الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بهاءالدين بكري محمد الامين(بهاء بكري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2005, 07:37 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية

    نحاور الدكتور الباقر حول الهوية , فقد كتب ورقته التي صارت شهيرة ازمة الهوية في شمال السودان , لانه تناول موضوع الهوية من منظور مختلف وغير مسبوق , وقد اثارت الورقه جدلا كبيرا في اوساط المهتمين , وطرحت عندنا هنا بالبورد ولم تناقش ولااظنها نالت حظها من القراءة لاسباب كثيرة اهمها غياب صاحبها عن البورد وبالتالي صعوبة محاورته , وكذلك لطولها النسبي , واخيرا لمظهرها الاكاديمي الجاف .
    الان نعيد طرح الورقه للنقاش والدكتور الباقر بيننا يحاور من يريد ان يسال او يستفسر , علي ان نسحب بعض ابوابها حتي تسهل القراءة وكذلك حتي نتخلص من هذه المسحة الاكاديمية , وعليه سوف اقوم بانزال موضوعات محدده تباعا حتي تعم الفائدة
                  

11-01-2005, 07:39 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    أزمة الهوية في شمال السودان
    متاهة قوم سود... ذوو ثقافة بيضاء

    ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي
    والذي لابد أن أعرفه

    بقلم د. الباقر العفيف
    ترجمة الخاتم عدلان


    خلفية الدراسة :
    تشتعل في السودان حرب هي الأطول عمراً في أفريقيا، وربما في العالم كله. استمرت هذه الحرب ثلاثين عاماً، قتل فيها 1،9 مليوناً وشرد 5 ملايين. وقد قتل منذ أن استولت هذه الحكومة على الحكم عام 1989م، بسبب الحرب والمجاعة الناتجة عنها، عدد أكبر مما قتل في الحروب البوسنية والرواندية والصومالية مجتمعة . وفي محاولاتهم لفهم جذور الحرب، اتبع المؤرخون والمحللون السياسيون السودانيون، منهجين. الجيل الأول من هؤلاء ركز بصورة أساسية علي القوى الاستعمارية، ومخططاتها المحسوبة لفصل الجنوب عن الشمال ببذر بذور الكراهية في الجنوب. و لكن وبعد أكثر من أربعة عقود من الحكم الوطني ما تزال الحرب قائمة فحسب، بل تفاقمت, واتخذت سيماؤها الدينية الكامنة, شكلها الواضح والمكتمل. وقد دفع هذا الواقع أجيالاً جديدة من السودانيين للتفكير في الأمر بصورة مختلفة. وهنا برز المنهج الثاني، لينقل مركز الاهتمام من العدو "الخارجي" إلى العدو "الداخلي" عندما يحاول الوصول إلى جذور الحرب، باعتبارها نزاعاً بين الهويتين الرئيسيتين في البلاد: الشمال والجنوب. وهناك الآن اتفاق واسع بين السودانيين، شماليين وجنوبيين علي حد سواء، أن بلادهم تعاني أزمة الهوية الوطنية. وأصبحت الحرب بالنسبة لهم وبصورة جوهرية، حرباً للرؤى، كما عبر عن ذلك تعيراً بليغاً، فرانسيس دينق ، الشخصية السودانية الجنوبية البارزة . وقد سعى الشمال الذي يشعر بأنه عربي ومسلم، إلى تعريف البلاد كلها على هذا الأساس. وهو لم يكتف فقط بمقاومة كل محاولات القطاع غير العربي لتوصيف السودان باعتباره جزءً من أفريقيا السوداء . بل بذل جهداً خارقاً لاستيعاب الجنوب من خلال سياسات التعريب والأسلمة، وسعى إلى تحويل الهوية الجنوبية إلى انعكاس مشوه للذات الشمالية. ولكن الجنوب، الذي نظر إلى المشروع كنوع من الاستنساخ الثقافي، قاوم هذه الاتجاهات دون هوادة.
    ولكن هذه الدراسة تذهب خطوة أبعد، وتبحث، على مستوي اعمق، عن جذور هذه الحرب.أنها تسلط الأضواء على النزاع داخل الهوية الشمالية التي تقود إلى النزاع الأكبر بين الهويتين الجنوبية والشمالية.أنها تحاول الكشف عن العلاقة بين الانشطارات التي سببتها النخبة الشمالية الحاكمة علي مستوى البلاد، وتصدعات النفس الشمالية ذاتها، وتحديد ما إذا كانت الأولى، هي في نفس الوقت ، عرضاً للثانية وعلامة عليها. وهكذا فإن هذه الدراسة تحاول إنجاز تحول أخر، بنقل الانتباه من الازدواجية الخارجية التي تميز الانقسام الشمالي/ الجنوبي، إلى الازدواجية الداخلية التي تعاني منها الذات الشمالية.
                  

11-01-2005, 07:46 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    لازال البعض ينطق هذه الكامة بفتح الهاء الاولي بينما اصل الكلمة هو واعتقد يجب ان تنطق بضم الهاء الاولي ارجو تصحيحي ان كنت مخطئا يادكتور

    لك الشكر يابهاء علي البوست الذي سيكون شيقا
                  

11-01-2005, 07:47 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    لازال البعض ينطق هذه الكلمة بفتح الهاء الاولي بينما اصل الكلمة هو واعتقد يجب ان تنطق بضم الهاء الاولي ارجو تصحيحي ان كنت مخطئا يادكتور

    لك الشكر يابهاء علي البوست الذي سيكون شيقا

    (عدل بواسطة Elmosley on 11-01-2005, 07:48 AM)

                  

11-01-2005, 07:46 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    تغيير الهوية:-
    مستنداً على نموذج ابتدعه توماس شيللنج، يحاول ليتين تفسير تحولات الهوية عن طريق "منظومات" السلوك وما يترتب عليها من "ميول". وتحدث منظومات السلوك عندما يتكون سلوك الناس أو أفعالهم مستندة إلى، ومدفوعة بتوقعاتهم لما يمكن أن يفعله الآخرون. وعندما تفكر أعداد كبيرة من الناس في المجموعة، أن أعضاءها الآخرين سيفكرون بطريقة معينة، وسيتصرفون وفق ذلك التفكير، فإن المجموعة"تميل" أو "تنتقل" فجأة من نظامها المعتاد قبل نمط السلوك الجديد، إلى نظام آخر جديد. ولتوضيح كيفية "ميل" المجموعات واستوائها يورد ليتين المثال التالي:" خذ حالة واحد أو اثنين من الأفرو –أمريكيين يشتريان منزلين بضاحية "بيضاء" مستقرة. فجأة تفكر العائلات البيضاء، وقد اندفعت كل منها بالخوف من أن تكون آخر أسرة بيضاء بالضاحية، في بيع منازلها. ولكن الأفرو أمريكيين هم وحدهم الراغبون في الشراء. وبسرعة خاطفة "تتحول" أو "تميل" الضاحية من بيضاء إلى أفرو- أمريكيين" .
    تتحول الهوية بنفس الطريقة، أي تستوي وتنتظم في سياق متخيل . ويعطينا ديفيد ليتين، في دراسته الميدانية للجالية الروسية بأستونا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقلص حدوده، مثالاً واضحاً على تحول الهوية. وقد قام بشرح الجهود التي بذلها الأفراد الروس، وقد وجدوا أنفسهم غرباء وسط مجتمعات كانوا يهيمنون عليها في يوم من الأيام، للتأقلم مع الواقع الجديد. وقد اجتهد الروس باستونيا للحصول على الجنسية الأستونية. فبدأوا يدرسون اللغة الأستونية التي لم يشعروا بضرورة دراستها قبل انهيار الاتحاد، إذ كان الأستونيون هم المجبرون على دراسة اللغة الروسية. ويستنتج ليتين أن رغبة هؤلاء الناس في الحفاظ على سلامة عائلاتهم، وفي تفادي الإبعاد، أعطتهم حافزاً لتحويل الهوية. وهذا بدوره يضع الأساس لصنع هوية أستونية لأحفادهم، وهذا يعني إنهم كمجموعة، يتحركون نحو "انقلاب" هويتهم .
    تعيش المجتمعات عادة في توازن. وفي هذه الحالات تشعر الجماعات أن العالم ثابت ثباتاً مطلقاً. حينها تكون الهويات بمأمن من الشكوك، ولا تكون هناك حوافز للتغيير، ويشترك الجميع في تصور ضمني لمن يكونون. وتضطلع النخب الثقافية والسياسية، لكل مجموعة،بإصباغ المعني على هذا التوازن، بإنتاج المعتقدات، والمحاذير، والمبادئ ، والأساطير والنظم الرمزية. في هذه المرحلة يمكن وصف المجموعة بأنها حققت ذاتها، أي إنها تعيش في انسجام مع بيئتها، وتري العالم بأم عينها. ولكن الحوادث والاضطرابات يمكن أن تزلزل التوازن، وتشيع عدم الاستقرار وسط الجماعة، وتقود إلى أزمة هوية، وتدفع بعض الناس إلى استكشاف هويات جديدة. في هذه الحالة غالباً ما تنقسم النخبة الثقافية والسياسية إلى أولئك الذين يحاولون الدفاع عن الوضع القائم، وأولئك الذين يحاولون خلق منظومة جديدة، تحقق توازناً جديداً .

    أبعاد الهوية :-
    ليس بمقدور أية نظرية منفردة، من النظريات التي تم تلخيصها فيما سبق، أن تفسر تعقيدات الهوية السودانية الشمالية، ولذلك تنشأ الضرورة لصياغة تركيبة منها جميعاً لتحقيق هذه الغاية. واستناداً إلى ما سبق، يمكن للمرء أن يضع اليد علي ثلاثة عوامل، تستطيع إذا ما تفاعلت مع بعضها البعض، أن تفسر كل هوية اجتماعية. العامل الأول هو تصور المجموعة لنفسها. العامل الثاني هو تصور الآخرين للمجموعة. العامل الثالث هو الاعتراف أو عدمه من قبل مركز الهوية بهذه المجموعة. إذا تفاعلت هذه العوامل الثلاثة بصورة منسجمة، أي إذا كان تعريف الناس لها مقبولاً و واقعياً.
    وإذا كان مركز تلك الهوية يمحضها اعترافه، حينها يقال أن تلك المجموعة تعيش في توازن. وهنا تتقدم النخبة الثقافية والسياسية لإعطاء هذا التوازن معناه، مزودا إياه بمنظومة من المعتقدات، والقيود، والمبادئ ، الأساطير والنظام الرمزي. ويحاول النظام الرمزي إشاعة الانسجام في كل العالم المحيط بهذه المجموعة أو بمعني آخر، يحاول جعل العالم كله يبدو وكأنما ينبثق من الذات الجماعية للمجموعة، أو كأنما هو بعد واحد من أبعاد هويتهم. في هذه المرحلة يمكن وصف المجموعة بأنها صارت ذاتها، وأنها ترى العالم بعيونها أصالةً. أحد الأمثلة على الكيفية التي يشتغل بها النظام الرمزي، هو الكيفية التي أعادت بها الثقافات الغربية رسم صورة المسيح لجعله شبيهاً بالانجلو –ساكسون. وقد حدث هذا رغم حقيقة أنه يهودي، ولم يكن له بأي حال ما الأحوال شعر أشقر ولا عيون زرقاء. ومع ذلك كانت إعادة التركيب والصياغة هذه ضرورية من أجل تحقيق الانسجام في هوية البيض، لأن الناس يدركون العالم بصورة افضل، عندما يعبدون آلهاً يشبههم، وليش آلهاً غريباً عنهم.
    ومن الجانب الآخر، إذا تفاعلت العوامل الثلاثة بصورة متناقضة، إي إذا كانت تصورات الناس لأنفسهم لا تنسجم مع الطريقة التي يعرفهم بها الآخرون؛ أو، وهذا أخطر الأمور؛ إذا كانت القوى المالكة لصلاحيات إضفاء الشرعية، لم تقبل تعريف الجماعة لنفسها، فإن هذه الجماعة توصف بأنها تعيش تناقضاً، وعدم انسجام. في هذه الحالة لا ينبثق النظام الرمزي من الذات الجماعية للجماعة، بل يكون مستعاراً في العادة من مركز الهوية التي تهفو إليها تلك الجماعة، وترغب أن "تكونها".
    هذه الشروط تعد المسرح لبروز تناقضات الهوية، ولزحف عدم الاستقرار إلى خلايا المجتمع، ولتفاقم أزمة الهوية حتى تسد عليه الأفق.

    جموعات الجعلية الكبرى في الشمال : أي الشايقية، الرباطاب والجعليين أنفسهم، هو إبراهيم جعل. عن هذا الجد المشترك، تحولت أنساب هذه المجموعات النوبية إلي الجزيرة العربية (إلي قريش) وارتبطت بالعباس عم النبي. ولكن هذا الإدعاء، وبناء علي بحوث مؤرخ كبير ينتمي إلي نفس هذه المجموعة "يصعب إثباته" .
    الخاصية الأخرى للمجتمع العربي الأبوي، هي أن القبائل القوية تكون لها دائما مجموعات تابعة، مثل الحلفاء والمستجيرين والعبيد، وغيرها من أنواع الارتباط. النظام التراتبي للقبيلة يستوعب كل هذه المجموعات في فئات اجتماعية مصنفة تصنيفا دقيقا، ويسمح لها بالانتساب إلى القبيلة رغم أنها تعرف مكانها جيدا. ويمكن للفرد الذي ينتمي إلي هذه الفئات الدنيا، أن يصعد إلي مرتبة أعلي بناء علي فضائله، أو اعترافا بأبوته، أو كليهما، كما يوضح مثال عنترة. هذه الخاصية جعلت من السهل علي العرب قبول الانتساب الشمالي، مع وضع الشماليين في فئة أدني من نظامهم التراتبي.
    الخاصية الثانية هي مفهوم النقاء، أو الطهارة في الإسلام. فالطهارة مفهوم مركزي للإيمان، ومع أنه يمكن تحقيقه من خلال عملية محددة للتطهير ، إلا أنه أيضا هبة من الله للرسول وآل بيته. يقول القرآن : "أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" . وهكذا، كلما كان المرء قريبا إلي قبيلة النبي كلما كان ذلك أفضل، والأفضل من كل ما عداه هو انحدار المرء مباشرة من فاطمة بنت النبي. ولكن مع ذلك فإن قطرة من الدم العربي تكفي لتطهيرك وذريتك. ويلاحظ المرء أن الثقافة الغربية تقوم علي مفهوم نقيض تمأزمة الهوية:-
    يمكن لأزمة الهوية أن تحدث علي المستويين، الشخصي والاجتماعي. على المستوي الشخصي، تنشأ الأزمة عندما تحين لحظة إحداث التوافق بين التماهيات الطفولية وبين تعريف جديد وعاجل للذات، وأدوار مختارة لا يمكن النكوص عنها . يضاف إلى ذلك أن الهوية الشخصية تقوم علي جهد يستمر كل الحياة، كما يقول اريكسون، والفشل في تحقيقها يسبب أزمة ربما تكون لها نتائج مدمرة على الأفراد . أما على المستوى الاجتماعي، فتنشأ الأزمة عندما يفشل الناس، وهم يصنعون هوياتهم ، في العثور على نموذج يناسبهم تماماً، أو عندما " لا يحبون الهوية التي اختاروها أو اجبروا على تبنيها" ولأن الهويات الاجتماعية يتم تكوينها عادة " من التشكيلة المتاحة من التصنيفات الاجتماعية، فإن ظهور الخلعاء يكون حتمياً" . كذلك يمكن أن تحدث الأزمة عندما يسود الغموض نظرة الناس إلى هويتهم، أو يفتقرون إلى هوية واضحة . وفى حالة أخرى يمكن أن تنشأ أزمة الهوية عندما يكون هناك تناقض بين هوية الشخص ونظرة الآخرين إلى الهوية ذاتها. وأخيراً يمكن أن توجد أزمة الهوية إذا كان مركز الهوية، أي الجهة التي تملك صلاحيات إصباغ الشرعية، لا تعترف بادعاءات الهامش.

    عوامل الأزمة في شمال السودان:-
    من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل، تنطبق على السوداني الشمالي. أولاً هناك تناقض بين تصور الشماليين لذواتهم، وتصورا ت الآخرين لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجالاً للشك، أن العرب لا يعتبرونهم عرباً حقاً، بل يعتبرونهم عبيداً. وقد تعرض كل شمالي تقريباً للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد. يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي تهفو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء "العرب الأصلاء الأقحاح" يحتلون مركز هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون، من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز، كعلامة من علامات الاعتراف. سحب الاعتراف عن أية مجموعة من قبل الأخريات، وخاصة إذا كانت هذه الأخريات يمثلن مركز الهوية، يمكن أن يلحق أثراً مؤذياً بهذه المجموعة . وكما قال شارلس تيلور: "يمكن أن يلحق بالشخص أو المجموعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا عكس لهم المجتمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة والاحتقار . وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم "عبيداً" ، وأبقاهم بالتالي،إذا استخدمنا مصطلح تيلور، "على مستوى أدنى من الوجود" .
    العامل الثاني في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق "بالغموض" حول الهوية. وقد وقف الشماليون وجهاً لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا ، حيث يصنف الناس حسب انتماءاتهم الاثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعاً بمدينة بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة المجلس، وخاصة السؤال حول الانتماء الاثني. فقد شعروا أن أياً من التصنيفات الموجودة ومن بينها "ابيض ، أفرو- كاريبي ، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون " لا تلائمهم.الذي كان واضحاً بالنسبة لهم إنهم ينتمون إلى "آخرون" ولكن الذي لم يكن واضحاً هو هل يحددون أصلهم "كسودانيين، أو كسودانيين عرباً ، أو فقط كعرب؟ ".و عندما أثار أحدهم السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة "أفريقي-أسود" ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: "ولكننا لسنا سوداً" وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف "سوداني وكفى؟ كان الجواب هو:" "سوداني" تشمل الشماليين والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفاً دقيقاً لوصفنا" ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أنهم يعتبرون سوداً في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه المجموعات السوداء هناك. إطلاق كلمة اسود على الفرد الشمالي، المتوسط ، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يرونها مناسبة للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين : "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سوداً " أو "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا عبيداً" . مسلك الشماليين تجاه المجموعات السوداء بهذه البلدان، شبيه لمسلكهم إزاء الجنوبيين. وغالباً يطلقون عليهم كلمة "عبد" وقد أشار واحد ممن استطلعت أراءهم، إلى الافرو –كاريبيين كجنوبيين .
    العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،" بخلعاء" الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعاً ملائماً داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إنهم يؤمنون انهم ينحدرون من " أ ب عربي" و" أم أفريقية" فإنهم يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيراً في ملامحهم، ويحتقرون الأم، الظاهرة ظهوراً واضحاً في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين " الأم والأب". فالثقافة العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأنهم لا يجدون أنفسهم، بل يجدون دلالات وقيماً تشير إلى المركز. فالذات الشمالية كذات غائبة عن هذا النظام، ولا تُرى إلا كموضوع، من خلال عيون المركز، ومن هنا جاء " الخلعاء".

    آثار الهوية الهامشية على النفسية الشمالية:-
    لا شك إن هذا الموقع الدون، كانت له آثاره على نفسية الفرد الشمالي، فعندما أفاق هذا الفرد، على إن الخصائص المعيارية، المثالية، لهذه الهوية، هي البشرة البيضاء، والشعر الناعم المرسل، والأنف الاقني المستقيم، وجد أنه يفتقر إلى بعض هذه الخصائص والصفات، واستشعر الحاجة للحصول عليها أو التعويض عنها، فصار مفهوماً أن اللون كلما مال إلى البياض، كلما صار الشخص أقرب إلي المركز، وكلما صار ادعاؤه بالانتماء العربي أكثر مشروعية. وعندما تتعثر الاستجابة لشرط اللون، كما هو بالنسبة لأغلب الشماليين، يحاول الفرد أن يجد ملاذاً أو مخرجاً في الشَعْر، للبرهان على أصله العربي؛ فكلما كان الشَعْر ناعماً، كلما كان الشخص أقرب إلى المركز . وعندما يفشل المرء في امتحان الشَعْر هو الأخر، يحاول أن يجد ملاذه الأخير في شكل الأنف، وكلما كانت قريبة من المعايير العربية للأنف، كلما كان ذلك أفضل، إذ إنها، على الأقل ستكون شاهداً على أصل غير زنجي.

    إحساس باللون مصحوب بالحرج:-
    عندما يجد الفرد نفسه مفتقراً إلى ما يعتبره القسمات المعيارية، فإنه عادة ما يحاول التعويض عنها أو إكمالها. ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصاً للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط، يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريباً من المثال في اللون والقسمات . فمثل هذا الاتحاد يعطي الفرد، رجلاً أو امرأة، فرصة للتعويض عن سواده )أو سوادها(، كما يعطيهما فرصة لتخليص أطفالهما منه. وفي دراستها الممتازة لقرية شمالية أطلقت عليها الاسم الوهمي "حفريات" توصلت جانيس بودي ،إلى مدى حدة وعي القرويين باللون. فقد عرفت منهم أن هناك تراتبية لونية،حسب الأفضلية "تتدرج من الأصفر، أي الفاتح،وتمر بدرجات أكثر دكنة تسمى "الأحمر" ، "الأخضر" ، و"الأزرق"" ثم تستطرد فتقول أن كلمة )أسود(" تستخدم دائماً للجنوبيين والأفارقة" .
    و مع إن هذا المقتطف من "بودي" يبرهن على أفضلية الألوان الفاتحة وسط الشماليين، إلا أن ترجمتها الحرفية للاصطلاحات اللونية الشمالية، مثل أصفر ، أسمر ، أخضر، وازرق ، ربما تسبب بعض التشويش، إذا لم تشرح. ومن أجل شرحها، سأعيد صياغة عبارات "بودي" على النحو التالي: اللون الأول من حيث الأفضلية هو الأصفر ، وهذا هو معناه الحرفي، ولكنه يستخدم مع الأحمر للإشارة إلى البياض. اللون الثاني من حيث الأفضلية هو" الأسمر" وهذا يعني حرفياً الميل إلى الحمرة، ولكنه يستخدم لوصف تشكيلة لونية تتراوح من الفاتح إلى الأسمر الغامض. وهذه التشكيلة تشمل في العادة تقسيمات مثل "الذهبي" ، "القمحي" ، و"الخمري". اللون الثالث هو "الأخضر" ، ويستخدم كبديل مهذب عن كلمة "اسود" عندما يستخدم في وصف الشمالي الداكن اللون .وأخيرا،ً وآخراً "الأزرق" ولكنه يستخدم بالتبادل مع "الأسود" أي لون "العبيد".
    إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي فاتحة اللون . ولكن وبصرف النظر عن الشعور بالرضى الذي يوفره هذا الإجراء التعويضي والاستكمالي للفرد، إلا أنه يظل باقياً. ما يزال قدر كبير من القلق يفرزه الشعور الملازم للفرد بأنه يحمل معه أينما ذهب ذلك اللون الخطأ. ومن أجل مقاومة هذا القلق يجب توظيف ميكانزمات دفاعية ملائمة. وهنا يصبح اللون الأسمر هو المعيار، ويعطي اللون الأسود اسماً أخر. ولتفادي وصف الذات بأنها "سوداء"، ابتدع الوعي الجماعي الشمالي لفظة" أخضر" والتي كانت تستخدم أصلاً في وصف اللون الداكن للأرض. وبناء على ذلك، بينما يكون الشمالي الداكن اللون "أخضراً" ، فإن الجنوبي الداكن اللون بنفس القدر يسمي "أسوداً".
    وفي نقاشه لمفهوم اللون لدى الشمالي، يكتب فرانسيس دينق ما يلي:
    "يركز الكبرياء اللوني الشمالي على اللون الأسمر الفاتح للبشرة، ويعتبره المثال والمعيار بالنسبة للشمال، وبالتالي للسودان. إذا صار اللون "فاتحاً" أكثر من اللازم بالنسبة للسوداني، فإنه يصبح مهدداً باعتباره"خواجا" أو "أوروبي"، أو عربي من الشرق الأوسط، أو ، وهذا أسوأ الاحتمالات، اعتباره "حلبياً"، وهو اللفظ المستخدم لفئة الغجر، المعتبرة الأدنى قدراً من جميع الفئات ذات البشرة البيضاء. الوجه الأخر من العملة، هو بالطبع، النظر إلى الجنس الأسود كجنس أدنى، وهي حالة تلطفت العناية الرحيمة بإنقاذ المرء من براثنه. ومن هنا فإن العنصرية السودانية الشمالية، والشوفينية الثقافية، تنزل لعنتها في نفس الوقت بشديدي السواد وشديدي البياض .
    ومع أن ملاحظة دينق صحيحة بصورة عامة، إلا أنها تحتاج إلى كثير من الضبط.فأنا أعتقد إن "أحمر" أي "أبيض" هو المعيار اللوني النهائي للشمالي المتوسط، فهو يعتبر اللون المثالي للمجموعة الداخلية، أي مركز الهوية العربية. في حين لا يكون اللون الأسمر معياراً إلا على مستوي أدني، وإلا كآلية دفاعية، مجبرة على تبنيه كواقع لا مهرب منه. وعلى عكس الأبيض، فإن الأسمر ليس جيداً لمزاياه الخاصة، بل فقط كبديل للأبيض الغائب. ومع أن الأغاني الشعبية غالباً ما تتغنى بالنظرات الساحرة للحبيب الأسمر "أسمر يا ساحر المنظر" ، إلا أن النظام الدلالي المهيمن للثقافة العربية الإسلامية، يجعل اللون الأبيض هو المعيار والمثال،كما سنوضح أدناه. ولو كان الشماليون قد استطاعوا تطوير نظام دلالي شامل ومنسجم، يجعل الأسمر معياراً، لاستطاعوا حل الجزء الأكبر من أزمة هويتهم.
    ومع أن الشماليين يستقبحون اللون الفاتح جدا)أي الأحمر( ،واللون الموغل في السواد، إلا أنهما لا يستقبحان بنفس الدرجة. فالوصمة الاجتماعية اللاحقة باللون "الأسود" ترجع إلى إنه لون "العبيد". أما وصمة اللون "الأحمر" فتتعلق بكونه لون الحَلَب أو الغجر، فالحَلَب ، الذين ينظر إليهم كفئة منحلة أخلاقياً ومنحطة سلوكياً، يعتبرون فئة "منبوذة اجتماعياً" الصيغ الثقافية التي تزدري اللون الأسود شائعة بصورة مزعجة، وعميقة الجذور في الثقافة والأدب العربيين، عكس تلك التي تزدري اللون الأحمر، والتي هي شحيحة ولم تظهر إلا مؤخراً مع الغزو التركي للسودان. وقد جاءت هذه المقولات الثقافية الأخيرة نتيجة للبشاعات التي ألحقها الترك بالمواطنين، والتي جعلت الشماليين ينظرون إلى الأتراك كصور مجسمة للفساد، والشراهة والجبن. وجاءت الثورة المهدية ضد الأتراك، وانتصارها الساحق عليهم، لتكثف وتعمق من احتقارهم في عيون الشماليين. وهذه هي الفترة التي ظهرت فيها عبارة "الحمرة الأباها المهدي" ولذلك فإن اللعنة التي حلت باللون الأحمر، آخذين بالاعتبار هذه الحدود وهذا السياق، لم تكن مطلقة. والواقع أن الأحمر يعتبر بصورة جوهرية، سواء بالنسبة للثقافة العربية أو الثقافة السودانية المحلية، تجسيداً للجمال. ففي" قاموس اللهجة العامية في السودان" قال عون الشريف قاسم ما يلي حول اللون الأبيض:
    "إنهم )أي العرب (يسمون الفرد ذا اللون الأبيض "أحمر". فعائشة زوجة النبي كانت تسمى "الحميراء" (وهي تصغير أحمر) لأن لونها كان أبيضاً. وكان العرب يسمون الفرس والروم ، أيضاً حُمراً (جمع أحمر)، لأن ألوانهم بيضاء. ويقصدون اللون الأبيض حينما يقولون "الحسن أحمر" .
    وتوضح جانيس بودي كيف كانت نساء قرية "حفريات" ذوات وعي باللون. فبالنسبة لهن "اللون الأبيض نظيف، جميل وعلامة على قداسة كامنة"وقد أخبرنها مراراً وتكراراً أنها كامرأة بيضاء، تملك فرصاً أفضل منهن بمراحل، لدخول الجنة، إذا اعتنقت الإسلام. وأضفن أن فرصها أفضل من جميع السودانيين في دخول الجنة. وكانت الأسباب التي ذكرنها هي : "وذلك لأن النبي محمداً ابيض، وكل البيض من البشر أعلى شأناً لأنهم ينتمون إلى قبيلته البيضاء" .
    يضاف إلى ذلك ، أن احتقار الأحمر (أي الأبيض) يبقى فقط علي مستوى التنظير، ولا ينعكس في المسلك الاجتماعي للسوداني الشمالي. فعلى سبيل المثال أبدى الشماليون استعداداً للتزاوج مع البيض، سواء كانوا أوروبيين أو عرباً، ولكنهم عبروا عن تثاقل وصد في التزاوج مع السود، سواء كانوا جنوبيين أو أفارقة عموماً . وبصورة أكثر تحديداً، بينما لا يجد الشماليون حرجاً في تزويج بناتهم للفئة الأولى، إلا انهم لا يتصورون مجرد تصور تزويجهن من الفئة الثانية .

    الوعي المحرج بالهامشية:-
    يمكننا أن نلاحظ مظهراً أخر من مظاهر تأثير الهوية الهامشية على النفسية الشمالية في المسلك السياسي للطبقة الحاكمة الشمالية. فأول القرارات التي اتخذتها الطبقة الحاكمة الشمالية بعد الاستقرار هو الانضمام للجامعة العربية.
    ويخبرنا محمد أحمد محجوب: "سارعنا بالانضمام إلى الجامعة العربية مباشرة بعد إعلان الاستقلال" . ولأنها كانت واعية بموقعها علي هامش العالم العربي، رضيت هذه الحكومة بدور متواضع، ولم تتخذ موقفاً منحازاً في الصراعات العربية الداخلية، سواء مع الراديكاليين أو المحافظين . ومثله مثل أي كيان هامشي، يكاد السودان أن يُنسى تماماً في أوقات الهدوء والانسجام. ويعلمنا التاريخ انه فقط في أوقات الاضطرابات المصاحبة للحروب والانتفاضات، والتي تهز بعنف وتمزق النسيج الاجتماعي، يمكن للنساء والعبيد، كفئات مهمشة، أن ينعموا باعتراف المركز. ,على ذات النسق، فقط عندما كان العرب في قمة الشعور بالمهانة والإحباط ، نتيجة للهزيمة الساحقة التي ألحقتها بهم إسرائيل عام 1967، تذكروا السودان، وأدنوه من المركز، وسمحوا له أن يلعب دوراً حيوياً داخل الجامعة العربية. فحياد السودان، أو قل دور المتفرج الذي كان يلعبه، هو الذي أهله لاستضافة مؤتمر القمة العربية عام 1967. ويخبرنا المحجوب: "كانت الخرطوم هي الموقع الوحيد المقبول سياسياً لعقد المؤتمر، بالنسبة للمحافظين والمتطرفين من القادة العرب" ولكن ما لم يخبرنا به هو أن الهامش صار مكاناً ملائماً بالنسبة للمركز ليلعق جراحه في جنباته.

    منهج حمل المتاع:-
    المظهر الأخر لتأثير الهوية الهامشية هي ما يمكن أن نسميه منهج" حمل المتاع". فالهوية الهامشية ترنو دائماً إلى المركز كمصدر للإلهام الثقافي، والديني والسياسي، وكمجال للسياحة الفكرية. إنها ميالة لاستعارة المنتجات الفكرية للمركز، وليس متوقعاً منها أن تنتج أو تُعير. يقول شون أوفاهي:"السودان النهري الشمالي تفاعل دوماً مع مصر، أم تطلع عبر البحر الأحمر إلى الجزيرة العربية" فالرابطة الثقافية بين الشماليين والعالم العربي، كانت على وجه العموم طريقاً ذا اتجاه واحد، تنتقل فيه المنتجات الثقافية، من خارج الحدود الشمالية، عكس مجرى النيل، أو من الشرق عبر البحر الأحمر. ومن المثير للدهشة أن كل حزب في العالم العربي، تقريباً، له فرع في شمال السودان، فهناك حزب البعث العربي الاشتراكي، بجناحيه السوري والعراقي، وهناك الحزب الناصري، ومؤتمرات القذافي الشعبية، والحركة الوهابية السعودية، وحركة الأخوان المسلمين المصرية. كل هذه الحركات والأحزاب لها فروعها في السودان. وكانت ثورة 1924، والحركات الاتحادية مؤخراً، في الأربعينيات، والتي عملت كلها تحت الرعاية المصري، تهدف إلى تحقيق الوحدة السياسية مع مصر وبالنسبة للمركز، ليس الهامش سوى خواء ثقافي وسياسي، إن لم يكن سلة للنفايات، ينبغي ملؤها. وهذا هو السبب الذي يجعل مختلف فئات المركز تتسابق لملئه.

    التواؤم مع المركز:-
    علامة أخرى على تأثير الهوية الهامشية، على نفسية الفرد الشمالي، تتمثل فيما يمكن أن اسميه:"الميل للتواؤم". فمن الملاحظ أن أغلبية الشماليين الذين يعملون في أقطار عربية مختلفة يتبنون لهجات البلدان التي يجدون أنفسهم فيها. وحتى عندما يعودون إلى السودان، يكون الاحتمال كبيراً، أن تصبح هذه اللهجات، أو على الأقل بعض كلماتها وعباراتها، جزء من الذخيرة ا للغوية للشخص المعين. ومن الملاحظ أيضاً أن القلة من العرب الذين يجيئون إلى السودان لا يغيرون لهجاتهم حتى إذا مكثوا وسط السودانيين لعدة سنوات. بل إن الشماليين الذين يختلطون بهؤلاء العرب، في السودان، غالباً ما يعدلون لغتهم ولهجتهم حتى تتوافق مع لسان العرب الذين يعيشون وسطهم .

    الوعي بخفاء الهامش:-
    نسبة لأن الهامش يشعر بحالة من الخفاء، إزاء المركز، فهو محتاج دائما للإعلان عن نفسه. ولذلك فإن علامة أخري من علامات الهوية الهامشية للشماليين، هي تركيزهم المفرط علي الأصل العربي، فالشماليون، وخاصة نخبتهم، يرددون دائما أنهم عرب. فعبارات مثل : "أنا عربي ولدي شجرة نسب" ، أو "أنا عربي شئت ذلك أم أبيت" أو "نحن عرب العرب" أو "أنا عربي، قوميا وثقافيا" تتكرر دائما في خطاب النخبة السياسية والثقافية. وعلي عكس النخبة في العالم العربي، التي لا تحتاج لإثبات أمر واضح بذاته، يشعر الشماليون بالحاجة للتعويض عن عياب القسمات العربية بالكلمات العربية. وينظر المرء لهذه الظاهرة باعتبارها استمراراً للظاهرة القديمة التي كانت سائدة وسط الشماليين لكتابة شجرة النسب. فالظاهرتان تعكسان الشكوك العالقة بادعاءات الشماليين للعروبة.
    وتمثل كل هذه العلامات، شواهد علي أن الشماليين يعانون كل أعراض "عدم الاعتراف"، التي ناقشها شارلس تيلور في كتاب "سياسات الاعتراف"، وخاصة استبطان الدونية، "الحط من قيمة الذات"، و"الكراهية الخانقة للذات".

    تكوين الهوية العربية الإسلامية في الشمال :
    السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي عظمة الأمة النوبية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد قامت المملكة النوبية باحتلال كل أرض مصر وفرضت سلطانها علي وادي النيل . وكانت مملكة النوبة لاعباً أساسيا في المسرح العالمي في العالم القديم، و أقامت الصلات مع عدة حضارات. وكما أوضح لويدس بنغاي "للسودان الشمالي حضارة قديمة مزدهرة، سابقة لحضارة مصر الفرعونية ولمجيء الإسلام. وكانت النوبة ذات علاقة مع كل حضارة ظهرت في مصر .. الإغريق .. الرومان .. العرب .. الأتراك والبريطانيين" .
    دخلت المسيحية إلي النوبة في القرن السادس، وحولتها إلى مملكة مسيحية، استمرت ألف عام. ومباشرة بعد ظهور الإسلام في القرن السابع، فتح المسلمون مصر، وطرقوا أبواب دنقلا عاصمة النوبة. ومع أن مقاومة النوبيين قد نجحت في إيقاف الزحف الإسلامي، إلا أنها لم تفلح في طرد العرب من الأراضي النوبية . وقد أدت حالة التوازن التي قامت بين الطرفين إلي الوصول إلي تسوية سياسية. وقد أبرمت معاهدة بين النوبيين والعرب عام 651 – 652 ميلادية، وتفسر هذه الاتفاقية تفسيرات مختلفة من قبل الكتاب المعاصرين. وبينما يراها بعض هؤلاء الكتاب في صالح العرب ، فإن آخرين يعتبرونها نصرا للنوبة . ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن مملكة النوبة حققت ما لم تحققه مملكة أخرى في الزمان القديم، وهو إيقاف الزحف الإسلامي الذي كان لا يقاوم. كان المسلمون يقسمون العالم إلي دار الإسلام ودار الحرب. ولما بقيت النوبة وحافظت علي سلامة أراضيها كان علي المسلمين أن يخلقوا فئة ثالثة، لا هي دار إسلام ولا دار حرب، فأطلقوا عليها دار العهد. ومع أن الاتفاقية ضمنت سيادة النوبة لمدة ألف سنة تقريبا، إلا أنها فتحت المجال للعرب ليدخلوا بحرية من أجل التجارة، مما دشن عملية الأسلمة والتعريب، التي قادت في نهاية المطاف إلي انهيار المملكة.
    ومع أن الهوية العربية الإسلامية يمكن إرجاعها إلي دخول العرب السودان، إلا أنها ظاهرة حديثة نسبيا. فالقرنان الرابع عشر والخامس عشر، يعتبران فترة تغيير في السودان النيلي. فالحركات الاجتماعية وخاصة تلك الخاصة بالعرب والفونج، مصحوبة بالتطورات الاقتصادية والثقافية الوافدة من الأقطار المجاورة ، وفرت ظروفا مواتية لعمليات الأسلمة والانتماء إلي العرب. فالرحالة الذين جاءوا إلي مملكة الفونج في الربع الأول من القرن السادس عشر، وصفوا تكوينات أثنية شبيهة بتلك التي نجدها في سودان اليوم. فقد وصفت قبائل الشايقية والجعليين والرباطاب باعتبارهم برابرة، أي نوبيين شماليين، من قبل غيليود الذي زار مملكة الفونج عام 1523 . وقد وجد غيليود أن سكان المملكة ينقسمون إلي ست فئات أثنية وكانت هذه الفئات من الوضوح والتمايز بحيث لم يكن هناك فرد واحد لا يعرف إلي أي منها ينتمي . خمس من هذه الفئات صنفت حسب لون البشرة، بشكل أساسي. كان لون الفونج هو "الأزرق". "كان لونهم لو النحاس". حسب غيليود .. وكان العبدلاب قريبين في ألوانها وملامحهم من الفونج، إذا أستثنينا شعورهم الملتفة، وكان لونهم أخضر، (أي نحاسي غامق إلي أسود). أما البرارة، أي الجعليين والرباطاب والشايقية والدناقلة، فوصفوا بأنهم "خاطف – لونين"، أي خلطة من لونين. يقول غيليود "أفراد هذه الفئة نصف صٌفر ونصف خٌضر .. وفصيلة الدم التي نغلب عليهم هي تلك التي نجدها عند الأثيوبيين" أما لون العرب فوصف بأنه "أصفر" أي "أبيض" وقد قال عنهم مايلي :
    "هؤلاء هم الأقل اختلاطا من حيث الألوان، أنهم ينتمون إلي العرب البدو الرحل. شعورهم مرسلة. ولا يختلطون مع الفئات الأخرى إلا فيما ندر. ويسهل التعرف عليهم، ليس فقط من ملامح وجوههم، بل من نقاء الطريقة التي ما زالوا يتحدثون بها اللغة العربية".
    والمدهش أنه تحدث كذلك عن "العبيد" الذين جلبوا إلي سنار من الجنوب والغرب "أي جبال النوبة" . هذا هو علي وجه التقريب التصنيف اللوني الموجود حاليا.ومن المحتمل أن الفارق الوحيد أن الجعليين والرباطاب والشايقية، كانوا ما يزالون في القرن السادس عشر، يتحدثون لغاتهم النوبية. وقد استمروا يتحدثونها حتى أوائل القرن التاسع عشر .
    هذه الظروف هي التي غرست مكونات الهوية الشمالية في تربة الشمال. هذه المكونات هي اللغة العربية، مزاعم الأصول العربية، الإسلام، وتراث الرق. فسكان هذا الجزء من السودان أظهروا تعلقا خاصا بالعرب. وتدل الشواهد علي أنهم انتهزوا كل فرصة عابرة، سواء كانت هذه رابطة بعيدة، متخيلة، أو حتى ملفقة، للتماهي مع العرب وتبني لغتهم. الفونج يزودوننا بمثال واضح لانقلاب الهوية، الذي ربما يلقي لنا الضوء علي عملية التماهي مع العرب. ففي بداية مملكتهم، كان الفونج وثنيين، من الناحية الدينية، وكانوا يتحدثون لغتهم الخاصة، والتي كانت هي اللغة لرسمية للمملكة حتى القرن الثامن عشر. وكانوا يسيرون العدالة في محاكمهم وفق تقاليدهم الخاصة. وقد اعتنق ملكهم الأول، عماره دنقس، الإسلام اسميا، من أجل أهداف سياسية . وبعد ثلاثة قر ون من ذلك التاريخ، أي خلال القرن الثامن عشر، أقيمت العدالة علي أساس الشرع الإسلامي، وصارت الوثائق الرسمية تحرر باللغة العربية، والتي أصبحت هي اللنغوافرانكا للدولة . ليس ذلك فحسب، بل أعلن بادي الثالث، ملك الفونج، رسميا في خطاب إلى رعيته، أنه وقومه "ينحدرون من العرب، ومن الأمويين علي وجه التحديد" وقد أ صدر ذلك المنشور ردا علي حملة من الإشاعات، صاحبت تمردا في الأقاليم الشمالية، يدمغهم بأنهم "وثنيين من النيل الأبيض". وقد أختتم المنشور، الذي أٌرسل إلي دنقلا، بالعبارة التالية :" وما دمتم قد رأيتم الحقائق فلتخرس الألسنة، وعسي أن يتوخى العبد عزيز فضيلة الحذر في أحاديثه المؤذية" . وكجزء من هذه الأحاديث المؤذية هي "اتهامه" للملك بأنه ليس من أصل عربي فمع زيادة قوة التجار العرب، وانتشار الطرق الصوفية، وتعاظم نفوذ العلماء، سعي الملوك إلي الإبقاء علي نفوذهم القضائي المتداعي بدراسة الشريعة الإسلامية، ليتحولوا إلي "علماء" لهم مكانتهم المستقلة. ويقول سبولدنج أن الطبقة الحاكمة الفونجية "انضمت إلي العائلات الأرثوذكسية للتجار في نشر مزاعم الأصول العربية " بل أنهم" اكتشفوا حقيقة كانت مجهولة حتى ذلك الوقت وهي أنهم أمويون" وهكذا فإن انقلاب الهوية الذي حدث في القرن السادس عشر لخدمة أهداف سياسية، قد أكتمل في القرن التاسع عشر. وكما قال ديفيد ليتين : "ما يعتبره هذا الجيل مسألة عملية محضة، يعتبره الجيل الذي يليه أمرا طبيعيا."
    وإذا كان ملوك الفونج قد صاروا عربا بأمر ملكي، فإن قبائل الشمال النيلي قد ضمنت هذا الأصل المرغوب، لأنفسها، بطرق أخري. فقد كان هؤلاء قادرين علي كتابة أشجار نسبهم الخاصة والتي "كان من المعروف عنها أنه يتم تقفيها، مع القفزات والفجوات، حتى الجزيرة العربية، وفي الحالات التي يكون فيها الأصل السوداني بارزا سياسيا أو دينيا، فأنما تنسب الأصول إلي النبي محمد، وقبيلته قريش؛ وذوي قرباه، وأصحابه الأقربين".
    ومن الواضح أنه بالنسبة للنوبيين، وللفونج بعدهم، لم يعد العالم مستقرا. فالهويات القديمة حامت حولها الشكوك، والناس لم يعد بإمكانهم أن يكونوا أنفسهم .الحوافز لإجراء انقلاب في الهوية كانت قوية وكثيرة. والشروط قد اكتملت. وكانت نتيجة ذلك أن نوعيْ التماهي اللذين تحدث عنهما شيلر قد حدثا في نفس الوقت، ونقصد بهما الايديوباثي و الهيتروباثي.ويمكن ملاحظة حدوث التماهي الأيديوباثي في المناطق التي تلاشت فيها اللغات المحلية، وتم تبني العربية بدلا عنها. كما يمكن ملاحظة التماهي الهتروباثي في المناطق التي صمدت فيها اللغات المحلية.
                  

11-01-2005, 08:27 AM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    يابهاء

    سلااام
    الف مرحب بالدكتور الباقر العفيف اضافة ثرة لهذه الساحة
    ودفع فى طريق الحوار الجاد المعافى ..

    سنكون متابعين ..

    ودى
                  

11-01-2005, 09:19 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    شكرا بهاء، او ياالف مرحب بدكتور الباقر، او ياريت لو لمينا في د.فرانسس دينق، لانو مشكلتنا فعلا مشكلة هوية.

    بالعدم اتمني زول يثبت لينا العكس.

    بالنسبة للورقة، مع التسليم التام بمجمل ماورد في الورقة ادناه، الا اننا نلاحظ محدودية الطرح، المبني علي تصور محدود بدوره للازمة من جانب، والتركيز علي نتائج الازمة كليا، علي حساب المسببات.

    ايضا نلاحظ طغيان للمركزية الاوربية، من حيث المرجعية، في طرح صاحب الورقة. وبالذات المنهج التاريخي المتمثل في الخلفيات التاريخية اللتي سردها صاحب الورقة.

    دي دقة سريعة، لي قراءة اولي سريعة، سنعود انشاء الله، مفصلين لمااجملنا، اعلاه.

    مع خالص شكري، اويا مرحبا بدكتور الباقر مرة اخري..

    يتبع..
                  

11-01-2005, 12:24 PM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Bashasha)

    مرحبا دكتور الباقر العفيف

    شكرا بهاء

    أعتقد من خلال قراءة أولى أن الورقة ستخلق جدلا واسعا و حوارا قيما، لا سيما أن بين ظهرانينا كاتب الورقة..

    سأعود عاجلا


    مرتضى جعفر
                  

11-01-2005, 02:21 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    شكرا لاستاذنا الموصلي علي ملاحظته الذكية , فقد سبق للصديق زميل البورد عبدالعزيز الكمبالي , ان نوه لهذا الخطا الشائع في محاضرة للدكتور الباقر بمركز عبدالكريم ميرغني .
                  

11-01-2005, 02:27 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    أسعدني غاية السعادة نبأ انضمام الأخ الدكتور الباقر العفيف إلى المنبر. ونقدر كامل التقدير الظروف التي حالت بينه وبين الإنضمام في الفترة السابقة من عمر المنبر. ولا شك أن الباقر العفيف سيكون إضافة متميزة لهذا المنبر. فهو قد عرف بالطرح الجاد وبالحيدة، والصرامة العلمية، إضافة إلى عدم التعجل والقفز إلى النتائج . إلى جانب كل أولئك، وأهم من كل أولئك، أن الباقر ممن يفكرون وبجد ومثابرة في (اللامُفَكَّر فيه) كما يرد التعبير عند محمد أركون وغيره من المهمومين بفحص "اللامفحوص" من القناعات السائدة.. هذه السمة، وأعني تحديدا سمة (التفكير في اللامُفَكَّر فيه) هي السمة التي نحتاجها في كتابنا وباحثينا من أجل الخروج من أسر القناعات الكثيرة غير المفحوصة التي يتم تمريرها من جيل إلى جيل حتى أصبحت عقائد لا ينبغي مساءلتها أو التشكيك فيها. ومن ذلك ما تعتقده أغلبية سكان الوسط النيلي حول "عروبة" السودان!

    ورقة الباقر التي عنوانها (متاهة قوم سود ذوي ثقافة بيضاء) والتي ترجمها من الأصل الإ نجليزي إلى العربية، الراحل المقيم الأستاذ الخاتم عدلان، لفتت أنظار الدوائر الأكاديمية قبل أن تتم ترجمتها إلى العربية. كما لفتت جمهرة القراء السودانيين بعد أن تمت ترجمتها ونشرها بالعربية بشكل موسع. وقد تميزت تلك الورقة بكونها قد تناولت صراع الهوية الذي يعتمل في داخل الفرد الشمالي السوداني من زاوية غير مسبوقة، وبجرأة غير مسبوقة، أيضا.

    زراني الباقر العفيف حين كنت في جامعة إلينوي عام 1998، وكان قد جاء وقتها في مهمة بحثية، إلى جامعة "نورث إيسترن" المعروفة في ضواحي شيكاغو. في تلك الفترة كان الباقر يعد لورقته، وقد أجرى معي حوارا بخصوصها. ولم أره بعد تلك الزيارة إلا قبل أسبوعين حين ذهبت لزيارته في واشنطن، التي وصلها ليعمل كباحث لفترة محددة في "معهد السلام" المعروف، في واشنطن. حدثني الباقر عن زيارته الأخيرة للسودان، وقد ذهلت لعدد المقابلات التي أجراها مع الكتاب والصحفيين والسياسيين وقادة الرأي في السودان حول موضوع الهوية في فترة الأسابيع القليلة التي أمضاها هناك. كانت كل تلك المقابلات بسبيل من الإعداد لإصدار الكتاب الي سوف تتطور نحوه الورقة.

    أجرى معي الباقر مقابلة ثانية هنا في واشنطن وقد عبرت له عن ما طرأ على تفكيري في السنوات التي افترقنا فيها فيما يتعلق بهويتنا كسودانيين. وأحب أن اشير هنا، إلى أن حوار الباقر معي في إلينوي قبل ما يقارب السبعة أعوام، وما قرأته بعد ذلك في ورقته التي صدرت لاحقا، قد جعلاني أعيد النظر في كثير من المسلمات التي لم تكن مفحوصة عندي بالقدر الكافي. أتوقع أن يحدث الكتاب الذي ستتمخض عنه الورقة ضجة كبيرة. وأتوقع أن يؤرخ هذا الكتاب لمنعطف جديد في تناولنا لسؤال الهوية، على اختلاف مشاربنا، وتلك ببساطة هي مهمة البحث الجاد.

    مرة أخرى مرحبا بالدكتور الباقر العفيف مختار.
    الدكتور النور حمد
                  

11-01-2005, 02:30 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    أشكر كل من رحب بالاستاذ الباقر واتفق مع الاخ مرتضى في ان نحول هذا البوست الى ساحة نقاش , ولمّا ذكر الدكتور النور حمد ورقة الهوية وموضوع اللا مُكر فيه , فإن لي بعض الملاحظات الساذجةسجلت بعضها منذ اطلاعي على ورقة الهوية منذ نحو الخمس سنوات , رغم انني لم تسعفني الظروف ابداً على طرحها على الدكتور الباقر , رغم اننا التقينا بعدها مرات عديدة , وللصدفة وجدت أحد الاصدقاء يتفق معي فيما ذهبت اليه أولاً لقد أخذ الدكتور الباقر العفيف بالمسلمة التي تقول ان العرب هم الآباء والزنج هم الامهات , وفي اعتقادي ان هذا الامر يحتاج الى نظر , فغالبية العرب الذين دخلوا السودان لم يدخلوا محاربين حتى يأنوا بدون أسر وزوجات , فالتمازج الذي حدث ليس هو بالضرورة بين آباء عرب وامهات زنجيات وانما قد يكون امراً متبادل .فالعرب الذين دخلوا السودان هم في الغالب من (المساكين ) الذين وفدوا بحثاً عن العيش والمأوى , ولا أظن أن المسكين يمكن أن يكون له خيارات أن يرفض يتزويج بناته من الزنج الاصليين , بل يمكن ان تكون مسألة تزويج بنات الوافدين واحدة من وسائل التقرب من الحكام الاصليين ,,,يبدو لي ان هذا الامر يجب أن يدخل ضمن اللا مفكر عنه كما تفضل الدكتور النور حمد .
    أذكر اننا حين تقدمنا لاستخراج الجنسية في المرجلة الثانوية , جاء ضباط الجوازات الي المدرسة لاخذ المعلومات , وكان هناك سؤال في اورنيك التقديم يقول ( متى جاء اجدادك الى السودان ؟) وكانت هنالك اجابه نموذجية كتبها كل الطلاب ( منذ دخول العرب السودان ) . والاجداد يقصدون بهم الاباء طبعاً , يخيل لي ان اهمية سؤال من هم الاباء تكمن في ان نعرف اننا من هذه الارض اصلاً ودا امر مهم في مجتمع السلطة الابويه فيهو مسيطرة , فطالما ان اننا نحمل مفهوم ان آبائنا وفدوا من مكان آخر فسنظل ننتمي الي ذلك المكان دائماً .

    معروف سند
                  

11-01-2005, 02:40 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    الخواص الأكثر وضوحا للثقافة العربية الإسلامية :
    في الفصل الماضي حاولت الإجابة علي ذلك الجزء من السؤال الذي يقول : لماذا تماهى الشماليون مع العرب؟ أو بمعني آخر، ما هي دوافع انقلاب الهوية الذي حدث لهم؟ وأحاول في هذا الفصل أن أجيب علي الكيفية التي تم بها ذلك. أي بمعنى آخر، ما ا لذي يسّر للشماليين، بل لشعوب عديدة عبر العالم الإسلامي، أن تتعلق بالأصل العربي؟ اعتقد أن هناك ثلاث خواص بارزة للثقافة العربية الإسلامية جعلت من الميسور تماما، للأفراد والجماعات، إدعاء الأصول العربية دون أن تواجه بتحدٍ جدي ومعلن من قبل مركز الهوية العربية.
    الخاصية الأولي هي التركيبة الأبوية للقبائل العربية. في هذا النظام ينسب الأطفال لإبائهم، ولا تلعب المرأة دورا يذكر في النسب، وذلك لأنها "حرث" الرجل و"ماعونه". ويترتب علي هذا المفهوم الذي يجعل الزوجة مزرعة لزوجها، أنها وإن حملت بذوره، إلا أن الحصاد حصاده هو، وليس حصادها. وهكذا فإن أي اختلاط للدم العربي، بخط النسب النوبي، يضع حدا لكل الأنساب النوبية قبل هذا الاختلاط، ولا فرق إذا كان هذا الاختلاط حقيقيا، أو متخيلا أو مفتعلا. وهكذا، وبناء علي الاعتقاد الشعبي الشائع في الشمال، كان الجد الذي تحدرت منه المجموعات الجعلية الكبرى في الشمال : أي الشايقية، الرباطاب والجعليين أنفسهم، هو إبراهيم جعل. عن هذا الجد المشترك، تحولت أنساب هذه المجموعات النوبية إلي الجزيرة العربية (إلي قريش) وارتبطت بالعباس عم النبي. ولكن هذا الإدعاء، وبناء علي بحوث مؤرخ كبير ينتمي إلي نفس هذه المجموعة "يصعب إثباته" .
    الخاصية الأخرى للمجتمع العربي الأبوي، هي أن القبائل القوية تكون لها دائما مجموعات تابعة، مثل الحلفاء والمستجيرين والعبيد، وغيرها من أنواع الارتباط. النظام التراتبي للقبيلة يستوعب كل هذه المجموعات في فئات اجتماعية مصنفة تصنيفا دقيقا، ويسمح لها بالانتساب إلى القبيلة رغم أنها تعرف مكانها جيدا. ويمكن للفرد الذي ينتمي إلي هذه الفئات الدنيا، أن يصعد إلي مرتبة أعلي بناء علي فضائله، أو اعترافا بأبوته، أو كليهما، كما يوضح مثال عنترة. هذه الخاصية جعلت من السهل علي العرب قبول الانتساب الشمالي، مع وضع الشماليين في فئة أدني من نظامهم التراتبي.
    الخاصية الثانية هي مفهوم النقاء، أو الطهارة في الإسلام. فالطهارة مفهوم مركزي للإيمان، ومع أنه يمكن تحقيقه من خلال عملية محددة للتطهير ، إلا أنه أيضا هبة من الله للرسول وآل بيته. يقول القرآن : "أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" . وهكذا، كلما كان المرء قريبا إلي قبيلة النبي كلما كان ذلك أفضل، والأفضل من كل ما عداه هو انحدار المرء مباشرة من فاطمة بنت النبي. ولكن مع ذلك فإن قطرة من الدم العربي تكفي لتطهيرك وذريتك. ويلاحظ المرء أن الثقافة الغربية تقوم علي مفهوم نقيض تماما في هذا الشأن، حيث تكفي قطرة دم واحدة من السود أن تلوثك وتجعلك أسودا، حتى ولو كان لونك غالب البياض.
    الخاصية الثالثة هي العلاقة بين الإسلام واللغة العربية. فحقيقة أن الإسلام نزل علي نبي عربي، وأن الذين نشروه هم العرب، وأن اللغة العربية هي لغة القرآن، كل هذه الحقائق جعلت العرب أفضل الأمم في عيون الشماليين، وجعلت اللغة العربية، ليس فقط أفضل اللغات، بل جعلتها لغة مقدسة. ومع أن غياب العربية لم يمنع غير المتحدثين بها في العالم العربي، مثل تركيا وإيران والباكستان وحتى في السودان، من ادعاء الأصول العربية، إلا أن تحدث العربية كلغة للأم قد ثبّت أسطورة الأصل العربي لدي بعض الشماليين، وأمدهم ببرهان يسمي "لسانُ عربيُ مبين."

    عملية مستمرة :
    ومع ذلك فإن تشكيل هوية عربية إسلامية في الشمال هو عملية مستمرة. فالأتراك دفعها إلي الأمام عملية التعريب، وجاءوا بالإسلام التقليدي المدرسي، وسيروا، مع العرب والأوربيين والشماليين، حملات الاسترقاق، في أراضي القبائل التي لم تستعرب، وخاصة في الجنوب وجبال النوبة. وجاءت الدولة المهدية، وحلت محل الدولة التركية المنهارة، عام 1885، ودفعت بدورها عمليات التعريب والأسلمة. ولم تكن الدولة المهدية مختلفة عن الأتراك فيما يتعلق بحملات الاسترقاق. وعندما أستعمر البريطانيون السودان عام 1898، وضعوا القبائل المستعربة فوق القبائل الأفريقية السوداء. وقد وصف عالم الأجناس ك. سيلجمان، الذي دعمته حكومة الخرطوم الاستعمارية لدراسة الجماعات السكانية بالسودان، وصف القبائل الجنوبية بأنها "متوحشة" وقد تعامل البريطانيون باحترام شديد مع مجموعات الشمال المستعربة، كما عبروا عن احترام عظيم لهويتهم العربية-الإسلامية، وشجعوها. وقد ركزت السياسات التعليمية، بصورة أساسية، علي المجموعات المسلمة، التي تتحدث العربية، من الشمال الأوسط النيلي وقد كان المستفيدون من هذه السياسات التعليمية، من بين هذه الجماعات، أبناء الأسر البارزة : أسرة المهدي، والخليفة، وأسر أمراء المهدية، والأسر العربية "الراقية" . وفي السنوات الأولي من القرن العشرين، بدأت النزعات الوطنية تنشأ وتزدهر وسط الأجيال الشابة المتعلمة لهذه الأسر. "وقد صاروا يفتشون عن "السودانوية" في القصائد العربية، والمقالات، والأشكال الأدبية الأخرى، وصاروا يمجدون اللغة العربية؛ والتراث العربي، والدين الإسلامي، باعتبارها القيم الجوهرية لهذه الوطنية." .
    ونسبة لوعيهم بالتاريخ الطويل لمصطلح "سوداني"، والمعاني السلبية العالقة به، فقد أعطوه معني مزدوجا. فعلي أحد المستويين بقي لفظ سوداني كما كان دائما، أي مرادفا لـ"عبد". وعلي مستوى آخر أستخدم اللفظ "كمجال للانتماء الوطني" أي أنهم تعاملوا معه كإطار خاوٍ، حاولوا أن يملئوه بصورتهم الذاتية. وهكذا أصبح مصطلح "سوداني"، علي هذا المستوى، "علامة علي الهوية الوطنية التي تخصص قيمة عظيمة للثقافة العربية الإسلامية." ولذلك ومن وجهة نظر الجماعات الاثنية الأخرى، أن تكون سودانيا علي هذا المستوي يعنى أن تكون شماليا. يعنى "محاكاة أسلوب" أكثر عروبة "للحياة" واعتناق "أسلوب للحياة ظهر تاريخيا علي ضفاف النيل" وقد اتضح فيما بعد أن هذا التعريف كان محدودا جدا، وضيق الأفق وينطوي علي كثير من المشكلات. فهو استبعادي من جهة، واستيعابي من جهة أخري. فأولئك الذين لا ينطبق عليهم التعريف الجديد للفظ "سوداني"، أما أن يبعدوا من المجال السياسي، ماديا (بالانفصال)، أو سياسيا (بالتهميش)، أو تتم إعادة صياغتهم ليلائموا اللفظ (أي يصيروا شماليين). وكما لاحظت هيذر شاركي عن حق "إذ فشل في الاعتراف بالمساهمات الثقافية للسكان غير العرب وغير المسلمين، فإن برنامجهم الوطني نفر مجموعات كثيرة، بدلا من جذبها وإغرائها، وخاصة في الجنوب. أن الحرب الأهلية، التي ظلت تشتعل علي فترات منذ 1955، هي الثمرة المرة لهذا النوع من الوطنية." والثمرة الأكثر مرارة لهذا التعريف هي الجبهة الإسلامية القومية، التي استولت علي السلطة عام 1989، وشرعت في إزاحة "الخلعاء" عن طريق القوة الغاشمة.

    الثقافة العربية واللون الأسود :
    يقول عبده بدوي في كتابه "الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي" ما يلي:
    "العرب يكرهون اللون الأسود، ويحبون اللون الأبيض. ويصفون كل شئ حسن (ماديا كان أو معنويا) بأنه أبيض. اللون الأبيض مصدر فخر للرجل، وخاصية جمالية بالنسبة للمرأة. البياض بالنسبة لهم علامة علي الشرف. ويمدح الرجل بأنه ابن امرأة بيضاء. والواقع انهم يفخرون بامتلاكهم النساء البيض كجوار لهم. ويطلقون علي الشعراء السود أغربة العرب، في تشبيه لهم بذلك الطائر البغيض الذي يعتبر سواده عادة علامة علي الشؤم."
    كراهية اللون الأسود نشأت من تجارب العرب مع الأفارقة. فالصورة النمطية للأفريقي الأسود، في الثقافة العربية أنه كريه الرائحة. ناقص جسدا وعقلا، ومنحرف عاطفيا. المثل العربي القائل : "الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنا" يلخص هذه الصورة تلخيصا وافيا. وتمثل عبارة "يا ابن السوداء" قمة الإساءة التي يمكن أن توجه للرجل الأسود.

    قبل الإسلام :
    قبل الإسلام، لم يكن أبناء الرجل الأبيض من أم أفريقية يقبلون كأعضاء كاملي العضوية بالقبيلة، حتى ولو كانت القبيلة تعتمد عليهم في الحروب، كما توضح قصة عنترة، ويوضح بدوي كيف كان اللون الأسود عقبة كؤود أمام هؤلاء الشعراء. فدعوة أحدهم بالغراب كانت إساءة. يقول بدوي :
    "كانت هناك حساسية عالية بالألوان وسط الشعراء السود قبل الإسلام. وذلك لأنهم كانوا فئة مضطهدة وتعيسة. وكانوا يستبعدون، بقسوة أحيانا وبلطف أحيانا أخري، من دخول النسيج الاجتماعي للقبيلة. وهكذا عاشوا علي هامش المجتمع كفئة فقيرة وبائسة. ولم يكن يتم الاعتراف بهم إلا في ظروف الضرورة القصوى، كما نعرف من حياة عنترة. فبالرغم من أن هذا الشاعر كان حامي قبيلته، وكان صوتها الشعري السامق، إلا أن الطريقة التي ظلت تعامله بها قبيلته كانت تؤلمه وتثقل علي عقله. وقد علق به اسم "ابن السوداء" حتى عندما يكون عائدا من المعركة منتصرا"

    أثناء حياة النبي :
    مع أن الإسلام دعا لوحدة ومساواة بني البشر، رغم اختلاف ألسنتهم وألوانها "إن أشرفكم عند الله أتقاكم" إلا أن موقف العرب من السود لم يتغير أبدا. وقد قال النبي "لا فضل لعربي علي أعجمي أو لأبيض علي أسود، أو لأحمر علي أصفر، إلا بالتقوى". ولكن ذلك لم يمنع أباذر الغفاري، أحد صحابة النبي البارزين، من أن يدعو أخاه بلال بن رباح الصحابي الآخر الجليل ومؤذن الرسول، "بابن السوداء". وعندما سمع النبي بذلك وبّخ اباذر توبيخا شديدا حتى شعر أبوذر أن مجرد الاعتذار لبلال لا يكفي. ولذلك انطرح أبوذر أرضا، ووضع خده علي التراب، وطلب من بلال أن يطأ خده برجله، كعلامة علي التواضع والصغار .

    القرون الوسطي :
    وإذا كان ذلك هو الوضع إبان حياة النبي، الذي كان يدعو للمساواة بين المؤمنين، فمن الطبيعي أن مسلك العرب نحو السود سيسوء بعد وفاته. ويشير برنارد لويس إلى ذلك في الفقرة التالية:
    في الوقت الذي كان فيه الدعة الدينيون ينادون بالمساواة، وإن بعبارات غامضة، كانت حقائق الحياة تحكم بغير ذلك. فالتوجهات السائدة لم يكن يحددها الوعاظ ورواة التراث، بل كان يحددها المنتصرون ومالكو العبيد، الذين يمثلون النخبة الحاكمة في المجتمع الإسلامي. والاحتقار الذي كان يشعر به هؤلاء، تجاه العناصر غير العربية عموما، وتجاه السود علي وجه الخصوص، يتم التعبير عنه بآلاف الطرق، في الوثائق، والآداب والفنون التي وصلت إلينا من القرون الوسطى. هذه الآداب، وخاصة الشعبية منها، تصور (الرجل الأسود) في صور نمطية عدوانية : كشيطان في الأساطير، وكجنس متوحش في قصص الرحلات والمغامرات، أو كعبد كسول، غبي، كريه الرائحة، أبرص، في الحالات العادية. وشهادة الآداب أكدتها الفنون. ففي الرسومات واللوحات العربية والفارسية والتركية، كثيرا ما يظهر السوء، كشخصيات أسطورية شريرة في بعض الأحيان، أو كبدائيين يقومون بأعمال حقيرة، أو كمخصيين في القصور أو البيوت."
    ابن خلدون يرى أن السود معروفون بالهزل والطيش والعاطفية الزائدة وأنهم "يتصفون بالغباء أينما وجدوا". وهو يفسر هذا الغباء وحب الملذات بإرجاعه إلى "تمدد وشيوع الروح الحيوانية".
    أسطورة العهد القديم القائلة بأن السود هم أبناء حام، تبناها ووسعها بعض الكتاب العرب مثل ابن جرير . ولكن ابن خلدون لم يقبل هذه الحكمة السائدة في زمانه، بل حاول أن يتوصل إلي تفسير "علمي" لسواد الأفارقة يقوم علي حرارة الشمس .
    وفي وصفه لسكان خط الاستواء قال الدمشقي ما يلي:
    "خط الاستواء تسكنه أقوام من السود يمكن اعتبارها من الحيوانات المتوحشة. ألوان أجسادهم وشعورهم محروقة، وهم غير طبيعيين جسديا وروحيا. إن عقولهم تكاد تغلي من حرارة الشمس."
    ويسير ابن الفقيه الهمذاني على نفس المنوال. وقد اعتمد في رأيه علي نظرية يونانية جغرافية قديمة، تقسم الأرض إلى سبعة أقاليم عرضيه، حيث يمثل الإقليم الأول والسابع الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة علي التوالي. ويفترض أن هذين النقيضين ينتجان متوحشين، بينما في الإقليم الأوسط، حيث اعتدال المناخ، يوجد الناس المتحضرون. وبالنسبة إليه فإن أهل العراق لهم "عقول راجحة، وعواطف حميدة، وطبيعة متزنة، وإنتاج غزير في كل الفنون، مع أطراف متناسبة متناسقة، ولون أسمر رقيق، هو أنسب الألوان وأصحها." ولكن الزنج الذين يسكنون الإقليم الأول وهم "مفرطون حتى درجة الاحتراق، ولذلك يجئ الطفل منهم أسودا، معتكراً، كريه الرائحة، ومفتول الشعر، بأطراف غير منسجمة، وعقول ناقصة وعواطف منحرفة." ويلاحظ جون هنويك أن تحيز الهمذاني ضد السلاف ينحصر في ألوانهم " البرصاء"، إلا أن عداءه للزنج يتخطى اللون ليصور "أجسادهم الشائهة"، "وعقولهم الضعيفة" و"روائحهم البخرة". وكان ابن خلدون يعتقد أن الأفارقة أقرب إلى الحيوانات منهم إلى البشر، وأنهم يأكلون لحوم البشر. فهو يقول : "خصائص شخصياتهم أقرب إلى الحيوانات البكماء .. أنهم يسكنون الكهوف، ويأكلون الأعشاب، ويعيشون في عزلة وحشية، ولا يجتمعون، ويأكلون بعضهم البعض."

    استجابات السود :
    في وجه هذه العداوة الصارخة، يمكن تصور نوعين من ردود الأفعال : المقاومة واستبطان الاحتقار. ففي الوقت الذي تصدي بعض السود لمواجهة هذه الآراء المتحيزة ضدهم، استسلم آخرون لمصيرهم التعيس، وصاروا يرون أنفسهم من خلال انعكاسها العربي. ولكن المقاومة نفسها أخذت طابعين : أحدهما رفض الصورة النمطية معلنا أن اللون الأسود هو اللون الجميل، والثاني قبل المرأى السائد بأنه قبيح، واعتذر عنه، وتغنى بالخصائص الإنسانية الأخلاقية. ويخبرنا عبده بدوي بما يلي :
    "نظر الشعراء إلى أنفسهم وإلى ذويهم كقوم مضطهدين، ومع أن هذا الشعور بالاضطهاد يختلف من قرن إلى قرن، ومن شاعر، إلا أن الرجل الأسود لم يتردد في أن يكون صوت احتجاج على الحياة من حوله وعلى مأساوية أوضاعه الشخصية. وسنرى فيما بعد (الشعراء السود) وهم ينفجرون في وجوه أولئك الذين يشيرون إلى سواد الوانهم، كما يشهد علي ذلك شعر "الشعراء الثلاثة الغاضبون" وهم الحيقطان، صنيج وعاكم (أوائل القرن الثامن). فبالنسبة لهؤلاء لم يكن يكفى أن يدافعوا عن أنفسهم فحسب. بل تراهم يفخرون بسواد ألوانهم، وبتاريخ قومهم السود والبلدان التي جاءوا منها، بل كانوا يهاجمون العرب بما كان هؤلاء يفخرون به.

    استبطان الاحتقار :
    المثال على استبطان الاحتقار هو نسيب الأكبر، الشاعر ذو الأصول النوبية. إن مسلكه شبيه بمسلك "أنكل توم" في الثقافة الغربية. فقد اختار ألا يواجه المجتمع بل يتواءم معه، ويقبل تحامله. وعندما تقدم ابنه لخطبة فتاة من عائلة مالكيه السابقين، والذين كانوا مستعدين للموافقة عليه، جاء نسيب وأمر بعض عبيده السود بجر ابنه من رجليه وضربه ضربا مبرحا. وقد ضرب العبيد ابنه ضربا شديدا. ثم رأى نسيب رجلا شابا من أصل نبيل، فقال لعم الفتاة "زوّج بنت أخيك لهذا الشاب وسأقوم أنا بدفع المهر." وهكذا لم يجد ابنه أهلا للزواج من فتاة نبيلة الأصل، بل ضربه ليعرف مكانه الصحيح. وتقول حكاية أخرى، أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، طلب من نسيب أن ينضم إلى ندمائه، ولكن الشاعر اعتذر بأنه أحط من أن يستحق هذا الشرف وقال للخليفة:
    "يا أمير المؤمنين، لونى اسود، وقامتي عوجاء، ووجهي دميم، ولست أهلا لهذا المكان".
    وتقول قصة أخري انه كان يلوذ بالخفاء. كان يحب أن يخفى سواده عن مستمعيه، عندما طلب منه أن يلقى شعره على بعض النساء، حتى لا يجرح شعورهن. وقال في ذلك: "دعوني أقرأ من وراء حجاب. لماذا يردن رؤيتي. لونى أسود، وشِعري أبيض. دعوهن يستمعن لي من وراء حجاب."
    ويعطينا عنترة، الشاعر الفارس، مثالا آخر على استبطان الاحتقار. فكان يظهر كراهية لأمه الأثيوبية، زبيبة، باعتبارها المسؤولة عن سواده. وكان يراها تجسيدا للقبح. وكان يدعوها الضبعة، ويشبه رجليها بساقي النعامة، وشعرها بالفلفل الأسود .

    المقاومة (1) :
    المثال علي المقاومة، على غرار المنهج الأول، نجده في أعمال الكاتب الكلاسيكي العظيم الجاحظ، الذي عاش ببغداد في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، والذي كان هو نفسه أسود اللون. كان لا يفتأ يذكر العرب أن السود خلقهم الله، وأنه لا يمكن أن يكون صحيحا أن الله قصد تشويه خلقه، كما يعتقد العرب، قال :
    "لم يشوهنا الله بخلقنا سودا. فألواننا السوداء جاءت نتيجة أحوال البلاد (البيئة). والشاهد على ذلك أننا نجد السود بين القبائل العربية، مثل بنى سليم بن منصور الذين يعيشون بالحرّة. فكل سكان الحرّة سود، وحتى دببتها، ونعامها، وذئابها، وضباعها وبغالها ومعيزها وطيورها سوداء، بل إن هواءها نفسه أسود."
    وقد كتب الجاحظ "فخر السودان علي البيضان" وهو يمجد البشرة السوداء مشبها لها بالحجر الأسود المقدس، حجر الكعبة، فضلا عن عناصر الطبيعة الداكنة اللون والقوية، مثل التمر، الأبنوس، الأسود، النوق، المسك، الليل والظل . وبعد ثلاثة قرون أخري، سينهض كاتب بغدادي آخر، هو الجوزي، الذي عاش في نهاية القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي)، للدفاع عن السود. وقد كتب الجوزي "تنوير الغبش، في فضل السودان والحبش". وكان يمجد اللون الأسود، ويمدح فضل وأخلاق ونبل ملوك وملكات السودان وأثيوبيا، إضافة إلي صحابة النبي السود.

    المقاومة 2:
    المقاومة وفق المنهج الثاني، تقبل سلبية اللون الأسود، ولكنها تركز على الخصائص الأخلاقية والعقلية. والحجة هنا تتخذ الشكل التالي : "نعم نحن سود، ولكننا ذوو فضل. " الشاعر النوبي، سحيم عبد بنى الحساس يقول :
    " إن كنت عبداً فنفسي حرة كرماً أو أسود اللون إني أبيض الخلق

    ويقول أيضا :
    أتيت نساء الحارثيين غـــــــدوةً بوجهٍ براه الله غير جميل
    فشبهنني كلباً ولســـت بفوقــــــه ولا دونه إذ كان غير قليل

    وقال أيضاً :
    فلو كنت ورداً لونه لعشقنني ولكن ربي شانني بسواد"

    الشاعر خفاف بن ندبة، وهو شاعر أسود أيضاً، نسج على نفس المنوال. فهو يقبل حقيقة أن سواده سُبّة، ولكنه يفخر بصفاته كمحارب صعب المراس، يصفي حساباته مع من يذمونه في ميدان المعركة. يقول :
    أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافـــــــاً أنني أنا ذلكــــــا
    ويقول :
    فجادت له يُمنى يديّ بطعنة كست متنه من أسود اللون حالكا
    سلك عنترة نفس الطريق. فهو يقول :
    ينادونني في السلم يابن زبيبة وعند صدام الخيل يابن الأطايب
    ويقول كذلك :
    فأنا الاسود والعبــــــد الذي يقصد الخيل إذا النقع إرتفع
    نسبتي سيفي ورمحي وهما يونساني كلما إشتدّ الـــفزع
    ويقول عن أمه :
    وأنا ابن سوداء الجبين كأنها ضبع ترعرع في رسوم المنزل
    الساق منها مثل ساق نعامـة والشعر منها مثل حب الفلفـــل
    ويتمنى لو أن عبلة تقبله علي "علاته"، أي سواده :
    لعل عبلة تضحى وهي راضية علي سوادي وتمحو سورة الغضب
    ولكن أعمال المقاومة الشحيحة هذه، لم يكن لها أثر أبعد من إثبات حقيقة الرفض. فالتحامل علي اللون الأسود صار أكثر حدة في الثقافة العربية الإسلامية، مع نمو الإمبراطورية، وانخراط العرب في اصطياد العبيد. وبمرور الزمن نشأ ارتباط بين العبودية والسودان، أي السود. وكما يكتب أكبر محمد، مع اتساع الإمبراطورية، "اختفت بشكل كامل تقريبا، وانهارت نزعات المساواة التي كانت سائدة علي عهد النبي، تحت ثقل التمدن، والتثاقف، والانقسامات الاثنية الداخلية، والمركزية العربية." وهذه النزعات تنعكس بصورة واضحة، وبأشكال لا حصر لها في الأدب العربي الكلاسيكي.
    لم يكن العرب، عادة، يخاطبون السود بأسمائهم، بل يخاطبونهم بكلمة "الأسود" أو "العبد الأسود". وعندما كان أحد الشعراء السود يلقى شعره أمام أمير أو خليفة فإن عبارة الإطراء عليه هي عادة: "أحسنت يا أسود". وكان الشعراء العرب يشعرون بالغضب والحسد عندما ينظم شاعر أسود شعرا جيدا. وكان رد فعلهم الطبيعي عندما يسمعون شعرا جيدا هو "وددت لو قلت هذا الشعر قبل هذا العبد الأسود." وكانت طريقتهم المفضلة في إغاظة زملائهم السود أن يقولوا لهم "قل غاغ"، أي قلّد صوت الغراب .
    وتعتبر قصائد المتنبي التي يسخر فيها من كافور الإخشيدي، حاكم مصر في العصور الوسطى، مثالا علي ذلك. فالمتنبي معروف بأنه أعظم الشعراء العرب موهبة علي مر العصور. وقد قصد كافور، العبد النوبي، الذي تحرر واستولى علي الحكم بمقدراته العسكرية والإدارية المتفوقة. وكان المتنبي يأمل في أن يتفضل عليه كافور بأمارة يحكمها. ونظم لهذا الغرض قصائد عديدة في مدح كافور. بل وصل إلى درجة مدح لونه الأسود وأعبره تجسيدا للجمال. ولما فشل في الحصول علي مبتغاه، كره كافورا، وفرّ هاربا من مصر، وبدأ حملة من التشنيع والهجاء ضد كافور. وقام بنظم قصائد في هجاء كافور، تعتبر من عيون الشعر من حيث خصائصها الفنية، وسماه "الأسود المخصي"، والزنجي الدميم. في كل هذه القصائد كان المتنبي يعيّر كافورا بلونه الأسود. ويقول في إحداها :
    وأسود مشفره نصفه يقال له أنت بدر الدجى
    وهو يسخر من المصريين أيضا، ويدعوهم مضحكة الأمم ، لأنهم يرضون بكافور حاكماً لهم. ويهجو كافوراً بسواده في أبياته المحفوظة عن ظهر قلب من قبل كثير من السودانيين ذوي الثقافة العربية:
    العبد ليس لحر صالح بـــــــأخ لو أنه في ثياب الحر مولود
    لا تشتر العبد إلا والعصا معــه إن العبيد لأنجاس مناكيـــــد
    إلي أن يقول :
    من علم الأسود المخصي مكرمةً أقومه البيض أم آباؤه الصيــــــــد
    أم أذنه في يد النخاس دامـــــــيةً أم قدره وهو بالفلسين مـــــــردود
    أولَى اللئام كويفير بمعـــــــــذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيـــــد
    وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصية السـود
    ومن المدهش أن الشماليين عندما يقرأون هذه القصائد، فانهم ينحازون إلى المتنبي وليس إلي كافور، رغم أن كافوراً كان رجلاً نوبياً، وبمعنى معاصر كان سودانياً شمالياً.

    المصادر الإسلامية ورمزية اللون :
    ذكرنا من قبل أن الثقافة العربية الإسلامية، في نظامها الرمزي، تجعل اللون الأبيض هو المقياس والمثال، وتذم اللون الأسود. وسواء في الشعر قبل الإسلامي، أو في القرآن، أو في الفقه الإسلامي الكلاسيكي، وفي الأدب القديم والمعاصر، يصور اللون الأبيض كرمز للجمال، والبراءة، والنقاء، والأمل .. بينما يمثل اللون الأسود نقائض هذه المعاني.
    ويحتوى القرآن نوعين من الخطاب، أحدهما واع باللون والآخر أعمى لونياً. أحدهما يمدح اللون الأبيض، ويذم الأسود، والآخر محايد لونياً حياداً كاملاً. الأمثلة على الخطاب الأول هو الآيات التالية:
    "يوم تبيضّ وجوهٌ و تسودّ وجوهٌ، فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون.وأما الذين ابيضّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون." (آل عمران، آيات 106و107) ." ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسوّدة.أليس في جهنّم مثوى للمتكبرين"، (الزمر،آية 60). "وإذا بُشّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم" ( الزخر، آية 17) .
    نماذج على الخطاب القرآني الثاني ، في هذه الآيات.التالية:
    "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم،إن في ذلك لآياتٍ للعالمين" (الروم، آية 22) . "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.إن الله عليم خبير." (الحجرات، آية 13) . والأحاديث النبوية كذلك لها نفس الخصائص للمستويين المتوازيين للخطاب.نموذج المستوى الأدنى للخطاب مثل"أسمعوا وأطيعوا أولي الأمر منكم وان تأمّر عليكم عبد حبشي ..............".المستوى الأعلى من الأحاديث النبوية يبشّر بوحدة وتساوي الجنس البشري رغم اختلافات اللون، اللغات،والعادات. نموذج لذلك"كل الناس سواسية كأسنان المشط"، و"كلكم لآدم وآدم من تراب".
    في التعامل مع هذين النوعين من الخطاب، تبنيت فكرة محمود محمد طه، حول ثنائية الخطاب القرآني. فطه يعتقد أن القرآن يحتوي مستويين من الخطاب، أدنى وأعلي، خاص وعام، زمني وخالد. المستوى الأدنى يعكس، بدرجة ما، القيم العربية المحددة، والأيديولوجيا والثقافة الخاصة بالقرن السابع. وهو محدود تاريخياً، ولذلك، يعكس ويستوعب بعض نقائص العرب وأهوائهم. أما النوع الأعلى، فيعكس القيم الإنسانية ويرمي، بالتالي إلي رفع العرب، وكل المسلمين، إلي مستوى هذه القيم الإنسانية الشاملة. المستوى الأدنى نسخ المستوى الأعلى . ومشكلة المسلمين هي أنهم ينظرون إلي هذا النسخ كظاهرة أبدية وغير قابلة للمراجعة. ولكن طه، من الجانب الآخر، يقول أن هذا النسخ ليس أبديا ولا نهائيا، ويحث المسلمين على الارتفاع من المستوى الأدنى إلي المستوى الأعلى، بعكس عملية النسخ، وإحداث بعث جديد على هذا الأساس .
    وكما أوضحنا بالنوع الأول من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فإن اللونين الأبيض والأسود يستخدمان كرمزين للخير والشر، للحظ السعيد والحظ السيئ، للسعادة والشقاء. هذا المستوى الانتقالي للقرآن والسنة، يعكس تحيز العرب ضد السود، ويجعل اللون الأبيض هو اللون الصحيح. وعلى أساس هذه الحجج التي سقناها، يمكن للمرء أن يقول أن هناك علامات ظاهرة توضح أن الثقافة العربية الإسلامية، في مجراها الرئيسي، تنظر إلي نفسها كثقافة بيضاء.

    الاغتراب عن الذات :
    الهوية الثقافية العربية هي انعكاس خارجي للنفس العربية. أنها تعكس تصورهم للعالم، وهو تصور لابد أن يكون مختلفا عن تصورات الآخرين للعالم، وذلك لأن الناس يفهمون العالم من خلال الثقافة وليس من خلال الطبيعة. إن اللغة العربية تعكس العالم كما تراه العيون العربية، وذلك لان هناك علاقة قوية بين الكلمة والعالم word & world))، وبين الخطاب والكون. فالكلمات هي التعبيرات اللفظية عن محتويات الكون. وفي تحليلاته النفسية للثقافات الغربية توصل لاكان إلي أن الثقافات الغربية واللغات الغربية، تتميز بالذكورة. وعندما تستخدم النساء هذه الثقافات، لا يستطعن أن يكن فاعلات كنساء. وعندما يتحدثن فإنما يتحدثن لغات مذكرة. ولا يستطعن، بالتالي، في إطار البنية القائمة لهذه اللغات، أن يحققن رغباتهن ككائنات متحدثة . ويوضح لاكان كذلك كيف يدخل الطفل إلي عالم اللغة من خلال "رمزيتها الاجتماعية" وتحدث هذه العملية بالتماهي مع الأب والاغتراب عن الأم. وككائن متكلم فإن الطفل "ينمو داخل عالم الأب ".
    يمكن إثارة نقطة مشابهة في علاقة الشماليين باللغة العربية. فعندما يدخل الطفل الشمالي عالم اللغة العربية، فهو أو هي، يدخل في عملية التماهي مع الأب العربي، والاغتراب عن الأم الأفريقية، ولكن الشماليين يشعرون بالوجود الظاهر للأم في جلودهم ووجوههم، وكما أوضح فرانسيس دينق : "ولا يحتاج الأمر إلي عالم متخصص في علم النفس الاجتماعي، لاستنتاج أن هذا الاحتقار لبعض العوامل الظاهرة في ملامح الوجه، لا بد علي مستوى ما من مستويات الوعي أن يسبب لصاحبه درجة من التوتر والتشويش" . ولكن طريقة الشماليين في التعامل مع هذا التوتر والتشويش، تعتبر متفردة نوعا ما. فبدلا من محاولة إعادة صياغة وتدجين اللغة لتناسب ملامحهم، فانهم يخترعون صورة خيالية لوجوههم لتلائم اللغة. ولذلك يتفادون استخدام كلمة "أسود" لوصف أنفسهم، ويصرون إصرارا مبالغا فيه علي أصلهم العربي". ويحدثنا أحمد الشاهي الذي درس قبيلة الشايقية قائلا : "من الوقاحة أن تصف الشايقي بأنه أزرق (أسود)، حتى ولو كان لونه كذلك، لأن هذا الوصف يساويه بالعبد."
    ومن الأمثلة الصارخة علي وجود هذا التوتر، هذا المقتطف من خطبة للشريف زين العابدين الهندي، أحد القادة السياسيين البارزين في الشمال. فقد قال :
    "أنا عربي. وأعرف أنني عربي. ولا يستطيع أحد أن يناقشني في ذلك. فأنا أملك شجرة نسب. فأنا فلان بن فلان بن محمد رسول الله. ولكن، من الجانب الآخر، يستطيع أي فرد أن يشير إلي أفريقيتي. فقد جئنا (نحن)، واختلطنا (معهم)، والنتيجة هي هذه (الخِلَقْ) القبيحة التي صرنا عليها."
    "نحن" في المقتطف تشير إلي العرب، و"هم" تشير إلي الأفارقة النوبيين، و"هذه الخلق التي صرنا عليها" تشير إلي الحاضر، إلى الشماليين الموجودين الآن. والعبارات تعبر عن التماهي مع "الأب"، والاغتراب عن الأم "هم" وكراهية الذات (هذه الخلق التي صرنا عليها). هذا هو المثال الأكثر فصاحة لمفهوم دوبوا عن الشخص الأسود الذي "يرى نفسه من خلال عيون العالم الآخر، والذي يزن روحه في ميزان يبخسها ولذلك ينظر إلى هذه العملية باستمتاع يختلط بالاحتقار والشفقة." ويعتبر تماهي الشماليين، مع المتنبي، في هجائه لكافور، النوبي، مثالا آخر علي تكوين نفسي منحرف.
    تشعر النخبة السياسية والثقافية الشمالية، بالحاجة لترداد أنها عربية. ويشعرون بالضيق من كلمة "السودان". وقد قال الطيب صالح، الروائي ذو الصيت العالمي، ما يلي :
    "تمنيت لو أن قادتنا سموا هذه البلاد سنار. ربما يكون السبب وراء عدم استقرار هذا البلد أن اسمه (السودان) لا يعنى شيئا بالنسبة لأهله. فما السودان؟ مصر هي مصر، واليمن هو اليمن، والعراق هو العراق، ولبنان هو لبنان. ولكن ما السودان؟ فالاستعماريون أطلقوا هذا الاسم علي المنطقة التي تمتد من أثيوبيا في الشرق وحتى السنغال في الغرب. الأمم الأخرى أطلقت علي أوطانها أسماء تعنى شيئا بالنسبة لها، وتركنا وحدنا نحمل هذا العبء علي أكتافنا.
    كراهية السواد تنبع من التماهي مع العرب، وتبنى منظورهم للعالم. وهذا الاقتراح بتغيير اسم البلاد ليس جديدا، فقد ظهر مباشرة بعد الاستقلال. والسبب الأساسي وراء الاقتراح هو معنى الاسم وإيحاءاته. فكلمة (سوداني) يستخدمها الشماليون كمرادف لكلمة (أسود) وكلمة (عبد). وهذه الكلمات تستخدم للدلالة علي العبودية أو الأصل العبودي، أي لأولئك الذين ينتمون لجماعات غير عربية مسلمة ، سواء من الجنوب أو جبال النوبة. بالنسبة للشمالي أن تكون سودانيا يعني أن تكون أسودا، وأن تكون أسودا يعني، بدوره، مستوي اجتماعيا أدنى، وأصلا أدنى. ويتفق أغلب الباحثين الذين درسوا السودان، مثل هيذر شاركي وأحمد شاهي، أن وصمة (السواد) متأصلة في تراث الرق، خاصة وأن كل الأسر الشمالية تقريبا، في منطقة الوسط النيلي، كانت مالكة للعبيد . ومع أن هذا صحيح، إلا أنني أعتقد أنه لا يمثل كل الحقيقة. فهناك مستوى أعمق تجد فيه وصمة (السواد) أصولها، وهو الثقافة العربية، التي تحتقر السود، كما رأينا من قبل. فالشماليين لم يدجنوا الثقافة العربية، واللغة العربية والقيم العربية، بل استبطنوها جميعا. وهذا هو السبب في كونهم يرون العالم من خلال العيون العربية، رغم المفارقات، ورغم ابتذال الذات المترتب على هذه النظرة. ومن الملاحظ بصورة عامة، أن الشمالي كلما تبحر في اللغة العربية والأدب العربي، كلما بالغ في تأكيد أصله العربي، وكلما أمعن في كراهية (السواد) وكلمة (سوداني). ويحدثنا خالد حسين أحمد عثمان أن أعضاء جمعية "أبو روف" (رفضوا بعد الاستقلال، أن يقدموا لاستخراج الجوازات، لأن الفرد منهم كان مطالبا بتسجيل أسمه كسوداني قبل أن يحصل علي الجواز) ولذلك فإن عبارة الطيب صالح تعبر عن تجديد لرغبة شمالية قديمة للتخلص من لعنة اسم (سوداني). ولو أخذناها مقروءة مع ما قاله الهندي، لوضعنا أيدينا علي الرغبة لهروب المرء من جلده، أو تبييضه، من خلال الخطاب، ليشبه جلدا عربيا. ويصيب دينق عين الحقيقة عندما يفسر نزعة السودانيين الشماليين للمبالغة في أصولهم العربية والإسلامية، ونظرتهم للسود كعبيد بأنها "عقدة نقص عميقة، أو علي العكس من ذلك، عقدة تفوق مستخدمة كأداة تعويض لهامشيتهم العربية الواضحة."

    خاتمة :
    ذكرنا أن الشماليين يؤمنون بأنهم ينحدرون من أب عربي وأم أفريقية، وأنهم يتماهون مع الأب ويرفضون الأم. وبالنسبة للشمالي المتوسط، فإن الأم تمثل الجنوب داخله، وما لم يقبل الشمالي أمه، ويتماهى معها، فإنه لن يقبل الجنوبي كند له. إن الاعتراف بالمكون الأفريقي داخل النفس الشمالية، بعد النكران الطويل، وتحرير الأم الأفريقية المقموعة داخل أنفس الشماليين، هي الشروط الضرورية لقبول الجنوبيين اجتماعيا من جانب الشماليين، والاعتراف بهم كأنداد، رغم الاختلافات القليلة القائمة.
    يمكن لمشكلة الحرب أن تحل عن طريق انفصال الجنوب عن الشمال. ربما يكون في ذلك حل لمشكلة الجنوب مع الشمال، ولكنه لن يحل أزمة الهوية الشمالية. ومن الواضح أن أزمة الهوية في الشمال قد وصلت إلى قمتها، وبدأ التوازن يختل من جديد. وقد طرحت التساؤلات حول الهوية وعلي الشماليين أن يختاروا : أما أن يتشبثوا بالهامش، أو يخلقوا مركزا خاصا بهم، أن يستمروا كعرب من الدرجة الثانية، أو سودانيين من الدرجة الأولي. وثمة انشطار بين الفَعَلة السياسيين والثقافيين، بين أولئك الذين يسعون لإنشاء هوية سودانية جديدة، تمكن الشماليين من رؤية العالم بعيونهم، وأولئك الذين يدافعون عن الوضع القائم. ولكن زعزعة الهوية القديمة هو المنطلق لإنشاء الهوية الجديدة، وفضح تناقضات هذه الهوية القديمة هام لعملية الزعزعة المقصودة. وهذه هي المهمة التي تصدت لها هذه الورقة.
                  

11-01-2005, 04:41 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    Dear بهاء بكري
    Thanks a lot for briniging this thought provocative article of Bagir Alafif..
    I wonder if you could post this in any friendly printing format such as WORD File or PDF
    I have constant technical problem printing anything from this Board

    I would love to read and reflect on this excellent paper.

    regards

    Mohamed Elgadi
                  

11-01-2005, 11:51 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    شكرا بهاء ..

    طرح شيق هذا.. دعنا نستعد للغربلة ..
    فالحكاية أكبر وأعمق من مرور الإبتسار .

    كل عام وأنت ودكتور الباقر والسودان ( الهوية ) بألف خير.


    ودي والإحترام
                  

11-01-2005, 03:33 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    فلنبدا بتعريف المؤلف لي مفهوم الهوية:
    نلاحظ ان المؤلف بدا بتناول مااسماه تغيير الهوية، بدلا عن تعريف محدد في الاول لماهية الهوية في الاول، وقبل ان تتعرض للتغيير.

    بعد ذلك قفز المؤلف لتناول جانب عرضي اخر اسماه ابعاد الهوية بغرض تفسير ماهية الهوية ممايثير لدي المتلقي الحيرة فعلا، لان المصطلحات غير مضبوطة ومتداخلة بشدة.

    طبقا لهذا الطرح، هناك ثلاثة عوامل "تفسر" حسب المؤلف، مااسماه بالهوية الشمالية، اهمها "تصور المجموعة لنفسها".

    خلونا نقيف هنا شوية، وحنواصل بعد قليل بتنال مفهوم تصور المجموعة لنفسها في مقابل تصور الاخرين لها، كاساس لتفسير او تعريف الهوية.

    ..نواصل..
                  

11-01-2005, 06:26 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    بناء مجمل تعريف الهوية علي اساس مجرد التصور، يمثل الخلل الاساسي في طرح دكتور الباقر، البختزل ماهية الهوية في مجرد تجريد عقلي مزاجي، متحرك باستمرار او مرتبط بعامل خارجي اجنبي تماما كمعيار وميزان!

    في فهمنا هوية الفرد، انطلاقا من نظرية المعرفة الغربية السائدة، هو التراكم التاريخي لاسلوب حياة المجموعة البشرية المحددة، في تفاعل مباشر مع البيئة المحيطة، عبر عشرات الالاف من السنين في حالتنا تحديدا.

    تصور الفرد او المجموعة البشرية المحددة لماهية هوية ذلك الفرد او تلك المجموعة، لايصلح كاساس، لان الوعي بالذات شرط اساسي لاي تصور اي كان.

    اذن وبما اننا شعب يعاني فقدان الوعي بالذاكرة الثقافية، الجماعية "الهوية" فتصورنا لانفسفنا سلفا مطعون فيه، لاننا نعايش حالة Coma او غيبوبة مزمنة منذ القرن الرابع عشر، تاريخ السقوط الداوي لاخر معاقل حضارتنا الكوشية في دنقلا تحت حوافر جحافل خيل الغزاة، بعد مقاومة شرسة امتدت لاكثر من 600سنة..

    كنتيجة ال600 سنة الاخيرة من تاريخ ثقافتنا الضاربة في اعماق التاريخ لعشرات الالاف من السنيين حسب بعض التقديرات، تمثل حالة تيه، تصورنا لماهية هويتنا، خلالها لايؤخذ به، لغياب الوعي بالذات.

    اذا لابد من التصور كاساس لمعرفة ماهية هويتنا، دعونا نحتكم الي تعريف محدد لي خلاصة التراكم التاريخي لاسلوب حياتنا "الثقافة"، كمعيار وميزان لمدي صحة تصورنا، لماهية ثقافتنا، بدل الاحتكام الي مركز الهوية الاجنبية، اللتي نتبناها الان، كنتيجة لغيبوبتنا الحالية.

    ..يتبع..
                  

11-01-2005, 06:52 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    اعلاه، مجرد نموذج لي ماخذنا لي طرح دكتور الباقر، الذي اختزل وابتسر قضية في غاية الضخامة والتشعب، في كبسولة التصور، لي شعب يعايش ازمة هوية طاحنة، عنيفة، دموية، حصدت الملايين من الارواح، استوت علي نار هادئة، علي مدار اكثر من 600 سنة.

    الاحتلال الاجنبي فطن لطبيعة ازمتنا، ونسج من خيوطها، قماش السودان الحالي، بالتركيز علي ثقرة تصورنا الحالي لانفسنا، كعرب في الشمال، واستخدام هذا التصور كمدخل اساسي، من مدخلات انتاج قنبلة حربنا الاهلية العبثية، الموقوتة، بقفل الجنوب وتنصيره، مع تحريم التواصل بغرض احداث اكبر قدر من التناقض المطلوب للانشطار المرجو.

    و قد تحقق بالفعل ماخطط له الاحتلال، علي نحو معجز، اشرفنا نحن في الشمال علي انجاز المهمة علي اكمل وجه، بسبب حالة الغيبوبة المذكورة اعلاه.

    ساعود واختم هذه المشاركة بتناولنا لماخذنا الثاني، المتمثل في مرجعية د. الباقر الاجنبية المتمثلة في مركزيته، الغربية، وبدرجة اقل العربية.

    يتبع...
                  

11-01-2005, 07:18 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    افة المركزية الاوربية، تمثل سمة عامة بطول وعرض مجال الدراسات السودانية، وهي بالاشتراك مع صنوها المركزية العربية، تمثل استمرار، لارث الاحتلال اثنائي من جهة، وطابع امبريالية المعرفة في عصرنا، بصفة عامة، من الجانب الاخر، حيث مرجعية الحضارة المهيمنة، "الغربية" هي الاساس لكل صنوف المعرفة.

    في عصور سيادة حضارتنا الكوشية حدث نفس الشئ، حيث يحدثنا مؤرخي الاغريق، ولع قدماء الاغريق بنسب كلمااتصل بالمعرفة لكوش والكوشيين، ولو بالتزوير، بغرض كسب مصداقية مضمنة سلفا، ومدمجة في الbrand name كوش او مصر القديمة لوصح التعبير.

    بعض قدماء الاغريق، من الكتاب، كانو ينسبون مؤلفاتهم لمؤلف كوشي مجهول، لاضافة المصداقية المطلوبة للانتشار، والقبول، المتصلة بالاسم كوش!

    دعونا نتناول نمازج وامثلة لي مرجعية د.الباقر العربية:
    يتبع..
                  

11-01-2005, 07:48 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    الأخ بهاء
    واحد من المتلقيًن لهذه الماده وبكل حضور.
    فهلا ، تفضلت يا أخي بتقديم نبذه بسيطه عن د.الباقر عفيف علي أقل تقدير (البايغروفي بتاعو) لكي يتثني لنا طرح وجهة نظرنا لما فهمناه من هذه الماده الدسمه.
    شكراَ لك وللدكتور الباقر علي تلبيًة ندائنا المتواضع بغرض المواصله.
    مع فائق ودنا.
                  

11-02-2005, 03:21 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Mohamed Adam)

    الأخوة بهاء ، العفيف والمتداخلون ، خالص التحية.

    أعمل الآن على إنجاز قراءة نقدية لكتاب دكتور فرانسيس دينق "صراع الرؤى" أحاول من خلالها المساهمة في تأسيس مدخل مغاير للنظر لما يسمى بأزمة الهوية وذلك عبر فحص دقيق لايديولوجيا الهوية نفسها (ما يسيطر منها على جهاز الدولة وما يناهض مبدأ هذه السيطرة أو تقتصر معارضته على ماهية وظائف هذه السيطرة أوكيفيات أدائها) كما أقول في دراستي.
    ملاحظتي المركزية على دراسة دكتور فرانسيس تتمثل في أن الدكتور ينطلق ، في مهمته لمواجهة ما يسميه "الهوية الشمالية" وهو مصطلح تبناه دكتور العفيف أيضاً ، من أساس أثنوثقافي يتقاسم كل إشكاليات ما يحاول نقده. فدكتور فرانسيس قوموي "جنوبي" يحاول عبر ثنائية شمال / جنوب الإختزالية أن يؤسس لما يسميه "هوية افريقية" بناء على عاملي العرق والثقافة وفي إطار نخبوي شامل.
    وتشير دراستي التي ما زلت أوالي العمل عليها
    (إن الدكتور فرانسيس دينق – كما يعبر عنه كتابه محل هذه الدراسة – سودانوي وحدوي بمعنى خاص. فهو كذلك حين يختار التصدي لمهمة ايديولوجية ، بالغة الخطر وقليلة الجدوى ، تتمثل في إعادة صياغة "الهوية الشمالية" معرفياً على ضوء حقائق البيولوجيا. فقد ظن الدكتور ان تقويماً موضوعياً للتركيب الجيني للسكان "الشماليين" سيكون من شأنه أن يبدد الأوهام التي فبركت انتماءاً كاذباً لمنسوبي "الهوية الشمالية" للعرق العربي ، وذلك بهدف ردّ "الشماليين" المغتربين عن "أصلهم" الجيني إلى "حقيقتهم" الأفريقية.)
    وتقول الدراسة في موقع آخر
    (إن دكتور فرانسيس ... يعوّل دون طائل ، في توصيفه لطبيعة الأزمة السودانية ، على تعميمات إثنوثقافية تراهن بإطلاق على العرق والثقافة وتهمل في نفس الوقت عاملي الإقتصاد والتاريخ. . .. أن عجز دكتور فرانسيس المنهجي إزاء فحص البعد الإجتماسياسي بإعتباره مجالاً حيوياً للأزمة وإطاراً لها ، قد كلفه هذه المطابقة المخلة ما بين الثقافة ، في وجودها الأفقي المحض داخل إطار دولة ما ، والخطاب الإجتماسياسي ، في طموحه الرأسي ونزوعه التوسعي كما قد تدفع به نخبة إجتماثقافية محددة إلى الفضاء العام.
    إن الخطاب ، في تمايزه المستقل عن الثقافة وفي تسخيره لها ، إنما يتشكل داخل عمليات أدلجة واسعة لعناصر تلك الثقافة. إنه التأويل السياسي للثقافة حين تحتاج إليه نخبة ما في معرض اندفاعها التاريخي للسيطرة على جهاز الدولة (الذي لم تبدعه إبتداءاً) وذلك لأغراض إخضاع هذا الجهاز الموروث والطارئ تاريخياً لخدمة مصالح النخبة المستحدثة.)
    ( .... إن دكتور فرانسيس يفشل في إجراء فحص دقيق للدور المفصلي لجهاز الدولة وينتهي ، مجبراً ، إلى تنظيم مواجهات مباشرة ما بين ثقافة وثقافة وإلى مقابلات رخوة ما بين عرق وعرق. هذه الثنائيات المتضادة بشكل مطلق هي النتيجة الحتمية لغياب منهج يستطيع تركيز الفكر على طبيعة العلاقة القائمة أو الممكنة ما بين أية ثقافة وأي عرق ، من طرف ، وجهاز الدولة ، من طرف آخر ، على أن يتم هذا الإجراء داخل إطار نظري حداثي له قدرة التصدي بكفاءة للمسائل المتعلقة بقضايا الشرعية ، التعددية ، العدل ، التنمية والحق الإنساني وبغيرها من القضايا ذات الصلة.)
    وتقول الدراسة المشار إليها أيضاً
    (أن إحدى المقولات المركزية التي رتب عليها دكتور فرانسيس دينق خلاصة آرائه النظرية تتصل جذرياً بالإشكالية المرتبطة بالوضعيات الانطلوجية التي من الممكن أن تتوحد بموجبها بنية ما ، وذلك بصرف النظر عن تنوع وتباين العناصر المكونة لها.
    .....
    (تتلخص فحوى هذه المقولة ..... في أن "الهويات" المصطرعة ، والتي يطرح مجموعها كلاً لا يمكن تسويغ تماسكه - كواحد – إلا عبر آليات خارجية قاهرة كالقسر أو الاستلاب ، ينبغي إخضاعها ، إن لم تخضع ذاتياً ، لعمليات استيعاب وتكامل بنيوي بحيث يكون من شأنها أن تؤول ، في آخر المطاف ، إلى هوية كبرى قائمة جوهرياً على مبدأ التجانس.)
    يتضح من هذه التضمينات المطولة إننا نعتبر أية مقاربات لسؤال الهوية دون "تقعيد" هذا السؤال داخل إطار الدولة بإعتبارها "جهازاً منكشفاً لغوايات أيدولوجيا الهوية النخبوية" سيكون في أحسن أحواله درساً يتعلق بالهويات المنعزلة نفسها لا بالأزمة السودانية في شمولها ، بإعتبارها أزمة كيان سياسي فشل في إحتضان تعدديته الاثنوثقافية.
    الواضح أنه ليس مما يعني أولوياتي – في معرض إهتمامي بماهية الدولة وطبيعة وظائفها – أن أثبت موضوعياً أن الشايقي مثلاً هو آخر من تعرّب من النوبة بغض النظر عن رؤيته الذاتية لهويته ولكن يهمني جداً خلق الفضاء العام الذي لا يسمح لأي جماعة بتعريب الدولة أو أفرقتها. أقول هذا لأنني أظن أن الأزمة التي راح الملايين ضحية لها هي أزمة هوية الدولة لا المجتمع وهي أزمة ينتجها الخطاب لا الثقافة في عمومها كما إنها تتعلق بقضايا النخبة لا الشعب.
    هذا يعني أن ايدولوجيا الهوية كما يتبناها الخطاب الحاكم المهيمن أو كما يحاول الخطاب المناوئ أن يسخرها أيضاً لأرساء هيمنة بديلة هي أس المعضلة لأنها ببساطة تقوم جوهرياً على الأسس التقليدية المتمثلة في العرق والثقافة. أنها الفخ المغوي الذي لا يجب أن تقع في حبائله قوى الحداثة. واشير في مكان آخر من دراستي المشار إليها في معرض حديثي عن أكذوبة الهوية المكتملة والثابتة ممثلاً لذلك بالهويات المتعددة لدكتور فرانسيس نفسه
    (... هو صوت دينكا أنقوك المدافع عن الهوية السلالية والهرمية القبلية والارستقراطية العشائرية كما إنه ، في الوقت نفسه ، ذلك المثقف الكبير الذي لا يمل الإشارة إلى خطاب حقوق الإنسان بمواثيقه وبمبادئه التي ينازع جوهرها شرعية تلك العناصر التقليدية فيما يتعلق بتعريف الشخص وبضبط مفهوم المواطن ، بل إن هذا الخطاب الحداثي يعمل على توظيف نتائجه المبدئية للنهوض بمشروع يستهدف تجاوز مجمل البنية الإجتماثقافية االتقليدية وذلك بسبب رهانه الاستراتيجي على مضامين تعترف بقيمة الذات الفردي وبحقوق النساء.)
    وأضيف هنا مقتطفاً آخر من دراستي التي لم تكتمل بعد
    (قراءتنا النقدية لكتاب دكتور فرانسيس ، إذن ، تحاول الإندراج في مشروع نظري وعملي ، ثقافي وسياسي يضع على رأس مهامه الفورية مهمة قطع الطريق ، فكرياً ، أمام خطاب الهوية وإبطال سحره الايديولوجي على الخطاب أو الخطابات المناوئة للخطاب الاسلاموعروبي المهيمن.
    ....
    وعليه فانها تحاول المساهمة في التطوير النظري لمدخل اجتماسياسي يستطيع أن يتجاوز بقوى الحداثة حوجتها الفكرية لأدلجة العناصر الاثنوثقافية بشرط ألا يفقدها ذلك حساسيتها الايجابية تجاه القضايا المرتبطة بتلك العناصر ، خاصة ما يمثل منها تركة تاريخية مثقلة بالديون.)
    وأخيراً أختم هذه المداخلة الطويلة بهذا المقتطف
    ( .. أن عملية النقد المرجئة تاريخياً والمتعثرة سياسياً ، والتي يقع عبْ إنجازها ومأسستها على قوى الحداثة ، يجب أن توجه قدراتها التحويلية لاستهداف ايديولوجيا الهوية وخطاباتها المصطرعة على السواء. أن النقد الذي يستطيع ترتيب نتائج جدية على الصعيد الوطني هو نقد يراهن على موقف تأسيسي وجذري في مخالفته لهذه الايديولوجية النخبوية ولجملة خطاباتها: اسلاموعروبية ، أفريقوية أو آفروعروبية.)

    ولكم كل الود
    نعمان
                  

11-02-2005, 04:52 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    الاخ بشاشا ........ شكرا علي مداخلاتك القيمة , وارجو ان يرد الدكتور الباقر علي اسئلتك ,
    كنت قد سحبت بعض الاجزاء من الدراسة حتي تسهل القراءة والحوار , ومن ضمن ماحذفت تعريف الهوية , وعليه سوف اقوم بانزالة الان ....... سلام.
    ----------------------------------------------------------------------------------
    تعريف الهوية:-
    يعرف قاموس وبستر الجديد، للغة الإنجليزية، الهوية باعتبارها "تماثل الخصائص الجينية الأساسية في عدة أمثلة أو حالات أو تماثل كل ما يحدد الواقع الموضوعي للشيء المعين: تماثل الذات، الواحدية ، تماثل تلك الأشياء التي لا يمكن التمييز بين آحادها إلا بخصائص عرضية أو ثانوية. الإدراك الناتج عن التجربة المشتركة، هو أحد حالات هذا التماثل. أو وحدة الشخصية واستمرارها: وحدة وشمولية الحياة أو الشخصية أو حالة التوحد مع شئ موصوف، مزعوم أو مؤكد أو حيازة شخصية مدعاة" .
    إذا شئنا تحديد هوية الشخص، فربما نحتاج لمعرفة اسمه أو اسمها، لونه، خلفيته الاثنية أو الثقافية، والموقع الذي يحتله وسط الجماعة. هناك، إذن ، وجهان للهوية، أحدهما أصلي، بدائي، ومعطى، والأخر مصنوع ومختار . فالهوية في نفس الوقت ذاتية وموضوعية، شخصية واجتماعية، ومن هنا طبيعتها، المتفلتة ، العصية على التحديد. ويملك الأفراد تشكيلة واسعة من الهويات الممكنة. إذ يمكن أن تكون لهم هويات عرقية أو اثنية، قومية أو دينية، أو حتى هويات خاصة بالمدن التي يقيمون فيها . ويرتبط الحديث حول الهويات الشخصية، ارتباطا وثيقاً، بمجال الخطاب الجينوي. ومع إن الخصائص البيولوجية هي خصائص موضوعية، إلا أن الهويات الفردية تعني شيئاً أكثر من ذلك. فهي تشتمل على دلالة ذاتية لوجود مستمر وذاكرة منسجمة ومترابطة منطقياً .
    الدلالة الذاتية للهوية هي الإحساس بالوحدانية والاستمرارية الشخصية ، الإحساس بالانتماء إلي منظومة راسخة من القيم التي تكون الاتجاه العقلي والأخلاقي للمرء، وتعطى الأفراد خصائصهم المتفردة. إنها تمكن الفرد من تحقيق حياة ممتلئة وكثيفة. في مثل هذه اللحظات يمكن أن يقال أن الشخص حقق ذاته أو ذاتها. وصار "متصالحاً مع جسده أو جسدها". وعلى وئام مع بيئته أو بيئتها ومع نظامه أو نظامها الرمزي. ولكن الذي يقوم هذه الدلالة الذاتية، هو الخصائص الموضوعية، والتي يمكن التعرف عليها من قبل الآخرين.
    الهوية دينامية أيضاً ومستجيبة للظروف المتغيرة. وهي قابلة للتحول مع التقنيات والنظم الثقافية والسياسية المتغيرة . وهي استراتيجية. فالناس يتبنون هويات معينة لأسباب استراتيجية مثل "التمكين" وقبل كل هذه العوامل وبعدها، هناك الإرث التاريخي لأجدادنا الذي "يحط بثقله في تحديد من نحن وماذا يمكن أن نكون . الهوية إذن إدعاء للعضوية يستند إلى كل أنواع النمطيات مثل العرق، الجنس ، النوع، الطبقة ، الطائفة، الدين، الثقافة ... الخ . إنها الطريقة التي يعرّف بها الناس أنفسهم، ويعرفهم بها الآخرون، على أساس من الأنماط السابقة .
                  

11-02-2005, 02:15 PM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    ما يمكنني قوله الآن فقط هو إحترامي الكبير لمجهود الأخ بشاشا فيما ذهب إليه من نقد ليس لي عليه أية تحفظات، بل بعض الإستطرادات فيما يتعلق بحضور المركزية الأوربية و العربية ك catalyst لفهم مثقفينا لأزمتنا السياسية ذات الجذور الإجتماعية و الثقافية..لا أتحدث أنا هنا عن أي أقتصاد كائنا من كان و لا داعي لذلك...

    لكن سأعود بإستطراداتي المتعلقة بمقولات الأخ بشاشا.. فقط أنتظر إنضمام د. الباقر العفيف

    مرتضى جعفر
                  

11-03-2005, 03:49 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Murtada Gafar)

    أعزائي،
    أولا دعوني أتقدم بجزيل الشكر للأخ بهاء، هذه الطاقة الهائلة من النشاط والمتابعة، والعمل الدؤوب الذي لا يعرف الانقطاع، ولا يطلب الراحة. أشكرك يا عزيزي على هذه التوريطة "الطيبة"، و عبارة "توريطة طيبة" أعادت إلى الذاكرة ذكرى أيام "كان لها طعم ومذاق" كما يعبر صديقي الشاعر الفنان العوض مصطفي، وهو يصف أيام كنا نجلس إلى سيد شهداء الإنسانية، أبينا، ومعلمنا، وسيدنا الأستاذ محمود محمد طه، وهو يعلمنا معنى الحياة وسر الأكوان، وأن حياتنا لن تختلف عن حيوات السوام إن لم نكن أزكياء، إنسانيين، وأحرارا. فقد استخدم أخونا الأستاذ عثمان بشير مالك عبارة "خنقة طيبة" وهو يصف إعتداء أحد ضحايا التجهيل الديني عليه، وقد كان المعتدي أقل حجما وبنية من أخينا عثمان الذي كان يمكن أن يبطش به بسهولة إن أراد، ولكنه احتمل أذاه حتى انصرف الرجل، وجاء عثمان يحكي كيف أنه "أخدلو خنقة طيبة".
    أشكرك يا بهاء، وسأشمر عن ساعدي للنقاش وليس للردود، ودعوني أبدأ بالأخ "العاصفة" بشاشة، وأقول له بشيش ياخينا، ما تستعجل، أنا مهتم جداً بتعليقك ونقدك، ولا أريدك أن "ترتى لي" بل اشجعك بأن تلقي بكل ما في جرابك من نبل، فقط بعد أن تقرأ بالمهلة، أتاريك إنت ما قريت الورقة قبال ما تنزل هنا في هذا البوست؟ لأنك لو قريتها من قبل كنت عرفت أني بديت بالتعريف. كل ما هناك أن الأخ بهاء وبناء على اقتراح مني لم ينزل النقاش الأكاديمي البحت لمفهوم الهوية، باعتبار أننا معنيين بالنواحي الوظيفية والعملية للمفهوم، وكذلك بنتائجه السياسية والاقتصادية إلخ. أيضا مما يوحي لي بالقراءة المستعجلة قولك

    Quote: بالنسبة للورقة، مع التسليم التام بمجمل ماورد في الورقة ادناه، الا اننا نلاحظ محدودية الطرح، المبني علي تصور محدود بدوره للازمة من جانب، والتركيز علي نتائج الازمة كليا، علي حساب المسببات.


    فليتك تفصل لي في أمر محدودية تصوري للأزمة، وأن ترفق ذلك بالأمثلة، أما حديثك عن كوني أركز على نتائج الأزمة على حساب المسببات فقول تنهض ورقتي كلها لدحضه، لقد ذهبت يا عزيزي لجذر المشكلة الذي منه نمت وربت وأثمرت مشكلات البلاد، وهو أننا، كمجموعة في هذا الشمال النيلي المستعرب، مأزومون، وأننا لا ندري من نحن؟ وأننا نعيش حالة من حالات تزييف الوعي، ولذلك أستطعنا أن نحدث كل هذا الدمار. فإن لم يكن هذه هي المسببات، فأتيني بها وأنا أول من يتلقفها.
    أقف هنا ولي عودة، وكل عام وأنتم بخير

    الباقر
                  

11-03-2005, 03:55 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    فوق وفي انتظار الدكتور
                  

11-04-2005, 04:16 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    ارحب بالدكتور الباقر العفيف ، وأثق فى قدرته على الافادة ..

    خلت الورقة من أى حديث عن خصائص الاوطان ، حيث أن الاوطان
    تصبغ صفاتها على قاطنيها وليس العكس ، فمثلا أذا كان السودان ارض
    بور ، وأتى البها العرب كفاتحين او معمرين ، يصبح هؤلاء العرب سودانيين
    وليس العكس ، فعندما اكتشف الاوربيون امريكا وهاجروا اليها لم تصبح
    امريكا ايرلندية أو بريطانية ، بل أصبح المهاجرون امريكان ...

    (عدل بواسطة بهاء بكري on 11-04-2005, 04:24 AM)

                  

11-04-2005, 06:01 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    كل سنة والجميع بخير

    شكرا بهاء بكري.وشكرا دكتور.الباقر مجهود طيب وثمارو اتمني ان تكون

    طيبة ان لم نعرف ان نحدد الهوية السودانية سوف نعيد انتاج ازماتنا


    بشكل دوري ازمة استعراب السودان او افرقته علي اشكال غير متفق عليه


    تزيد الازمة يشكل وعي ولغتي وثقافتي اللغة العربية لكني لا


    اقول عربي احمل فقط الثقافة واذا سئلت في السودان تقول


    سوداني وان في اوربا وبلاد الامريكان تقول افريكان


    وللموضوع عودة تحياتي مرة تانية
                  

11-05-2005, 02:11 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    ***
                  

11-07-2005, 06:31 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    ***
                  

11-07-2005, 12:37 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Murtada Gafar)

    كتب بشاشا:
    Quote: بناء مجمل تعريف الهوية علي اساس مجرد التصور، يمثل الخلل الاساسي في طرح دكتور الباقر، البختزل ماهية الهوية في مجرد تجريد عقلي مزاجي، متحرك باستمرار او مرتبط بعامل خارجي اجنبي تماما كمعيار وميزان!

    في فهمنا هوية الفرد، انطلاقا من نظرية المعرفة الغربية السائدة، هو التراكم التاريخي لاسلوب حياة المجموعة البشرية المحددة، في تفاعل مباشر مع البيئة المحيطة، عبر عشرات الالاف من السنين في حالتنا تحديدا.

    تصور الفرد او المجموعة البشرية المحددة لماهية هوية ذلك الفرد او تلك المجموعة، لايصلح كاساس، لان الوعي بالذات شرط اساسي لاي تصور اي كان.[/

    أعتذر عن الانقطاع طيلة الويك إند، فقد كنت أتابع الأنشطة المصاحبة لزيارة السيد سيلفا كير النائب الأول لرئيس الجهورية، ورئيس حكومة جنوب السودان، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، لواشنطن. فقد تسنى لي حضور ندوتيه الهامتين، كما أنه قد تكرم بإعطائي وزميلي في حق، الدبلوماسي السابق، الأخ بشير بكار، فرصة للإجتماع به. وربما عدت للتعليق على محتوى هاتين الندوتين.

    وأعود لمواصلة النقاش مع ألأخ بشاشا.
    ارجو ألآن أن يكون تبين لك،عزيزي بشاشا، أنني بدأت ورقتي بالتعريف وتحديد المصطلح، وبأنني لم أبن تعريف الهوية على أساس تصور الناس لأنفسهم وحده، فتصورك لهويتك هو ضلع واحد من مثلث، في نظري، متساوي الأضلاع. أما الضلعان الآخران فهما تصور الآخرين لك، وموقف المجموعة الداخلية التي تمثل مركز تلك هويتك منك. وبطبيعة الحال هذا مفصل في أصل الورقة، وأنا إنما اعيده لأثبت لك أنني لم أختزل الهوية في بعد واحد، أما قولك بأني اختزلتها في "مجرد تجريد عقلى مزاجي...إلخ"، فأصدقك القول بأني عجزت عن فهم ما ترمي إليه بهذه الجملة، وخصوصا عبارة "مزاجي"، فأرجو أن تتفضل بتوضيحه لي حتى أستطيع مناقشته. أما بخصوص نقطتك عن الوعي، فبالطبع يلعب الوعي بالذات دورا هاما في تحديد هوية الأفراد والمجموعات، بيد أن الوعي بالذات قد يكون زايفاً، مثل حالتنا، وأظنك تستخدم كلمة "الوعي"،هنا، بمعني "المعرفة الصحيحة" أو "الإدراك الحقيقي" للذات، وذلك بقرينة قولك أن الوعي بالذات شرط أساسي لأي تصور، فإن صح ذلك، تكون المشكلة مشكلة مصطلح، لأنني أستخدم العبارة بمعناها في علم النفس، الذي يفرق بين العقل الواعي والعقل غير الواعي، ومن هنا تجيء حكاية العوي الزائف. إذن فأنا أدعو لتصحيح الوعي بالذات الشمالية من كونها نوبية مستعربة وليست عربية. ومنها انطلق للدعوة لسودنة الثقافة العربية الإسلامية وتنقيح وتنقية اللغة العربية حتى تصبح معبرة عن الذات الشمالية وليس عن الذات العربية المستعارة من المركز. ولآ أعتقد أن تكون عندك مشكلة مع هذا الطرح. ونواصل
                      

11-07-2005, 12:14 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    *******
                  

11-07-2005, 02:41 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Sabri Elshareef)

    كتب بشاشا

    Quote: اذن وبما اننا شعب يعاني فقدان الوعي بالذاكرة الثقافية، الجماعية "الهوية" فتصورنا لانفسفنا سلفا مطعون فيه، لاننا نعايش حالة Coma او غيبوبة مزمنة منذ القرن الرابع عشر، تاريخ السقوط الداوي لاخر معاقل حضارتنا الكوشية في دنقلا تحت حوافر جحافل خيل الغزاة، بعد مقاومة شرسة امتدت لاكثر من 600سنة..



    هذا ما وصفته أنا بالوعي الزائف بالذات. ولو قريت الورقة بالهداوة حتلقانا متفقين يا بشاشا، فأرجو أن تفعل، إن لم تكن قد فعلت حتى الآن. وإلى اللقاء

    الباقر
                  

11-07-2005, 07:32 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: الباقر العفيف)

    قال بشاشا:

    Quote: اذا لابد من التصور كاساس لمعرفة ماهية هويتنا، دعونا نحتكم الي تعريف محدد لي خلاصة التراكم التاريخي لاسلوب حياتنا "الثقافة"، كمعيار وميزان لمدي صحة تصورنا، لماهية ثقافتنا، بدل الاحتكام الي مركز الهوية الاجنبية، اللتي نتبناها الان، كنتيجة لغيبوبتنا الحالية.


    بشاشا أرجو أن تتأمل جملتك هذه، وأن تفيدني إن كانت رداً على شيء في ورقتي. ما هو التصور الذي تعنيه كأساس لمعرفة هويتنا، وكيف نحتكم ل"خلاصة" التراكم التاريخي لأسلوب حياتنا؟ وما هي هذه الخلاصة؟ وأي ثقافة تلك التي يمكننا أن تنخذها كمعيار؟ أتعني الثقافة السائدة، أم ثقافة بديلة؟ يا عزيزي أفصح حتى نستطيع مناقشتك. ومع التحية.
                  

11-07-2005, 07:53 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    دكتور الباقر مشتاقين،
    للاسف الشديد، جابتني هبوبة طاشة للمنبر، او مغادر بي نهاية الليلة دي، او تبقو لي ذي ساعتين. لكن ماعدت حانكت البوست ده، لانو مهم جدا جدا، او حافتش دربك. حارجع بعد شوية وارد علي اخر مداخلة ليك.
                  

11-07-2005, 08:09 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    نعم يادكتور،
    تحدثت عن تصور المجموعة المحددة لي نفسها، في مقابل تصور الاخرين ليها، كميزان او معيار لمدي صحة تصور هذه المجموعة لنفسها.

    ده المقصود.

    علي كده قلنا اذا لابد من التصور، فدعونا نهتدي لي معيار نابع من واقعنا بدل معيار المركز الخارجي لقياس صحة التصور المذكور من عدمو.

    تعريفنا للهوية قايم علي تعريف الخصائص الثقافية للمجموعة المحددة، كمعيار ومقياس لكل مااتصل بهوية الفرد او المجموعة.

    طرحك يادكتور اختزل ماهية الهوية في نطاق التصور، كتجريد عقلي، مرتبط في جزء منه بمركز خارجي واجنبي، كمرجعية وميزان!
                  

11-09-2005, 07:35 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Bashasha)

    كتب بشاشا:
    Quote: علي كده قلنا اذا لابد من التصور، فدعونا نهتدي لي معيار نابع من واقعنا بدل معيار المركز الخارجي لقياس صحة التصور المذكور من عدمو.

    تعريفنا للهوية قايم علي تعريف الخصائص الثقافية للمجموعة المحددة، كمعيار ومقياس لكل مااتصل بهوية الفرد او المجموعة.

    طرحك يادكتور اختزل ماهية الهوية في نطاق التصور، كتجريد عقلي، مرتبط في جزء منه بمركز خارجي واجنبي، كمرجعية وميزان!


    يا بشاشا، ما هو المعيار اللي نابع من واقعنا؟ واقعنا هو أن أبناء الشمال النيلي بفتكروا أنهم عرب. وافتكارهم ده في نظري عبارة عن وهم. هذا هو المعيار الداخلي. أما المعيار الخارجي، فهو أن العرب ما موافقين على أن الشماليين عرب. عدم الموافقة هذه مهمة، ومدمرة، لأنه إحنا ما عندنا شك في أنو السعوديين والخليجيين والشوام عرب، ولكن هم عندهم شك كبير في عروبتنا. وإنت بتتكلم عن الخصائص الثقافية، فماذ تعني بذلك، هل تعني خصائص ثقافية يؤمن بها عامة الناس، وهذه قد تكون مجرد أوهام، أم خصائص ثقافية مجردة، مستقاة من قراء للتاريخ قد تمون صحيحة أكاديميا، ولكنها غير مؤثرة واقعيا؟ حتى الآن لم تفصح يا صديقي، وأنا في الإنتظار.


    المخلص الباقر
                  

11-09-2005, 10:18 PM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    الاخ الاكرم بهاء:
    الشكر الجزيل علي فتح هدا البوست الدسم. لهكدا اطروحات انضممنا لهدا المنبر. كنت بصدد الاعداد لفتح بوست بعنوان
    حوار هادئ حول الهويه في السودان مرتكزا علي ورقه د العفيف فقد اطلعت علي نسختها الاصليه ولكنك كفيت المؤمينين شر القتال.
    كثير مما افردته الورقه عشناه كواقع في امريكا عند ملئ استمارات المجالس البلديه و معاملات الهجره وتحضرني هنا واقعه طريفه مع احد الاخوه الدين اتو الي امريكا سنه 1999 وعند دهبت معه لملي استماره رقم الضمان الاجتماعي اصر الرجل اصرارا شديدا بان اشطب كلمه اسود من خانه السؤال عن الاثنيه وعندما اوضحت له ان الخيارات الاخري هي ابيض او اسيوي او من اصل اسباني او اخري اختار الرجل اخري وعندما دهبنا للموظف المسئول وكان افرو-امريكان وبعد الاطلاع علي الاستماره نظر الي صاحبي مليا و قال له:
    Brother unless iam blind and i don't think i am, you are black
    الدكتور الباقر العفيف مرحبا بك اضافه كثيفه لهدا المنبر وسوف اعود لمناقشه تفاصيل هده الورقه وكما دكرت سابقا كثير مما ورد في هدا البحث نحن عشناه (practically) في بلاد الغرب وفي بلاد العرب.
                  

11-10-2005, 12:41 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    ***
                  

11-10-2005, 03:03 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    شكرا أستاذ بهاء بكري ،
    ومرحبا بالمفكر الدكتور الباقر ، حقا أحسبه أضافة تنشل بعض من الجهل الذي يرتع بيننا. حقيقة أخري هي أن دكتورنا الأديب انتقل بنا الي رحاب جرئ في الحوار، تلك الجرأة هدت سدود التابوهات الحصينة وبتنا أقرب للواقع العالمي الذي يعترف بأنا مجتمع مثل أي مجتمع آخر في هذه البسيطة. قربنا للواقع العالمي ساهم وبقدر ليس باليسير عن تنازل أغلب أفراد مجتمعنا عن أمتياز وهمي لل"الشخصية السودانية"، وبدأ الأغلبية في تبني المشاريع العلمية لتشريح مشاكلنا كمجتمع ضل الطريق بفضل الأوهام التي تسيطر علي عقول بناته وبنيه.
    قرأت بحث الدكتور الباقر قبل خمسة أعوام تقريبا باللغة الأنكليزية، تنفست الصعداء لما جاء فيها من تفاصيل وبت أكثر تفاؤلا أن حرية فكرية عظيمة قادمة لا محالة لمجتمعنا والتقدير والأحترام للدكتور العفيف وعبره الأحترام موصول للدكتور منصور خالد والدكتور فرانسيس دينق.

    وحتما سأعود ببعض الأسئلة.







    دنقس.
                  

11-11-2005, 09:56 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Abdulgadir Dongos)

    بين كل ما اطلعت عليه (ولا أدعي سعة الاطلاع) في قضية الهوية السودانية، خصوصا الشمالية، حتى اليوم، تقف ورقة الأستاذ الباقر بتميز شديد..

    عمق التناول، وسعة مجاله، وأشياء أخرى..

    التحية للأستاذ الباقر، والمباركة للمنبر بعضويته الميمونة.. لم أرحب مع المرحبين قبل اليوم بعضويته لأن المرحب إنما هو صاحب الدار بالنزيل الجديد، ولست أنا بصاحب دار، أو بأحد أهله، خصوصا فيما يلي الأستاذ الباقر، فهو قد كان معنا في هذا المنبر منذ بداياته، قبل عضويته الحسية مؤخرا..



    قصي همرور
                  

11-14-2005, 08:08 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Yaho_Zato)

    Quote: كثير مما افردته الورقه عشناه كواقع في امريكا عند ملئ استمارات المجالس البلديه و معاملات الهجره وتحضرني هنا واقعه طريفه مع احد الاخوه الدين اتو الي امريكا سنه 1999 وعند دهبت معه لملي استماره رقم الضمان الاجتماعي اصر الرجل اصرارا شديدا بان اشطب كلمه اسود من خانه السؤال عن الاثنيه وعندما اوضحت له ان الخيارات الاخري هي ابيض او اسيوي او من اصل اسباني او اخري اختار الرجل اخري وعندما دهبنا للموظف المسئول وكان افرو-امريكان وبعد الاطلاع علي الاستماره نظر الي صاحبي مليا و قال له:
    Brother unless iam blind and i don't think i am, you are black


    شكرا يا بوب على كلماتك الطيبة، فهذا من كرم نفسك، أما القصة فطريفة جدا، فقد حكى لي صديقي حمدوك، قصة مشابهة،عن أحد السودانيين، من المسيرية الزرق، فارع الطول وحلك السواد، وقد أشّر في الفورم إياه على Other، ثم كتب على خانة التخصيص، An Arab وعندما سلّم الفورم للخواجة، قال له هذا الأخير:
    Sir, I think there is a mistake here, you said you are an Arab
    فرد عليه الأخ السوداني بقوله: I am an Arab
    فقال له الخواجة: Are you sure?
    قال لي الأخ حمدوك جاءهم هذا الأخ يغلى من الغضب وقال لهم: "بالله شوفوا الخواجة بن الكلب ده عايز يشكك في عروبتي".
                  

11-15-2005, 02:07 AM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    الدكتور الباقر العفيف والمتداخلون/ات

    التحيات الطيبات

    اعتقد ان هناك محوران أساسيان ان لم نجد لهم مخرج فستظل مشكله الهويه هاجسا لا يمكن حله في السودان:
    المحور الاول ما اسميه انا عقليه مؤتمر الخريجين والتي هيمنت وسيطرت سبطره تامة علي تفكير معظم ساستنا
    و مثقفينا حتي شوشت رؤاهم. وان كنت اجد بعض الغدر لهده العقليه عند المؤسسين لمؤتمر الخرجين لان جلهم
    تلقي تعليمة بمصر وتثقف بالثقافة الإنجليزية وهو الخيار الوحيد الذي كان متاحاً لهم في ذلك الوقت فأنني
    حقيقة لا أجد أي عذر لساستنا ومثقفينا اللاحقين للتفكير بنفس العقليه. فرغم خطورة هذا الموضوع وأهميته
    البالغة وتأثيره المباشر في كل الحروب التي اندلعت في السودان شرقاً وغرباً وجنوباً الا أن الأهتمام به قليل
    جداً إن لم يكن نادر إلا من أفراد هنا وهناك. ورغماً عن ساستنا ناقشوا كل شئ إبتداءً من تغير الوان العلم
    وإرجاعها إلى لونها الأصلي مروراً بإتفاقية مياه النيل انتهاءا بقيام الدوله المسمي دينيه والماثله امام
    اعيننا الان الا أن أي من قادتنا السياسيين لم يجروء عن الحديث عن هوية السودان وإعادة النظر في إنتماءه
    او عدم انتماءه لمنظمة جامعة الدول العربية
    المحور الثاني الدي تطرقت له الورقة وأظن أنه المحور الرئيسي لهذه الإشكالية ويجب إفراد يحدث متفرده له
    وهو إرتباط الإسلام بالعروبة عند بسطاء الناس وبعض متعلميه في السودان إذا يظن كل من تشكك في عروبته أنك
    تشكك وتطعن في إسلامه وهذا بالطبع موضوع غير قابل للنقاش بالنسبة للكثيريين منهم وان حاججته بان هدا الدين
    مرسل للبشريه جمعاء وان هناك دول اسلاميه كثيره متمسكه بلااسلام ولكنه لاتدعي العروبه اتاك مباشره بالايه
    (( لسان الدين يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين)) ويأخذها كدليل قاطع عن إنك إن لم تكن عربياً
    وتتحدث العربيه الفصيحة فان اسلامك مشكوك فيه ناسبين أو متجاهلتين السبب الرئيسي لنزول هذه الإية


    ولي عوده
                  

11-16-2005, 04:14 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Omar Bob)

    كتب عبد القادر دنقس:

    Quote: شكرا أستاذ بهاء بكري ،
    ومرحبا بالمفكر الدكتور الباقر ، حقا أحسبه أضافة تنشل بعض من الجهل الذي يرتع بيننا. حقيقة أخري هي أن دكتورنا الأديب انتقل بنا الي رحاب جرئ في الحوار، تلك الجرأة هدت سدود التابوهات الحصينة وبتنا أقرب للواقع العالمي الذي يعترف بأنا مجتمع مثل أي مجتمع آخر في هذه البسيطة. قربنا للواقع العالمي ساهم وبقدر ليس باليسير عن تنازل أغلب أفراد مجتمعنا عن أمتياز وهمي لل"الشخصية السودانية"، وبدأ الأغلبية في تبني المشاريع العلمية لتشريح مشاكلنا كمجتمع ضل الطريق بفضل الأوهام التي تسيطر علي عقول بناته وبنيه.
    قرأت بحث الدكتور الباقر قبل خمسة أعوام تقريبا باللغة الأنكليزية، تنفست الصعداء لما جاء فيها من تفاصيل وبت أكثر تفاؤلا أن حرية فكرية عظيمة قادمة لا محالة لمجتمعنا والتقدير والأحترام للدكتور العفيف وعبره الأحترام موصول للدكتور منصور خالد والدكتور فرانسيس دينق.

    وحتما سأعود ببعض الأسئلة.


    شكرا يا عزيزي دنقس على ما تفضلت به من ثناء، والحقيقة أن يكون هذا شعورك وأنت تقرأ الورقة قبل خمسة أعوام، لشديد الدلالة على استقامتك الفكرية، فمازلت أذكر كيف اربد وجه تلكم الأكاديمية السودانية، عندما قدمت ورقتي لأول مرة، في جامعة نورث ويسترن، وكيف انبرت أثناء النقاش لترفض نتائج بحثي، وبعد انقضاء المؤتمر جرى بيننا نقاش طويل، قالت لي أثناءه "أنت تنشر غسيلنا القذر على العالم كلو". وما زلت أذكر تعليق أن أحد الشبان السودانيين في القاهرة، من أن هذا الموضوع مؤلم ولكن ضروري. وبطبيعة الحال فالدكتور منصور خالد، أحد رواد التحديق في المواقع الممنوع الاقتراب منها أو التصوير، ولقد تعلمنا منه الكثير، وإن لاحظت، ولاحظ معي آخرون، تجاهله لورقتي، وهو الذي لا تخفى عليه خافية، حيث لم يشر إليها في كتابه "جنوب السودان في المخيلة العربية" الذي صدر بعد عام منها، أو فيما تلته من كتابات. أما الدكتور فرانسس دينق فقد اتصل بي تلفونيا في لندن ليهنئني عندما وقعت الورقة في يده، وقد كانت تلك لفتة طيبة منه، ولقد التقينا قبل أيام، حيث دعاني على الغداء، كما وقد اشتركنا معا في عدد من المنابر والأنشطة.

    الباقر
                  

11-16-2005, 05:13 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: الباقر العفيف)

    كتب ياهو ذاتو:
    Quote: بين كل ما اطلعت عليه (ولا أدعي سعة الاطلاع) في قضية الهوية السودانية، خصوصا الشمالية، حتى اليوم، تقف ورقة الأستاذ الباقر بتميز شديد..

    عمق التناول، وسعة مجاله، وأشياء أخرى..


    شكرا يا عزيزي قصي، فشهادتك مفخرة لي من شاب ذكي، جاد، وطوح. أتابع كتاباتك المبشرة، وقد لفت الأخ فايز عبد الرحمن نظري، وباعجاب شديد، لمداخلتك في الحوار الذي يجري بين د. النور والأستاذ خالد الحاج حول البراغماتية والفكرة الجمهورية، فبحثت عنها في الصالون، لم أوفق في العثور عليها، بيد أنني سأواصل البحث، أما إن أرسلتها لي على عنواني في الصالون فذلك من فضلك. أمض في طريق المعرفة وسيكون لك شأن أي شأن.

    الباقر
                  

11-16-2005, 05:41 PM

عبد الوهاب المحسى
<aعبد الوهاب المحسى
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    فوق
                  

11-16-2005, 06:33 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: عبد الوهاب المحسى)

    كتب محمد النعمان:
    Quote: ملاحظتي المركزية على دراسة دكتور فرانسيس تتمثل في أن الدكتور ينطلق ، في مهمته لمواجهة ما يسميه "الهوية الشمالية" وهو مصطلح تبناه دكتور العفيف أيضاً ، من أساس أثنوثقافي يتقاسم كل إشكاليات ما يحاول نقده. فدكتور فرانسيس قوموي "جنوبي" يحاول عبر ثنائية شمال / جنوب الإختزالية أن يؤسس لما يسميه "هوية افريقية" بناء على عاملي العرق والثقافة وفي إطار نخبوي شامل.


    أما أنا فلم أستخدم ثنائية شمال / جنوب، بل عرّفتُ ما أعنيه بالشمال، وقلت أعني به الشمال الآيديولوجي، أو السياسي، في مقابلة الشمال الجغرافي، والذي اختطته وسيطرت عليه نخب خرجت من بين ضفاف النيل. فأنا مثلاً لم أتناول سكان بادية كردفان ودارفور، أو الرشايدة في الشرق، أو تلك المجموعات التي استوطنت الجزيرة، وشرق النيل الأزرق، أو كل من نطلق علي الواحد منهم في السودان لفظة "عربي ساكت". كل ما أقوله هو أن هؤلاء "العرب ساكت"، في تقديري قد صاروا سودانيين، وأدخل في مفهوم الهوية التعددية أن يعتبروا أنفسهم سودانيين من أصول عربية، مش عرب في السودان، إن كنت ترى معي الفرق بين المفهومين.
                  

11-16-2005, 06:53 PM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    Quote: متاهة قوم سود... ذوو ثقافة بيضاء



    I think this quote fits the african americans
    perfectly well. Thank you x
                  

11-19-2005, 09:03 AM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: zoul"ibn"zoul)

    wrote wrote zoul"ibn"zoul


    Quote:



    I think this quote fits the african americans
    perfectly well. Thank you x

    I respectfully disagree with this; I think African Americans have their own culture, but they are forced to live under an umbrella of white culture that controls all media outlets. Unlike Sudanese, who are predominately African and adopting white culture. So I think this fit Sudanese people exactly
                  

11-17-2005, 09:12 PM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)


    Salamat

    To the author Dr. Albagir

    My understanding that the research/study was
    presented at a university not sure a conference
    or as a publication. My question has this research
    been peer reviewed, where was it published and can
    I have access to the english version
    Thank you
                  

11-20-2005, 01:55 AM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: بهاء بكري)

    Up
                  

11-20-2005, 09:18 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Omar Bob)

    فوق
                  

11-27-2005, 00:19 AM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Murtada Gafar)

    up
                  

11-27-2005, 02:25 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: mansur ali)

    Zoul ibn Zoul wrote:
    Quote:
    My understanding that the research/study was
    presented at a university not sure a conference
    or as a publication. My question has this research
    been peer reviewed, where was it published and can
    I have access to the english version
    Thank you


    Dear Zoul,This paper was presented to the Program of African Studies at the University of Northwestern in Evanston, as part of the African Humanities Institute's Fellowship about Identity in Africa. That was in June 1999. It was published in a book edited by Carolyn Fluher Loban and Kharyssa Rhodes titled Race and Identity in the Nile Valley . The Publishers are the Red Sea Press. The year is 2004.

    as for the title of the paper, it came as a result of raising two questions.First are we a black nation? and the second is the Arabic Islamic culture a white culture? and I answered the two questions in the affirmative. I know that some people differ with the answer to the first question, and they say that we, in the riverian north, are a brown nation, not black. This is generally true in our own eyes, but it is not in the eye of the Arabic Islamic culture . Therefore, I decided to stick to fact that we are black in the eyes of those who gave our country its name, and then to explain the northern Sudanese colour concept in the paper, and this is waht I did. Hope that I answered your questions.

    Albaqir ?:
                  

11-28-2005, 00:50 AM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: الباقر العفيف)

    الأخ بهاء و الأخ الدكتور العفيف

    أولا الشكر أجزله للورقة القيمة التي لفت نظري لها أحد الإخوة أمس ... فيبدو أن دوى الطبول الفارغة صار يحجب عنا الأصوات العاقلة و الكلمات المفيدة...

    هناك رجاء و هو أن تمكنونا من أصل الورقة باللغة الإنجليزية و اللغة العربية كاملة غير مختصرة إما عن طريق تنزيلها هنا أو أن تدلونا على الرابط إن كان سبق إنزالها ... ولكم من الشكر أجزله...


    عمر
                  

11-30-2005, 12:16 PM

الباقر العفيف

تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: Omar)

    الأخ عمر،
    لك التحية، يمكنني إنزال الورقة كاملة باللغتين، فقط أنا جديد على الفورم، ومازلت أتعلم كيفية التعامل معه، وأحتاج لمعرفة الخطوات التي يمكن أتباعها لوضع الورقة كرابط. فاصبر معي قليلا.

    الباقر
                  

12-01-2005, 08:00 PM

ahmed babikir

تاريخ التسجيل: 08-22-2003
مجموع المشاركات: 1183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: الباقر العفيف)

    الدكتور الباقر العفيف
    تحية واحترام...
    ارجو ان نجد طريقة اتصال بك واتحدث بلسان الجالية السودانية بمدينة دنفر ولاية كلورادو عن لجنة احتفالات المدينة بالاستقلال...وهم في تشوق لان يدعونك لتشريفهم بالحديث في الندوة المقامة في الاحتفال والتي ستنعقد في اول سبت من شهر يناير 2006...عن ورقة الهوية المقدمة من سيادتكم..
    لك من الشكر اجزلة وفي انتظار ردك
    [email protected]
                  

12-16-2005, 07:44 AM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الباقر العفيف ..... وحوار حول الهوية (Re: ahmed babikir)

    كتب الدكتور الباقر :
    Quote: يمكنني إنزال الورقة كاملة باللغتين، فقط أنا جديد على الفورم، ومازلت أتعلم كيفية التعامل معه، وأحتاج لمعرفة الخطوات التي يمكن أتباعها لوضع الورقة كرابط. فاصبر معي قليلا.


    ****
    صابرين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de