** ثلاث احصائيات كانت تؤرق ذاكرتي أرقامها ، بحيث كنت أجهلها ولم أجد زميلا يعلمها ، احداهن الرقم الحقيقي لعدد الأحزاب في السودان ، ثم عدد الوزراء ووزراء الدولة بوزاراتنا و أخيرا عدد المستشارين و الخبراء الوطنيين في القصر الجمهوري .. كنت أسال كثيرا وأخسر رصيدا تلفونيا هائلا لمعرفة تلك الأعداد ..!! ** بالأمس - بفضل الله ثم قانون الأحزاب - نجحت في تكسير أحد أضلاع مثلث الجهل الاحصائي وعرفت بأن أرض السياسة السودانية حبلى بثمانين حزب سياسي .. بعضها تم تسجيله للعب في الدوري ( الوطني ) و بعضها مخالف لقوانين التسجيل ولكنه يلعب في الدوري ( الشعبي ) و بعضها رغم مستواه ( السنترليقي) نجح بمهارات فردية في الصعود الي ( القمة ) و البقاء فيها - بفضل الحكم - لعقد من الزمان ونصف .. تلك هي أحزابنا الثمانين ، بارك الله فيهن ، وربنا يحفظ قياداتها و يحفظ شعبنا من سياساتها ..!! ** ثمانون حزبا ، كل حزب ينطح حزبا ، وكلهم ينطحون وطنا كثافته السكانية ( خمسة وثلاثون مليون مواطن فقط لا غير ) .. واذا قسمنا هذه الكثافة على عدد الأحزاب تصبح النتيجة المحزنة هى أن كل ( 437,500 مواطن ) تبتليه الأقدار- صباحا ومساء ، مدى عمره - بسوءات حزب .. !! ** ولكي نصدق مع القارئ نؤكد بان تلك الارقام و النسبة فقط لعدد الاحزاب حتى الساعات الاخيرة من مساء أمس ، ولا نعلم ماذا يخبئ لنا فجر اليوم والايام القادمات من احزاب أخريات ، خاصة بعد اصبح تأسيس حزب سياسي أسهل من تأثيث غرفة نوم غير فاخرة ، و تسجيله لدى مسجل الاحزاب أيسر من تسجيل قطعة أرض - لصحفي - بالثورة الحارة مائة ..!! ** بعيدا عن التشدق بالحريات و ادعاء الديمقراطية .. بعيدا عن تلك الشعارات التي لا نراها في واقع حياتنا العامة ولا في واقع الحياة التنظيمية لاحزابنا .. علينا أن نسأل انفسنا بصدق .. - هل شعبنا بحاجة الي ثمانين حزبا سياسيا ..؟؟ - وهل كل تلك الأحزاب على قناعة بان لها رصيد فكري و سياسي و جماهيري يؤهله بحيث أن تدرج اسماؤها في زمرة احزاب الدنيا ..؟؟ - و هل كل تلك الاحزاب احزاب ذات اهداف وبرامج و أفكار وطنية أم أن بعضهامجرد( احزان خاصة ) تحولت كرد فعل الي ( احزاب عامة ) .. ؟؟ - و هل هناك فعلا اختلافات جوهرية في ( الأجندة العامة ) بين كل تلك الأحزاب ام ان بعضها استمد مظهريةاجندته العامة من( الأجندة الخاصة ) لقياداتها .. ؟؟ ** كان على الأحزاب ان تجيز - بصدق - اجابات تلك الاسئلة قبل أن يجيز لها البرلمان قانونها .. وكان عليهاان تتواثق على مواجهة الحقائق التاريخية و السياسية و التنظيمية التي اقعدت بها وشلت حركتها و جمدت حركة البلاد السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية نصف قرن من الزمان فاتنا فيه ركب الأمم والشعوب .. وكان عليها ان تعترف بحزم اخطائها وتنقي ذاتها من الشوائب قبل وضع القانون و الحديث عن أخطائه و شوائبه ..!! ** أليس مؤسفا ان نسمي بعض احزابنا بالتاريخية و بعضها بالوطنية و بعضها بالاسلامية وبعضها بالديمقراطية ، ثم تعيش الدولة السودانية أطول سنوات عمرها في ظل الانظمة العسكرية و حلقات انقلاباتها المتتالية ..؟؟ ** كل انقلاب عسكري يعكس ضعف الاحزاب و انظمتها ( الهشة ) .. و بدلا عن لعن ( الشمولية ) يجب على الاحزاب ايقاد شموع الديمقراطية في اجهزتها التنظيمية قبل التفكير في اجهزة الدولة و مؤسساتها .. ولن يستقيم ظل اية سلطة ديمقراطية ما لم تستقم اعواد احزابها ...!! ** أما تمويل الاحزاب - من أموال الشعب - وهى باوضاعها التنظيمية الراهنة ماهو الا تمويل للاحزان .. و ما كان يجب تثبيت مادة تمويل الاحزان يا نواب ( الحزن الحاكم ) ...!!
استاذنا : ساتي . ربنا يكون في عون البلد ، زمان كان بستخسروا عليها علم بي اربعة الوان لحدي ورتم الفنجرة الجد جد ، 80 حزب فوق الارض. لي منو؟ عشان شنو ؟ ..
01-24-2007, 05:10 PM
الطاهر ساتي
الطاهر ساتي
تاريخ التسجيل: 02-18-2006
مجموع المشاركات: 3227
عند توقيع اتفاقية نيفاشا قلنا انها سلام امليت بنوده علي الطرفين و قبلتها الانقاذ كثمن للبقاء و قبلتها الحركة الشعبية بقناعة الفوز باحدي الحسنيين (سودان جديد او انفصال نهائي) و كان في ادراك الكثيرين ان فكرة السودان الجديد ممكنة و قابلة للتنفيذ ساعد في ذلك توجهات القائد جون قرنق الوحدوية و فهمه العميق لطبيعة تكوين الوطن , لم يكن في ادراك اهل الانقاذ ان انفصال الجنوب غاية و هدف استراتيجي يجب العمل علي تحقيقه بل وسيلة للبقاء تحتمهاايدلوجيتها العقائدية و طبيعة تكوينهاالفكري الذي لا يسمح بوجود الآخر بل ويري في وجود الحركة الشعبية او اي شريك آخر تنكر للذات و خسران للمواقف كالذي عبر عنه برنارد شو في مسرحية (القديسة جان) عندما جعل احد النبلاء ان يعلن الكاهن (( ان الناس لا يستطيعون ان يخدموا سيدين في الوقت ذاته,فان تغلب حب الوطن علي انفسهم فانه يعني نهاية سلطة الاقطاعيين و الكنيسة , اي نهايت و نهايتك)) فالانقاذ انشأت واقع اجتماعي معين ليس باستطاعتها ان تنفصل عنه و هو واقع مبني علي فرضيات سياسية مبنية حول سلطة الدولة المطلقة علي كل ما يتعلق بالوطن و المواطن و ان اساس الدولة و مصدرها يترسخان في عقد اجتماعي تحكمه قوانين لا تقبل النقاش و لا النقض .
Quote: ** أليس مؤسفا ان نسمي بعض احزابنا بالتاريخية و بعضها بالوطنية و بعضها بالاسلامية وبعضها بالديمقراطية ، ثم تعيش الدولة السودانية أطول سنوات عمرها في ظل الانظمة العسكرية و حلقات انقلاباتها المتتالية ..؟؟ ** كل انقلاب عسكري يعكس ضعف الاحزاب و انظمتها ( الهشة ) .. و بدلا عن لعن ( الشمولية ) يجب على الاحزاب ايقاد شموع الديمقراطية في اجهزتها التنظيمية قبل التفكير في اجهزة الدولة و مؤسساتها .. ولن يستقيم ظل اية سلطة ديمقراطية ما لم تستقم اعواد احزابها ...!! ** أما تمويل الاحزاب - من أموال الشعب - وهى باوضاعها التنظيمية الراهنة ماهو الا تمويل للاحزان .. و ما كان يجب تثبيت مادة تمويل الاحزان يا نواب ( الحزن الحاكم ) ...!!
تلك لعمري بيت القصيد وقد كان تحليلك يا الطاهر ملتصقا بالواقع المرير الذي تعيشه أحزاننا أقصد أحزابنا المهترئة!
ولعلني استميح الأحزاب الكبرى <بعض> العذر لما لحقت بها من ملاحقات ومصادرات وقبلهما سلاح الحظر اللعين. فبلادنا تعيش أحزانا دائمة بفضل أنقلابات العسكر التى أذاقت شعبنا الويلات....
لقد أصبت كبد الحقيقة عندما وصمت أحزابنا بالأحزان مع أن الأحزان قد تأتي نبيلة بعض الآحاببن!
الأخ الطاهر يعني مستحيل لهؤلاء الوصول لكراسي البرلمان مجتمعين أو منفردين ومستحيل كذلك أن نحلم بغير هؤلاء الإنقاذيون ؟؟؟ ياللحسرة ويا خيبة الأمل تقديري دائما الشفيع
01-24-2007, 06:07 PM
ناذر محمد الخليفة
ناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251
تحدث مثل هذه الترهلات عند بزوغ انفراج سياسي بعد حكم شمولي طالت سنوات حكمه. وهذا أمر لا يثير قلق متابع إلاَّ في نـطاق محاولة البعض طرح المسألة وكأنها جنوح نحو الفوضى الأمر الذي يستلزم – حسب تلك الرؤية – استمرار الشمولية والترويج لها.
وتبقـى الأمور مرهونة بموضوعية ما طرحته أنت حول برامج وجدية تلك الأحزاب. هـذا هو المعيار الوحيد. قـد لا يكون الشعب في حاجة لـ 80 حزباً، ولكنه قطعاً بحاجة لأحزاب تستطيع أنْ تضع في قمة أولوياتها التعليم، العلاج، المسكن، وتوفير الأمن والعدالة لجميع المواطنين. هل هنالك أحزاب تستطيع أنْ تتقدم بهكذا برامج؟
تحياتي
01-25-2007, 09:28 AM
عبدالأله زمراوي
عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة