دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
يا لهذه الدنيا ...........................!!!
|
* يا لهذه الدنيا .. ويا لهذا العيد ، يجمعك بمن تحبهم بلا موعد أو سابق معرفة ، فيشرح الله بحالهم صدرك ويغمر بظرفهم قلبك .. بسطاء في بيوت فقيرة ، تحسبهم أثرياء من التعفف والكبرياء ، لهم مواقف في حياتنا العامة لا تتأتى إلا منهم ، مواقف لا توزن بكل حطام هذه الفانية ولا تقدر بكل أثمان ما فوق الأرض من نعيم و أنعام وحدائق و قصور .. !! * عذرا عزيزي القارئ .. اليوم لا نكتب لكي تقرأنا فقط ، بل نصطحبك روحاً وعقلاً الى احدى الكلاكلات والمسماة بالقلعة .. هناك في طرف العاصمة ، بعيدا عن بهارجها وشاهقاتها .. هناك نقف بتوجس أمام أحد بيوت الطين ونطرق الباب برفق ثم نحنى رؤوسنا لنتجاوز مدخل الدار القصير و باب الزنك الصغير القديم .. هناك نجلس في الغرفة الوحيدة ذات المساحة الضيقة والعرش البلدي الذي يكاد أن يصل الارض انخفاضا ...!! * هناك .. في بيت الطين ذاك كل الوطن بطعم ولون ورائحة الوطن ، على الأسِرَّة تتجلى القيم و من الكراسي تشع الفضائل و على الجدار القديمة تتجسد الوطنية وتحدق فيك .. حتى تراب الغرفة و غبار العرش يحمل ألق ارض البلد و طيب شذاها .. ويا لتلك العائلة .. وطوبى لتلك الأم .. الأم الأمة ( شامة صالح ) ... شامة على جبين الوطن و غرة على هامة الزمن وخرز سوميت على صدر هذا الشعب المثابر والصابر ...!! * امرأة اقتربت من السبعين بروح الثلاثين .. أكرمها الله ب ( العاصم ) .. ( دفع الله ) .. ( المبارك ) .. ( محمد ) .. و ( عبد المجيد ) .. أبناء كرام وخيار من خيار .. من زوجها الوفي ( عبد الرحمن ) الذي أ عطى الوطن من عمره اثنين واربعين عاما جنديا في قواتنا المسلحة التي التحق بها جندياً حتى صار ملازما أول .. ...!! * حاجة شامة بكت في ربيع عام 1998 ابنها ( المبارك ) الذي ارتقى من رتبة عريف الى علياء الشهيد .. و قبل ان يجف الدمع بشهور ثلاثة صعد ابنها الجندى ( العاصم ) الى حيث ( المبارك ) شهيدا ثانيا .. وكان الحزن عميقا في نفس حاجة شامة ، فتعمق أكثر يوم التحق ابنها الثالث الرقيب ( دفع الله ) باخويهما ( المبارك و العاصم ) شهيدا ثالثا في شتاء العام 2001 .. ثم صار الحزن شيئا فوق الوصف حين رحل ابنها الرقيب ( محمد ) في نوفمبر الماضي الى حيث ( المبارك ، العاصم ، دفع الله ) شهيدا رابعا ... يا لهذه الدنيا .. و يا لصبرك حاجة شامة ...!! * امرأة من ذهب .. اربعة اشقاء شهداءتوسدوا ثرى الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودار فور .. أكبرهم كان في الثلاثين عمرا و أصغرهم كان يحمل اثنين و عشرين ربيعا .. وخامسهم ( عبد المجيد ) - حمامة مسجد القلعة - وحيدا يبحث عن المستقبل - حزينا - في هندسة المعمار بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا .. يقرأ عاما و يجمد عاما ليقضي احتياجات أمه وذاته ثم ليدفع ثمانية عشر الف دينار ايجارا لبيت الطين وتلك الغرفة الوحيدة .. عندما يحمل رفاقه كتبهم و مراجعهم و يتوجهون صباحا الى كلياتهم يكون هناك ( عبد المجيد ) يحمل قدح ( المونة ) على كتفه ليحظى باجر ( اليومية ) و يعود الى حاجة شامة بقوت اليوم .. و حين يجلسان على المائدة الكفاف يكون الشهداء الاربعة و طموحاتهم الخضراء و اعمارهم اليانعة حضورا في ذاكرتهما و قلبهما ... !! * يا لهذه الدنيا .. اربعة اشقاء شهداء تحت ثرى الجنوب وجنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور..و شقيق خامس مكافح .. و أم مدرسة ... و حال - رغم الضنك والحزن والرهق - مؤمن بقضاء الله ثم قضية الوطن .. هكذا الحال في تلك الدار العامرة بالوطنية .. و لكن ولاة الأمر لا يشعرون ....!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا لهذه الدنيا ...........................!!! (Re: الطاهر ساتي)
|
استاذ ساتي : القصة دي لا يمكن أقضمها وانوم الا إذا اقنعت نفسي إنها إنجاز خيال حزين ومتشائم ،،، وده السيناريو اللي حـ أعرضه الي نعاسي.. ( كتاب الأعمدة - مؤخراً- صارو كفناني اللوحات والقصص القصيرة ، يعجنون الواقع بـ الوان مختلفة وغامقة لفرزه من الواقع)
أما ان تكون قصتك اعلاه منقولة من الواقع (بي ضبانتا) فهي أمر مخجل للدولة والشعب وللأنسان .. زولة زي حاجة شامة دي يجب ان توفر لها الدولة (حتة) عامرة بالرفاهية تتعاطي عليها احزانها ، وده طبعاً إذا تجاوزنا استهتار الدولة بأرسال اتنين وتلاتة واربعة و.. من بطن ام واحدة .. يا اخي وحاة ديني حرام عليهم ،، وسلوى الحاجة شامة انو درب صبرها بسوق للجنة ،،
وتحياتنا ليك استاذ ساتي ، بس ياريت ترجع وتقول شامة من خيالك ، وتريحنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لهذه الدنيا ...........................!!! (Re: Muna Khugali)
|
منى خوجلي ...
كل اعيادك سعيدة ياعزيزة .. وربنايحفظك من كل سوء
......
طبعا ما بسألك من لون الحزن و طعمه يا منى ...
كنت اظنه أسودا و مرا .. فاكتشفت - في بيت حاجة شامة - لونا اخر و طعما اخر ...!!
يا لهذه الدنياحين يفقد الالوان لونها ..!!
شكرا يا منى ...
وربنا يحقق امانيك الطيبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لهذه الدنيا ...........................!!! (Re: mutwakil toum)
|
متوكل ... عيدك سعيد .. رغم مقام الحزن هذا
Quote: القصة دي لا يمكن أقضمها وانوم الا إذا اقنعت نفسي إنها إنجاز خيال حزين ومتشائم ،،، وده السيناريو اللي حـ أعرضه الي نعاسي.. |
يا حبيبنا .. هكذا واقع الحال في دار حاجة شامة ... وليته كان خيالا ..!
Quote: أما ان تكون قصتك اعلاه منقولة من الواقع (بي ضبانتا) فهي أمر مخجل للدولة والشعب وللأنسان .. |
والذي نفسي بيده .. منقولة ( بضبانتا) ... و مالم ننقله اعظم و افظع ...لحفظ ماء وجه الوطن امام اوطان الاخرين ...!!
Quote: زولة زي حاجة شامة دي يجب ان توفر لها الدولة (حتة) عامرة بالرفاهية تتعاطي عليها احزانها |
،
حتة عامرة بالرفاهية ...؟؟ انها تحلم بتسديد ايجار بيت الطين في مواعيده .. ورؤية الابن الوحيد خريجا .. فقط لا غير ... رفاهية ايه يا حبيبنا .. تقزمت الطموحات .. والناس في بلدى يحلمون بالحد الادنى من الحياة .. ولا يجدون الا .. الحلم ..!!
Quote: يا اخي وحاة ديني حرام عليهم ،، |
عليهم ,, وعلينا ،، وعلى كل سودانى ذو ضمير وطني ...!
Quote: وسلوى الحاجة شامة انو درب صبرها بسوق للجنة ،، |
امين يارب العالمين ...
Quote: وتحياتنا ليك استاذ ساتي ، بس ياريت ترجع وتقول شامة من خيالك ، وتريحنا |
وتحياتى ليك .. واحترامى وحبي ايضا
اغشك يا متوكل و اقول ليك القصة دى من الخيال عشان ترتاح ..؟؟ طبعا ما ممكن .. عشان كدة يا حبيبنا احتمل الواقع .. القصة دى من واقع حال حاجة شامة في الكلاكلة القلعة على بعد امتار من ( مراكز صنع القرار ) ..!!
........... ...........
وكل عام ونحن نحاول ان نكون بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لهذه الدنيا ...........................!!! (Re: الطاهر ساتي)
|
* يوم دخلت.. ثم خرجت من تلك الدار العامرة بالصبر و الاحتساب و الشهداء الأربعة ، لم يكن في خاطري الا مشاطرة الحاجة ( شامة صالح و ابنها عبد المجيد ) أحزانهما بأضعف الايمان ، حيث لا خيل عندي لأهديهما ولا مال ، فاهديتهما بعض حروفي ، فأسأل الله ان ألقاه بها يوم لا ظل الا ظله و سحائب رحمته .. و حرصت في المقال الا أطلب لهما عونا ، فالحال في تلك الدار تحسبه ثريا من التعفف .. !! * ولكن .. قرائنا كالعهد بهم دائما في مواقف النبل و الوفاء ، كانوا أوفياء ونبلاء منذ يوم نشر المقال والى يومنا هذا .. منهم من اتصل سائلا عن هذه الام التي قدمت لتراب الوطن اربعة من فلذات أكبادها ولا ضرها الا يعرفها زيد في السلطة أو عمرو في المعارضة .. ومنهم من كتب مترحما على الشهداء و مؤازرا لصبر أمهم الحاجة شامة .. ومنهم من تكبد مشاق الزيارة متفقدا و مؤانسا و مشبعا قلبه و روحه بطيبات تلك الدار السودانية و كريم خصال أهلها .. أشكرهم جميعا على انفعالاتهم الصادقة و مواقفهم التي تشبه أخلاق شعب بلادي ..!! * ورسالة إلكترونية من كل تلك الرسائل العزيزة - التي تجاوزت المائة و الخمسين - أحسنت و بادلت عطاء الحاجة شامة بوفاء .. نقرأها سويا .. ثم نواصل .. * الاخ الكريم / الطاهر ساتى .. ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نشكرك كثيراً على اهتمامك بالامور الاجتماعية التى غفل عنها كثير من الناس .. لقد اطلعت على المقال المكتوب بعمودكم قبل يومين عن الاسرة السودانية التى قدمت اربعة شهداء وتعانى من ضيق العيش ولقد تأثرت كثيراً لهذا الوضع .. وحاولت الاتصال بك عبر تلفونات الصحيفة ولم اتمكن .. نرجو التواصل معى حتى نتفاكر على كيفية دعم هذه الاسرة الكريمة ..نرجو إرسال رقم الموبايل الخاص بكم .. اخوك طارق اوشى .. سريال للطرق والجسور ) ..!! * و اتصلت بطارق ظهرا .. ثم اتصل به صباح اليوم الثاني شقيق الشهداء الاربعة ( عبد المجيد ) .. وبالامس هاتفني عبد المجيد سعيدا .. حيث التحق بشركة سريال براتب محترم يفي ايجار المنزل و احتياجات الحاجة شامة و مصاريف جامعته .. وأجمل ما في شرط الالتحاق هو ان يتفرغ ( عبد المجيد ) تفرغا كليا لدراسته ، ولا يخصم ذلك من راتبه جنيها الا ان يتخرج باذن الله مهندسا معماريا .. !! * شكرا لله العلي العظيم .. ثم شكرا لطارق ، ونسأل الله ان يزده من فضله ويرزقه من لا يحتسب بنعمائه و رحمته .. و رعاك الله يا حاجة شامة ، ووفقك أخي عبد المجيد .. وصدقا وحقا ( ان الله مع الصابرين ) ... !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا لهذه الدنيا ...........................!!! (Re: dabeep)
|
dabeep
كل عام ويوم وانت بالف خير
Quote: Reality is for those who lack imagination |
مجتمعنا ده ياحبيبنا غريق ... وكلماغصت فيه تجد حقائق أغرب للخيال و ياما في القاع مدهشات ... و ربنا كفيل برعاية عباده
دعواتى ليك بالامانى الطيبة وخاصة راحة البال
| |
|
|
|
|
|
|
|