|
الي متى هذا العبث و محاولة " تأصيل الفشل " ...!!!؟؟
|
** كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، وأنا في الثالثة والعشرين من عمري تقريبا ، كان هناك حشد جماهيري ضخم بمحافظة جبل أولياء ، اصطحبني إلىه جدي - عليه رحمة الله - لنحتفل بإرساء حجر الأساس لمشروع زراعي ، إن لم تخني الذاكرة كان اسمه « مشروع سندس الزراعي » ...!! ** ورغم أن الذاكرة كانت آنذاك في مرحلة المراهقة ، الا أنها تحتفظ ببعض مشاهد ومواقف و خطب تلك المناسبة ، البعض كان يبكي فرحا وعلمت - لاحقا - إنهم كانوا يبكون على أحوال الحيارى ، و البعض كان يصلي شكرا ، واكتشفت لاحقا انها كانت صلاة جنازة على آمال المساهمين ، وبعضهم كان يهلل ويكبر منتصرا عرفت - فيما بعد - انها لم تكن سوى تكبيرات لذبح طموحات المغتربين ...!! ** واذكر جيدا - رغم مضي عقد ونصف من الزمان - ذاك الداعية الإسلامي الذي تم اختياره مديرا للمشروع المرتقب ، اسمه « الشيخ الصافي جعفر » ، اذكره جيدا ، و معه بعض الشيوخ ، سيماهم في وجوههم من اثر السجود ، قدموا للناس خرائط بديعة لمستقبل المشروع ، و مجسمات رائعة تعكس الشكل النهائي لسندس ، سبحان الله ، أبدعت العقول والأفكار والأنامل في رسم تلك « الخرائط » و « المجسمات» ، و أحسن أصحابها استخدام « الفكر التأصيلي » خطا ورسما في « التجسيد الكرتوني » .. وليس « التنفيذ السلحفائي » ...!! ** شرق المشروع - كما في الخرائط و المجسمات - حدائق ابا تجري من تحتها الأنهار ، و كل فاكهة الجنة بما فيها التين والزيتون اللذين لا يتناقضان مع مناخ هذا البلد الأمين بفضل الله ثم بركات « شيخ الصافي » ، وكذلك لحم طير مما تشتهون في دواجن الناحية الجنوبية لخريطة المشروع ، و مدن ذات أسماء عريقة تتوسط ارض المجسم ، اذكر منها اليرموك ، بدر ، الفردوس ، الكوثر ، وغيرها .. و لكن سقطت من ذاكرة « شيوخ الخرائط » إيجاد مكان لنشيد عليه « جبلا » أو نعمق « خورا » لتذكير المساهمين بغزوتي « احد » و « الخندق » و دلالاتها و شهدائها .. سقطت من ذاكرتهم هذه « المعاني الورقية » ...!! ** كل هذه الأحلام الوردية والأماني السندسية كانت في حشد تم تنظيمه قبل عقد ونصف من الزمان ، أسقطناها من ذاكرتنا و دفناها تماما كدفن المغتربين آمالهم و حصاد أعمارهم في رمال سندس ووعود شيخ الصافي التي كانت في الماضي سنوية ثم صارت نصف سنوية ، قريبا « ربع سنوية » .. فلا تترقبوها .. كلها وعود بلا إيفاء .. والتزامات جوفاء ، لأنها تفتقر للخطط والدراسات ، وقبل هذه وتلك تفتقد المصداقية ...!! ** لم يعد مهما للمساهمين - بفقه الاحتساب - كم بلغت جملة مرتبات و نثريات و « اكراميات» ادارة المشروع خصما من أموالهم طوال هذه السنوات .. و لم يعد مهما للمساهمين كم بلغت ميزانية احتفالات (الشوفونية) التي تقيمها الادارة لقيادات الدولة بموقع المشروع كلما بلغت قلوب المساهمين حناجرهم ضجرا و استياء .. ولم يعد مهما كم بلغت أموال المساهمين و فيم صرفت ولماذا يتجمد المشروع .. كل هذا ليس مهما لأنه ليس من حق المساهمين أو الدولة محاسبة « البدريين » .. أو كما يظن بعض صحابة القرن الواحد و العشرين « حفظهم الله » ...!! ** فقط الذي يهمنا - ليس طمعا في سندس ، إنما فقط من باب الحرص على الذكاء السوداني وحفظه من الانقراض - هل فعلا استجلبت إحدى العبقريات السندسية « طلمبات» تكلفة تشغيلها أعلى من الإنتاج المتوقع ، إن كان أصلا هناك إنتاج متوقع ولو بعد نزول المسيح عليه السلام بعام ... وهل لتغطية العجز المتوقع تم إدخال «الحيوان » في إطار الدورة الزراعية ... وان كان الأمر كذلك فمن أين للمساهمين ب « ناقة صالح » و « بقرة بني إسرائيل » و « عجل السامري » و«كلب اهل الكهف».. وغيرها من مبررات « تأصيل الفشل » بالمشروع .....؟؟
|
|
|
|
|
|