أنسوا ما مضى، عفا الله عما سلف/ الخاتم عدلان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 10:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد أمين(أحمد أمين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-10-2005, 06:17 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنسوا ما مضى، عفا الله عما سلف/ الخاتم عدلان


    هل يمكن تحقيق السلام مع الإحتفاظ بأيديولوجيا الحرب والجهاد؟
    هل نحن مستعدون لمواجهة أنفسنا وإعادة تنظيم عقولنا؟
    هل تعلمنا شيئا من تجاربنا القاسية؟

    الخاتم عدلان
    4/1/2005

    إستمرت الحرب السودانية حوالي الأربعة عقود، تمثل حوالي 75% من عمر البلاد منذ الإستقلال. فهل يمكن أن يتجاوز العقل السوداني هذه التجربة دون تحليل؟
    أعتقد أن هناك ميلا قويا لمثل هذا التجاهل. سترتفع الأصوات المخلصة والمنافقة، الساذجة والماكرة، لتقول لنا أنسوا ما مضى، ولا تنكأوا الجراح، فقد عفا الله عما سلف، ويمموا وجوهكم شطر المستقبل بدلا من النواح على الماضي. وسيروق هذا الكلام للكثيرين، لأنه يحتوي على أنصاف حقائق ويركز عليها، ويقبر النصف الآخر من الحقيقة ويدفنه تحت التراب. ولا شك أن الدعوة إلى الإنصراف إلى المستقبل، أنبل من الدعوة النقيضة بالإنكفاء على الماضي، ولكن السؤال هو التالي: بأية عدة نمضي إلى المستقبل، بأية مصابيح، وبأية تقنيات؟ وما هي الضمانات بأننا لن نكرر نفس الأخطاء التي أرتكبناها في الماضي إذا لم نحللها، ونسبر أغوارها، ونحدد لماذا أرتكبناها، ونصوغ منهجا واضحا لتجنبها في المستقبل؟
    وما هي الضمانات أن الذين أرتكبوا هذه الأخطاء، في الماضي، لم يكفوا عن إرتكابها مجبرين، وأنهم يعتزمون العودة إليها عندما تهب، من جديد، رياح السموم؟ ما الضمان أنهم لا يريدون إشعالها في مكان آخر من هذه البلاد المنكوبة بوجودهم؟ ما الضمان أنهم يريدون نقل الحرب التي توقفت في الجنوب، ولم تتوقف بعد في دارفور، إلى قلب الخرطوم؟ بل ما الضمان، أن هذه الأفعال التي أرتكبوها، لم تكن أخطاء فحسب، بل كانت خطايا؟
    بل وكيف نعبر عن حزننا وأسانا المقيم على أولئك الذين ماتوا من الجانبين وعددهم بالملايين، وعن تعاطفنا مع الضحايا الآخرين الذين يهيمون على وجه الأرض دون مأوى، حاملين أمراضهم وجوعهم وتعاستهم في الحل وفي الترحال؟
    وماذا تعلمنا من تجربة قصمنا فيها ظهر بلادنا بالهدر الفادح للأنفس و الأموال؟ وزحمنا فيها الآفاق بالشعارات الجوفاء التي لا تعني شيئا إذا ما قيست بمقياس العقل، وليس بمقاييس الهياج العاطفي المراهق. هل نحن قادرون على إعادة تنظيم عقولنا من جديد؟ هل نحن مستعدون لفحص محتوياتها واستبعاد التالف والنافق والضار من الأفكار والتصورات، من الأحقاد ونزعات الإستعلاء بالدين والعرق والسحنة، ومن عبادة القوة التي تفضي دون ريب إلى سحق الضعفاء، ولعق أحذية الأقوياء؟
    هل نحن مستعدون لمواجهة النفوس وتقويمها في موازين الحقيقة والصواب؟ هل كبرنا؟ هل شببنا عن الطوق؟ أم أننا ما نزال نعيش بسايكلوجيا طفولة منحرفة، هاربة من المسؤولية، ومن مواجهة الذات، نازعة دوما إلى إلقاء اللوم على الآخرين، وأبلستهم، كما قال في إستعارة موفقة الأستاذ الدكتور منصور خالد؟
    ليست الشعوب العظيمة هي التي لا تخطيئ. هذا وهم مناف لطبيعة الإنسان وحقيقته، وطبيعة وحقيقة علاقاته بالواقع وبالآخرين. الذين يريدون أن يستأصلوا الخطأ في التجارب البشرية واهمون، وهم ينتهون دائما إلى الطغيان المطلق، بتنصيب ما يؤمنون به، عن مصلحة او جهالة، وكأنه الحقيقة المطلقة، وتصوير ما يعتقده الآخرون، عن علم أو مصلحة أو غيرهما، وكأنما هو الباطل المطلق، فينشأ لديهم الإعتقاد بشرعية تدمير الآخرين وجز رؤوسهم وإزهاق أرواحهم. الشعوب العظيمة هي التي تتعلم من اخطائها وتكتشف الطريق الأسلم، ولا أقول الأقصر، لتصحيحها. هكذا فعلت أثينا عندما تخلصت من حكم الطغاة الثلاثين وأقامت الديمقراطية، وتمثلت قمة وعيها السياسي في خطبة بريكلز في جنازة موتى الحرب، والتى وضع فيها الأساس للوعي الديمقراطي الذي غرس هناك، والذي يجتاح عالم اليوم، وذلك حين قال: بينما يستطيع قليلون أن يضعوا السياسات، إلا أننا جميعا قادرون على الحكم عليها واستبانة صوابها من خطئها. الشعوب العظيمة تزيل ما يقف أمام تطورها من بنى إجتماعية وفكرية عفى عليها الزمن. هكذا فعل الفرنسيون عندما أسقطوا الحكم المطلق والحق الإلهي، ليقيموا سلطة المواطن، على مبادئ الحرية والإخاء والمساواة. الشعوب العظيمة تزيل تناقضاتها الداخلية، وتتحرر منها، ولا تتصرف منطلقة من تلك التناقضات. هكذا فعل الأميركيون عندما أزالوا التناقض في دستورهم بين الحرية الفردية ومشروعية الإسترقاق. الشعوب العظيمة تتصرف وفق مصالحها الإستراتيجية، هكذا فعل الأتراك، عندما وقفوا أكثر من أربعين عاما على أعتاب أوروبا، يطرقون أبوابها دون كلل، يطلبون الدخول إلى مجتمعاتها وإتحادها، رغم اختلاف الدين والثقافة، ونزعات المواجهة التاريخية والعداوات الممتدة.
    هل نحن مستعدون للتعلم من التجارب، هل نحن قادرون على إزالة التناقضات، من إطراح البالي، من تحمل مسؤولية الأخطاء؟ أم أننا شعب عقله في أذنيه، يستأثر بعقله الشعار الأخير، والصيحة الأعلى، والحلقوم المنتفخ؟ وهل شبعنا من إطراء الذات وتضخيم الإنجازات و (تعليم الشعوب) أم أننا نطلب المزيد؟ عظيم أن ننتفض ثلاث مرات، في الإستقلال وأكتوبر وأبريل. عظيم أن نتطلع الآن إلى إنتفاضة جديدة. ولكن لماذا نحتاج إلى كل هذه الإنتفاضات بينما تكتفي أغلب الشعوب بواحدة؟ ولماذا تفضي كل إنتفاضة إلى أسوأ مما أفضت إليه سابقتها؟ أسئلة لا يستسيغها من أدمن تملق الشعب بالحق وبالباطل. ولكنها أسئلة لا يمكن أن نتقدم إلا بالوقوف عندها والإجابة عليها. ولا شك أن السلام الحالي، وتجربة الإنقاذ تطرح علينا أسئلة أكثر صعوبة لن نتجاهلها إلا على حساب وجودنا وتقدمنا ومستقبلنا.
    تحقيق السلام إنجاز هائل، يحق للجميع أن يفخر به وأن يطوره وأن يساهم في تعميقه، ولكن لماذا لم يتحقق السلام عام 1989؟ لا نريد أن نذهب إلى أبعد من ذلك في مقال صحافي، ولكن يحق للكتاب والمفكرين أن يفعلوا.
    لم يتحقق السلام عام 1989، رغم وجود ما يشبه الإجماع الوطني على ضرورته، لأن الجماعة الحاكمة حاليا، لم تكن تريد السلام الذي سمته حينها إستسلاما، بل كانت تريد الحرب، التي رأت أنها الوسيلة الملائمة لصياغة السودان كله على صورتها. فرفعت شعار الإسلام هو الحل، ونشرت أيديولوجيا الجهاد، وفلسفة الموت الذي سمته الإستشهاد، وشرعت بالفعل في قهر المعارضة السودانية المسلحة في جنوب البلاد، وفرض تصورها للإسلام على المسلمين وغير المسلمين. وكانت نتيجة هذا المشروع، الذي سمته مشروعا حضاريا، ملايين القتلى والمشردين والمرضى والجوعى. وكان حصاده الحسرات تطلقها في كل أنحاء البلاد أمهات ثواكل، وزوجات أرامل، وأطفال تيتموا وشعب صار كالأشباح، يعيش حياته في ألم ممض، لا تعينه على تحمله إلا وخزات الرعب التي تخلع الأفئدة من فقدان الحياة نفسها، تحت سنابك خيل الطغاة وإنفلاتات سلطة الإعتباط.
    هل كان ذلك صحيحا؟
    أغلبية السودانيين، تقول أنه لم يكن صحيحا، بل كان جريمة في حق هذا الوطن وأهله. ولكن ماذا تقول السلطة نفسها صاحبة البرنامج الإجرامي؟ علينا هنا أن نحصل على الأجابات. ولنكن أكثر تحديدا: هل يمكن لبرنامج سياسي يقوم على فرض الدين ان يحل مشاكل شعب ما، سواء كان يدين بدين واحد أو أديان متعددة؟ هل الجهاد أداة صالحة لتوحيد الشعب ودفعه نحو أهدافه؟ وهل نحن مستعدون لنبذ التطابق بين الجهاد والعنف والحرب، وإفراغه من نزعة الإعتداء، وتحويله إلى صراع داخلي مع أهواء النفس وأطماعها وأوهامها؟ بل هل الجهاد، بما هو حرب وخيل ورماح وتعبئة مهووسة، في عرف حكام اليوم، يخدم الدين نفسه، أيا كان الدين؟ هل خدمت الحروب الصليبية دين المسيح؟ هل خدم الهجوم على مبنى مركز التجارة الدولي إنتشار الإسلام؟ هل أدى إلى دخول الناس دين الله أفواجا؟ أم أنه عبأ قوى هائلة، لا قبل لإبن لادن، ومن آواه واتبعه من النظم السياسية المنقرضة، وتلك التي في طريقها إلى الإنقراض، بجبروتها وقوتها العسكرية وتقدمها التقني وإمكانياتها الإقتصادية والبشرية التي لا تحدها الحدود؟ وماذا كان حصاد الجهاد في السودان نفسه؟ ألم يورد دوغلاس جونسون في كتابه حول الجذور العميقة لحروب السودان الأهلية، أن عدد الذين اعتنقوا المسيحية في عقد واحد من عمر الإنقاذ، في جنوب السودان، أكبر من عدد الذين "تنصروا" في كل الحقب السابقة منذ بداية الحقبة الإستعمارية؟
    أم أننا نفضل ألا نفكر في مثل هذه القضايا، لأننا عاجزون عن مواجهتها، ولأن بنيتنا الفكرية والنفسية أوهى من أن تتصدى لها أو توليها قدرا ولو ضئيلا من التأمل؟
    نحن نريد أجوبة واضحة من أصحاب المشروع الحضاري، ومن أصحاب الدعوة الشاملة، لأننا نعلم أنهم لم يستبينوا الأخطاء والمخاطر في مشروعهم، بل أضطروا إضطرارا، لتكاتف عدة عوامل نعلمها جميعا، للتنازل عنه مؤقتا، ومن مواقع العجز وليس المراجعة الفكرية المخلصة والأمينة. ولذلك لا نملك أية ضمانات بأنهم لن يعودوا إليه عند أول فرصة سانحة. نقول ذلك وأمامنا تجربة دارفور المأساوية حينما نقلت العناصر التي احترفت الحرب، في مسرح الجنوب، إلى مسرح بديل بمجرد إنغلاق الجنوب في وجوهها. نقول ذلك وأمامنا مسرح الوسط والشرق، إذ تصر السلطة، على برنامجها نفسه الذي أوضحنا أنه لا يمكن أن يوحد الشعب، لأنه يقوم على التمييز الديني والقهر. وأمامنا كذلك محاولات التعمية الفكرية، التي تريد أن تقول أن السلام كان نتيجة طبيعية للمشروع السلطوي، الحربي أساسا، وليس هزيمة لكل منطلقات وشعارات الحكام، التي رددوها من كل وسائل الإعلام، وبكل الألسنة ،على مدى ستة عشر عاما، والتي لا يمكن أن ينكرها إلا من يعاني من فصام لا شفاء منه، ولا أمل بعده.
    الدين أم المواطنة؟ التعدد الديني وحرية العبادة أم الحرب والجهاد، لفرض تصور ديني حزبي، أو غير حزبي، على بقية الناس؟ الديمقراطية أم الدكتاتورية؟ الإنتخابات النزيهة أم الإنقلابات العسكرية؟ الجيش أم الأحزاب؟
    هذه هي الأسئلة. وهي تقتضي بعض التوضيح لقطع الطريق أمام محترفي الإرهاب والإبتزاز الديني والتشويش. الديمقراطية تستبعد الدكتاتورية، والإنتخابات تستبعد الإنقلابات ولكن المواطنة ليست بديلا عن الدين. الشعب الذي يقبل المواطنة كأساس لوحدته، ليس شعبا نبذ الدين. وهذه حالة المجتمعات المعاصرة كلها، التي تبنت المواطنة باعتبارها الأساس لتساوي الحقوق والواجبات، وأحالت الدين إلى مجاله الخاص كعلاقة بين الفرد وربه، وضمنت للناس الحريات الشاملة ليتدينوا كيفما يشاءون، وليجتمعوا على أساس تدينهم في إرتباطات حرة من أجل نجاتهم الشخصية، ومن أجل خير المجتمع، وذلك دون أن يخرجوا على حقوق الآخرين في المساواة والعدالة، مهما كانت دعاواهم حول إستقامة صراطهم الديني. وقد فعلت ذلك لأن الدين أمر يتعلق بالضمير، بينما المواطنة أمر يتعلق-أساسا- بالقانون. وبينما يستطيع الناس أن يصيغوا القانون سويا، ويلتزموا به، لهم أو عليهم، فإنهم لا يستطيعون أن يصيغوا الضمائر، بل لا يستطيعون حتى أن يعلموها. وبمجرد الشروع في صياغة الضمير من مواقع الدولة، فإننا نكون قد ولجنا عالم الفاشية ومحاكم التفتيش.
    أقول ذلك لأنني أعلم علم اليقين أننا لا يمكن أن نقيم السلام، ونهزم الحرب، إلا بمواجهة الأيديولوجيا التي تولد الحرب. وعندما أنظر في الساحة السياسية والفكرية في السودان اليوم، أرى أيديولوجيا الحرب قائمة كما كانت عليه يوم الثلاثين من يونيو 1989. ولا أستبعد أن تطل علينا من جديد دعوات المهووسين إلى الجهاد، ولا أندهش أن ينادي داهية جديد، إلى عرس الشهيد. ولا أستغرب أن تعكف إمراة حمقاء على إعداد زاد المجاهد، إستعدادا للحروب المقبلة. والأفدح من كل ذلك أن المعارك يمكن أن تدور هذه المرة داخل الخرطوم حيث يعيش ربع سكان السودان.
    لا يمكن إقامة السلام بدون نشر ثقافة السلام، هكذا كان يقول صديقي الراحل المقيم، طه ابوقرجة، والذي تنتابني الآن بغيابه أفدح أحاسيس الحزن. ولا يمكن أن نبني وعيا جديدا، إلا بهدم الوعي الذي قاد إلى الكارثة.
    عندما توصلت في أوائل التسعينات، من القرن الماضي، ولك ان تلاحظ كيف تنطوي السنون، إلى أن المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي قد كذبه التاريخ، لم أختر الإنكفاء على ثلاثين عاما قضيتها في خدمة ذلك المشروع. لم يشلني الخوف من صعوبة تشييد بناء فكري جديد، وخلق هوية جديدة. ولم أفكر فيما يقوله الناس، موتى أم أحياء. أعلنت ذلك لنفسي، ثم أعلنته على الملأ ورجعت إلى الأصل الذي تنلطق منه كل المشاريع: مصلحة الشعب وحقه في أن يعيش في سلام وكرامة وعدالة وسلام. وحاولت، وما أزال أن أقدم خدمات متواضعة في هذا المجال. وهكذا فعل كثيرون أعرفهم وآخرون لم أتشرف بمعرفتهم. لماذا يستعصي الأمر على أصحاب المشروع الحضاري، وهم يجلسون على برك من الدم، وأكوام من الجثث، وتنبسط أمام أعينهم الأرض الخراب التي دمروها بخيولهم غير المباركة؟


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de