي العاملة المشغلة لوسائل الانتاج التي كان اهمها الارض وكانت الكنيسة تحصل على حصتها خالصة من الاقطاعيين , تطور وسائل الانتاج والثورة الصناعية ادى لظهور الطبقة البرجوازية وسعيهم لتملك وسائل الانتاج ومحاولاتهم للتخلص من تسلط الكنيسة وطغيانها ومحاولتها الوقوف بوجه أي محاولة للتقدم العلمي (كأعدام العالم جاليلو لمجرد اثباته نظرية علمية رأت فيها الكنيسة انها تخالف تعاليمها) وغيرها الكثير من استبدات الكنيسة التي كانت اعلى سلطة روحية الى جانب سلطة الاقطاع, ونتيجة لهذا الصراع استطاع البرجوازيون من الانتصار على سلطات الكنيسة وتدمير سلطات الاقطاع, و صورة هذه الثورة البرجوازية بصورة اوضح في البيان الشيوعي الذي كتبه: كارل ماركس و فريدريك أنغلز أواخر سنة 1847 حيث جاء فيه ما يلي : البرجوازية حيث ظفرت بالسلطة دمرت كل العلاقات الإقطاعية من كل لون, التي كانت تربط الإنسان بسادته الطبيعيين, و لم تُـبق على أية رابطة بين الإنسان و الإنسان سوى رابطة المصلحة البحتة, و الإلزام القاسي بـ "الدفع نقدا". و أغرقت الرعشة القدسية للورع الديني, و حولت الكرامة الشخصية إلى قيمة تبادلية, و أحلّت حرية التجارة الغاشمة وحدها, محل الحريات المُـثـبَتة و المكتسبَة التي لا تحصى. و بكلمة أحلّت استغلالا مباحا وقحا مباشرا و شرسا, محل الاستغلال المُغلَّف بأوهام دينية, و البرجوازية نزعت حجاب العاطفية عن العلاقات العائلية و قَصَرتها (العلاقات) على علاقات مالية بحتة, و البرجوازية كشفت كيف أنّ عرض القوة الشرسة, الذي كانت الرجعية تُعجَب به في القرون الوسطى, قد وجد تتـمّـته المؤاتية في التكاسل إلى أبعد حدود الكسل. فهي الأولى, التي بيَّـنت ما يستطيع النشاط الإنساني إتيانه. فأتت بعجائب تختلف كليا عن أهرامات مصر, و الأقنية الرومانية, و الكتدرائيات القوطية, و قامت بحملات تختلف كليا عن الإجتياحات و الحملات الصليبية... فالبرجوازية, في غضون سيطرتها الطبقية التي لم يَكد يمضي عليها قرن من الزمن, خَلقت قوى منتجة تفوق بعددها وضخامتها ما أوجدته الأجيال السابقة كلّها مجتمعة. فالآلة, و إخضاع قوى الطبيعة, و استخدام الكيمياء في الصناعة و الزراعة, و الملاحة البخارية, و سكك الحديد, و التلغراف الكهربائي, و استصلاح أراضي قارّات بأكملها, و تسوية مجاري الأنهار لجعلها صالحة للملاحة, و بروز عوامر كاملة من الأرض - أيّ عصر سالف كان يتصوّر أنّ مثل هذه القوى المنتجة كانت تهجع في صميم العمل المجتمعيّ؟** (البيان الشيوعي) هكذا بدأت العلمانية التحررية التي قادها البرجوازيون الى تحرير المجتمع الاوروبي من قيود الكنيسة التي كانت تحول دون التطور بالاتجاه الرأسمالي. الأمر الذي غذى اتجاهات فكرية وسيكولوجية وتاريخية، شكل ثورة على المؤسسة المدنية. هذه العملية عملية التحول من سيطرة الكنيسة الى الثورة العلمانية، أسهمت بنجاحها الى حد كبير، الأفكار الكنسية ذاتها، والتي تعترف بتقسيم الحياة الى "ما يخص الله وما يخص القيصر"، خاصة وان الديانة المسيحية تفتقد الى نظام تشريعي ينظم شؤون حياة الناس اليومية، الا أن ذلك لم يمنع بطبيعة الحال العقبات الكأداء التي وضعتها طبقة رجال الدين في وجه الثورة العلمانية، فهذه الطبقة طبقة القساوسة ممن يدعون تمثيل الله على الأرض. ـ ما هي البيئة أو الظروف التي نبتت فيها العلمانية في العالم والوطن العربي؟ 5 ـ لماذا تبنى الراديكاليين العرب العلمانية كنهج ثوري للتغير والتحرر؟ اما العلمانية في منطقتنا العربية، فقد نشأت في ظروف مغايرة تماما، فحتى مطلع القرن التاسع عشر، كانت المنطقة العربية بأكملها تستمد فكرها وعاداتها وقوانينها من مواريث الاسلام وبقايا المسيحية, الا أن الحقبة الاستعمارية التي دشنتها الحملة الفرنسية عام 1798، والثورة الصناعية في اوروبا وظهور وسائل الاعلام وبدء مرحلة الانفتاح على العالم ادخلت تلك القيم الثورية الى المجتمعات العربية و مهدت الطريق تدريجيا الى تحولات فكرية واجتماعية وسياسية، نتجت عن انماط السلوك التي جاء بها الغرب الى هذه المنطقة. وفي بدايات تلك الحقبة، شهدت منطقتنا تسريبا هادئا لنمط سكاني جديد تبناه بعض المتحمسين والراغبين في الخلص من نفس النمط الديني المسيطر الذي جسد ايضا تسلط ديني لكنه كان ناتج عن استبداد الدولة العثمانية ورغبة الكثيرين بالتخلص من قيودها التي غدت بنظرهم أبشع من الاستعمار لما تمارسه من اضطهاد عرقي وممارستها للتقاليد الإقطاعية من خلال نظام السخرة والاستعباد والتمييز العرقي يمكن الأخذ بها لانتشال المجتمع العربي مما كان يعانيه بشكلٍ عام من أمراضٍ متنوعة وخطيرة كالقبلية والعشائرية والطائفية وانتشار البنى الاجتماعية الفاسدة وتدخُّل رجال الدين يشكل مباشر وغير مباشر بالشؤون الزمنية للمجتمع وسيطرة الطريقة المشوهة للتفكير الديني على معظم طرائق التفكير, فبدأ الكثيرين من ابناء المجتمعات العربية يتبنّى الفكر العلماني كحل لمشاكل ربط الدين بالدولة , وتغييب العقل والمنطق في التفكير الاجتماعي, وكعامل مهم في بناء مجتمعات عربيّة سليمة متخلّصة من مفاسدها, قادرة على مواجهة التحديات الجسيمة التي تنتظرها وقادرة أيضاً على حل المصائب التي علقت بها. *ـ ما هي المجالات أو الميادين التي تصطدم مع العلمانية وتتعارض معها وتناقضها في مجتمعاتنا العربية؟. ونتيجة لصراع حول مفهوم العلمانية بين مؤيد ومتبني ومعارض مناهض للموقف،فبدأ المعارضون لها يأولون حتى في تفسيرها. ويلاحظ أيضا أن رواد العلمانية في الوطن العربي كانوا في معظمهم من غير المسلمين، مما أسهم في تبريرات النمط المعادي للعلمانية للعمل ضدها باعتبارها تهدف إلى تدمير الدين الإسلامي، مع أنها في واقع الأمر تعمل في سبيل الحد من تأثير الدين، أي دين، على سلوك وحياة وقوانين النشاط الإنساني، وهكذا ظهر بين مصلحي تلك الفترة – أعوام النشأة الأولى للعلمانية – اتجاهات، احدهما إسلامي والآخر مسيحي، اذ اعتبر اصحاب الاتجاه الأول أن ضرورة السعي لتحقيق التحديث والتطور، لا يعني بالضرورة التخلي عن منجزات الحضارة الإسلامية، وكان من أبرز رموز هذا الاتجاه رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني وخير الدين التونسي وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وعبد الحميد بن باديس، وكان هؤلاء من اكثر المتشددين دينيا الذين كانوا يصرون على التمسك بالقيم والافكار التقليدية القديمة ومنع أي محاولة لنح الشعوب العربية لتجربة الحرية العلمانية بحجة انها فكرة غربية كافرة تشوه الدين الاسلامي وتحيده , وايضا لانها تحد من السلطة الدينية كسلطة الازهر والحوزة العلمية. أما الاتجاه الآخر، المسيحي فقد تشكل من مجموعة من المسيحيين، العرب وأبرزهم شبلي شميل وفرح انطون وجورجي زيدان ويعقوب صروف وسلامة موسى ونيكولا حداد، ونزع هؤلاء الى تغليب الهوية الدينية القومية على النزعة الدينية.! ورغم الجهد الحقيقي الذي بذله هؤلاء ، ومن تبعهم فيما بعد مثل قاسم أمين واحمد لطفي السيد، الا أن الاجتهادات الخاطئة كان لها الدور الأبرز في عدم نجاح العلمانية في بدايات نشوئها في منطقتنا العربية من أن تسود. ومن أهم هذه الاجتهادات المغلوطة ما روجته "طبقة الرجعيين" من أن العلمانية هي رديف للكفر والإلحاد، و"كمذهب" مناوئ للديانات السماوية وللإسلام على وجه الخصوص، حتى بات الحديث عن العلمانية من المحرمات والممنوعات، ونالها من التشويه ما نال "الشيوعية والاشتراكية" فيما بعد، ليس بسبب قصور فهم هذه الطبقة، ولكن لضمان استمرار سيطرتهم على قنوات الفكر والتشريع وبالتالي التأثير الذي يشكل العناصر الاساسية لبقاء هذه الطبقة كجزء من الطبقة الحاكمة أو على الأقل كسند لها، تلعب دورا في توعية الرأي العام وفقا لمصالح النظام السياسي القائم الذي وجد في هذه الطبقة خير معين على تجنيد تفسيرهم للدين لضمان بقاء سطوة الحكام وسيطرتهم. ولأن العلمانية، كفكرة ومفهوم وممارسة، تظل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل في الفكر العربي المعاصر، فان النقاش حولها لم يتوقف او ينقطع منذ بدايةانتشارها في المجتمعات العربية وحتى اليوم. فطوال هذه الفترة شكلت العلمانية ما يشبه "الثورة التحررية" تركت اثرا عميقا على الفكر العربي. ولا شك ان تلازم مفهوم العلمانية مع الحملة الاستعمارية، جعل منها لدى البعض دخيل حضر مع الاستعمار وفكرة منتسبة الى سياق حضاري وتاريخي، ليس غريبا، بل معاديا أيضا، الأمر الذي شوه النقاش الحر حول هذه الفكرة الرائدة، ووضعه منذ البداية في سياق لم يوفر أرضية صالحة للوصول الى موقف مبني على الفهم والتروي، من هنا فقدت العلمانية أهم العناصر الضرورية كي توضع على مشرحة التفكير الجاد، بسبب الحكم المسبق عليها، اذ ظلت النقاشات حول هذا المفهوم، تدور في اطار مجال أيديولوجي وسط خوف أكيد من اتهامات بالكفر والإلحاد لكل من يتحمس لهذه الفكرة. وتبدو هذه الصورة واضحة من خلال المراجع العربية التي ناقشت موضوع العلمانية،فمحاولة البحث بين المراجع العربية التي تطرقت للموضوع نجد أن معظم هذه المراجع تتناول هذا المفهوم بكثير والتسرع والهشاشة وفقرها، مع ذلك هناك عدد منها – على قلتها – من المراجع التي يمكن أن تعتبر مجالا لحوار جاد ونقاش متزن حول هذا النظرية الرائدة، وأحد هذه المراجع الهامة، كتاب "العلمانية تحت المجهر" (الصادر من دار الفكر المعاصر- دمشق – 2000) لمؤلفيه عبد الوهاب المسيري وعزيز العظمة، هذا الكتاب يضم بين دفتيه رأيين متباينين تماما، ويشمل خلافا حادا وموقفا مضادا، الا أن ما يميزه هو الجدل الهادئ المتزن البعيد عن التزمت والتصلب، فلكل من الكاتبين الكبيرين، أو بالأحرى المفكرين العربيين، رؤية مضادة للآخر ويعتبر مثل هذا النقاش الهادئ والجاد، هو ما يلزم الساحة العربية من حوار بين المختلفين دون أن يتهم طرف طرفا آخر بالنعوت والأوصاف لمجرد الخلاف في الرأي والتفكير. يرى عزيز العظمة أن العلمانية تطورت وفق متتالية تاريخية محصور أساسا في السياق العربي، وعكست الأزمات والحلول والصراعات والمساومات السياسية والفكرية والنظرة الفلسفية وعلاقة السلطة الدينية بالزمنية، وان هذه المتتالية تأسست بالتدرج وشملت فكر التنوير منذ بداية اندثار العصور الوسطى في عصور الثورة الفرنسية والاميركية الى الثورة الصناعية والحداثة، بما تتضمنه هذه المتتالية التاريخية من حركات استثمار وامبريالية وصولا الى العولمة، الا أن المسيري لا يفصل بين هذه المتتاليات، وان من حيث تطورها الداخلي أو اعتمادها على التقدم والتطور، الأمر الذي ينتهي الى نتيجة يمكن اعتبارها مضللة، وهي أن العلمانية والحداثة والاستثمار والعلمانية والعولمة، وما بعد الحداثة، ليست سوى مسميات لشيء واحد هو نمط التطور والسيطرة الغربية في العالم سياسيا وفكريا وعلميا، ويرى المسيري أن مفهوم العلمانية أبعد من فصل الدين عن الدولة، كون هذا المفهوم يشمل رؤية تفسيرية شاملة للعالم والكون ترتكز على عناصر واضحة مادية وعقلانية صلبة ترفض أي مرجعية أخرى. وبينما يرى العظمة أن تعريف العلمانية أمر بالغ التعقيد، ولا يعني تفسيرها لفظا، كونها تعكس صيرورة تاريخية أكثر منها رؤية للعالم، كما يرى المسيري، الا أن المفكرين يتفقان على أن منشأ العلمانية ومهدها كان في أوروبا، الا أن العظمة يرى فيها تجاوزا لهذا المنشأ الاوروبي مما يؤدي الى تحولات بالغة السعة والعمق، بحيث باتت تشكل شأنا من شؤون حياتنا التي لا مفر منها في سياق ترتيب علاقة الدين بالمجال العام. من هنا ينكر العظمة على الخطاب العربي ربطه الوثيق العلمانية بالاستعمار، ويرى ان تلك المرحلة انتهت وأن العلمانية هي نتاج تحولات عالمية قربت العالم بعضه من بعض. ورغم الثناء الذي لا بد منه للطريقة التي تم بها الحوار بين المفكرين العربيين، الا أن ذلك لا يمنع من القول أن نبرة السجال انطوت في بعض الأحيان على تفسير متبادل، وهو الأمر الذي نهى عنه كلاهما، مع ذلك يبقى لهذا السجال تأثيره الموضوعي في الاطلاع على وجهتي نظر مختلفتين ازاء قضية ما زال الموقف منها مدارا لجدل لم يحسم بعد! ـ ما هي المجالات والأبعاد التي تمسها العلمانية عند تبنيها؟ ـ هل العلمانية مجرد رؤية أو فكرة أو مبدأ، أو أنها نظام حياة متكامل مترابط (ايدولوجية)؟ واذا كانت العلمانية هي ايدولوجية متكاملة تقوم اولا على فصل السلطتين الدينية والسياسية، فانها تعني أيضا ضمان احترام المعتقدات الدينية والهويات الثقافية والروحية للشعوب والمجتمعات، كما تعني أن للدولة قانونا واحدا يسري على جميع المواطنين حقوقا وواجبات بصرف النظر عن الهوية الدينية، ودون تخصيص ديني أو طائفي، هذه الرؤية هي التي ساعدت فيما بعد على ازدهار الفكرة العلمانية في المجتمعات البشرية ،لانها في المقام الاول رسالة حرية ومساواة , وفكرة تحررية من أي قيود دينية او عقائدية يمكن ان تقيد حرية وفكر الفرد في داخل مجتمعه العلمانية والعولمة ارتباط ام اختلاف : والعولمة تقوم بهدم الحدود والفواصل وتوسيع فرص التجانس والتوحد بين شعوب العالم، وتهدف إلى إزالة الفوارق بين الأفراد، وتشمل مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والثقافة، بما يؤدي إلى تعميق المجتمع المدني لحسم قضية الصراع الأيديولوجي بين الحضارات لتكون الهيمنة للثقافة الدولية وقيم المجتمع الدولي وأخلاقياته! ونرى أن مجرد التدقيق الموضوعي المحايد لمضمون مفهومي العلمانية والعولمة يوضحان مدى الارتباط القوي بين نشأتهما وبقائهما، وبين تمييع الهوية الدينية وفقدانها؛ حيث يؤدي ذلك إلى تهيئة المجتمع لدخول العلمانية والترحيب بالعولمة ونموها؛ لأنه مع اسقاط الهوية الدينية عبر العولمة عن المجتمع يتيح المجال لالتقاء الفكرتين معا وتكون احدهما مقدمة للاخرى ومعبدة لطريق للوصول لمجتمع حر مفكر علماني لا ديني, هذا بالطبع الوجه الجيد لالتقائهما.الا ان تصدر الولايات المتحدة الامريكية على رأس الدول الدول التي بدأت بمشروع العولمة يوقع العولمة بمأزق كبير جديد ومعضلة, فالولايات المتحدة لم تكن لتبدأ بمشروع العولمة لتسهيل مهمتها في الاستعمار الاقتصادي السياسي والفكري للعالم وليس لنشر المبادء السامية للعلمانية, فهذه العولمة الامريكية ستؤدي حتماً إلى التبعية الاقتصادية والسياسية لغيرها من الشعوب كانت من الشعوب العلمانية أو الدينية، ويؤكد هذا الكلام ما تقوم به امريكا عبر برنامجها في العولمة تجاه غيرها من حضارات دول العالم الثالث وما ترد الاخرى في مقاومة اتجاهات الهيمنة الأمريكية. ولذا يمكن القول: إنه لا يمكن نجاح أي مشروع علماني تنموي ثوري وحقيقي دون كبح جماح الوحش الإمبريالي الأمريكي في النهاية : العلمانية مبدأ فكري اصيل متحرر , يحاول ايجاد انسان حر بعيد عن أي قيود دينية او فكرية او عقائدية تكبح من جماح حريته وحقوقه المشروعة وهي ترتبط في ايدولوجيات معاصرة كالليبرالية والاشتراكية ويجب الحفاظ عليها في عصر العولمة المزيفة التي تقودها الولايات المتحدة حتى تحقق الهدف الحقيقي من نشأتها
بقلم : مهند صلاحات / كاتب وناقد سياسي فلسطيني /
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
كتب محمد حسن العمدة
Quote: والعلمانية خرافة كطائر العنقاء لا وجود لها
|
وكتب
Quote: وهذا يدعم ما ذهبت اليه من ان العلمانية كطائر العنقاء خرافة لا وجود لها |
لغة الحوار الفكري تتطلب أستخدام مفردات ذات دلالات محددة تعكس المضمون الذي تريد تلك المفردة قوله.. والحوار الفكري يتتطلب أحترام عقل المخاطب والقارئ من هنا أري أن من واجبي تناول تشبيه العلمانية بالعنقاء (العنقاء ــ طائر خرافي أسطوري) حينما تشبه العلمانية ـ بفهمها الذي نقصره علي عدم زج الدين في السياسةـ بالعنقاء فأنك تعني بالضرورة أنها لم توجد ولن توجد..أو أن وجودها محض وهم زهني لايتشكل أو يوجد في الواقع المعاش..!!!! والان دعني أتسأل .. الأ تقوم معظم الدول العربية والأسلامية... بفصل الدين عن السياسة( مصر, ليبيا الجزائر , المغرب, تونس, لبنان, سوريا الخ,.. الخ) كيف يكون عدم زج الدين في السياسة عنقاء لاوجود لها في الواقع بينما ترفرف هذا العنقاءبأجنحتها ووجودها المادي في جل دساتير وقوانين الدول العربية والأسلامية.؟؟ ومالنا نذهب بعيدا... فقد طبق مبداء عدم زج الدين السياسة في سوداننا طيلة العهود الديموقراطية... ولم تطبق من خلا لها قوانين أسلاموية ...وقد صاغ حزب الأمة وأنفذ قوانين تلك العنقاء طيلة عهود حكمهم...
أذا تطبيق مبداء عدم زج الدين في السياسة..مبداء عشناه مجسدا في حياتناالسياسية ...ولعلي لا أجافي الحقيقة أن قلت أن طرح شعارات أسلاموية غامضة متناقضة ومتناحرة لايتفق ـ رافعوها علي الأساسيات فيها.. لهي أقرب للعنقاء والغول,, والأن دعني أسألك يا محمد حسن العمدة هل تعتقد أن الصيغة الدستورية والقانونيةالتي كا نت مطبقةفي العهود الديموقراطية عنقاء أسطورية أم ترا ها صيغ أسلامية؟؟ وشكرا كمال
(عدل بواسطة kamalabas on 10-28-2004, 05:43 PM) (عدل بواسطة kamalabas on 10-28-2004, 05:46 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
الأخ/كمال إعتقد لو أنك توقفت عند المعني الذي يسبغه الأخ "محمد حسن" علي العلمانية
Quote: الدولة الوحيدة التي يمكن تسميتها علمانية - بتفسير مصطلح العلمانية بانعتاق الفكر المشاهد عن الغيبي - هي دولة الماركسية اللينيينية السابقة |
بإعتبارها النظام الذي لم يتح أي فرصة للديني للتسرب في الزمني ، وبالتالي تستحق مصطلح علمانية بجدارة ...أنا شخصيا أري في باقي الدول الأخري شكل من أشكال العلمانية، لكنهاالعلمانيةالشائهة ، حيث بدأت فيها تتوسع سلطة الدين ورموزه المجتمعية تماهيا في السياسة وحقل الإستراتيجية ولعل هذا ما قصد له محمد، فحتي اليوم علي سبيل المثال هنالك معركة يحمي وطيسهاتجاه the ten commitmentsوضرورة إزالتها في إميركاوتتعالي أصوات القسسة في مجلسي الحكم، أما الدول العربية فتتفاوت تجليات التراتيب الدينيه في حقولها الثقافية والسياسية ، أحيانا يتبدي ذلك من شعار أو نشيد الدولة إلي بناها السياسية التي تحرك سياقاتها الإجتماعية نحو حلبة الصراع نحو السلطة ، لذا يحتج العلمانيون المصريون علي السلطة الثقافية للأزهر ، وتحتج الجندريات علي القوانين ذات الصبغة الشرعية والتي يرون في نصوصهاإنتهاكا لحقوقهن ومصالحهن ، ويحتج السوريون علي تغول الفئة النصيرية العلوية علي السلطة البعثية مما حصرها في الطائفة ، وهذا ما يفسر سر العلاقة الحنينة مع إيران ، أما الديمقراطية اللبنانية هي ديمقراطية الطوائف والمصالح الدينية ، أما في دول المغرب العربي فليبيا رغم عدائها للتيارات الدينية السلفية إلا أن الشفرة الدينية تبتدئ مع التقويم الما بعد وفاة الرسول وحتي أزرع السلطة التي تتبني حاليا إتجاه التوسع الليبي في إفريقيا عبر المراكز الإسلامية الليبية المتزايدة العدد ، أما في الجزائر والمغرب فتدخل اللعبة السياسية أحزاب إسلامية شرع لها من حماس ، للنهضة ، للعدل والإحسان والعدالة والتنمية وغيرها ، نعم كلها دول علمانية ، لكنها العلمانية الثالثة أو ما سماها محمد الحسن بعلمانية العنقاء...وأنا علي ما أذكر أن البرنامج الذي يقدمه حزبكم يعرف ببرنامج الجمهوريةالإسلامية ولا أدري إذا ما تم تغييره أم لا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
الاخ كمال تحايا وتقدير ،اتابع مساهماتك المقدره فى تمتين تيار الاستناره والديمقراطيه. فى الحوار الدائر هنا تبدو مشكلة عدم اتفاق على المصطلح نفسه، والسبب فى تقديري ليس عدم وضوحه او لانه معقد،بل لتعمد بعض المتحاورين اما ادراج وفرض فهمهم وتعريفهم الخاص بالعلمانيه ومن ثم تمرير الاحكام و النتائج التى يريدونها عبر ذلك، او وابتذال المصطلح على المستوي النظرى والعملى واختزال تجلياته على مستوى التجربه والواقع فى بعض الرموز والاشارات التى هى ليست جوهر المصطلح . المطابقه ما بين العلمانيه و اللادينيه مغرضه و ذات اهداف معلومه ، اقدم هذا المقال الجيد فى شرح العلمانيه و ارتباطها بالديمقراطيه، علمانية الدوله لا تعنى بالضروره ديمقراطيتها، بينما الدوله الدينيه هى حتمآ غير ديمقراطيه. لك تقديري
Quote: العلمانية جوهر الديمقراطية
مقال مترجم عن مجلة " الفيغارو الفرنسية "
من أجل تعريف دقيق للعلمانية، يجب علينا في البداية تجنب تفسيرا خاطئا أو معكوسا لها : العلمانية ليست ذما أو شجبا أو إدانة أو منعا للأديان ، كما أنها ليست الإلحاد أو الكفر. إنها مع كثير من الجدية والدقة والصرامة ، المبدأ والذي من خلاله أو وفقه ، المؤمنون أو " المعتقدون " المتدينون يجب ألا يتدخلوا في الحياة العامة أو المؤسساتية. فلا السلطة السياسية أو تقنين وتنظيم الحياة والخدمات العامة عليها بالعودة أو الاستناد إلى الدين ، كما يجب عدم إعطاءه أي مكان ضمن هذه الشؤون . الدين مع ذلك لا يبعد " بضم الباء" و لا يعزل عن الحياة الاجتماعية ،إنه يبعد عن عملية التشريع التي تعرف المواطنة والمواطنين وتجمعهم . فالدين ليس عامل ربط دائما وكما نعتقد في الكثير من الأحيان، إن كل دين في الحقيقة يستبعد الأديان الأخرى. لكن إذا الحياة الدينية بقيت شأنا غير سياسي ، و إذا الدين يشجع ويقوي الجماعات المشتركة ويزيد من التشارك بينها من غير سلطة سياسية أو استخدام وسيلة للقهر أو الإكراه ، عندها يمارس بكل حرية وخاصة في قلب الديمقراطيات كما هو الحال في فرنسا . إن تاريخ ميلاد العلمانية هو صراع ضد الادعاءات السياسية للسلطة الدينية ، وكل هذا التاريخ هو الضمان لتعريف العلمانية ومصدر تحققها وتطبيقها. فنحن نحتفظ بشكل خاص بتاريخ [1905 ] الذي يشير إلى الفصل ما بين الدولة والكنيسة ، هذا يعني من جهة : أن الدين نظام من العقائد والشعائر، ومن أخرى : أن الدولة موجودة كمجتمع من القانون والحق موحد من خلال تشريعات عقلانية و إنسانية. وهذا يعني أن الصراع من أجل العلمانية هو في نفس الوقت صراع من أجل تشييد و إقامة ديمقراطية أكثر قوة وتطلبا و أكثر أصالة وصدقية وثقة. بعد هذا التعريف للعلمانية ، نجرب الآن الحديث عن معناها : للعلمانية فعل وعمل تحرري . إنها تشيد وتقيم استقلال السلطة السياسية في مواجهة القوى والمؤسسات الدينية المحلية والدولية. فهي تنقذ الحوار والنقاش السياسي والحياة العامة من نفوذ و تأثير جماعات الضغط والمنظمات الدينية ، هذا يعني الإنقاذ من سلطة " المعتقدات " غير العقلانية المنقولة و المحمولة من خلال الاكليروس أو رجال الدين [ المسلمين ، اليهود، المسيحيين ، البوذيين ، الهندوس]. بالعلمانية، دولة تقرر العيش وفق العقل والحق ، بمعنى آخر من خلال مبادئ عامة معتمدة ومستندة دائما على السيادة التمثيلية والمتغيرة دائما " والممكن تغييرها " ، والخاضعة للنقد وللرقابة. من خلال هذا نضع حدا لحكم العقائد الدينية الخاصة و التي لا تخضع للتحقق منها ، والتي هي في حالة صراع دائم . كذلك العلمانية تساهم في تعليم الأفراد لاعدادهم أو لتحضيرهم كي يكونوا مواطنين.هؤلاء الأفراد هم في حالة إعداد " كلي " ويتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، مهما كانت معتقداتهم الخاصة والتي يجب ألا تخضع للمراقبة والتدخل ولا تفرض من قبل السلطة الديمقراطية . إذا بعد اختفاء أديان الدولة يمكن أن يظهر لدينا " المواطن " الذي تحدثنا عنه .إنه يتعلم على تطوير وتنمية عقله النقدي والدفاع عن حريته وحقه في التعبير. في الواقع العلمانية يمكن أن تكون خصبة وولودة في اتجاهين : حيث تسمح بظهور مواطن القانون " يهودي ، مسلم ، مسيحي ، بوذي " كما أنها تشارك في الصراع ضد تبعية أو عبودية أو إكراه الوعي وضد حالة الاغتراب عند الأفراد . وتعمل على التحرر السياسي والتحرر الشخصي والداخلي. للعلمانية أيضا معنى آخر: فهي مذهب ومدرسة للتسامح. تقيم وتشيد الاعتراف المتبادل لقيم الاعتقاد والإيمان عند الآخرين .إن المعتقدات المختلفة هي ليست نهائيا أدوات للسلطة أو للتبشير أو للدعاية ، بل تستطيع أن تكون محترمة بشكل متبادل من قبل الجميع.العلمانية تستطيع أن تكون عصرا من العدالة والسعادة الكاملة ، وتجسيدا للإنسان الكامل أو تشييدا للوحدة ، وحدة كل البشر . غير المكرهين والمجبرين بالعقائد القهرية والسياسية ، هؤلاء بالإمكان أن يكونوا فرصة للتفكير والتبادل الخصب بين الأفراد المختلفين والجماعات المختلفة. في حضرة العلمانية نحن نكون في حضرة التسامح الفعال والمنفتح والذي لا يعتبر تسامحا متعجرفا أو تنازلا ، ولكن احتراما وفائدة ومصلحة للآخر، احترام وفائدة مبنية على التبادل المطلق . وهذا يعني الرفض المشترك للتشريع السياسي الذي يستند فوق هذا أو ذاك المعتقد الديني الخاص. النزوع للعلمانية إذا هو شيء في غاية الأهمية . إنه تثبيت وتأكيد للقواعد المشتركة " غير الدينية " للحوار ، للحياة ، و للإبداع والخلق السياسي.يفتح مجال الحديث والحوار ويستبعد حكم العنف وسيطرته .هذا الحوار السياسي الناتج عن العلمانية لا يصبح فقط على المستوى الوطني بل على المستوى العالمي أيضا. ففي الحياة السياسية إنه يكفي أن تبعد المعتقدات الميتافيزيقية ، هذا إذا كنا نتمنى حقيقة إقامة سلام بين الناس وبين الشعوب. ولكن ما هي قاعدة و أساس هذه العلمانية داخل العقل الإنساني ؟ أو بشكل آخر، ماهو المصدر الحياتي لها ؟ و ما هو بالتالي مبررها في الوجود و أن تكون شرعية أو مصدرا للشرعية ؟ إن أساس العلمانية هو في نفس الوقت الجزء الاجتماعي والعقلاني من الطبيعة الإنسانية . حيث الأفراد هم الذين أوجدوا المجتمعات لان لديهم فيما بينهم علاقات متبادلة ، ولان لديهم رغبة بالاعتراف بالآخر وصداقته ومحبته.هذه العلاقات لم تكن بشكل فوري وقوي علاقات سلمية .في الواقع الفرد يرغب في ذلك ، يرغب بالسعادة ولكنه عادة ما يترك رغبته تفسد " بفتح السين " في الشهوات وبالعنف ، وتصبح مصدرا أبديا للصراع .هنا يتدخل العقل ، هذا البعد الآخر للكائن الإنساني. حيث كل إنسان لديه بالطبيعة إمكانيات عقلية ، فهذا الجزء العقلي للإنسان هو الذي يسمح له بإيجاد أمكنة لعلاقاته السياسية مع الآخر " أيضا علاقاته الشخصية، وتحت علامة العقل والتفكير ، وليس علامة اللاعقلي أو الانفعالي الشهواني. أيضا العلمانية تشكل العقد الاجتماعي . حيث كل فرد يلتزم بشكل متبادل باحترام نفس القوانين والحقوق، و ذلك من اجل تكوين مجتمع موحد وسلمي . فالديمقراطية العلمانية هي الشكل الأكثر سموا للديمقراطية ، لان المعتقدات تكون مصانة ومحترمة ، ولكن لن يكون لديها أي سلطة لسن القوانين وتشريعها، كما لن يكون لديها سلطة الإجبار والإكراه . إذا المعتقدات والرموز لا تتدخل في العلاقات الدولية ، والسلام المؤسس على العقل وعلى المصالح المشتركة يستطيع أن يتحكم بهذا الانسجام أو التآلف والاتساق الدولي. هذا التفكير الحيوي والفعال يستطيع بناء وتشييد السلام بين الأمم كما يشيد السلام المدني في داخل المجتمعات أيضا. ولكن إننا نقتصر غالبا في تعريف العلمانية على محاولة رفضها وإنكارها . نحن نعتقد على العكس من ذلك ، يجب الإشارة إلى جميع أبعادها الإيجابية وطاقاتها الكامنة . لدينا إذا ما نقوله في ذلك : ماذا يمكن أن يكون المحتوى " الحياتي" واليومي للعلمانية ، ثم محتواها المادي والأخلاقي. العلمانية تشير إلى أهمية التماثل وتدعونا ليكون لدينا وسيلتنا لبناء حياتنا. ففي داخل هذا العالم وداخل هذا التاريخ ، الإنسان يجب أن ينشر ويظهر كفاءته ومهارته ، ويبتهج للعيش ، من هنا العلمانية تؤكد رفعة الحياة الواقعية الموجودة، ونفعيتها وشعريتها. هذا الكلام هنا يعني الحياة ما بين الميلاد والموت ، من غير العودة أو الاستناد أو الرجوع إلى أية [ متعال يقع ما وراء الوجود ] الله أو أية سلطة دينية .إذا الإنسان يكرس لبناء واختراع واكتشاف سعادته ، واجبه الوحيد أن يكون سعيدا بنفسه ومع نفسه ومع الآخرين . والعلمانية تدعو الفرد و المجتمع للعمل بفعالية ونشاط وبشكل إيجابي ، ولتنمية وزيادة السعادة والفرح. والسعادة بدورها هي بدقة : البناء الثابت لحياة الفرد ، والانتشار والظهور لرغباته المسيطر عليها والمراقبة منه . من هنا العلمانية هي كالنور الذي ينير فوق الإنسانية ويبين حقيقتها ، والسعادة من جهة أخرى ، هي البحث عن الفرح بالحياة ، الفرح بالعمل وبالخلق و الإبداع . والعلمانية هنا وحدها التي تفتح الطريق لذلك. كان من الواجب تعريف السعادة هنا بشكل أوسع لكن المكان لا يتسع لذلك . ويبقى لنقول أنها إتمام أو كمال النفس ورغباتها بواسطة أشكال وتكوينات مختلفة للفرح والسعادة الفعالين ، وبواسطة الأفعال المحققة داخل هذا الفرح ذاته. أي إيجاد وتأسيس وبناء استقلالية الذات ، والإقرار بالآخر داخل قيمها ، و إقرار الآخر بها ، والابتهاج بالحياة وبجمال العالم ، الطبيعي و الإنساني . كل هذه الأعمال والأحكام والفعاليات عندما تكون مضيئة ومنارة بواسطة التفكير ، ومبررة بالمأثرة والسماحة ، قوية وحيوية بالرغبة والأمنية الكبيرة ، كل هذه الأعمال والأحكام تقود إلى قوة الحياة والتي نستطيع تسميتها ، الابتهاج بالوجود . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: esam gabralla)
|
الاخ كمال الاخت امانى
تحياتى
العلمانية فى معناها المتعارف عليه وكما يعلم الجميع تعنى فصل الدين عن السياسية بمعنى عدم إستخدام الدين فى العمل السياسى، لكن طبيعة الدول التى فى المنطقة هى أصلا دكتاتورية بطبيعتها ورغم ادعاء بعض منها العلمانية فهى تستخدم الدين بنفس الطريقة الانتهازية التى تسلكها التيارات الاسلامية لتبرير وجودها فى السلطة.
مفهوم العلمانية المذكور أعلاه هو بكل المقاييس أكثر التصورات عقلانية لتأسيس دولة بالتعدد الثقافى والدينى الذى يوجد فى السودان، حيث يؤسس لثقافة أحترام حقوق الانسان والثقافات المختلفة فى الدستور السودانى. لأن الخيارات الاخرى كلها بدون شك كما أكدت التجارب السابقة أدت وستؤدى الى المزيد من الحروب الاهلية، وفى نهاية الامر تمزق الوطن. فالعلمانية لا تعنى الغاء الدين والطاقات الروحية التى فيه والتى يؤمن بها ملايين الناس، لكن الدين من حيث تركيبته كمنظومة ايمانية تشكل وتنظم علاقة المخلوق بخالقه فهو من هذا المنظور يكون نطاق تأثيره فى المجال الخاص لهذه العلاقة، لذلك نقله خارج هذا الاطار يتسبب فى الكثير من الازمات ويساهم فى تعميق الخلافات فى المجتمع ويؤسس فى شكله النهائى والاخير لتكوين دولة شمولية لا تحترم حقوق الاخرين الذين يؤمنون بأديان أخرى والمعارضين لها من نفس الدين. وفى تقديرى أن الدولة العلمانية الديمقراطية التى تحترم حقوق الانسان وتسعى لتأسيس مجتمع عادل، لابد لها أن تهتم بالثقافة الروحية لكل مواطنيها وليس البعض أيا كانت ديانتهم التى يعتقدوها إن كانت بوذية أو هندوسية أو يهودية واسلام أو مسيحية أو أى ديانة افريقية موجودة الكل حر يمارس عبادته دون ودون تدخل من هذه المجموعات لمحاولة فرض رؤيتها علىالدولة أو على بقية أفراد المجتمع.
الان الحكومة البريطانية تدرس إقتراح بتدريس منهج جديد لتدريس الاديان بالمدارس، وهو منهج خيارى وليس أجبارى لطلبة المرحلة المتوسطة ،محتويات المنهج يشمل جميع الاديان المعروفة الان اسلام مسيحية يهودية هندوسية بوذية السيخية، البهائية واضافة الى ذلك تدريس فلسفة ومفهموم الالحاد واللا أدرية Agnostic . هذه سياسة منطقية وعقلانية لو قورنت بسياسية المنهج الواحد والتلقين و كراهية الاخر التى تخلقها السياسات التى تنتهجها الانظمة الثيوقراطية.
من الناحية السياسية فى تقديرى إنه بالرغم من أن مقررات أسمرا 1995 أكدت على منع قيام أحزاب سياسية على أساس دينى لكن يبدو إنه من الواقعى القبول بأن هناك أحزاب تقوم على هذا الاساس فى السودان الان ومن ضمنها حزبى الامة والاتحادى، لكن طالما أرتضت بالممارسة الديمقراطية والتبادل السلمى للسلطة واحترام التعددية الثقافية والدينية فى السودان لا يمكن أن يعترض أحد على أن تمارس نشاطها السياسى. فلا يوجد أحد عاقل يريد أن يستبدل شمولية بشمولية أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
لازلنا في أنتظار صياغة بديل أسلاموي من تيار الأسلام السياسي .. يحل محل الأستلاب والتغريب الفكري والصيغ المستوردة ويحل محل العلمانية والديموقراطية.... بديل متصالح مع ذاته يتفق حاملوه علي الأساسيات...كنا قد طرحنا هذه الأشكالات..
Quote: لازال هناك الغموض في تعريف الشوري ومفهومها لازال هناك من يري حصرها في دائرة أهل الحل والعقد تلك الجماعة التي يختارها الحاكم..؟؟ومن يجعل أختيار الحاكم يتم بواسطة تلك الجماعة.. وهناك من يري أن نظام فصل السلطات يوافق مقاصد الدين ومن يري أنها تعارضه.. وهناك من يرجع للمواطنيين كافة أمر أختيار الحاكم والبرلمان... وهناك من يأتي عبر نظام ملكي وراثي ومطلق ويري أن ذلك يماشي الأسلام..ومن يأتي عبر مؤسسة الجيش ويقول أن لاتعارض بين ذلك والدين ومن يري أن الشمولية لاتعارض الدين ويرد عليه أخر التعددية تماشي مقاصد الشرع... فأين هو حسم مفهوم الشوري من كل هذا التناقض يا عزيزي... نواصل في مفردات الخطاب الأسلام ورموزه الذين يختلفون في عدد الحدود وكيفية تطبيقها هل الرد ة بينها أم لا هل ترك الصلاة المتعمد يوجب حدا وهل يرجم المتزوج أم يعذر؟؟ وهل تشهد المرأة في الحدود أم لا... وهل يجاهد غير المسلم الرافض للأسلام والجزية..؟ وهل حرم الأسلام الرق أم قيده؟ وهل يجوز الأن أسترقاق أسر ي الكفار؟؟ ما يسمي بالخطاب الأسلامي متناقض ويعتمدعلي الشعار المعمم أكثر من تبني برنامج ورؤية منهجية واضحة.. أو حتي وجود بديل عملي وعلمي لمنجزات المدارس الديموقراطية والعلمانية
وأضفنا
: ]الحضارة الأنسانية العامة التي نهل منها ما تسميه بالخطاب العلماني هي التي أنتجت ونمت قيم ومؤسسات الديموقراطية والحريات العامة والتعددية ونظام فصل السلطات ومؤسسات الحكم تشريع , تنفيذ ,قضاء ومساواة كافة المواطنيين في الحقوق والواجبات بغض النظر
عن أختلاف الدين والنوع والعرق... بينما تجد تخبطا وغموضا في الخطاب الأسلاموي في قضايا تناولناها معك في حوار سابق... تجدهم يختلفون في شكل الحكم وأختيار الحاكم وتعريف الشوري ومفهومها ومؤسساتها وفي الموقف من الحريات العامة والحقوق والواجبات الدستورية كان هذا الفشل علي الصعيد النظري أما الفشل علي الصعيد العملي فقد قلنا فيه الخطاب الأسلاموي متناقض وغير متصالح مع ذاته وليس هناك تناغم بين مفرداته أو أتفاق بين رموزه ودعاته... فشل الخطاب الأسلاموي في عهد نميري وفشل هذا الطرح أيام الديموقراطية حيث لم يتفق رموز علي مشروع نظري وتناظروا وتناطحوا وكل منهم فخور بطرحه الأسلاموي مبخس لطرح رصفائه.. فشل هذا المشروع فشل مدوي في عهد الأنقاذ... فشل خارجيا في دولة الملالي الأيران وطالبان الأفغاني ونظام ال سعود الوراثي المطلق والاستبدادي... فشل هذا المشروع معارضا في نموزج الجماعات الأسلامية في مصر والجزائر التي زبحت الابرياء والعزل.. وحول تلك البلاد لحمامات من دم فشل في ممارسات بن لادن وأرهابه وفشل نظريا في الأجابة علي التساؤلات العصرية التي طرحنا جانبا منها... والتي تناولت أساسيات .. نتوقع وضوح ووحدة الخطاب حولها... |
ولعل ما يحير حقا أن يتبني بعض الأسلامويين بعض المفاهيم الغربية المستوردة ..مثل خصصة الأقتصاد وتحريره واليات أقتصاد السوق والغاء مجانية العلاج والتعليم وتبني بعضهم للتعددية ونظام فصل السلطات.. والنظام البرلماني بصيغته الغربية والفدريشن ولايتعاطون معها بأعتبارها أستلاب وأغتراب فكري !!!
طالما أنها تخدم المصالح وتحقق أغراضهم السياسية .. هنا فقط يكفون عن نقدها ودمغها بأن نتاج بئية غير أسلامية .... ولايكلفون أنفسهم عناء البحث عن بديل لها .. كمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
الاخ كمال عباس اتابع باهتمام مداخلاتك القيمة هنا ومفهومك وتعريفك المتطور لمصطلح العلمانية والذي يقترب الى حد كبير من فهم وتعريف الاخوة في حركة القوى الجديدة الديموقراطية بشقيها وهو ما يمكن ان نسميه بالعلمانية الايجابية والذي قد نتفق كثيرا حول بعض مفرداته ومنها على سبيل المثال عدم الاستغلال الانتهازي للدين وعدم تميز مواطن على الاخرين بسبب انتماءه الديني
العلمانية اخي لها عدة تعاريف كما اتضح فمنهم من يقول انها تعني فصل الدين عن الدولة كما كان سابقا في اوروبا ومنهم من يقول انها تعني فصل الدين عن السياسة ومن قائل بانها فصل الدين عن الحياة كما في النموزج الماركسي
ومنها قولك واخرين بانها عدم زج الدين في السياسة وهو فهم كما اسلفت متطورا للعلمانية رغما عن مفارقته لمصطلح العلمانية وان تستر به لقد سقت فيما مضى حوارا مع الاخ ثروت سوار الذهب حول العلمانية ومراحل تطورها وكان نقاشا ثرا لم يستكمل بسبب مشغوليات الاخ ثروت وانقطاعه عن المنبر اتمنى ان يستطيع العودة كرة اخرى لمداخلاته القيمة فكرياالصادق المهدي لـ"الشرق الأوسط": ثلاثة سيناريوهات لسودان ما بعد السلام تحدثت عن حزب الامة وطرحة للدولة المدنية لا اعتقد ان تعريف حزب الامة للدولة المدنية يختلف كثيرا عن تعريفك للدولة للعلمانية مع ضرورة ابانة اوجه الاتفاق والافتراق بين التعريفين والتي يمكن ان نسميها بالتوضيحات ان امكن ذلك . على ان هنالك ما نسميه بالتمييز بين الدين والسياسة ولعله سوف يكون نقطة التلاقي بيننا وبينك
احترم كثيرا رغبتك الجادة في الحوار الموضوعي والوصول الى نقاط التلاقي والتي هي مخرجنا الوحيد من دوامة المصطلحات وسيطرتها على حياتنا السياسية وكنت ارغب في ان يبادلنا الاخوة احمد امين ومحمد الاشرف نفس الرغبة ولكن بدا لي فتورهما او نلتمس لهما العذر في عدم مواصلة النقاش لاسباب قد تكون خارج ارادتهم كنت ارغب في ذلك حقيقة لاعرف اين يقف الحزب الشيوعي السوداني وما هي افكاره الجديدة التي يطرحها للشارع السوداني واين وصلت المناقشة العامة التي استغرقت من الزمن اكثر مما ينبغي لها
ساعود لاحقا لمناقشتك والاخت اماني والى لقاء قريب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
كتبت اعلا البوست
(( ما نكون طولنا الغيبة الاخوة الزملاء محمد اشرف وعمر علي تحية طيبة لم الجا للشروع في الرد عليكم في بادي الامر لانه وحسب تجربتي الشخصية مع اعضاء الحزب الشيوعي السوداني ان نفسهم قصير جدا في الحوار خاصة اذا ما كان حوارا فكريا))
ورد الاخ محمد الاشرف ( اتعجب كيف انك حكمت على من اول وهلة انى نفسى قصير فى النقاش و انا الشخص المدعو محمد اشرف لم ادخل معك سابقا فى اى تجربة نقاش من قبل ))
ولا زلت في انتظاره
البوست دا قيم ولا بد من رفعه لان هنالك مداخلات وردود لم اتفرق لها بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: محمد حسن العمدة)
|
الاخ كمال عباس لقد اوضحت رؤيتك ولكن تاخرت في الرد لانني كنت انتظر الزميل محمد الاشرف لاستكمال حواري معه ولكن يبدو انه فضل الابتعاد لاسباب خاصة به او لان الحزب الشيوعي السوداني لا يفضل الخوض في نقاش لعدم تمكنه من ايجاد فكر ورؤى مححدة يطرح بها نفسه بعد
لقد قلت (( والان دعني أتسأل .. الأ تقوم معظم الدول العربية والأسلامية... بفصل الدين عن السياسة( مصر, ليبيا الجزائر , المغرب, تونس, لبنان, سوريا الخ,.. الخ) كيف يكون عدم زج الدين في السياسة عنقاء لاوجود لها في الواقع بينما ترفرف هذا العنقاءبأجنحتها ووجودها المادي في جل دساتير وقوانين الدول العربية والأسلامية.؟؟ ومالنا نذهب بعيدا... فقد طبق مبداء عدم زج الدين السياسة في سوداننا طيلة العهود الديموقراطية... ))
الدول التي ذكرتها متعددة الاتجاهات والافكار فمصر مثلا لا تستند على اي بعد فلسفي او ديني ولبييا تنص صراحة في دستورها بان القران هو دستور الدولة الليبية الجزائر تمام مثل تركيا يحرس دستورها العلماني جنرالات الجيش الجزائري للعلمانية كما ذكرت في مداخلتي لمحمد اشرف عدة تعريفات حتى على مستوى تنظيماتنا السياسية توجد اختلافات في التعريف وعموما جميعها تختلف عن التعريف الفلسفي للعلمانية المصطلح الاول عدم زج الدين في السياسة لا يعني ان هذه دعوة علمانية فمن اين جاء هذا التعريف كما اننا لا نقول بعدم زج الدين في السياسة ولكن ندعو الى عدم قيام اي حزب سياسي على اساس ديني او عرقي او ثقافي ويخيل لي ان هنالك فرق كبير بين التعريفين وندعو الى احترام ورعاية الدولة لجميع الاديان وكريم المعتقدات ساعود لاحقا لان الصباح لاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: أحمد أمين)
|
الأخ ود العمدة تحية حينما تحدثنا عن مسألة عدم زج الدين في السياسة ودستور وقوانين مواطنة ودولة مدنية فأننا نعني بذلك نفس الفهم الذي كان مطبق في أرض الواقع في بلادنا طيلة العهود الديموقراطية وهو ذات الفهم المطبق في معظم الدول العربية والأسلامية 000 فهل تختلف مع هذا ? وعلي ذكر ليبيا لم نسمع أنها علي مستوي الممارسة طبقت حدودا أو ضمنتها قوانينها أو أن عقد البيعة قد أنعقد للقذافي وجود تعبير مثل القران دستور الأمة أذا ثبتت لاتعدو أن تكون أحدي خطرفات القذافي الذي أعلن في لقاء جماهيري في الخرطوم أنه ضد الحدود وسخر من تطبيقها 00 أنكم لاتقولون بعدم ذج الدين في السياسة فهل وضحت لنا هنا كيف يكون تديين السياسة عندكم علي مستوي الدستور والقوانين? ولماذا تحرم الأحزاب التي لها أساس ديني من النشاط السياسي وحرية التنظيم? ولماذ تقصر حرية التنظيم علي الأحزاب ذات الأساس غير الديني ? لماذ تفعل ذلك وأنت الذي تدعو في ذات لزج الدين في السياسة ?كمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
الاخ كمال عباس اولا انا سعيد بمواصلة الحوار معك على امل التوصل لنقاط مشتركة بيننا واحي فيك تقديمك لروح الفكرة والحورا الهادف هنالك فروق كبيرة بين زج الدين في السياسة وبين قيام احزاب على اساس ديني والاثنان مرفوضان لدينا في حزب الامة ذلك لان الاول زو منهج وصولي يستغل الدين من اجل الوصول للسلطة او تدعيم نظام حكمة كاحد البدائل المتاحة لذلك والثاني يمنع الاخر الفكري والملي من ممارسة حقوقهم الاساسية في التعبير والتنظيم والتدين على اساس ان ديانته وفكرة هما صاحبتا الحق الالهي وما دونهما كفر والحاد وعمالة وزندقة وفي تجاربنا الداخلية والشعوب من حولنا عظات وعبر ينبغي لنا ان نستفيد منها في تطور تجربتنا السياسية ففي بلادنا مثلا عمل النظام المايوي على زج الدين في السياسة عندما راى ان اركان حكمة ودعائمه في خطر فعمل على استغلال البعد الديني لغالبية الشعب السوداني في ميكافيلية صارخة مستفيدا من جبهة الميثاق الاسلامي كتنظيم رافع للشعار الاسلامي , يتضح استغلال النظام المايوي المباد وزجه للدين بصورة فاضحة وصارخة في تطبيقه فقط للحدود الاسلامية دون غيرها فبها وحدها يستطيع ان يقمع معارضيه ويرهب سائر المواطنين وكان النظام يعيش ازمة حادة مع جماهير شعبه ومؤسساته فكان في مواجه حادة مع النظام القضائي والقوى السياسية المعارضة وصدرت الأحكام بأوامر مؤقتة قبل مناقشتها وإقراراها من قبل الهيئة التشريعية التي سمحت بتعديل لائحتها لإجازة مثل تلك الأوامر المؤقتة دون دراسة لها. وصدرت العقوبات الإسلامية كجزء من قانون جنائي سوداني يحرم المواطنين من حرياتهم الأساسية . لتطبيق الحدود الاسلامية ظروفا يجب توفرها واهمها تحقيق مجتمع الكفاية والعدل والمساواة واختفاء حاجة المجتمع لضروراته الحياتيه بحيث تصبح الحدود عقوبة رادعة لمن يستهتر بحقوق الاخرين في التملك وممارسة حياتهم الطبيعية فشعب لا يجد قوت يومه لا يمكن ان نطبق فيه حد السرقة مثلا وورد عن الامام علي كرم الله وجهه – عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج شاهرا سيفه – ففي هذه الحالة لا يمكن تطبيق خد الحرابة مثلا وعلى ذلك قس بقية الحدود المجتمع السوداني في ذلك الوقت كان يعتمد على المعونات الخارجية لتوفير متطلباته الاساسية من اجل الحفاظ على بقائه والحفاظ على نسله واستمرايته , جاءت حدود الجبهة الاسلاموية والنظام المايوي من اجل اسكات وقهر هذا الشعب لا من اجل اقامة مجتمع الكفاية والعدل وعندك تجربة الجبهة الاسلاموية طوال تاريخها السياسي تسع باستمرار لزج الدين في السياسة تحقيقا لمطامع سياسية سلطوية ارهابية فهي مثلا في حرب جنوب السودان سعت لاستغلال الدين من اجل تعبئة عضويتها والشعب السوداني باعتبار ان الجنوبيين كفرة ويجب على المسلمين قتالهم وسبي نسائهم وتيتيم ابناءهم في حين ان هؤلاء مواطنين سودانين في حدود جغرافية حكومة السودان ولكن من اجل محاربة معارضيها في الجنوب سعت لزج الدين وما لبثت ان اعترفت بحقهم فيما بعد بل وذهب شيخها وربانها الترابي للقول بان حرب الجنوب ليست جهادا ومن مات هنالك مات ميته الجاهلية– فطيسا – بينما كان هو – الترابي - من يقوم بعقد الزيجات للمجاهدين على الحور العين !!!! وهذه قضايا مصيرية التخلي عن دراستها يضر ولا يصلح .
تجربة خارجية اخرى سعت لزج الدين واستغلاله في باكستان من اجل بقاء ضياء الدين في السلطة طبقت بعض الأحكام الإسلامية ولم يربط ذلك بقيام النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يوجب قيامه تغييرا جذريا في نظام الحكم والاقتصاد والحياة الاجتماعية . طبقت الحدود ولكن ظل نظام الحكم وسياساته وحالة المجتمع كما هي عليه اما قيام احزاب سياسية على اساس ديني فتختلف عن زج الدين في السياسة فمثلا النظام المايوي لم يكن اسلاميا في يوم من الايام بل كان شيوعيا اشتراكيا عمل على قمع مؤسسات المجتمع السوداني الدينية ومحاربة كافة اشكال التدين في السودان وعمل على محاربة اكبر جماعة دينية في السودان , أي ان النظام المايوي لم يقم على اسس دينية ولكن عمل على زج الدين في السياسة . حزب الليكود اليهودي حزب يقوم على اسس دينية بحته فلا ينتمي اليه الا من يؤمن باليهودية وان اليهود هم شعب الله المختار في الارض وبذا يحرم بقية الدينات والقوميات من ممارسة حقوقها الطبيعية ومنها حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الاساسية في الحياة كذلك حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية حماس فهي تنظيمات سياسية تقوم عل اساس ديني المؤسسة الشيعية في ايران تقوم على اساس ديني وتحرم بقية المواطنين من معتنقي الدينات الاخرى من حقهم في السلطة والتعبير والتنظيم الفاتيكان مثلا دولة قائمة على اساس ديني فلا نتوقع في ظل نظامها ان ياتي يوم يعتلى قيادتها مسلم او يهودي فالتنيظمات الدينية ينبغي على عضويتها الالتزام بالاسس الدينية التي يقوم عليها التنظيم ومخالفة هذه الاسس امر يغضب المعبود ايا كان – في الديانات السماوية الله سبحانه وتعالى وفي الديانات الوضعية رب هذه الديانة مثل الهندوس والبوزيين والكانفوشيين والكجور في بعض مناطق جنوب السودان – اذا اخي كمال البون شاسع بين زج الدين في السياسة وبين قيام احزاب على اسس دينية وكليهما مرفوضان بالنسبة لحزب الامة على ان هذا لا يمنع قيام تنظيمات دينية هدفها حماية ورعاية ديانات اعضائها وعلى الدولة ان تسعى لتقديم الدعم اللازم والحماية المطلوبة لهذه التنظيمات وحق اعضائها في تنظيم انفسهم وممارسة شعائرهم الدينية أي كانت دياناتهم . الاحزاب السياسية احزاب ينبغي ان تكون قومية ممثلة لكافة الوان الطيف السياسي والاجتماعي والعرقي والثقافي فقيامها على اسس دينية وزجها للدين في السياسة يعوقان اداءها ويخلقان استقطابا حادة ينتج عنه تفكك الدولة وضياعها في حلقات الصراع الشريرة وهو واقع نجني حنظلة الان .
ساعود لاحقا للتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولية العقل- نقد أطروحات الإسلام السياسي (Re: kamalabas)
|
كتبت اخي كمال (( كتب محمد حسن العمدة
Quote: الاحزاب السياسية احزاب ينبغي ان تكون قومية ممثلة لكافة الوان الطيف السياسي والاجتماعي والعرقي والثقافي فقيامها على اسس دينية وزجها للدين في السياسة يعوقان اداءها ويخلقان استقطابا حادة ينتج عنه تفكك الدولة وضياعها في حلقات الصراع الشريرة وهو واقع نجني حنظلة الان
. طالما أنكم ترفضون ذج الدين في السياسة وأن يقوم الحزب علي أساس المواطنة بغض النظر عن أختلاف العرق والدين..و... أي تدعون لذات الصيغ الدستورية والقانونية التي كانت مطبقة طيلة العهود الديموقراطية..... فما الخلاف أذا؟؟ أما تأكيدك
Quote: على ان هذا لا يمنع قيام تنظيمات دينية هدفها حماية ورعاية ديانات اعضائها وعلى الدولة ان تسعى لتقديم الدعم اللازم والحماية المطلوبة لهذه التنظيمات وحق اعضائها في تنظيم انفسهم وممارسة شعائرهم الدينية أي كانت دياناتهم .
هذا الطرح قلنا في الرد علي أمثاله ..أننا نثمن ونؤكد علي دور الدين في الحياة الأجتماعية والفردية وعلي دور القيم الدينيةوالروحية في حياة الفرد والجماعة وقد أكدنا مرارا أن دعوتنا لعدم زج الدين في السياسة لاترمي لشطب الدين أو وضعه علي الرف وأنما تؤدي بالعكس من ذلك لأعادة قدسية الدين التي أنتهكها المزايدين بالمقدسات والمتاجريين بالعقائد الذين أتخذوه سلما للوصول للسلطة وسلاحا لضرب الخصوم ووسيلة للثراء ..ولك الشكر ))
اذا لا خلاف وها نحن نتوصل الى نقطة تلاقي
ولك التحية والتقدير على هذا الصبر والمثابرة
| |
|
|
|
|
|
|
|