|
Re: د.الباقر العفيف في رثاء الراحل الخاتم عدلان ..أي عقل انطفأت جذوته؟!!أي قلب توقف عن الخفقان؟ (Re: بهاء بكري)
|
Quote: فالخاتم إنسان نادر المثال
كان الخاتم داعية حياة، كان محباً لها، مبشراً بها، ساعياً لتحسين العالم من أجل تمكين أكبر قدر من الناس أن يستمتعوا بها، وأن يتذوقوا الجمال فيها. كم مرة سمعته يقول "الله الحياة جميلة"
إستوقفني خطاب استقالته، فقد احتوى على مرافعة رفيعة المستوى، في جوانبها الفلسفية، والسياسية، واللغوية، شعرت معها بسعادة معرفية، و بمتعة فكرية، فعزمت أن أشكره عليهما.
إستوقفني في ذلك السلوك ما يعكسه من صفات في الرجل: الأمانة مع النفس، والشجاعة الفكرية، وصراحة القصد، واستقامة اللسان.
قلت في نفسي هذا إنسان متسق النفس، كبير العقل، سليم الوجدان، استطاع أن يقرب الشقة بين فكره وسلوكه، وبين سيرته وسريرته. إنسان لم يأسره تاريخه، ولم يتوقف نموه. إنسان منفتح على العالم مقبل عليه بعقله، وقلبه، فهو مستمر التكوين، دائم التعلم. إنسان مثل هذا سوف يأتينا منه خير كثير
تمخضت عن الإجتماع التأسيسي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) و التي وضع فيها خلاصة تجربته السياسية، ووظف لبنائها كل جهده، وصحح فيها جميع أخطائه السابقة في مجال الفكر والممارسة السياسيين، حيث جعل أعمدتها الديمقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة والمساواة وحرية الاختيار، وجعل رهانها على المعرفة ووسيلتها الاستنارة. فهي تمثّل قمة نضجه السياسي.
وكان يفرح ويسعد كلما انتصر الناس على ضعفهم ونقصهم، وارتفعوا لإنسانيتهم. جئته مرة فبادرني قائلاً: "اتصل بي الحاج وراق وأنا أكبرت فيه الحاجة دي"، وفي مرة ثانية قال لي: "اتصل بي عبد الله علي أبراهيم، وأنا أكبرت فيه هذا الأمر، وقلت له يا أخي الخلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية"، ومرة ثالثة قال لي، "نقد اتصل، يا أخي ده راجل عظيم".
كان مرض الخاتم محكاً برزت فيه جوانب من شخصيته العظيمة. التماسك غير المفتعل، و القدرة الخارقة على تحمل الألم. كان يحرص على الرد على المكالمات التلفونية المتعاقبة. |
لكلِّ هذه المزايا الشخصية ولكثيراتٍ مثلها ، تمتـَّع بها الرّاحل المقيم " الخاتم عدلان " فقد نال احترام الناس وإكبارهم ، وحازَ على ثقة الكثيرين ..
لكلِّ هذا ، ولكثيرٍ غيره ، ســيكون في تراثه الفكري وسـِـيرته النضالية ، نبراسـاً يضيئ عتمات الطُّرُق ، وكواليس العمل السياسي ..
التحية لكَ ، أخي بــهاء بكري
والتحية للأخ الدكتور ،، الباقر العفيف
في هذا التأبين النبيل للفقيد الرّاحل ،، " الخاتم عدلان " ..
فأيِّ عقلٍ انطفأت جذوته ؟.. وأيِّ قلب توقـَّف عن الخفقان ..
وأيِّ تُراثٍ فكري ونضالي ، يحتاج أنْ تُـعَلـَّى راياته ، ليضحى منارةً تُضـِيئ ، وظلاً يتَفيـَّأه
الناس ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.الباقر العفيف في رثاء الراحل الخاتم عدلان ..أي عقل انطفأت جذوته؟!!أي قلب توقف عن الخفقان؟ (Re: بهاء بكري)
|
رحم الله الاستاذ الخاتم عدلان.
سمعت ان وفاته كانت بسبب داء اصاب كبده. وربما نتج هذا الداء واستفحل بسبب اصابة المرحوم الخاتم بالبلهارسيا. ونعلم ان البلهارسيا داء مستوطن فى الجزيرة، حيث ولد المرحوم الخاتم وشبّ.
والبلهارسيا مرض ينتشر فى الجزيرة بالذات، كون الجزيرة فيها مشاريع الزراعة المروية. مشروع الجزيرة ومشروع المناقل وغيرهم. ولقد رأيت فى الصور الفلاحين والعمال الزراعيين يخوضون فى الترع والحقول المغمورة بالمياه واقدامهم حافية. الامر الذى يعرضهم للاصابة بالمرض، واستيطانه داخل اجسادهم المرهقة.
والسودانيون لا يحفلون كثيرآ بادواء الجسد وعلله. و لا يتشكون. يكتمون الارهاق. والحمى الوبيلة. ويستعينون بالتمائم والتعاويذ والارقية للعلاج. وبعض الادوية البلدية التى قد تتحول من علاج الى سم زعاف.
وهنا لا اتحدث عن غياب الحدمات الطبية والصحية المعروفة. فهذا مما لا يتغالط فيه اثنان.
انا اتحدث عن الموقف السلوكى والحياتى لدى السودانيين من امور المرض والصحة. اتحدث عن الحتم والقدرية التى يستبطنونها فى التعامل مع المرض. وهم لا يعلمون ان المرض يمكن شفاؤه اذا كان اكتشافه مبكرآ. وان الحياة يمكن انقاذها اذا توفرت الامكانات الطبية والجراحية والدوائية المناسبة.
دعونا نحيى ذكرى الاستاذ الخاتم بالحديث عن الامراض فى الجزيرة والمناقل.. وعن كيفية محاربتها ونشر الوعى بها وباخطارها. وسبل الوقاية منها. ومكافحة الافات والكائنات المتسببة فيها.
وبذا نكون اوفياء للقيم التى كرس الخاتم حياته من اجلها: الوعى الاستنارة التزام جانب الشعب الوفاء للجذور الشعبية والعمل ما امكن على تصحيح الاوضاع..
| |
|
|
|
|
|
|