|
فرحة مصرية للسودان (Re: PLAYER)
|
Quote: فرحة مصرية للسودان
عزالدين الكلاوي رغم حيادي الإيجابي بين مختلف فرق الأندية المصرية لصالح منتخب بلادي وتشجيعي لكل ناد يمثل مصر أياً كان لونه واسمه، فإنني تمنيت لوهلة داخل نفسي أن يتخطى الهلال السوداني عقبة الزمالك بعد أن قرأت المقال الذي أدهشني للكاتب السوداني الكبير محمد الدسوقي في صحيفة “الكابتن” عقب تقدم الهلال على الزمالك 2/صفر في ذهاب دور الـ 32 لدوري أبطال أفريقيا، وقبل اكتمال الفوز والتأهل كتب الدسوقي مقالاً رائعاً في صحيفة " الكابتن " بعنوان: " انتصار الهلال يجعل الحياة أجمل وأروع وأحلى" ·· وجاء فيه: عندما ينتصر الهلال يسعد جماهيره وتتفتح الأزاهير وتغرد العصافير ويسود السلام الاجتماعي في أنحاء الوطن، وتختفي الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية والصراعات الاجتماعية والغيرة المهنية والاحتكاكات والمشاجرات، ويصحو الناس مبكرين ويذهبون إلى مكاتبهم وأعمالهم ومصانعهم لأداء أعمالهم بنفوس منشرحة، فيرتفع الإنتاج ويتحسن الاقتصاد ويتحقق الرخاء والازدهار اللذين ظل الشعب السوداني يبحث عنهما منذ أن نال استقلاله قبل 50 عاماً·· واختتم مقاله بتمني انتصار الهلال على الدوام لتحقيق السلام والوئام الذي يدفع السودان إلى الأمام!! ورغم ثقتي بصدق مشاعر دسوقي الصديق الخلوق الذي تعرفت عليه في الخرطوم عام 1985 وأنا صحفي شاب في الأهرام وكنت مرافقاً لبعثة الزمالك لمباراة إياب أمام الهلال أيضاً وفي البطولة نفسها· وكان الزمالك وقتها قد فاز ذهاباً 3/صفر - إن لم تخني الذاكرة- ثم تعادل الفريقان في الخرطوم 1/1 ليتأهل الزمالك، أقول رغم ثقتي بصدق دسوقي فقد شعرت ببعض المبالغة في مقالته فليس إلى هذه الدرجة تتوقف الحياة في السودان على نتيجة مباراة أو دور واحد مبكر جداً من بطولة وليس إحراز كأس هذه البطولة، ولهذا شعرت بالقلق على مشاعر وحالة القطر السوداني كله إذا تكرر التفوق المصري شبه المعتاد على الفرق السودانية الشقيقة رغم أن العديد من الفرق السودانية - ومنها المنتخب ونادي الهلال خصوصاً- كانت لها انتصارات على فرق مصرية · ولهذا كله وبعد الكلام الجميل لدسوقي تمنيت اكتمال فوز الهلال من أجل السودان البلد الذي أحبه والبلد الذي يمكن أن يكون الغطاء والعمق الاستراتيجي للوطن العربي كله بموارده العملاقة وأرضه الخصبة وشعبه الحر المضياف ومناخه المتنوع ومساحته الشاسعة وثرواته المعدنية والحيوانية والمائية والزراعية التي ترشحه لأن يكون بسهولة سلة غذاء الوطن العربي، بشرط وحيد وهو توجيه قدر ضئيل من الاستثمارات العربية الضخمة التي تتجاوز مئات المليارات من الدولارات والملقاة في البنوك العالمية - مهما كانت جنسياتها وتوجهاتها- إلى السودان، ولو حدث ذلك ورافقه دعم التكنولوجيا وحسم النزاعات الداخلية لأصبحت “قارة” السودان أغنى من قارة أمريكا الشمالية! وانتظرت حتى نهاية مباراة الإياب الدرامية في ستاد القاهرة والتي انتهت بالتعادل 2/2 بعد أداء بارع لفريق الهلال أمام الزمالك الذي تاه في ملعبه وتلعثم لاعبوه في تطبيق خطة لعب لا يجيدونها، وارتبك مدربهم الفرنسي المحنك هنري ميشيل أمام ريكاردو المدرب البرازيلي المغمور الذي أتقن تحفيظ لاعبيه خطة لعب وطريقة أداء ذكية طبقها لاعبوه بروح جسورة وتفوقوا تماماً على الزمالك ولقنوه درساً كروياً رفيع المستوى وأضاعوا فوزاً كان في متناولهم وتأهلوا بجدارة إلى دور الـ 16· ولما طلبت صديقي الصحفي والكاتب القدير عبدالمجيد عبدالرزاق هاتفياً لأهنئه وأشاغبه أذهلني بتقريرصحفي عن ردود الفعل والمنشور في العدد الاخير من "سوبر" ،الذي جاء فيه أن مظاهرات الفرح عمت كل مكان بعد كسر الحاجز النفسي مع الكرة المصرية، وأسهم الفوز في توحيد الشعب السوداني وأن هذا الحدث سيطر على الجماهير والحكومة ليسبق الأحداث السياسية الساخنة وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، لدرجة أن مجلس الوزراء السوداني في اجتماعه برئاسة الرئيس عمر البشير ناقش انتصارالهلال على الزمالك والمريخ على فريق القطن التشادي ، وأشاد بالإنجاز وقرر فتح أبواب الدعم المادي للفريقين ومعهما المنتخب السوداني المشارك في تصفيات أمم أفريقيا والمرشح للتأهل إلى نهائيات 2008، وهنا أدركت أن دسوقي لم يبالغ وأنه ليس كثيراً على النفس أن يتمنى - مصري مثلي - فوز فريق سوداني على فريق مصري إذا كان ذلك سيخلق هذه الأجواء الملحمية من الفرحة والسعادة وتوحيد شعبنا الشقيق في جنوب الوادي·· ألف مبروك لهم ولنا أيضاً ·· وعقبال المراحل المقبلة من البطولة للتأهل إلى الأدوار النهائية·
* نقلاً عن مجلة "سوبر" الاماراتية |
| |
|
|
|
|